Skip to main content

Full text of "معيار النظر عند أهل السنة والأثر"

See other formats


زش 0 
0 6 


5< بيان منهج أهل السنة في | 


لغيبيات 
فير إلى عفوريه 


والرد على منهج الدهرية والح 
كتبيه ١‏ 


مية | 


والددٍ 


57 
53 
اع 

١‏ يي 
14 
3,7 
1 


يبيات سم 
له 





3 
3 
1 
5 





عند أهل السنة والأثر 


بيان منهج أهل السننّ في الغيبيات والتجريبيات 
والرد على منهج الدهريتٌ والجهمين العصريتٌ 


كتبه الفقير إلى عفو ربه 
د. حسام بن مسعود 
أبو المداء ابن مسعود 


ستر الله عيوبه 





الإصدار الثاني 
5/55" 


2 


11111011: 136020170 9111010112© )© (01700.71 
1117011: 45 111/600:.5111.112055 011019 211101121 


موقع قناة إقناع على الشبكة العنكبوتية: 
21. 011003 1/1175 
3 --: أ لاما ما(//: 111175/ 
771710 1741م 2) 1111/10 1[ء/0111 .0111118 مسومو :و جر1111 








الباب الرابجع 


باب في الجهمية الداروينية واللاهوت التطوري 
(100 ناماع علأواعط1) لإعمامعط1 لمدمم ا ناميع 


ورك زوم 11ت © 8 


١ | صفحة‎ 


مبحث فى بيان عقائد الدراونة المؤلهين عامة 

والجهمية الدراونة خاصة. 
وانما أقصد بالدراونة المتألهين» المنتسبين إلى الملل المؤلهة 38 مع اعتناقهم الفلسفة 
الداروينية في باب نشأة الحياة على الأرض بصورة ما أو بأخرى. وأقصد بالجهمية 
الداروينية» تلك الطوائف المعاصرة التي ظهرت في أهل القبلة من المفتونين بنظرية 

داروين» الساعين لأسلمتها على طريقة +١‏ الل ا ا 

الأكاديميات الطبيعية المقدمة في زمانهم» على النقل وعلى فهم السلف رضي الله عنهم» 
في إطار تلبيس النظرية (على أساسها الدهري ال حض) لبوس إثبات الخالق بالغيب» 
ونسبة تفاصيلها المنحولة كلها أو بعضها) أو آلياتها المزعومة زكلها أو بعضها) إلى فعل 
رب العالمين» ليكون ذلك الفعل هو فعل الخلق الإلهي «متهء02 عصتحاطل ثم 
التفنن - بحسب الأهواء - في التأوبل والقرمطة على نصوص الشريعة» استنبا 
واسقرادا من لوازم ومقتضيات ذلك التلبيس الطبيعي الدارويني» نحت دعوى 
التوفيق بين "العام" (يهذا الإطلاق الذي ببنا 0 اللّه وقوته اقتصاره على فنون 
التجريبيين وصناعات الطبيعيين عندهم) و"الدين" (وهو كل ملة تخالف دين 
الطبيعيين). وأما اللاهوت الخلقوي 0 أكندمغهء02 أو كا سمى 
بالثيولوجيا الداروينية #وعه1همعط1' صدنصةوصد<1 (ويقال له أحيانا تطور المتألهين أو 
الخلقوية المتألهة مسكندم6عهء02 بوتقدم سام / صم سامح عتمتغط]1) 
فالمراد به مساعي اللاهوتيين الطبيعيين» والمشتغلين بالعلوم الطبيعية من المتدينين 
من أهل الكتاب المعاصرين في تحقيق نفس المطلب (إجالا). 


وقد قرنت بين الجهمية الخلقويين واللاهوتيين الخلقويين» أو دراونة أهل الكلام ودراونة 
00 إلى كن دراونة أهل القبلة من الجهمية والمتفلسفة أذنابا ومقادة 


١ | صفحة‎ 


- على الأغلب أو من حيث الأصل - لنظرائهم من أهل الكتاب ا د 
مباحث هذا الباب بعون اللّه تعالى وتوفيقه. فهم (أي دراونة أهل القبلة) لما أنبزه 
نفوسهم أمام نظرية داروين وما هو ظاهر لا يخفى من إجاع الأكادميين الغربيين 
المعاصرين علبها وتأسيسهم علبهاء ومن ضراوة الدهريين الطبيعيين وشراستهم في 
تسفيه مخالفهها ومنكربها من أهل الملل والحط علهمء بل والتضييق عليهم في أكاديياتهم 
ومعاهدهم العلمية» وكان قد وقع للمنبزمين من أهل الكتاب من قبل سبيل يزعمون 

بها المع بين نظرية داروين وبين عقائدهم مع إدخال شيء من التعديل على النظرية 
نفسها (تأصيلا وتفريعا)؛ ا أهل القبلة وعقلانيهم بمن تحملهم أهوا 

على التعلق بأهداب تلك النظرية والتزلف بها لسادات الأكاديميات الطبيعية المعاصرة, 
إلا أن يتابعوا أولئك اللاهوتيين على نظرياتهم الداروينية المنسوبة إلى العلم زورا 
وبهتاناء كنسبة نظرية داروين الأصلية نفسها سواء بسواء! فإنه لم يكن على سبيل 
الاتفاق والمصادفة» أو على سبيل توافق الأفكار وتوارد الخواطرء أن جرى ححمية 
العصر والعقلانيون من أصعاب البح" كوا سم تسد 
داروين وأنصارهاء إلى نظير ما سبقهم إليه اللاهوتيون من أهل الكتاب من أفكا 
وعقائد في ذلك الشأن» ناس 0 إلى جحر الضب فدخلوه على 0 
الأعم الأغلب)» واللّه المستعان! 


وبما يؤفسف له أن بعض المتصدرين للرد على الدهرية من بني جادتناء تدرونوا من 
حيث يحسبون أنهم ينقضون نظرية داروين وبهدمون أركانباء إذ طبعوا وترجموا كتب 
أصعاب نحلة التصميم الذي من غير أن يعلموا أنما هي نحلة داروينية محضة:ء لما ظهر 
لحم بادي الرأي من مخالفتها نظرية داروين في القول "بمصمم" ما أو بعاملية إرادية 
دصع وش تنفيها النظرية على صورتها المعقدة أكاديهيا وتمنع من القول بهاء ولما اضطرم 


٠١ | صفحة‎ 


الو عه ا 
انظرية يوصفها مدخلا ( 002 0 00 
اللايديق روه علا تهون اللنحيجه تفي )عاطق جديا تال لغ الثاة 
للسبب نفسه - غالبا - متعلقين ببعض الأمثلة والمبادئ | لعقلية البني طرحما مايكل 
الا ا ويد أنها الحواب الدامة 
والبرهان الناسف لنظرية داروين من أصولها الأولى» والله المستعان ولا حول ولا 
قوة إلا باللّه! 


ويإجال» وقبل أن ندلف إلى التفصيل وبسط المقال, فمكننا أن نصنف جحممية أهل 
القباة المعاصرين المفتونين بنظرية داروين إلى ثلاث طوائف أساسية» بعضها منقول 
بصورة مباشرة من نظائره عند اللاهوتيين الكتابيين المعاصرين في أمريكاء وبعضها 
مستوججى إجالا من كلام اللاهوتيين ومعالجتهم المشيااء فنقول: 


© التطويريون كأقنده6تنآه؟8 عتاوتعغط]' 0 و 3 القائلون 
بالتطور الموجه «ه6تآه؟8 4ع0نت2) (وم الذ التاريخ 
الطبيعي الداروينية كا هي بحذافيرهاء مع 0 - داروين تعديلا 
ميتافزيقيا بجعل الانتخاب الطبيعي انتخابا إلهياء والطفرة العشوائية طفرة 
موجحة)» ومن ثم فهم يعتقدون أن الرب يخلق بالطفرة بعد الطفرة» فعلا بعد 
فعلء تطويرا وتحسننا. ولما انتقل هذا المذهب إلى المسلمين» تلبس به بعض 
أصحاب الطبيعيات من العتلانين 0 - 0 عند 
خاضاء 00000 إن هذ 0 م النص في 


صفحة | 6 


الكتاب والسنة من كونه عليه الصلاة والسلام قد خلق في الجنة من صلصال 
كالفخار ثم نفخ ل اح را 
إلى الأرض. ومن القائلين بالخلق الخاص لآدم عليه السلام الدكتور مصطفى 

مُمودء الذي كان ار نان مسن ال - فها بدا لي من تتبع 
كلامه في برنايجه التلفزيوني "العلم والإيمان" - هو القول بجريان التطور 
الموجه على جميع الأنواع الحية كما في أسطورة داروين» إلا على الا 
وظاهر كلامه في هذا يفهم منه أنه لولا عدم تمكن القوم من التوصل إلى الحلقة 
المفقودة المزعومة بينه وبين القردة العليا (الهومينيد) في تصور الدكتورء لأدخله 
مع غيره من أنواع المخلوقات الحية تحت دعوى التطور '. والرجل كان على 


' وقد يقال إن المحتج بمسألة فقد الحلقات الواصلة أو الحلقات المفقودة (كما تسمى) في السجل 
الأحفوريء هذا يلزمه طردها على جميع أجزاء الأسطورة التاريخية التي أسسها الدراونة حتى 
يسقطها فلا يبقي منها شيئاء أي أن الدكتور يلزمه أن يسقط جميع دعاوى الارتقاء والتطور من 
نوع إلى نوع؛ لعدم عثور الدراونة على حفريات لكائنات وسطى بين كل نوعين تزعم النظرية 
اتخذان اأحدهنا عن الذكرن تطوري! قبا ككل مخصول التطواو أو قيك بالتطوين (كمااهر قول 
تعالى في خلق أنواع الدواب والأنعام؛ والله أعلم) ة عن لاضع دازم نر على حار وسيقل 
ل ار ا الم اس ا ا لس مام 
ثم إننا يفترض - إن صحت النظرية» وصحت طريقتهم في الاستدلال بالرمم المتحجرة لإثباتها - 
أن نجد وفرة وافرة عبر كافة العصور من حفريات لمخلوقات خلقت مشوهة بالغة التشوه» ما بين 
عاجز عن البقاء عد وعاحر عن التناسل» إن صح أن كان الأصل في آليات النظام الحيوي 
الفوضى والعشواء حتى يتفق للطفرة النافعة أن تظهر فتبقي ما صار لاثقا للبقاء! ولكن أين؟ 

هذه الاعتراضات قد قوبل بها الدراونة في أورويا وأمريكا على أيدي بعض أهل الكتاب فقابلوهم 
بأنهم مهما جاؤوا "بأنواع" وسيطة» فسيظل المعترض يطالبهم بإثبات أنواع أخرى وسيطة فيما 
مين الوشيط :وما قبله» فإن فعلو اراح يطالبهم توشط ينن: الوسيطين» وهكذا إلى :غير ما غاية! 
والواقة أن الإجمال الفاخال في ريت ال 65م في البارادايم الدارويني يجعل لهذا 2 
ال ف يا إذ يكشف وهاء تعريفاتهم وحدودهم لما يصير به النوع نوعا! فيقال: إن رخاوة 
تعريف النوع عندكم تجيز لكم أن تتأولوا المشاهدات الحفرية على أيما وجه يحلو لكم! فكلما طولبتم 
بإثبات أن نوعا من الأنواع قد تطور عن نوع آخر مرورا بنوع وسيط» سهل عليكم أن تستخرجوا 
من رفات ورمم الحيوانات ما تتأولونه من طريق التشابهات الشكلية على أنه هو النوع الوسيط 
المطلوبء مع أنه قد لا يكون من بقايا نوع جديد في الحقيقة» وإنما هو فرد من نفس النوع لكن 
فيه من الاختلافات الشكلية والوراثية ما يقع في إطار النوع نفسه! 

صفحة | ه 


أي حال يرى أن النظرية بجميع دعاواها محل لنزاع قوي ومستساغء ولا ينبغي 
"التشنج" (على حد عبارته) عند مخاطبة الخالف فيها! 

ومن تطويربي أهل القبلة من تفلسف - في المقابل - في تأويل تلك النصوص 
-0- حاولا المع بها وبين دعوى الدراونة رجوعنا نحن البشر إلى سلف 
مع القردة والنسانئيس والأورانغوتان ٠‏ لعل آدم هو أول الأنياء لا أول 

9 وتأول خلقه من سلالة من طين وتسويته بما زعمه الدراونة من كونه 

من ذرية من أنواع منحطة ذشأت في بحيرة راكدة» وجعل نفخ الروح فيه هو 
ترقيته بما يكفي لتصبح له نفس قاباة للوحي والنبوة» كما سلكه (على اختلااف 
في تفاصيل الاختراع والقرمطة في التأويل) "نديم الجسر" و"عبد الصبور 


فعلن متيل المفال + خلك الريسم الثى تاولها القوع "على أنها قورع فوم من أنواع الهومينيدالمز عوم 
سموه "بالنياندرتال" اجحطغم3606ه1١»‏ وجعلوه من بني عمومتنا المنقرضين الأقل "تطورا", هذه 
في الحقيقة إنما هي بقايا لجماجم بشر أمثالناء وإنما اتفق لهم من حدة المعالم ونتوءات العظام ما 
يجعلهم قريبي الشبه ببعض أنواع القردة! وهذه المعالم لا تزال موجودة إلى اليوم في بعض قبائل 
الأمريكتين! ولا يزال القوم مختلفين اختلافا فا عريظنا في مسألة العلاقة بين حجم المخ مالاأم13© 
26 والذكاء ععمعع][|اعغم1ء لأسباب منها (على سبيل المثال) الخلاف في تعريف الذكاء نفسه 
والطريق إلى تقديره وتقييمه سايكومتريا! بل والخلاف في تعريف حجم حيز المخ نفسه. فإنه إن 
قدرناه بنسبة حجم المخ إلى بقملة حسم الحسة» كان مخ الإنسان مساويا لمخ الفأر في تلك النسبة: 
وكان مخ الدلفين أعظم حجما بكثير! بل ومعلوم مشاهد أن البشر (الأذكياء!) يتفاوتون في أحجام 
المخ تفاوتا عظيما! فإن قالوا إن صغر حجم الجمجمة الأحفورية وضيق جبهتها مع نتوء عظام 
الحاجبين يدخلها في أنواع القردة العليا المزعومة» قلنا هذا كذب ووهم وهذيانء لأننا لا نملك 
معيارا نضع به حدا فاصلا صريحا بين أحجام وهيئات الجماجم التي لا يمكن إلا أن تؤوي مخ 
قرد» وأنواع وأحجام الجماجم التي يجوز أن تؤوي مخ الإنسان! وكذلك يقال في هيئة الجبهة 
والنتوءات العظمية! وقد أشرنا في غير هذا الموضع إلى أن القوم لولا الضغوط السياسية 
والاجتماعية لعدوا الأعراق البشرية و8366 أنواعا ومزءعم56 بعضها أرقى من بعضء بناء على 
معالم الوجه وحجم الجمجمة ولون البشرة وغير ذلك من الأوهام والخيالات! فبالنظر إلى أن القوم 
كانوا ولم يزالوا حريصين على تكلف بناء تلك الأسطورة الطويلة على أدق ما يمكن بلوغه من 
درجات التفصيلء فلا تزال تراهم ماضين في "اختراع" الأنواع والتصانيف الفرعية للأنواع من 
غير أن يكون معهم من مستند في أكثر ذلك إلا كسرة من فك أو شظية من عظم جمجمة رمت» 
أو ضرس وقطعة من عظم ذراع, أو نحوا من ذلكء ثم إذا "بالفنانين" يسارعون لتصور هيئة 
أصحاب تلك الرمم وتصور الطريقة التي كانوا يعيشون بهاء في رسومات تفصيلية وتماثيل ونماذج 
.. إلخ» والله المستعان!! 


صفحة | 1 


00 و"عمرو شريف 0 5 0 جرار 0 وهذه 
0 0 المتعلقة بتلك ا 
ولبس مبنيا عليها في علم العامة عندهم نظير ما عندناء ولا يترتب على مخالفتها 
عندهم من فداحة حة الخالفة ما يكون إذا أظهرها أحد من المنتسبين إلى ديننا! 
فسواء أعلن أحد 0 الأمريكيين أو الأوروبيين اعتقاده 0 0 
الاي وي حتى أنه نه لم يوجد 
م سيل طرتت 00 0 هو اعتقاد م ف 0 
الخلق عندهمء فغاية هذا أن يحظلى بشىء من الاستتكار العابر في المجلس 
الذي طرح فيه الموضوعء إن قوبل بشيء أصلاء ثم ينصرف الميع وكآن شيا 
يك أما 0 لديه أدن قدر من العم ا الشان 
0 ا 0 مدا 

0 0 
الأقران) على أصحاب تلك الأهواء يحملهم على تناول مسأالة آدم عليه السلام 
بخصوصها تناولا يذر به الرماد في عيون تلك الجماهير التي قد قد تك يكنم 
(أو على الأقل تقبله وتستسيغه ممن يفتي به) من أجل تلك المسآلة وحدها! 
لهذا 1 0 من المستغرب أن يختص دراونة أهل القبلة من الإعازيين 
والعقلانيين لمتفلسفة ونحوهم بابتداع الأعاجيب في تلك القضية في نظرياتهم 
ل لله المستعان. 


٠ | صفحة‎ 


بي التصمهيون موزوء1 / تاأقتصمتمعىسه صولنوء1]2 0 
كأكنص ه116 . وم القائلون 0 الذي وك هم اعتنقوا 
داروين وكوزمولوجيا #يرنيكوس بعشوائتتها الوجودية ل 
وميتافزيقاها كما هي» ثم أضافوا إلى آلياتها ما سموه بآلية التصميم «روذة»12 
«تعتصدطء»1 في بعض أنواع الخلوقات الحية» ليفترضوا "مصم| ذكيا" 
كعامل مفسر لبعض النظم الحيوية التي قالوا إن آليات داروين لا تكني 
لتفسيرها). وقد فزع إلى تلك النظرية وإلى مؤلفات أصحابها كثير من المسلمين 
معتقدين أن فيها | جة البإلغة على فظرية داروين» لا سيا وقد رأوها في تلك 
الأدبيات تجري مجرى البحث التجريبي الطبيعي الحضء من غبر أن تتطرق 
ولو من بعيد إذكر رب العالمين أو شيء من أمر الدين! فقال بعض الأفاضل 
ممن اغتر بها: أي شيء أحسن من أن ينقض على الطبيعيين بكلام طبيعيين 
أمثالهم ؟ والواقع أن تلك النظرية إِما هي مذهب لاهوتي مؤسس تأسيسا 
دهريا طبيعيا صرفاء فليس فيبا نقض على نظرية داروين ولا قريها منه كما 
0 خوانناء ولا تختلف عن نظرية داروين إلا في كونبا تضيف إليها 
مصم| ذكيا" كما أشرناء كآلية من آليات إحداث التنوع في الحشوة الحية» كما 
يأتي بيانه بحول الله وطوله؛ إنما راج ذلك التنظير ومصنفات أصحابه بين أهل 
الكتاب من شدة فتنتهم بالطبيعيات وحرصهم على التعلق يبديل "تجرببي" 
لنظرية داروين» يصاح للتدريس في مدارس الأطفال على أنه "نظرية علمية 
بديلة" لا تناقض (ولو مبدئيا) اعتقاد النصارى في وجود صانع بالغنبب ٠لا‏ 
سها في ظل المعركة | الطاحنة الجارية حاليا بين الدراونة الدهرية ومخالفهم من 
"الخلقويين" في أمريكاء التي بلغت بهم دخول الحام! 


صفحة | / 


والحق أن القائلين بتلك النظرية يقتربون من الربوبية 2وء(1» فهم يك 
تعطيلا من سابقهم» يرفعون الفعل الإلهي عن أكثر عمليات الخلق في 
لبيوستينء ويخيلوتها إلى العشواء.الوجودية. وافا كان الخالق تدهم باد 


سم 


للخلق» ثم هو "يتدخل" من أن لا 


والواقع أن فكرة التصميم الذي أو حركة التصميم الذكي هذه يتفاوت أصحابها 
في مقدار ما يثبتونه من "تصميم" أو "تدخل إلهي" في العالم» بيد أنهم كلهم 
يرجعون في النهاية إلى برهان اللاهوتي الطبيعي البريطاني ويليام بيلي .177 
تعلة2 الذي يستصحب إثبات العشواء في العالم كقدمة لإثبات وجود 
"التصمم" (ومن ثم المصمم)ء فيجعل التصميم "تدخلا إلهيا" عصندآ 
دم نخصء2 126 جريا على قدرية النصارى في مسألة "عمل الإله في العام" 
دمتاءعة عصتحلط؛ وأنه خلق العالم وجعل فيه ما يجري على غير إرا 

الكونية (زعموا)» من الشرور والمكاره ونحوهاء ثم أخذ "يتدخل" من آن لآخر 
ليوجه حوادث العالم إلى هذه الوجحمة أو تلك (وهو ما جعلوا منه فعله سبحانه 
عند إجابة الدعاءء أو عند إحداث أمر يبدو خارقا لعادة الناس ولتوقعاتهم 
وترجيحاتهم الاحقالية)! فبناء على هذه الأصول» قارن بيلي بين العين 
البشرية» وبين قطعة الحجر الصماء في قلب الصحراءء ليتوصل من ذلك إلى 
إثبات صانم للعين» كم| ده أحدنا بين ساعة المعصم وبين تلك الصخرة 
نفسهاء فيثدت للساعة صانعا! فتفنن أصحاب نظرية التصميم الذكي في التنويع 
على برهان بيلي هذاء فلزم أن يتفقوا كلهم - وكا يأتي بيانه في المبحث 
الحصص للكلام على هؤلاء - (حتى القائلون منهم بأن المصمم هذا له تدخل 
وفعل تصمهي في جميع الأنواع الحية بلا استثناء) على أصل قياس فعل الباري 


صفحة | و 


١ « ٠. 


جل شأنه على أفعال الصانع الخلوق» من أ سياه لإثبات وجوده من 
طريق الأقبسة على نوع "المصمم 0 ومن طريق التقديرات الاحتالية 
المستندة إلى عادتنا البشرية بنظم المعلومات التصمهية! 
وقد اعتنيت في هذا الكتاب بنقد وتتبع المذهب الأشهر من مذاهب نظرية 
التصمهم الذيء ألا وهو مذهب بهي (ومعه أو يلحق به مذهب ديبسكي) 
في أصل الحياة وذشأتها على الأرض» مبينا أساسه الذي استند إليه هو وأكثر 
منظري "التصميم الذكي" في عصرنا هذا. وإلا فينبغي أن يكون القارئ على 
ذكر من أنه بالنظر إلى مل القاعدة العريضة من نصارى الغرب بالأصول 
الطبيعية والفلسفة الداروينية التي استعملها أصحاب تلك النظرية في بنائهاء 
فكثيرا ما تراهم يطلقون صفة "المصمم الذكي" على الرب سبحانه من غير أن 
يتطرق إلى أذهانهم شيء من أصول النظرية نفسها ومقتضياتها ولواتها الدهرية 
التي بسطنا الكلام عليها وأطلنا فيه النفس في موضعه لأهمية ذلك ولشدة 
عي إليه. به بل إن كثيرا نهم ومن “مال المسلمين - تبعا - صاروا يطلقون 
للفظة يريدون با نتي نظرية داروين بالكلية, وأن الأنواع الح لحية إنها خلقت 
ل قصدا وتعيبنا لا بالاتتخاب ولا بالطفرة! بل إن من ع (الذين 
لا يقوم اعتقادهم على قدرية النصارى ولا اللاهوت الطبيعي عند بيلي وغيره) 
من ينفي كوزمولوجيا الانفجار وينفي نظرية دراوين ويكفر بكل ما جاء به 
الطبيعيون في باب النشأة وتارية الكونء وإذا أعرب عن اعتقاده وجدته 
يتكلم عن "المصمم الذي" وعن أن العام خلق "بالتصميم الذي" وربما وجدته 
يسوق للمخالف 00 أدلة ذلك "التصميم" على" المستون الكوزمولوجي 
في مسألة الضبط الدقيق لثوابت الفيزياء عصنصتة1 عضن (غير مدرك 
لخلفيات المبداً لأثروبي | الطبيعية الدهرية التي بيناها وبسطنا الكلام علبها في 


١ 


كتاب "آلة ا ويستعير من بهبى مسألة التعقد غير القابل للاختزال 
في "المكئنات الجزيئية" داخل الخلية. فل هذا إن وصف الرب بأنه "مصمم 
00 ذلك الوصف والإطلاق «.وغالبا ما يكوق 
جاهلا بحم وصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه ول يصفه به رسوله» أو 
يظن أن الباب باب إخبار وهو واسعء ولا يدري حقيقة معنى "التصميم" 
وللصيى ورا انور فلحت على رت القالان :مرف لطن عق مان 
التصميم وما تقوم عليه! 
اي مظري حوض الأدبيات الخلقوية الواسع الذي ملأ به الداعية الماسوني 
لزي الفزنان أركتار اموق هان اللشكة عن و تفاارات اك اكول 
طاخحة» فبعض 0 الذين يكتبون عنده تحت اسم "هارون يحبى" يكثرون 
من وصف خلق الله تعالى بالتصميم معزوء(12 ويستدلون له بأدلة الخلقويين 
التصتهيين. ومع ذإ ترى على نفس اموق مقالات باجم فيا أوكتار نظرة 
0 ويزجم أن وراءها أ 0 ماسونية ومؤامرة وت اللمسون الإلحادي 
هل الملل كلهم إلى الد ين الطبيعي! فإذا كنت ت ترق الأمر كذلك حقاء 
وعدم التصميم في أمريكا وانفاقك الأموال الطائلة على 
التروجج لنظرياتهم ومؤلفاهم ؟ ؟ 
القصد أنه لبو كل من أطلق صفة "المصمم 5 ع الرب جل وعلا 
فهو بالضرورة قائل بتلك النظرية (نظرية التصميم الذي) #دمعط1 (11, 
والواجب أن يبين له وينصح بترك هذا الوصف وترك تلك النظرية وعدم 
النظر في كتب أصحايهاء والواجب كذلك أن ا الصحيح 
اال يس 0 الكلتروين: ف حسزة اليوط اقيق وسد]ة انعد 
الحيوي» فلا يستعين المسلم - إن شاء - إلا ا امجردة تععط5 


١١ | صفحة‎ 


20 9 0 يات 0 يللات 0 البى 
ودعاوى - الذي 00 وهذه مساآلة تحتاج إلى دراية دقيقة نيج أهل 
السنة في التعامل مع نظريات الطبيعيين وطرائقهم في الإثبات والنفي» وهو 
ما لأجاه ألفنا هذا الكتابء» بحول اللّه وقوته. 

٠‏ القهيديون أو الابتدائيون كأكنصه ه57 أفنلهقتم1 (") يكنا أن 
نسميهم)ء وهم القائلون بأن 0 7 يزد على أن محد الطريق والشروط 
5ه [3ننم1 لحريان السنن الطبيعية في العالم على نحو ماء ثم ترك 
التطو ل استقلالا عن الغيب وما فيه 
بالاتتخاب 7 3 5 00 العشوائية الحضة (التي هي عندهم النتاج 
إجملا). 0 تمساسرتة أي تدبير 
أو فعل مباشر في جريان تلك الآليات. وهؤلاء منهم من يقول بالحقية السببية 
ممستستصمعء10 [هدنهن» ويؤمن بأن الرب قد خلق جميع السنن السببية 
والقوانين الطبيعية و"خططها" بحيث تنشأ تلك الحوادث الحيوية كلها عبر 
يارد السوو ين انليمز انعد ستعطاد ان تي ااه | لوو 
الإفسان وإلى اصطفاء الأنبياء والرسل وبعثهم .. إل. وقد وقفت على كلام 

بعضهم يتأول قوله تعالى: ((أوَلَمْ ير الذِنَ كَمَرُوا أن السَمَاوَاتٍ وَالْأَوْضَ كاتكا 
تا فمََْاهَُّا وَجَعَلمَا مِنَ الْمَاءكْلَّ شَيْءٍ حَن أَقَلّا يُوْمنُونَ)) [الأنبياء : ]7١‏ 
على أن النصف الأول من الآية فيه إشارة للانفجار الكبير (التطورية 
الكوزمولوجية). والنصف الثاني فيه إشارة إلى نظرية الارتقائيين 


١١ | صفحة‎ 


35 زط ا(التطورية الارتقائية) في زعمهم أن أول صورة من صور 
الحياة إنما ظهرت في بحيرة من البحيرات أو في محيط من المحجيطاتء على أثر 
تفاعلات عشوائية لبعض الأححاض الأمينية!! فالخالق عند هؤلاءء وضع 
النظام الطبيعي بجميع قوانبنه وسذنه على النحو الذي يفضي في النهاية إلى نشأة 
لحياة وارتقاها (وفقا لبد الأثزوري)» وتركه ليجري على تلك السنن با فيا 
من عشواء وفوضى وجودية متأصلة» ثم "تدخل" بعدما ظهر الإفسان أخيرا 
يصطفي منه من يصطفي بالرسالة وتتزيل الكتب! 
ومن أولتك اللقهبديين من لا يقول بالحقية السببية» بمعنى أنه يني عن 
0 تعللها 1 بجملة من ا 0 ى السابقة عليها (بما ٍ ذلك 
0 ا يكت للباري 0 أو عل أ تقديرا أ 0 
يي ل ار أسمابياء ولا مجم إه : سيداته - ستنيا 
لشيء من حوادث العام أصلاء فينفي العلاقة ين الخالق وما يبري في العام 
ا ا 00 العالم 
لا اتصال بها عندهء وانما هو سبب افتراضى لحادث لا يجاوز طوله جزءا 
واحدا من عدة بلايين جزءا من الثانية (ألا وهو لمحظة انطلاق ا 
المزعوم)! وهذا عندهم هو غاية فعل الخلق ومنتهأه» إن جوزوا تسميته بالخاق 
أصلا! 

فعل الخلق عندهم أن 08 هو ابتداء الويج جل شأنه لتلك الأسطورة 
الارتقائية الطبيعية الكبرىء لا غير! 1 ي أنه عندهم ليس إلا نقطة الانطلاق 
لسلسلة من ات العشوائية التي لا دراية له بها ولا حكم له - ولا لغيره 
اعلا ولااإراذة ولاشىم البعة »يدانه وتعا-عا يضفو ق تغلوا كيراء.وهذا 


١ | صفحة‎ 


الفريق (الابتدائيون اللاحقيون) هم ولا شك أعظم الفرق الثلاثة تعطيلاء 
وحقيقة قوم هي الربوبية <دوذء1 على صورة من صورهاء ولا حقيقة 
للنبوات والرسالات عندهم ولا صحة لنسبة شيء من الكتب السماوية إلى 
ذلك الصانع الوهمي الذي يؤمنون به وهم يمثلون قطاعا لا بأس به من الود 

والنصارى العلانيين المشتغلين بالطبيعيات في أ وروبا وأمريكا! وإلى | لآنآر 
من المنتسبين إلى الإسلام من يصرح بعقيدهم» و خترن على ذلك (اعي 
مع بقائه على النسبة إلى الإسلام)» فهي دهرية وا ا 
فبه! وانما رأيت من المنتسبين إلى الإسلام من يتفلسف بما يوصل منه إلى 
ذلك المذهب على سبيل الاقتضاءء فيقول - مثلا - إن الله خلق الخلق 
بشرارة أطلقهاء ثم ترك القوانين تخلق كل شيءء وهذه زندقة ولا شك تناقض 
صرح القرآن» وقد وقعت عند بعض بني جادتنا من الأكاديميين المعاصرين» 
كما يأتي عند الكلام على تلك الطا 


وهؤلاء كلهم دراونة إجمالاء مع كون الطائفتين الأولى والثانية هها اللتين يطلق عليها 
مصطلح 'اخلقيون ا و "الخلقويون" 5أوتممتوء2ن. على ألسباسن أنهم اعتنقوا 
نظرية داروين أو لاء ثم حاولوا التوفيق بننها وبين اعتقادهم وجود الباري. فنهم من 
أدخل تعديلات على النظرية بإضافة آلية جديدة إلبهاء ومنهم من أدخل عليها التعديل 
27 الآليات الد 0 وأما من تركها كما هي ولم يعدل عليها شيا 

لداروينية ية بالظيور الجر إن 00 0 ايكيا 0 في الأرض 58 فلا 
يقال لهذا - على اصطلاح الفلاسفة الغربيين - خلقوي 156م600هء2ن! ولكن ف 


١ | صفحة‎ 


أي حال فكلهم أصحاب إفساد في صفات رب العالمين وأفعاله - بالضرورة - وقرمطة 
على نصوص دينهم حتى يحصل التوفيق المأمول ببنه وبين هذه النظرية أو تلك! 

وقد رتبتهم على هذا الترتيب الذي تراهء بالنظر إلى عظم ما عند كل فرقة منهم من 
تعطيل لصفات رب العالمين جل وعلا! فهم كلهم - أولا - يازتم بمقتضى الطبيعية 
المبجية التي اتخذوها مصدر التلتئي اولي إثبات المعارف في أ مر الكون وصفته 
الكلية وما كان قبله وما يكون بعدهء يلزهم أن ينفوا وجود غيب فها وراء العام 
المادي المحسوسء وإذن فلا رب ولا صانع إلا أن يكون حالا في هذا العالم أو أن 
يكون هو والعالم شيء واحد! وهذا هو ما سلكه الفلاسفة الطبيعيون من قديم | 
بدناه في غير هذا الموضعء وهو ما يقال أه على اصطلاح بعضص المعاصرين 
دموزعط)مة2 وترجمناه إلى توحيد الوجود (على بعض صوره). فأصحاب تلك 
الطوائف الثلاثة يلزتهم القول بأن الطبيعة هي الرب الصانع أو بأنه حال فيها بصورة 
ما أو بأخرى. ثم إن تفاوتهم في التعطيل يتدرج بهم ما بين من يجعل الرب هو فاعل 
كل خلقء ولا يقع شيء في العالم إلا بإرادته وعلمه» لكنه مع ذلك يرجع أفعال الخلق 
كلها إلى أسباب من جنس المشاهد والمحسوسء جريا على نظريته الطبيعية في خلق 
الأنواع» واذن يصبح الخلق "توجهها" لطبيعة هي التي تخلق على التحقيق» فلا تخرج 
أسباب الخلق عنها قيد أغلة! وهذا يقتضي تعطيل الرب عن جميع أفعاله الغيبية التّى 
هي من جملة أفعال الخلق وأسبابه» ويقتضي جعل الطبيعة نفسها هي الخالق على 
التحقيق» وهو يوجمها لا غير لا أنها مفعولة مخلوقة كلها بجميع أسبابهاء التي تتقدهما 
أسباب غيبية لا نظير لها في محسوسنا! 


وهو يعطل الرب سبحانه عن كال صفاته امتضى إذ يجعل العشواء الوجودية جزء 
من خلقه سبحانه! فعندما يتكلم عن الاتتخاب ا 


١١ | صفحة‎ 


الانتتخاب إلى الربء» فهذا ييل ما جعله داروين أمرا اتفاقيا عشوائيا محضا لا فعل 
و ا ا وتقديرء وما جعله داروين 
0 لاما اط ل لي ا ال 
يصر هؤلاء على إثبات الغائية فبا يقتضي مجرد إثباته نني الغائية (من حيث المبداً 
نفسه) في خاق الأنواع الحية» وعلى إثبات الفاعلية 'عجءى لل فيا يقتضي مجرد تصوره 
انتفاء الفاعلية» وهكذا! فن أين تأق الأسباب الغيبية ا 0 
يبقى أو ما يتخب وما بهلك أو ينقرض من الأنواع الحية» إن م أن كان الأمر كله 

جعا إلى بقاء ما نعق ان كانت مناه ماؤقة مسا الليمة لااحرة والفضيد أ 
3 يلزم تعطيل الرب عن جميع صفاته بما فبها التوجيه المزعوم والخلق المدعى, 
وجعل الطبيعة هي الرب 0 الذي يفعل وهو لا يفعل» ويختار وهو لا يختارء 
ويتخلق مع أنه ليس بخالق في 


وهؤلاء في الحقيقة أهون في تعطيلهم من التصمهيين! فإذا كان هؤلاء يقولون إن الرب 
هو الفاعل المباشر جميع ما جرت به حوادث النظام الحيوي من تولدات سببية» وإن 
كان ظاهرها العشواء! حتى رأيت منهم من يتناقض فيقول إن مثل فعل الرب في 
التارية الطبيعي كثل من يلعب بالنرد فها يبدو للناسء لكنه يعم في الحقيقة ما 
النتيجة التي يريدها وكيف ير النرد بحيث يحصل عليها لا على غبرها! وسيأتي معك 
بحول الله تعالى ببان أن العشوائية الوجودية لا تنفك عن التصور الدارويني لتلك 
الآليات التي توهم هؤلاء أنه من الممكن البقاء عليها مع ادعاء أنها إنما تبدو و 
عشوائية لا غير خلافا لا هي عليه في الواقع! ومع ذلك فهؤلاء كا تقدم أ أهون وأخف 
تعطيلا لصفات رهم من طائفة التصمئيين, الذين 1 ينسبوا كافة حوادث النظام 


١1 | صفحة‎ 


الحيوي إلى الفعل 0 وانما قالوا إن الأصل في النظام الحبوي أنه يجري على 
الععشواء الوجودية الحضة, التي لا يتناولها علم الرب ولا إرادته ولا فعله وخلقهء ولكن 
يستثى من ذاك عض الموادث الخصوسة لت ل يكن أن تكون قد وقدت بسي 
الآلية الداروينية وحدهاء بل لابد أن يكون قد أحدتها "مصمم ذكي", و قد أخرجما إلى 
العام على ذلك النحو الذي نراها عليه لا على نحو أقل ترقيا! واذن فالصانع عندهم 
اطلن ف كر قن الى اها كصورا ىن ]قار ندا معيو المي جك 
تفسيرها في زعمهم بافتراض الآلية لاروك المشرادة ين ولا تعليل 
ولا شيء! فهؤلاء حلولييون لا اتحادييون» إذ يلزنم جعل 53 0 د 
ما أو بأخرىء يتدخل من آن لآخر "بالتصميم" في بعض المواضع! وأما من 

توحيد الوجود, ففنهجيتهم الطبيعية تقتضي كذلك 0 206 
في الغيب» وانما أن يكون هو نفسه نظاما طبيعيا أو جزءا من الطبيعة» فيه وعي 
وذكاء وإرادة وفعل! 


وأما الطائفة الثالثة» فتبلغ الغاية في التعطيل» إذ تجعل جميع حوادث النظام الحيوي 
طبيعية صرفة وانما تقلت ذووا للصانع (الذي هو على مقتض قوطم جزء من الطبيعة 
كذلك) لا يزيد على ابتداء الأسطورة الطبيعية في أول نقطة منها لا غير! وهذه هي 
ربوبية داروين نفسه «دواء(1 كما بننا. 

اناد ب عال اطاد اي انرا ورانيفار 5 
اعتناقهم | 0 حمكتلة مهل« ا التي 56 


الج ا 000 والقياس والنظر ك) اقتحمه الدهرية الطبيعيون أصها 
تلك النحلة الخبيثة! 


١17 | صفحة‎ 


فبناء على ذلك المنيج الدهري. حصل الاعتقاد أدى الباحث الطبيعي الغربي بأن 
أصل العالم لابد ألا يكون إلا ناشئا - سببيا - عن جملة من 00 


(نوعا) وكذلك أصل الحياة والأنواع | الحية على الأرض! فإذا ك لسبب المطروح 
الي أي جاريا على نظام | لعالم (نوعا)» فهو نشي اس 
باستعال آلة البحث التجر, بي عط ع كنتمعءك5 م هو الشأن لشأن في كافة مطالب 


التفسير توعة إل أي حادث يوصف بأئة "طبيعي "! واذن يستجاز قياس ذلك 
الحادث الغيبى لغيبي العظيم (حادث النشأة) على ما يزع ا الماحتةا الطبيعي (بالتحك الحض 
-00 الشاهد, في إطار الفرضية التفسيرية كر 
ثم تعتهد النظرية وتقبل وتتحول إلى "علم" ع©مءك5 يتعلق به المفتونون من بني 
جادتنا ومن أهل الملل الأخرى» حتى يرى الواحد منهم نفسه مضطرا أعظم 
اللاضطرار 0 معاماة الحقيقة القطعية التي لا يجوز للنص الديني أن 
يعارضها أو أن يِأتي بخلافها أو بما يقتضي أو يوحي ولو من بعيد بمخالفتها! هذا هو 
000 لوق ولي ديك لس ميا عد لكل 
أو عند لقبلة: إنه كراهة أن يقال لهم أ نتم جممال سفهاء ترفضون العلم وتفسكون 
بالجهل 0 لأولين التي أزلها العم الحديث وقضى علها! 
فا الذي يسلكه المفتون في مقابلة تلك التهمة؟ نفس ما سلكه أسلافه من متكلمة 
ولاهوتبي القرون السالفة من منبجح معرفي إجالي! يسم - من حيث لا يدري ولا 
بشعر - للفيلسوف الدهري صاحب السيادة الأكادمية في زمانه بصحة مصادر التلتي 
المعرفي لديه في تلك القضايا الغيبية الحضةء ويجواز اقتحامحا بأدواتهم التنظيرية 
والقياسية ومن طريقهم (من حيث البداً | ا و . 
من نظريات (إجالا) من طريقه في تلك الأبواب» يتابعه على جعلها هبي "العقل" أو 


١8 | صفحة‎ 


ار بي و 
ب نفسهاء فيعمد إلى إسقاط ما يخالفها من نصوص بدعوى ظنية الثبوت» فإن 
و بدعوى سماحية اللغة» حتى وان كانت 00 
على الحقيقة (وقل| تتسع لتأويلاتهم المتعسفة تلك)» فلن يبالي بأن يسالك التأويل 
الباطني الحض من أجل ذلكء كا سلكه النصارى في كتاب الخلق لجعلوه كله من 
قبيل ضرب المثل 4116807 لا من وصف الواقع على ما هو عليه! فكل نص دل 
بالتصرح أو بالاقتضاء على خلاف تلك النظريات فهو عنده مدفوع وجوبا بالتضعيف 
أو بالتأويل! كل هذا من أين فشأ عند متكلمة القرون السالفة ولاهوتبهم وعند خلفهم 
المعاصرين؟ من شدة افتتاتهم بطريقة الفلاسفة المعاصرين لهم لطرح مسائل الغيب 
الكبرى للبحث والتنظير والقياس وكذاء ومن ثم تسلههم بصحة ذلك المنبج نفسه 
صمنيا من غير ما تصريم! 
فليا كان منهم ذلكء أصبح كل فريق منهم يبدأ بقبول نظريات القوم في أصل العام 
وأصل الأنواع أولاء ثم ينظر في تفصيل ما أثبتته تلك النظريات من دعاوى وجودية 
مان" ليت بويا اليك وان ,عق ف مغللة عر و نئي لل روطي اما مويه لل تارك 
بعض تلك الدعاوى حتى تلاتم مفردات اعتقاده الديني الموروث في نفس الآمرء 
تكلف من ذلك ما تكلفء وهو يراه اه خادما للدين عاملا على نصرته ورفع رايته! والا 
جرى على الأصل المبجي الكلي الذي هو مجراهم جميعا على اختلاف فرقهم ونحلهم: 
آلا وهو مراجعة الاعتقاد الديني الموروث وتعديله حتى يوافق تلك النظريات» وهو 
يرى نفسه بحسن صنعاء ويقي شباب المسلمين من خطر الوقوع في الإلحاد والخروج 
انين انرق »يفط نعل شيل الال يفيل القرل .ان الأنمان اناهن ليل 
القردة العلياء ومن ثم يأتي على النصوص الخاصة بخاق آدم عليه السلام وخلق حواء 


١9 | صفحة‎ 


وحبطه| إلى الأرض فيتأولها كلها بما يحلو له أن يصرفها به عن ظاهرها الذي أطبقت 
عليه قرون المسلمين من قبل حتى صار عندهم من المعلوم من الدين بالضرورة» وترى 
بعضهم الآخر في المقابل يأتي عند تلك المسألة ويتكعكع: فيقول لا يمكن أن يكون 
أصل الإنسان هو القرد لآن النص صري والإجاع منعقد .. إ» فيقول: هذه نظريات 
وفرضيات تفسيرية تحقل الصواب وتحقمل الخطأء وقد ثبت عندي خطؤها من غير 


طريق العلم الطبيعي فرددتها من أجل جل ذلك! 


فبئي مستند قبل هذا ما قبل» ورد ذاك ما رد» إذا كان من الواضم الجلي الذي لا 
يكابر فيه مكابرء أن أول ظهور لنوع الإنسان على الأرض هو حادث لم نشهده 
بأعينناء ولا يقع تحت عادتنا نظير له نقيسه عليه (ك) هو الشأن في نشأة أصول جميع 
الأنواع)؟ ؟ وبأي مستند يقدم هذا القياس أو ذاك على فهم السلف للنص الوارد في 
نفس الأمر؟؟ هذه هي القضية! المبج المعرفي نفسه هو أصل الضلالة» أو ! 

فقل مصادر حصول المعرفة! 


فالآفة الكبرى التي تي برج إلهها فساد كلا الموقفين جميعا إنما هي في مبدأ قبول الميثولوجيا 
الطبيعية الدهرية في أمر الغيب من الابتداءء بصرف النظر هل قبلوا دعاواهم في 
مسألة أصل الإنسان خاصة أم لم يقبلوها! الآفة في كؤنهم يرون بضاعة الارتقائيين في 
هذا الغيب اللحضء نظريات "علمية" يؤخذ منا ما لا يصادم الدين» ثم يعيث أحدهم 

فسادا في تحرير ما يقصد بصرح الدين الذي تصادمه النظرية أ أو لا تصادمهء يصطنع 
000 لمذاهب ال والدلالة 

والدلالة القطعية .. !2 » ولا يكاد أحدهم يرد من تلك النظريات شيئا يذكو - 
غلب - | إن وجد اذك مسلا أادهيا في طريتة الطبيعيين نفسها وفي مصادر تلتي 
الدعاوى الغيبية عندهم! فهو تابع للقوم في الابتداء وتابع لحم في الانتباءء يحرف دينه 


٠١ | صفحة‎ 


من أجل متابعتهم» ولا حول ولا قوة إلا بالله! فالقضية كل القضية في تقرير مصادر 
التلقي المعرفي المعقدة في قضايا اله لغيب المحض بعمومء ولدس الشأن في هذه النظرية 
بعينها أو تلك! نحن نتكلم 0 استدلالات الدراونة تصلح نوعا 
- من الأساس - لإفادة العلم وتحصيل المعرفة ولو بالظن الضعيف في مسألة الأصل 
الأول لأنواع الدواب على الأرضء وليس فبا إذا كانت هي أقوى أم النصوص ظنية 
0 07 6 إفادة | 0 الأمر (كا رأينا من لاثتهم لوثة 
لداروينية يتكلفونه من لموازنات والترجيحات بدعوى درء تعارض 

0 ولو 
فالحق أن جميع تلك الفرق الضالة المعاصرة ترجع إلى نفس تلك الأصول الممهجية 
الكلية الفاسدة؛ التي تجعل كل واحد منهم يتعامل مع الدين ونصوصه تعاملا انتقائيا 
صرفا يجري فيه على هواهء من بعدما قدم نظريات القوم (إجالا) ومصادر تلقهها 
عندهم (منبجيا)؛ على المنقول وميراث المسلمين في فهمه, واللّه المستعان لا رب 


06 


إن أصل أصول الجهمية في جميع العصور هو تقديم ما يزعمونه العلم والعقل على 
النقل! فإذا هم صنعوا ذلك» كان ديهم تبعا لتلك النظريات التى جعلوها هي العقل 
وقطع العقل» أيا ما كانت! فسنشرع في هذا الباب بحول الله تعالى وقوته في ببان 
تلك الأنواع الثلاثة من طوائف دراونة أهل القبلة» وما عندهم من عقائد فاسدة 
مصادمة للكتاب والسنة؛ نشأت عندهم عن التلاعب بالهوى الحض جريا على هذه 
الأصول الكلية التي تقدم تحريرهاء التي هم جميعا مشتركون فيهاء والله المستعان ولا 
حول ولا قوة إلا بالله! تلك الأصول الراجعة عندهم إلى الممبج الدهري في تحصيل 


١١ | صفحة‎ 


سكناه دطج]! [دعنع 00010 طغء]1 ومكن إيجاز ثوابته ومسلأته الميتافزيقية الكلية» 
0 والمعرفية, الي تابع الحهمية من أهل الملل معاصرهم من سادة الأكادمية 
لفلسفية الغريبة عليها من حيث شعروا أو لم يشعروا فها يلي: 


٠‏ تعميم النظام الطبيعي عل جميع الا العالم لممتخدلظ أه بطمتلهدى عنصلا 
5ع : وهو ما 9 من اعتقاد أ ن العام بكليقة ».من أوله إلى لخر 
الشاهد منه والغائب» سواء في خضوعه لتلك النظاميات السبيية نفسها التي 
تكشفها التجربة البشرية في إطار ذلك الحيز من العالم الواقم تحت الحس 
والعادة. فبناء على ذلك الاعتقاد الوجودي نشأ تجويز قياس كل غائب منه 
على ما في الشاهد معرفياء تحكى| بالهوى! 


© اعتقاد تساوي جميع أجزاء العالم في البنية والترمّبء وفي الطريقة التي ذش بها 
ذلك البناء والترب. ومن ثم هستجاز وضع النظريات البنيوية الكلية, 
كالنظريات الذرية 12602165 عنصدهاك التي تقيس جميع موجودات العام 
ون يف أقال الشة عل تطفة الضكر نار وب الزمال الي مكل لقيها 
سياف و إن رك الررن اانه دمن اراهن ةا 
من أوله إلى آخرهء تنشأ منها الأجسام الكبيرة» أو نظريات الهيولل» التي 
العالم على قطعة الثلج المركة من مادة مائعة متصلة متجمدة» فتجعل 
اذا كلدم كان وبل ان اين اك ا 
الأجسام أجساما إلا بتصوره على صورتها! المهم أن يكون العالم كله 
إلى آخره مركا من شيء كلي واحدء يفترض افتراضا بالقياس» تحك) 0 
ثم يينى عليه كل اعتقاد وتصور بشآن حقيقة العالم وما وراءه إن كان له وراء! 


١١ | صفحة‎ 


لودل جاه اح ما 
أسباب الحوادث وجوديا عن نوع "السبب الطبيعي". الذي يتس التو 
إل (استكشافة: بخن طريق ما .يسن 06 العلمى عقتامعءك5 
ده ةصدام:ظ. وهو ما يقال له السببية الطبيعية المغلقة [162وتوطم 
:ن5ه01 51ننون» أو التعلل الطبيعي التام. وهذا ما إذا اجقع مع اعتقا 
أنه ما من حادث طبيعي إلا وهو معلل في الماضي تعللا تاما بحادث أو أكثر 
من الحوادث الطبيعية المتقدمة عليهء وأنه ليس في الواقع من الموجودات 
والحوادث إلا ما هو "طبيعي ". أي من جنس ما هو واقع نحت الحس البشري 
من أنواع الموجودات والحوادثء أو ليس في الوجود إلا هذا العالم الواقع بعضه 
تحت الحس» اقتضى ذلك نني | لباري بالغيب بالكلية وانزال صفات الربوبية 
كلها على العالم نفسهء فيجعل هو الصانع وهو المصنوع جميعاء أو هو الموجود 
الأوحد الذي توهمنا صفته عند إدراكها بأن له عالما مصنوعا على النحو الذي 
نبصره من حولناء إلى غير ذلك من صور ما سماه الفلاسفة المعاصرون بوحدة 
الوجود الطبيعي «كتعطاصة7 عناكنلههتاها2: وهذا ما سيقي معنا ذكر 
أمثلة عليه في قوم من أهل الملل الكتابية بلغت بهم جحمميتهم وزندقهم أن 
عطلوا الباري عن جميع صفاته وأحالوه إلى قوة كامنة في الطبيعة لا تخرج عن 
إطار الأسباب الطبيعية التي هي بضاعة الطبيعيين في بناء أسطورتهم 
الكوزمولوجية! 


وهذه كلها مسلرات لا ينبض بها دليل من الحس ولا من العقل كما هو واضعء لا من 
طريق الفلاسفة الطبيعيين ولا الميتافزيقيين ولا غيرهم: وانما هي دعاوى اعتقادية دينية 
يسام بها الفيلسوف تسليا مبدثيا لا لشيء إلا لآنه لو لو لم يفعل لم يجز أه التنطع على 


صفحة | 7 


الغيب بنظرياته وأوهامه» واذن لزمه النزول من عليائه وثنى ركئتيه بين أيدي الأنبياء 
وأتباعهم» يرجو منهم أن يعلموه من أمر الغيب العظيم ما ترجى له به السلامة في 
الآخرةء وهذا ما لا يمكن لنفوسهم المريضة المستكبرة أن تقبله طرفة عين! 


فصل في نقض القول بوجوب النظر في نظريات الطبيعيين على أعيان 

المكلفين 
لا يزال الجهمية تتضخم بدعتهم في نفوسهم حتى تصبح من أعظم أصول دينهم التي لا 
يرون للمسام نجاة إلا بها! ولهذا كان أولوهم حريصين أعظم الحرص على إثبات وجوب 
النظر لإثنات حدوث العالمء من طريق يرئضيه الفلاسفة الأكافعيوة المعاصرون هم 
ويرونه صالحا - نوعا - لتحقيق المعرفة بوجود الباري! فكان ذاك الطريق هو التقديم 
ميتافزيقا الطبيعيين في زمان فلاسفة اليونان! واليوم ترى معاصرهم حريصين كذلك 
على إثبات وجوب النظر فها أغرق فيه الطبيعيون من تنظير ميتافزيقي يمس قضايا 
الإلهيات بصورة مباشرة! وكيف لاء وهم يعلمون أن للأمر ما له من مقتضيات ولوازم 
في إثبات الصفات ونفيهاء واثبات الأفعال الإلهية ونفهاء وفي فهم كثير من نصوص 
الكتاب والسنة في تلك الأبواب التي اقتحمتها نظريات الطبيعيين! فإذا كان أحدهم 
لا يحب لنفسه أن يتبم بتسفيه أو تجهيل أقرانه وأساتذته من دهرية الطبيعيين في 
تلك الآكاديميات التي هو منتسب إليهاء ويرى - من ثم - أن تلك النظريات هي 
العام الظاهر الذي لا يكذبه مسا إلا فتح أبواب الإلحاد والردة وتسفيه الدين .. إ» 
كان من غير المستغرب أن تراهم يتفننون كا تفنن أسلافهم في تحويل ذلك النظر 
التلفيتي الجهمي الذي تكلفوه هم في تلك الغيبيات واجبا من أعظم الواجبات على 
المكلفين! 


١2 | صفحة‎ 


فللجهمية الجدد بعموحم طريقان لتقرير بدعة وجوب النظر في الطبيعيات على أعيان 
المكلفين» أحده| يستندون فيه إلى النص بتأويل مبتدعء والثاني هو مقتضى منبجهم 
في مجادلة الملاحدة من أصحاب الطبيعيات» وثم به تبع لأسلافهم الجهمية الأوائل في 
إيجاب النظر "العقلي" في وجود الصانع وحدوث العالم على كل مكلف وانما اختلفوا 
عنهم في طريقة النظر ومنهج الاستدلال لا غير. 


فأما الاستدلال بالنص فثاله ما ذكره "عمرو شريف" و"زغلول النجار" وغيرهما من 
"تحمية العصر المشتغلين يباب تأريئة نشأة العالم ونشأة أنواع الدواب على الأرض في 
الطبيعيات من تأويل قوله تعالى: ((قُلْ سِيرُوا في الأَرْضٍ فَانظرُوا كَنِق بدأ 5 
الله يُنتئ النَّشَهٌ الآخرة | ن الله على كل شيء قييز)) | [العتكبوت : ]٠١‏ 
أن المراد تكليف 0 والمشاهدات المستقرأة من واقع 3 
ونظامه الحالمي لمعرفة | كيني التي خلق الله با السماوات والأرض في الأيام الستة 
كيني لني خاق بها أ أنواع الدواب على غير مثال سابق. ولا شلك أن هذا التأويل 
ل 0 
إلى إثبات! ومع أن هذه الحقيقة وحدها تكني كل مس عاقل للقطع ببطلانه ورده 
على أصحابه بلا ترددء إلا أننا قد أفضنا في غير هذا الموضع في بيان اللوازم العقلية 
جلية المترتبة على قبول ذلك التأويل البدعي» التي تصل إلى الطعن على الرب نفسه 
الذي ترك خاتم أنبيائه لبموت على أميته في علم الكونيات وعم الأحياء من غير أن 
بتكلف العمل بهذا الآمر التكليفي الذي زعموه يوما من الدهرء أو يأمر به أ 8 
أتباعه وأصحابه! 


وعلى نفس هذا الفهم 0 السخيف لآية | العنكبوت فيا يتعلق بخلق السماوات 
والأرض وما بنهماء لا أستبعد أن يخرج علينا من يفسر نحو قوله تعالى: ((قلَ سِيرُوا 


١5 | صفحة‎ 


الأَرْضٍ فَانظرُوا كنف كن عَاقِبَةُ المُخِرمِينَ)) [ [الفل : 15] على أنه أمر تكليغي 
0 الأرمولوجيا وال: امح مس ا 0 
باستخراج آثار تلك الأنم اني: أهلكها الله تعالى وأمرنا بالاعتبار بمآلها في القرآن! ولعل 
أصحاب ذلك التأويل البدعي من التاريخيين والأركيولوجيين ونحوهم يجمعون لأنفسهم 
من نصوص الكتاب ما يسمونه هم أيضا "بالآيات الأرمولوجية" على غرار صنيع 
النجار وأتباعه فيا سموه "بالآيات الكونية". ليتكلفوا تفسيره بمكتشفاتهم في الآثار, 
يجعلونه "تفسيرا علميا" أو "أرمولوجيا" في أحيان» و"إغازا علميا" أو "أركولوجيا" 
في أحيان أخرىء تبعا لمصالمهم الفردية أو الحزبية فها يريدون ذشره 00 
الأمر واضم للغاية في أنه أنه تكليف لكل عاقل بالتدبر في حقيقة أن تلك الأم الفاجرة 
العاتية عن أمر الله تعالى لم يبق لها اليوم أثر بين الناسء بل أفناها الله على بكرة 
أبهاء ببغيها وظلمها وعلوها بما كسبته من أسباب الأرضء أيا ماكان مبلخها فيه! هذه 
مسألة واضحة لا تحتاج إلى تنقيب في الأرض ولا بحث في الآثار أصلا حتى تتضح 
لكل عاقل بمجرد تنييهه إلبها كما جاء به النص! ولكن أصحاب تلك ملسيو 
زاض ف ليها لآ كاك احواديم لجهمية الأوائل الذين كرهوا 

ن يقال إنهم ضعاف في العقل والنظر لا من السقهاء))! إنها شهوة 
إثبات 1 العقلي وتفوقهم 0 الفلاسفة والنظار المتعاظمين بين النا 
في زمانهم» ولس هو حرصهم على نصرة الحق ورفعه فوق رؤوس المكذبين | 0 
نفوسهم وتزينه لهم شياطينهم من حيث لا يشعرون! ولو أخلص هؤلاء وتجردوا للحق 
لأدركرا عظيم ما أحدثوه هم وأسلافهم في دين المسلمين من ضرر وإفساد وابتداع» 
من أثر رفعهم أصول فلسفات الدهريين والماديين في الغيبيات فوق ميراث النبيين 
على زعمهم أنهم يردون على أصحابها "بلغتيم" وبالبرهان "العقلي" الذي يناسب عقوطم 
و"عصرهم", ولا حول ولا قوة إلا باللّه! 


١١ | صفحة‎ 


ول امك جل في علاه في مقام محاججة المشركين: ((وجتلوا الايكة اَن ثم 

عَِادُ رمن 0 أََهدُوا حَلَْهُمْ سَنَكْتب عَهَاهَهُمْ وَيُانُونَ)) [الزخرف : 14] 
فاحتج سبحانه على دعوى المشركين بشأن صفة الملائكة وخلقهم بحقيقة أنهم ل 
يشهدوا خلقهم ول يروه رأي العين» فالآية حجة واضحة في أنه ليس أمام البشر في أمر 
ذلك الغيب من طريق لتحصيل المعرفة إلا السمع؛ فإذا عدم السمع؛ مع عدم المشاهدة 
والمعاينة المباشرة بموجب أنه غيب» فقد انقطع طريق المعرفة بالكلية» ولم يبق إلا أن 
يكونوا كاذيين متخرصين فيا زعموه من صفة الملاتكة! فلو كان طريق النظر القياسي 
(بقياس الغائب على الشاهد على وجه من الوجوه) معتبرا في تحصل المعرفة الظنية 
في مثل ذلك (وأعني مسائل الغيب المحضء التي منها خلق أنواع الحلوقات في الأرض 
والسماوات على غير مثال سابق)» لما كان في الآية حجة على هؤلاءء واذن لجاز لهم 
أن يقولوا: "هي 0 دلتنا على صنتتها أدلة علمية". فتأمل! وإذا فنحن تقول لكل 
من يخوض في أحداث خلق السماوات والأرض وأنواع الدواب على الأرض بشيء 
غير السمع: ((أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون))» وكا قال تعالى: ((مَا 
شهدم 3ن السَّمَاوَاتِ وَالْوْضِ 3 عن أيهم 7ك مُتَخلّ 3 عَضْدأً)) 
[الكهف : ١‏ فليتقوا الله في ديهم وفي دين الناسء وليشتغلوا بم بنقعهم وينفع 
الناسن مجو اانه الميستعاة: 


فصل في قولحم "ما المانع من قبول فكرة الأصل المشثرك «#مستصده©) 
#تتأوععصك دون بقية عناصر النظرية" ؟ 


0 ا و ا دنا ننا أسقطنا من 
لد ا اجر كسد د 


صفحة | 71 


مشتركء فأي شيء 0 العقل أو النقل يمنع من ذلك؟ فيقال لهم: وما الذي يحملكر 
على ذلك أصلا؟ إذا كان أصل الدعوى التي بنيت عليها تلك الشجرة الارتقائية 
المزعومة هو القول 00 المخلوقات تترق من أحط البدايات صنعا وتركبا إلى 
أعقدها وأحسهاء وهو قول يقتضي نسبة النقص إلى رب العالمين سبحانه وتعالى '» 
بصرف النظر عن "الآليات" المفترضة لذلك الترقي المزعوم» وإذا كان حادث خلق 
الدواب على الأرض من غبر مثال سابقء حادثا يشهد العقلاء على أنهم لم يشهدوا له 
نظيرا في عادتهم في هذا العام (آي لم يشهدوا حادثا أو جملة حوادث يقال إنها قد 
خلق بها أول طائر في الجو أو أول حوت في البحر أو أول دابة على | 9 
على أربع أو أول دابة تثي على بطنها أو أول دابة نشي على رجلين أو أول 


' قد يدفع المخالف هنا بقوله إننا لا نقول إن السلف المشترك كان منحطاء فلا يلزمنا ما تلزموننا 
به من نسبة النقص إلى رب العالمين ومن تشبيه طريقته في الخلق بطريقة البشر في الترقي 
بمصنوعاتهم! فيقال له إن العبرة بالحقائق لا بالأسماء. فأنتم تعلمون أن تلك الشجرة المزعومة 
إنما وضعت وبنيت جميع فروعها على أساس فكرة الترقي» وهو معنى كلمة مه]]نااملاع» 
والترقي لا يكون إلا من الأدنى إلى الأعلىء فلما كان الإنسان هو أعلى المخلوقات وأرقاها عند 
داروين» وكان أدناها عنده في المقابل هو الكائن أحادي الخلية» كان تأسيس النظرية على إثبات 
ترقي جميع الكائنات الحية بالتدريج عبر بلايين السنين مما حقيقته أنه أحط الكائنات إلى ما حقيقته 
أنه أرقاهاء من طريق تراكم الطفرات التي لم تزل تضيف النظام فوق النظام والعضو فوق العضوء 
حتى وصلت الأنواع الحية إلى هذا التنوع الواسع والتعقد البالغ الذي نراه الآن! فما سماه داروين 
وأتباعه بالأصل البسيط مأع0,1 16مجم[5 إنما هو الأصل المنحط على الحقيقة! ولهذا نقول إن 
مسلككم المتكلف هذا في انتزاع أسطورة التاريخ الطبيعي من فلسفتها الدهرية التي تأسست عليها 
عند أصحابهاء إنما هو مسلك فاسد عقلاء لا يرتضيه الدراونة الدهرية الذين تصرون على اعتناق 
نظريتهم» ولا يرتضيه أهل الإسلام الذين تصرون على تلبيسها بلبوس عقائدهم الغيبية رغم أنف 
العفل والنكل جميعا! فإ قالوا إنذا 9 نوافق على أن الطفرة كانت تضيف الأعضاء الجديدة عضوا 
بعد عضو إلى مخلوقات كانت تفتقر إليهاء فترقيها بذلك» لأن هذا يقتضي القول بانحطاط الأصول 
التي يحصل لها الترفي على هذا النحوء وخروجها إلى العالم مفتقرة لما يحصل لها به الهداية إلى 
كمال أمرها وتمامه» كما في قوله تعالى: ((الَّذِي خَلَّقَ فَسَوّى . وَالَّذِي قَدَرَ فَهَدَى)) [الأعلى : 3 
”]ء قلنا فماذا بقي لكم إذن من سبب لقبول شجرة الترقي المزعومة؟ بل يلزمكم اعتقاد أنه قد مر 
على كل نوع فترات لم يكن يخلق فيها أفراده إلا ناقصون مشوهونء؛ حتى ظهر لهم بالطفرة بعد 
الطفرة ما يحسن خلقتهم (نوعا)» ويكمل لهم أعضاءهم! وإلا فكيف حصل التشعب المزعوم في 
تلك الشجرة من الأساسء وما معنى تفرع النوع عن النوع الآخر فيها إن لم يكن هو هذا؟؟ فنقول 
إن تشبيه فعل الخلق الإلهي بصنعة المخلوق الناقص في العلم والقدرة الذي لم يزل يحدث الترقية 
بعد الترقية» هو لازمكم الذي لا فكاك لكم منه حتى تخرجوا من الداروينية ومن تاريخها الطبيعي 
المزعوم خروجا تاماء والله الهادي! 

صفحة | 71 


تزحف بلا أرجل .. إلى آخر ذلك التقسيم الكلي للأنواع الحية)» فأي أساس يبقى 
في العقل الصريم للتعلق بدعوى الأصل المشترك لميع الآنواع» إلا أن يكون قياسا 
متنطعا لا أساس لافتراضه إلا الوهم والتحك؟؟ لا المصدر الذي جاءت منه تلك 
الدعوى هو مصدر معرفي يصح الاعتاد عليه والاستناد إليه في مثل موضوعهاء ولا 
المقتضى اللازم للقول بها يجيز للمسلمين اعتقادهاء فأي داع يبقى لسك بها؟ 
فإن قالوا في الجواب: إِما يدعونا إلى ذلك ما تواطأت عليه المشاهدات الأحفورية 
والجيولوجية ونحوها من موافقة ذلك الأنفوذج الشجري (أنموذج الأصل المشترك)» 
حتى بلغت من المشاهدات مئات الآلافء قلنا: فلتبلغ أن تكون ملايين المشاهدات» 
فكان ماذا؟؟ هل تزعمون أن من تلك المشاهدات ما يصح الح 
لما تقدم أن نفينا عنكم مشاهدته من أصول الأنواع الحبة على الأرضء» أو مشاهدة 
نظيره (الذي تعلم مناظرته بطريق حيح)؟ فإن قالوا: نعمء وانظر إن شئت في ترقي 
أنواع الباكتيرياء على سبيل المثال» أليس هذا ظهورا لأنواع جديدة من أنواع قديمة؟ 
قلنا: نعم ليس هو ظهورا لأنواع جديدة» ولا ترقيا من نوع كان منحطا ناقصا قبل 
التغبر الذي طرأ عليه» وائما هو تكيف (بالتحول من حالة هي الأكل والأ 
أوافققة يل :وق وبق اعينة »إلى كدالة العرى فق ذاه الكل واللكي ف عوافة 
ظروف ببئية أخرى) فهو تنوع وتغير دا< خل النوع الواحدء وإلا فلم نر الباكتيريا في 
يوم من الأيام يخلق لها بالطفرة المزعومة عضو جديد أو نظام حيوي جديد لم يكن 
باس 0 
من المشاهدات» فلن يبقى معكم إلا التأويل المتكلف لمشاهدات لا علاقة لها بذ 
الغيب المحض الذي تريدون اقتحامه بتلك الأقيسة المتبافتة» فافهموا هذا يرحمكم الله 


١9 | صفحة‎ 


لم تشهدوا ذشأة ' نوع جديد " على غير مثال سابق يوما من الدهرء ول تشهدوا لها 
نظيرا بالضرورة لأنه ليس في النظام الحبوي مما تتشهدون إلا ظهور التغيرات بما حقيقته 
أن يكون تعديلا جاريا على مثال سابق» لا إحداثا لنوع جديد على غير مثال سابق! 
اللاسستسي ا اله وان و 
وسِقّى الفرد المننسب إلى النوع المعدل موصوفا بكونه على مثال سلفه» عل كال 
غيرهم من أسلاف الأنواء الأخرى» فيبقى طائرا كا أنهم طيور! بل ويبقى مميزا 
بصفات فئة من فئات الطيور لا يجاوزها لغيرهاء فإن كان من طيور لا تستعمل 
أجنحتها في الطيران وائما تعيش على الأرضء كالبطريق أو النعامة أو نحوهاء فلن 
تراه يكتسب من الصفات ما ينقله إلى نوع من الطوير الجارحة سريعة الطيران دقيقة 
الصيد كالصقور أو 0-00 ما تابعت من أجياله وما وقعت عليه التغيرات 
مرواسيور من 3 
م لا دو ال ل 
اععرة ووو التيية اراد لكيه لقع لوالا حول واءالفخوة لا ادن 
الامتبانة الحسوسة والخزادت الخنشونية والموتجوذا ت المحسوسة:, التي يسمونها إجالا 
بالطبيعية 221361121 ما جنح إلى افتراض "التفسير الطبيعى" 11261121 
موصو امد لنشأة جميع الأنواع الحية في | لعالمء يجعلها بالقياس حوادث من نوع 
تلك التغيرات المورفولوجية التي تطرً على أفراد النوع الواحد جيلا بعد جيل مصادما 
بذلك بداهة العقل القاضية بأن تكون الحوا لحوادث التي بها نشاً النظام الحيوي بعد أن 
ناوث 0 
0 الدهرية لا محالة من 1 ثر تمديدهم السببية لطبيعية إلى ما قبل نشأة | لنظام 
5 حي لني قط ل نما ا 


٠١. | صفحة‎ 


كان سببه سببا طبيعيا بالضرورة» وما من سبب طبيعي إلا كان سببه طبيعيا مثله, 
وهكذا بلا حد في الماضي! فعند الدهريء ليس لحوادث الطبيعة سبب خارج عن 
لطبيعة أصلا! هذه هي المقدمات الميتافزيقية الدهرية الخفية التي أجازت لداروين 

وتباءه القول بتلك الأقدسة؛ فبأي شىء استجزتم أنتم قبولها عنه يا هداء الله ؟ 


لولا أن قاس داروين نشأة الأنواع الحية كلها على ما أحدثه هو في بيته من تعديلات 
على بعض صفات الطيور بالتبجين بعصذلءء182 ع«ناءء51: ما خطر في ذهنه طرفة 
عين أن يزعم رجوع جميع الأنواع في الأصل والنشأة إلى التحول من أسلاف سابفة 
عليها بتغير الصفات الوراثية عبر بلايين السنين! ولولا أن كان الرجل دهريا خبيثاء 

ما زع أن الأصل الأول لابد أن يكون هو الأبسط والأحط :ودع / غوهامدمزة 
4 ثم أخذت الصفات والوظائف والتعقيدات العضوية تكتسب ترقيا وتطورا 
بالطفرات الجينية جيلا بعد جيل» حتى حصل بذلك كل ما نراه اليوم من تنوع وتعقد 
بالغ للأنواع في الأرض! ومعلوم أن الرجل ما وضع تلك النظرية إلا ليآتي ببديل طبيعي 
لدعوى ويليام بيلي وغيره أن الأنواع الحية بديعة الخلقة هي في الدلالة على خالتها 
كدلالة ساعة اليد على مصممها! من هنا جاءت فكرة الأصل المشترك, ثم جرى 
الأتباع عبر قرن ونصف من الزمان بتصيد المشاهدات والمكتشفات الحفرية ونحوها 
وتأويلها بما يلائم النظرية» حتى صار الأمر عند المفتونين السفهاء وكأنما هو حقيقة 
مطردة يتعذر تصور ما يخالفها! مع أن منطق الاستدلال بتلك الحفريات والمشاهدات 
النيي يأتي بها الدراونة في كل مناسبة إنما هو منطق مغرق في الدور على الحقيقة! فأي 
عقل في أن يضع أحدهم الفرضية التفسيرية مطلقة التغييب على هواه وبأها قباس يحلو 
له ثم يأتي بمشاهدات يفسسرها ويؤولها تأويلا جاريا على تلك الفرضية» ثم إذا سئل 
عن أدلة صحة تلك الفرضية أخرج للناس تلك المشاهدات نفسهاء مع ما زعمه لها 


7١ | صفحة‎ 


من تأميلات؟؟ قد بينا فها مضى أن تلك الدائرية عند القوم لا يخرج منباء بالنظر 
إلى كرن موضوع التنظير (الحادث المراد إثباته في تفسير الواقع المشاهد) حادثا غيبيا 
محضا لا نظير له في عادتناء فلابد فها كان هذا شأنه من أنواع الفرضيات التفسيرية 
أن تكون جميع المشاهدات النِي يزعمها دليلا على صحته متكافئة تام التكافق غير 
صالحة للاستدلال على التحقيق 4عصتصدمء]ءم]! 


فعندما يأتبنا أمثال الدكتور نضال قسوم مثلا في مقطع من مقاطع برنامجه على 
اليوتيوب بستة من الحفريات لاجم - النافقة» التي استخرجحها القوم من طبقات 
الأرض بناء على التصور الجيولوجي لتلك الطبقات» ثم أضافوا علهها من خيالهم 
الخصب ما به صيروا هيتتبا هيئة وسيطة بين الإنسان والقردة العليا المزعومة» تأسيسا 
على نظرية داروين والقول بالأصل المشترك, وأفاضوا في تفصيل خيالاتهم في كل 
حفرية من تلك الحفرياتء (التي قد يكون بعضها لأنواع قديمة من القرود قريبة 
الشبه بالبشر وبعضها لبشر من أجناس قريبة الشبه لبعض أنواع القردة)» ثم يقول 
قد | لنا جوابكم عن تلك "الآدلة" الدامغة على أن الإنسان قد انحدر من القردة 
العليا تطورياء فهذا تقول له إن هذا الهذيان دور منطقي ظاهرء وتخريف محضء لا 
يرق والله لآن يكون شهة دليل» فضلا عن أن يكون دليلا! فإن قال إن حم 
المجمة كان أصغر في الحفرية الأقدم ثم صار أكبر فأكبرء قلنا له ومن الذي قال إن 
الإفسان لا يكون إنسانا إلا بأن يجاوز حم جمجمته حا معيناء ومن أين جاء ذلك 
القيد العجيب على أحجام الجماجم؟ لس عند أصحاب خرافة الترابط الطردي 
دمنتداء ه00 عجتازووط بين حم المخ وبين الذكاء والقدرات العقلية» سواء في 
إطار أجناس البشر أو في أنواع الخلوقات عامة» إلا الوهم والميل في الاستدلال 
كذلك 5ذ8! ولا يخنى أن الصبي الصغير قد يبلغ من الذكاء برأسه الصغير ما لا يبلغه 


"٠ | صفحة‎ 


بالغ لديه رأس أعظم حما يكثير» ولولا ضيق المقام / لبسطنا الكلام في بيان أو 
تهافت تلك الدعوى! ثم إننا قد ببنا أن الفصل ذ 0 
الماجم لقرد أو لإنسان لا مصير إليه إلا بالتأويل القائم على الفرضية» فكيف يكون 
هو نفسه دليلا على حتها إلا بالدور المنطقي ؟ ؟ ثم إنه لا يمتنع أن يكون ثمة تفاوت 
في الأعمار التي هلك عليبا أصحاب تلك الث النافقة التي اكتشفتوهاء فن الذي 
قال إنه يلزم أن يكونوا كلهم قد هلكوا بالغين؟؟ هذا لا موجب له! ثم من ذا الذي 
قال إنه يلزم أن يكونوا قد هلكوا كلهم صحاح الرؤوسء أو حتى واقعين بجاجمهم تلك 
إطار الوسيط الإحصائي لأحجام الماجم لأفراد هذا النوع أو ذاك حيث عاش 
وحين عاش ؟ ؟ ألبس في إطار النوع الواحد نطاق للاختلافات الفردية 21ن«نكم1 
9 يجب اعتباره؟ والقصد أن هذا الترتدب التطوري كله وهم في وهم لا 
يق به 0 إلا تحكا بالتأويل لخدمة النظرية 7 يعلمون ذلك جيداء فبأي 
عقل يرا تقبله دليلا على صحتباء ويقال لنا إن أببنا واعترضناء وقلنا إن 
ا ليد مز وب عل صنق 1 دده 
من أحجامنا بكثير (طوله ثلاثون مترا أو يزيد): أنتم أصحاب إيان لا عقلاني 


طغتوط لاصنتاظ / لمممقعممن] ؟ ؟ 

ألا شاهت الوجوه!! 

قال الدكتور عمرو شريف (رأس الدراونة التطويريين من بني جادتنا في هذا العصر) 
في كتابه كه 0 الخلق" (ص. )١"1/‏ تحت باب "الآداة العلمية على حدوث 
طم بعرض الآدلة الى الم 0 0 
ولعب ص 0 ميد لمتخصصين» أن علم 


٠١ | صفحة‎ 


البيولوجيا الجزيئية قد ننى تماما حدوث التطور! لقد أظهر عام البيولوجيا الجزيئية أن 
الا ا 
الجزيئات العضوية المكونة لخلاياهاء وكذلك في شفراتها | نية. ويمكن تحديد هذا 
التشابه فها بلي: 2 أخذ يعدد أوجه التشابه ")" اه 


" قال في الوجه السادس (ص. 158): "توصل الباحثون إلى الجينات المسؤولة عن نشأة الخياشيم 
وكذلك الذيل في جنين الإنسان» وبالرغم من أن هذه الجينات أدت وظيفتها في جنين الإنسان فإنها 
خملت وظلت موجودة بالرغم من عدم الاحتياج للخياشيم أو الذيل فى الجنين أو في الإنسان 
الكامل. إن هذه الجينات تشبه الجينات المقابلة لها في باقي الفقاريات» تعتبر بمثابة حفريات على 
المستوى الجزيئى» تثبت الأصل المشترك بين الإنسان وغيره من الفقاريات." اه. قلت: نجيب 
عن هذا التخليط في وجوه! فنقول: أولا ليست الجينات "مسؤولة" عن نشأة كذا وكذا من الأعضاء 
الحية» وإنما هي من جملة الأسباب التي بها تأخذ الأعضاء هيئاتها ووظائفها! ثانيا: لا يقال في 
جنين الإنسان إنه تنشأ فيه خياشيم ولا أنه ينشا له ذيل» فضلا عن أن يقال إن فيه جينات تقوم بتلكٌ 
الوظائف! متى رأيتم في أجنة البشر خياشيم وذيول يا أصحاب العقوك؟1 إق الرريط يي مو انشل 
نمو الجنين لإااعع06+08 ومراحل ترقي نوع الإنسان نفسه في أسطورة الدراونة لإامععهالإطم» 
بحيث يكون في الأول ما يعضد الثاني أو يدل عليه أو يشبهه جملة أو تفصيلاء هذا من جملة 
خرافات دراونة القرن التاسع عشر الميلادي التي زهد فيها القوم وتركوهاء فلم يعد اليوم بين 
الدراونة من يقبل مقولة "إرنست هيكل" إمصععوالاطم 5ع]3الاأأم3عه لإمععه4م0! وحتى لو 
كان فيهم اليوم من يقبلهاء فنحن لا نقرهم عليها! ثالثا: إذا انتفى وجود تلك الأعضاء ووظائفها 
(الذيل والخيشوم) في جنين الإنسان» أصبح القول ببقاء "الجينات التي كانت تقوم بها" حتى بعد 
اختفائها عند تمام نمو الجنين» ضربا من العبث والهذيان! الإنسان لم توجد فيه تلك الأعضاء أصلا 
حتى يقال إن هذه الجينات أو تلك» هي التي كانت "مسؤولة' ' عن وجودها فيه قبل أن "تضمر"! 
ولا يصحح تلك الخرافة حقيقة أن الجينات التي تقوم بوظيفة الذيل والخيشوم في الأسماكء وتلك 
التي تقوم بوظيفة الذيل في القردة ونحوهاء لها نظير عندنا في الشريط الوراثي البشريء في نفس 
المحل الذي توجد فيه عند تلك الأنواع! ف فمن الواضح أننا لا ذيل لنا ولا خيشوم» وإذن فلابد أن 
تلك الجينات تقوم بوظائف أخرى عندناء علمناها نحن أو لم نعلمها! أما نظرية 01/6 »ادال القائلة 
بوجود مخلفات في الدي إن إيه ترجع لأسباب تطورية» فهذه من خرافات التأويل الدارويني التي 
بها يجعل القوم جهلهم بالوظائف التي تقوم بها بعض الجينات حالياء دليلا على عدم تلك الوظائف. 
وما ذاك إلا ليجعلوها "بقايا" أو "مخلفات" من وظائف قديمة كانت تقوم بها نظائرها في الأسلاف 
ثم لم تعد تقوم بها! سبحان الله عن تسفيههم لخلقه وتدبيره» وتعالى علوا كبيرا! رابعا: قول الدكتور 
بأن هذه الدعوى التأويلية الفاسدة بشأن بعض الجينات» تشبه الحفريات» أي تجعل تلك الجينات 
بمنزلة الحفريات التي يستدل بها على الأصل المشترك المزعوم؛ هذا القول صحيح ولا شك» إذ 
كلا المسلكين يقومان على نفس الفساد المنهجي والخلف العقلي البين! فلا الحفريات يصح 
الاستدلال بتأويلها الدارويني على صحة أساس ذلك التأويل عند أصحابه» ولا الجينات يصح 
الاستدلال بالتأويل الدارويني لتشابهها فيما بين الأنواع» على صحة أساس ذلك التأويل عند 
أصحابه! 
وقال في الوجه التاسع (ص. :)١51‏ "تتكون الأنواع المختلفة من البروتينات في جميع الكائنات 
من تجمعات ومتتاليات مختلفة من عشرين حمضا أمينيا فقطء على الرغم من وجود عشرات 
صفحة | ع" 


قلت: تأمل نوع ما يعده الدكتور (وأمثاله ممن تشبع بطريقتهم | لطبيعية الدهرية في 
اللاستدلال والنظر في الغيبيات | 000000 ا 
0 00 000 وجدنا النظام الجيني في جميع الأنواع الحية نظاما واحد 
1 سال ليه "ديه حسم م أن يكون دليلا 
أصلا؟؟ القوم استصحبوا من دهريتهم القياس الدارويني التفسبري الذي به أصبح 
00 00 
غير ضارة في نفسهاء "تطورا" «87010160» تقاس عليه نشأة جمبيع الأنواع الحية 

على الأرض» بزيادة الصفات وتنوعاتها على ذلك الأصل المنحط المزعوم! فعلى قياس 


الأنواع من الأحماض الأمينية الأخرى في الطبيعة." اه. قلت: سلمنا! فكان ماذا؟! خلق الله تعالى 
جميع الأنواع بحيث تكون البروتينات فيها مركبة من عشرين حمضا أمينيا فقطء دون غيرها من 
الأحماض الأخرى! فكان ماذا؟؟ أين الدلالة في ذلك على الأصل المشترك؟ وكيف لا يكون هذا 
مثالا صارخا لمغالطة قلب الاستدلال بالتبعات +معبا 0050© عط ع مام م (وترتيبها: إذا 
وقع "س"", فلابد من وقوع "ص" - وقعت "ص" - إذن لابد أن تكون "س" قد وقعت» وصورتها 
الرمزية: س -> ص ؛. صء إذن س)؟ عندما يكون ابتلال الأرض من تبعات المطرء وهو كذلك 
من تبعات انفجار ماسورة المجاري» وقد يكون سببه قيام بعض أصحاب المحطلات برش الماء في 
الصباح» فكيف يكون مجرد وجدان ذلك البلل دليلا على أن السماء قد أمطرت؟ وعلى أي أساس 
استبعدت الاحتمالاات الأخرى؟ يقول الدارويني وجدنا أن جميع الأنواع تتركب بروتيناتها من نفس 
الأحماض الأمينية» وهو ما قد نتوقع أن نراه إن صح أن كانت الأنواع كلها مخلوقة من نوع واحد 
أو من عشرين نوعاء أو إن كان كل نوع قد خلق استقلالا ولكن من نفس المادة» أو إن كان كل 
نوع خلق استقلالا :من .مواد مهاينة:: ولكن«منع .التكويل :إلى. نفسن تلك الأحماض» أو إن كانت 
الأنواع الأكثر "تعقيدا" قد خلقت منها الأنواع الأقل تعقيداء أو العكس» فكيف يكون مجرد حقيقة 
اتجني الانواع لحي انار كعايل يانه قن قينا لاجم صن » طبلا كل رجرعها يا ال نالف 
واحد هو الأقل في "التعقد العضوي والحيوي"؟؟ هذه هي المغالطة! وسببها إصرار الطبيعيين 
على وضع الفرضيات في تصور الحوادث الغيبية مطلقة التغييب بالقياس على ما في الشاهد. 
وهو ما يجعل منطقهم التفسيري 56350108 ©411علا800 خاليا من الأساس الاستقرائي المرجح 
كما بيناه في غير موضع» ومن ثم لا يصبح لديهم أي أساس لاستبعاد التفسيرات الأخرى المحتملة 
5 | أط1أ55همم /عطغه0 3108م أممذاع وترجيح التفسير الذي فرضوه.؛ ولا يكون لديهم استعداد 
لمجرد فتح باب ذلك الاحتمالء؛ لأنه إذن لا يبقى لديهم أساس لبناء النظرية ثم تعضيدها بالتأويل 
فوق التأويل! فلا مفر من أن يكون الاستدلال على هذا الوهاء الذي تراه! 0 هذا فقس جميع 
الوجوه التي جمعها الدكتور في تلك المسألة» وجميع الأدلة التي يحشدها الدراونة لنصرة نظريتهم 
بعموم! 

صفحة | ه0١٠‏ 


داروين» يكون التشابه بين القرد والإفسان دليلا على رجوعه| جميعا إلى سلف واحد 
ذنشأكلا النوعين بالتطور عنهء كما كان سبب التشابه بين تلك الطيور التي قام هو 
عاق شورق يقد رصوفي | رلك تمل ولك اهنا بع القالى الاي 
"بع هلقصث كنام 22112 الذي به أسس داروين دعوى التطور المطرد من أصل 
منحط! ؛ إذا كان غاية بضاعة الباحث في الطبيعيات والتجريبيات أن ينظر فيا تدله 
عليه العادة المستفيضة:» وما تجيزه له من تنبؤات مستقبلية وتفسيرات ماضية: وكانت 
عادته قد استفاضت فيها أمثلة التحولات الوراثية في ! ا 
لا من نوع إلى نوعء ودله الالستقراء المستفيض على أن المخلوقات المنقية إلى أنواع 
متفاوتة لا يحصل بها التناسل أصلاء فلا يتناسل طائر مع زاحفء ولا زاحف مع 
عروفيق الحو اين وق م لقو للا تي ولع ويه 
الورائي)» إذا كان ذلك كذلكء فكيف استجاز داروين هذا القياس في تفسير نشأة 
الأنواع كلها وتنوعها ؟ ؟ والله ماكان 5-6 7 يرى معقوليته لولا أن كان صاحب 
اعتقاد ميتافزيقي دهري يريد الانتصار له على دعوى أن الباري هو الذي خلق 
الأنواع كلها فأحسن خلقها وتصويرها! 


؛ وأقول إنه مغالط 631136105 لأنه خارم لمبدأ قابلية القياس الذي حررناه في الباب الثاني من 
هذا الكتاب. فما دامت قضية أصول الأنواع الحية (التي خلقت بها على غير مثال سابق لكل نوع 
كلي منها) غيبا مطلقا بالضرورة:؛ فمن غير المقبول منهجيا أن يلتمس تصور تفصيل الحوادث 
التي بها خلقت تلك الأنواع بأي نوع من أنواع القياس على المحسوسء لأنه إذن يكون ضربا من 
التحكم والوهم الذي لا طريق للترجيح فيه من جهتنا البتة! فكل فرض تفسيري يخترم حجاب 
الغيب المطلق على بهذا التهو فين منافط على اديز أسةة لان خيوة الشر تكو من أشنا إىأنطائد 
تؤسسه عليها! ولهذا لا توضع نظرية من هذا النوع إلا امتنع الاستدلال لإثباتها أو نفيها من طريق 
المشاهدة كما بسطنا الكلام عليه:في محله: .ولا يكون إثبات الفرضل التفسيري فيها إلا مغالطة من 
نوع غمعلاوء5مه© عط عمأممء 46م التي يصبح فيها التبعة أو الأثر الذي قد يترتب على "س" 
أو "صن" أو "ع" دليلا. على وقوع: الموثر "دن" يالذات تحكماء مع أنه لينن ثم نا يرجه "ان" 
على كل من "ص" و"ع"! 

صفحة |1" 


فكيف أنت يا دكتور إن طالبناك بنصب الدليل على صحة هذا القياس نفسه ورجانه 
على غيره مما يجيزه العقل (إن سلمنا بأن أصل القياس الدارويني يجيزه العقل)؟ ؟ لماذا 
يكون تفسير ذلك التشابه هو أنها كلها تنزل من سلف واحد ولا يكون أنها كلها قد 
صنعها صانع واحد وأجراها على نظام واحد ؟ ؟ لماذا لا يُكتفى بالتفسير بوحدة الصا 
ووحدة النظام الطبيعي والبيئي العام الذي خلقت جميع الحلوقات على الأرض لتشترك 
فيه ولتكون جزءا منه (إجالا)؟ وما وجه الدلالة الإضافية في مسألة التشابه الجيني 
والخلوي للأنواع الحية» فوق ما يفترض في التشابه الظاهري ١‏ لمع مع 6 
روه 1أهطم:ه81 بين الأنواع أن تكون دالة عليه؟ وعلى أي ع 
نصطحب المقدمة الداروينية 0 
على القول بخلق جميع الأنواع استقلالا؟ من المتوقع أن تكون جميع 0 الحية 
متشابهة في النظام البيولوجي الكلي وفي عمل الخلية وآليات الوراثة وكذاء بالنظر 
إلى كينها كلها تعيش كأجزاء في ظل قوانين - وفزيائية وأحدة! ل امحلوقات 
تتغذى على نفس العناصر الكهيائية» وجميعها تتحلل بعد الموت إلى نفس العنا 
الكهيائية, اي لتأثر بالقوانين الفيزيائية .. !ل! فلماذا لا يكون هذا هو 
لتفسير الكافي لكون البنية الخلوية والجزيئية لتك 000 متشابهة على ذلك 
نحو الذي أطال الكتور النفس في بيانهء متوه| دلالته "الدامغة" على السلف 
اماي راع اسح ا 


السببء أيها القاري الكريمء هو دهرية داروين نفسه أولاء ودهرية أتباعه من بعدهء 
وخضوعهم جميعا للطبيعية البجية دكتلهعدطه]! لدءنع1/1»:00010 الني تحملهم 
حملا على "طبعنة" الغيبيات كلها لا سها مسألة الخلق والنشأة» فإذا كانت الطبيعة 
والأسباب الطبيعية هي تفسير "ذشوء" جميع الأنواع ومنها الإنسان؛ وكانت الأسباب 


صفحة | /ا" 


الطبيعية كذلك هي تفسير نشأة الكون نفسهء وصارت تلك التفسيرات "نظريات 
علمية" معقدة أكاديمياء أصبح من "غير العلمي" 126غمءءهمن] (وليس للعلم تقيض 
إلا الجهل) أن يقال بأسباب غيبية وأجوبة غيبية لتلك الأسئلة الوجودية الكبرى التّى 

تقوم على أجوبتها عقائد أهل الملل كافةء وهذا هو المطلوب في النهاية: 6 
فيكولوعتيا اديز ل والمعرفي الأرقى اجتاعياء الذي لا 
يحرؤ أحد على تكذيب أصحابه أو نسفيه أحلاهمء ألا وهو القالب الأكاديمي الطبيعي 
منص لدعة عقتاصعك5! فالدين الطبيعي عمتءه12 عناهنلوس2126 هو الدين 

الوحيد في العالم الذي لا يعرفه أصحابه على أنه دين» ولا يجري بين أ 0 يقدمونه 
للعامة والجهلاء إلا في قالب العلم الطبيعي ءمءكء5 21ن8126, والله المستعان! 


والقصد أنه بدون ذلك القياس الدهري الدارويني» وبدون التزام المنهجية الطبيعية 
القاضية باقتحام تلك الغيبيات اللحضة بهذا الصنف من الأقسة الواهية» فإنه لا يبقى 
في مجرد التشابه والتوافق البيولوجي (سواء في الهيئة الظاهرة أو في البنية البيوجميائية 
الجزيئية الباطنة) أي دلالة على السلف اك ولا على نشأة أي نوع من نوع آخر 
متقدم عليه كما جزم الدكون ومن شاكله وجعلوه أقوى الأدلة وأدمغها وأحسها 
. إل! بل والله غاية ذلك كله أن يكون شههة واهية تدم على أصحابها هدماء | 
هدم شبهات أهل الملل الباطلة الأخرى ولا كرامة! 

ولا شك أن دعاة التطور الموجه أمثال الدكتور عمرو شريفء هم أشد الدراونة تناقضا 
في حرصهم على تصحيح خرافة الأصل المشتركء مع تخليتها من مبداً العشوائية 
الوجودية الذي عليه تأسست عند داروين! فإن الأسطورة كلها من أولها إلى آخرها 
تقوم على فكرة الفوضوية الحضة في أصل جميع الأنواع الحيةء تلك الفوضوية التي لم 


صفحة | /" 


تزل "تتطور" اتفاقاء وتزداد امخلوقات فهها تعقدا وتركبا وظيفيا طفرة بعد طفرة حتى 
تصل إلى ذلك التنوع الواسع البديع الذي نراه اليوم! فن نزع تلك الفوضوية الابتدائية 
والعشوائية الوجودية من أصل النظرية» فعلى أي أساس يقيم فرضية الأصل المشترك 
نفسها؟ ؟ إن قال على أساس الأدلة الحسية والتجريبية والمشاهدات .. إل قلنا له 
إن هذا كله متكافى في الدلالة 4عصنددع)»16م1 بالنظر إلى كن القائل به متليسا 
بتلك المغالطة في القياس التفسيري التي لا مفر لصاحب الفرض التفسيري الغيبي 
مطلق التغييب * من التلبس بها! فهم إِنما صيروا تلك المشاهدات أداة على صحة 
فرضهم التفسيري تحكا ودفعا بالصدرء بلا أساس في الحس ولا في العادة من 
الاستقراء أو غيره لاستبعاد جمبيع التفسيرات الأخرى! فلا كان تفسيرهم لتلك 
المشاهدات جاريا على النظرية» لم يكن استعالهم تلك المشاهدات في إثبات صحة 
النظرية نفسها إلا دورا منطقيا بالضرورة! 


خذ مثلا قول الدكتور (ص. :)١79‏ "فعلى سبيل المثال» ظهر أن إنزيم لستوكروم- 
مي بتآلف من نفس المائة وأربعة أحهاض أمينية بنفس الترتيب في كل من الإنسان 
والشمبانزي» ببنا يختلف هذا البروتين بحمض أميني واحد عن نظيره في قرد 
الريسسء ويزداد هذا الفرق مع الخيل إلى ١١‏ حمضا أمينياء ثم يزداد مع سمك التونة 
إلى 7١‏ حمضا أمينيا. معنى ذلكء أنه كلما ازدادت درجة التاثل في الأحاض الأمينية 
المكونة لروتينات الكائنات» ازدادت العلاقة وازداد قرب السلف المشترك بننها." اه. 


قلت: فهذا "دليل دامغ" عند الدكتور عي أن الأنواع كلها قد تطورت من بعضها 
البعض! أننا نجد - كا هو متوقع بداهة - في تركب البنية الجزيئية لخلايا القرد 


٠‏ أي الفرض الذي يراد منه تفسير قضية مغيبة تغييبا مطلقاء بلا نظير يقاس عليه في عادة 
الناس! 
صفحة | ٠١9‏ 


مشابهة لنظيرها عند الإفسان» فوق ما نجد من مشاببة لنظيرها عند الخنفس أو 
السلحفاة أو سمك التونة! فإذاكانت تلك الأحماض مرتبطة بهيئة الكائن الحي الظاهرة 
ووظائف أ أعضائه» فن المتوقع أن تكون تركييتها في الإفسان أقرب شهها إلى تركبتها 
في القرد منها إلى تركئيتها في سمك التونة» وأن يقع الحصان في منزلة وسطى من حيث 
المشابهة! فعندما يعقب الدكتور على هذه الحقيقة بقوله: "معنى ذلك أنه كلها ازدادت 
درجة التاثل في الأحماض الأمينية المكونة لبروتينات الكاتنات ازدادت العلاقة وازداد 
ب السلف المشترك بينها", فلا نجد في كلامه إلا التحكم وفرض التأويل الدارويني 
ل فرضه داروين نفسه من قبل على حقيقة التقارب والتشابه الشكلي 
الخارجي والبنية العضوية العامة بزؤندستدهء2 لمعنو ه[مطمه3 بين الأنواع. 
ليجعل النوع الأقرب هينة إلى الإفسا' 0 0 0 السلف 
المشترك المنحط من النوع الأبعد عن الإنسان في الهيئة والبنية العضوية! فلا فرق في 
منطق الاستدلال ولا في قوته بين مشاهدات 5 بن الدراونة في القرن الواحد 
والعشرين الميلادي ومشاهدات أسلافهم من 0 في القرن التاسع عشر! 
كلاها 0 مستكره متعسف! تأولوا تلك المشاهدة بأنها راجعة إلى الأصل 
المشترك, ثم الآن يريدون أن يجعلوها دليلا على الأصل المشترك! ثفرض (أ) لتفسير 
الو ا ا (ب) 
نفسها! فأي انحطاط للعقل فوق هذا ؟! 
فعندما يقول الدكتور: "ومن بين مئات الاختبارات التي ثم إجراؤها »ل يعط أي منها 
دليلا واحدا ينقض مفهوم الأصل المشترك والتطور." اه. فلابد أن نسآله - وندعوه 
دعوة صادقة 00 والتأمل -: ما هوء أها البروفبسور امحترم» الدليل الذي إن ظهر 
عددته أنت "ناقضا لمفهوم الأصل المشترك والتطور"؟ ما هي المشاهدة البيولوجية 


2٠ | صفحة‎ 


(تشريحية كانت أو يوتميائية) التي لا يمكن للدراونة أن يتأولوها على وفق نظريتهم ؟؟ 
لا مشاهدة على الإطلاق! كل المشاهدات تجد لها عندهم تأويلا! والسبب في ذلك 
هو أن امتناع تأويل المشاهدة با يوافق الفرضية إما يُتصور حصوله للباحث عندما 
يكون موضوع الفرضية نفسه داخلا (نوعا) تحت العادة والاستقراء والخبرة الدشرية! 
مثلاء لا يمكنني أن أتأول ابتلال قطعة صغيرة من الأرض بجوار بدتي مع جفاف بقية 
الأرض حول ال لبيت وسطح الب ليت وكل شيء آخرء على أن سبب ذلك نزول المطرء 
لأن عادتي تدلني على أن امطر إذا نزل فإنه ينزل على مسطحات كميرة من الأرض» 
فوق أن يخبط بها بصر أحدناء وإذن يصب ح كل شيء مبتلا بنفس المقدار! فإن كان 
من أساس لاستبعادي ذلك التأويل لتلك المشاهدة» فهو تلك العادة والاستقراء في 
خبرتي! أما إن قدرنا أن اكتشف الدراونة أن بين تريب الأحماض الأمينية في الإفسان 
وتركيها في القرد تفاوتا عظياء خلافا للتشابه الكبير الذي يرونهء فا الأساس الذي 
به تستبعد - إذن - فرضية التطور والأصل المشترك في أصول جميع الأنواع الحية 
مو عر اك 5 ؟ 


هل سبق لأحدهم أن شاهد عددا من العوالم كهالمناء في كل واحد منها أنواع حية 
كتلك التي نجدها على الأرض» وفيه نوع كالبشر يختلف نظير ذلك الاختلاف عن 
نوع آخر كالقردء وكان قد شاهد بعينيه - مع ذلك - أن تلك الأنواع كلها هنالك لم 
تخلق من سلف مشتركء وانما خلقت استقلالا - مثلا -» بحيث يأتي ليقول إن 
مشاهدة ذلك في الأرض عندنا ترح التفسير بالخاق المستقل على التفسير بالتطور 
فى أل فم د أو تستبعد مفهوم الأصل المشترك والتطورء بصرف النظر عن 
الفرض البديل ؟ ؟ أبدا! ولن يعدم الدراونة تأويلا لذلك التفاوت الكبير» ولو أن مو 
من دور تلك الأماض في تفاوت الصفات الوراثية بة التي يصرون على أنها قد انتقلت 


6١ | صفحة‎ 


ا 
ولا في التصور ظهور دليل إمبريقي ناقض إدعوى التطور من أصل مشتركء لا لآن 
الدعوى حق في نفسهاء مطابقة للواقع» ولكن لأن جنس المحسوس والمشاهد من 
مجاري الحوادث في العام لا يوصل منه إلى تصور الحوادث التي بها خلق العام نقسه 
بعد أن لم يكن! وبدون مستند من العادة فلا قيمة ولا أساس لأي فرض تفسيري 
طبيعي لأي حادث وقع في الماضي ! بل لا معنى لوصفه بأنه كان حادثا "طبيعيا", إذ 
ا في معرفتنا أصلا إلا من طريق العادة. ليث لا عادة, لا معرفة 
بالطبائع! فلا يبقى إذن من أساس أذلك المسلك إلا أن يكون جريا على اعتقاد ديني 
طبيعي في جميع الغيبيات أنها من جنس الطبيعيات (الطبائع المعتادة) لا محالة» قابلة 
مبدئيا للقياس على ما في العادةء | ص عفيدة داروين وأتباعه! 


فقول الدكتور: "بل يمكن القول بأنه لم يتم اختبار أي فكرة أو نظرية في مجال العم 
بهذا القدر من الإحاطة 0 وبهذا القدر من التوثيق مثلا ثم في دراسة تطور 
الكائنات الحية." اه. هذا لا جواب له عندنا إلا أن تقول: صدقت, ولا مجب على 
الإطلاق» ولهؤلاء أن 0 لأرض "آدلة" من هذا الصنف اللمغالطء فهو كالهباء 
والتراب» لا ينبض لحم بتلك الخرافة قيد أنملة! ولا نتوقع منهم نما شاهدوا المشاهدة 
بعد المشاهدة إلا أن يجعلوا من ذلك كله مزيدا من الآداة على نفس الوتيرة! فهم على 
أي حال لا يملكون إلا المكاثرة بالمشاهدات المؤولة على هذا 0 ع 

إذا ما نقدهم ناقد رموا في وجحمه بمثل تلك الدعوى الترهيبية الثقيلة الني أطلقها الدكتور 
(وهو صادق فها) بقوطم إنه ليس في تارية العلوم 6 ىل 
بهذا القدر من الاستدلال الوافر لإثباتها! وإذن ترتعد فرائص كل باحث أكاديمي 


صفحة | ١غ‏ 


تحدثه نفسه بنقد أدلة تلك النظرية السرطانية 1: لخبيثة» ويتراجع عن ال: لنقد وهو صاغعرء 
الله المستعان! 


فعلى الرغ مما عليه تلك "الآدلة" المزعومة من مغالطات عقلية لخجةء فدعاة التطور 
الموجه لا يتصورون إلا القسك بها ؛ لأنهم يعلمون أهم لو تركوها وردوها على أ صعابهاء 
لسنهتهم الأكاديميات | الطبيعية أ أبلغ النسفيه, ولأعرضت عنهم تلك الفئة من "المثقفين" 
في مسألة التوفيق بين "العلم" و"الدين" وفي مكالخة الإلحاد ومجابهة الملحدين! كيف 
يكون الواحد منهم "رجل علم" وهو يكفر بالتطور والأصل المشترك» الذي أجمعت 
0 ميدي ب 1 
الحية» فيصبح 0 207 ٠‏ وتصبح | لمشكلة الالحادية 0 نظرية 
التطور' ' دم أمظ 1ه دمتاماء ممع م1 لا في معنى مفهوم التطور نفسه ولوازمه 
وأصوله الفلسفية التي قام علبها! 

وهذا من أعظم ما شهده عصرنا هذا من تلبيس الجهمية ولا حول لا قوة إلا باللّهء 
ولا يعاملهم الله فيه إلا بنقيض قصدهم عند التأمل! فلا يقبله منهم القائمون على تلك 
الأكاديميات التي أرادوا التزلف إليها بموافقنبا في بعض أصول النظرية دون بعضء 
07 0 من -0- 115 أككاب الخرافات و"الأجندات 
5 اللي 2 اهلام أهم يننصرون له» بل يعدونهم بها من أهل البدع والضلالات» 
نسأل الله السلامة! 


61٠ | صفحة‎ 


في ص. »17١‏ يضرب الدكتور مثلا من جنس ما يضربه الطبيعيون لبيان وجه 
الدلالة في تلك الشبهات والأوهام التي سموها أدلة» فيقول: "ونختم عرض أداة 
البيولوجيا الجزيئية على صحة مفهوم الأصل المشارك وحدوث التطور بمثال: إذا أظهر 
الفحص المدقق لكتابين يضم كل منما نقس العدد من الأبواب والصفحات» أن 
الكتايين متاثلان فها تحتوي عليه الصفحات من كءات وحروفء مع وجود فقرة 
إضافية في بعض فصول أحد الكتابين. هل من الصواب القول بأن كلا من هذين 
الكتايين قد كتب على حده؟ أم الأصوب أنبها طبعتان متتاليتان من كتاب واحدء 
وقد تم إضافة هذه الفقرات على الكتاب الأصلى عند إصد ار الطبعة التالية؟" اه 


ستطيت سمل كد ديد ع إصاا وات وعْة 
موس و ودعي ا 0 
أي أساس يقوم ذلك الترجيح وموازنة الاحتالات ١‏ 00 على أي أساس ترح 
لديك ما ترح» واستبعد ما استبعد؟ يقوم الترجيح على أساس خبرتنا البشرية السا 
بأنواع الكتب وبحالات التطابق بين كتابين والأسباب التي ترجع إليها تلك الحالات 
00 سل اس ا 

سابقة لدينا 3 ا 00 
اللي وا ات ون مه 
كيرة أن يكون سبب تطابق الكتابين المذكورين على ما فسرته به! ولأنك لم يسبق 


صفحة | 66 


لك في حالات كثيرة أن رأيت كتابين على هذه الصفة» وعلمت أن سبب ذلك يرجع 
إلى كون أحد الكتابين منقولا بحذافيره من الكتاب الآخر الذي هو لمؤلف آخرء فلن 
يترج لديك اختلاف المؤلفين» بل يترخ أنها لمؤلف واحد كما ذكرت! 
ولكن يا دكتورء أسألك بالله الذي خلقك فسواك فعدلكء في أي صورة ما شاء 
ركك: هل خلق الله تعالى لجميع الأنواع الحية في هذا العالم على غير مثال سابق» هو 
موا ل ل ا والعادة 
المستفيضة؟ ؟ هل للمنطق الاحتالي مدخل أصلا في هذه البابة؟ ؟ إن أردت أن 
تحكم من طريق المنطق الاحقالي بترجيح أن تكون جميع الأنواع في الأرض قد فشأت 
نشأة تطورية من سلف مشتركء تجعل ذلك تفسيرا لتلك التشابهات التي ذكرتهاء 
فلا يصح لك ذلك حتى تتحصل إديك الخبرة والعادة المستفيضة بمشاهدة عوالم شتى 
كهالمنا هذاء فيها من الحياة نظير ما في عالمناء وتكون قد حضرت وشهدت بعينيك 
نشأة جميع الأنواع في أكثر تلك | لعوالىك فإذا كان لك ذلكء وظهر لك بالخبرة 
م لعوالم النني توصف الأنواع الحية فيها بهذه الأوصاف 
التي شاهدتها في عالمنا من تشابهات في الهيئة والبنية الحيوية والجزيئية ونحو ذلك» 
أنبا تكون الأنواع فيها مخلوقة كلها بالتطور من سلف مشترك؛ خينئذ» وحينئذ فقطء 
يحق لك - عقلاء وعلى التنزل - أن ترح بالاحقالية أن يكون عالمنا هذاء الذي لم 
يتفق لك أن شهدت سد فيهء قد خلقت فيه الأنواع بالتطور من 
سلف مشتركء بقياس التفسير المسمى عصتصههدء1 عدتاءن1طى! 
فا أنك في المثال الذي أوردته يجب أن يكون لديك خبرة سابقة بأسباب التشابه 
بين فسخ الكتبء حتى ترح لها هذا التفسير أو 0 
لديك خبرة سابقة بأساليب خلق الأنواع الحية في العوالم الختلفة وأ تكون. قد 


صفحة | 0غ 


شهدت من ذلك (أنت أو غيرك من أقرانك) ما يحصل به الاستقراء المر 
صمغ لم1 عمصتصتصمعك2]! أما وأنك : يسبق لك شيء من ذلكء والأمر كله 
بالنسبة إليك غيب مطلق لا ترعم لنفسك أنك قد سبق اك الوقوف بالحس 
والمشاهدة على نظيره البتة (حوادث نشأة الأنواع الحية في عالم كعالمنا)ء فليس إديك 
إذن أساس عقلي لوضع الافتراضات التفسيرية في أصل الأنواع الحبة على الأرض» 
الكيفية التي خلقها الله بها على غير مثال سابق! لا يصح لك الافتراض في تصور 

خوالاث قاضية نسو نر ثواقعا وين الا أن تكورق. اذايلقك كير ما بنذ يتطائر درك 
الحوادث وبالعلاقة السببية الرابطة ينها وبين نظير ما تريد تفسيره من الواقع 
الحسوس! فإذاكان نوعها (أي تلك الحوادث) غيبا مطلقا بالضرورة» فعلى أأي أساس 
تفترض وعلى أي أساس تر<» تقول لوكان خاق الأنواع بطريقة كذا لا بطريقة كذاء 
لتوقعنا أن نرى الأنواع الج لحية الآن على هيئة كذا وصفة كذا ؟! هذه هي القضية التي 
أرجو من الدكتور 1 ن يتأملوها ملياء وأن يتجردوا في تصورها للحقء فإنه 
أحق أن يتبع؛ والله المشعات لا و اشيواه! 


ولهذا كان لأهل السنة حجة دامغة في المنع من وضع التفسيرات والفرضيات 
وسو ار 0 
حدأ)) [الجن : ]١‏ وقوله سبحانه: ((وَمَا كن الله ليطَلِعَم عَل اله َمَيِبٍ وَلَكِنّ الله 
0 الآية [آل عمران : ]١78‏ وقواه: ((قل لا أكون أ 
عِنيِي حَرْآئْنُ الله ولا أَعْمٌ | ا وَلا أَُولٌ لم في مَلَكَ)) الآية [الأنعام : ]5٠‏ 
وقوله: ((وَعِنَدَهُ مَعَاتِحْ | الْمَيْبِ لآ يَعلَمْهَا إلأَهُوَ))ا الآية 0 : 59] وقوله: ((فَْلَ 
إِننَا الْعيِث يله)) الآبة [يوفس : ]١١‏ وقولة: ((يَكَ من أَماء اليب تُوحِيَا ِلك ما 
كُنت تَعْلَمُها نت وَلآ قَوْمُكَ من قَبْلٍ هَذًَا فَاصرْ إِنّ الْعاقََ ِلمََِينَ)) [هود : 29] 





صفحة | 61 


وقوله ((سَيَُولُونَ لاله رَابِْهُمْ كلمي وَيَقُولُونَ خَمْسَة 0 كلهم رَجْا بالقيب)) 
الآية [الكهف : 7؟] وقوله: ((قُل لا َعم مَنَ في السَمَاوَاتٍ وَالْأَرْضٍ الْقَيْب إِلَّا الله 
وَمَا يَشْعْرُونَ أَيَآنَ يُبْعَفُونَ)) [الغل : 10] وتأمل قوله 7 بشعرون”» ل يقل وما 
يعلمون» بل لا يحدون في عادتهم ولا في ترم ما يشعرهم بوقت قيام الساعة, 

ولا فرق بين حوادث خلق السماوات والأرض في الأيام الستة وبين حوادث القيامة 
من حيث التغييب المطلق» وانقطاع الطريق دوا إلا من السمعء وفي قوله: ((وَقَدَ 
كمْرُوا به من قَئِلُ وَيَقْذِفُونَ بالْمَيْبٍ من مَكَانٍ بَعبدِ)) [سبأ : 57] 0 1 عِندَمٌ 
الَْيبُ هم م يَكثبون)) [الطور : ]5١‏ وقوله ((مَا شهدم حَلَقَ السّما تِ وَالْأَرْضٍ 
وَلا حَأقَ أيهم وَمَاكُنثُ مُتَخِدَ المْضِلنَ عَضْداً)) [الكهف : 37 نتم شهدتم 
خاق السماوات والأرض حتى تقولوا فيه بالمشاهدة المباشرة» ولا شهدتم نظيره في 
سماوات أخرى وأرض أخرى حتى تقولوا فيه بالقياس! فبأي شيء فرضتم ما فرضتم ؟؟ 
فإذا فهمت هذاء تبين لك السبب في قولنا بأن مبداً وضع الفرضيات والنظريات في 
مسآلة النشأة وخلق العالم وخلق الأنواع الحبة على غير مثال سابق» هو مبدأ باطل 
مردود بالعقل والنقل جميعا! وانما يستجاز على دين الطبيعيين 0 (على قواعدهم 
في مصادر تلقي المعرفة) ) الذين يزعمون كذبا وجملا أن نه ليس في الغيب إلا نظير ما في 
الشهادة (واذن فليس ثمّة غيب أصلا ولا معنى للتغييب 0 
الحوادث في الماضي من الأزل وإلى الأبد إلا ما هو "طبيعي"! أما نحن المسلمين من 
أصول ديننا اليمان بالغيب وما فيهكما في قوله تعالى: ((اَذِينَ يُوْمنُونَ بالْمَيْبٍ وَتقِمُونَ 
الصّلاة وَمِمَا َرَْنَاهّْيُنفِقُونَ)) [البقرة : “'] وقوله تعالى: ((اأَدِينَ يَخْشَْنَ ريم اليب 
وهم يّنَ السَاعَةِ مُشْفِقُونَ)) [الأنبياء : 49] وقوله: ((إنّما تَذِر الْذِينَ يَْشَؤْنَ ربكم 
بِالعَيبٍ وَأَقَامُوا الصّلَاةَ وَمَن تدك فَإنمَا يتك لِتفْسِه وال الله الْمَصِيرُ)) الآية [فاطر 


صفحة | اع 


م ار 0 اله 


1 0 تعالى: 1 ذينَ يحْشَؤْنَ الع ”0 
1 


فوالله لا يؤمن بالغيب حق الإيمان من اخترمه هذا الاخترام» وفتحه للقياس على ما 
في الشاهدء حتى جاء فيه بالخرافات والأوهام! فإا يتلقى العلم بالغيب عند المسلمين 
من خبر الوحي لا غير! وما لم يرد فيه الخبر من الكتاب والسنة فالواجب التوقف 
فيه وتفويض العلم لله وحده! فإذا ما رجع من ذلك بالدعاوى الوهمية بشأن فعل الله 
وخلقه ا المسلم يجب أن 0 
نحو كذا وكذاء فهذا إذن تمي ضالء يشبه اللّه بخلقه وأفعاله بأفعالهم لا محالة» وا 
المستفاد ولا نول ولا قرة إلا باللد! 


قال الدكتور في مزيد من "الأدلة" على "الأصل المشترك" (ص. :)17١‏ "يظهر 
التشر المقارن الحلقات الوسطى بين الطوائف المختلفة من الأحياء التي ما زالت 
تعمر الأرض! فتجد البرمائيات (تتنفس صغارها 0 وتتنفس الحيوانات البالغة 
بالرئتين) كحلقة متوسطة بين الأسماك والزواحف." اه. قلت: لا جب إطلاقا في 
أن نرى الكائن البرمائي» فيه خصال وسطى بين الكائن البري والكائن المائي! هذه 
مسألة متوقعة بداهة! ولكن العجب كل العجب ممن يصر بلا أساس إلا مسلهات 
الدهرية الطبيعيين» على تأويل ذلك التوسط في الهيئة والبنية العضوية على أنه دليل 
على تطور متدرج ظهرت به هذه الأنواع كلها من 7" 0 واللّه المستعان! 


وقال (ص. :)١17١‏ "تعتبر "ظاهرة التاثل #ع1هدده1]" إحدى الأآدلة المهمة على 
الأصل المشترك وحدوث التطور. ففي طائفة الثدييات مثلاء يظهر التشري المقارن 


صفحة | 2/1 


أن أفرادها تشترك في نفس عظام الطرف الأمابيء» وأن هذه العظام تتشكل لتقوم 
بوظائفه المختلفة تبعا لنوع الحيوان» فهي تشكل جناحا في الخفاشء وزعنفة في 
الحيتان» وساقا في القطة, وذراعا في الإنسان" اه. قلت: لا جديد! ولا تزال المغالطة 
نفسها قائّة! فن المتوقع أن تكون ال ل 00 
مقاومة الجاذيية) متشاهة بين 0 المنشاهة في الهيئة وفي الوظائفء بحيث كلما 
تقاربت الوظائف العضوية والهيئة الخارجية ونوع الب ليث التي يعيش فيها النوعان» توقعنا 
إذا قنا بتشري البنية الداخلية أن نجدها أ ل 1 ْ -0- 
الدي إن إيه وفي الأحاض الأمينية | اللني تتركب منها بروتينات النوعين أن 
شبها! هذا كله لا دليل فيه على شيء! 
وقال (ص. :)137١‏ "الأطباء على دراية بحالة تعرف بالئدي الزائد والحلمة الزائدة 
عند بعض النساءء وتقع هذه الأعضاء في المنطقة الممتدة من الإبط إلى أعلى الفخذء 
وي المنطقة المعروفة بخط اللبن» إذ يوجد فيها في بعض الثدييات (كالقطط 
والكلاب) عدد من الأثداء التي ترضع بها صغارها. لقد احتفظ جنين الإنسان بالبراع 
التي تشكل الأنداء المتعددة في بافي الثديياتء وبدلا من أن 00 (باستثناء 
اثنين) نشط بعضها عند وصول الفتاة لسن البلوغ» كي أ خلمة زائكة رذ اك 
كيف يدفع المعارضون لمفهوم الأصل المشترك هذا الدليل؟" اه. قلت: ندفعه بنظير 
ما دفعنا به نظيره يا دكتور! ليس في اشترا اك الثدييات في كون ما يسمى بخط اللبن 
ع0 ع1لانل3 على تلك الهيئة الواحدة (تقريبا) ما يؤخذ منه السلف المشترك إلا 
بالتنطع الدارويني الدهري! تش الوظائف العضوية في الأنواع الحية يا دكتور (إلى 
جانب وحدة النظم البيئية والقوانين الطبيعية) يفسر تشابه بنية الأعضاء القامة بتلك 


صفحة | 69 


الوظائف ومراحل نوها في الأجنة تفسيرا كافيا لكل عاقل! أما أن يقال إن تشابه 
الأعضاء يقتضي السلف المشترك لميع الأنواع» فهذا ما لا يقوله عاقل! 

وأما حقيقة كون الإناث البشرية قد تظهر فببا أثداء إضافية تقع على نفس ذلك الخطء 
فالله أعلم بالحكمة منها والسبب فيهاء فنحن لا نملك ما به تفترض الحكم والأسباب 
والدواعي كلها الجائز وقوعها في علم الباري جل شأنه فضلا عن أن نماك ما نستبعد 
به هذا الاحال ونرخ ذاك! والتفسير بمطلق وجود الحكمة والغاية الإلهية (سواء 
عرفناها نحن أم لم نعرف) تفسير علمي مقبول وكافء وإن رغمت أنوف الملاحدة! 
وتفول: ألا يرد أن يكون الله تعالى قد خلق الثدييات كلها خلقا مستقلاء ومع ذلك 
ركب في كل نوع منها نفس تلك الآلية التي تنشاً بها الأثداء على ذلك النحو والترتيب 
في إنائهاء ثم خلق في كل نوع من عدد الأثداء ما يناسبه. إلا ما يقع من استثناءات 
يقضي الله فيها بحكنته بخلق ثدي أو ثديين إضافيين يخلقان على ذلك الخط ؟ ما الذي 
ير دعوى الأصل المشترك على هذا الكلام (مثلا)؟؟ والله لو لم يكن في هذه 
الحالات الشاذة من حكمة عند رب العالمين إلا أن ينتليك أنث وأمثالك يا دكتور 
لينظر ما تقولون وما تعتقدون» وما تظنون به سبحانه؛ لكفى به حكمة وتفسيرا! 
وأما الاستدلال بما يسميه الدراونة بالأعضاء الآثرية أو الضامرة 121ع6وع77 
وعتناءنحة5: فليس هو رجا بالغيب وضربا من التوهم على الوجه الذي ينا في 
الآنواع السابقة وحسبء بل إنه يزيد بكونه عدوانا على رب العالمين وتنقصا من علمه 
وحكنة جل شانةة ولديك أذرق كف لايرف الدكتوق المسلم هذا المعنى» ولا حول 
ولا قوة إلا بالله! فعندما يقال إن العضلات المسؤولة عن حركة صوان الأذن لا 
وظيفة لها في الإنسانء وإنها هي من بقايا تطوره من القردة العليا التني كانت تلك 
العضلات فيها تتحركء كما تتحرك في القردة المعاصرة» فإن هذا اتهام ظاهر للباري 


صفحة | .5ه 


جل شأنه بأنه يترك في الأنواع الحية حين يخلقهاء شظايا وبقايا وأجزاء لا وظيفة لها 
ولا قيمة ولا غاية! فهل يرضى أحدك لنفسهء وهو الصانع البشري الخلوق؛ أن يقال 
فيه إنه يترك في صنعته قطعا وأجزاء لا وظيفة لها ولا عمل ؟؟ لا يقبلها واللّهء لأنها 
إذن تعني أنه حمل مُضيع مفرطء لا يحسن صناعة ما يريد صناعته! فكيف جاز في 
ديتكم أن تنسبوا ذلك التفريط والحمل لصنعة رب العالمين جل في علاه؟ ؟ سبحان 
الله وتعالى عا تصفون علوا كميرا! يقول الدكتور في حاشية تحت هذا الموضعء بعدما 
ضرب مثال أذن الشمبائزي هذا: "حرصت على آلا أعطى مثالا بالزائدة الدودية أو 
عرين لفقل لذة ذا راق لياين الفتووم رض ,من لظن فى الإنيا جك 


فلت: ويحك! ما أجرأك على ربك!! "مازال" لها "بعض من الوظيفة"؟! بعض من 
الإظلنة 46 حسها الروك الكل أطر يا كتون أل :لزب الذي يذه :روصب اه 
العقل أن يكون عند الغاية من الكال في خلقه ما يخلق من الأنواع الحية» من أول 
يوم يخلقهاء فلا يجعل فيها شيئا إلا لحكمة, علمها من علمها وججملها من جحملها! فليس 
في جسدك ولا في جسد غيرك من الأنواع الحية ما لا عمل له ولا وظيفة» بل له 
غاية عفد .ويه “وتحكة مرة حعلقة وكوي وضرورة:سواء كنك فلك الغاية حيوية 
ببولوجية (من جنس ما تتحسسون أنتم تحسسا في محاولة | استكشافه!) أو غير ذلك 
ما هو غيب لا يعلمه إلا هو سبحانه! وأما سفهاء الدراونة الغريبين الذين اتبعتهم أنت 
وقلدتهم في هذا الاستدلال وغيرهء فلأنهم في الأصل دهرية لا يثنتون ربا ولا صانعا 
ولاغاية ولا حكمة ولا شيء بالغيب البتة» فقد جعلوا من جتملهم بالحكمة الإلهية دليلا 
عندهم على عدما (على مغالطة: عدم العلم دليل على العدم)» ومن جملهم بنظام 
الأشياء في الخارج دليلا على العشوائية والفوضوية واللاغائية في نفس الأمر! فإذا 
اكتشفوا قانونا أو نظاما سببيا ماءكان هو غاية ما هنالك من النظام في العالم جع2© 


صفحة | ١ه‏ 


حتى يكتشفوا غيره! وإذا لا حظوا لجزء من أجزاء الجسد في نوع من الأنواع وظيفة 
لسري وظيفته | الوحيدة حتى يظهر لم غيرها! وان أعياهم البحث عن وظيفة 
لجزء من أجزاء جسده. في إطار تصورهم البشري القاصر الفقير للنظام العضوي 
#تتاعنان5 عنصهع02 وللتركمب الوظيفي الملازم له عندهم» وجاء الارتقائيون 
بممشاهدة مفادها وجود نظير ذلك الجزء في جسد نوع مشابهء مع قيامه في ذلك النوع 
المشابه بوظيفة واضحة بالنسبة لهم» لم يجدوا في عقوهم الخربة ولا في دينهم الفاسد ما 
ا بانتفاء الوظيفة والغاية مطلقا في ذلك ١‏ خرف ووه لا يزيد عل أن 
يكون قطعة زائدة قد ب ذلك النوع من سلفه الدارويني المشابه دون أن يكون 
لها عنده وظيفة أصلاء فهي آخذة في الضمور حتى تنقرض! يؤسسون ذلك التخرص 
والكذب على رهم 5 على عقيدة التطور الداروينية العشوائية العمياء عندهم» 
الي تكتسب الأعضاء فهها الوظائف الحيوية اتفاقاء بل تصير الأجزاء أعضاء 
دهع بالصدفة الحضةء بلا خلق ولا تدبير إلهي! 


أرأيت يا دكتور .اذا نقول إن العشوائية الوجودية متجذرة في أصل دعوى التطور 
من سلف مشتركء, وأنها لا انفكاك لها عنهاء ولا قيام لها إلا بها؟؟ لأن السلف 
ا ل ا ري 
تاق :لقان الطليعة أن حفقيه لهي كرفا املا 137 قشي سدرونا 
ليصير عضوا حيويا له وظيفة ما في أفراد نوع ماء ثم ظهرت طفرات عشوائية جديدة 
في فسل ذلك النوع» واتتخب بها منه نوع جديدء لم يكن ثم ما يوجب اختفاء ذلك 
ارام وظيفة في النوع الجديد! إن هذا التدبير لا يصدر إلا عن صانع 
حكيم يقدر الشيء بقدره ويضبط كل خلق على أكل ما يحصل به المقصود من خلقه, 
فلا يجمل خلقه ناقصا ولا زائدا عبا يتم به ذلكء لأن النقص والزيادة في الخلق عم 


صفحة | 7ه 


به يحصل المقصود منهء كلاه| جحل وسوء تقديرء واللّه منزه عنبها جميعا! فإذا انتنى 
الصانع الحكيم» كان من المتصور والمتوقع على ذينهم العشوائي الدهريء أن تجد في 
النوع الجديد (الناشئ بالتطوير العشوائي) بقايا لأجزاء لم يعد لها حاجة ولا وظيفة, 
يتفق لها بالصدفة اللحضة أن تفقد وظيفتها فتضمر وتنقرض» بعدما كانت في سلفه لها 
وظيفتها وعملها! أما نحن المسلمين فنقول: اللّه أعلم ماذاكان لله تبارك وتعالى من حكم 
وغايات من خلق هذه الأجزاء الي لا ندري نحن ما وظيفتها أو لا غاية توجدء 
ولماذا جعلها مشابهة لما في هذا النوع أو ذاك من أجزاء لا نظير لوظيفتها عندنا! إن 
منّ سبحانه علينا بشيء من العم بذلكء فهو فضله يوتيه من يشاءء وإلا ثما أوتينا 
من العلم إلا قليلاء ولا نقول في ربنا إلا ما هو لائق به سبحانه من نسبة كمال العام 
والحكمة له جل في علاه! 


فلو كنت يا دكتورء صادقا في مطلب نزع العشوائية الوجودية من بناء النظرية, 
لنقضت على القوم استدلالهم بالجهل الحض في تلك المسألة الخطيرة» ولاستحييت 
أن تنسب فكرة "التطور" نفسها لصنعة ربك جل شأنه, ولبرئت منها بالكلية! ولكن 
أنت بكل أسف لا تريد إلا التلفيق للنظرية وأسلمتها بأيما سبيل اتفقت لكء وما 
أحسب إلا أنك تعلم تام العلم أن انتفاء الفوضوية 0305© والعشوائية 
59 من بناء "مفهوم التطور" و"الأصل المشترك" انتفاء اما ليبس 
بمتصور ولا بمكن أصلاء ومع ذلك تزع أنك قد نفيته بالكلية» ولا حول ولا قوة إلا 


١ 


بالله ! 
والملفت أن الدكتور يأتي في (ص. )١554‏ من نفس هذا الكتابء فيسفه كلام 
"الدراونة" في إطلاقهم عبارة أو اصطلاح "الدي إن إيه المهمل" (أو 

إيه ىا21آ علمنا[)ء فيقول: "انظر إلى اصطلاح | لدنا المهمل ا 00 


صفحة | ٠ه‏ 


بعد أن وجدوا أن الشفرة الوراثية للإفسان ملة على /١١7‏ فقط من الدناء فقالوا 
إن إن الباق (حرىة/) لا وظيفة له!ء وأرجعوا - هذه الكميات الهائلة من الدنا إلى 
الطفرات العشوائية» وانتبز الدراونة الفرصة» فقالوا إنه إذاكان وراء نشأة الخلية مصمم 
دكي لوضع في النوا ا الدنا المطلوية فقطء أو جد وظيفة لهذا الدنا المهمل." 
اه. ثم يقول: "ماذا كان موقف القائلين بالتصمهم الذي ؟ رأى هؤلاء استحالة أن 
يكون المصمم الذكي قد قام بهذا العبث وسوء الاستخدامء وأنه وضع هذه الكميات 
الهائلة التي لا لزوم لها من المادة الحية في نواة الخلية" اه. قلت: فبالله يا رجلء بأي 
عقل وبأي دين فرقت بين تلك الأعضاء التي لا يعام لها اليوم وظيفة» وبين تلك 
الجبنات التي لا يعام لها أيضا وظيفة لجعلت النوع الأول دليلا على صحة التطورء 
والنوع الثاني قولا عبثيا مشيناء لا يليق بمن ميته بالمصمم الذكي ؟ ؟! كيف قبلت 
الاستدلال بالجهل في وظائف الأعضاء ورفضته في وظائف الجينات؟؟ سبحان 
الله! إما أن يكون الأمركله راجعا إلى خالق عليم حكيمء ولا يكون خفاء حكمته في 
يلوق ما إلا نقصا في معرفتنا نحنء وليس انعداما للحكمة والغاية #رعهآه»161 في 
خلق ذلك الخلوق على ما نرى فيه من صفةء وإما أن يكون الأمر كله دليلا على 
الفوضوية والعشوائية التي تزع أنك تنتقدها! ولكن لأن الرجل يريد أن يفاضل بين 
مجال البيولوجيا الجزيئية ومجال علم التشريج» فيجعل الأول فتحا علميا جديدا 
أظهر أخيرا من الأدلة على "التصميم" ما كان داروين معذورا في قوله بالعشوائية 
الوجودية في خلق الرحمن بسبب خفائه عليه قبل ذلك (كما هو مذهب يمي نفسه 
في زعمه الإتيان بما لو عرفه داروين في عصره لقال بالمصمم الذكي!)» قبل الدكتور 
ذلك التفريق المفتعل السخيفء خرح بعقيدة غيبية مغرقة في التناقض المهجي من 
حيث لا يشعرء والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله! 


صفحة | 1ه 


برجع الدكتور (ضب 1175 ) الاسعدلال بدعوى تشابة الأحبة عل الأصل المشارده 
تلك الفكرة السخيفة التي لا نجد في العقل مستندا للقول بهاء كما لا نجد لغيرها من 
فون ال التدلال عندهم» فيقول: "يعد التشابه العجيب بين أجنة كائنات الشعبة 
الواحدة كالفقار يات دليلا قويا على وجود الأصل المشترك" قلت : أولا لا فسام 
بالتشابه! والصورة التي نقلها الدكتور في كتابه (ص. ١77‏ شكل 4) تحت عنوان 
"النشأة الجنينية للفقاريات”” تقارن بين سكتشات إرفست هيكل الختلقة» وبين ما 
ذكر الدكتور أنه "صور فوتوغرافية حديثة". مقارنة يظهر منها بجلاء أن التشا 
الشديد الذي زعمه هيكل لا حقبقة له إلا في خيالهء ومع ذلك كنب الدكتور تحت 
الصورة تعليقا قال فيه: "يعترض أنصار الخلق الخاص بأن هذا الشكل ثم فبركته من 
قبل التطويريين (أعلى)» ونرى هنا أن الصور الفوتوغرافية الحديثة لهذه المراحل من 
الأجنة تنبت هذا التشابه (أسفل)." اه.! فلا أدري واللّه أي تشابه يقصد! لا تشابه 
ولا شيء؛ إلا إن كان المقصود بالتشابه استطالة المضغة بين رأس وذنب وانحناءها 
مع بعض التجاعيدء وهذا لا يخدمه بشيءء لأننا نتكلم عن مضغة على أي حالء 
تسبق خاق الأعضاء والأجزاء على نحو متقيز من بعضه البعض! 
ثانيا: إن سلمنا بالتشابه» بل بالتطابق في شكل المضغة» نما وجه الدلالة في ذلك على 
رعو ميم الفقاريات إلى أصل واحد وسلف مشترك ؟ ؟ لا وجه على الإطلاق! لا 
على المنطق الدارويني ولا على منطق العقلاء الأسوياء! فلا علاقة أصلا بين مراحل 
مو الجنين وبين الأصل الذي خلق منه النوع لا إثباتا ولا نفياء ولا تفسيرا ولا تعليلا! 


ثم يأتي الدكتور بعد ذلك بجملة من "الأدلة الحفرية" المشهورة» ليخرج من ذلك كله 
بأن مفهوم التطور من سلف مشترك هو حفيقة علمية لا مناص من القول بها! فهذه 


صفحة | ده 


يا عقلاء المسلمين ص منزلة "أدلة" دعوى التطور من سلف مشترك (الني ص أداة 


فصل في قوطم: ولكن فكرة الانتخاب الطبيعي فكرة بدهية ظاهرةء فكيف 

تريدون إبطالها؟ 
9 0 7 0 إننا لا تقصد بالاتتخاب 00 إلا "حفيقة" أن الصفات الوراثية 
ليا م م تكثر من ل 
يحملون : ماس الت الصفات وتنتشر بالتدريج في الحوض 
الجيني للنوع في هذه البكة ملئة لبيئة المحلية أ وتلك. فإذا كان هذا هو مقصودنا ٠‏ فلا يسعك 
إبطال قولنا بالانتتخاب الطبيعي؛ لآن هذه مسألة ظاهرة 11121 لا تحتاج إاوزاثبات 
ماد اليل 9 أديه فرصة 0 النساء ومن ِ م اسل وق النية 
0 3-6 ل ته وذريته م ا 
تكون فرصة انتشار جيناته عبر النسل والذرية ل الثاني في أن 
تنششر! فإذا عممنا ذلك على جميع من كانت إديهم جينات الرجل الأول» أصبح من 


صفحة | 1ه 


المتر لدينا أن يكون انتشار جينات الرجل الأول أعلى وأوسع بكثير من اتنشار 
جينات الرجل الثاني! فهذا المعنى الظاهر البدهي هو ما نسميه "بالاتتخاب الطبيعي" 
أو إن شئت فقل الانتخاب البيئي» وكآن الطبيعة والظروف البيئية قد "اتتخبت" 
جينات معينة للانتشار والاستقرار في الحوض الجيني! 


وبقال في جواب هذا الاعتراض إن هذا الذي تقوله لبس مما نسم به فها هو محسوس 
من أمر التكاثر والتناسل في إطار 5 لواحد كم| هو مشاهد اليوم» فكيف به وقد 
جعلتهوه منشا الأنواع كلها في ذلك الغ لغيب الزماني المحض ؟ اعلموا - هدا؟ الله للحق 
- أن الانتخاب الطبيعي إذا تخذكاساس (أو آلية) لنشأة الأنواع كلهاء فلن يكون له 
معنى حتى يعتقد من يقول به أن الأصل في التكاثر في الحشوة الحية د بنشع 
ذرياث مقوهة مع الل 500 أسباب البقاء أو على الأقل 
أسباب التناسل والاننشارء حتى اتفق للطفرات خيرا في فرد من أفراد 
ذلك النسل المأساوي الفاشل بصفة جديدة أو 3 جديدة ترققى به لأن يكون 
صالحا للبقاء كنوع حي وعكءءم5: ومن ثم م يكون وكأن الطبيعة قد انتخبته للبقاءء 
خلافا لبلايين الهلكى من قبله! وا ن قدر سه أظهرت فيه وظائف 
أخرى وكان مع ذلك صالحا لبقاء كسلفه كسلفهء تنوع إذن وأصبح إدينا نوعان تنتخهم| 
الطبيعة معا! ثم إذا ما تغيرت أحوال البيئة بصورة ما أو بأخرى كان الأصل أن يفني 
كل نسل وينقرض كل نوع حتى يتفق لهذا النوع أو ذاك أن تظهر فيه طفرة نافعة 
تؤهله لأن يبقى ويتكيف على الوضع الجديدء وهكذا! ولهذا فلا انفكاك للقائلين 
بالاتتخاب الطبيعي عن القول بالعشوائية الوجودية والفوضوية الخلقية الحضة, لأنه 
كن الأصل في خلق الكاثنات المية بعضها من بنضء ثها تخاق هلا وعة 
مايا0 ت ما ينقذها قبل فوات الأوان» فأي شيء يكون 


صفحة | لاه 


ذلك إلا محض الجهالة والعمى ؟ مع أنهم يرون بجلاء أ ن الأصل في التكاثر والانتشار 
لمي في جع الأواع السلامة ولوامة» ويس التوضية واممل هلالد إن 
ودار روا مسوز السدا ويطك وقر تيت ريد طلتر ا دو جما ورور 
ادل عيذ اماه ارو نانك كن ارال يه المقرام ادن ل 
قلطأف لان بزو شحي لكايو مناك عديزة راوهالا 


إذا نقول - وتكزر. دراه 0 0 الإلهية" 
ا ص سراد ٠‏ حتى ا ا 00 خينئذ وحينئذ فقط 
يصبح في | لكائن م الملاءمة والموافقة لشروط البقاء لنوسي والااستقرار 


الطبيعي كا يعتقدون! 


ثم إن باب انتشار الصفات الوراثية وانحسارها في الأنواع ليس بهذه السذ 
والاختزالية في التصور التي جاء بها داروين وتابعه علا أتباعه! ولست عمذجته أو 
تتبعه مما يقدر الإنسان عليه ما تكلفهء وما أوهمته لغة البريجة الحاسوبية ا 
لديه وقدرات الحواسب بين يديه بأنه قد بات قادرا عليه! وهذا أمر قد تنبه إليه 
المعاصرون منهم وهم راغمون! فإن كان من شيء يتفق عليه دراونة العصر في إطار 
الداروينية الجديدة دمونصتوحده2-معل< فهو أن الاتتخاب الطبيعي لم يعد هو أول 
ولا أهم الآليات التي تفشو بها الصفات الجديدة في النظام الحيوي! فلأنهم يجزوا عن 
تتبع الأسباب - بطبيعة الحال - في مسألة الاننشار هذهء قد أدخلوا عامل الفوضى 
والعشواء من در جديد بالإضافة إلى مدخل الطفرةء سموه بالانزياح الجيني 
ا عناعدعء0. حيث يتفق لحملة الجينات الجديدة أن تنعهم الظروف من 


صفحة | /ه 


التناسلء أو أن يموتوا قبل أن يتناسلواء أو أن ينتشروا في نتشارا لا يمكن 
التنبؤ به» وبالتاللي يترتب على ذلك تغير معدلات اننشار عابي 76 في المحوض 
الجيني على نحو لا يمكن التبنؤ به! وهو ما من شأنه أن يؤثر على مسيرة الارتقاء 
المزعومة تأثيرات عظهة لا علاقة للانتتخاب الطبيعي بها على الإطلاق! فإذا ما عزي 
ذلك الأمر إلى المزيد من الفوضوية والعشوائية الوجودية المحضة. هدأت نفس 
الدارويني بذلك ونام قرير العين» متوه| أنه بذلك قد أسقط اعتراضات العقلاء على 
أضول النظارية ومتستلانيا الأول »واللة: المستعاءة! 


فنقول تعقيبا على المثال المضروب في الاعتراض المذكور آنفاء إن أول ما يظهر للمتأمل 
في هذه المسألة هو أن النظام الحيوي ل 
اخلوق موحد الجين المعين الذي ضرب به المعترض الدراويني 
المثل! أي أنه إن قد ن"الرغل, الأول 'فية:ضفات فكنه من اياي التداسل 
والتكائر كصفة القوة 0 00 ا 
الداعية لنفور النساء اللاتني يواطنهن في بيئته المحلية ما يغلب تلك الصفة» أو على 
الأقل يعادلها في تقديرهن, فينفرن منه كلهن ولا يقبلنه! وك رأ أبنا من رجل عظيم 
ل ل ل أو رديء الخاق أ أو سميء 
المعشر! وك را أبنا من رجل قصير ضتيل الجسم هزيل | 0 
واسع المكر والدهاءء يخلب ألباب النساء إذا خاطيين» ويدري كيف يحميين ويحفظ 
ذريته من الأخطا 0005 وحسن التدبير والتخطيط! ما مرح التناسل وفسخ 
الجينات الذي ير حصوله على عدمه والحالة هذه؟ وإذاكان هذا يقال في صفتين 
ثنتين» فكيف بعشرات بل مئات الصفاتء التي يركب الخلوق بها في بيتته تركيبا لا 
يحخيط بأسبابه إلا خالقه وحده؟! وكيف وعلى أي أساس يصح لأحدهم أن يقول إن 


صفحة | 9ه 


الفرد الفلاني من النوع الفلاني الموصوف بصفة كذا وكذاء غفتع بفرصة أعلى 
واتلتطهطاوءط معطعخ1] للتناسل وتقل جيناته ممن لم 0 له تلك الصفات؟ ؟ أو 
بعبارة أخرى: ما معيار "الانتخاب" والحالة هذه وعلى أي أساس يقال بهء سواء 

سعوه انتخابا طبيعيا أو ال ا ل 
الترجيح الاحتاللي نفسه من الابتداء» وكأئما تحصل إدينا استقراء لحالات هذه صفتهاء 
قد علمنا أنها لم تتناسل بسبب تلك الصفة أو غبرها؟ ؟ وكيف يكون هذا المسلك 
الاختزالي الفاحش طريقا مقبولا للحكم على آحاد الأنواع» ولو نظرياء بالصلاح للنظام 
البيي الذي تستوطنه أو بعدمه؟! سبحانك هذا بهتان عظمم! 


هي الأسكلة المهجية الكلية التي لا يتدبر فها مسلم عاقل سام إلا 
0 بسخافة فكرة "الانتخاب الطبيعي" هذه وتهافتها أشد 0 0 


فإن قالوا: ولكننا نرى الاتتخاب وهو يحدث تحقيقا عبر د بم 
الصفات تنتشر أو تنحسر نحت تآثير الظروف البيثية المتغيرة» قلنا لحم: هذ 

ترونه ليس انتخابا على ذاك المعنى | دارو ابكار ا 
هو تغيير وتكييف رباني يقضيه رب العالمين ويقدره تقديراء حتى تتوافق صفات النوع 
المي مع صفات البيئة التي يعيش فيها بعد تغير البيئة» ليبقى ملاًا لها مناسبا لأحوالها 
كماكان قبل تغررهاء إل أن يقضي بحكمته وتقديره لنوع من الأنواع أن ينقرضء خينئذ 
يسبب له من الأسباب والمتوادات السببية ما يفنيه على النحو الذي اقتضته حككته 
بينذالة ره كوازات .راان لاعديا لا اها جل شأ ف ول 
أجيال» يقلل من معدلات الانتشار والتكاثر بين أفراده بأسباب تحول دون سهولة 
التتاسل فها ينهمء ما قد لا يرجع منه شيء إلى حال النظام البيئي نفسه البتة (ومنه 
ما سهاه الدراونة الجدد بالانحراف الجيني :21 عناعدء6 على سبيل المثال» وفسبوه 


صفحة | .1 


إلى الصدفة الوجودية الحضة!) ولرما أفناه في جيل واحد على أثر حادث بيثي ماء 
كحريق في غابة أو فيضان أو نحو ذلكء تفنى معه الطعمة التي يطعمهاء أو يعدم معه 
المأوى الذي يؤويه أو غير ذلك من أسباب هلاكه. وهو ما جميعه يحري على ميزان 
بيني شديد الحساسية» ل يزل النظام الحيوي محفوظا بكليته بحفظه وضبط مقاديره 
بعلم وحكمة لا تحبط بها عقول البشر! فلا يقال في الجينات التي قدر أن المحسرت 
في الحوض الجيني لنوع من الأنواع إن "الطبيعة لم تنتخبها" للانتشارء ولكن يقال إن 
الرب جل في علاه قد قضى بحكنته وبترتيبه وتقديره الإلهي الشامل» أن ينحسر 
انتشار تلك الصفة مع بقاء النظام الحيوي جاريا على اتزانه» وبقاء جميع أجزاء البيئة 
الخلوقة جارية على أ ا 
شيئاء ولا يتعلل بقاء النوع أو انقراضه تعللا تاما بحال النظام» وإما يقوم على أمر 
النظام نفسه من يقوم على أمر 0 الحية فيه فإذا عدل الرب في النظام البيئي 
شيئا ما أو حوله أو بدلهء واقتضت حكمته جل وعلا أن يبقي على الأنواع الحية التي 
تعيش في ذلك النظامء قضى في تقديره تعديل وتغيير صفات : تلك الأنواع بما لا تقدر 
نحن البشر على الإحاطة بأسبابه ومتولداته وما وراءه من الحكم والمقاصد عنده 
سبحانه! 

فإن قالوا: ولكن على هذا المعنى يظل حال النظام سببا في الانتشار والانحسارء 
و ل ا سيره 
تقرير من الذي انتخب! وإلا فنحن نقول إن تغبر النظام الحيوي وتغير النظام الببئي 
شروت ماده دن عو د بق لك اجن ل الحيوي 
البقاء» كلا التغيرين يرجع إلى أسباب سابقة علهم| جميعاء فيقال إن الحرارة قد ازدادت 
ارتفاعا وكذلك قد اننشرت الجينات التي تمكن هذا النوع أو ذاك من تحمل تلك 


3١ | صفحة‎ 


الحرارة المتصاعدة في بيئته أو انمحسرت الجينات الي تعجزه عن تحملها والصبر عليهاء 
في نفس الوقتء لأن الرب تبارك وتعالى قضى في حككته وتقديره أن يجري أمورا 
معينة في تلك البيئة وما فيياء إن لم يكن في عموم العام بيجملته. تتطلب ذلك التغيير. 
فعلى هذا المعنى السام من اختزالية الدراونة الفاحشة ومن الحتانية الجينية عتاعمء © 
مسعتصتصةء»(1 عند الدراونة الجدد خاصةء والحتانية الفزيقية 21ءزورطم 
دمكتصتددءغء10 عند الدراونة بعموم» يسقط معنى الانتخاب بالكلية! والواقع أن 
ما نشهده - في حدود مشاهدتنا الضيقة للغاية - من تغيرات 0 
يواطتها من تغيرات في النظام البيثي الذي تعيش فيه تلك الأنواع» لا يمكن الحكم بأمم| 

تقدم زمانيا على أي إلا في القليل النادرء من أين يأتي الحكر بأن الطبيعة لابد أن 
كو في التي "تحبا" أو تكون سننبا في طهور التغير في الموضن الب + 


ليست المسألة بهذه السذاجة التي عبر عنها بعضهم بقوله "البقاء للأصاح"! بل لا 
يخلق النوع الجديد إلا وهو الأصلح بالضرورة» إذ العقل والفطرة توجب في مقتضى 
كال صفات الباري جل شأنه ألا يصلح في محل الخلوق - أي مخلوق - للغاية التي 
خلق من أجلها غبره» فكل مخلوق هو الأصاح لما خلق له بالضرورة! وهو يبقى على 
هذا الوصف ما دامت حكة الله تعالى تقتضي بقاءه في الأرض واسقراره في التكاثر 
والانتشار! فالصواب أن يقال: "الأصل بقاء الميع إلى أجل مسمىء والزوال لم 
اقتضت حكمة الرب أن يقدر له أسباب الزوال". والا فكل ما كتب له البقاء فهو 
على "أصاح" ما يكون وأضبط ما 1 للغاية التي من أجلها خلق» فلن ترى في 
العام في في أي لحظة من لحظات الزمان ! لا أن جميع الأنواع | الحية صالحة نوعا للبقاء 
لإجالا). حتى يقضي رب 5 الأنواع أن ينقرضء فبسبب له أسبا 
الانقراض» مع تعديل النظام الكلي بما يحفظ له اتزانه حتى بعد انقراض ذلك النوع 


صفحة | 77 


اطا ‏ و ي السااتي ل ام 
تتراكب متوإداته ته السببية على نحو لا يطيق العقل الدشري مجرد الابتداء في طلب 
تضرؤره :وهو يتحرك ,يكليته فل وقق !| إرادة وتقدير و. حكئة رب حكم علي بالغيب» 
يحري السنن السببية كلها على وفق إرادته. من فهم هذا الفهم البدهي الفطري 
سلما ودوديه لذ مق عر شافت فان يق ل امار ا اا 00 
الي تنتشر وانحسار ما ينحسر في دعوى أ ن البيئة تتيخب الأصلحء أو الأمر 
عا يتفق اتفاقا ععصقطب رر8! 


يجب أن ينهم المسلمون أن الأصل عند الدراونة أن المخلوقات تخلق هملاء 00 
لهي ولا تقدير إلهي (ولا غير إلهي!) لأعارها وقدراتها على التناسل وأ 
انتشارها في البيئات التي تنتشر فهاء وأسباب توافقها وتكيفها مع تلك البيئة 
وأسباب نجاة من ينجو منها من الأنواع المفترسة التي تتغذى على 00 ركنا 
أسباب تكن تلك الوحوش المفترسة نفسها من أن تحصل على بعض حظها من 
الرزق بالتهام من توفق لالتهامه منباء رزقا مقدرا مكتوباء ومعدلات الهلاك ومعدلات 
التكائر والإنجاب, وغير ذلك من مسائل كثيرة جدا يعجز 0 عن إحصائها مما 
نقطم نحن بأن رب العالمين لا يخلق النوع | أو قنرق ناعير لتقدير وأحكده 
بما تحصل به كافة رس دس أنواع خلقه! 
هذه كلها قضايا لا تننظم عند أتباع داروين على نظام إلهي شاملء ولا غاية 16105 
ولا حكة ف هو مفهوم الصدفة الوجودية ععصدط0 21ءنع010غه0 التي توهم 
بعض دراونة أهل القبلة (ك) 5 0 من اللاهوتيين النصارى في أمريكا وغيرها) 

أن القول بآليات داروين (وما أضيف إليها من آليات الدراونة الجدد) لا بقتضي إنباتها 
صل النظام الحبوي ع فإن شئت أن تشخصها تلك الصدفة الوجودية 


صفحة | 717 


نشخيصا صحيحة.ء فلك أن تسمها باللاغائية الوجودية [51ءنعه1مغم© 

0-00 بمعق أنه لسن في شيء مما يخلق 2 العالم غاية ولا مقصد عيبي من 
ء خلقهء ولا ترتبيب ولا تقدير سابق ولا شيء من ذلكء ولا 0 

ل أو غاية أو مشيئة أو حكمة إلهية البتة لآنه ليس في الغيب 

إله أصلا حتى تكون له غايات وتقدي ركبي وترتدب رباني لجريان الحوادث في العام 

وتولدها عن أسبابها! 

قال ألفين بلانتسغا هوصغصداط صتحاىم كاي له بعنوان "أين 313 الاختلااف 

خقيقة: العام والدين والطبيعية" :وعنا للهءء غعناكمده0 عط عمعط/لآ 


ممكتله بهل سه ععمعك5 ,دمنعنتاع]: 


فق فيل المثال :من الممكرة "أن يكو الإله:قن أحدتث أسبابه طظهون 
الطفرات الصحيحة في الوقت الصحيح» وقد يكون حفظ أتم الأنواع الحية 
من الأهوال على اختلاف أنواعهاء وهكذاء وبهذه الطريقة فقد يكون رتب 
التزاتيب اللازمة حتى يظهر في الوجود تلك الأنواع التي أرادها. وقد 
تتساءل عما إذاكانت الطفرات الجينية العشوائية من الممكن أن يكون الإله 
هو من أحدث أسبابها: فإذا كانت تلك الطفرات عشوائية مدملصهلاء 
ألا تكون إذن مجرد مسألة "صدفة" ععصهط0؟ ولكن ١‏ 
وتعصصدهلصة2: كا ينهمها البيولوجيون المعاصرونء. لس لها هذا 
المقتضى. فبحسب إرنست ماير 1/1331 5+256: عميد بيولوجيا ما بعد 
الحرب العلمية الثانية "عندما يقال إن طفرة ما أو تنوعا ما عشوائي 
ددملصم كك فإن 0 نما تعنني أنه ليس ثمة توافق ظرفي دمغهاءمء 
بين إنتاج الأنواع الج لجينية الجديدة وءم67ه2مع» وبين الاحتياجات التكيفية 


صفحة | 16 


للكائن الحي في بيئة ما." ويعبر إليوت سوبر ©5016 1111066 أحد أحظى 
فلاسفة البيولوجيا المعاصرين بالاحترام» تعبيرا أكثر حذرا بعض الشيء» 
فيقول: "للس ثة ميكانيكية فزيقية دموتصقطءء/2 لهءنوتوطط (سواء 
داخل الكائنات | لحبة أو في خارحما) تقرر أ ي الطفرات سيكون أنفع للنوع 
ومن ثم تتسبب في إحد عاد الريك وباصعراية يللم ل لواصم 
أنه متناسق 0[16م دم مع كن الإلةنهو اليب فيا: 


قلت: فلا أدري كيف توصل بلانتينغا إلى قبول هذين التعريفين للعشوائية 
3ه سه في النظام الحيوي» وإلى التسليم بأنها لا ينافيان وجود الرب الذي 
يفترض هو في أهل الملل المثبتة للصانع أنهم يؤمنون به! فهو يزيم أن الههود والنصارى 
والمسلمين (الذين جرى كلامه هو وغيره من اللاهوتيين على جمعهم تحت اسم 
18 ) يتفقون على إثبات صانع كامل العم غصعكوتصدم0 كامل القدرة 
أطعغومنصدم0 لا يخنى عليه شيء ولا يعجزه شيء عن تحقيق ما يريد! هذا في 
زعمه هو القدر المتفق عليه بين أصحاب الأديان الكتابية المثبتة للرب جل وعلا! 
فعندما يقال إن الأنواع الحبة نما تظهر فيها الصفات التي لا بقاء لها في الأرض ولا 
تكيف ولا تأقلم مع البيئة النني خلقت منها إلا بهاء بطفرات عشوائية «دههمة1 لا 
ايك حليزو ها رد الا بط الظرفي د65ه1ءرمء فضلا عن الارتباط السببي 
ههكن بتلك الدواعي التكيفية الكبرى ومتطلبات البقاء في الأنواع الني تظهر 
فيها تلك الطفرات» فبالله أي معنى يفهم من هذا إلا تجهيل ذلك الصانع والحط على 
امه وقنزرقة أذ ينشيي:إلية أل إغا توك" الطلدراك يدا مر غزها قزري ,لاحك 
ولا علم البتة» فإن اتفق لتلك الطفرات أن أصابت سببا للبقاء أفلحت صنعته إذن 
وبتي المخلوق والا ‏ بقي الأمر على أصله في ميلاد امخلوقات الحية بأيما طريق من طرق 


صفحة | 4 


التكا* 000 00 -. 0 -- لكلية الغلاث ( (الطفرة 
صب 0 ذلك 0 الطفرات التى تعلل بها نشوء 0000 
الأرض بزعمهم هي على هذه الآليات» غير منضبطة في ظهورها على غاية ولا نظام 
البتة» فهها كان المخلوق مفتقرا إلى أسباب البقاء في بناته العضوي والحيوي» فإن 
الطفرات لا تأتيه بما يحقق إه أسباب عوابا وا وي 
ا يي ا 0 
مخ لمكيل عن تقض :وقلل ل 


ومن ثم لل ود أو أرق من سابقه! 


فن محض السفسطة أن يرام اوري لد لمر واي سار 
الأنواع الحية على الأرضء وبين أفعال الرب كامل العم كامل الحكمة والقدرة» الذي 
يزعم بلانتينغا أنه هو وعامة أهل الكتاب يثبتونه كما نثبته نحن المسلمين! والواقع أن 
بلانتينغا الود كن لو لوي ولا خلقا 
لأفعال البشرء بل يرى ذلك مقتضيا الجبر وني الخبار الحر عن بني آدم» كما ببناه في 
غير هذا الكتاب عند تقدنا برهانه البو 0 حرية الإرادة" 17111 عممآ 
»5م126 في رده على ماي وماكلوسكي وغيرها في مسألة "مشكلة الشر". والقدرية 
بعموم لا يرون بأسا في إخراج شطر عظيم من حوادث العالم عن إرادة باريه وخلقه 
وسلطانه» مع زعمهم في نفس الوقت - وفي تناقض بين - أن تلك الحوادث "الحرة" 


صفحة | 37 


لا تأت في النهاية إلا بما سبقت به إرادته و نه! فهي عندهم حوادث مخلوقة وغير 
مخلوقة فى :: نفس الوقت! وني الخلق عها هو معقر | المذهب بطبيعة الحال» فيكون 
0 أنها مع ذلك "موججمة" 0110601 أو خاضعة لإرادة الباري رده لطر 


أو بأخرى» ضربا من الكذب وذر الرماد في العيون! والقصد من ذكر هذه المسألة, 
بيان أن الصانع الذي يثبته بلانتبنغا ويؤمن به ليس هو رب العالمين الذي نؤمن به 
أى . نحن الموحدين المسلمين ان» ولس هو الرب الذي جاء بخيره المرسلون» الذي دلأت 


الفطرة قبل السمع على وجوب آلا يخرج شيء من حوادث العالم عن علمه وخلقه 
وارادته وتقديرهء ولا بخرح شيء من ملكوته وسلطانهء سبحانه وتعالى! وانما هو رب 
الثنوية الجوسء الذي خلق النور والخير وترك الشر والظلمة للبشر يخلقونه أو 
للشيطا: ن يخلقه من دونه! وهو رب وك عنه كال القدرة واللكويةة قد جعلوا له 
شريكا في الخلق والح على حوادث العالم (من حيث المبداً)! ولولا هذا ما استساغوا 
أن يقبلوا مذهبا طبيعيا يقنضي قبوله [خراح كافة حوادث الحشوة الحية 0 
5ع عن سلطان رب العالمين» ثم موا موا فيه فعل الزيب فق سيل "التد 

هتمع عام من أن لآخر بخلق "طفرة" مفيدة هنا وهناكء تدرك بعض تلك 
الخلوقات البائسة قبل أن تفنى كلهاء ولعلها "توجه" ارتقاءها المزعوم إلى وجححة معينة 
قد سبقت بها إرادته! 

والواقع أن من طوائف النصارى المعاصرين - على قدريتهم جميعا - من يرفض نظرية 
من 0 الموجه 00 ع 0 


5ع مع 0 5 0 ظاهرها ذو" تأوايل وه لاغ غلب ثم من يقال 4 "خلقيو 
ارظن الشابة" 5غأكخده6غدع01) طنتدظ عدداملاء الذين يعتقدون من الابتداء 


صفحة | 731 


العالم لا يحاوز عمره بضعة آلاف من السنين (ك! هو ظاهر النص عندهم) ". فلا 
وج ع 1 لاون لاريم اللأرو يه ناض السو ال ال 
ما كانت تفاصيلهاء لأن عمر الأرض - لا ينسع لها من الأساس! خسم القوم 
أمرهم على رفض النظرية بالكلية» ولم يلتفتوا لشيء منها! وهم على أي حال قلة لا 
تكاد ترى لها صوتا أو وجودا إلا في بعض ولايات الجنوب في أمريكاء وفي بعض 
المراكر البحثية اممولة تويلا مسغقلا ولها بعض المواقم على الشبكةء فلا تفل كنيسة 
من الكنائس الرسعية ولا تمثل الاعتقاد السائد عند النصارى الغربيين في هذا العصر. 


ما التعريف الثاني الذي ساقه بلانتينغا وزع أ 0 ٠‏ فيقرر 
0 ف طروي عق ضار انه لطر ياك لها 


: ومسألة عمر الأرض هذه من مسائل الغيب التي لا نثة نثبت فيها شيئا ولا ننفيه إلا إن جاء النص 
عليه في الكتاب والسنة» ولا نرى لها ثبوتا من طريق الطبيعيين البتة! وما عند أهل الكتاب فيها 
من نص فلا نصدقه ولا نكذبه» ونفوض العلم فيه لله تعالى. ولا نذهب - كما تكلفه القرضاوي 
وغيرء من الجتدنبيق - إلى القول بأن عمر الأرض لابد وأن يكون قد بلغ بلايين السنين» بالنظر 
إلى مفاهيم بعض النصوص في الكتاب والسنة؛ فإن هذا ليس مما يثبت بالاقتضاء واللزوم؛ لأننا 
لا نفد قينا تكن (عاناه حو ذنك ذلك الحنب لمحن : يكن :ده هب نغقر نا تفط مزع تكن الأقبان 
دلالة لزوم أو اقتضاء مفادها أن عمر الأرض لابد وأن يكون قد استطال جدا حتى بلغ تلك الأرقام 
الفاحشة التي تنطع بها الطبيعيون بطبقات من الافتراض فوق الافتراض والوهم فوق الوهم! فعلى 
سبيل المثال» زعم القرضاوي أن ما ثبت في صحيح البخاري من خلق آدم وطوله ستون ذراعا 
وأن الخلق لم يزل يتناقص إلى اليوم؛ فيه دلالة بالمفهوم على أن عمر النوع البشري على الأرض 
لابد وآن يكون قد جاوز عشرات الآلاف من السنوات! فما وجه الدلالة؟ قال ما معناه إن الانتقال 
من طول ثلاثين مترا إلى طول متر ونصف تقريباء لا يتصور أن يكون قد حصل عبر عدد محدود 
من الأجيالء بل لابد أنه استغرق عشرات الآلاف من السنوات! ونقول: من أين جاء هذا الاقتضاء 
المزعوم؟ هل سبق لك أن شاهدت عالما خلق فيه إنسان كآدم وبطوله وقامته» ثم تابعت الأجيال 
وهي تتناقص حتى بلغت طولنا هذا؟ أبدا! فما الذي رجح عندك احتمال أن يكون ذلك التناقص قد 
حدث عبر عشرات الآلاف من السنين» وجعل أي احتمال آخر ممتنعا أو غير متصور في ظنك؟؟ 
ألا يجوز عقلا أن يكون أولاد آدم قد خلقوا على قامة أقصر منه بخمسة أو ستة أمتار مثلاء ثم 
خد ار قو على طول و يجارد العتبوين متراء اقم خان أولادمع الصو متي بمارسط اربيعة 
ربع متر وهكذاء حتى وصلوا إلى الطول الحالي فيما لا يجاوز خمسة عشر أو عشرين جيلا؟ هذا 
جائز ومتصور قطعا! فما الذي يمنع من تصوره لديك» حتى يكون النص مقتضيا - بالمفهوم - 
أن يكون قد مضى بيننا وبين آدم عليه السلام عشرات الآلاف من السنين؟؟ كلام فارغ لا قيمة له 
ولا يقف على أساس! 

صفحة | 7/1 


فزيقي يقرر أي الطفرات يكون أنفع للنوع المي ! فالظاهر أنه تعلق بقوله "نظاما فزيقيا" 
مسحتصططءء181 لمعزوتقط2 عند الننفي ليقرك أنه التكرييت» لا يلزم منه ننى النظا 
الميتافزيقي أو الإرادة والعلم عند صانم بالغيب! والواقع أن من فهم الطريق الذي توصل 
يشمل كل فاعل ذي غاية وه الطفرات المزعومة 0 0" 
يستند في تقريره إلى تأويل المشاهدات المستفيضة 00 ول يزل يستعملها الدراونة 
في إثبات آليات نظريتبم! فإذا كان الأصل في وا قع النظام الحيوي أنه أنه ل تذشأً فيه 
الأنواع إلا بالعشواء الوجودية» فليس 0 المنشئ الفزيقي الذي تنشأ عنه 
العلل والغايات وحسبء. وإما المنني هو كل فاعل ذي إرادة وفعل وتوجيه وراء 


فعندما يكون هذا هو أصل المفهوم الدارويني لعمليتي التطفر والانتخابء ومن ثم 
الأساس الذي بديت عليه 0 لتاريخ الطبيعي كلها من أولها إلى آخرهاء فلابد 
حك اس ا الا ل ولغلا ولا 
عقلا ولا غائية غيبية ولا غيب أصلاء ولا مقع له أن يثبت فاعلا في الغيب وراء 
تلك الآلية العشوائية أيا ماكانت صفته؛ إلا أن يكون هو الصانع الأعمى 0 
منه أسباب ظهور الحياة على الأرض سان امي ولا غاية 
ولاعم ولاحك ولا سلطان ولا شيء! فإن أ ثبته - | هو مذهب بلانتدنغا وأتبا 

د الزيف الاققاء الشروري الظاهر أن يجعله صانعا جاهلا ناقص العام ل 
يخلق بالتجربة والخطأ وضرب العشواء» سبحان الله وتعالى علوا كيرا! 


صفحة | 39 


وعلى أي حال فلن تجد تعريفا عند البيولوجيين للعشوائية وه صدده4صة1 إلاكانت 
حقيقته - بالضرورة - نفي العلم والحكمة والتدبير الإلهي بالغيب! ثم إنك لن تجد 
مجالا من مجالات البحث الطبيعي يحرص أصحابه على سِ جمالاتهم واختزاليتهم 
وقصورهم المعرفي في تصوير وتوصيف الواقع» على الواقع الخارجي نفسه (تحويل 
الصدفة المعرفية ععصهطن عتصمءئوزمظ إلى صدفة وجودية 0 
»قطن » أو تحويل عدم العلم بالأسباب والغايات والح والوظائف وكذاء إلى علم 
بالعدم!)» كجال عل, الأحياء المعاصرء في ظل البارادايم " النيودارويني. فواقع الأمر 
أن التعريفات الأولى الي بها أسس داروين نظريته إنما وضعت بحيث تكون النظرية 
بديلا طبيعيا يغني أصحابه عن القول بأن الخلوقات الحية مخلوقة على الحفيقة 
العشواء أو الفوضى الوجودية تعد ركنا من أركان البارادايم التطوري نفسه 
سونقهمدط "صهددنسآه:! وهذا ما ل ينهمه بلانتينغا كا لم يفهمه أكثر جممية 
أهل القبلة! 


أنا لا أدري والله كمف يرتضي عاقل ينتسب إلى ملة تثبت هذا الذي زع بلانتينغا 
أنه هو وسا رح اكور ري ع اتويت س3 
انقرض فيه ما يربو على تسع وتسعين بالمئة من الأنواع النني ظهرت على وجه الأرض 
عبر بلايين السدين؟؟ كيف يرتضي أن ينسب إلى ربه صنعة الأصل فبها الفوضى 
والضياع والهلاك إلا لما اتفق له اتفاقا أن يبقى منها في الأرض؟ لا مجب إطلاقا أن 
نسمع أمثال هاريس والهالك هيتشنز وغيره| في كل مناسبة يتبمون خصوتهم من 
اللاهوتيين بأههم يعبدون إلها عابنا فوضويا 160105م08 لا يستحق أن يعبدء 
٠‏ مصطلح بارادايم 5330180 هو واحد من أشهر مص لاك فلدفة الطلم الي لهو نك على :يد 
وساي كيون ورإن» 1 في اللصيف" الذاني من القرن الحشرين:وتقصيد يه فى هذا السياقا؛: جملة 
التعريفاث والحدود الميتافز يقية المفتاحية التي يقوم عليها بناء التضون النتظطري: الذي تتيناه مدرسة 


معينة من مدارس البحث الطبيعي في أي علم من العلوم الطبيعية. 
صفحة | ُغغ7غع 


كان ادن 06 هذا ما يقتضيه إصرار القوم على إدخال الأسطورة 
الداروينية في عقيدتهم الغيبية ونسبتها إلى فعل | لباري جل شأنه» لكنهم قوم لا يعقلون! 
فإنه ليس في | حي 0 والعشواء الوجودية المتجذرة في 
حوادث النظام الحيوي - بزع الدراونة - إلى رب حكيم عليم يضع الشيء في 
موضعه. ولا يخرج عن سلطانه شيء في الأرض ولا في السماء! ولا متسع كذلك 
للبقاء على الأسطورة الداروينية 0 نزعها عن مسااتها ومقدماتها الكلية الدهرية التي 
تقوه إلا بها! 
فلولا ني داروين للعاملية الغيبية والغائية الإلهبة والتقدير الرباني السابغ هذاء اأني 
عم عدون هنا العالم ا ل ل 
لكوع رك عن مرش تر ((لَنِي لَهُ ملك اله ار 
جد وما وم يكن [4 ريك في اله م ا ور ا 
؟] وقوله: ((أَنِي َحْسَن كُلّ شَيْءٍ خَلَمَهُ وَبدَأَ حَلْقَ الإنسَانٍ مِن طِبنٍ)) [السجد 
/ا] وقوله: ((الَنِي حَلَقَ فَسَوَى . التي قَدَّرَ فَهَتَى)) [الأعلى : 7-؟] -0 
((قَالَ ينا الي أغص كل شَيْءٍ حَلْيَهُ كُ هتى)) [طه 0] وقوله: ((مَا مِن دَآَبَهٍ 
إل هُوَ آخِدٌ نَاصيَيئا إنَّ ري عَلَ صِرَاطٍ مُسْكَقِم)) الآية [هود : 97] وقوله: ((صئع 
لله الي أَثتّنَ كل شَيْء إِلّهُ حبيٌ يما تفلُون)) الآية [الفل : 8] وقوله: ((أَيِي 
خََقَ سَبْعَ سَعَاوَاتٍ طبَاقا ما تَى في خَلَقٍ ا ل 
00 م ائجع الْبِصَرَكوئنٍ يَنَلِبْ إآ: ا 
] إلى غبر ذلك في معناه. لولا نني داروين هذه القضية وكفره بها كلية, 
واستصحابه أصل الدهرية الطبيعيين في النعار في الغيبيات الحضة (الطبيعية البجية 
أو المعرفية حصدنله ه21 [هءنع10ه0040ط»71) ما ألف كتابه الأشهر "في أصل 


7١ | صفحة‎ 


الأنواع" رجاء التوصل إلى تفسير آخر لنشأة الأنواع بخلاف الخلق الإلهيء مقررا 
أن الأمر كله إنما يرجع سببه الأول إلى ذشوء "أبسط" الأنواع على الإطلاق وأفقرها 

التعقد والتركب العضويء. من جملة 0 ن أحدثته وخلقت 
الحياة في جتته الميتة» واتفق له اتفاقا أ أن لاءم تريبه لبيئة التي ظهر فيها فتناسل 
واتنشر ول بهلكء ثم اختزل تفسير نشأة سا لاوما اير الأرض على 
غير مثال سابق بالقول بأنما هي طفرات اتفقت لها الأسباب الطبيعية اتفاقا واتفق لها 
أن أنشأت نظا وأنواعا جديدة 7 أن وافقت ولاءمث"'البيثة التي ظهرت فيا 
ملف خلا ام لوطي ولف ااانه وبا كوزيفن الملتراك للن اورت 
بما تبلك به الأنواع أو بما لا ينفعها في شيء! لولا الهج المعرفي الدهري الذي تناول 
به تلك القضية الغيبية الخطيرة ما تقررت إديه آلية الطفرة وآلية الانتتخاب الطبيعي 
بمعناهم| الدهري المحض الذي يصر أكثر اللاهوتيين المعاصرين وجححمية أهل القباة معهم 
على أسلمته من أي طريق» ولا حول ولا قوة إلا بالله! لولا أن كان الأصل في 
حوادث العالم عنده أنها لا قصد وراءها ولا حكمة ولا غاية (كا كان اعتقاد ويليام 
ببلي الذي يبدو أن داروين وضع نظريته كلها للرد عليه)» ما قال بهاتين الآليتين 
أصلاء وإذن ما وقعت له "نظرية" (دمعط1 ء#ناصءعنك5 تكتب ثم تنشر من 
الأساس! ولو كان لدى الرجل ما عند المسلمين من اعتقاد في الغيب» ما طلب 
تفسير أصول الأنواع الحية كلها (حوادث خلق الدواب كلها) تفسيرا طبيعياء مشترط 
فيه شرطا أن يكون طبيعياء وما انتبى به جتمله إلى القول بما سماه بالاتتخاب الطبيعي, 
فتكون الطبيعة نفسها هي المنتبى في الإحداث والتعليل *! 


* ولهذا سماها داروين في غير موضع من كتبه بالعامل +معع2 ونسب إليها العاملية /إعماع8/ 
وليس مجرد السببية إ16اج05ا2©» ولا نعجب من ذلك الموقف عند من أهدر ربوبية الباري جل 
شأنه بالغيبء إذ لابد له من إنزالها على غيره لا محالة» مهما أكد على أن معاني الفعل والعاملية 
صفحة | 0غ 


يجب أن ينهم دراونة أهل القبلة أ 00 0 لدارويني من اعتقاد 
0 ئية الوجودية في الطفراتء بالنظر إلى لمنبجية التي بها انتبى داروين 
لى القول بآلية الاثتتخاب 0 ا 
كم الذي ييل النوع الحي إلى نوع آخر قادر على التكيف مع بيئة 
أخرىء وعلى القيام بوظائف حيوية أخرى لم تكن موجودة في سلفه» في تطور يحصل 
له بترام | لطفرات عبر الأجيال! هذا ( (أعني ظهور نوع جديد بالكلية من ذرية نوع آخر 
بالطفرات الوراثية 0 أبدا ول يره أحد من البشر يوما من الدهرء لا 
داروين ولا من جاؤوا بعده! وانما رأوا الطفرات تجري على خلاف النظام المطرد في 
توريث الصفات لم0 9 طار النوع الواحدء ير 
التشوهات والنقائص غالباء أو تغير تغييرات طفيفة في إطار النوع الواحد على أحسن 
الأحوالء ولا تأتي بالتغيير النوعي أبدا! من هناء وبالنظر إلى كن الطفرات تجري 
على أنحاء لا يمكن التذبؤ بهاء ولا يعلم القوم من طريقهم هل تأتي إذا أتت بما يفيد أو 
بما يضر لزم أن يجعلوا الطفرات المفيدة المزعومة» وبالتأسيس على منهجيتهم الطبيعية» 
أمرا عشوائيا لا نظام له 0 أن يقولوا إننا إن أمملنا 
الطبيعة لما يكفي من الوقتء وتركنا 0 
ا ال 50 
اتتخبته الطبيعة وأبقته في الحوض الجبني» ع ا اين 
عليه! ولابد أن يكون ظهور عضو جديد أو نظام حيوي جديد بالطفرة أمرا لا يحصل 
إلا قليلاء بدليل أننا لم نره يقع أبدا في تتبعنا لأجيال المخلوقات الحية! فكلما اتفق أن 
ظهرت طفرة (بعد عدة أجيال في إطار النوع الواحد) تفيد بما يجعل للكائن الجديد 
عله إنذاا م جد فى مجان :وا ينيطنا الكلذم على شرك الطبيعييق ركزيلوم صفات الربوية 


على الطبيعة وقوانينها بتوسع في الباب الأول من هذا الكتاب» فليراجع 
صفحة | ٠‏ 


مزية بيولوجية على سلفه ترفع من قدرته على التكاثر وترفع من احقالية اننشار جيناته: 


فن فهم المنطق الدراويني في إثبات مبدأ التغير التدريجي المفيد في الصفات الورائية 
ا 0 00 د 00 
اهيدا ا 200 الأحوال عن فكرة التطفر 
العشوائي النافع المزعوم هه غ1 ممصم لمق ظعدعظ الذي ل سيق أن 
بن ادي اذى ارقي اباي وني كنيد ال يا 
وفهم أن ن الأصول الثلاثة الم 3 لتطفر التراكي وا لسلف المشترك) لا انفكا 
لي منبا عن فكرة التطور البيولوجي بجحال من الأحوال! ولا انقكاك لللتطور وأصوله 
لداروينية الثلاثة عن العشوائية الوجودية التي تأتي بالتخير الورائي كلا أنت بهء رغا 
بالطبيعية الميجية ددؤوذلهوئد7]16 1[هء40102ه0ط]»81 و بالقياس الطبيم كصد 
: : 8 يو ر 
لتلتي المعارف في هذه القضية الغيبية الحضة (قضية النشأة). ورضي بفكرة التطو 
من سلف مشترك مبدثياء فإنه يلزمه أن يثدت العشوائية الوجودية 0 
أنطولوجي لدعوى التطفر النافع المزعوم الذي يأتٍ ا اتفاقا بما تنتخبه ١‏ الطبيعة فتصير به 
إل إنشاء الأنواع الحديدة! هذه ضح ه الفكرة الي 8 اعتلى داروين أكتاف | الطبيعيين 
حتى جعاوه أعظم من آلف في الطبيعيات في التارية! فكرة نظرية طبيعية (تجري 
على الطبيعية الهبجية جريا صارما) تجعل أنواع احلوقات الحبة تبدو كلها وكأنها 
"مخلوقة" قصدا واستقلالا عن بعضها البعض» وكأنها جارية على غايات وحكم ومقاصد 


صفحة | 74 


ري ل ان 


لل ل يحصل له الفهم لفهم الصحيح لتلك الأصول 
لكلية الثلاثة لنظرية داروين (الطفرة والانتخاب والأصل المشترك)» وللمنهجية 
انرو هر وى تيت جايا ع جايح لاسا د إن ادش يت 
تلك الأصول الثلاثة جملة واحدة بلا تردد! واذن لم يأته القوم بما يزعمون أنه دليل 
على صحة تلك الأصول الثلاثة كلها أو بعضها إلا بين فساد تأويلهم للمشاهدات فيه 
وتبافتهم في الاستدلال به! وهذا ل و 5 بفضل الله 
طق 3285 انيه انهم ادير لقصرر :اكع الابينة: لطر وافلريلة لقره 
في الاستدلال لها. 
ولهذ إن المقسك بي أصل من : تلك الأصول الثلاثة» لا تخدمه حقيقة أن 
ل المشاهدات ١‏ الني استدلوا با لإثباعا ما تقلا به الجادات 
الطويلة» ويعد بالآلاف المؤلفة (حقيقة بلا مبالغة)! فنحن نقول: لو بلغ هؤلاء في 
جمعهم التأويلات التي يزعمونها أدلة» أن جمعوا لأنفسهم من ذلك ما يفوق عدد سنوات 
عن الأرضن في اعتقادهم, بل وزاد عليه أضعافا مضاعفة» ما رفع ذلك من نظريتهم 
بين أيدينا قبد أملة» ولا دعانا - ولو من بعيد - للتنازل عن موقفنا الكلي المجمل 
إزائها! فإننا نعلم - كا يعلمون - أن البارادام التجربي دمع نكدمة2 ءقنامءكء5 
إن أصابه النقض في أصول تعريفاته الكلية الأولى التي يقوم علهها منطق الاستدلال 
والافتراض التفسيري عند أصحابهء فلا فرق إذن بين أن تتتقع لحم من "آدلة" النظرية 
القائمة على ذلك البا رادامم عشرون دليلاء وعشرون مليون! ١‏ ا لو جاء اليوم 3 
يحاول أ ن يقنع الفيزيائيين - مثلا - بوجود "الأثير" عطا2, * ثم أضاف إلى ما كان 


صفحة | ها 


يستدل به السابقون على وجوده من أدلة» مئات التأويلات للمشاهدات التي تأولها 
الفيزيائيون اليوم على وفق ميتافزيقا أينشتاين تحت بارادايم الزمكان» أتراهم يقبلون 
منه ذلك» أو يعدونها "أدلة" تفيد ما يريد هو الوصول إليه؟ فكيف إذا كان موضوع 
التنظير نفسه موضوعا غيبيا محضا مغرقا في عافؤ الدلالة للمشاهدات 
6و0 ترط دمناهصتصصئ»ء0م1؟ هذا نرده من أصوله الأولى» بما في 
ذلك مفهوم الانتخاب الطبيعي ومفهوم الطفرة العشوائية وفكرة تفرع الأنواع كلها من 
اضل واعة مق لد! 


فثلاء على بارادايم داروين» يكون تفسير التشابه العظيم والتقارب الظاهر 
انتدوع بين الهيئات والصفات 1 م والتركبة الجينية 
جنعكله]! عناعص» 0 أو الجينومية للأنواع الحية المتقاربة في ذلكء مع التقارب البيئي 
والجغرافي والجيولوجي .. إل» هو رجوعها كلها إلى سلف مشتركء قد اتفق أن تفرع 
عنه ما تفرع بالطفرات العشوائية عبر الأعصار والأمصار من غيرما تدبير ولا تقدير 
200007 ولا غاية ولا وظيفة نوعية ول 1 كران 
القائلين بذلك البارا بم الدهريء» فكيف يكون تفسيرنا لتلك الحفيقة المحسوسة؟ 
اليد التفسير | قد يحد بعض ا أنفسهم في 
موضع يوهمهم به! ولا يلزمنا أن يكون أدينا "باردايم" بديل للداروينية حتى يكون 
كلامنا كلاما علميا ذا بال» ويكون نقضنا علهم نقضا صحيحا! لسنا أصحاب تنظير 
ورأي وقياس في الأمور الغيبية ولا نرى لتكلف ذلك متسعا في العقل ولا في الد 

وقد بينا في غير موضع من هذا الكتاب أن مسألة "التفسير البديل" هذه إنها يشترطها 
الطبيعيون والتجريديون الدهرية كشرط لإسقاط أي نظرية لأن دينهم الطبيعي يلزتهم 
بذلك معياريا ومنبجياء خلافا للمسلمين! هم يرون أن من محمة الفلسفة الطبيعية أن 


٠77 | صفحة‎ 


كقن عيب اليداوات ل 4 لا ييتى فيه موطئ قدم لأهل الملل الأخرى 
ونصوص أهل الملل الأخرى! أذا لا تزال تراهم يتدينون بغزو تلك الأبواب بنظرياتهم 
كما يتدين المسلمون باستخراج و لأبواب من نصوص الكتاب 
والسنة! فهها طالبونا بالنظرية البديلة في ذلك الشأن رددنا علهيم شرطهم وسفهناهم 
به ]| هم أهله - ول نبال! 
وأما ثانياء فبقال إن تلك التشابهات الظاهرة بين الأنواع إن دلت على شيء فإها تدل 
على وحدة الصانع جل وعلاء وعلى تقارب البيئات التي خلقت فيها تلك الأنواع» 
وعلى تقار الفارانها واللقاضد التي عخلقت عاك الأنزا المتغناية من الها ودين 
بالضرورة على أنها كلها أولاد عمومة واحدة من سلف واحدء أو سلفين أو ثلاثة! 
فبئي شيء يذهب الناظر إلى القول بالأصل المشترك لميع الأنواع لا على أساس 
سوى التشابه الظاهريء إلا ما قدمنا من منيج فلسفي دهري لتفسير حوادث العال؟ 
فإذا انيدم بين يديك الأصل الفلسفي الذي من أجله وبالتأسيس عليه قال داروين 
هبدأ الأصل المشترك نفسهء بل وانهدم عندك المديج المعرفي نفسه الذي تنبني عليه 
كلاذغوق قابنية طازية امن علزيق المليسين باللبعيح بين الممكلات العقلية :هذ 
المسألة الغيبية» لم يق إلا أن ننظر كسلمين فها يمكن أن نستنبطه من النصوص 
الشرعية وكلياتها من أنواع الحم والمقاصد الإلهية في تشابه الأنواع وتقاربها بيثياء إن 
قدرنا أن كا: ن ذلك مما تترح به ا لمصلحة الشرعية وتدعو إليه الحاجة عند المسلمين» 
من الأساس! وهذا هو غاية ما نعنيه باختلاف البارادام في هذا الشأن كا أشرنا 
الفا للا أها تدعو المسلمين لآم يوتتشينوا وأ راداجم بديلا في علم الأحياء يعيد بناء جميع 
ما أسسه الدراونة عبر قرن ونصف من الزمان على قواعد إبراهم! وإنما نريد في هذا 
الباك أن قن دوه قا بها اليل رما لأغون 1 أن يله من دغارى علد الأخباز 


صفحة | ل/الا 


المؤسسة على الطبيعية الابجية تددذله:د8]135 [1ءنع0010هط»21 عامة؛ وعلى 


فنقول إن البرمائيات - مثلا - تملك القدرة على العيش في الماء وخارج الماء على 
السواءء لا لأنها كانت بالضرورة من ذرية الأسماك في البحر» ثم اتفق لها أن تطمّر 
فيها جين ماء أنبت لها رئتين» فكنها من التنفس خارج الماء» وإنما لأنها قد سبق في 
إرادة رب العالمين وحككته تقدير خلقها بحيث تكون قادرة على العيش في بيئة البحر 
وبدئة البر على التبادل» كما تعيش الحيتان والأسماك في البحر دون غيره» فلزم أن 
يكون فبها من الصفات ما تشترك به مع دواب البر حتى تمكن من العيش على البر 
أحياناء فتشابها في ذلك القدرء ومن الصفات ما تشترك فيه مع حيتان البحر حتى 
تمكدمن الف قنك اماد التياناء فتشايها فى اذللك القدرم افيا تلملة م الغايات 
والمقاصد قد نتمكن من تصور بعضها لهذا النوع أ و ذاكء ويظل البعض الآخر خافيا 
علينا لا يعلمه إلا صاحب الصنعة وحده سبحانه وتعالى وتقدس! فالتفسير الدارويني 
كما ترى يلغي | الغائية وا ل ل 
من ورائها (كا يؤمن به الطبيعيون)» ولا تتعلل إن تعللت إلا باتفاق خضوع المادة 
الصماء لقوانين الفيزياء والكهياء العمياء (يحكون بذلك قياسا على ما في الشاهد ثما 
يزعمون كذلك أنه لا يتعلل بشيء في الغيب البتة)» تتقاذفها ذات العمين وذات الشمال 
بلا غاية ولا قصد ولا حكمة عند صانم حكمم عليم» وهو مقصود داروين من وضعه 


الوم داروين» فإنك تجد مبدأ تصنيف تصنيف الأنواع وتسميتها قائًا على 
فكرة الة ة الئة دك العائلي "جو هلمعصء 0 / عع11' 0 اء - الا“عتقاد 


الذي رتبوا به الأنواع المتقاربة على بعضها البعض ترتيب الخلف على السلف والفرع 


٠7/ | صفحة‎ 


على الأصل! فكان أساس عل التاكسونوني إددهدهء<ة1 في علوم الأحياء هو ذلك 
ال“عتتقاد 0 المشترك! فلو كنا نحن المسلمون من وضع ذلك العام 
(علم تصنيف الحيوانات)» لرعا معيناه تإددمدمحةغمء11' مثلاء إذ نجعل الجامع 
سمح م وانتفاعنا منها 
فها هو ظاهر لناء وأحكام الشرع المتعلقة بهاء كجزء من حكمة رب العالمين تبارك 
وتعالى وغايته في خلقهاء وإذن يحصل إدينا هرم تصنيفي» وليس شجرة تتفرع! فيكون 
على رأس الهرم المطعومات من أنواع الحيوانات التي هي أنفع لنا غذائيا - مثلا - ثم 
يق بعدها ما هو أقل نفعا أو أصعب في الصيد أو أقل وفرة وانتشارا في البيئات 
التررية من بيثاتنا التي تعيش فهاء في كل من الحضر والريف» ثم يأقي دون تلك 
الطبقة ما يكون انتفاعنا منه دون الأكل والتغذي» كما يكون لنا ركوبا من أنواع الأنعام 
مثلاء ثم دون ذلك ما فستعمله في ما دون ذلك من أنواع الانتفاع» ثم في طبقة 
مستقلة يأتي ما حرم علينا أكله ما شرع لنا قتله بمجرد لقياه في الحل أو في الحرم» 
وهكذا! فهذا تقسيم وتصنيف للأنواع | لحيةء وذاك تصنيف آخرء يقوم كل منها على 
"بارادايم' ' مختلف اختلافا جذريا كما ترى» ولا يمكن الجمع ببهما! 


القصد أبها القارئ الكريمء أنه لوكان المسلمون هم من أسسوا عللم الأحياء المعاصر 
قبل قرن ونصف من الزمان» وليس الدهرية 0 الأخاحء لكان | 5 غير 
الشأنء ولما جاءنا اليوم من يحاول محاواة المستقيت أن يلبس المسلمين بلبوس تلك 
الأساطير الدهرية السخيفة ف قضايا الأصل لفك بدعوى درء التعارض بين 
"العام" (زعموا) والدين» ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولكن لله في خلقه حك لا يعلمها 
العلم الدنيوي والتخلف عن معاصريهم من الكفار المشركين لينظر ما هم فاعلون! هل 


صفحة | و7٠‏ 


تفع الفتنة فهم» فبتفلة؟ اللريوع مرخ قلوهم تفلت الدابةء أم يثبتوا على دينهم وعل 
اعتقادهم وعلى فطرتهم التي فطرهم الله عليباء ويتناولون تلك العلوم بالنقد والقتحييص 
والغربلة» فلا يقبلون منها إلا ماكان سامما من الأصول الدهرية والمقتضيات البدعية 
الخالفة لاعتقاد المسلمين» ولا يقبلون ماكان منها عدوانا على الغيب امحض الذي ما 
أنزل الله به للبشر من سلطان؟ ؟ هذا هو الابتلاء» فافهموه ي رمك اللّه! 
فعندما يقال كما قال داروين في كتابه "في أصل الأنواع": "قانون واحد عام يفضي 
إلى تطور جميع الكائنات العضوية» ألا وهو: تكاثروا تنوعواء ولتكن الحياة للأقوى 
والموت للأضعف" اه.. فهذا ليس تقريرا لحقيقة بدهية! وانما هو تقرير لعقيدة غيبية 
دهرية» نستصحب مقدمتين خفيتين بيانهها كالتالي: 
أولا: ليست الحياة شيئا ممنوحا للكائنات العضوية من خارج نظام هذا العالمء 
وانما نشأت الحياة في مادة الأرض بالصدفة الوجودية اللحضة بفعل القانون 
ثانيا: لا غاية ولا غرض لحياة من يتفق له أن يحبى من الكائنات الحية على 
الأرظولا عت ل الريك دي كه ما اوغانة باه تخالق طن لكل يه 
الموت: 
فبناء على هاتين المقدمتين (والثانية منبها مؤسسة على الأولى كا ترى)» قال داروين 
- في اختزالية الطبيعيين السخيفة - إن النظام الحبوي ليس إلا صراعا عظها من 
أجل البقاء! ومن ثم أصبح معيار البقاء واسقرار النوع المي واستقراره في الأرض إنا 
رب حكم علي كانت له إرادة وغاية وحكمة وتقدير يتقرر بها أي الأنواع قد كتب له 


/٠١ | صفحة‎ 


البقاء وأمها قد كتب له الفناءء ومن ثم يتقرر بناء على ذلك ما يحدثه الرب من أسبا 
ومتولدات تبقي ما يبقى وتبلك ما مهلكء ويكتب له بعلم تام متى يفنى وكيف يفنى 
وما يكون منه وما يكون له وما يتعلق به من متولدات الأسباب! هذه الصورة 
حر جور السو اب د 
الدواب والوحوش في الأرض إذا أسقط من وراء النظام الحيوي كل تعليل غببي 
وكل حكمة وغاية إلهية! 


فعلى تشبيه ريتشارد دوكينز في بعض كتبهء يكون النظام الحيوي عند داروين وأتباعه 
كأنما هو مصنع مفاتيح» وأسباب بقاء الكائن الحي في الأرض كأنها قفل محك الإغلاق 
(من حيث الأصل) فلا يزال المصنع ينتج المفاتبح إنتاجا عشوائياء لا ينشأ عن نفس 
الصانع الذي صنع "القفل" نفسه! فكلم| حاول المفتاح أن يفتح القفل مجر وهلك» حتى 
بتفق اتفاقا أن يخرح المصنع مفتاحا يلاثم القفل فيفتحه فيبقى ذلك المفتاح ولا مبلك! 
من هنا يأتي معنى العشواء الوجودية #عصهط0 1مءنههاهم0 ويصبح لازما لا 
ينفك عن فكرة الاتتخاب نفسها «و3ء»51! ولهذا ضرب دوكنز مثلا آخر في 
بعض محاضراته القديمة لعمل الانتخاب الطبيعيء فاستعان بمبرمج صم له برنامجا 
حاسوبيا صغيرا سمأه 1م202ه81 0 بنسخ كود لشكل هندسي معين لينشره على 
شاشة| الكمبيو: ترء وركب فيه مولدا عشوائيا #مغجعمء0 صدهلصة] بقوم بتغيير 
الصفات الهددسية للشكل نفسه بصورة عشوائية في نطاق محدود خلال عمليات 
النسخ» فتارة يحذف خطا وتارة يضيف خطا أو خطين» وهكذاء ثم شغل البرنامج 
وأخذ ينظر إلى نتائٌ النسخ بعد أجيال طويلة كيف تتنوع تنوعا واسعاء ثم قال بكل 
سعادة ما معناه إن هذا الذي ترونه هو عمل آليتي الطفرة والانتخاب الطبيعي, 
ويظهر لكر به تفسير تنوع الخلوقات الحية في البيوسفير ذلك التنوع الواسع! فن أبن 


/١ | صفحة‎ 


قي تركب المولد العشوائي المزعوم في 7 لية النسخ تلك وما سببه ؟ يأق عند الدراونة 
من اعتقادهم أ ن الكائنات الحية لا ينشئها ذ نفس الصانع الذي أذ نشاً النظام البيئي 
والقافون 0 ا الذي له غايات وحكم في ترهِب 

كل جرت وز من أجزاء هذا العالم في أجزا ته الأآخرى ومن ! حداث كل حادث فيه! فإنه 
لس وراء ا لل الحية ولا للنظام الطبيعي! فلا تزال 
الكائنات 0 وتتكا: 00 00 0 7 0 بالصدفة ا الحضة 
0 ل 0 ل 0000 انقكاك 
له عن ميتافزيقاهم الدهرية الطبيعية! 


وأما عند المسلمين فالنظام الحبوي ليس نظاما قد نشأ بالصدفة في بدئة لم تخلق بما 
يناسب وجوده من الابتداء حتى يكون الأصل في نشوء الأنواع الحية أنها تجرب 
0 الل ان البقاء أم لا! وانما نؤمن بأن الأنواع 
لحية والأنواع الميتة» والنظام الحيوي والنظام البيئي وجميع ما في العالم من نظم إنما 
ساس سد وسيم 
وقد ركب فيه من أسباب البقاء من أول يوم ما هو لازم لهء سبحانه وتعالى عما يقوله 
الدراونة علوا كيرا! فعلى عفيدتنا نحن المسلمين فإن الكائنات الحية لا تتنافس ولا 
تتصارع "من أجل البقاء". وما يجري كل مخلوق منها في طلب رزقه مستعملا في 
ذلك من الأسباب ما خلق الله نوعه من أول يوم وهو مجهز به أحسن تجهيز! 
والقدود أنه لبون 24 "يداب الكاد" اعبللايق عنبدهها م عق تقال إأواقة معدي 
وهو الطبيعة! ولهذاء أبها أبها القارئ الكريم» نراه من محض الضلالة والجهالة أن يآتينا من 
يقول: "دعونا نسميها "بالانتخاب الإلهي" بدلا من "الانتخاب الطبيعي" ونقول إن 


/١ | صفحة‎ 


الرب الخالق هو الذي ينتخب وليس الطبيعة» فإذا فعلنا ذلك لم يكن لأحد أن يتهمنا 


صفحة | 1/ 


مبحث في مذهب الواقفة في غبر آدم أو مجوزة التطوير الإلهي في غير آدم 


وبما يذكر في هذا الباب أن بعض طوائف أهل القبلة (ومنهم سرورية وحزييون 
يظهرون النسبة إلى أهل السنة والسلفية), يلتهسون موقفا يزعمونه منصفا ومعتدلا 
من نظرية التطور الموجه. وأسعيهم ب(المجوزة)» فيقولون إنه من الجائز عقلا ونقلا أن 
يكون الله تعالى قد خلق جميع أنواع النبات والحيوان بالتطوير من أصل مشترك, 
إلا آدم عليه السلام الذي جاء فيه النص الصريم بأن خلقه كان مستقلاء بيد الا 
سبحانه وتعالى بصورة مباشرة من الطين. فهم يجوزون ادر 0 
من أصل منحط وان كانوا لا يثبتون وقوعه في الحقيقة. وهذا التجويز على هذ 
الوصف لعله هو 5 أحدقة أهل ل 
النظرية الملعونة! 


نعل 7 المثال» م إلي أحد الأفاضل مقطعا من 0 الفيديو لمحاضرة للخ 

اله لكوي جهن لهي دواعي كاك البليها النداد" صر ده 

لمشكلة مع نظرية داروين في أصل آدم عليه السلام» ٍ!_ يحوز أن تكون أسطورة 

0 المشترك عند داروين مطابقة للواقع» وأن يكون الله تعالى قد خلق الأنواع 

ونوعها بتلك الطريقة الداروينية» وان كان جريان ذلك عنده على غير آليات داروين 

العشوائية. أي أنه يقف من مذهب التطوير أو التطور الموجه (إلا فها يتعلق بآدم 

عليه السلام) موقف المتوقفء اجوز لآن يكون الواقع على ما يعتقده التطويريون» 
وإنما يضيره في كلانحم جزتهم وقطعهم بصحة القصة التطويرية» قال العجيرة 

0000000 الله 

عز وجل قد طور الأجناس بعضها من بعض ؟ هل ثمة مانع في هذه القضية 

عقلا أو شرعا؟ فااذي يظهر لي والله أعلم أنه ليس ثمة إشكالية فها يتعلق 


صفحة | 14/ 


بهذه القضية» يعني من الممكن. يعني, خلينا ناخذ الأبعد مدى من هذاء 
لو ما ورد النص القطعي فيا يتعلق بآدم عليه الصلاة والسلام» لكان 
الجائزء عقلاء أن الله عز وجل مثل ما خلق الإنسان من ترابء يخلقه 
من قرد. ليس ثمة إشكالية من جحمة المبداً العقلمي! وبالتاللي ليس ثمة إشكا 
في أن الله طور الأجناس لسريس 0 ان 
يستصحب الإنسان هذا المعنى» أن الله "طور", يعني أحد الإشكاليات 
المتعلقة بالداروينية» كإطار فلسفي للنظرية» فكرة العشوائية» فكرة الصدفة» 
يعني التصور متناقض مع الفكرة الدينية جملة وتفصيلاء تصور أن الله مثلاء 
خلق الخلوق الأول» ثم تركهاء واللّه نفسه لا يعلم ما الذي يفضي إليه عملية 
العطزرا لأها صل عتهرقيا وق :طن ديرا إل تين تقول 9 القبول 
في الإطار الديني» أن يكون الله عز وجل هو الذي قد ركل شيء» سبحانه 
وتعالى» خلق كل شيء فقدره تقديراء وأنه لا يخرج شيء عن تقديره تبارك 
وتعالى. اه 
قلت: أما عقلاء فقد حررنا - ويأق معك المزيد بعون الله تعالى - أن مجرد ادعاء 
لخي الراك طهر بول فى ,لصوي عل اسن ار سمط ار لمعيف 
ع[مسصتى هذا يقتضي العشواء الوجودية بصورة ما أو بأخرىء, ونسبة النقص 
والجهالة إلى رب العلمين جل شأنه لا محالة. حتى وإن قالوا إن التطوير لبس فبه 
مدخل اتوي جد اضرو الام (وهو باطل كا بسطنا الكلام عليه في 
هذا الباب بحول الله وقوته)! أرأيت الذي يصنع شيئا ماء ؛ أفكان يلجأ لتطويره وترقيته 
0 له فها بعد أن أصل الصنعة الأول قد 
روناته] عونا العا شمن تماديد | الدف افاي ا 


2 


في "إصدارات" لاحقة, إلا إن 


صفحة | 5/ 


يكون ظاهرا لكل عاقل! فلا يحقع الاعتقاد بالتطوير في خلق الله تعالى الأنواع الحية 
على الأرضء مع من يؤمن بما صرح به القرآن في مواضع شتى من كون الله تعالى قد 
ا له ن إثبات التطوير يقتضي تعطيل بعض 


وتقول في تقرير المانع الشرعي إنه لا يجوز للمسلم أن يحدث اعتقادا غيبيا جديدا لم 
يعرفه أحد من السابقين ولا قال به قائل من المسلمين قبله» فإن فعل فهو مبتدع 
ضال لا محالة» داخل عمله أصالة في قوله صلى الله عليه وسا: كل محدثة بدعة وكل 
بدعة ضلالة"! فلا يصح ما ذهب | ليه الآخ من تجويز أن تكون الدواب قد خلقت 
كلها بعضها من بعضء فإنه لا قائل بهذا الاعتقاد من سلف المسلمين والقرون 
ال ل ل ا ل 
داروين فها بينهم! ولا يصح أن ينسب إلى الله جل وعلا فعل أو قول أو صفة بلا 
دكن صحيح ما يعتير بمثله في أمور | الغيب! والكلام ف العدارة الخلق كلام ف أفعال 
غيبية لله جل وعلاء مطلقة التغييبء فلا يثبت فيها شيء إلا بالسمع الصري وما له 
حك السمع. 
ومع أننا لا نجد تفصيلا في فى الكتاب وا والسنة في قصة خلق أنواع الدواب» إلا أننا قطعا 
ل ال 0 
الدواب» سواء كان ذلك السلف منحطا متواضعا في الخلقة والترككِب كما هو اعتقا 
الدراونة والتطويريين» أو كان بالغ الدقة والإحكام! بل ظاهر القرآن على خلاف ذلك 
على الحقيقة» كما في قوله تعالى: ((حَلَتَمْ يّن تقس وَاحِدَةٍ نج جَعَلَ مِنها رَوْجهَا وأ 
كم نْ الأنقام تَمانّة أَرْوَاج يَخْلتَمْ في طون أُمَابم حَلَقَا من بَعدٍ حَأْقِ في طُلْمَاتِ 
ثلاث دَلمْ الله ريك ل الْفَأكُ لا إِله إلا هْوَ أن تُصْرَفُونَ)) [الزمر : 7]ء ففيه أن 


صفحة | 7/ 


اله أنزل مانية أنواع من الأنعام إلى الأرض إنزالا مستقلاء لا أنها كلها ترجع في 
خلقتها إلى أصل واحد أو سلف مشترك! ولوكانت الدواب كلها تنحدر من نوع واحد 
كك هو زعم الدراونة (الملاحدة منهم والتطويريون على السواء)» لما قال في معرض 
0 أصل خلق الإفسان من نفس واحدة ومن زوجححا الذي خلق منباء إنه 00 

زواج الأنعام: مر رار 

هو أصل خلقنها! وائما يفهم من الآية أن الله تفضل على بني آدم بأن 0 
أنواع مختلفة من الأنعام قد خلق كل زوج منها استقلالا من قبل! ولن تجد من سلف 
الأمة من فهم من هذه الآية غير ذلك! وأخرج مس في صحيحه عن أبي هريرة رضي 
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسام قال: "خلق الل عر وجل التربةَ يوم 
السبت. وخلق فبها الجبالَ يوم الأحدٍ. وخلق الشجرّ يوم الاثتين. وخاق المكروه يوم 
الثلاثاءِ. وخلق النورٌ يوم الأربعاء. وبثٌ فيها الدوابٌ يوم الخميس. وخلق آدمء عليه 
السلامٌ؛ بعد 0 امعةٍ. في آخرٍ الخاي. في 0 اجمعة. 
فها بين العصرٍ إلى الليل." اه ملعيف قافن د ن أنواع 00 خلقت وبثت 
في الأرض في يوم من أيام الخلق الستة» وهو ما يقتضي كون خاق الدواب عملا له 
بداية ونهاية» فم يدا اليوم التاللي من أيام الخلق إلا وقد تم خلق 0 وبثبا في 
الأرض» وهذا يخالف ما يعتقده الدراونة 1 من كون أنواع الداوب لم تزل 
ماضية في التواد عن بعضها البعض إلى آخر الزمان! وإثما يتولد عن أنواع الدواب 
النني خلقت في يوم اميسء تنوعات وتباينات في ! 9 الواحدء وذلك كا 

بحدثه أصحاب الخبرة من أخلاط بالتبجين عصنلءء8 ع«ناءء1ء5. وأما أن تخلق 
دابة جديدة على غير مثال سابق فيا بعد يوم الخميسء فظاهر الحديث ينعهء والله 


أعلم . 


صفحة | 1/ 


وفي السنة فها أخرجه ابن ماجة في سننه والإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن 
امراك ترون لين اديز لاسا ويدار 
الإبل فإنها من الجن خلقت آلا ترون عيوا وهبابها إذا تفرتء وصلوا في مراح الغنم 
فإنها أقرب من الرحمة' عاق رعاو دين 
الجنء على القول بحمله على ظاهره؛ وهو الأحم؛ والله أعام؛ ولا نرى صارفا له عن 
ظاهر معناه. وبالجمع بين هذا وبين آية ية الزمر يظهر أ ن أنواع الدواب خلقت خلقا 
مستقلاء ولم تخلق كلها من نوع واحدء وهو ما لا نعلم فيه مخالفا من السلف ك) 


تقدم. 


وعلى أي حال» فلوكان العلم بقصة خلق كل زوج من الأنواع التي يثها الله في الأرض 
ما يحتاج إليه الناس في دنياهم أو في دينهمء لجاء الخبر به مفصلا في الكتاب أو في 
السنة» ولكن ليس هو مما ينبني عليه عمل! ولولا أن الدراونة ومن افتتن بنظريتهم 
الدهرية الإلحادية من متفلسفة الطبائعيين قد اتخذوا لأنفسهم من تلك النظرية أصلا 
قطعيا يحملون عليه كافة 1 الكتاب والسنة ذات الصلة بالتأويل الجهميء ما 
التفتنا إلى تلك القضية أصلاء والله المستعان! وقد ببنت في غير موضع أن القول 
ا أصلا ولا تتطرق إليه شبهة دليل» بل ولا يمكن 
الوصول إلى إثباته أو نفيه من طرائق الطبيعيين لأنه غيب محضء ولا نظير له في 
محسوسنا (إذ لم يسبق لأحدنا أن شهد أرضا كأرضناء لا حياة عليها إلا الكائن أحادي 
الخلية» ثم شهد الأنواع تنحدر كلها من ذلك الكائن خطوة بعد خطوة)! فهلا أراحنا 
الإخوة هداه الله من هذه | 2 لقضية» واكتفوا في مر الغيب بما جاء به الخير؟! 

قد يقول قائل التطويريين والمجوزة في هذا الموضع إننا لا تقول إن التطوير قد حصل 
من نوع "منحط" أو "فاشل" أو "عاجز عن التكيف" أو كذاء وإنما تقول لعله كان 


صفحة | // 


نوعا بسيطا من حيث درجة التعقد العضويء ثم لم تزل الطفرات تعتريه» حتى تأتي 
طفرة تضيف له نظاما أو عضوا جديدا يمكنه من التكيف مع ببئة أخرى أو ظروف 
أخرى ليصبح نوعا جديدا! ونقول إن ذلك كله لم يزل يجري بإرادة الله وعلمه وتقديره 
(أو على الآقل يجوز أن يكون الواقع كذلك)» فأين ما يقتضي الحط على رب العا 
وتنقص صفاته في ذلك ؟ نحن نقول كا قال "ألفين بلانتبنغا" (أشهر فلاسفة اللاهوت 
النصرافي والمنتصرين للتطور الموجه في عصرنا) ما حاصله أنه من الممكن عقلا وثما 
لا يتناقض مع اعتقاد مثبتة الصانع /عذاء8 666و ط1, أن يكون الرب قد خلق 
الأنواع الحية كلها باستعمال طفرات معينة خلقها في الوقت المناسب وبالقدر المناسب 
حتى يحصل من ثرتها من الآثار ما يريدء وما يوصل منه إلى خلق جميع الأنواع التي 
أرادها كا أرادها! 


والواقم أ ن بلانتينغا عند تناوله تلك القضية» وعلى عادة اللاهوتيين وأهل الكلام ع 
أهل المللء لا يحمل راية 70 بخصوصه. أو للرب كما هو اعتقاد أهل ملته 
فيه وفي صفاته وأفعاله» وائما يريد أن ينتصر بدا وجود الصانع بإجال» أو للصانع 
00007 مسحت أخبث مفاسد الطريقة 
اللاهوتية والكلامية في الرد على الملاحدة والفلاسفة الدهرية» أنهم جروا على منيج 
الفلاسفة في التجريد 0 والإطلاق الميتافزيقي» يريد أحدهم أن يصبح بكلامه 
وتنظيره وجداله وبراهينه إماما لأهل الملل كلهاء لا لأهل ملته وحسب» عند مجادلتهم 
الفلاقة 0006 1 


' ولهذا نقول للباحثين المسلمين إنه لا يجوز أن تأخذوا عن هؤلاء عند التطرق للرد على الدهرية 
المعاصرينء: كما رأيت مقاطع فيديو لمناظرات جرت بين اللاهوتيين النصارى والفلاسفة 
النصارى المعاصرين وبين روؤوس الإلحاد المعاصرء تفشو بين شبابنا وتنتشر وتترجم» فيظن 
الواحد منهم أنه سينتبه وسيكون على ذكر وحذر من الوقوع في عقائد النصارى إذا ما انتصر لها 
اللاهوتي النصراني خلال مناظرته مع خصمه! ولا ينتبه المسكين إلى أن مبدأ المحاججة نفسه 
صفحة | 9/ 


ونقول لمن زعموا - من التطويريين - أن القول باحطاط الأصل الأول للأنواع المية 
لا يلرهم» إ ن القول بزيادة التعقد إِنما هو من مقتضيات تطبيق الطبيعية المهجية 
سكتلدست812 لمءنعه1ه4هط)»21 على فكرة الطفرة العشوائية والانتخاب 
الطبيعي! فإذاكانت الأنواع الجديدة تنشاً بالزيادات العشوائية على صفات وخصائص 
الأنواع القائمة» وكان الأمر يرجع بجملته إلى غير علة غيبية ولا حكمة ولا إرادة ولا 
عبثها خطوة بعد خطوة, إذا جعل هذا هو المعتقد الغيى» فإنه يترتب على ذلك تهديد 
المسألة إلى المضى السحيق وصولا إلى أحط البدايات للنظام الحيوي وأحقرها على 
الإطلاق! ومن هنا خرجت الأسطورة الداروينية في تلك الصورة الشجرية التى تبدأً 
"بأبسط" الأنواع وتصل إلى أعقدها! فإذا رددنا على الدهرية طبيعيتهم المهجية في 
قياس الغائب على الشاهد في هذه القضية من حيث المبدأء وقررنا اعتقادنا في حق 
الباربي جل وعلا وفي كونه لا يخلق الخلق عبثا ولا هملاء ولا يأتي بشيء من المخلوقات 
إلا لحم وغايات وعلل لا يحصيها أحد سواهء فأي أساس يبتى للمسام العاقل لقبول 
عو 0 07 0 (الذي هو 00 د أبسط 0 والذي يلزم 
الأحماض الأمينية العالقة في الماء 0 اتفاقا!)» 1 دعا 10 المشاهدات 
الحفرية والجينية تأسسا عليها؟؟ لا أساس على الإطلاق! ولو أنه قال إن نني أزع أن 

الأصل الأول والسلف المشترك المزعوم كان بالغ الإحكام في خلقته. فبأي علة يكون 


ومصادر تلقي المعارف الغيبية التي عليها قامت مقدمات البراهين وقواعد العقل المستند إليها في 
مجادلة الخصم الدهريء كلها مستمدة من اعتقاد النصارى في ربهم وفي صفاته وأفعاله وما يجوز 
عليه وما لا يجوز! 

٠. | صفحة‎ 


خلق الأنواع الأخرق "تطوي ا" اذا منه».وما سين ذلك المذهت" إذن 
وما الداعى إليه؟ ؟ 


اليم 006 00 لير عل أمل مو الك 
و وحسبه ول مل حي الإمكان أ م 43 ا 
إلا على ناقص مختل مفتقر إلى أن يطوّر! ولا ينسب ذلك المعنى إلى رب العالمين إلا 
كان لازمه التنقص منه والحط على كبال صفاته جل في علاه» وتشيهه بالصانع البشري 
(بدعة قياس أو تشبيه الأفعال). سبحانه وتعالى علوا كثيرا! وما زعم التطويريون أنهم 
يثبتون صانعا بالغيب» فإن الحط عليه وتعطيل ربوييته هو لازتهم الذي لا فكاك لحم 


منه! 


فثلا عندما تكلم الدكتور مصطنى حمود رحمه الله عن التطوير مدعيا أن فيه دليلا 
واضحا على وجود الخالق (الذي سمه بالخترع, بطبيعة الحال). ضرب المثل بالساعة, 
وقال إن البشر بدؤوا فبها 0 الوقت بظل الشمس» د 
للساعة الرملية» ثم الساعة الزنركية, ثم الساعة الإلكترونية ذات الشاشة الرقية» حتى 
وصلوا أخيرا إلى الساعة الذرية بالغة الدقة! فقال إذاكان هذا التطوير دليلا على أن 
للا 0 0 الحية يدل قل رادها 
خالقا بالغيب! وهذا التشبيه لم ية يقله الدكتور في من باب التنزل مع الخصم 
لنقض قوله بنفي الباري؛ مع تأسيس القول د لخاق» وأما قرره تأسيسا 
لاعتقاده هو في صفات اللّهمء رد اعلى ما نزع نحن آ نه مقتضى قوله بأن الله إما خلق 


5١ | صفحة‎ 


الأنواع "بالتطوير". ولهذا أخذ في كل مناسبة يتفنن في بيان محاسن القول بالخلق 
بالتطوير والتحسين ودلالته على كيال الصفات بزعمه! 

والحق أن هذا التشبيه من أذم ما أنت راء من صور تشبيه الأفعال 0 
العالمين على خلقه وتعطيل صفاته جل شأنه! ففن الواضم جلي أن البشر لما ابتدؤوا 
القائم النشبي كطريق لقياس الوقت بالتهارء فإئما فعلوا ذلك لأنهم ماكانوا يملكون 
من العلم والقدرة والإحاطة بأسباب الأرض ما به يصنعون ساعة كالساعة الرقية أو 
الذرية (أو ما لا يعلمه إلا الله من أنواع الساعات الأكثر تطورا)» تخبرهم بالوقت 
بدقة بالغة للغاية» وتعمل بين أيديهم بنفس الكفاءة في الليل كما في الهارء وفي صحو 
الجو كما في عقة الغيم! فلأنهم بشر عاجزون ناقصونء ل يخلقوا إلا ماكان في منتبى 
وسعهم وقدرتهم يومئذ! ثم لما تطورت أدواتهم ودرايتهم بسان العالم السببية» تفتقت 
أذهان اخترعين منهم عن طرق جديدة لمعالجة نقائص الساعة الخشبية تلك فاخترعوا 
طريقة جديدة لتقدير الوقت وحسابهء لاوا بفكرة الساعة الرملية التي تعمل في 
الليل والنبار على السواء ولا تعقد على الشمس» ثم لا اكتشفوا الهندسة وتوصلوا 
للميكنة صنعوا الساعة الزنبركة التي امتازت عن سابقتها بطول فترة العمل وامتداده 
لأيام متتابعة! ثم لما ازدادت علوبهمء واتسعت دائرة السنن السببية التي سخرها الله 
لهم في الأرضء اصطنعوا الساعة الإلكترونية» وهكذا! فإما يحصل التطور أو التطوير 
بسبب نقص المصنوع | لأول وانحخطاطه من أثر نقص صانعه حال صنعه إما في العلم 
أو في القدرة أو فهه| جميعا! من هنا يظهر الداعي للتطوير والتحسين! فالخاق بالتطوير 
أو بالترقية إنما يتكلفه الصانع الخلوق الناقص لأنه لا يخلق الشيء إذا خلقه إلا ناقصا 
معيبا بمقتضى مخلوقيته هو نفسه ونقص علمه وحكنته وقدرته! أ ما الرب المتصف 
بصفات الكال وجوبا سبحانه» الذي إذا أراد شيئا فإفا يقول له كن فيكونء فهذا لا 


صفحة | 07 


يخلق ما يخلق إلا على أكل ما يتم به مقصوده من خلقه من أول يوم» فلا يكون ثة 
ما "يطوّر" أو "يرق" أصلا! 


هذا المعنى واضم لا يماري فيه إلا مكابر! فصحيح | ن إثبات التطوير يقئضي إثبات 

وجود المطور الفاعل» إلا أنه كذلك يقتضي بالضرورة إثباته مختزعا جاهلا ناقص العلم 
أو القدرة أو كلما جميعاء فتأمل! ولهذا شبهه دوكينز بصانم الساعات الأعمى, لأنه 
على مقتضى الأسطورة الداروينية, لا 07 إلا كذلك على الحقيقة! ومع أن دونز 
كان يتكلم -- يريد أن يقرر معنى أن الطبيعة عمياء لا إرادة لديها ولا فعل ولا 
تدبيرء إلا أن هذا المعنى القبيحج يتحول 1 حفيقة وجودية لازمة في حق التطويريين 
القائلين بآن وراء الأسطورة الداروينية الطويلة ربا بالغيب قد أجراها على أمره 
وإرادتهء ولا حول ولا قوة إلا بالله! فهذا العمى والعبث الذي نسبه دوكئنز إلى 
الطبيعة بعدماً عق عها برها والنئم طييا» خاء فولاء (فلنتسيوه.س مع .حي لا 
بشعرون - إلى رب العالمين سبحانه الذي يثبتونه» فيا ليت القوم يفهمون! 


وعلى أي حالء فبمكن تصنيف مجوزة التطوير هؤلاء إلى طائفتين من حيث الاعتقاد 
الغيبي والمميج المعرفي الكلي (مصادر التلتي): طائفة تجوز أن يكون التطور قد حصل 
اقعيا وأن يكون الله قد خلق به الخلق» ولكن لا يرون أنه ثبت تحقيقا من طريق 
الطبيعيين أو أنه بمكن أن يثبت من طريقهم أو هم متوقفون في جواز ثبوته واقعا. 
وطائفة تجوز حصوله واقعاء وتجوز كذلك ثبوته من طريق الطبيعيين في المستقبل 
ثبتوا قطعيا منصرماء فيقولون: لو ثبت في المستقبل بصورة قطعية» خيقذ نتكلف 
تأويل نصوصنا على ما يوافقه» لا قبل ذلك! قال الكاتب الصوفي الطرقي اللبناز 

"حسين الجسر": "إن هذه المسألة لا تزال في طور النظرية» ولكن إن تمت لض 
علبها في المستقبل» فإنا سنقوم آنذاك بالتوفيق بينها وبين الآيات القرآنية."! اه. فهؤلاء 


صفحة | 017 


يعتقدون أن حال مسالة التطور الآن من حيث الثبوت المعرفي هو أنبا عند الطبيعيين 
مجرد فرضية لا يتكلفون الاستدلال لإثباتباء أو لعله يظنهم تكلفوا الاستدلال لإثباتها 
ولكهم لم يأنوا "بعد" بدليل "قطعي" منصرم! وأعني بالمنصرم ما لا يرد عليه المعارض 
البتة! وهؤلاء لن يختلف معنا الطبيعيون إن سألناهم: ما وجه الانصرام الذي 
تشقطره في نع الدايل الذي تطالبون الطبيعيين ل 0 
قصة النشأة من طريقهم ؟؟ أو بعبارة أخرىء إن كنتم قد قبلتم من حيث المبد 

أن تنبت ميثولوجيا التطور | ا 0 
المسلمين - على اعتقادم - إلى أن نتأول كل ما يخالفه من نصوصنا؟؟ هذا ما لن 
تجد له تفصيلا ولا محاولة للتفصيل عند هؤلاء البتة! 


فك اراي لاني عقي اقل دم الملشلديى عو و1 لت شل لينف رسا 
النشأة الأولى ) مسألة غيبية بحضة (أعنى الأصل الأول لميع الأنواع الحية في الأرض)» 
ناز اضرا 0ك قت يدون قزق رطا .ال لقطعية المنصرمة من طريق الطبيعيين عندما 
د إثبات صحة فرضياتهم فيها؟؟ هل يتوقع أن يصلوا في يوم من الأيام إلى أن 
يركوا آلة الزمان مثلاء ليسافروا إلى الماضي السحيق ويشهدوا بأعيهم الكيفية التي 
ايا ير الثبوت القطعي المنتبي الذي يشترطه 
لا4 6 فإ لاركن هذا ما يظاليونى يمتيولاً مكن. أن رطالبوه ايه بطيعة اخال» 
فا معنى أن يقال: سنظل نحمل نصوص الكتاب والسنة على ظواهرها التي حملها 
علهها السلف والأمة من قبل حتى يثبت التطور في أصل الأنواع كلها بصورة قطعية 
فإذا ثبتء أخضعنا اعتقادنا ونصوصنا له بالتأويل الحادث راغمين مضطرين ؟؟ هذا 
كلام من لا يدري ما نظرية داروين ولا كيف أسسها أصحابها ولا يدري شيئا عن 


صفحة | 514 


طريقتهم في الانستدلال لإثباتها البتة! ثم إنه كذلك كلام من لا يدري شيئا عن منبج 
أهل السنة في تلقي المعرفة بالغيب وما فيه إذ لا يجيز الوصول إلى علم ما أو معرفة 
ماء ولو ظنية ضعيفة» بشأن الغيب المطلق من طريق التجريب والتنظير الطبيعي, 
سي ألو جارف له وي السك 1 وال ولتون 1 و3 
يتساهل في ملازمة 0 ل 
أ فول أل الوندة إلا زائغ رقيق الدين» نسأل الله السلامة! 


0 أن كلتا الطائفتين تتفقان على الاعتقاد الوجودي المجمل» ألا وهو جواز أن 
0 ة الحية عتعطموه81 قد خلقت في الواقع بطريق التطور أو التطوير» 
حداها تَجوّز ثبوت ذلك من طريق الطبيعيين وترى أدواء نهم الترجيحية وأنواع 
كمه المسألة من حيث البدا المعرفي إثباتا قطعيا (ولابد أن يروه 
عند الغاية من القطعية حتى يروا أنتفسهم مضطرين لإعادة النظر في تراث السلف 
لقرآن من أجله). وهم بذلك متلبسون بالمهجية 
دسكتله ج71 لمعنزعه1ه010طاء]/3 في مصادر تلقي المعرفة بالغيبياتء» وكذلك 
بمنبح الجهمية في تقديم النظريات والفلسفات الغيبية المبتافزيقية على النقل والتراث 
بدعوى تقديم القطع على ما دونه (تقديم العقل على النقل)! وأما الأخرى فتجوز 
حصول التطور واقعا لكن لا تراه قد ثبت من أي طريق» ولا ترى طريق الطبيعيين 
اي يو ا الوا ولم يحسموا 
لأنفسهم موقفا واضحا في هذه القضية. وهؤلاء لا يقال إنهم وافقوا عمحمية التطور في 
تجويز معنى التطوير على اللّه تعالى وان ل يثبتوه» وإن ل 
رع على السمع ومن التلوث بالمنبجية الطبيعية في مصادر التلتتي في هذه 
لقضية» وإنما هم مخطئون < خطأ شرعيا محضاء ٠‏ لعله راجع حدق الأغلب - إلى انخرام 


صفحة | 0ه 


في موازين منهجية شرعية في باب الإجاع وفي باب التعامل م الخالف, والله الهادي 
إلى سواء السبيل. 


وقد وقعت على شباب عندهم اضطراب في التجويزء بلغ تجويز ثبوت الأصل 
الدارويني لآدم نفسهء ككلام بعض المهزمين من الإتجازيين في مدونة له على الشبكة 
إذ كتب يقول: "كل يوم تظهر إثباتات جديدة على وجود تطور يحكم الكائنات الحية 
عبر ملايين السنينء وأمام هذه الأبحاث لا يمكننا كسلمين أن نتخذ موقفاً معارضاً 
بحجة أن التطور يتناقض مع القرآن» لأن الله تعالى تحدث في القرآن عن التطور 
وعن خلق الإفسان من سلالة وتحدث أيضاأ عن الأطوار في الخلق... فهل نرفض 
هذه النظرية للأبد من دون دليل قرآني واضم على أنها خاطئة تماماً؟؟" اه قلت: 
تأمل الهزيمة والرعب الذي يلا على بعض الناس قلوبهم بإزاء تلك النظرية الملعونة! 
"هل نرفضها للأبد من دون دليل قرآني قوي جدا يثبت أنها خاطئة تماما؟ ؟" قلت: 
إن كنت لا ترى في القرآن دليلا "واضحا" على بطلانها وكونها "خاطثة تماما", فا هو 
نوع الدليل القرآني الذي يستوفي هذا الشرط عندك؟؟ أن ترى آية نازلة في الرد 
على تشارلز داروين: تعينه باسعمه مثلا؟؟ سبحان اللّه! 


فيا جوبهل يا مسكينء قوله تعالى: ((وَبِمَدْ حَلََْا الإنصاق من سْلَالَةٍ مّن طِينِ)) 
[المؤمنون : ]١١‏ يعني من طين مستل من الأرض استلالاء أي منتزع منه انتزاعاء 
وكل ماكان مستلا من شيء أو منزوع منه فهو في لسان العرب سلالته أو سلالة 
منهء لا على المعنى الذي فهمته أنثء أنه النسل والذرية!! ٠١‏ وكذلك قوله تعالى: 


قال الدكتور محمد باسل الطائي في هذه الآية في مقاله "هل يتعارض القرآن مع النشأة التطورية 
للإنسان": 

"فما معنى السلالة هنا؟"' ' ثم قال بعدما ساق كلاما لابن منظور: "نستنتج من هذا أن السلاسة وهي 
ما يسلء وهي التي هي على وزن فعالة» إنما يمكن تفسيرها على أنها النطفة. ولو قال تعالى 
سلالات لكان المعنى المرجح عندئذ أنها أجيال. ولكن يصح القول أيضا أنه ربما منع قوله سلالات 
صفحة | 071 


(ن جَعَلَ نَسلَهُ من سُلَالةٍ من مّاء مهِينِ)) [السجدة : 8] أي خلق نسل الإنسان 
من ماء مين مستل من الرجل والمرأة! فتأمل في مجمة هؤلاء القوم وجمالتهم الفاضحة, 
وقل المد لله الذي عافانا مما ابتلاهم بهء وفضلنا على كثير من خلق تفضيلا! كذبت 
والله إذ زعمت أن النظرية قد "ثبتت" وأن "التطور" (هكذا) قد ثبتء وكذبت 
على رب العالمين لما زعمت أن القرآن تكلم عن التطورء تجعل أطوار الخاق هي 
التطور! وأنت جاهل - والله - بالنظرية وبالقرآن الذي أردت أن تلبسه بهاء ولا 
حول ولا قوة إلا بالله! 


يا هؤلاء اتقوا الله في أنفسك وفي المسلمين واشغلوا أنفسك بما ينفعك! ما لك أنتم 
والقرآن وما جاء في القرآن وتفسير القرآن؟؟ فيزيائي لا يدري كيف يتوضأء وطبيب 
لا بحسن قراءة الفاتحة في صلاتهء وجيولوجي رما لا يصلي أصملاء وتراهم يتكلمون 
في أعظم العلوم الشرعية ممحابة وحرمة عند علاء المسلمين» ولا حول ولا قوة إلا 
بالله!! تتكلمون في التفسير؟؟ حسب أحدم أن يسمع القرآن يتلى عليه في الراديو 
أو خلف إمام المسجدء ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه! يقول المسكين: "وملخص 


أن سلالة الإنسان مفردة بمعنى أن تطوره لم يكن إلا عن سلالة واحدة تسلسلت من جيل إلى جيل 

حتى بلغ مرحلة التسوية أي جعله سويا في المبنى والمعنى والخلاصة فيما أجد أن السلالة التي 
في الآية من سورة المؤمنين ربما قصد بها أجداد الكائن الذي صار إليه جنس الإنسان» وأما 
السلالة التي في السجدة فلعل القصد منها النطفة وهي التي تنسل من الماء المهين الذي يخف 


النطف" اه 
قلت: فما الذي يمنع - يا علامة اللغة! - فز أن بات يافظة سالا" وهو وريد حدم شادله 
النطفة؛ حتى يقال إنه لما أراد النطفة امتنع أن يقول "سلالات"؟ ما الذي ب يحضكن المع الذي 


تريده بالجمع على "سلالات" إلا أن تكون عجمتك أنت ووهمك؟؟ ومن الذي قال إن لفظة "سلالة" 
إذا جاءت مفردة في حق الإنسان» اتجهت إلى المعنى الذي تريده (تتابع الأجيال التطورية)؟؟ وما 
الذي يمنع من أن يقال إن العرق الأبيض سلالة؛ والعرق الأسود سلالة؛ وهكذاء فتكون هذه 
"سلالات" للإنسان في إطار النوع الواحد؟ إن قلت المانع هو المصطلح العصريء قلنا فهل خاطب 
الله العرب في القرآن بلسانهم هم أم بمصطلحاتكم أنتم العصرية؟؟ لم يكن على لسان العرب 
استعمال لفظة "سلالة" على هذا المعنى أصلا (أي استلال جيل من جيل سابق عليه)» وإنما هو 
اصطلاح حادث كله من أوله إلى آخره! وليس في دين المسلمين تأويل سلالة الطين على أنها 
"أجداد الكائن الذي صار إليه جنس الإنسان"؛ وهو فهم ناقض لمعلوم من الدين بالضرورة! 
صفحة | 1و 


القول أن نظرية التطور صحيحة في معظمها من حيث تطور الخلوقات وتحول الأشكال 
حسب البيئة والظروف الطبيعية.. هذا لا ينكره أحدء كذلك هناك تطور في عملية 
خلق الإنسانء فالإنسان الأول ليس مثل الإنسان اليوم هناك تدرج وتطور في الحجم 
00 واللون وشسية الدكاوي؟" الى 
000 يتان اإركالة لق لرلي قون 1 بو معفر ابل 410 د 

00 أخاناء هداك الله وشغلك با ينفعك» تحول الأشكال في الأنواع الحية "حسب 
الببئة" لا يكون "تطورا" إلا على الفلسفة الميتافزيقية الداروينية التي لا تدري أنت 

بمينك لسرا ا امير لجهل الواضم قولك "هذا لا 
ينكره أحد" ولا أحسبنا نحتاج إلى رحن سكي ا 
الإنسان" كا تسمهاء فكذب وباطل» 0 ن كان ثمة تغير مطرد عبر 
البشرء فإما هو تناقص في الخلق على الحقيقة» وليس تطورا سر 
الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه. ولا أحسبك سمعت به يوما من الدهر 
(ولعلك لو سمعته لأنكرته)» عن أي هريرة 0 الله عنه قال: "خلق الله عزّ وجل 
آدم على صورته طوله سئُون ذراعًا" 6 أن قال صلى الله عليه وسار: "فلم يزل 
الخلق ينقص بعده حتى الآن"! 
ثم يقول: "أما بالنسبة لخلق سيدنا آدم عليه السلام لدينا احقالين: الاحقال الأول: 
خلق سيدنا آدم من التراب والماء (الطين.. ثم تسخينه) خلقاً مباشراً أي أن الطين 
تحول إلى مخلوق نفخ الله فيه من روحه بطريقة تليق به عز وجلء وهذا ما نعتقده. 
ولا داعي لأن نضع التصورات... لأن هذه القضية لا تخدم الإسلام ولا تقرينا من 
الله.." اه 
قلت: سبحان اللّه! فإذا كان هذا ما تعتقدهء فبالله ما وجه وصفك إياه بالاحتال 
إذن ؟ ؟ وما تقريرك للهذيان الذي هرفت به آثفا عن السلالة والأطوار؟ ؟ وأي اعتقاد 


صفحة | 0/1 


هذا الذي يرد عليه المعارض والاحتال عند صاحبه؟ ؟ بل هذا ما يعتقده المسلمون 
من القرن الأول وإلى يومنا هذاء وهو من المعلوم من الدين بالضرورة الذي يكفر من 
يكذبه (اللهم إلا قوله "ثم يسخنه" هذهء فلا نعلم دليلا على أن الله "سمفن" الطين 
اأذني خلق منه آدم! 7 مال هذا الكاتب والدليل؟ ؟) إذاكان لا داعي لأن "نضع 
ا بعد؟ تقول: "الاحقال الثاني: أن يكون سيدنا 
آدم قد خُلق من مخلوق سايق له بنتيجة تطور ماء هذا التطور أنعج مخلوقاً مختلفاً 
اما عن المخلوق الذي سبقه. د آدم ... وهذا الاحتقال يسبب لنا مشاكل 
كثيرة مع النص القرآني» فثلاً من هو أبو سيدنا آدم؟؟! وإذاكان له أب» فكيف 
يخاطب الله البشر بقوله ( ني آم لا يدم الشّبِطَانْ 5 أخرج أبوَيك ين الْجكةِ) 
[الأعراف: 77] وسوف يسبب لنا مشكلة مع بعض الأحاديث الصحيحة وبعض 
الآيات القرآثية مثل نفخ الروح في قوله تعالى: (وَذْ فَالَ رَيْكَ لِلْمَلَائِكَة إن خَالِقٌ 
شرا مِنْ صَْصَالٍ مِنْ حم مَسُْونٍ * فَإذَا سَوَيِقهُ وَتنَحْتُ فيه مِنْ روي فَتَعُوا أه 
سَاجِدِينَ) [الحجر: 79-78]. نال هذا الأمر لا يمكن للعم أن يكتشفه لأن الله 
يقول: (وَيَأُوتَكَ عَنِ الوح قل الرُوح ين أُمْرِ وني وما أوقيثم ون الْملم إلا قليلًا) 
[الإسراء: 46]." اه 
قلت: هذا إذن موقف من لا يجيز أن يثبت ذلك الهذيان لأن القرآن صريم في 
إبطاله» ويرى أن المسألة لا يمكن "للعم" أن يخوض فهها! أليس كذلك؟ نعم ليس 
كذلك! فلا يكاد الكاتب بم الفقرة السابقة حتى تراه يقول بعدها مباشرة: "وفي حال 
ثبت يقينأ أن الإنسان الأول تطور من مخلوق قبله بنسبة مئة بالمئة» وبشكل نراه 
بأعيننا ولا يقبل الشك... عندها ينبغي علينا قراءة الآيات قراءة جديدة» بشكل 
يتطابق مع العلم اليقيني... وهذا احتّال ضعيف أن يكتشف العلياء طريقة خلق 


صفحة | 59 


سيدنا آدم لأن الله يقول: (مَا أَشْهَدْمْمُمْ حَلَقَ السَمَاوَاتٍ وَالْأَرْضٍ ولا حَلْقَ أنقْسِيم 
وَمَاكُنْتُ مُتَخِلٌَ الْمُضِلّنَ عَضُدًا) [الكهف: "]5١‏ اه 

قلت: فتأمل الاضطراب والضياع! أولاء إذا كنت ترى أن قوله تعالى "أخرج أبويكم 
من الجنة" يحصر جميع البشر في ذرية آدم وزوجهء ولا يتصور معه أن يكون له أب 
(إذ حينئذ يكون ذلك الأب هو من يصح أن يقال له ولزوجه: أبويكمء وليس آدم 
وزوجه)» فأي شيء يكون تجويز ثبوت الأب إلا تجويزا لثبوت بطلان هذه الآية 
وكذبها؟ ؟ وإذاكان ثبوت الأب لآدم يسبب "مشكلة" أو "مشاكل كثيرة" مع النص 
القرآني ومع بعض الأحاديث الصحيحة» كهذه التي ذكرتها وغيرهاء فكيف يصح لك 
- كسم مؤمن بصحة القرآن - أن تجوز ثبوته والحالة هذه؟؟! لا بأس عندك 
بالمشاكل الكثيرة مع القرآن والسنة؟؟ هذا كالذي يقول: أنا موقن تماما بأن ١+١‏ - 
"» لكن إن قدر أن ثبت في يوم من الأيام أنها تساوي ”, ثبوتا قطعيا مئة بالمئة» 
لا يدع مالا للشكء ينها فقط سأنزل عن قولي الأول» وأبحث عن طريق لإعادة 
"توفيق أوضاعي" مع الرياضيات والجبر! هذا حقيقته أن الكاتب ليس موقنا يقينا 
منصرما يمتنع معه المعارض (وهو ما به يصببح الإنسان مؤْمنا كما يجب على كل مسلم) 
وإنما هو متردد مرتاب لا يدري من أين يلتمس العم القطعي الصارم في تلك المسألة! 
يرجو من باب الأماني ألا يجد نفسه غارقا في تلك "المشاكل الكثيرة" التي يجلبها عليه 
ثبوت أب لآدمء إن قدر أن وقع ذلك في يوم من الأيام! فهذه والله حال مؤسفة 
يدى لها القلب» ولا حول ولا قوة إلا بالله! 

ولا شك أن تجويز ثبوت معارض للقرآن كفرء وتجوير ثبوت صحة الكفر بعموم كفرء 
نسأل الله السلامة! فإذا حكمنا بتكقير من جعلوا لآدم عليه السلام أبا وأما 
[كالقهيديين وعامة التطويريين أو القائلين بالتطور الموجه. أصحاب المذهب الشاهيني 


0 وغيره من المذاهمب في المسألة)ء فالمتوقفون فيا إذا كان آدم عليه السلام له أب 
المستعان! 

ثم إن قوله "وبشكل نراه بأعيننا ولا يقبل الشك" لهو من أمجب العجب! أي شيء 
هذا الذي تجوز أن تراه بعينيك في مسألة أصل الأنواع؟ ميلاد آدم عليه السلام 
لأب وأم من القردة العليا؟ ؟ أم رجوع الأنواع كلها لأصل مشترك ؟ ؟ أتوقع أن يكون 
هذا الكاتب جاهلا بمنطق الاستدلال والطريقة العلمية 4مطاء/3 عظناهعءك5, 
وان كان من المشتغلين بالطبيعيات والإتجاز وكذاء هذا ليس بمستغرب فيا دلتني 
عليه الخبرة. لكن هذا الكلام يدل على خفة عقل قلّ نظيرها! فن الواضم الجلي أن 
موضوع النظرية غيب محض (حوادث وقعت في غيب الماضي البعيد ولم يشهدها 
أحد من البشر). فكيف يعقل أن يطالب أصحابها بدليل هو من صنف المشاهدة 
المباشرة (بشكل نراه بأعيننا) ويجوزون ظهوره في يوم من الأيام؟ ؟! يقول: "وهذا 
احتّال ضعيف أن يكتشف العلماء طريقة خلق سيدنا آدم" قلت: وما وجه الاحتال 
الله تعالمى: ((مَا أَشْهَدْئُمْ حَلَق السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضٍ وَلَا حََقَ أنْفسِوم وَمَاكُنْتُ مُتدٌ 
الْمْضِلْنَ عَصدًا))؟ لا متسع أصلا لهذا الاحقال والحالة هذه! 


٠‏ وأقصد بالمذهب الشاهيني أو البدعة الشاهينية» النسبة إلى دكتور "عبد الصبور شاهين" صاحب 
كتاب "أبي آدم". الذي ابتدع فيه دعوى التفريق بين نوع "البشر" ونوع الإنسان» وجعل آدم أول 
إنسان لا أول البشرء وتابعه عليها عامة الدراونة المعاصرين من المنتسبين إلى الإسلام» سواء 
التمهيديين منهم أو التطويريين! 

٠١١ | صفحة‎ 


٠١7 | صفحة‎ 


مبحث في عتحمية التطوير أو التطور الموجه 1164© / همهت تآه؟8 عتامتعط1' 


3 


بتفاوت التطويريون من أهل الكتاب (من البهود والنصارى) في مقدار ما يثبتونه 
57 "تدخل" في النظام الحبوي تفاوتا عظياء نهم من يرفض مفهوم العشواء 
95 بالكلية, سواء على هذا التعريف أو غيره» ويصر على أن أسطورة 
النشوء والارتقاء الداروينية كلها قد حدثت من الألف إلى الياء بتدبير محكم, وفي 
إطار أسباب كلها مخلوقة, مرتبة ترتيبا محى| مقصوداء ومنهم من يجيز أن تكون الآلية 
عشوائية (وجوديا) مع كونها موجممة في إطا ركلي مخصوص» يفضي بها في النهاية ولابد 
إلى ظهور 2 الشريء ودخوله في تلك العلاقة الدينية مع باريه ولو بعد بلايين 
ادن هن لحت اولعف ادرف الانش اد لافنا موير لهالا را امور الله العا 
والقصد أ ن مفهوم ال 0000 الذي تقول به طوائف الدراونة من أهل 
الكتاب في زماننا من القائلين بالتطور الموجه «هاد[ه8 611064 : ليس مفهوما 

اغا :قاين تقائل رإقنات الرب فاغلة مرييا إرادةتساعه اكل نايف ميكنى 
النظام الحيوي 1656م8105 من أول يوم» فلا تتطفر طفرة (نافعة أو غير نافعة) إلا 
وه فعله المباشرء وهؤلاء لا يرون أفعاله الداروينية المزعومة "تدخلا", وما هو 
تصرفه في خلقه والكيفية التي يخلق بها ما يخلق عندهم» وقائل بصانم "يتدخل" 
بطفرات مخصوصة في أوقات مخصوصة اضبط مسار العملية مع تركها تتحرك بآلية 
عشوائية محضة» مع كونه هو صانم الحياة نفسها وصانع النظام الخلوي الذي غرس فيه 
تلك الحياة» تراهم في تفصيلهم في تلك القضية يتفاوتون فيه تفاوتا عظيا لا زمام له 
ولا خطام؛ مغرقين في الضلالة والرجم بالغيب والقول على اللّه بالكذب وهم يعلمون. 


١٠١ | صفحة‎ 


العشوائية الوجودية هذاء بما استقر إديه من اعتقاد قدري محض بشأن أفعال البشر 
وحرية إرادتهم في هذا العالم 11711 ءء:2! وقد مر معك محاواة بلانتينغا التوفيق بين 
العشواء الوجودية البيولوجية ومطلق معنى وجود الباري» وكونه هو الصانع الموجه 
لتلك العملية من أولها إلى آخرها! 


في مناظرة عقدها فيلسوف اللاهوت الأمريكي "مايكل ييترسون" مع الفيلسوف 
الدهري الدارويني "مايكل روز" حول العلاقة بين العام والدين» طرح بيترسون جماة 
من التعريفات والحدود التى أسس عليها موقفه في المناظرة, جاء منها تعريفه للصدفة 
الوجودية عءعصقطن التى هي من أسس الدنظير الطبيى في قضايا النشأة» سواء 
الديها د عاصاة فداه ا “الكات قو لكايه 
#عمعع صنادهب لعصنصدمعئعلمن] في عام مخلوق - إجالا - ومحفوظ بفعل 
الإله." 3 قال إنها عنده تأقي في العالم على مستويين: المستوى الطبيعى 12601121 
اءاعآء حيث تعتبر الممكنات غير المحتومة سلفا في دائرة النظام الطبيعي أمرا 
ضروريا (بزعمه) للعمليات الفيزيائية» والمستوى الإنساني [6اع.آ 110282 حيث 
تعتبر تلك النوعية من الحوادث الممكنة ضرورية لحصول حرية الإرادة في الإفسان» 
وحتى تحصل القمة الأخلاقية والروحية المطلوبة في حياة الإفسان! 

فكأنما يقول ما دمنا معاشر النصارى لا نرى بأسا في نتى خلق الرب لأفعال العباد 
واراداتهم» بل انرق ذلك صروويا'حق خضل المتصود هن تكليت الشدر:(والتضارئ 
ني خاق الرب لكثير من حوادث الطبيعة أو تقديره السابق لها! واذن فن الذي 
على ناك الرزلك فدهن ينانا مو يي الم ١1‏ اليف ولا 


٠١5 | صفحة‎ 


لني ميري في تلك الفثة من الحوادث جريانا لا حك عندهم للرب عليه ولا تصرف؛ 
وإذن ٠‏ تصبح الربوبية شر ركة بين ثلاثة أرباب في دينهم : الإله الذي يعبدونه» ويعتقدون 
أنه لا يخلق إلا "تدخلا” عسنهعصهن1 في عالم من الحوادث العشوائية التي كان 
الحا م والإفسان الذي يخلق أفعاله من غير حتم أو تقدير 
إلهي سابقء وا لوم ل لعالم من غير تقدير إلهي سابق! مع 
أن وصفه لصدفة الطبيعية نا حو لطبيعة الممكنة غير الحتومة سلفا (أي من 
قبل رب العالمين)» مع كونبا خاضعة في أصل جريانها 5 نفسه للق الرب» هذ 
غير مطابق لاعتقاد الدراونة بطبيعة الحال! لأن العشواء أو الصدفة الوجودية عندهم 
غير مسبوقة 00 الإطلاق» إلا أن يكون سببا طبيعيا راجعا إلى 
صدفة أخرى مثلهاء مع ما افق - بالصدفة أيضا - من جريان القانون الطبيعي على 
نحو معين لا على غيره! أما هذا التصور للعشواء والصدفة الوجودية؛ فعلى الرتم من 
اننا مكلك من تسويته إانتشووم بدرية ب الإرادة ضقن اسان الوم إلا 
خصومه ماكانوا ليقبلوه منهء بل يعتبر منه بمنزلة محاولة لإِخام إله النصارى في أصل 
أسطورتهم الدهرية! 


وحن المسلمين تقول إنه لا وجود الضدفة الوجودية (أو الممكنات غير المحتومة سلفا 
على حد عبارة هذا الرجل) في العام البتة ولا في شيء من قوانبنه ونظمه» وإنها يوجد 
عند أهل الأهواء من أهل الملل استدلال بعدم العلم (أي بالعلل والأسباب والحكم) 
على عدم الوجود! ولا وجود كذلك لوقائع من الإرادة والفعل البشري لم يسبق 
000 ثم مشيتتها وخلتها. نا توج سيط فى ادير وطق 
الأفعال والإرادات الدشرية سلفا مفادها أ ن ذلك يتعضي اشرو سي كر لد دق 
التي هي مناط 0 والذم والتكليف في الإنسان! 


٠١١ | صفحة‎ 


فتأمل كيف لا يبالي اللاهوتي النصراني بما يرجع على صفة ربه من نقص وتوهين 
وتعطيل بل تدمير بسبب قبوله مسألة الفوضى أو العشواء الوجودية هذهء وبا 
لتقي #اكن من بجعاه شرا بخلفه يق 0 رجاء أن يظهر أمام سادة الأكاديميات 
الطبيعية اق مظير المتكر التصاري التستينء ادق لتاك النظزيات الكرنية 
والبيولوجية (الني لا قيام لها عند الطبيعيين ١‏ بإثبات الفوضى الوجودية)! فهو على 
عادة اللاهوتيين النصارى ما يريد إلا أن تمكن من أن يواتم بين النحلة الفلسفية 
السائدة أكاديميا في زمانه وبين أصول النصرانية التي يعرفها تماما المواءمة» على أساس 
أن دينه لن ينبض في نفسه معرفيا 000 النظريات» واللّه المستعان! 
وكذاك الخلقويون التصمهيون, كا رأيناء لم يروا لأنفسهم جوابا عن اتهام الخصوم 
الدهرية إياهم بإيمان السفهاء وخفة 0 إلا بأن يعتهدوا آليتي العشواء 0 
الوجودية مع القانون الطبيعي عند داروين» ثم يضيفوا إلمه| آلية تصميم تظهر أحيا 
في بعض ابا امخلوقات الحية! 

لمسلك التلفيقي بين مبداً العشواء الوجودية عءمهطن ومبداً الخلق المرتب 
دمغوءع02) 01ع2010626: تفننت 00 من النصارى المعاصرين فى تشييده 
وزخرفته بدعوى أن العشواء أو الصدفة الوجودية هذه هي طريقة الرب في الخلق» 
مستندين في ذلك التخرج بالغ التناقض إلى فلسفة وميتافزيقا توما الأويني» فيا سماد 
بعضهم بالتطور الأكويني هسام عناعتسمط1! 
فعلى سبيل المثال» يضرب الكاهن اللاهوتي الكاثوليكي الأكويني "توماس جوزيف 
وايت" عافط/17 .[.1 في محاضرة له بعنوان "الله بعد داروين: هل النصرانية والتطور 
متوافقان ؟" (وهو السؤال الذي أجاب عنه بالإيجاب والقطع بطبيعة الحال!) مثلا 
ليبين مسألة "الفوضى الخلاقة" 5م02 »اهعم هذه التي يعتقد القوم أن الا 


٠١7 | صفحة‎ 


يخلق بهاء وهو بالمناسبة مثل يستعيره من كلام قديم لبعض فلاسفة اليونان (الذين 
كانوا يعتقدون كذلك أن أصل الإنسان يرجع إلى عمليات فوضوية ضدفوية محضة) 
فبقول إن الحادث الذي به التقى والده بوالدته كان حادثا عشوائيا لا سبب له ولا 
لسجب اي ا 0 
واحدائه هو جميع ما أحدثه في حياته من أقوا وأفعال 2! فهذ ايز أنه بره 
على أن العشواء الوجودية ععمطقط0© يه متجذرة في جريان نظام الخلق 
الإلهي» وأن الرب يخلق بها ويستعملهاء لا أنه يتدخل أحيانا فيحدث ما يريد في 
العالم على الرغ منها! فإذا كان ذلك كذلكء ا المانع من قبول العشوائية الوجودية 
الداروينية كركن ركين لعملية الخلق الإلهي في العالم؟ 


والعجيب أنه لا يخفى عليه أن من الفلاسفة من ننى معنى العشواء الوجودية وفسبه 
كله إلى النقص المعرفيء أو ما سمموه بالعشواء أو الصدفة المعرفية عنصمءئوزمآ 
#عصعطن: وهذه هي حقيقة الصدفة أو العشواء التي بتعين على العقلاء أن يقولوا 
بهاء أن الحكم على حدث ما بأنه وقع صدفة أو بلا ترتيبء إنما هو حكم بعدم العلم 
بالترتيب من جحمة من يحكم بهء وأن عدم العم لا يقتضي عدم الوجود ك! هو متقرر 
في البداهة! فكيف براهب يؤمن بأن للعالم ربا صانعا لا يثبت له في العقل استحقاق 
منزلة الربوبية ومن ثم الألوهية حتى يثبت له كال العام والقدرة والسلطان على جميع 
ما في هذا العالم من حوادث وأسباب ومتولدات ؟ ؟ كيف لا يؤمن هذا بأن ما ظاهره 
الصدفة في معرفة أحدنا ٠‏ فإنما هو في الحقيقة تدبير إلهي وتقدير رباني حك يقضيه 
الرب على وفق إرادته وحكمته. ليقضي به ما يشاء ويختار؟ كيف يميل رجل كهذا 
إلى 7 الصدفة الوجودية وترك الصدفة المعرفية في دراساته اللاهوتية؟ السبب في 
ذلك أيها القارئ الكريم: هو أن القوم عندهم في دينهم ما يمهدهم لقبول تلك الدعوى 


صفحة | /ا١٠١‏ 


الخبيثة 0 الصدفة والعشواء! فهم يعتقدون بالفعل أن الرب ليس له سلطان على 
أفعال البشر واختياراتهم» فلا يخلق فبهم إراداتهم ولا يخلق أفعالهم ولا شيء من ذلك» 
وأنه كان لزاما عليه أن يترك خلق الأفعال للبشر حتى لا يكون قد "أجبرهم" على 
تلك الأفعال! هذه القدرية المتأصلة في اللاهوت النصراني هي التي سوغت لهم فكرة 
الرب الذي لا يعلم ما يقع على خلقه حتى يقعء أو رما يعلم ولكنه لا يقدر على منعه. 
وانما د بعدما يقعء سبحان الله وتعالى علوا كثيرا! 


كان توما الأكويني متأثرا بفلسفة أرسطو في العلاقة بين اا العلم إلى 
00 بداية» فهو مخلوق للرب بمقتضى أن وجوده 
نفسه ووجود كل حادث يحدث فيه إنما يسقمد وجوده. لحظة بلحظة. من وجود 
الرب واجب الوجود. فبناء على هذه الفلسفة» والى جانب قدرية القوم وكونهم 
يعتقدون جواز خروج بعض الحوادث عن تدبير الرب وعلمه ومشيئته المباشرة» بناء 
على هذه المقدماتء» وضع اللاهوتيون الكاثوليك الاكوينيون نظريتهم اللاهوتية 
التطورية القائلة بما خلاصته أنه لا إشكال على الإطلاق ف قبول أي دعوى أَقٍ 2 
الطبيعيون بشأن العشواء الوجودية 0108266 في قصة "ترفي الكون" وقصة "ترقي 
الأنواع الحية" » لأن ذلك كله لا يتنافى بزعمهم مع وجود الرب الذي هو عندهم خالق 
بمفقتضى وجوده نفسه (فلا يوجد شيء إلا وهو يعطيه الوجود)» فلاذا لا يكون مما 
أوجده الرب هو تلك "العشواء الخلاقة" التي لم يقرر لها من قبل مسارا مخصوصا أو 
برسم لها طريقا تجري فيه؟ هكذا قالواء وبئس ما قالوا! 

فإذاكان الطبيعيون الدهرية قد اتخذوا من الطبيعة أو من الكون نفسه ربا صانعا مع 
التكذيب بالفاعلية والصانعية وسائر معاي الربوبيةء فقد تابعهم أكثر اللاهوتيين 
المعاصرين من أهل الكتاب على نزع كثير من صفات الربوبية عن لهم المعبودء رجاء 


٠١/8 | صفحة‎ 


يحدوا له متسعا في تلك المنظومة الميتافزيقية الطبيعية الحضة النني أصبحت هي 
"العام الحديث" الذي لا يرده في دين القوم إلا جاهل سفيه! وما كان القوم ليعلنوا 
الانخلاع من دينهم» وما كان القَامُون على الكنائس الغربية ليتنازلوا عن سلطانهم 
الديني بحال من الأحوالء فا اخرج إذن» وقد 1 الناس يدخلون في دين الطبيعيين 

لع م عد 0 ين الطبيعي هو الدين النصراني نفسهء 
وهو ما تدعو إليه الكنيسة! وإذا كان من منهج | 000 بعموم » 
واعادة 25 الدية بيت ا ال“عتقاد لفيي فيه عل اعد ” 
الفلاسفة الأكاديميين المعظمين في عصرهمء فلن تجد من هو أغرق في ذلك من 
لاهوتي النصارى! 
ولذا ظهر إدى النصارى الغربيين خلال القرنين الماضيين نحل فلسفية شتى توصف 
إجالا بالحلولية الجزئية «موذعط]حعصهم» أو ما يسمى أحيانا بوحدة الوجود الطبيعية 
النصرانية مدواءطغصه2 صدناوتوطن. كا ظهرت فلسفات يقال لها صدعكعط© 
دوذء 12 أو الريوبية النصرانية» ويسمبها بعضهم بالدين الطبيعي للمسيح 21عدغها< 
كتاوء[ ]0 00 0 مهم جميعا بريءء عليه وعلى نبينا الصلاة 
والنلت دوهن لاون ان اشيج قار] ف الطديعين الناضرة ال اميت 
الغيب الحض في أصل رق من ويه لاسباظرة النشأة الحيوية (الارتقاء 

الدارويني) ونظرية الذ لنشأة الكونية (الارتقاء الكوزمولوجي أ أو الانفجار العظم). وكل 
نحاة من تلك النحل الفلسفية المعاصرة هي ملة مستقلة» يعتنق أصحابها صورة من 
صور الصانع الطبيعي الوهمي الذي قال به الفلاسفة الطبيعيون المعاصرون بعدما نقوا 
ما وراء الطبيعة وكل ما هو خارج عنهاء وبين ا الخالق» الآب الذي في 0 
الذي تقول الكنائس النصرانية بأنه هو خالق الطبيعة» البائن منهاء الخارج عنها بذاته 


٠١9 | صفحة‎ 


(على 1 في أقنوم واحد من أقانمه الثلاثة 0 01 فبدا للأضعف نفسا 
الللاكم 1 أو الاتحادية أ 0 6 د 
وجود الرب ومبداً الغيب نفسه إلى أمر مجازي» إنما خوطب الناس به على سبيل 
ضرب المثلء واللّه المستعان! فوالله لا أدري أي شىء يبقى لرجل ينسب نفسه إلى 
فين كان من جماة الملل الكتابية: وهو كدت بالرب الذي يعبدونه وحمل كتابهم 

كله الذي يسنبونه إليه على المجاز وقصص ألف ليلة وليلة؟! هم لا يريدون من الدين 

إلا تلك المزايا الاجتاعية والسياسية التي ترجع على من يصرح باعتناقه وينخرط في 
مارستهء أو على الأقل يسم من التصري بمفارقته! ما يريد أحدهم ربا ولا شريعة ولا 
شعيرة ولا شيء من ٠‏ ذلك» وانها يحلو له ا عير 
لبتاذذ بالخالة الاجتاعية العامة التي يخلقها مبداً التعبد الجماعي داخل الكنيسة» فلا 
فرق في الحفيقة بين هؤلاء (العلانيين النصارى الغلاة مصهتاعتعطن مهادء»5) وبين 
طوائف الإنسانيين المتدينين 5اوتممصتاط 5تناهنتعناءع] الذين مر معك الكلام 
علهم في الباب الأول من هذا الكتاب, إلا الاسم لا غير! هؤلاء اسمهم نصارىء إذ 
اختاروا البقاء على اسم النصرانية بعد تفريغها من 0 الاعتقادي» 0 7 
الاجتاعية كحضور القداس في 17 وشهود احتفالات 0 وو ذلك! 
لإغراقهم الرب ال لباري 35 شأنه في خلقه إغراق الوثنيين 0 إن الثالوث 
النصراني المزعوم لا يفهم حق الفهم إلا بالقول بصورة واحدة على الأقل من صور 
الحلولية دموتعطغمعصدط! فالروح القدس (التى هي الأقنوم الغاليت عندهم) على 


١١١ | صفحة‎ 


عقيدة القومء قوة باطنة متخلاة في أنحاء العالم» فإذا قالوا إنه هو الإله أو من ذات 
الإله حقيقة» فهم قائلون بالحلول ضرورة وبداهة! وكذلك في الأقنوم الثاني» الاين» 
إن قالوا إن شق اللاهوت المزعوم فيه (أي في قوطم باللاهوت والناسوت) هو من 
ذات الله (وهم قائلون بذلك لا محالة» إذ لا معنى للاهوت ولا فرقان بينه وبين 
الناسوت إلا بذلك)» كان مواد المسيح وحياته في الأرض حلولا كذلك بالضرورة! 
فن قال إن النصارى من الأصل حلوليون ل يبعد النجعة! قلت: وهذا الكلام وجيه 
ولا شك! فثلثا الثالوث يوصفان بالحلول في العالم كما لا يخنى. لكن هم لا يقولونه من 
أجل إبطال الثالوث ودعوة القائلين به إلى التوحيد الخالص الذي جاء به خاتم 
المرسلين» وإنما يقولونه من أجل أن يسوغوا لأنفسهم مزيدا من تلببيس الرب الصا 
بصنعته» ومن إحلاله في خلقه واغراق ذاته العلية في مادة هذا العالمء ولا حول ولا 
قوة إلا بالله! لسان حاطم يقول: لا ترمونا بالحلولية وكأنما هي تهمة في الدين» فآنتم 
أيضا حلوليون! 
وأما عند الهودء فقد كان لفلسفة "باروخ سبينوزا" دموتعط]صوط عتهمصزم5 
(فيلسوف التنوير الألماني بودي الأصل) في القرن السابع عشر الميلادي» أثر بالغ 
في اللاهوت البهودي خلال القرنين الآخيرين» إذ أنبتت ميتافزيقاه فرقا ومللا بقيت 
منتسبة إلى الهبودية مع كنبا على التحقيق علانية طبيعية #تمحضة في القول بجعل 
الله هو نظام الطبيعة» ونظام الطبيعة هو اللّه! ومن ثم ظهر ما بات يعرف بتوحيد 
الوجود 07 اليودي <طوتعطغخصة ع61221156ة11 1أو01ع[. وسبب فلسفة 
سبينوزاء استجاز أمثال أينشتا ا د اميا 
يجحدون 0 يجعلونه هو مادة الطبيعة ونظاتحا! ومع أن أحبار الههود في 
زمان سبينوزا في في أمستردام قد حكوا بكفره ووجوب قطعه ومجره 0 مودي 


١١١ | صفحة‎ 


حتى أقرب الناس إليهء ومنعوه من دخول معابدهم ومن مؤاكلتهم ومجالستهم .. إل, 
هنو امف تنه الببومي ا ريه 1 م لمنقذ الذي فتح الباب أخيرا 
أمام اليود لأن يكون ديهم تصور للإله يوافق ويلاتم الكوزمولوجيا والبيولوجيا 
والجبولوجيا وغيرها من "اللوجيات" المعاصرة» إلى حد أن حاول "بن غوريون" 
(مؤسس دولة إسرائيل) أن يمنح سبينوزا الجنسية الإسرائيلية» ولو بعد وفاته بقريب 


من ثلاثة قرون! 


والذي حمل سبينوزا على اختراع تلك الملة المتبافتة وادعاء أنها هي الاعتقاد الهيودي 
الصحيح, هو أنه بدأ - كما هي بداية كل فيلسوف - بوضع تصور كوني وميتافزيقي 
شامل لبداً العالم وحقيقته! فوضع نظرية ميتافزيقية عدها الفلاسفة من النظريات 
القائلة بأحادية الماهية «ونده/2, حيث جعل مادة العام كلها راجعة إلى مكون 
أساسي ما ععصوؤوطن5 لوعمعصملم نظ ع م قال (في الباب الأول من كتابه 
معنطع ) إن ذلك المكون الأساسي لا يمكن أ ن يتوافق ع1اطاعهمحدمن »+8 (من 
حيث التأثير والتاً الك لا مع نظيره من نفس نوعهء إذ لو قدر وجود مادتين 
500 لخارحء تختلفان في جميع الصفاتء لامتنع أن تؤثر إحداه| في الأخرى 
أو أن يخضعا جميعا لنظام واحد أو قانون واحد! وإذن لزم - بزعمه - أن يكون العام 
كله مبنيا من مكون أساسي واحد! ثم مدد الرجل نظريته لتشمل كل موجود في 
الأعيان» فقاس ربه على العالم ومادته التي فرضها له في نظريته وقال إنه إن قدر أن 
كانت مادة الرب مخالفة لمادة العالم» مغايرة لهاء لم يكن من المتصور في | 
بحصل اتصال بين الرب والعالم» فضلا عن أن يكون العام نفسه ناشئا عن فعل 
الرب! واذن لزم ب 00 الرب من نفس مادة العالم! وعليه قال با معناه أننا ا 
قدرنا اك العالم والرب من مادة واحدة. ون لابد في مادة الرقية أن تكون فريدة 


١١7 | صفحة‎ 


ميزة لا نظير لها من نوعهاء حتى يصح أن يقال في الرب إنه أزلي بلا ابتد 

يلاما كا هو اعتقاد الهودء لزم ألا تكون مادة العام موافقة لمادة الرب في أي 
صفة من صفاتهاء واذن امتنع حصول التعلل والاتصال السببي فيا ببهاء إذ لا تتعدد 
المواد المتفردة نوعا إلا لزم من ذلك التعدد انفصالها كلها عن بعضها البعض» وعدم 
حصول تأثير أو تأ ل المواد امختلفة! واذن يترتب على ذلك ضرورة 
أن يكون الرب والعالم شيئا واحداء من مادة واحدة متفردة! 


ولا شك أن هذا الهراء كله من أوله إلى آخره راجع إلى قياس فاسد على فرض 
فاسد! فأما الفرض الفاسد فهو الزعم بأن جميع أنواع الموجودات في العالم سوس 
لابد وأن تكون راجعة في الحقيقة إلى "مادة" واحدة» وكذلك القول بأن الأشياء لا 
تؤثر ولا تتأثر ببعضها البعض إلا إن كانت راجعة في بنائها الأساسي 
عتنااء نم5 تمع دصطلصظ إلى "مادة واحدة"! فنقول: ما يدريك أن العالم كله 
من أوله إلى آخره يتركب من مادة واحدة» أو بأن جميع الموجودات فيه لابد أن تكون 
قاباة للتفكيك مرة بعد مرة وصولا إلى مكون أصلي واحد؟ هذا زعم عريض لا يقوم 
به قائم في العقل ولا في الحس! ثم كف يكون العالم كله مركا من مادة واحدة ولا 
يزال العقلاء يفرقون فيه بين أنواع المواد الي تتركب منها الأشياء ال محسوسة يتتبعون 
خصائصها ويصنفونها تصنيفا؟ فإن فرضنا أن المقصود إديه بالمادة الواحدة هذه هو أن 
3 أنواع المواد ترجع إلى مادة واحدة تتركب منها على غرار نظرية الجوهر الفرد» 
فهذا زعم فاسد لا دليل عليه بل الأدلة العقلية والحسية على خلافه كا بسطنا الكلام 
عليه في موضع لاحق عند لكلام على نظرية الجوهر الفردء فلينظر ثم. فعلى أيما وجه 
كان مقصوده بالمادة الأحادية هذه فهو صاحب وهم ميتافزيتي لا يقل فسادا عن 
نظريات اليونانيين إن ل يكن أعظم منها فسادا! 


١١ | صفحة‎ 


وأما قوله بأن المادة أو الشيء المعين في الخارج لا يكون "متفردا" إلا بأن يخالف في 
جنيع صفاته غيره من + الأضيات: فيد ل ل 
والأوهام! فإن مجرد كون الشيء يصح فيه الوصف بأنه "شيء". يقتضي اشتراكه مع 
غيره من الأشياء ولو على الأقل في معنى الوجود في الأعيان (وما يتعلق بهذا المعنى 
من لوازم بدهية) ومعنى كونه شيئا! فإ نكان يشترط في الرب الذي يعبده بنو إسرائيل 
أن يكون مخالفا لكل شيء في جميع الصفات» فهو إذن يشترط فيه أن يكون عدما 
بمتنع وجوده إلا في وهمه هو وأمثاله! وأما قوله بأن الأشياء لا يؤثر بعضها في بعض 
إلا إن كانت مشتركة في صفات معينة أو ترجع إلى تلك المادة الواحدة» فأيا ما كان 
مقصوده بالمادة الواحدة فهو كذلك غ5 وخطل يخالف العقل والفطرة ل يأت بدليل 
عليه إلا التحكم والتعسفء» وهو شرط باطل لاقتضاءه قدم العالم الذي هو باطل في 
بداهة العقل! إذ لو قدر أن كان الحادث لا ينشأ إلا عن نظيره في الحقيقة والكيفية, 
للزم تسلسل العلل بلا بداية! وقد تفطن سبينوزا أذلك اللازم ولم يبال بالتزامه 
فزع أن العالم قديم وأنه لم يزل يتجدد ويتغير من صورة إلى صورة» بحيث لا يؤثر 
اا ا وأما قياسه الخالق على المخلوق في صفة التركب من 

3 اناد ب انل ١‏ اقق امو لالش كدرو راتوا جد لقني د نمي ار وام 
حدات هذاء إما هو من لوازم الخلوقية» إذ لا 3 الشيء قابلا لتفريق أجزائه 
ل ل ل 
عن حقيقة كون هذه طريقتنا نحن البشر في التخليق والتصنيع» ولا مستند على 
الإطلاق لادعاء أنها هي طريقة الخالق سه في ماما ع (بل جاء السمع 
ن 50 
علو لناءة ل 1 سبحانها قيوما صمدا غير مخلوق! 


١١5 | صفحة‎ 


والقصد أنك لا تجد عند سبينوزا في تأسبسه لدعواه بأن الصانع لابد أ بيكوق الهو 
عين المصنوع, إلا طبقات من الزع الميتافزيقي الأجوف المشحون بالمغالطات الفجة, 
قرو قرا هر اللبورتو كرشي اابونابلقويةة د بسيو أن عورا ايده 
به أن ينزل نفسه منزلة أرسطو بين فلاسفة التنوير الأوروبي في عصره! فبناء على 
هذا الهذيانء ذهب سبينوزا إلى تجريد رب العالمين من صفاتهء ومن ثم إلى جعله 
متحصل في العالم نفسه 0222626دم1 لا متجاوزا له مباينا له بذاته غمع0مءءوصهء]' 
كما هو اعتقاد الهيود! ولم يكن من تجب أن تفلسف الرجل - تبعا لهتافزيقاه سالفة 
الذكر - في إعادة توصيف العلاقة بين بني إسرائيل وبين الرب جل وعلاء التي نشأً 
ليا دين اليودية نافتال: إن الرصدم ايعان" بي سراد 0 و 
يرد لهم أن يكونوا هم المقدمون على غيرهم» وإنما جرت قوانين الطبيعة وأسبابها على 
الوا لني أجراء نهو وشكه وطنيطاه تبط اميا فاناق 0 في ظل 
ذلك وعلى أثره من الأسباب ما جعلهم أقوى وأصلب من غيرهم من الشعوب» وأشد 
حرصا على الحفاظ على بقائهم واسقرارهم كأمة مستقلة» فكأها انتخبتهم الطبيعة 
ليكونوا هم "شعب الله الختار”, لا أن الله اختارهم حقيقة! فإن الإله الذي انتبى إليه 
سبينوزا لا يفعل 0 ولا يختار ولا يرسل الرسل ولا 7 الكتب ولا اتصال 
للبشر به أصلا! ولا ستبعد أن تكون هذه النباية التي انتبى لها الرجل فيا يتعلق 
بمنزلة بني إسرائيل ب بد 
الل اتجقع الممودي في أمستردام» وليس ما حرره من اعتقاد في ذات 
لله وصفاتهء وا لله أعام ! 


هذا - بإيجاز ا سبينوزا 0 07 0-7 يدندنون 


١١١ | صفحة‎ 


إلى القول بإله سبينوزا تأسيسا على ميتافزيقا سبينوزاء وتقدها بمقدماته» وانما ذهب 
إليه تأسبسا على ميتافزيقاه هو في النسبيتين الخاصة والعامة, كما بسطنا الكلام عليها 
في موضعه من هذا الكتاب, وعلى مقتضياتها الاعتفادية التي كان الرجل أذ من 
أن يغفل عنها وأشد جحودا وجرأة على الله تعالى من أ 0 0 
بالتزائحا! فإذا كان الشيء الوجودي لا يوصف بالوجود في الخارج إلا إن كان لوجوده 
اشتراك ضروري مع وجود غيره من الأشياء في معاني الزمان 0 (فيقال إنه 
موجود داخل العالم أو خارج العالم» ويمتنع في العقل نفههه| جميعاء ويقال كذاك إنهكا 
موجودا في الماضي أو لم يكنء أو هو موجود الآن أو غير موجودء أو سيكون 
موجودا في المستقبل أو غير موجودء مع امتناع ننفي الضدين معا في جميع ذلك)ء 

اذا يت معني لين ومكن نيا اطق إل ىكل ما هو واع اخ حي 
لزمكان الوجودي المزعوم الذي جعله أينشتاين تفسيرا للجاذيبة» 0 ن يمتنع وجود 
شيء خارج ذلك الزمكان الوجودي 0 لأنه لا خارج له أصلاء إذ لو صم في 
شيء أن يوصف بأنه "خارج كذا", فهو إذن داخل في مادة | اك 
نسيح الزمكان! | أنه لا قبل له ولا بعد إذ لو في شيء ما الوصف بأنه كان 
قبل كذاء فلابد أن هو وذلك الكذا داخلان في مادة الزمان التي هي جزء من نسيج 
الزمكان! فلزم من ميتافزيقا النسبية العامة ني وجود الباري خارح العالم» وني تقدمه 
عليه وحصره - على تقدير وجوده - داخل نسيج الزمكان! فإن أفضت 
الكوزمولوجيا إلى الزعم بكون قدي ثابت لا بداية له» كان الصانم الأينشتايني قدي 

لأن الزمكان إذن يكون قديما لا بداية له وان مال بها أصحابها إلى القول بكون متغير 
له بداية» لزم أن يكون الصانع حادثا انوت الزمكان نفسه! 


١١1 | صفحة‎ 


وأما النسبية الخاصة ففيها : ل ل ا 
لكتاب). أي أ لا يال للشيء إنه وقع في الماضي أو يقع الآن أو هو واقع في 
المستقبل» إلا بحكم نسبي مبناه على رصد الراصد في الإطار القصوري الذي هو 
فيه! وهو ما يقتضي نفي كافة الصفات الفعلية عن ذات الصانع عند التأمل» لآن 
الإرادات والأقوال والأفعال الإلهية ا لعقل أن ال 
الزماني وتتزامن معه كافة حوادث العالم (التي هي كلها من خلقه 00 
تزامنا حقيقيا في خلق الباري بصرف النظر عن رصد ع 
0 00 في علمه سبحانهء وماضيه هو ماضي العام المطلق ومستقبله هو 

امجن جور دع اللورران مرضي جواناكه رمو امو بتر 
أمره فهو في 0 الحقيقة» فإن قدر أن راصدا بشريا رصده في الحاضر لا في 
المضي وظن أ نه لم يقع لا الآنء فهو إذن على تمل بزمانه الحقيقي» يرصده بعد وقوعه 
؟مدة» ولا يقال 8 أبنشتاين - إن زمان وقوعه هو الآن على الحقيقة في إطاره 
القصوري وليس في الماضي» خلافا لما تكون عليه الحال في الأطر القصورية الأخرى! 
أي أن إثبات رب فاعل ذي إرادةء قائم 00 00 00 أهل الملل 
الثلاثةء يقتضى إفيات تزامن أفعاله وأ أقواله وا تزامنا حفيفياء ي أنه تنزل منه 
الأوامر والأقضية وتصدر عنه 00 0 
على الحقيقة) إلا وقد حدث فبها من فعله ما لا يحصيه أحد سواه» على تزامن حقيقي 
لا يحيط بعلمه أحد سواه! فيكون ذلك التزامن حقيقة في نفس الأمر بصرف النظر 
عن رصد الراصد البشري! وهذا ما يقال له في اصطلاح الفيزيائيين المعاصرين بالتزامن 
المطلق #طتعصةغ ]سند عغت[موطك! 


١١1 | صفحة‎ 


فإذا قبل بنفي التزامن المطلق بهذا المعنى» وتحويله إلى أمر نسبي راجع إلى رصد 
الراصدين في الأطر القصورية» كل إطار بحسبهء لم يبق أي معنى لآن يقال إن الرب 
خلق آدم قبل خلقه الطوفان» مثلاء أو فعل كذا قبل فعلهكذا على الحقيقة» أو قال 
0 الآن يرزق لة في الأرض في روسيا في نفس 
للحظة التي يرزق فيها حوتا في المحبط الهاديء أو أنه يفعل أفعالا متزامنة تزامنا 
اا ال ا د النظر عما يبدو لهذا الراصد أو 
غيره» وإنما يقال في التزامن: حدث كذا قبل كذا أو بعده أو بالتزامن معهء بالنسبة 
لمن؟ فإ ات (أ) والحادث ا أن يقال إن أحده| قد 
وقع ل الآخر على الحقيقة بصرف النظر عن رصد الراصدء وانما يقال إذا كان 
الراصدين يرى (أ) قبل (ب) في إطاره القصوريء فلابد أن غيره يراهم| متزامنين» 
ورما رأى راصد ثالث الحادث (ب) يتقدم على (أ)» على عكس ما رصده الأول! 
فيصبح لهذا ترتيبه الزماني الخاص بهء الذي هو حق مطابق للواقع في إطار: 
القصوريء» ولذاك ترتيبه الزماني الخاصء الذي هو حق مطابق للواقع في إطار 
القصوريء كل منبم بجسبهء من غبر أن يقال لأحد الترتيبين إنه موافق للواقع والآخر 
متوهم مظنون! ومن ثم لزم من ميتافزيقا النسبية الخاصة تعطيل الرب جل وعلا عن 
جنيع صفات الأفعال وتحويله إلى كيان ربوبي محض "" ل يزد على أن تسيب - 
بصورة ما أو بأخرى لا حقيقة لها إلا في الأوهام - في وجود ذلك البحر الزمكاني 
الخرافي في الخارج» الذي تعلق فيه الحوادث كلها بلا ترتيب معين إلا ما يتفق للراصد 
أن تحمله حركته في إطاره القصوري المعين على أن يدركه لنفسهء فيصبح هو "سهم 
الزمان" بالنسبة له! ومن ثم يصبح القول بتعليل حادث من الحوادث بحادث آخر 


وهو رب لا يزيد "فعله" على أن "يراقب العالم" حتى يكون هو الراصد المانع لمعادلة الموجة 
الكوانطية من الانهيار انهيارا مطلقا على اعتقاد كثير من الفيزيائيين في أن رصد الراصد هو 
الذي يجعل العالم على ما نراه! فسبحان الله وتعالى علوا كبيرا! 

١١/8 | صفحة‎ 


متقدم عليهء واثبات العلاقة السببية في الواقع بين الحادثين» أمرا نسبيا كذلك» من 
حيث حصوله في الأعيان» لا من حيث دركه في الأذهان» يتوقف توقفا وجوديا على 
تفاوت احتالات رصد الحادثين جميعا من أطر قصورية مختلفة» كها ببنا تلك المسألة 
في موضعها! 


فالظاهر أن أينشتاين لما تفطن لتاك اللوازم من ميتافزيقا فسبيتيه (القول بالربوبية 
دونه على أثر النسبية الخاصة» والقول بتوحيد الوجود الطبيعي دونع طصدط 
على أثر ميتافزيقا النسبية 0077 من التعلق يإله سبينوزاء الذي هو وهم 
لا حقيقة له في الخا نارج» ولا يراد به في واقع الأمر إلا نظام الطبيعة نفسه وقانونها الذي 
ا مسح لد سس 


والقصد أنه إذا بدأ الفيلسوف بإعمال الطبيعية المنبجية على تصوره للكون وحقيقته 
وأوله وآخره وما وراءه؛ فهو واقع لا محالة في تشبيه الأفعال الذي يفضي به لا محالة 
روراتسطليل صقف ريدسكل ااانه قلا زيرال, زع يه الصفات بوالأحمال:' ربتعي 
عن التأثير في حوادث العالم» حتى بلغ آلا يجعله يزيد على مجرد "شرارة ابتداء" في 
اول لحظة من تارية العالم انطلقت منها قوانينه التي كانت هي الصانم الحقيقي الذي 
أحدث فيه كل شيء». وضبط فيه كل شيء! 
ومن لاهوتبي اليهود في زماننا من اتخذ من وحدة الوجود القابالية عنونلهط طهر 
صونعطتمدط: التي هي عندهم نظير فلسفة الغلاة من الصوفية القبورية من 
المتشييون إلى ملسا -مسلئد | لطبخ الاعتقاد المودي وا ا 
الأنواع الحية (نشأة مقحضة في السببية الطبيعية بلا فاعل بالغيب ولا حكمة ولا 
إرادة ولا شيء من ذلك): طبخا تستيغه أفواه الجهلاء والسفهاء من أهل الملة! فعلى 
سبيل المثال» فقد ذهب الحاخام الإسرائيلي القاباللي المعاصر "أبراهام إسحاق كوك" 


١١9 | صفحة‎ 


1هه؟1 .1 .لك إلى القول بأن العالم إنها هو كائن حي متّاسك الأعضاءء فا من شيء 
من موجوداته إلا هو عضو من أعضاء ذلك الكائن المي الواحدء وهو كذلك 
كالشجرة» تفرع فروعها كلها عن أصل واحد ومن جذع واحدء آلا ألا وهو المنبع الإلهي 
الذي منه ينبع العالم! ولن 4 للناسك الهودي ذلك الواقع الوجودي المزعوم؛ 
بحسب كوك» ولن يرى الحقيقة الكامنة الباطنة خلف هذا الواقع» حتى ينزع أستا 
الماذة ف «عينيفة وون رلك "روحانية» العالم على ما هي عليه بزعمه! ٠"‏ 


ثم بعدما يقرر الرجل وحدة الوجود من ذلك المدخل الباطني القابالي التقليدي عند 
تلك الفرقة اليبودية التي هو إمام من أمتباء تراه يأتي إلى نظرية داروين فيقرر قبولها 
1 ص 00-7 اركب 0 00 0 المزعومة التي 0 عند 
ا وع20ه] عستوعتلا في ١‏ لواقع ا 5 كل سهواة! 5 نْ 0 
المي نمو ويتطورء فا ذاك إلا لأن العام المادي بكليته نمو ويتطورء وانما يكون له 
ذلك لأنه ليس في حقيقته إلا تجسد الحركة الإلهية أو ال رفرية 01 
الى الواحد العملاق الماضي في موه وتطوره» وأ وك تيت اللافة اذا ذا لك السثان الذي 
يخنفي ذات الصانع نفسه في باطنه وفي أساس كل موجودء فنتوهم نحن أننا ننظر إلى 
العالم وانما ننظر إلى صانعه على الحقيقة! وإذنء فعلى عقيدة الرجل القابالية الاتحادية 
هذه تكون آليات 00 الداروينية في حقيقتها من جملة الصفات المادية 

"المتوهمة" لتلك الحقيقة الروحية الباطنئة في العالم النتي هي ذات الصانع نفسه على 
اعتقاده. سبحان الله 00 عا يصفون! وه (أي تلك الآليات) عنده من صفة 
05 دعطأطعقوء 1 عطامه 0م835 مهأأناام/ع 07 برمعط] ١١:‏ ععأم قط“ ,لاما موعععع8 ٠"‏ 
)٠5١١93(: 0/6‏ (د5لط) صمه6020 لعقطعانظ لمق طعقطاءعذ طمعدهل ما “>اهه»ا أ836 


: 51583001 ,01 أآناامباع 000 طأأوع رعءمءأء5 :رمزغعءاء5 أواناأ ولا 000 مملط 0 
.ع أ ]أ غأمعاءك واءىمللا 


١7 | صفحة‎ 


الرب لا من حيث كنبا أفعاله كما على عقيدة التطويريين» فالرجل لا يتكلف التلاعب 
بآليات داروين يجعل الانتخاب الطبيعي انتخابا إلهياء والطفرة العشوائية طفرة إلهية, 
فعلا بعد فعل (أو "تدخلا" بعد "تدخل" على طريقة القائلين بالتطوير أو التطور 
الموجه من أهل الكتاب)» وانما يأخذ كافة آليات الدراونة كما هي على عشوائتتها 
الوجودية وغيرها من مسارات الأنطولوجيا الدهرية في أصل النظرية نفسها (كدعوى 
السببية الطبيعية المغلقة 0521 لهعنوتتط / #طاتلدكنتة0 [متتطهل8 لعوه1 0 
#تندهآ0 أو التعلل التام لميع الحوادث بالقانون الطبيعي 6نءامتده0 
0 ,: ومسامة الاسقرارية المطلقة في الماضي والمستقبل #نصددهكنم لآ 
#امعصءط: ومسلمة عشوائية الحركة في مادة العام تؤتلاطممم حدملصدك. 
ولاغائيتها ترعه1هءاء:-ى) ليجعلها جزءا من واقع تطور يكلي شامل ليس في حقيقته 
إلا ذات الرب تتجلىء والله المستعان! فهذه وحدة وجود قابالية بهودية 
دسكتعطغصوط عناكنلهططون: استطاع صاحها أن يدخل تحتها وحدة الوجود 
الطبيعي الداروينية دوا طغصه2 عناوتلهت هآ بكل سهولة. 


وعلى أي حالء ٠‏ فلو فتحنا الباب لتتبع مذاهب دراونة أهل ار 
نباية» وليس المقصود استيعاب واستقراء كافة الأقوال عندهم على أي حالء وا 
نريد بيان مشابهة دراونة أ هل القبلة لنظرائهم من البهود والنصارى في 0 
والممبج المعرفي» وأن الااشتراك في فساد البدايات مستتبع الاشتراك في فساد النهايات 
بداهة! فن كان من دراونة القبلة مستندا في مذهبه إلى شيء بما كتبه هؤلاء الذين 
وافقوهمء فلعله أن يجد في هذا الكتاب نقضا للأصل الذي | 0 
الله نقضا للقول الذي انتبى هو إليه وسعى في دعوة المسلمين إليه» والله الموفق لام 
المقصود من النقض والتبيين» والمد لله رب العالمين. 


١7١ | صفحة‎ 


١77 | صفحة‎ 


مبحث في التطويريين من أهل القب|ة 

ليس الدكتور عمرو شريف هو أول من قال بالتطور الموجه من أهل القبلة» ولكنه 
لا: شك أشهر من روج لهذه | لنحلة الخبيثة في بلادناء وهو الآن رأسها المتصدر بها 
بين الناسء الماضي في تأصيلها فلسفيا والانتصار لها بكل ما أوتي من قوة. وقد 
سمعت كلاما لإدكتور مصطنى حمود رحمه الله وعفا عنه في برنامجه "العلم والإيمان" 
لعله كان به أسبق من غيره من أهل القبلة في القول بالتطور الموجه وفي جعل الخلق 
بالتطوير من صفات الكال الإلهي! فلو أننا سبمينا تلك الطائفة باسم عمرو شريف» 
كآن نسميها "بالشريفية" مثلا أو الشريفيين» لكان ذلك منا جريا على طريقة أَمَة 
المعتقد رحمهم الله تعالى في نسبة البدعة الكلية إلى رأس الدعوة إلههاء الأشهر في 
نشرها والانتصار لهاء وليس بالضرورة إلى أول من بدعها وأصل لها! 


قن الف الدكتون عرو شتريكق كنبا اهن الآن فق أغل كني "ارو عل هيه" 

مبيعا على الإطلاق: وهي أشهرها وأوسعها | ل 
التروج لنحلته وبدعته تلكء الداعية العقلاني والإعلاني الكويتي الدكتور خمد : 
هداه اللّه! والرجل الآن (عمرو شريف) له نشاط واسع على الفضائيات 0 
اليوتيوب في الدعوة والمناظرة والمنالحة عن تلك النحلة التي لا يزال يصر على أنها هبي 
السييل'الركيف اقول وهنا الزمان + اللتوقق وين "الفر" “و الذين "...الله 
المنههان :ولا حولي لا 'قزة الأ بالله! 


فلسفة العلم والمبج العلمي عند عمرو شريف 
في كتابه الأشهر "خرافة الإلحاد", بدأ الدكتور "عمرو شريف" ببيان تارذ الإلحاد في 
أوروباء فقرر كثيرا من الدعاوى الميتافزيقية الطبيعية التي أحدتها الأوروبيون في 


١7 | صفحة‎ 


القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين» كدعوى لا مركزية الأرض للعالم عند 
كويرنيك وغاليليو» ودعوى السببية الطبيعية المغلقة عند لابلاس (التي يقال لها حققية 
لابلاس) ودعوى فاعلية | الأجرام السماوية لما يظهر من تجاذب فيا بينباء كما قررها 
كيار ونيوتن» على أنها "اكتشافات" وأنها "طوفان العام' ' الذي تعين على الكنيسة 
أن توفق أوضاعها من أجل قبوله والتسليم به فلا لم تفعلء سقطت على أم رأسها 
وزال سلطاها واتفرطت الخراف من بين يدي - فبحسب الدكتور فإن 
اللفاعع" (ويتضن العقائن) ألي كان يشمن عل الكندسة أن .تفل علا (ولكها 
غاندت وأضوت عل السك يهاء 'فغرقت واخترقت!) ١‏ تكن مفاهيم "أساسية" أو 
"ضرورية" للدين! فى| هي عادة كل لاهوتي وكل متكلم ججممي مرجئ» يقرر الدكتور 
أن "أساسيات الدين" (بجسب عبارته المجملة)» التي هي أساس "النظرة الدينية 
للعام" على حد قولهء تتخلص في ثلاث قضايا (ص. 517): 


: 1 هناك إله خلق الكون. 
ن هناك خطة كنية وغرضا كونيا للخالق من الخلق (غائية)» 
ب 5 العالم يمثل نظاما أخلاقيا يحدده الاله. ؟١‏ 


هذه هي أصول الدين عند الدكتور هدا ه اللّه! أما ما عدا ذلك» فليس من + الأساسياك 
عندهء وكا يلبغئى للكنسة أن تتنازل عن أي اعتقاد دنه ا الطبيعيون بخلافه ما 
دام خارجا عن تلك الثلاثة» حتى لا تقف في وجه "طوفان العام" فتغرق! نما دامت 


٠‏ لا معنى في اللغة ولا في اصطلاحات الأصوليين والفلاسفة والمتكلمين واللاهوتيين وغيرهم 

ممن تدخل تلك العبارة في صناعاتهمء لقول القائل: "العالم يمثل نظاما أخلاقيا"! العالم فيه - من 
حيث وصف الواقع كما هو لوت م هذا على فرض أنه يقصد 

كلنة" اجاذ "ى اسه عدوم البشر عند استعمالها! فما وجه أن يقال إنه "يمثل" نظاما أخلاقيا 

ما؟؟ لعله يقصد أن يقول إن العالم "مخاطب بنظام أخلاقي يحدده الإله", لكن من ركاكته وفقره 

في أصول الفقه خاصة وعلوم الآلة عامة» لم تجد قريحته إلا بهذا الذي ترى! 

صفحة | غ7١‏ 


تلك القضايا الثلائة هي الثوابت التي لا يقدر الطبيعيون على مناقضتها أو مغالبتها 
الدكتور» فهي إذن ماكان ينبغي للكنيسة أن تقسك بهء وأما ما سوى ذلك 
0076 ابيع (الكنيسة ة وغبرها) أن يكونوا فيه تبعا لأننياء الطبيعيين في 
زمانهم» أيا ما كانت بضاعتهم فيه! ببذا ينحل إشكال الصراع بين العلم والدين» ويبتقى 
للدين سلطانه الأخلاقي (في وهمه)» وللعلم سلطانه المعرفي» ويصان الشباب من 
خطر الإلحاد (بزعمه) وتنتبي القضية! لا بهم ما هي صفة هذا الإله الذي خلق الكون 
فى اعتقادناء ومن ا أين نتلقى ا إثباتا كليا 
بملاكاساس كافة دعاوى الطبيعيين ف غيب السماوات والأرض وما وراءههما (إن 
كان لما وراء!) وماكان قبلها وما يكون بعده)! فلنا على منيج الدكتور أن نبقى على 
تصوراتنا لصفات الباري وأفعاله بالغيب ما لم يخرج علينا الطبيعيون بما يخالفها. ذإن 
خالفوهاء لزمنا اتباعهم والمصير إلى ما قالوا به من ذلك» ولن يقولوه تصريحا بطبيعة 
الحال لأنهم أصلا لا يثبتون الرب جل وعلاء وإنما يستذبط استنباطا من لازم نظرياتهم 
ومقتضاها العقلي! فإذاكانت نظرياتهم في الغيب هي الحق المتعين المصير إليهء فلازم 
الحق حق بالضرورة! 
هكذا يختزل الجهمي معنى الإيمان في التصديق بوجود الصانع» أو على الأكثر في تلك 
الأساسيات الثلاثة التي قررها الدكتور (ولعله يدخل الاعتقاد بصحة رسالة الرسول 
تحت القضية الثالثة)؛ فشن استكملها فهو مؤمن كامل الإهان» أيا ماكان اعتقاده فيا 
سواهاء وأيا ماكان قوله وعمله في الدين» إن كان له عمل! إذ كل شيء فها عدا تلك 
الثلاثئة خاضع للأخذ والرد وجوباء قابل -- و"التجديد" على مديجه وإلا 
تعرضنا نحن المسلمين لنظير ما تعرضت له الكنيسة من انهيار وانحسار اجتاعي في 
أوروبا الوسيطة حتى صارت أثرا من آثار 0 المظامء لا يقصدها الناس إلا 


١١5 | صفحة‎ 


لمارسة بعض التقاليد الاجتاعية المتبقية من شعائر دين قديم باهت لا تأثير له في 
سلوك الناس اليوم و في عقائدهم! يثبت الجهمي بعضا من صفات الربوبية (ولدس 
كلهاء واما ماكان منها ملائمًا مناسبا لميتافزيقا الطبيعيين في عصرهء التي هي عنده 
العم الحديث المتعين قبوله 0 له)ء ويجعلها هي الإيمان وأصل الدين الذي من 
اعتنقه سلمء و لم يضره - مع نتسابه إلى أهل ملته الموروثة أيا كانت - ما تلبس به 
من تبديل للعقيدة وتغيبر للدين! 


ولا تجب أن يكون الأمر عندهم كذلكء فهم إنما يطمعون في الانتباء بعد عناء طويل 
جدال سوفسطائي بيزنطي سرمدي مع الفلاسفة من الطبيعيين الدهرية إلى حيث 
بدأ عامة المسلمين! المسم يبدأ من الاعتقاد بوجود الباري جل وعلا وبكمال صفاته 
وبنبوة مد صلى الله عليه وسامء فيؤسس على ذلك دينه واهانهء وأما المتكلم 
والفيلسوف فيبدءان بالتشكيك في تلك المبادئ الأولى نفسهاء ثم يمضي 1 5" 
عمره محاولا إثباتها! فلا ع ا ا لتصديق! 
إن قدر له أخيرا أن وصل إلى "التصديق", فقد أصبح "مؤمنا" وانتهى الآمر! ويا 
ليته يكون تصديقا بوجود الرب كما وصف نفسه وكا وصفه نبيه صلى الله عليه 
وسلمء وإما هو تصديق بمعان تجريدية لا تكفي حتى لإثبات الربوبية كا يثبتها 
المسلمون! فإن وصل أخيرا إلى القول بتلك الأصول الثلاثة التي حررها الدكتور» 

هو المؤْم نكامل الإمان! ولهذا لا تعجب عندما تراه في كتابه ينبت اسم "الإيجان" 
0 الهالك أنتوني فلوء الفليسوف الدهري الذي ظل عمرهكله يدعو إلى الإلحاد 
ثم وصل أخيرا في آخر أيامه إلى الميل لترجيح وجود صانع ربوبي لا يرى ثبوت نسبة 
أي دين من الأديان إليه!! “' وتراه هو وغيره يعتبرون ذلك دليلا على أن الفيلسوف 
٠“‏ كتب الدكتور في غلاف كتابه "رحلة عقل" عبارة موجزة تعبر عن مقصوده من تأليفه, فقال: 


"وهكذا يقود العلم أشرس الملاحدة إلى الإيمان ..."» يقصد بذلك ما رواه في الكتاب من تحول 
صفحة | ١71‏ 


أنتوني فلو البريطاني بسبب ما سماه تلبيسا "بالعلم"» من موجبات اسم "أشرس الملاحدة" بزعمه. 
إلى موجبات ما سماه "بالإيمان"! مع أن الواقع عند من فهم تلك القضايا حق الفهم؛ أن الرجل ما 
عرف "الإيمان" يوما ولا اقترب منه؛ وإنما تحول من ملة الدهرية الطبيعية إلى خليط بين وحدة 
الوجود الطبيعية والربوبية الطبيعية» فلم يخرج عن دائرة شرك الطبيعيين قيد أنملة! وإنما تحول 
من إثبات طبيعة تخلق نفسها بنفسها ولا تنشأ إلا بمحض العشواءء إلى القول بإثبات الفاعلية أو 
الخالقية لعامل» لا يوصف بشيء من صفات الربوبية إلا أنه هو الذي بدأ خلق العالم فيما قبل 
الانفجار المزعومء ثم سمى ذلك الذي أثبته بالإله 600 على أساس أنه يسد مسد الصانع في 
اعتقاده! وقد هلك الرجل وهو رافض للأديان الثلاثة الكتابية» فقال في لقاء أجراه معه بعضهم "أنا 
سعيد جدا بالإيمان بإله لا يتأذى منه أحد ع/اأوصع04م| ولا نشاط له على الإطلاق 06أأع3م|"! 
وصرح في آخر أيامه بمعاداة الإسلام بصفة خاصة» حيث قال فيما يروى عنه: "الإله الذي أفكر 
فيه مختلف جدا عن إله النصرانية» وبعيد غاية البعد عن إله الإسلام؛ إذ إن كلا الإلهين يبدوان 
كطاغيتين شرقيين كاملي القدرة 0+5م065 |3غ+0/2160 +مع04م1مم0: أو كصدام حسين 
كوني"؛ سبحان الله وتعالى عن كلام ذلك المجرم علوا كبيراء وقال كذلك في الإسلام ا 
ما يوصف به.؛ أن يقال على طريقة ماركس إنه تلك الأيديولوجيا التجميعية ع1108من والتبريرية 
518 للإمبريالية العربية"! 
ولما سأله لي ستروبل اع0م5 ع6هم] المنصر الأمريكي المعروف». في لقاء تلفزيوني أجراه معه 
عقب إعلانه التحول إلى إثبات الصانع» "هل اعتقادك في ذلك الكائن (الصانع الذي يثبته) هو 
الاعتقاد الربوبي 0©1541» أي أنه ليس له عناية بشؤون البشر؟" أجاب بكل حماسة: "بالتأكيد 
نعم! فلست أرى لماذا قد يوجد أي 0 يكون غير راض بأي صورة من الصور عما سبق 
ل مر أما أن يكون كما يفكر بعضهم: الآن يمكننا أن نشرع في 
تحويلهم (يعني البشر) إلى دين ماء أو نعاقبهم إن لم يتحولوا .. إن فكرة كون الغاية كلها من 
0 كون ما 1 عالم ماء كما في حالة الإسلام» هي التشفي 5341563100 بتعذيب بعض أفراد 
ذلك العالم أبد الدهرء فكما أقول ليس عندي أي احترام للإسلام كنظام فكري 06 ممع56/ا5 
+ع او » بينما النصرانية في المقابل كان فيها أمران: زخم فكري فلسفي من الطراز الأول في 
بولس الرسول الذي كان يعلم كافة اللغات ذات الصلة؛ وكافة (ما تلزم معرفته) بشأن العالم القديم 
والحضارات القديمة» وكذلك ذاك المَعلم الذي به تعريف النصرانية نفسهاء المتمثل في الحضور 
الطاغي لشخصية المسيح"! اه. قلت: تأمل كيف داهن ذلك الجبان محاوره النصراني لا لشيء 
إلا لأنه داعية نصراني» مع أنه في مواضع أخرى يلحق النصرانية بالإسلام صراحة في الذم 
والتحقير كما مر معك! يقول - من كبر نفسه ومرضها - إن الرب الذي يوصف بكمال القدرة» 
لا يكون الاشتغال بأحوال البشر وأفعالهم وشؤونهم؛ والحرص على تعذيب بعضهم أبد الدهر إلا 
نقصا في حفه يترفع ويتنزه عنه» وأنه لا وجه لأن يكون غير راض عن شيء كان هو من صنعه 
من قبل! ولا شك أن هذا خلف عقلي بين» لأن الباري له أن يخلق شيئا يكرهه ولا يرضاهء من 
أجل حكمة وغاية لديه لا تحصل إلا بذلك! وإذا كان ذلك التعذيب الأبدي هو حكم خالق العالم كله 
بما فيه» الذي تزعم أنت أن له من العظمة والكمال ما تدل التجربة البشرية على وجوب إثباته له 
فلااشك أن القفل يويكت إن يكور محكنه لكا عدلا محضا على مر حكم باد عليه سوا ظهر لا 
نحن المخلوقين وجه ذلك أم لم يظهر! ولا شك أن العقوبة لابد أن تناسب الجريمة» فإذا كانت 
العقوبة هي أعظم عقوبة يمكن أن يتخيلها عقل المخلوق على الإطلاق؛ فلابد بالضرورة أن تكون 
الجريمة هي أعظم جناية يتصورها عقل المخلوق على الإطلاق! والحال أنها كذلك ولا شك! ذلك 
أن هذا 'الصاع العظيم (أعظم الموجودات على الإطلاق» الذي لا قيام لشيء في الوجود إلا به) 
إذا اقتضت حكمته أن يمنح نوعا من أنواع خلقه (على ضآلتهم بين أنواع مخلوقاته) القدرة على 
أن يختاروا أن يعظموه بالغيب كما هو حقه؛ أو أن يختاروا سبه وشتمه وأن يبقوا على ذلك ما 
صفحة | ١717‏ 


تقلبت الأنفاس في صدورهم الخبيثة» يركب فيهم تلك القدرة من أجل حكم لديه لا تتحقق 0 ق إلا بذلك» 
ع احتاوا لحرا كعد وعد فى إن عت :دا قو قله دي الا لح تمجه شي قن تلقام عاد 
وتعالى؛» مع كونه قد خاطبهم ببيان ذلك الحق أظهر بيان» وأقام عليهم الحجة بإرسال الرسل وإنزال 
الكتب. وأخبرهم بأن ذاك الجرم منهم (الإشراك به) هو أشنع الجرائم وأعظمها عنده؛» وأن عقوبته 
الخلود في النار أبداء فإن هذا الصائع الأعظم لا يكون مستحقا للكمالات كلها منزها عن النقائص 
كلها لو قدر أن ترك تعذيب هؤلاء المجرمين بما يستحقون» ولا يتصور العقل عقوبة لهم أدنى من 
التخليد في العذاب أبدا كما توعدهم به سبحانه! فتعذيب من لا يستحق أن يرحم ولم يأت في حياته 
إلا بموجبات العقوبة القصوىء بعدما قامت عليه الحجة أظهر قيام» وجاءه النذير بما لا مزيد عليه 
من النذارة والبيان» هذا التعذيب والحالة هذه هو الكمال بعينه ببداهة العقل» ولو كره أنتونى فلو! 
أما لماذا اختار سبحانه أن يخلق خلقا لا تفضي بهم خياراتهم الحرة إلا إلى موجبات الخلود في 
العذاب الأبدي» مع أنه كان قادرا على ألا يفعل» فنقول: ولماذا اختار أن يخلق العالم نفسه من 
الأساس مع أنه كان قادرا على ألا يفعل؟؟ إن أثبت ت له الحكمة والإرادة التي بها ترجح خلق العالم 
على عدمه. على امنانى أقه فاحل عامل الناعلية يكل ها قا د «ريسانة رامد د شكر لذكن كرقه 
وليس في الوجود من له أن يسائله في خياراته» مع أن له في كل شيء حكمة بالضرورة؛ علمتها 
أنت أم لم تعلمهاء »؛ أحببتها أنت أو كرهتهاء فالبداهة تقفضي بأن تثبت نظير ذلك في ترجيح التعذيب 
الأبدي في الآخرة على خلافه في علمه وحكمته! ولكن لأنكم معاشر الفلاسفة مستكبرون 
متعاظمون تريدون صانعا على المزاج والهوىء لا يأمركم بما تكرهون ولا ينهاكم عما تشتهون» 
ويترككم لتستعبدوا الخلق من عقولهم إشباعا لشهوة الرياسة دليكم والكبر والاستعلاء في نفوسكم؛ 
ما كان من عجب ألا يثبت أحدكم لنفسه بالغيب إلا ما يحلو له إثباته لا غيرء يفصل في ذلك تفصيلا 
شيطانيا ما أنزل الله به من سلطانء يثبت وينفي؛ يمثل ويعطلء بهواه ومزاجه وهو متكئ على 
أريكته» ثم يتهم الرسل وأتباعهم بالجهل والسفاهة» نسأل الله السلامة! 
ل ل م لحب كرون وترق بالغ يانه 

يثبت على أي حال إلا ما دله "العلم الطبيعي" على إثباته» والعلم الطبيعي لا يثبت من طريقه 
لا باع لراك لكك اك ا لفك كد مر ص 
ا ب ا و 

- أيها القارئ المحترم - هو أنتوني فلوء الذي قرض فيه بعض الجهال الشعر قرضا وحملوه 
طى الأعتاق حملا ولا حول ولا قر إلا بلا وهذا هر إلهه افلسفي الذي فرح رقاق الدين خقاف 
العقل من أهل قبلتنا بأنه قد أثبته أخرر | فوالون تايحت ا الذكتوره غلي تعطيميه <اك الجاحد الهالة ٠‏ 
علا "بالاستكشاف الإمبريقي" لإاع/01ع015 5011631 (وهو نفس المنهج الدهري الخبيث الذي 
يدعوكم إليه الدكتور عمرو في كتبه!)» فجحد أكثرها وعطله عنها مدعيا أنه لا يمكن العلم بها 
أصلا لأن العلم الطبيعي لا يدل عليهاء وزعم أن الصانع الذي يترك خلقه هملا ولا يبالي بما 
يفعلون» أحرى بأن يوصف بكمال القدرة 00010046066 وأجدر بالتعظيم من الرب الذي يبعث 
الرسل ويأمر وينهى ويعذب بعض خلقه كما يؤمن به المسلمونء اتقوا الله في أنفسكم وفي دينكم 
وفي المسلمين» وكفوا عن التلبيس على الناس! إذا كان ما تسميه يا دكتور "بالعلم" هو الذي حول 
الرجل من نفي الصانع إلى تلك الملة الخبيثة التي تحول إليهاء فوالله لا حاجة بنا لهذا العلم ولا 
نراه علما أصلاء بل هو الجهل بعينه؛ ولا نرى إيمانه المزعوم إيماناء بل هو الكفر بعينه» نسأل 
الله العافية! 
ولا نستغرب من الدكتور استحسانه دين أنتوني فلو الطبيعي هذاء إذا رأيناه يستحسن دين داروين 
نفسه! فقد قال في كتابه المذكورء في عبارة لقيت في نفسه من الإعجاب ما جعله يكرر كتابتها 
كمقدمة للفصل السادس من كتابه "خرافة الإلحاد", وللفصل الخامس من كتابه "كيف بدأ الخلق": 
"كان داروين يؤمن أن الخلية الحية الأولى وراءها خالق عظيم, ثم تولت الطبيعة تطويرها إلى 
صفحة | ١7/‏ 


الملحد طالب حقء متجرد من الأهواء من حيث الأصلء إنفا يتحرك مع الدليل حيغ)ا 
ذهب به واما تعرف مكابرته وحّوده للحق اث ألفيناه 0 فيا عددناه نحن من 
البدهيات الضروريات» في تأسيسنا لما عليه خضنا الجدال والمناظرة 00 
طريقة 0 لعبثية التي 
خاضوها مع القوم على شروطهم (شروط الفلاسفة)» وهو ما | سس لنسويغ 
لحلاف معهم؛ وكأفا تكلم عن مساة من أصعب مسائل العلوم النظرية الدقيقة بل 
صعها على الإطلاق (والفلاسفة حريصون - ولا شك - على جعليا كناك). 
مسألة يتضور فيا أن يظل الحق خافيا على أحدهم لعقود طويلة ٠‏ فإما أن يموت ملحدا 
00 ف زمرة 0 المحطئين (!!): الذين ينبغي 00 
طلب الحق" (زتموا)»أومتوقا معذورا في توقهء أ مثنا متوصلا أخا للتسام 
و"الإمان" حقء» ولا حول ولا قوة إلا بالله! وقد بسطنا النفس في ببان منشأ الإرجاء 


ون ري سي ا 
الذي يتناول فيه فلسفة ٠ 0 ١‏ بعبارة يقتضى إثباتها القول بالدليلية الجد 


ممكتله مع ل ١‏ التي دم 00 العام ين نفسه الذي وافق ا ابتداء 


رمزا للإلحاد" اه.! قلت: تبا لتلامذة داروين الدجاجلة هؤلاء! كيف بلغ بهم التلبيس والوقاحة 
والإساءة إلى أستاذهم المبجل أن "صيروه رمزا للإلحاد"» وهو "المؤمن" بخالق عظيم وراء 
الخلية الأولى؟! 

إحنا تصدق نفك يا وجل؟؟ أي خالق عظيم هذا الذي كان يؤمن به داروين؟؟ وكيف يكون 
"الخالق" الذي أثبته داروين في أول أمره ثم مات متوقفا فيه بالكلية» ولم يثبته حين أثبته إلا تفضلا 
وتكرما وتنفلا على من يؤمنون به لفقده البديل الطبيعي في إطار المنطقة الوحيدة التي تركتها 
نظريته فيما يتعلق بأصل الأنواع الحية دون أن تشملها بتنظير أو تفسيرء كيف يكون ذلك الصانع 
الفوضوي الأعمى المزعومء "خالقا عظيما" في دين داروين؟؟ 

ما أقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل! 

١79 | صفحة‎ 


عل كصيمة الاق اهلا و ", وتسمية ما سواه 'بمفاهيم رجال الدين" و"آراء 
الفللاسفة' يك تقتضي تصحيح | لنحلة الوضعية المنطقية دمو تحتغزوه2 لمعنعه.آ 
التي سبق أن سماها بالنحلة البائدة» واتهم الملاحدة الجدد بمحاولة إحيائهاء إذ قال 
(ص. 27): "وتقيز المعرفة العلمية بأها مقبولة عقليا ولا يوجد في داخلها تناقض 
منطقي» وأنها قابلة للاختبار من خلال الملاحظة والتجربة العلمية. وبذلك تختلف 
المعرفة العلمية اختلافا جذريا عن الاعتقاد الأعمى الدوجاتي لني هو التسايم المطلق 
بصحة موضوع ماء دون تأسيسه عقليا أو التحقق منه تجريييا." اه 
ضعف الواحد (مثلا) يا 0 ن تحققت منه 
تجريبيا؟ أرجو أنك لم تتكلف ذلك! فعبى إطلاقك الأعمى هذاء يصبح حكمك بصحة 
هذه العبارة (الواحد نصف الاثنين» أو الاثنين ضعف الواحد) اعتقادا أعمى! وعلى 
فقس أصول العقل وبدهياته الفطرية كلها بما فيها وجود الصانع الذي تزع أنك 
الا ع وا ار ا تكلف تتبع كل سقطة من 
سقطات الرجل ١‏ لعقلية والفلسفية في كتابه هذا أ أو غيره من كتبه فإن هذا أمر عندنا 
من الشواغل ما هو لو ار إنما أردت التقديم لبيان مذهبه الدارويني 
طوس كن معطا أنه متلبس من حيث لا يشعر بوافقة 
الطبيعيين الملاحدة في مصادر تلقي المعرفة الغيبية لديهم (الطبيعية المبجية» التي لم 
تكن الوضعية المنطقية إلا تحريرا منطقيا أكزيوماتيا لها)! فعندما يصبح من صفة 
"المعرفة العلمية" (هكذا) أنها قابلة للاختبار من خلال الملاحظة والتجربة العلمية 
وكآن ما ليس قابلا للاختبار بالملاحظة وللتجربة العلمية فليس "معرفة علمية", 
وتصبح تلك "المعرفة" ضدا لما يسميه بالاعتقاد الأعمى» الذي هو على حده ووصفه 


١. | صفحة‎ 


3 دعوى ل "تؤسس عقليا" أو "يتحقق منها تجريبيا". فهذه صياغة أخرى ذهب 
الوضعبين المنطقيين على التحقيق» 0 المعرفة الصحيحة إذن محصورة في| يسميه 

هو "بالعلم" معمعك5 (جريا 0 50 الذين زع أنه مخالف لهم - 
لمعنى كلمة علم في العلوم | لطبيعية والتجريدية وحدها) وفي نوع الدعاوى "المؤسسة 
منطقيا" (أو عقليا)! مع أن يأ بعد ذلك بفقرتين أو ثلاث ويقرر أن السقطة 
الأساسية للوضعيين التجريبيين هي إهالهم جميع العلوم فها عدا العلم الطبيعي» 
واعتقادهم أنه لا علم إلا العلم التجريبي» فتأمل! 


وكذلك لا ينتبه الدكتور إلى أنه عندما يجعل البرهان الرياضي هو أقوى أنواع الأدلة 
على الإطلاق» أي في جميع أنواع العلوم قاطبة» فهو في ذلك سالك مساك الطبيعيين 
1115 والعلمويين والوضعيين المناطقة» جار على ضربهم ولا فرق! وقد أطلنا 
النفس في الباب الثاني من هذا الكتاب في بيان هذه المسألة» والتفصيل في طبقات 
الاستدلال الرياضي على نحو نرجو ألا مزيد عليه! ودليل اضطرابه في المذهب 
المعرفي أنه يوهن دلالة الحس يجعله ضعيفا معرفياء مع امب ل 

العم التجربي هو "العلم". لا لشيء إلا لقيامه على التجريب» ولأن عامة | اين 
الغرييين الذين تتلمذ علهم هكذا يسمونه: "العام" ععمعكء5! ثم إنه من خلطه تراه 
بقصر عملية استخلاص أفضل التفاسير مه هصهام<ظ 6ؤوء8 مغ ععمعمعلم] 

(أو 11815 كما يسميها الفلاسفة اختصارا) التي تسمى عند المناطقة بالمنطق التفسيرة 

دوم لطم 9 ضلع من أضلاع العمل العقلي الأولي عند تشارلز 00 
بيرس التي هي الاستنباط 2هاء0601 والاستقراء 2ه0اء1201 والتفسير 
دهناء 401 ). يقصرها على نوع الحوادث غير القابلة للتكرار أو التجريب! وهذا 
وقه قاط نيو ديو دهج اللية:الرطفنة ومة الكية اللعيارية. فأما عو الحية الرهفةة 


١١ | صفحة‎ 


فليس استعال التجريبيين لتاك الطريقة مقصورا على هذا النوع الذي ذكره من أنواع 
الحوادث» وانما يستعملونه في كل ما يدخله التفسير م أنواع الحوادث» لييواء كانت 
قابلة للتكرار أو غير قابلة! وقد مضى معك التفصيل في شرح هذا المنطق والتقثيل 
على تطبيقه بعمل الحقق الجنائي» الذي يبحث كا لا يخنى في حوادث قابلة للتكرار 
وخاضعة نظائرها (نوعا) للحس والاستقراء المستفيض! وقد تقدم أن هذا المنطق 
ليس مما يختص به الطبيعيون في المباحث البيولوجية أو التاريخية أو المتعلقة بأصول 
الأشياء وقضايا النشأة الأوللء بل إنه منطق مطروق يستعمله البشر في حياتهم 
لام 0 الصناعات 
العلمية الختلفة - تخصيصا غير صحيح. ل 
تقرير معقولية استعمال ذلك المنطق فها لا يمكن تكراره من أنواع الحوادث ولا إخضاع 
نظائره للتجريب, وقبول ذلك المسلك ا ا 
الثانى» من مسلات الطبيعيين الدهرية والطبيعية 00 الدهرية 00 تشبعت 0 
ع 0 لله المشتكى! أي 

يقصر المنطق التفسيري على ذاك الصنف من المسائل ا ث الغبية 0 
لاي 0 ه فيه أصلاء واللّه المستعان! 
قال الدكتور في كنابه "رحلة عقل" (ص. 5 ؟): "وتميز المعرفة العلمية بأنها مبرهن 
علها منطقياء ولا يوجد في داخلها تناقض عقلي» وأنها قابلة للاختبار من خلال 
الملاحظة والتجربة العلمية. وبذلك تختلف المعرفة العلمية اختلافا جذريا عن الاعتقاد 
الأعمى (الدوجاق ع2دمعه12) الذي هو التسليم المطلق بصحة موضوع ماء بدون 
تأسسه عقليا والتحقق منه تجريييا." اه. قلت: فلا بي شعن الدكتون ول فرق أنه 
كا الخ برء يصحح مذهب الوضعيين المناطقة 615]5زو20 162[1ه1.0آ الذي زع 


١17 | صفحة‎ 


أنه مذهب بائد لم يعد له رواج أو قبول إلا عند الملاحدة الجدد! فعندما يقال إن 
ال“عتقاد الأعمى (أي الذي لا يقوم على أساس معرفي صحيح ) هو ذلك الاعتقاد 
الذي ليس له برهان عقلي ولا برهان تجربي عند صاحبه, فهذه هي الوضعية المنطقية 
بحذافيرهاء التي ترفع اسم المعرفة عع8 1201160 بالكلية عن كل اعتقاد يزع أصا 
لعزي له عع إل برها سساو بان انان سير مسرو دك ل 
السماء» وكل اعتقاد ينشأ عن قبول الخبر عن الثقات الصادقين! فهذا الكلام الذي 
حرره الدكتورء هو ما نتوقع أن نسمعه من أمثال رودلف كارناب - مثلا - أو 
موريتز شليك أو كورت غودل أو فريدريش فايزمان أو غيرهم من فلاسفة دا 
فيبناء لا ثمن يزع أنه يرفض فلسفة هؤلاء! 
القصد أن الدكتور تناول فلسفة العلوم تناولا سطحيا للغاية» وخلط فيها خلطا لا 
يجوز أن يقع فيه من تصدر للتأصيل للمسامين في تلك القضايا الخطيرة! بيد أنه خلط 
لا نستغربه ثمن تشبع منذ سنواته الأكاديمية الأولى نيج الطبيعيين الوضعيين وبما هو 
مطروق عندهم ما يقولون له "دليل" أو "برهان", ولم ير في حياته - مع ذلك - 
استعال أحد من أهل العلوم الأخرى لما يعدونه هم دليلا عندهم؛ على ما في كثير 
من موضوعات البحث عند الطبيعيين والتجريبيين من تداخل مع موضوعات تلك 
العلوم الأخرى! ومع أن الأكاديميين التجريييين والطبيعيين المعاصرين قد صدعوا 
وفؤسيها بالكلام عن ١‏ لبحث البيني طعموعوه ]1 ده والبحث 
د التخصصات «اءمهءده2! بمعصنام181415س]2, إلا أنهم عند التطبيق لا 
يحاوزون بها في النهاية تلك الصناعات العلمية النني تجري على - الطبيعيين في 
يري هور وال ونا لنيو يال فلا رليف الكو يترلة ليطا أن اا 
اردان انمي بن دو رن افك الراناسني اخجريى وعدسسية نا لجرب 


١١7 | صفحة‎ 


هو أحد البراهين العلمية وليس بأقواها." اه.. رجوت أن أراه يوسع من مفهوم الدليل 
بعر جر التلتقي المعرفي عند 
0 سم العلم عن شتى فنون المعرفة والبحث التي لا تجري 
على شروطهم (وهو أصل الآفة الإلحادية وركها الأول كما بسطنا | نا كلام على بيانه 
بحول الله تعالى في البابين الأول والثاني من هذا الكتاب)» رجوت أن أراه يفعل ذلك 
مقررا إلى جانب "الحدس"”, الفطرة التي هي أصل الحدس ومنبته» وأول مصدر من 
مصادر المعرفة عند المسلمين! ١١‏ وددت أن يشير على الأقل ولو من بعيد إلى أنواع 
الاستدلال في استخراج الأحكام من النصوص الشرعية عند المسلمين» 
والاستدلال في بناء المعارف الغيبية | 0 النص الديني» أو أداة علماء الحد 
عندما يتتبعون العلل في الآثار المسندة إلى 7 الله صلى الله عليه بد وعلاء 
الرجال والجرح والتعديل عندما يرجحون في أحوال الرواة توثيقا وتضعيفاء أو حتى 
استدلالات المؤرخين وطرائقهم في بناء التصورات بشأن الماضي وما حدث فيه 
استنباطا من النصوص و«الآثار والوثائق والأخبارء ولكن وجدته - ولا مجحب - لا 
يعد في جنس الآدلة في النهاية» بعدما صال وجال وشرق وغربء وبعدما قدم تحته 
ما قدم أو أخر ما أخرء إلا كل ما يتصور في الطبيعيين أن يعتبروه دليلا 
ععصء830: لا غيرء وإلى الله المشتكى! 


وكا هو متوقع؛ وعلى طريقة الجهمية القدماء» يقرر الدكتور أن اليقين في صحة الد 
لا ينبني إلا بهذا الصنف من الأدلة ليف الذي عليه أساتذة الأكاديمية الفلسفية 


والعجيب أنه يأتي في نهاية كتابه الأخير "المعلوماتية" فيثبت وجود الفطرة في نفس الإنسان 
ويجعلها من جملة "المعلومات الإلهية" في فلسفته المعلوماتية! وهذه آية المتكلمين والفلاسفة عامة» 
أن تراه يثبت الشيء في موضع ويتكلم في غيره بما يقتضي نفيه ونقضه نقضا! بل وأن تراه يقرر 
المعتقد في بعض كلامه؛ مع أنه ينتهج نهجا في مجمل كتاباته يقتضي إبطال ذلك الاعتقاد وهدمه 
هدماء كما هي حال الدكتور! 
صفحة | غ١١‏ 


المعظمة في هذا الزمان)» فن ل يبن إهانه على "الأدلة" فلن يلغ اليقين! وبطبيعة 
الحال» فالمقصود بالإيمان هناء الذي يراد بناؤه بتلك الأدلة وتحقيق اليقين فيهء إِنما هو 
التصديق بتلك الأصول الثلاثة التي مر معك تحريره لها من قريب (الإيمان بوجود 
الله وباليوم الآخر وبالنظام الأخلاقي)! قال في ص. 37: "كذاك الإمان الديني ينبغي 
أن يقوم على ترام الآدلة 82564 ععمء2010 حتى تصل إلى مرتبة لا يتسرب إليها 
الشكء وبذلك لا يكون إهانا أعمى" اه قلت: فإذنء وحتى لا يكون إهان المسلم 
إعانا أعمى» فقد أصبح واجبا عليه أن 3 لنفسه الأداة ععصع810 ٠"‏ حتى تتراء 
لديه بما لا "يتسرب" معه الشك! وهذاء أ ها القارئ الكريم: هو قول الجهمية القدماء 
بوجوب النظر في وجود الصانع» وبحرمة "ا لتقي ' في أصول 0 الفلاسفة 
في نحلتهم الدليلية دهنلهن م2106 التي توجب طرح تلك البدهيات للاستدلال 
والنظرء وكأنه ليس في نفوس البشر فطرة تدلحم على شيء منهاء والله المستعان! 


تختلف النظريات الميتافزيقية عند الطببعيين» ويبقى المبج المعرفي الكلي عند أهل 
الكلام واحدا لا يتغير! كان رؤوس أهل ادم في القرن الرابع والخامس الهجريين 
طبيعيين أرسطيين مشائين» واليوم هم طببعيون كوبرنيكيون دراونة» والله أعلم إلى 


ومما يجب التنبيه عليه في هذا المقام» أنه لا ينبغي استعمال اللفظة عع0ع10/ع الانكليزية عند 
الكلام على أدلة الشرع» فضلا عن الكلام على أسباب اعتقاد المسلمين بوجود رب العالمين وبنبوة 
محمد صلى الله عليه وسلم وصحة دين الإسلام! ولا يجوز أن ينقل مثل قوله تعالى: ((قل هاتوا 
برهانكم)) للانكليزية على أن المقصود فيه هو ما يفهم من لفظة عع0ع0إباع! فإنها إنما جرى 
الاصطلاح بها عند التجريبيين على معنى الدليل التجريبي (الذي من أمثلته وصوره تلك الأنواع 
التي ذكرها الدكتور), وذلك راجع إلى المعنى اللغوي للفظة في الحقيقة» إذ أشهر ما يقال في كلمة 
+060 اع في المعاجم الانكليزية (كمعجم لونغمان أو معجم ميريام ويبستر وغيرهما) هو "ظاهر 
جلي بالملاحظة البسيطة م0856/0/31 عإمممز5"! أما الفطرة التي هي أساس الإيمان عند 
المسلمين» فليست دليلا بهذا المعنى» وإن كانت هي السبب الكافي في حصول الإيمان المنصرم 
القاطع لدى المسلمين؛ بما يغني العاقل عن تكلف الاستدلال والنظر! 

١5 | صفحة‎ 


ولأنه قرأ في كتب فلاسفة العلم قراءة متثقف ثم نقل عنها بلا :قحيص ولا تأصيل» 
فتراه يوافق من قرأ هم ف اختيار تعاريف "العام" ©5066 (الذي ثراة به في تلك 
الكتب العلم التجريبي وما في حكمه كا تقدم) التي تلائم ما يجدونه مستقرا عند 
الطبيعيين في أكاديمياتهم من تسمية الجالات التخصصية الطبيعية القائمة - أيا ماكان 


موضوعها - علوما وععمعك5 أو مجالات علمية ععمعك5 4ه وعصنامكؤزمل 
فالعلم عندهم هو ما يعده الطبيعيون الأكادميون علاء لا ما يصح للطبيعيين أن يعدوه 
علما (سواء من حيث الموضوع أو من حيث طريقة البحث فيه)» والفارق دقيق 
وتحمء فانتبه! فعلم الأحياء التطوري (المعتني بدراسة أصول الأنواع الحية) مثلا هو 
علم ععصعك5 لأن الطبيعيين قد تخصصوا فيه ومارسوا فيه آلة البحث التجريى حتّى 
على أي باحث ف فلسفة العام ود أن يضع تعريفا جامعا للعام آه مغتصظء2] 
ععمعك5 أن يجعل تعريفه شاملا لموضوع ذاك التخصصء والا كان تعريفا فاسدا غبر 
ا 
جامع! 
فعلى أي معيار من معابير التعريف الكلي يجري هذا المسلك؟ هو جار على معيار 
ولاك الفلاننفة في بالقرى المعرين: البلادي الذيق كوا إن بوططيقة فببسوت االدل 
لابد ألا تزيد على توصيف عمل الطبائعيين ومسالكهم وطرائقهم وتصنيفها على نحو 
بخدم الأكاديمية الطبيعية القامة والنظام المعرفي السائد فيهاء لا أن يأني بمعايير قهية 
وموضوعية للعمل البحثي يدعو إلى فرضها عليهم فرضا! فلا يحوز على طريقة هؤلاء 
أن يضع الفيلسوف أو الباحث في أصول الطبيعيات تعريفا للعام الطبيعي سدتنخةل! 


501 ع فيه واحدا أو 0 من المجالات القائة أكادييا عند الطبيعيين 


وعصنامك1015 عنصمعلوعى: حق وإن كان بحنه بحثا معياريا ©11015023617» يريد 


١١7 | صفحة‎ 


به وضع المعايير التفريقية 0216212 ع«ناهعمهدك12 بين ما هو عل وما ليس بعام! 
بل عليه أن يجعل معاييره ملزمة للباحثين بالانخراط في الأادمية القائمة على ما هي 
عليه (إجالا)! فعليه أن يتخير من التعاريف والقواعد والأصول الكلية ما لا يخرج معه 
في النهاية بالحك على مجال من الجالات القامة عند الطبيعيين المستقرة إديهم بأنها 
لست هلا (كعم نشأة الكون تدمع هصدده0 مثلا أو علم الأحثاء برع ه1مغصمء221 
أو عم الأحياء الفضائية ترعه1ه :ه45 أو عل, الأحياء الارتقائي "قدصم ناه 
وهاه .. 2)! 


هذا ولا شك من أسخف الشروط التي وضعتها طائفة من الفلاسفة لحدود صنعتهم 
في تاريية الصناعات المعرفية» إن ل تكن أسسخفها على 00 ! وهو من أعظم نقاط 
الخلاف بيننا وبين فلاسفة العلوم الغرييين لا سا في النصف الثاني من القرن العشرين 
وما بعدهء سواء منهم المنتسبون إلى ما بعد الوضعية أ ل 
على الإطلاق: فصحيح | الوم عر قد يظهر منهم من تبلغ به الجرأة أن يتحدى 
بعض المفاهم | لكلية السائدة بين الأكاديميين الطبيعيين في زمانه, إلا 0 
ا 1 الأع الأغلب, أو على الأقل متشبعا بأصول النحاة 
الطبيعية وان كان منتسبا - مع ذلك - إلى النصرانية أو البهودية أو غيرها! ومن 
تلك الأصولء اعتبار العلم الطبيعي هو العام » أو على الأقل هو العام الأسمى والأعلى» 
الذي لا يجوز لأي نظام معرني آخر أن يعلوه أو أن يفرض على المشتغلين به نظلا 
ومعايير لا يقبلونها! إذا لا يمكن أن يجترئ فيلسوف من فلاسفة العم الغربييين على 
أن يخرج بتأصيل كلي يفضي قبوله إلى هدم الكنيسة الطبيعية القَامّة كليا أو جزثيا! 
ليس لأنهم يخافون من ذلك وما يترتب عليه من طرد أكاديمي وإقصاء ونحو ذلك» 
ولكن لآهم هم أنفسهم دهرية طبيعيون ألخاح! فالقوم لحم غرض ديني اعتقادي غيبي 


١1 | صفحة‎ 


في ترك سفينة "العم الطبيعي" تبحر وتوغل في الإبحار حيمّا ذهبت بها رياح التنظير 
المبتافزيقي الدهري الجاري على أصول الطبيعية المبجية ومسلاتها! لهم غرض ديني 
وار دار البحث في الغيبيات بتلك الطريقة وجريا على ذلك المنبجء ؛ ومن بقاء 


فلما وقع الدكتور عمرو - هده الله - على تلك الكتب» ووقف على ترجيحات 
510000 0 موء5: واقنهم على شرطهم "الطبيعي" 
المذكور في الترجيح 0236102 6وذلهجن0هل2 وتابعهم عليه بكل سهولة: لأنه هو 
كذلك لا يتصور ؟ ن يأقي من يقول إن عم كذا أو علم كذا مما استقرت عليه الأكاديمية 
الغربية المعاصرة من مجالات ال لبحث الطبيعي» لبس بعام أ أصلد! ولأنه قد تشبع بالفعل 
بمصادر تلقي المعرفة الغيبية عند | الطبيعيين وبنظرياتهم القامة ولا يرد على ذهنه ولو 
0 احتال أ ار الور المصادر! فقال في صفحة 


وبالرتح من صعوبة التعريفء علينا أن نختار تعريفا ننطلق منه في تحليلاتناء 
وليكن تعريف مايكل رُوز وهو: "أن 3 منبج يتعامل مع مأ يوجد ويتكرر 
في الطبيعة بشكل طبيعي وتحكمه 3 س0 
لإيجابية» فهو يعيننا مثلا على التفرقة بين الفلك والتنجيم» وبين | 
والمارسات العلاجية الفلكلورية. ولكن لهذا التعريف بعض الت 
السلبية» أهمها أنه يخرج معظم علوم الفضاء الحديثة وكل علوم البد 
(يعني بها الآكاديميات المتخصصة في دراسة مساآلة النشأة: نشأة الحياة ونشأة 
الكون) من حظيرة العامء فهذه 6 تتصدى لأحداث لا يمكن رصدها 
ولا يمكن تكرارهاء كبداية الكون وبداية 


١7/8 | صفحة‎ 


قلت: فبعيدا عن ذلك الحك التعسفي على "المارسات العلاجية الفلكلورية" بأنها 
ليست طبا وليست علا أصلاء من الواضم أن التعريف المذكور يختزل العلم الطبيعي 
في الباردايم السائد أيا ماكان! فلماكانت قوانين نيوتن هي الحاكة والسائدة أكاديمياء 
كان العلم هو كل ما موضوعه تلك الظواهر التي تحكمها قوانين نيوتن! وأما اليوم؛ 
بعدما تحول الطبيعيون إلى قوانين 00 التعريف» يصبح باردايم نيوتن 
(الذي كان فها مضى هو العم وهو المعيار) مساويا للتنجيم تزع ه1هعاوة, والسهياء 
"إمعطء الث وغيرها في انتفاء | 0 عنها! فهذا نظام كان من قبل (وحتى القرن 
العشرين الميلادي) علراء ثم صار اليوم بموجب هذا التعريف» تملا وخرافة! وحتى 
في إطار النظم المعرفية السائدة حالياء فن الواضم اللي أن الطب الصيني على سبيل 
المثال (الذي هو من صور الطب الفلكلوري على حد تعبير الدكتور) يعمل» ولا 
يزال الناس يتداوون بالإير الصينية على نحو لا ينكر نفعه لهم حتى أشد الطبيعيين 
تعصبا للأكادمية الغربية! فلا شك أنه يخضع لنظم سببية معينة في "الطبيعة" لا يصل 
النظام البارا راديغعي السائد لعام | لطب الغربي إلى تصورها أو توصيفها من طريقه (ك| 
ببنا ذلك عند ضربنا المثل بالطب الصيني في مبحث من مباحث الباب الثاني)» فإن 
غلا ماران :وان «الطنيعة فى دزا العم رييتة كل نما تسن عليه اللي الغرق تمن 
1 1 0 تصور أو نمذجة لتلك النظاميات السببية وع مهنو 521ن هن المتحفقة 
الواقع, ٠‏ لزم أ أن يكون الطم لطب الصيني كالتنجيم» سواء في اسم الخرافة وفي كانه 
بفرزان للناس مزاع بشأن الواقع لا حقيقة لهاء لا لشيء إلا لأنه بلس مدخلا كليا 
مختلفا (باراديغميا) داعههءم م4 غصعمع؟21 ترالهصرع :هه في توصيف وتفسير 
نظاميات سببية معينة تحكم تأثر | لجسم البشري ببعض المؤثرات المعينة! وهذه تسوية 
باطلة ولا شك! 


١9 | صفحة‎ 


ل نفك اد قور" اليذه للشكلة" المعزاوية "الكارة زيط يمكة للا لمحيل إسطلندها 
تسطيحاء ثم يستنكر كون التعريف مخرجا للحوادث الغيبية الحضة (كقضايا النشأة) 
من موضوع العام الطبيعي! هذه هي "السلبية" الي استرعت انتباهه. فها دو لي 
أنه نقله أو تأثر فيه ببعض من قرا لهم من الفلاسفة المشتغلين بتلك القضية! ولو أنه 
وقف وقفة مع نفسه يسآلها لماذا قبلت هذا النقد من وجحمه لتعريف روزء لوجد أنه 
لا مستند له عند أكحابه إلا الخلط ١‏ 0 والمعيار» لمصلحة أن يبقى 
البناء الآكاديي الطبيعي كبا هوء ويبقى الدين الطبيعي - تبعا - محفوظا من عوامل 
0 فلا يخرح على كهنة | للة الطبيعية من يهدد بعض الكليات والأكاديميات 

لعلمية الني هم رؤوسها بانصراف الناس عنها وفقدان منابع التمويل البحثيء ما كان 
7 الذي تأسست عليه هذه الكلية أو تلكء أو هذا المعهد أو ذاكء موضوعا 
فاسدا أحسن أحواله ألا يرجى من بحثه ثمرة ينتفم بها الناس! وإلا فهل يظن بهؤلاء 
الفلاسفة الكبار أنهم يخفى علبهم تفاوت موضوعات البحث الطبيعي من حيث تأثيرها 
على عقائد البشر وتصوراتهم للغيب وما فيه ومن ثم ضرورة تفاوت الحكم المعياري 
على تلك المباحث والموضوعات وعلى ما يحدثه الطبيعيون فيا من نظريات ؟! وهل 
يخنى علبهم فساد موقفهم التصحيحي المطلق هذاء الذي يجعل الحق مع الطبيعيين 
حيما ذهبواء والعلم هو ما اتفقوا عليه أيا ماكان وما قالوا؟ ؟ واللّه لا يبالغ من قا 
إنه ليس في التارية المعاصر مثال لمغالطة الاستناد إلى الساطة المعرفية 1مءم مله 
انةمطانسة هم أو مغالطة الاستناد إلى الغلبة الأكادمية عنصسعلهءم 
72112 صدعةلصدظ8 أعظم من هذاء والله المستعان! 


يقول الدكتور هداه الله تحت عنوان "العلم عالمي محايد", وفي عبارة تنييك بمقدار ما 
يعانيه من سطحية بالغة في فهم طبيعة ومنباج وأصول العام الذي ينسب نفسه إليهء 


١ | صفحة‎ 


لا تختلف كثيرا عن سطحية تلك الثلة من الشباب الدهري المفتون الذين خاطهم 


* لى‎ 3 
٠ 
5 9 


إذا أصبحت عاماء فذلك يعني أنك قد اتميت إلى مجقع عالمي يتجاوز كل 
التحديات الأيديولوجية» العرقية والدينية اساي وكل ما يمكن أن 
يقسم البشر إلى فرق وجموعات. إن كل هذه الاعتبارات تتساقط عندما 
بحاول العلماء كشف غموض القضايا العلمية الختلفة ويضعون من أجل ذلك 
الفرضيات والنظريات» وعندما يصارعون الأمراض الفتاكة» وعندما 
يبحثون عن مصادر بديلة للطاقة بعد أ نكادت الطاقة الأحفورية أن تنفذء 
وعندما .. وعندما .. وسر حياد العام تجاه كل التحديات الأيديولوجية أن 
هذه التحديات لا تؤثر في فهمنا لطبيعة العناصرء والثوابت الفيزيائية» وبنية 
الدنا !10 وقوانين نيوتن ونسبية أينشتين» ونتيجة لاعتزاز العلماء بالمنيح 
امي ا ا كر 
يشعر بالتوتر والعصبية إذا أطلت قضايا الغيب برأسهاء أو إذا طرح النقاش 
حول الإله. 


قلت: هذا الخلط العظيمء والتعميم الفاحش بعاملة "العام الطبيعي" وكأنه جزء لا 
يتجزأًء هو نفس الداء اأذي 0 منه 0 مفتون مسكين» تقول له اذا الحدت» 
ا نا أصدق العام!". فإذا سألته عن أي جزء من 


"العلم" تكلم ؟ رأيته د بميتافزيقا الدهرية التي يصر الدكتور على تقليد 


0 في عدثم إياها جزءا من "العله" الطبيعي» غايته أن يعاني من مشكلة 
"تأويل" لا أكثرء وليس من مشكلة بل مصيبة كبرى في مبدأ التنظير والتأصيل 
فسه! فهنيئا لك يا من سعيتم في بلوغ منازل "العلراء" بالطبيعيات! ألا ترون أن العام 


١5١ | صفحة‎ 


يمكنكم من ركوب البحر والسحابء ويمكنك من الاتصال بالأهل والأحبابء ولولاه 
ما حصل لك كذا وكذ وكذا ؟ فلابد أنه يعصمكك من الأهواءء ويعصمكم من الأخطاء. 
00 من التعصبات 00 0 0 
٠ 0‏ قل" برياء منلك ومن إلخحادى 0 0 هو أ 4 نظريات 
الكوزمولوجيا الكوبرنيكية والبيولوجيا الداروينية تأولا إلحاديا لا اكثر! والا فهي تقبل 
ولا شك أن تفس كلها جود الخالق» فالعيب في الملحد ل في تلك النظريات! العل 
أكادييا متتمعط1" لع نع ]1 ايوب قي 3 يرق 0 يظهر عند 
"تأويل" الملاحدة لها! 


وهذا لا شك فهم سطحي غير صحيح للمنبج الدهري عند الطبيعيين الغربيين ولمسلأته 
الأولى التي ينطلق منها الفيلسوف الطبيعي في وضع الفاذج والتصورات النظرية 
الكونبة بشأن العالم وما فيه! فالطبيعيون لا "يتأولون" نظرياتهم ليثبتوا ما يثبتونه في 
الغيب أو ينفوه! وإئما تقوم النظريات نفسها على مسلرات كلية ميتافزيقية قد حصل 
فيها بالفعل ني كل ما في الوجود ما سوى الطبيعة ونظاما (المحسوس وما يقاس 
0" الفرضيات التفسيرية التفصيلية 
كلها جريا على تلك المسليات الدهرية بقياس الغائب على الشاهد! ولولا الاختزالية 
الوجودية دمونصهناء 1864 لهعنعهاهه0 التي زع الدكتور أنها لا تكون إلا عند 
فين ع 1 ولعي نا ان القوم قياسهم الفاسد الذي به قالوا بما يسمى 
بالانفجار الكبير لجعلوه هو الكيفية التي خلق بها العالم بأكله» ولولاها ما قاس داروين 


١57 | صفحة‎ 


أقبسسته الطبيعية التي بها وضع نظريته في أصل الأنواع الحيةكلها! إنا تلك الاختالية 
الوجودية التي كانت و ول ركنا من أركان الطبيعية الدهرية [هءنع10ه40ه0ط)]»/1 
متدنله جه" التى كانت هي طريقة الآباء الأوائل للأكادمية ١‏ لطبيعية اليونانية في 
عصر ما قبل سقراط» كا ببناه في غير موضع! 


الفيلسوف الطبيعي يريد أن يضع "نظرية" يصف ببا كل شيءء ويتصور بها حقيقة 
العام بكليته» من أوله إلى آخرهء بل الوجود الخارجي كله بما لا يخرح عنه شيء 
أصلاء فكيف يتأق له ذلك إن لم يؤسس نظره على مقدمة خفية مفادها أن جميع ما 
بخنى عليه من هذا العالى مشابه ومناظر لما هو ظاهر له واقع تحت اعتياده منه؟ لو 
مسا ا ا ا ا ا 
على ما هو واقع تحت عادته! هو لا يملك في أدوات ت عقله عند افترا ا 
عليه من أنواع الموجودات والحوادث لمصلحة التفسير والتنبؤ وغير ذلكء إلا 
يقس ذلك الغائب ا د ا لديه العزم 
والحرص التام على ألا يترك شيئا من الغيب إلا قال فيه برأيه ونظره» لعله يقدم للناس 
ما يغنههم عن بضاعة الأنبياء ان ويحملهم أخيرا على اتباعه هو ك) يتبعون 
الرسلء فلابد أن يقدم لنفسه بمقدمات وجودية كلية بشأن الواقع الخارجي تسوء له 
ادعاء معقولية تلك الأقبسة التي لن يملك إلا الإتبان بها تحكما وتنطعا! لن يملك أن 
يفن القرل ان مانه لماز سا عه كع جين ف فده ,بها كا بيني 
كذا (بقياس من الأقسة) إن لم يستصحب مقدمة خفية تجوز له اعتقاد مشابهة جميع 
أنحاء العالم لهذا القدر الضئيل منه الذي بقع اعت حنيه وعادله هي واقرا نه وير 
كثيرا من أنواع المواد فيه قابلا للتفكيك إلى أجزاء دقيقة» كالصخور والرمال وقطع 
الجليد وغير ذلك! لن يلك أن يقول إن العالى مستغرق كله في ذلك الفراغ المظام 


١17 | صفحة‎ 


الذي نبصر بعضه فوقنا ليلاء وأنه تملؤه كله من أوله إلى آخره نجوم وأجرام كتلك 
التي نبصرها في سماثنا الدنيا القريية» إن لم يستصحب تلك المقدمة الكلية نفسها! لن 
ملك أن يقيس الطول الموجي للأشعة التي يتلقفها مرصده من النجوم البعيدة على 
ذلك الذي يكون عليه الشعاع المرصود من مصباح الضوء المنطلق في ابتعاد عن 
راصدهء ثم يعمم فيقول إن جميع النجوم لابد وآنها ماضية باطراد في الابتعاد بسرعة 
فائقة عن مرصده. إن لم يستصحب تلك المقدمة الوجودية الكلية نفسها! ثم لن يملك 
أن يقول إن تلك النجوم التي زع لها تباعدا مطردا عن الأرض لابد وأنها كلها لم تزل 
تتباعد من قديم وإلى الأبد» ومن ثم يتوصل إلى القول بنقطة أصلية لابد وأن كانت 
جميع تلك النجوم فيها شيئا واحدا ثم تفرق» إلا باستصحاب تلك المقدمة الوجودية 
الكلية نفسها! 


ه المقدمة الخفية, التني هي بإيجاز قول الدهرية بأنه لا موجود في الخارج إلا الطبيعة 
ونه( عن ماج حت حا اد انها وهايقان عليه نتفي ال 
يتعين على عقلاء المسلمين اليوم أ أن ينقدوها نقدا وأن يدرسوا مقتضيات قبولها 
ومقتضيات ردها دراسة صارمة دقيقة» إن أرادوا درء التعارض بين "العام" و"الدبين", 
وان أرادوا استنقاذ العامة من شباب المسلمين من تلك الزندقة التي تذهب بالدين! 
أما أن يقال لنا في سذاجة محضة إن نظريات الطبيعين في مسألة النشأة صنو 
ول "الوم اننا لنة ل انسوافا كور ضار عا من سرك ردقا راث 
الخارجيء» وانما ابتلينا أ أخيرا بمن "يسيء تأويلها" فيدعي دلالتها على صحة الملة الدهرية 
والتصور المادي» مع أنها بريئة من ذلك التصور والاعتقاد براءة الذئب من دم ابن 
يعقوب» ولا يمتنع بينها وبين القول بوجود صانع بالغيب» وإذن فالعيب في هؤلاء 

"المتأولين" اللاحدة. وفي خلفياهم "الأيديولوجية" الني مجموا بها على تلك 


١54 | صفحة‎ 


النظرياتء لا في تلك النظريات نفسها وفي الممهج المتبع في بنائها من الأساسء فإن 
هذا أمر غير مقبول البتة» واللّه المستعان! وهو مسلك من يمكن أن نسمبهم "بمرقعة 
العقائد" من اللاهوتيين والمتكلمين الذين أخذوا البناء الاعتقادي الغيبي الدهري عن 
الطبيعيين كما هوء ثم سعوا في التزقيع والتلفيق بينه وبين دينهم واعتقادهم في الغيب 

وما فيه, تماما كم| سكله سلفهم من قبل بميتافزيقا اليونانيين! 


0 اك ١‏ ص 4 يلتفط جانبا من 1 ويكشف أسراره» 8 
كان الإله خارج وجودنا المادي» ومن 3 لا تبع أيا من علومنا المادية» فإن البحث ف 
ذات وصفاته يكون خارج مجال العام كله." اه. عندما يقول مثل هذا الكلام؛ فلا 
17 جه سو ونه ب 
فى التعامل مع | لغيب المحض وما فيه» وقبول تطبيق المنيج التجريبي ع61معك5 
-252 عل ا الحضة (التى هي بشهادته غير قابلة للتكرار في تجربتنا 
الحسية)! والله لا يصدق من يقول أنا ملتزم بمبج أهل السنة في الأسماء والصفا 
وفي مصادر تلقى المعرفة بقضايا الألوهية وما يتعلق بهاء ثم إذا نظرت في منبجه الفعبي 
عند التطبيق» وجدته لا يقبل من النص إلا ما يتوافق مع ميثولوجيا النشأة الطبيعية» 
ومع ميتافزيقا الكون عند الطبيعيين المعاصرين (كما سلكه في كتابه "كت بدأ الخلق", 
الذي أصل فيه لبدعة التطويريين كما يأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى)» ولا يقبل 
فق ناويل النض الانها يواف اينقت لطي 
الذي يقدم نظريات الأكاديميين الفزيقيين والميتافزيقيين المعظمين عنده بشأن العالم وما 
فيه وما وراءه (يسميها بالعقل أو بالعام أو غير ذلك مما هو عنده بمنزلة الأصل المعرفي 
الأعظم) على فهم السلف لنصوص الوحيين» هذا ذنب تابع لهم في اعتقاده ما قال» 


١:4 | صفحة‎ 


يكيفه بما يليق بعقائدهم هم في نفس الأمر ما استطاع إلى ذلك سبيلا! فلا قهة ولا 
فائدة لآن يقول إنه لا يحيز لهم ولا يقبل منهم أن يستعملوا آلة البحث التجريبي في 
قضايا الألوهية» على أساس أن الله خارج هذا العالم! الفيزيائيون المعاصرون ليس 
عندهم خارج لهذا العالم أصلاء لأنه لا معنى للمكان ولا للزمان في أنطولوجيا أينشتاين 
إلا في هذا العالم» وأنت تعلم هذا جيدا يا دكتور! فعندما تقبل منهم ميتافزيقاهم 
النسبانية وكوزمولوجياهم الانفجارية» ونظريات النشأة عندهم على ما لها من 
مقتضيات في أسماء الله وصفاته قد بلغت من تعطيل الصفات عند اللاهوتيين 
الطبيعيين المتشبعين بها مبلغ القول بالريوبية موذء1 (كما أطلنا النفس في استعراضه 
وضرب المثل عليه في هذا الكتاب)» تقبل ذلك كله بلا تحقيق ولا تمحيصء ولا 
تأمل في اللوازم والمقتضيات: ثم تأتي لتقول بكل سهواة إنك لا تقبل منهم كلامم في 
صفات الله فأنت متناقض قطعاء ولا قهمة لهذا الذي قررته! هم لا يذهبون إلى 
الدهرية والزندقة والتعطيل تأويلا لنظريات "محايدة أيديولوجيا واعتقاديا". وانها تحقيقا 
لتلك الأصول الدهرية الكلية التي لولاها ما دخلوا بفروضهم ونظرياتهم في ذلك الغيب 
العظيم ابتداءء فافهم يرحمك اللّه! 

قال اأدكون ضيح ة): 


من المنطقي أن يأتي المذهب الفلسفي كإفراز للعلوم الطبيعية» فالعالم يدرس 
الكون أولاء ويضع نظرياتهء فيجد أن الحصلة تشكل مذهبا فلسفيا جديداء 
أو تندرحج تحت مذهب فلسفي معين (مذهب طبيعيء» أو مذهب 
وجوديء أو مذهب ديني خلقوي..) فيتبناه. ولكن ما يحدث في الواقع 
عكس ذاك تماما! فالعلم كثيرا ما يتبع الأيديولوجية وليس العكس! ذلك أن 
العقل الحايد تماما في 6 المستيحيلدت! كا أذلك غيدها بواجة- أمدال 


١57 | صفحة‎ 


هؤلاء العلماء موقفا علميا لبس له تفسير إلا التدخل الإلهي ٠‏ فا. نهم يبادرون 
إلى رفضه وتشوهه أو تعميته» ويقبلون تفسيرات طبيعية مادية لا مكن 
لعقل منصف أن يقبلهاء وهذا من أكبر مطبات التحيز في العلوم الطبيعية 
قلت: هذه ثمرة عقيدة "عصمة الاتفاق الآكاديمي الطبيعي" التي مر معك بيان أن 
الدكتور يقول بما يقتضهها! أن يكون المسلك الصحيح هو أن يبدأ الباحث الطبيعي 
أولا بما يسميه إجالا "بالعلم". ثم ينتقل - بالتأسيس عليه - إلى ما يسميه إجالا 
"بالأيديولوجيا" وليس العكس! ذلك أن "العام" عنده هو اليقين العقلي الذي يصلح 
أن يكون أساسا "للظنون الأيديولوجية", وليس 0 فا هي الأيديولوجيا؟ هي 
التعيه لطتي: رالدسيع "انوي الكلنض" ارتقر انون ىلل هده 
كما يفهم من كلام الدكتور - أن يدرس الباحث "الكون" (هكذا) ثم يضع النظريات 
والفرضيات التفسيرية» ثم يفاجاً (وسبحان اللّه!) بأها تشكل بين يديه مذهبا فلسفيا 
معيناء فإذا صار إلى تبني ذلك المذهب حالئذ» أيا ماكان» فإنه يصبح متبعا للدليل» 
فوضنونا بالليادية .عنام هق الخور!: نان بيجدا بالملنينة ا والأيديو اوجنيا أزلة'رالن 
منها الدين عند الدكتور!) ثم يضع النظريات بناء عليهاء فهذا ما لا يعجب الدكتور 
ولا يرضاه» ويرى أنه شأن يجب السعي في تغييره واصلاحه مما غلب على الأكاديميات 
العلمية! فالمطلوب تحفيق الحياد الكامل ما استطاع الباحث إلى ذلك سبيلا! فا هو 
الحياد؟ أن تأني 30 5 ثم الأيديولوجيا والمذهب الفلسفي والدين تبعاء 
وليس العكس! هذا هو الوضع المثاللي الذي يأسف الدكتور لكونه قريبا من المستحيل 
(من حيث الوقوع)! 
خبرني بربك كيف يأخذ الفيلسوف الطبيعي في ' 'دراسة الكون" بكليته على عبارة 
الدكتور» إن لم ينطلق في ذلك من مقدمات اعتقادية وجودية (أنطولوجية) ومنبجية 


١11 | صفحة‎ 


معرفية كلية ملازمة لهاء تجيز له افتراض الفرضيات الغيبية بتلك الأقيسة التي يتكلفها 
في غيب السماوات والأرض من الابتداء ؟! القول بأن ما في الغيب المحض ممائل ما 
في الشهادة» ومن ثم يجوز فياسه عليه سواء كان حادثا في لماي البعيد أو المستقبل 
البعيد أو شيئا وجوديا في أنحاء الكون البعيدة» بما جمبيعه غبر قابل للإخضاع للحس 
ولا للتكرار في تجربتنا البشرية» ألبس هذا مذهبا فلسفيا؟ فهل يمكن للباحث الطبيعي 
رونا عدو هو لاذه وو قر ان بوسيريت مركيو لسن 
وهو من أقل الناس حظا من الدراية بها ومصطلحاتها واللّه المستعان! ما معنى أنه 
"من المنطقي" أن يأتي "المذهب الفلسفي" كإفراز 0 الطبيعية؟ ما الذي جعله 
"منطقيا" هذا التقريرء 06 يي أساس يرجى من الا أن يقبله» يسام به به تسلها؟ 
وهل يفهم من قوله "إفراز" أن 7 58 ا ا 
الاحتالية) يترتب عليها الاعتقاد الغيبي الصحيح بالاقتضاء الضروري؟ أ 
قاعدة معيارية بدهية تفيد بأن الباحث الطبيعي ينبغي أن يبدا أولا بالنظر في 
ثم يؤسس مذهبه فها وراءها المج تسريه أن 
المراد تصحيح ذلك المسلك معيارياء ثم بيان غلط من سماهم بالماديين في تأسيسهم 
نظرياتهم على أيديولوجية طبيعية إلحادية حاصلة دهم من قبل» وأن الصواب آلا 
يؤسسوها على دين ولا على فلسفة ولا على شيء! وهذا واللّه كلام من لا يدري 
ما العلم ولا ما الدين ولا ما الفلسفة أو الأيديولوجياء والله المستعان! وهو كذلك 
مذهب طوائف من الوضعيين الذين يزع الدكتور أنه يخالفهم في "مذههم البائد"! 
القول 00000 المتصور في العقل للباحث الطبيعي أن يضع نظرياته بشآن 
"الكون" بكليته وأصله ونشأتهء وغير ذلك من "الأسئلة الوجودية الكبرى" التي 
بتقرر بجوامها دين 1" وملتهء من غير أن يكون إديه مقدمات ومسللات معينة تأتي 


١1/8 | صفحة‎ 


بالضرورة من خارج البحث الطبيعي وأدواتهء هذا قول دوكينز وأمثاله من العلمويين 
الذين تصدر الدكتور في هذا الكتاب للرد علييم» فتأمل! 
طن لمكتو اليتول تمت خنوان اليج العلتي لذبن :امؤفنا ولا معدا بولا 
00 "لإثبات خطأ أدلجة ا الهج العلمي نتساءل: هل ستختلف نتاخج الدراسة | 
كان الباحث الملحد يرى أن الكون وصل إلى ما وصل إليه بالصدفة» وأصبح يبدو 
كأنه قد صممء ببها يرى الباحث المؤمن أ ن الكون قد صم بالفعل؟" اه. قلت: قوله 
إن المنيج العلمي ليس له دين» ار 0 
النظر على جملة من المسلمات الوجودية الغيبية التي لولاها ما كان للتجريب والبحث 
في النظاميات السببية 5ع11216او 1 021531 التي تجري في هذا العالم من أساس 
على الإطلاق! وقد بينا في هذا الكتاب بجحول الله وقوته ,يف نستخلص من تلك 
المسلمات ما هو حق في نفسه» يوافق اعتقاد المسلمين» وما هو دهرية طبيعية محضة 
لا يجوز قبولها ولا التأسيس عليها! وبينا كيف نفرق بين الدعاوى التجريبية التي هي 
حق مطابق للواقع» فلا يختلف أهل الأديان على إثباته تبعا لعقائدهم الغيبية» وتلك 
الدعاوى الني هي وهم وتخرص ورجم بالغيب» يرجع عند أصحابه - بالضرورة - إلى 
أصوطم الميتافزيقية الدينية! فا كان من جنس الاستقراء المباشرء وبناء المعادلات 
والعلاقات الرياضية والفاذج التي تصف ذلك الاستقراء والعلاقات السببية 
المحسوسة التي يسوي علبها وصفا مطابقا أو مقاربا للواقم» فهذا قد يختلف الناس 
من أهل الملل في المنفعة المرجوة منه في هذا التطبيق أو ذاك» وهل يستحسن 
تكئف طرح هذا الموضوع للبحث التجربي أ ل وك ليس لم أن يفوا يناك 
المطابقة أو المقاربة للواقع تبعا لاختلاف أ دياهم وعقائدهم! وأما ظه لتنظير الكوني الام 
دمنتهع نوعط لدو «خصت] والتنظير التفسيري 0 00 


١49 | صفحة‎ 


8 زوع ط:هم]1] الذي تفترض فيه الحوادث والموجودات الغيبية اللحضة.ء فهذان 
لكان اتيك يتنك اقل ريق اللرتفينين وشو و1 يا او ياي 
عند الطبيعيين» تبعا لاختلاف خلفياتهم ال“عتقادية الغيبية! 


وعليه يتبين لك الإجال والخلل في نبي الدكتور عما يسميه "بأدلجة المديج العلمي"! 
نحن أهل السنة نقول يجب "للمنهج العلمي" أن يرَشّد وآن يوجه توجبها شرعيا 
وإلاكان مفرخة للزندقة والجهمية ومرتعا للدهرية الطبيعية» أو مضيعة للجهد 
ا 0000000 

مطارح الأسثلة البحنية نفسها وموضوعاتهاء هل يجوز أن تطرح للبحث التجريبي 
(نوعا) أم لا زا ف فإذا جازء وجاوزنا بموضوع البحث نفسه تلك القنطرة الشرعية 
والعقلية» فلا ينبغى أن نختلف حينئذ فيا تفضي | ليه الآلة التجريبية [11212مصمظ 
4ط من 0 مع من يخالفوننا في الدين 00-7 اما أن يقال لاصاب 
الآكاديميات الطبيعية الغربية» ابحثوا ما شئتم من أنواع المسائل» ونحن تبع لك فيا 
تتفقون عليهء طلما أن لك عليه استدلالا تجريبها إمبريقيا (نوعا)» إلا أن تتكلموا 
مزاعة :داك اله روضاقة» اوجرا ليحت المجرييتوان ربكل و بغي 
بالتوجيه أو "الأدلجة' ' ما تجنبتم الكلام في 0 موقف ليس 
بسديد ولا رشيدء بل هو موقف التابع البليد المغرق في التقليدء واللّه المستعان! هم 
لا يتكلمون في الإلهيات أصلا ولا يتطرقون إلي ؛ يي ا دكتور, 
ومع ذلك فأنت تشهد بأن لهم نظريات وتأويلات لا يقبلها عاقل» لا توضع ولا تلبس 
عندهم إلا لتغليق الأبواب في وجه من يريدون إدخال 1 عامل سبي غيبي (أي 
شى سن الوا ا لين 0 كه الإداار ادكه 
أو غير ذلك! وهم بتلك التأويلات والنظريات والتفسيرا 00 الإلهيات, 


١6 | صفحة‎ 


بل يقطعون الطريق عليها وعلى أصحابها من الابتداء! فكيف يصع المسلمون بشرطك 
الباهت الواهي هذا لقبول بضاعة الطبيعيين والتجريبيين» وبإطلاقك في المنع ثما 
تمبمنة ' أدندة المميج العلمى"؟ ؟ 


يقول: "وكذلك فإن اصطلاح "المبج العلمي الطبيعي دوذلهدغ712" يشير إلى أن 
المؤمنين بالإله لا يطبقون الممبج العلمي» ومن ثم من الأفضل أن نرفض كل هذه 
التصنيفات» فكلها يحمل خلفية أيديولوجية مميزة» وأن نتحدث فقط عن المج 
العلمي." اه. (ص. ؟1) قلت: يا دكتورء مصطاح 71263211552 هو اسم لمسمى 
حقيقي موجود في الواقع» وليس وها في أذهان بعض الفلاسفة» أو ادعاء كاذب على 
عمل كثير من علاء الطبيعة! وهو حفيقة وثيقة الارتباط والتداخل مع ما يصح للعقلاء 
أن يعدوه "علا" عهمعك5 في جملة مباحث ونظريات وآراء الباحثين الطبيعيين ثما 
هو مترام في مكتباتهم وجامعاتهم من مؤلفات وأبحاث, على نحو لا يصلح معه ذلك 
التسطيح وقولك بكل سهولة: "فن الأفضل أن نرفض كل هذه التصنيفات"!! هذا 
واللّه هو عبن ما يرجوه الملاحدة الكبار الذين تزيم أنك متصدر لصيانة دين المسلمين 
منهم» فافهم يرحمك اللّه! يوشك عقلي أن يطيش - والله - من سطحية وسذاجة 
الطرح والتناول الذي به يتعامل الأكثرون من ألفوا في مكتبتنا الإسلامية في تلك 
القضية الدقيقة الشائكة» ومن الأهواء التي تغلب علهم كما غلبت على متكلمة أهل 
القبلة ولاهوتبي أهل الكتاب من قبلهم» وإلى الله المشتى! إعلم يا دكتور - ويا كل 
من ينيج نبج الدكتور من بني جادتنا - أن ما يسمى بالعلم الطبيعي 6©دمءك5 وما 
يسمى بالمنيج العلمي 1/1604 جع 5 ليس كلا واحدا لا يتجزأً. بحبث يكون 
الموقف الصحيح - عقلا وشرعا - أن تقبله كله أو أن نرده كلهء أو أن نقول إنه 
كله إلحادي أو أنه ليس فيه شيء إلحادي دهري البتة! هذا امخزون المترام من الأبحاث 


١١ | صفحة‎ 


والنظريات في شأن الطبيعة في أكاديميات الغربيين (المعتمدة أكاديميا والمحكمة من أكبر 
الدوريات العلمية عندهم)» على أي مبداً قام عندهم في الابتداء وما هي المسلمات 
الوجودية والمعرفية التي انطلق منها 0 في بنائه وتشييده بين أيديهمء بداية من 
منطق طرح السؤال نفسه؟ ؟ اليس هذا أمرا - وأور يحب - على المسلمين 
في زماننا هذا ا" حقا أن يسم لحم 
دينهم من تأويلات الملاحدة وتفسيراجم» التي هي - وبحسبك أنت وبشهادتك - لا 
غرض من وضعها عندهم إلا تغليق كل مدخل للقول بإله بالغيب يسمع ويرى ؟ 


حرر عقلك إذن من تبعية القوم ومن تقليدهم» وتجرد لله عز وجل من كل هوى 
خفي» والزم بدك دارسا وقارئا ومدققا وارج من الله رجاء حثيثا وتضرع إليه أن يفص 
عليك الفهم وبين اك ما استغلق على غيرك في تلك القضايا الخطيرةء وأن يظهر رك 
الفرقان بين العلم التجريبي النافع ©©<ء1ء5 6004 وبين الميثولوجيا الطبيعية الدهرية 
"وه أمط1 عتاكتلهتتذدلطء وبين الدهرية المبجية 1-0 
111510 من جانب وبين المنبح التجريبي المستقم 4مطاء2/1 لمع متمصسظ 

تمركي ال ل 0 نت نفسك - 
على كلامك هذا تبطله وتبراً إلى الله منه! أما أن يكون مدخل الكلام هو اعتقا 
عصمة الاتفاق 32 الطبيعي ومراجعة الأقران في دورياتهم العلمية 
ع8 عوط ؤه بوانائطنالكم1 ؛ وأن العيب فمِن يتأولون ما تنشره دورية 
كدورية 213632 (مثلا) تأولا إلحاديا لا في بعض ما تنشرة الجاة نفسها من أبحاث 
محكمة من الأساسء فهذه تبعية عمياء لا يليق بأساتذة الجامعات في بلاد المسلمين 
ارو كاهو او حونو ذقرة دياه 


١57 | صفحة‎ 


والعجيب أن الدكتور ينقل بعد ذلك كلاما وتأصيلا فلسفيا من كتاب لأحيائي 
بريطاني. يدع "رويرت. شيلدريك" تحث. غنوان .وف العلل مغطعكة 1 
وذنلء1» يزع أنه يوافقه في جميع ما يقولء مع أنه يناقض بذاك كثيرا مما حرره 
والعرادام هفاك ساق لايق ون ان أن ياسع اقبي فو ونين 
غبر أن يشعر أن شيادريك نفسه يتناقض في الكتاب كما سيأتي! فإن أول ما وصف 
4 ار الكتاب المذكورء بعد الإشارة إلى احتفاء الإعلام الأمرركي بهء هو قوله 
1 7): "ويتبنى الكتاب - ونحن نوافقه ا 
عد (افتراضات) أساسية ليس علها أدلة علميةء أي أنها عقائد دوجاتيقية 
0 اسهرها | 0 5 أن المادة هي | الحفيقة 
للق الالنةدورق انان سوق واف حداك لد ملالا ردقه يزه الوا 
فلن يتجاوز مستوى معين من فهم الذات الإنسانية والكون» وهو الهدف الأسمى 
للعلم. ومن ثم إذا أراد العلم أن يغزو آفاقا أوسع من الفهم والتقدم وأن يكتشف 
نوات وا وال عهزاة طرق الموود .دده لاض دع ذه ارات 
اد فقي ل على لقف" اه تيه اليف تددن كرو شل قبل ان 
المنطقي في العام الطبيعي أن يبدا من منطلقات "محايدة" وألا يقوم عق أ 
"أيديولوجيات" من أي نوع؟ فبي شيء توصف الافتراضات الدوغائية التي لبس 
عل الااظلية نز ل كن "دريب" ار اافابيلة الاكر رضت ليق 
إلامنهاة قواك: "ويزى المؤلف ح ونمن توافقه ح أن العم :طاما ساك يذه القواعد 
فلن يتجاوز مستوى معين من فهم الذات الإنسانية والكونء وهو الهدف الآ 
لاطا عه انزع كن ادي كوه إل لمن الفلنيين وسعان اق 
المعرفة الغيبية فيه, المقثلة في القول بأنه ليس في الوجود إلا ما هو "طبيعي". أي 
من جنس ما هو محسوس معتاد من الحوادث والموجودات! فمجرد تجويز وتسويغ 


١١17 | صفحة‎ 


استعال آلة العلم الطبيعي في | استكشاف غيب | الماضي الحضء هذا يقتضي التسليم 
بالفرض الدهري القائل بأن كل ما وقع من حوادث في الوجود من الأزل» هو من 
0 '» والا ما جاز قياسه عليه! ومجرد 
تجويز استعالها في | استكشاف غيب السماوات فها وراء ما يطاله الحس البشري أو 
يرجى له أن يطاله يوما ماء يقتضي العام :ل رعو ور 
ما هو محسوس معتاد من موجودات الطبيعة» أي أن امتداد هذا الكون هو جميع 
ما في الواقم» وإلا فبئي شيء يستجاز قياس غيب الزمان والمكان على ما في الشا 
تلك الاستجازة المطلقة بلا حد ولا غاية؟! 


كثيرا ما يقرر الدكتور عمرو في غير موضع من كلامه أ نه يرى أن ال 
يعاني منها العلم الطبيعي منبجياء هي 00 الأسباب المباشرة سوه 
الأسباب الغيبية للحوادث عند تفسيرها *!! من فراطه وغلوه في تعظم آلة 


التجريبي 1/1»)04 عنامعك5: لا يرى 00 أداة أرق منها ولا أقوى في 5 
العام بالواقع | لخارجي ٠‏ وفي ! إثبات الموجودات ونفهها. فلا رأى الدكتور عامة الطبيعيين 
دهرية ماديين لا يقولون بما وراء الطبيعة ولا بسبب 01 يه عن دائرة السببية 
الطبيعية, استتكر ذلك منهمء ودعا إلى تنديد آلة البحث والقياس الطبيعي لتشمل 
الغيبيات والأسباب غير المحسوسةء وليصبح بات وجود الصانع إثباتا "علميا" 
عانامعك5 تقدم له الآدلة التي تعضده "علميا". بدلا من أن تستعمل نظريات 
الطبيعيين في إثبات عدم وجودهء ويزعم أصحابها أنها تقدم "دليلا علميا" على عدم 
وجود الصانم! 


كما ذكره - على سبيل المثال - في الحلقة الأولى من برنامجه على اليوتيوب المسمى "بين 
الإله والإلحاد". 


١5:4 | صفحة‎ 


والواقع أن تلك الآداة إذا ما أخحمت في الغيبيات الحضة» فلن تكون على التحقيق إلا 
آلة للدهرية الماديين الطبيعيين 13601811565!. ومصدرا وحيد | للتلني المعرفي لدهم» 
يشيدون بها ميثولوجياهم الغيبية لبنة فوق لبنة» ولن يكون مخالفهم الذي يجوز لهم 
استعالها في تلك الأبواب إلا متطفلا متناقضا علهم لا محالة» لا يدري ما يقتضيه 
مجرد استععال تلك الآلة على ذلك النحو المفرط الغاللي من إقرار لأصل أصول الماة 
الدهرية الطبيعية نفسهاء ألا وهو جعل جميع الأسباب الغيبية قابلة مبدئيا للقياس 
على ما في المحسوس (نوعا). ومن ثم طبع الواقع الخارجي بكليته بطابع الطبيعة 
/2نة]! عط!1' / عتتطدا<! وهو ما يترتب عليه من اللوازم والمقتضيات في حق 
الصانع الذي يثلته أحدهم (بعدما يفرع من التنظير التفصيلي والتلاعب في دقائق 
00 00 7 قبلها م ما لايخصيه إلا الله من 0-0 والتعطيلاات 
0 ام ا 


فهذه الآفة المنهجيةء أيها 5 الكريم (تجويز وتسويغ استعال الأقيسة الطبيعية في 

لغيب الحض) هي القضية الكبرى وبيت الداء الذي يفضي بصاحبه إلى إحدى 
مك0 إما التصريم بنني الباري مع نفي الوجود الغيبي الخارج عن نوع 
الطبيعة جملة واحدة» ومن ثم التصري بالدهرية والإلحاد والطبيعية المحضة» وإما القول 
بصانع أو مبدئ للعالم له حقيقة من حقيقتين لا ثالث لما: إما مقالة الربوبيين 5اوذء 2 
بالصانع العدمي 2ه هصذعة0 غصعغوة:-م710 الذي لا حقيقة له إلا أن يكون شيا 
فائقا للطبيعة ابتداً به تاريد الطبيعة 3 ' يعد له وجود أصلاء أو قدر له وجود كالعدم 
(ليبقى الاعتقاد بأنه لا موجود ! 0 احتال المعارضء» ويبتقى الواقع 
الخارجي ساحة مفتوحة لعبث ال1: لمنظر الطبيعي بلا حدّ ولا قيد)؛ واما مقالة الوثنية 


صفحة | ه5١١‏ 


القدماء قصمعهة غمعنءصك بأن الصانع هو عبن المصنوع (فها يسمى بتوحيد الوجود 
الطبيعي <موتعطغصة2 غناك لهمتخة/2): ومن صورها قوهم بأن خالق الكون إنما 
هو الكون نفسه في الحقيقة» على تنويعات شتى في تقرير صفاته عندهم» ومنها القول 
بأننا إنما نظن أننا ندرك الكون اك 0 الموجود الأوحد / الحقيقة (على قول 
الاتحاديين: "لا موجود بحق ! إلا الله")» وأن الطبيعة كلها بقواننها وأسبابها | نا هي 
ستار إداركي يخفي وراءه ذلك الموجود الوحيد! ومنما لقو بأن الطبيعة الأم 
#تنطد]< كان واع وضنء8 كنامءكوم00 لا فرق فيه بين المتحركات والجمادات, 
وأن التطور الكوزمولوجي والدارويني إنفا هما مراحل مو 60:06 لذلك الكائن 
الأوحدء كما هو اعتقاد "شيادريك" صاحب الكتاب الذي تقل منه الدكتورء وهو 
صورة من صور التطوير الاتحادي ددوتعطغصدوط هده 1ه : الخلوطة بعقائد 
عوث 20 الوثنية الجديدة 5 


لقد صرح روبرت شيلدريك في القهيد لكتابه المذكور بأن كثيرا من الباحثين الطبيعيين 


الأدميين الأمريكيين قد استشعروا أصل الخلل في المنطق الطبيعي نفه 
عنو مآ عامتله سد د]! (أو لإدقة: 00 تلقي الد ن لقنيو 1 ولكنهم كانوا وم 
يزالوا أجبن من أن يصرحوا به لاسي مر 


ا الذي كتبه شيادريك في كتابهء 


4. 


ولهذا ترى شيلدريك يستعرض نظرية أو فرضية "غايا" 5زوعطغ9/001إلا 6313 للكيميائي جيمس 
لفلوك >اعن0إع/اه] .ل يدعو إلى أخذها مأخذ الجد في الأكاديميات الطبيعية» مع أنها ليست إلا 
أسطورة من أساطير الوثنيين القدماء» القائلين بأن الأرض كلها إنما هي كائن حيء وجميع ما 
عليه من صور الحياة إنما هو من جملة أعضائه الحية. التي منها كذلك كافة الجمادات من طين 
وتراب وهواء وماء .. إلخ» وأن جميع صور العناية الإلهية في الرزق والموازنة الإلهية ودورات 
المياه وسلاسل الطعام ومأجحط© 0ممغ وغيرها إنما هي من مظاهر نشاط ذلك الكائن الحي 
العملاق المزعوم وتنسيقه لجميع العلاقات الرابطة بين "أعضائيه" والمفضية في النهاية إلى ضبط 
النظام الحيوي والطبيعي على ذلك الميزان المحكم الذي نراه! وهذا ولا شك من شرك الربوبية 
ومن بقايا الوثنية القديمة التي يرجو أصحابها طبعها بطابع العلم الأكاديمي! 

١51 | صفحة‎ 


لماذا ؟ لآن نقمة الكنيسة | لطبيعية الغربية على من تنقم عليه هن الككاذفون المقسفين 
إلهبا لا تطاق! ولكن من الواحم أن تلك النقمة لا تلحق بالفيلسوف الطبيعي إن كيف 
اعتقاده الغيبي على نظير 1 ذهب إليه "شيادريك" من القول بصورة من صور 
وحدة الوجود صدوزعطغصدط! فإنه إذا صار الإله هو الكون والكون هو الإلهء فقد 
انتفى النزاع إذن مع الطبيعيين الدهرية في أصل الدين» بداية من قوم بأنه لا موجود 
في الحقيقة إلا الطبيعة» ووصولا إلى أدق تفاصيل أسطورتهم الميتافزيقية أيا ماكانتء 
وأصبح ما يفضي إليه دين الدهرية بالاقتضاء من تنزيل صفات الربوبية على الطبيعة 
نفسهاء قولا صريحا عند الاتحادية (القائلين بوحدة الوجود الطبيعي) لن يجد أكثر 
الللبعين انها مق نا :فا نوميت مسقل تقل عدن الل ارجا الطبيعية فيا وراد 
سوس من هذا العالم مكانا وزماناء وترى أن 7 ونه نري الاو الال 
لشقاشق 00 وأقبستهم وتخرصاتهم وتنطعاتهم العريضة على غيب 00 
والأرضء وأن الطريقة العلمية 04[غ»3/1 ع نخمعءعك5 هي المصدر الأصل وا 
لاكتساب | ا لخارجء ل 
المصدر تبع له» فأنت إذن على جادة مستحسنة يقبلها منك أساتذة الكنيسة الطبيعية 
ولا يستنكرون منك - والخالة هذه - ما تنتقيه لنفسك دينا واعتقادا أيا ماكان! أما 
أن اريم قفوي كاك لطع امل ادب الطوى أ فسفة طون قيطا 
عظا مما يعتقدونه هم في غيب السماوات والأرضء أو تلزتهم بإعادة النظر في مصادر 
تلفي المعرفة بالغيب وما فيه» فأنت إذن عدو للعلم والعقل معاء ولا محل لك بننهم! 
ولهذا لا تجد أكثر الكاتبين في نقد الفلسفة الطبيعية المعاصرة من المنتسبين إلى 
أكاديميات القوم إلا ملقسين الوسط الغلط لا محالة» لأن أحدهم لا يتصور لنفسه أن 
أت يوم يقال له من قبل هؤلاء "عدو العام" أو "الخرف الدجال" 0 أو 
نحو ذلكء وهو الباحث الصاعد في الطبيعياتء الذي لا يزال يرجو أن يقبل منه 


صفحة | /اه١‏ 


محررو الدوريات العلمية الكبرى أبحائه للنشر حتى يترق أكاديياء 0 حتى وهو 
الأستاذ ا الأادمي صاحب التصانيف والتلاميذء الذي لا يتصور انصراف التلامذة 
والأتباع والأقران عنه وقد حاز بيهم ما حاز من الدرجة 4 ْ 
ففي الكتاب المذكورء يتناول "شيادريك" بعض مساات الميتافزيقا الطبيعية بالنقض 
في مق ايت لممضة كلامل كلية الدهرية في 007 0 
1 والأرح عندي أنه يشعر ويدري» وأن السياسة الأاديمية لدعئغنامط 0 
5 ص التي اعتصرت أفكاره إلى هذا التناول السطحى الذي تراه مع 
تشبعه بعقائد الوثنيين المشار إليها ا لد إل فليو يعاني من خلل 
0 اي لغيب المحض إجالاء ولكنه 
لطبيعي : 501 هو 0 ون لتلقي رد بالواقع | لخارجيء ىب غيبا وشهادة, 
كما يتوهم أصحابه أنه عليه الآن» وكما هو مذهب عمرو شريف الذي يبدو أنه يقاده 
عليه تقليدا! كأن تصبح مباحث ما يسمى بالبارانورمال 298-1012221 (وهو تلك 
الظواهر الخارمة لعادة البشرء التي ترتبط في عقائد أهل الأديان الموروثة بالأرواح 
والجن وغير ذلك) مثلاء مباحث محترمة أكاديميا ولها نظرياتها التي تفسرها في إطار 
النظريات الني تفسر | الطبيعة 110:01 عطلء ود بصبح الكلام عن | التخاطب ا الذهني 
7إطغهمعاء'1' - مثلا -كلاما عن ظاهرة طبيعية توضع لها نظريات طبيعية تدخل 
#تولي كان وضيف توحلئ كيو اللرسط الأكانيني القلويسي الغربئ ايها الغاية عنهما قال إن 
الثورات العلمية الجديدة له يرجى ظهورها عل أيدي الأساتذة الكبار المغرقين في التخصصء» 
المتمتعين بالمنصب الرفيع» أو الباحنين الطموحين الطامعين في الترقي الأكاديمي» وإنما تظهر 


غالبا على أيدي قوم ليست هذه صفتهم» وليس هذا هو داعيهم وحاملهم على البحث والنظر! 
صفحة | ١57‏ 


تفسيرها في جملة نظريات العلم المستقر أكاديمياء 0 
السائد أو المطروق 508 31صمهل<؛ لا أن يقال إن العلم الطبيعي لا يتسع 
3 (كظاهرة واقعية) | أصلا! ود بتكلف الطبيعيون | الإنيان بنظريات جديدة 0 
لطب الصيني - مثلا - إلى علم مقبول (طبيعيا). بدلا من أن يظل مصنفا 
ف 00 القوم على أنه علم زائف معدءءوه40ننهو؛ وهكذا! وكذلك الكلام 
عن الروحء لماذا لا يعاملها الطبيعيون معاملة الكهرباء (مثلا)» على أنها تبار أو يجا 
في الجسم لا نراه وإنما نرى أثرهء فتوضع النظريات 0 
وضعت القوانين 9 للتعامل مع الكهرباء؟ لماذا ينبغي أن نقبل فرض أن العام 
بتركب من مادة وحسبء اذا لا نفترض تركه من مادة 00 آخر "غير مادي". 
ثم ننظر كيف يمكن للطبيعيين أن يضعوا نظرياتهم الطبيعية بأقبسة جديدة بصورة ما 
أو بأخرىء من أجل أن يشملوها وما يتركب منها من كيانات غيبية بالتنظير الطبيعي» 
كما شعلوا غبرهاء ألبس ذلك أحسن من أن نغمض أعيننا عن تلك الأمورء ونكتفي 
بنظريات قاصرة ناقصة تصف العالم على نحو ما نحب نحن أن نراهء لا على ما هو 
عليه على الحفيقة؟ فالمسألة عند الرجل مشكلة بارادايغمية عنادةآ] عت هدمع نلدمهط 
بريد لها حلا في إطار الكليات المهبجية الطبيعية في استكشاف العالم الخارجي 
ممكتله هلظ لمعنعه1[ه0همطا)ع/8! 


فهو في نباية الأمرء منظر طبيعي جلدء يريد ما يريده الطبيعيون من التوصل إلى 
"لططرية كن لفقا" آل ازنك الرجوة نينا إلا دلت اله اقياسا على ويد نما 

في العادة حتى تشمله النظرية ١‏ لطبيعية» وحتى يصبح اعتقاده فيه "اعتقادا علميا 
طبيعيا" ؟عناء8 علغمعك5, إذ لا قسي لهذا النوع من الاعتقاد عند الطبيعيين 
المعاصرين إلا الإمان الأعمى طانهظ 4دنا8! فلا نظر الرجل في الأقيسة المعتمدة حاليا 


١59 | صفحة‎ 


ولم تعجبهء قال كا قال غيره: دعونا إذن نأتي بأقبسة جديدة» ولكن على شرطء أن 
تتتحم في ذلك تلك المناطق التي كنا من قبل ننفي وجود ما يستحق أن يُعام فيها 
من الابتداء! فإذا كان اختزال العالم بكليته إلى المادة والطاقة لا يني بالمطلوب» 
فلنختزله كله إلى غير ذلك» أو إلى هذين وغيرهما معهما! 
والحاصل أنه لما وقع الدكتور عمرو على هذا التأصيل التسويفي التمطبطي عند 
شيادريكء أصاب الكلام هوى في نفسهء فقال (ص. 17): "ويرى المؤلف - 
نوافقه - أن العم طالما تمسك بهذه القواعد قلن يتجاوز مستوى معين من فهم اأذنات 
الإنسانية والكون» وهو الهدف الأمعى للعلم. ومن ثم إذا أراد العلم أن يغزو آفاقا 
00 الفهم 000 0 زالت مجهولة تتحكم في الوجود 
فعليه التخلص من هذه المعتقدات الدوجاتيفية الي تخالف الحقيقة" اه. قلت: فهو 
لماكان اختياره للخروج من مأزق التهمة "بالإيمان الأعمى" هو القول بالتطور الموجه, 
كان لزاما عليه أن يلتقس سبيلا فلسفيا يجعل به القول بالتوجيه الإلهي للتطور المزعوم 
قولا علميا نوعا عثاقاصء5: وإذلك أفرغ وسعه في الكلام في مسألة العقل والمخ 
والإدراك والوعي وهذه الأشياء (متأثرا في ذلك بعقيدة شيادريك على ما سيأتي): 
”م "علمي" للسببية الميتافزيقية تحت مفاصل تلك الأسطورة 
التطورية التي اعتنقها وانتصر لهاء وهو ما أوقعه في نظير ما وقع فيه مر من تأثر بهم 
وقلدهم من عقائد فاسدة في صفات رب العالمين! 


قال الدكتوز (ض: /51): 'ويدشر نا شيادريك أن هذه المعتقدات الدوجاتيقية إلى 
0 لمستقبل الكثير من المفاهيم غير المادية» بعد أن بلغ خريجو 
كليات العلوم في الشرق الأقصى (الذي يؤمن بالأبعاد غير المادية) في السنوات 
لأخرة عشرة أضعاف عدد الخريجين في أمريكا وأوروبا. إنها مقدمات تبشر بثورة 


١1 | صفحة‎ 


الوعي دهن ن1هبع11 دناه نءعصه0 6ط التي لا تنزع الوعي عن عام المادة." اه. 
قلت: يا دكتورء الأبعاد غبر المادية هذه التي تزف إلينا بشرى شيلدريك بأن أكثر 
الطبيعيين في المستقبل سيكونوا ملين بها في عقائدهم, إنا هي عقائد الوثنيين الهنود 
وفروعها المعاصرة ككلة العصر الجديد ءعل 710 والأرض الأم "غايا" 6218 والطاقة 
الكونية وغبر ذلك من خرافات القوم» التي يجب على المسلم وجوبا أن يعتقد شركيتها 
وضلالها وخرافيتها! وهذه "الثورة" التي يدشر بها شيادريك وفرحت أنت با يا 
دكتورء إنما هي الاعتقاد الاتحادي عصتماء ه12 ءناونع طخصهط بأن الكون هو الكائن 
الواعي المطلق ع8 5تامكءئصهن) عغ2صن[لآء الذي يحبي ويميت ويقبض 
ويسط ويرزق وعم ومنه ينبثق كل نظام وقانون طبيعي » وأن المادات كالأحياء» 
كلها أجزاء من وعي كوني شاملء وكل فرد منها إما #ستقد وعيه من وعي الكون 
المزعوم» وأن ميكانيكا الكوانطا تغبت ذلك الزعم الخرافي السمج على طريقة "ديباك 


شوبرا" ومن شاكله!! 
فهل هذا هو تصحيح مسار العلم الطبيعي الذي جتتنا بالدعوى إليه والدشارة به يا 
بروفدسور عمرو؟؟ 


نسأل الله السلامة! 


لفل اليه عون :لاقي اليف :انرق :)ان الرتى. نا الوه كوي 
حصتخصدت0 (ا زعمه "روجر بينروز" مثلا) وأنه ينبعث من 
مركز كني ماء فيلتقطه كل موجود من موجودات العالم بجسبه! هذه "الثورة" (ولا 
تبلغ أن تكون ثورة علمية ولا قريبا من ذلك على الحقيق) أو النظرية الجديدة الآخذة 
في الانتشار بين المشتغلين بما يسمى بعلوم الأعصاب عءمءك05اء81 وعلوم 
الإدراك الاستعرافي 5عء دمع ك5 عنانمعه00 لا سما في بلاد الشرق الأقصى ك) 


١7١ | صفحة‎ 


خصه شيادريك,. يسمبها من يعتنقونبا من الطبيعيين بوحدة الوع 
مدت نرومصة: وي في حقيقة الآمر ومآلهء ليست إلا محاولة لتطبيع 
18ل عقيدة وحدة الوجود الوثنية القديمة دوتع طغصهة<2 مهعدط على 
أيدي طائفة من الطبيعيين المتأثرين بفلسفات الوثنيين (لا سها البوذيين القائلين بأنه 
لا موجود في الا إلا الوعي)! فإنه عندما يقال ! ن الشيء الواعي هو الشيء الذي 
0 - القدرة على إحد اث سلوك ينفع به نفسهء ثم 
بقال إن الكون كله واع (كوحدة واحدة)» لم يبق إلا أن يقال إن جميع ما يحري في 
العالم من حوادث إنما هو من أثر دراية الكون بنفسه ومن توجههه لأفعال نفسهء أي 
أن جميع 00 في العلم تصبح من خلق 0 يخلقها بوعيه الكوني المزعوم! أي 
م ببق إلا أن يقال إن الكون هو الإله الوا د ينطاق كل يشوم فارتقا 
0 ما يعتقدونه تحفيقاء ولكن في سياق البحث الطبيعي الأكاديجي » فلا يصرحون 
» وما يكتفون بوضع تعاريف | جرائية الوعي» ثم تصميم | لتجارب لاختبار ما إذ 
3-6 ذلك الوعي في الأجرام السماوية أو في المادة الجامدة هنا على الأرض» 
بصورة ما أو بأخرى. 
سيأق في جزء لاحق بيان مسلك الدكتور في التأصيل لفلسفة «مونطءترومصهم 
في كتابه الموسوم "ثم صار المخ عقلا", والله المستعان لا رب سواه. 


الطبائع والقوانين الطبيعية وبدعة "التدخل الإلهي" عند عمرو شريف 


يضرب الدكتور عمرو مثلا يرجو به أن يبين محل اله لغلط الذي يقع فيه الطبيعيون 
عندما يزعمون أن تفسيراتهم الطبيعية تغني عن القول بالإلهء فيقول (ص. 15): 


١77 | صفحة‎ 


. استقدمنا إفسانا بدائيا م: ال 0 اسه دا 
2 سا ال عرد لسياة دا السو ؛ وقد يتتصور أن 
شرم اسم سد 
ويكتشف أن محرك السيارة يعمل بآلية الاختراق الداخلي» وأنه ليس هناك 
ا 0 لكن 007 أن قري قورة 
يعتقدون أن إدراك الآليات والمبادئ الفبزيائية لني 5 كد والححيا 
يستبعد الاحتياح لإله صممها وا أنشأها. آي أهم خلطوا بين 507 
الأول. 


قلت: هذا المثل يرد به الدكتور على مسألة "إله النجوات" التي يدندن بها رؤوس 
الإلحاد الجديد في كل مناسبة. ومع أن فيه وما من الحقء» إلا أنه يقتضي من تشييه 
الأفعال ما يفضى إلى القول إما بالربوبية 0 ارما 
قا جف معنا المثل مباشرة كما سيأتي)» واما بوحدة الوجود التي تجعل ذات 
الرب هي حفيقة الواقع نفسهء وتجعل استقرار النظام الطبيعي واطراده جزءا من 
صفات ذاته, وهو ما يجنح | ليه الدكتورك) وا بحان الله وتعالى علوا كبيرا. 
فإنه لا سبيل أمام الفيلسوف الطبيعي لإراحة رأسه من فكرة الوجود الغيبي اللحض 
الذي ينقطع إليه طريق الم مي لس 
خصلتين: إما نفيه بالكلية والتكذيب به وبما فيه واما تطبيعه وجعله هو عين الطبيعة 


١717 | صفحة‎ 


نفسهاء أو هو ما نتوهم نحن في إدراكنا البشري القاصر أنه "الطبيعة", ونختزله في 
نظامنا المعرفي القاصر في "المادة" وما هو "مادي"! وهذا هو الخيار الذي مال إليه 
الدكتور عمروء ووجد له متسعا في القول بصورة من صور وحدة الوجودء والله 
اللبعيا د ! 


فإذا كان لابد من اعتقاد وجود قوة إلهية حأكة ومدبرة ومسيرة لعملية التطور 
الدارويني المزعومة» وكان المنبج المعرفي المسموح به في الأكاديمية الطبيعية هو اعّاد 
لآلة التجريبية 2/6604 856مءك5 على أما المصدر الأوحد لتلقي المعرفة 
بالأسباب والتفسيرات الغيبية لكافة حوادث العالم» فإنه يصبح لزاما إذلك الاعتقاد 
أن يؤسس على تلك الآلة» ٠‏ حتى يلس بلبوس العام ععطعلن 5 ويصبح لصاحبه وزن 
وقمة بين أقرائه من الأكاديميين» ولا يعد من جماة امخرفين الساعين في "حشر" 

ميتافزيقاهم في الكوزمولوجيا والبيولوجيا المعاصرة, على طريقة "إله الفجوات"! فإذا 

جُعلت تلك القوة الغيبية حقيقة وجودية غامضة من حقائق هذا العالم احسوس نفسه 
أو واقم تأسيسي #طنلدع1 41معدمةصظ لمادته نفسهاء بحيث يرجى لآلة العلم 
الطبيعي في يوم من الأيام أن تتمكن من إثباتها كوزمولوجيا أو بيولوجيا أو كوميا أو 
غبر ذلك» بصورة من صور الإثبات الوجودي للمغيبات الكونية في نظريات تلك 
العلومء تحقق المطلوب إذن وحصل المقصودء وإذن يصبح "تدخل الإله" عصتوةط 
دمغمعمعغم]1 حادثا طبيعيا غصمء2 2363281 ولس فائقا للطبيعة 
511611261111 ويصبح الاعتقاد الغيبي بوجوده وبأفعاله | لخارية في هذا العام 
"معرفة علمية" ععلء1:هم! ءقنامءن5 وليس "إمانا أعمى" طانه 4صناظ! 


ففي المثال الذي يضربه الدكتون:فى لنقل أعلاهء يلزم من تشييه الرب سبحانه بصانع 
محرك السيارة جعل العلاقة بين الرب يم فورد وموتور السيارة 


١116 | صفحة‎ 


الذي قام بتصمىه! أنه صعمه أ ولا ثم باعه وتر ركه لصدرق: فعزل عله ووون "تدخل 
منه"! ولكن قد تنبه ادك نور لهذا اللازم الواكمء فقال في نفس الصفحة: 


0 دور الإله يقف عند الخلق والإمداد بالقوى ووضع 
نين الني تنظم موجودات الكونء ثم يترك المنظومة تسيرء مغلا فلاً 
الساعة الزمبرئة وندعها لتعمل» كا اعتقد أرسطو واعتقد الربوبيون 
58 من بعده» وك اعتقد كفار م ا دا 
0 ((ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ...)) إن 
عقيدة المتدينين أن الإله قيوم على الكون» أي يقوم بإمداده بالإيجاد وبتفعيل 
5000000 ولا يغفل عنه ((اللّه لا إله إلا هو الي القيوم 
لا تأخذه سنة ولا نوم ..)) إن القول بآن الله يعمل من خلال قوى وقوانين 
الطبيعة لا يمنع أن تكون هناك مواقف يتدخل فيها الإله تدخلا مباشراء 
مثل بداية البدايات (بدايات الكون والحياة..) ونحن عندما نقول بذلك لا 
ننطلق من تمل وكسل وقصور معرفة» بل ننطلق من علمء فالعام قد أخبرنا 
مكلا أن المادة لآ:تستحدث:» لكندا جد عند دراسة بدايات الكون أن اللادة 
قد نشأت من عدمء ذلك الأمر الذي يخبرنا العام باستحالتهء عند ذلك لا 
مفر من الإقرار بالتدخل الإلهي المباشرء لإيجاد المفردة براذعهاسعصذة التي 
بدأ بها الاتفجار الكوني الأعظم الذي أنشأ الكون. ولا شك أن المعجزات 
الإلهية من المواقف التي يتدخل فيا المولى عز وجل تدخلا مباشرا يقطع 
فيه منظومة الأسباب وربا يعمل عكسهاء وذلك إظهارا لقدرة الله عر 
جل رفيا روا 


١10 | صفحة‎ 


فلت: أولاء قول الدكتور بأن كفار قريش اعتقدوا بأن الله تعالى خلق الكون ثم تركه 
يسير وحده, تمل واكمء ولو أنه قرأ الآيتين التالتين مباشرة لآية العنكبوت التي 
ساقهاء لوجد الله تعالى يقول في وصف الطائفة نفسها: ((وَلِيْن سَليّهم مّن َرلَّ من 
السَماءِ مَاء قأحَْا به الْأوْضَ من بَثد متا لتو الله قل الْحَدد يله بل أَككام لا 
يَفِْلُونَ)) [العتكبوت : 17] وقال سبحانه ((ثُلْ مَن بيده مَلَكُوتُ كل شَيْءٍ وَهُوَ 
يرُ وََا يَارُ عَلَيْهِ إن كُنت تَعلمُونَ . سَيَفُولُونَ ينه قل فأ نُشحَرُونَ)) [المؤمنون 
835-4] وغير ذلك ما يصرح فيه القرآن بأن كفار قريش كانوا مستكملين توحيد 
الربوبية على ما بقي أديهم من ملة إبراهيم» وا 0 في الألوهية» لحاججهم الله 
تعالى بإلزاهم بلازم توحيد الربوبية الذي فرطوا فيه! أما أن يقال إن كفار قريش كانوا 
ربوبيين 101565 يعتقدون | أن الله خلق | لعالم ثم : 0 الكلام 
ومن سبقك إليه؟ ؟ والحقيقة فقد عرف الدكتور الربوبية «:وء(1 تعريفا غير مانع في 
غير مناسبةء فقال إنها إثبات الرب أو الإلهء مع نفي الألوهية وعدم التدين بدين من 
الأديان التني ينسبها أصحابها إليه! وهذا تعريف غير مع لكونه يدخل في أفراد المسمى 
جميع من أشركوا في الربوبية تصريحا أو اقتضاء! ذلك أن توحيد الربوبية في س2 
أهل الإسلام وعلياء الملة» إنا هي الإمان الجازم بأن الله هو خالق السماوات والأرض 
وهو الرزاق وهو القيوم وهو الموصوف بجميع صفات الربوبية عل كل ما يليق ابه 
سبحانه. كل معاني الربويية تدخل في توحيد الربوبية عند المسلمين» فن انتقص منها 
كان مفرطا في توحيد الربوبية متلبسا بشرك الربوبية. والرجل قد يكون موحدا في 
الربوبية فها يصرح به من اعتقادء مشركا في الألوهية (ومن ثم في الربوبية بالاقتضاء 
لا بالتصريخ)ء وهو حال كفار قريش. فقد كانوا يوحدون الله في الربوبية تصريحاء 
وا ستلوا عن اعتقادهم في صفات الربوبية أثبتوها لله وحده ولم يشركوه فها! ومع 
ذلك يقال إنهم أشركوا في بعضها بالاقتضاء (لصرفهم العبادة والدعاء والتأليه لغيره 


١717 | صفحة‎ 


سبحانه)! فهؤلاء أثبتوا ربوبية لله ول عبدوه ول يدينوا بدين الإسلامء ومع ذلك لا 
يقال إنهم ربوبيون على الاصطلاح الفلسني. ذلك أنه على اصطلاح الفلاسفة 
المعاصرين الربوبية دموذء(1 هي الاعتقاد بأن للعالم صانعا قد صنعه في ابتد بتداء أمره ثم 
تركه وشأنه! فهو اعتقاد طائفة غالية في شرك الربوبية تصريحا لا اققتضاءء تنفي عن 
الباربي جميع صفات الربوبية إلا كونه السبب الأول ومبداً العالم لا غيرء ثم هم مع ذلك 
ينقلون تلك الصفات - ضرورة - إلى لدهر ومادة العالم ونظام الكون! وقد يكون 
الواحد من هؤلاء منتسبا إلى دين من الأديان | 00 الإله الذي يعبدونه 
هو هذا الذي عطله عن أكثر صفاته وأفعاله وما به استحق أن يعبد أصلا! ولهذا 


تجد طوائف من الربوييين ينتسبون إلى النصرانية : والهودية» مع تصريج بعضهم 
بالربوبية وعقائدهاء ولا عحب! 


ثانيا: قوله "عفيدة ا من هم المتدينون هؤلاء؟ ولماذا لا يقول الدكتور "عقيدة 
المسلمين"؟ السبب أبها القارئ الكريمء أنه يريد أن يجعل خطابه "عقليا" صرفاء لا 
١‏ دض نا سيج دن رمن ين ل العال! فإذا سمعته يقول 

منين" فنا يتقصد بها من يثبتون الصانع من أهل الملل لا أكثر (وهو سبب قول 
الجهمية القدماء في الإمان إنه التصديق بوجود الصانع» فتأمل)! وكذلك المتدينين» 
أي من يدينون با يوجبه العقل لذلك الصانم من صفات! فأي عقل يقصد؟ العقل 
العلمي المعاصر ولا شك 4صنالط! عكتاصمعك5 ممءل8/10: والا فلا تتوقع منه أن 
يآتيك تحت عنوان العقل بميتافزيقا أرسطو والبراهين المؤسسة عليها مثلا! وقد مر 
معك بيان اعتقاده أن "العلم الحديث" يجب أن يكون هو الذي تنشأ عنه العقائد 
والفلسفات وليس العكس! 


١71 | صفحة‎ 


ثالثا: قوله "أن الخالق يقوم بإمداده بالإيجاد وبتفعيل قوانين الطبيعة في كل لحظة" 
قول ججمل للغاية! وهو إجال متعمد فها يبدوء واللّه المستعان! ما معنى "الإمداد 
بالإيجاد"؟؟ لست أسأل عن كيفية ذلك ولكن عن معنى الألفاظ! فن الواضم أنه 
ليس من كلام الله في كتابه ولا من كلام رسوله في وصفه جل شأنه! والإخبار عن 
رب العالمين بالجملات والجهمات من أعظم الجنايات» وإلى الله المشتكى ! 


رابعا: قوله " إن القول بأن الله يعمل من خلال قوى وقوانين الطبيعة لا بمنع أن 

تكون هناك مواقف يتدخل فيها الإله تدخلا مباشرا" قلت: هنا ببت الداء! فن أجل 
أن يبطل الاعتقاد القائل بأن النظام السببي الذي تجري عليه حوادث العام كله من 
أوله إلى آخره. مقصور على قوانين الطبيعة ولا فعل للرب فيهء اعققد الدكتور اعتقادا 
مفاده أن الرب هو الذي يحفظ "قوانين الطبيعة" التي نجري 0 حوادث العالمء 
وأنه "يتدخل" أحيانا ببعض الحوادث التي لا مخضع لتلك القوا أنه بدلا من 
أن ينتقد قياس الماكنة نفسه #مطممغء]/1 عصتطعة/3 ١ "١‏ 0 هو 0 الجهالة 


” وهو تصور العالم بكليته على أنه ماكينة طبيعية عملاقة» تعمل السنن السببية الطبيعية فيه على 
نحو مشابه لما يكون عليه عمل الماكينات بشرية الصنع! وهو تصور اختزالي قاصر ولا شك 
وفيه من تشبيه الأفعال ما فيه! فإننا عندما نصنع ماكينة ماء فإنما نعتمد فيها على ما وضعه الله 
في الأشياء من طبائع قد اعتدنا على جريان نظام الأسباب الكوني على نحو يمَكننا من استعمالها 
في الأعم الأغلب! ولكن عندما نتكلم عن نظام الأسباب الذي به تستقر تلك الطبائع نفسها في أنواع 
المواد الواقعة تحت تحت أيديناء فمن الواضح أن قياس ذلك النظام على الماكينة أو على غيرها مما هو 
من صنائعنا نحن أو مما اعتدناه في استعمالنا لما سخره الله لنا من موارد الأرضء هذا فيه عدوان 
بالغ على غيب عظيم لا ندري له نظيرا ولا مثيلا في تجربتنا الحسية! وهو مفض - لا محالة - 
إلى تشبيه الرب سبحانه بصانع الماكينة! وهذا هو ما تلبس به الدكتور كما تلبس به غيره؛ إذ قال 
إنه - كصانع للماكينة - يملك القدرة على أن يعطل عملها في أي وقت, وأن يتدخل فيه كما يشاء 
وقتما يشاء! ولكن "التدخل" هذا إنما يوصف به الصانع المخلوق؛ الذي يكون أحيانا صاحب فعل 
مباشر في ماكينته» وفي أحيان أخرى يتركها لتعمل استقلالا عنه» وليس رب العالمين الذي منه 
تبدأ سلاسل الأسباب كلها جل شأنه؛ وبمشيئته وأمره يتعلل كل شيء»ء ما ظهر لنا منه وما لم 
يظهرء وما أوتينا من العلم إلا قليلا! 

فنحن أهل السنة وسط فى مسألة الأسباب بين فريقين» فريق غلا وأفرط فى الأسباب الطبيعية 
فجعلها آلة أو ماكينة تجري استقلالا بلا "تدخل إلهي" إلا قليلاء وفريق جفا وفرطء فنفى الأسباب 
كلهاء وجعلها وهما لا حقيقة له ولا تأثير» وإنما نتوهم الأسباب والطبائع من جريان عادة الله على 
ذلك الترتيب» في خلقه العالم آنا بعد آن! فنحن نقول إن الأسباب تؤثر في المسببات» والطبائع 
صفحة | ١1/‏ 


عند الطبيعيين وآية اختزالهم العالم ونظامه السببي في تلك الأسباب القليلة الظاهرة 
التي تقع تحت الحس والعادة» اختار الدكتور أن يقرهم عليه إجالاء مع القاس السماح 
لصانع المأكئنة بأن "يتدخل" أحياناء ليوقع شيئا ما على خلاف ما قد يفضي إليه 
جريانها لو أنه تركها على حالها! فسبحان الله وتعالى عن ذلك التصور علوا كييرا! 


على آي الأحوال» ثمن الواضم أننا نحتاج في هذا المقام إلى الوقوف على تعريف واضم 
ودقيق "للقانون الطبيعي", خى يتصح للقارئ الكريم, على أي أساس يقف الدكتور 
هداه الله 0 0 0 0 نقف 5 في نقدنا 00 ما هو هذا 0 
5 00 0 00 0-0 أن نفرق 
بين مفهومين كليين لا يستويان. الواقع الوجودي للنظام السبي المرتبط بطبائع 
الأشياء فها يظهر لناء والتصور المعرفي البشري للعلاقات والنظم السببية المحسوسة 


باطراد د وبصورة 0-7 طار ذلك الحيز الضيق الذي بيقع تحت عادتنا من هذا 
كبرى! 


القول بنظام سببي بحري في إطار العالم الحسوس بصورة ثابتة مطردة ؟ معناه أن عه 
لوا تمعيلة ون الوادت سويد بالتعل او لقوق بيننني'آى تق اللا قبل الذاؤيع 


تؤثر في الأشياء تأثيرا حقيقياء ولكن ليس ذلك التاثير عندنا نظاما منفصلا عن فعل الباري ومشيئته 
وأمره وقضائه؛ بل له في الغيب أسباب ترجع كلها في المنتهى إليه سبحانه» فمن غير مشيئته؛ لم 
يتولد من تلك الأسباب انطباع الأشياء على ما اعتدناه من طبائعها ولم تكن تلك الأشياء نفسها 
أسبابا تؤثر في مسبباتها! فليست الأسباب الطبائعية آلة مغلقة على أجزائها كما يقول هؤلاء» ولا 
هي وهم يحصل من جريان العادة بوقوع ما نتوهمه أثرا عند ما نتوهمه سببا في كل مرة كما 
يقول أو لتكادن الله المستعان! 

١19 | صفحة‎ 


المطلوب تفسيره والتنبؤ بنظائرهء حتى يقع ذلك الحادث نفسه ترتبا عايها أو كسب 
لها. فإذا كان المقصود عند الطبيعيين بالقانون الطبيعي» هو أنه لا تفع الحوادث في 
العالم إلا تحت نظم سببية ثابتة لابد أن تكون سائر أنواع الأسباب فيها من جنس 
السبب الطبيعي (الذي هو غاية ما يسعهم الوقوف على إدراكه بالحس والمشاهدة), 
أي ليست من جنس ما هو محصور في دائرة العالم احسوس والمعتاد وحسبء بل 
هي كذلك خاضعة للمشاهدة بصورة مباشرة» أو على الأقل قابلة للرصد والمشاهدة 
المباشرة ولو من حيث المبدء! 


فن كان هذا هو تصوره للنظام السببي الوجودق كا هو في الخارج عه لامغ م0 
طئلة5 ةن 1ه: فيلزمه ولا شك القول بالسببية الطبيعية المغلقة النني هي من أصول 

الطبيعية, التي يحب عل المسلم ا يرفضها رفضا باتا قاطعاء ون يمان لأصكابها 
أنها باطل في العقل والفطرة والسمع جميعا! فعندما يتوصل الباحث الطبيعي إلى 
ا 0 
0 0 2 0 0 0 0 02110 ا 
الي الأسباب الباشرة وغير لباشرة 0 
دينية محضة. ا ا 503! تحت العادة 
من حوادث العالك فقط لا غير! ذلك أ نهم قد جعلوا دينهم أنه لا موجود بحق إلا 
0 الك" م عليه في | الباية!ا 0 0 
إلا السبب الطبيعي! فا هو القانون الطبيعي في الدين الطبيعي؟ هو النظام السببي 


١07 | صفحة‎ 


الحام للعلاقة بين نوعين أو اكثر من أنواع الحوادث, المطرد في كل مكان وفي كل 
زمان» بلا غيب ولا سبب غيبي ولا حد لاطراد القانون نفسه إلا ما قد ينشأ عن 
طرد نظام آخر من نظم الطبيعة نفسها! وا ان قدر أن فرضوا أسبابا أخرى إضافية 

للظاهرة ا 00 
ما أثبتواء أسبابا طبيعية» أي تقبل القياس - مبدئيا - على ما في الحس من الأسباب 
المثبتة لدهمء ويرجى لمم الوقوف على دركها هي نفسها بالحس المباشر في يوم من 
الأيام! 


فعلى سبيل المثال» نحن المسلمين نؤمن بأنه عندما تسقط الكرة إلى الأرض إذا 
تركناها معلقة في الهواءء فإن هذا لا يحدث من أثر الأسباب الطبيعية وحدها (ما 
نحسب أننا عرفناه منها وما لا نعرفه )! وائما يحدث كذلك من أثر أسباب أخرى مطلقة 
التغييب» يجب أن تقع كلها قبل حادث وقوع الكرةء وأن تجقع اجتاعا خصوصا على 
نبو مخصوص وترتيب مخصوص (بما في ذلك ما نشهده من أسباب محسوسة) حتى 
يتولد عنها وقوع الكرة في كل مرة» ولا لم يكن شيء منها سببا البتة! ولا شك أن 

أول تلك الأسباب وأعلاها في الغيب هو إرادة الرب جل وعلا ومشيئته 9 
لهذا الحادث بعينه. ثم أمره وقضاؤه الإلهي الذي لا يتخلف عن مشيئته. اأذي سبق 
منه كتابته وكتابة جميع أسبابه في تقديره السابق» ثم عمل الملائكة الموكلة بطبع 
الأشياء على ما يظهر لنا من طبائعها وما لا يظهرء ثم جريان تلك الطبائع كلها على 
مالا يظهر لنا من في عالم الشهادة إلا القدر اليسيرء وهو ذلك القدر الذي إذا استقر 
في عادتنا وخبرتنا الحسية القاصرة, صيرناه هو "قانون الطبيعة" #«هآ [دستطدل< 
وناك انناف رونا للنادلاك الرراضيية عازه عه بداب أخراعينااللدرقة 
من طرائق التجريد الرياضي! ثم ترى الجحدة العتاة من فلاسفة الطبيعيات يقولون 


١7١ | صفحة‎ 


بكل وقاحة إن العلم بتلك الأسباب القليلة احسوسة يغني عن إثبات غيرها وراءهاء 
وان هذا "القانون" الذي أثبتوهء هو ونحوه 53 على كافة حوادث العالم» حكم| حقيا 
ناما عناونصنصدعء12: على طريقة شيطان لابلاس! ثم يأي اللاهوتي أو المتكلم 
المتجهم 0 لهم في سذاجة وسطحية بالغة: كلا - إثبات القانون الطبيعي (على 
مفهومه في الد بن الطبيعي) لا بازع منه انع» إذ الصانع هو الذي بدأه وهو 
20000008 اللهم إلا إن 0 ن "يتدخل" بخرقه أو تعطيله في وقائع 
فذة في تارية البشرية» وإلا فالعالم كله 9 بأمر الرب ذلك القانون خضوعا حتيا 
لا انخرام [ه! 

فبناء على هذا المفهوم للقانون الطبيعي» فلا يجوز للمسام أن يقول إن الرب "يتدخل" 
أحيانا في قوانين الطبيعة بمععنى أنه يخرتما أو يعطلها لسبب ما أو لآخرء فإن هذه 
الصياغة التي إديهم للنظم السببية إنما هي قشرة رقيقة من العلاقات السببية السطحية 
الني أذن الله في 000 آدم! ولا يقول بأن فعل الرب سبحانه في إحداثه ما 
بشاء مما يخالفها في علمنا إنما يكون "تدخلا" منه في نظام الأسبابء إلا من يعتقد 
ذلك الاعتقاد الذي ببناه آنفا بانفلاق الأسباب ونظاهما واقتصارها على ما هو طبيعي 
نوعاء يجعل النظام السببي الكامل في الخارج (في الأعيان) مقصورا على جموع ما 
انتبى إليه تصور الطبيعيين للقوانين السببية المحسوسة (ما عندهم في الآذهان)! وهذا 
الم وأعمق غوراء وهو كله راجع في 
النهاية إلى مشيئة الله وأمره وقضائه! فهو سبحانه لم يكن "خارجا" منها أصلا حتى 
يحصل منه الدخول فيها أحياناء فانتبه! 


هذا هو ما يتلبس به من تشرب بأصول النحاة الطبيعية وبفلسفة العم الدهرية عند 
الطبيعيين من غير تحقيق للعقيدة الصحيحة وللموقف الشرعي الصحيح من أقوال 


١77 | صفحة‎ 


مذاهب أححاب تلك الفلسفة» واللّه المستعان! فإذا أنت فهمت ما تقدم حق الفهم, 
ثم راجعت قول الدكتور: "إن القول بأن الله يعمل من خلال قوى وقوانين الطبيعة 
يمنع أن تكون هناك مواقف يتدخل فيها الإله تدخلا مباشرا", تبين لك 0 م 
اميه ختزال فاحش لعلم الله جل شأنه وقدرته ولما لا يحجيط أحد 
بعلمه من الأسباب الغيبية لكل حادث يقع تحت الحس! فإن كان مرادك يا " 
القوانن ا 0 0 والكهياء وغبرها كيا هي عند الطبيعيين, 
شان ا يعدن دو راون ترام لعاحينة الى مبيط ف و قال لكا لوي 
والتقييد علوا كيرا! لكر السب لوقت مهت 00 0 
(المسماة بالطبيعية) جزءا من جملة الأسباب الكافية التّى إذا قدر في عل الله 
على نحو معين» تولد عن ذلك أكثر أنواع الحوادث 0 0 
تجربتنا البشرية! فإن شاء الله أن يجري تلك الحوادث نفسها على أثر مجموعة أخرى 
من الأسباب الكافية أيضاء التي لا يكون منها ما عهدناه وعرفناه من أنواع الأسباب 
المحسوسة, فإنه لا يمنعه من ذلك مانغ ولا يقال والحالة تلك إنه قد خرق نظام 
الأسباب أو عطله أو تجاوزهء فضلا عن أن يقال إنه "تدخل" في النظام "الطبيعي"! 
فعلى سبيل المثال» قد جرى في عادتنا أن الإنسان لكي يطير أو يحمل في الهواءء 
فعليه أن يصنع آلة تحرك الهواء من حوله (أيروديناميكيا) على نحو يرقيه ويحركه على 
ثقل وزنه هو والمركب الذي يرسنه! أو أن يصنع آلة آخرى تقذفه بقوة دفع كافية لتجاوز 
جاذبية الأرض والتعلق في فلك حولها! هذه تجري وفق نظام سببي معين وتلك تجري 
وفق نظام سبي آخرء وكلاهم)| يفضيان إلى حمل الإنسان عاليا في السماء! وثمة طريق 
أخرى للحمل في الهواء لا علاقة لها لا بهذا النظام السبي (الأيرودايناميكس) ولا 
بذاك (سرعة الهروب من الجاذبية)» وإنما تجري على نظام كافة أسبابه غيبية مطلقة 
التغييب» اللهم إلا ما يكون من اتصال بين الحامل والمحمول! أرأيت لو أن ساحرا 


١1 | صفحة‎ 


حضّر ماردا من مردة الجن مله في الهواء. ألا يكون ذلك نظاما سببيا متكاملا له 
ما يحكمه في علم الله تعالى من الطبائع (كطبيعة الجني وقدرته على الطيران) ومن 
الأسباب ما يكفي لتحقيق الأثر نفسه (ترقي الحمول وانتقاله في الهواء)؟ بلى! فني 
أي من تلك النظم السببية المتكاملة يقال إن الله قد ”تدخل". على ذاك المتطق 
الدهري الفاسد؟ 

بل حتى معجزات الأنبياء وآياتهمء لا نجدها في القرآن إلا معلقة بأسباب معينة يؤقى 
بها من قبل 00 يه وأطلنا النفس فيه في غير هذا 
الموضع! فهل من طبيعة العصا أن تشق البحر إذا ضرب ها؟ سيجيبك الدهري 
الطبيعي بجواب سريع جاهز يقول: "كلا بالطبع» أي خرافة هذه؟ ؟" وتقول له: نملاء 
لا تعجل! ما المقصود "بالطبيعة" المنسوبة للشيء؟ ما معنى أن يكون له "طبيعة" 
ل و الأسباب الغيبية (التي بها 
ل 
له أسباب مخصوصة على ترتدب مخصوصء ظهر فيه من التغبر أو من التأثير في غيره 
ما نعده طبيعة له أو طبعا ملازما ع5د5ة]8!! فإذا كان ذلك كذلك» فا المانم من أن 
يكون من طبيعته كذلكء, في عل الله تعالى» أن تجمع له أسباب غيبية أخرى في 
لويف 0 لتر عا #أتغارمة الدادهاه وغالية :1 كنا نعده 
0 لمراد بطبيعة الشيء ا 

أن يقال إن كون العصا سببا في :: شق البحر هو مخالف لطبيعتها. ولكن إن جعلنا 

06 العونايها نيه الب لاسو مارك ميرح حك ناتى البدرا: طب 
معينة» بحيث كل اجتقعت تلك الأسباب وقع منه ذلك السلوكء فيجوز إذن أن 
يقال إن الله قد جعل من طبيعة العصا أن تشق البحر إذا ما أذن سبحانه لحاملها 


١75 | صفحة‎ 


بأن تجتقع له كافة الأسباب الغيبية المفضية إلى ذلك» التي منها ضربه البحر بها! فإذا 
كان ذلك كذلك. وكانت طبيعة الشيء هي صفته التي يكتسبها أو 000 
ظروف معينة» على أثر جملة ككيرة من الأسباب الغيبية التي لا تجقع في كل مرة إلا 
بممشيئة الله اماو ويه يقال إن الرب لجر كيس وذ الأسباب بكليته 
حتى تقع تلك الواقعة الخارمة لعادتنا حيث وقعت بأمره وبإذنه سبحانه ؟ ؟ 


نحن المسلمين لا نثدت في ذلك نظاما سببيا غيبيا ولا ننفيه» وانما نثبت ما نص القران 
على جعله سببا في هذه الآية أو المعجزة أو تلكء كأمر الرب موسى عليه السلام 

ين الع بعصاه لينفلق البحر بإذنه سبحانه! فن الجائز أن يكون وراء ذلك 
منهم إلا في مثل ذلكء ومن الجائز كذاك ألا يكون في المسألة من الأسباب إلا فعل 
وبعض طبائع الأشياء أن تتبدل (فتنتفي بذلك شروط معينة وتتحقق موانع) حتى 
ا ل ل 
وهذا وارد! ولا شك أن اللّه لو شاء أن يحدث شيئا في هذا العالم بلا أسباب البتة, 
غير أن يقول له كن فيكونء فهو قادر عليه سبحانه» ولكن بأي وجه يكون ذلك إن 
وق "تدخلا" في نظام العالمء وكآنه كان اساي سيد 
دخولا استثنائيا؟ ؟ ومن الاك إن لثقة البالغة في قول الدكتور هدا الله لله: ! ولا 
شك أن المعجزات الإلهية من المواقف التي يتدخل فيها المولى عز وجل تدخلا مباشرا 
يقطع فيه منظومة الأسباب وربا يعمل عكسهاء وذلك إظهارا لقدرة الله عز وجل 
وتصديقا لرسله." اه. ؟؟ 


١75 | صفحة‎ 


"لا شك"؟؟ سبحان اللّه! إعلم يا دكتور إن انخرام العادة لا يلزم أن يكون انخرا 
لنظام الكون نفسه؛ و وان كا ن الله تعالى قادرا عليهء وهو فاعله تحقيقا يوم القيامة, كم 
في قوله تعالى ((يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات))! أما معت بثال الرجل 
الذي جاء من بادية بعيدة ثم رأى الصور تتحرك على التلفاز فعدها محرا أو خرقا 
لنظام الأشياءء ولبست هي إلا خرقا لعادته هو ولعلمه هو 0١‏ سباي عل 
اللرياة] فصر مه متهرات الألرياة' الس كر :ا لقال تنه أو ليله ار 
تعطيله, وإفا إشهاد الخاطبين بتاك الآيات على أن ما اعتادوه من أحوال ار 
والنظم السببية الجارية عليها ليس إلا جزءا ضئيلا من قدرة رهم جل شأنه» وأنه لو 
شاء سبحانه لبدل علهم كل شيء» ولما أعجزه شيء سبحانه! 


0 ل ا 07 ل 0 
ذلك النظام السبي علاقة لاون 0 قوله في كود 0 
في القرآن ومعلوم من الدين بالضرورة» ولا علاقة له بشيء من قوانين الطبيعة البتة؟؟ 
ل ا 
فإذا بالرجل وامرآته يفترقان» ٠‏ وان ان كانا عند الغاية من المحبة والمودة؟ ؟ ألم يقل ا الله 
ال باساب الستيرة من الاك بابلن: سارح لعا 1ر61 د لزه 
وَرَّوْجِهِ وَمَا هم بصَاينَ به مِنْ أَحَدٍ عد إلا بن اللّهِ)) الآية [البقرة : ” ١٠١]؟؟‏ فهل هذه 
مانن ل لسمث أسبابا؟ ؟ وهل يكون هذا قانونا سببيا مطردا 
أم لا يكون كذلك؟ ؟ أرأ. يت العاء ئن يحسد أخاه بمجرد النظر إليه مع تمني زوال ما 
عندهء فإذا به يضره ضرر ل ا السببى على اعتقادك يا دكتور 
أم أنه "تدخل إلهي"؟ ؟ وما قولك في وسوسة الشيطان وحديثه في نفس الإفسان» 


١77 | صفحة‎ 


اك ؟؟ 0 عندما يأقي 0 ال 


إذا را أمرا مكروهة ثم لم يحدث بها أ ال ضر» رفوم مل به امل 
ملحي حداء فهل لهذا أ سبابه النظامية عندك أم أنه ليس [ه 


بل إن اشتراك النظم السببية المتغايرة في إحداث الأثر الواحد هو أمر يعرف إه 
الطبيعيون أمثلة في إطا 0 ن النظاميات الطبيعية نفسها! ثمعلوم 
على سبيل المثال أن المادة يُنتقل بها إلى الخالة الغازية 5686 15اهمع685 بتبخيرها 
من الخالة المائعة تسو سين وهو المعتاذ من أسنات ويل المادة إلى الغاز! 
ومع ذلك فقد اكتشف الكهيائيون عملية يقال لها التساني صه6هسمناطن5, يمكن 
أن تحول با المادة إلى الغاز من الحالة الصلبة غ568 50110 دون الا“ضطرار للمرور 
على الخالة المائعة أولا! فالأمر في الأسباب أعمق وأغور بكثير ما يتصوره أولئك 
الجهلاء الجحدة» والله انيه وما مثلهم فها إلا كثل رجل أعمى وقع بيده على 
خرطوم فيل فظنه ثعباناء مركر و ورد نيه وسار رارك اماه روا 
على بطنه العظهة فظنها حجراء والله المستعان! فتى يعرف الفيلسوف الطبيعي قدره» 
ويقف عند حدهء ويشهد على نفسه بأنه ما أوتي من العام إلا قليلا؟؟! 

المشكلة أيها القارئ الكريىء هي أن الدكتور هداه الله لا يرى في الأسباب إلا ما هو 
"طبيعي". ولا من النظم السببية إلا ما يصح أن يقال له "قانون طبيعي"! فا سوى 
ذلك فهو "تدخل إلهي" في نظام العالمء يخرم الأسباب أو يعطلها! فلا يعام ولا 
يتصور أن يكون في الغيب أسباب لها نظاتما الذي تدخل فيه الأسباب المحسوسة 


صفحة | /ا/ا١‏ 


وما تتصوره لها من نظمء دخول الجزء في الكل! ولهذا فماكان مخالفا للنظام السببي 
لمحسوس الذي هو مبلغ الطبيعيين من العامء فهو عنده خرق للقانون السببي برمته» 
وقلب لنظام العالم بالكلية» ولا وجه له - إذن - إلا أن يكون "تدخلا إلهيا" على 
المعنى الذي لا يرى الطبيعيون الدهرية متسعا لتصور أفعال الرب الخارقة لتصوراهم 
للنظام السببي إلا عليه! لهذا يقول: "إن القول بأن اللّه يعمل من خلال قوى وقوانين 
الطبيعة لا يمنع أن تكون هناك مواقف يتدخل فبها الإله تدخلا مباشراء مثل بداية 
البدايات (بدايات الكون والحياة..)" فعلى اعتقاده» فالإله "يعمل" على صورتين» 
صورة "غير مباشرة". وي طريق قوى وقوانين الطبيعة» وصورة مباشرةء وه ما 
سماه "بالتدخل المباشر"! وهذا اعتقاد فريق كمير من اللاهوتيين الطبيعيين الغربيين 
يؤسسونه على مفهوم السببية عند الدهرية الطبيعيين! يقال لهم: "قد أثبتنا أن 
الكواك لا تحفظها في أفلاكها ملاككة تجرها جراكرا كنتم تعتقدون (وما أثبتوا شيئا 
وما يستطيعون!) وانما يحفظها انحناء الزمكان حول الجرم الذي تدور حوله من أثر 
كتلته". فإذا بهم يخرون للأذقان متابعين منقادين» ينسفون ذلك الاعتقاد القديم 
نسفا في ا نبزام نفسي تامء لتكون غاية أحدم بعد ذلك أن يقول: "تسيا هو كأ 
تقولون» ولكن نحن نؤمن بأن الرب هو الذي خلق هذا الزمكان الذي تقولون به 
وخلق الكتاة كذلك". وتنتبي القضية عند ذلك! فلسان حالهم يقول: هذا الذي جثتم 
ع دافشموق التنيها ندا لوو قن المعريق ارح ام" باليعوان فاالياذ 
ونؤمن بأن العالم مغلق على ذلك النظام السببي المستقل الذي لا ينخرم ولا يفتقر 
لأسباب من خارجه؛ كما تعتقدون! ولكن نرجو منكم تكرما أن تأذنوا لنا بإثبات أن 
الرب قد 0 وها أنكم لم تتمكنوا إلى الآن من وضع 
فرضية تلقى قبولا أكاديميا عاما بشأن | لكيفية التي ذشأ بها ذلك النظام نفسه في 
الماضي» فترجو منكر لكر بقبول زعنا بأن الرب الذي نؤمن نحن به هو الذي خلقه! 


١7/ | صفحة‎ 


وا جتتم بنظريات جديدة في سبب النشأة وفي سبب سببها من قبلها وفي سبب 
ذلك من قبله. بحجيث يصير لها القبول العام فها يشكم. فستظل متنا نحن اللاهوتيين 
أن نقرر أنه كان من قبل ذلك كله هو السبب الذي نشأ عنه كل شيء! 


هناء أها القارئ الكريم» اعتلى الطبيعيون أكتاف هؤلاء الخانيث وركيوا على 
ظهورهم كا تركب الدابةء أعزك اللهء ثم قالوا (وحق طم أن يقولوا كما بينا في غير 
هذا الموضع) "أخرجوا 5 من لخجوات نظرياتناء إن كنتم حقا ترونها هي العلم وي 
السديل ["بو لبي !1 نتم يا لمان من قال إنه "يتدخل" في منظومة ضٍ عند 
أصحابها مغلقة على مبدأ التفسير الطبيعيء مكتفية بالسببية الطبيعية عاء1امصده 
ا ال 0 حادثء فكان لزاما أن يقال ل أخرجوه وكل 
سبب غيبي معه 081156 5226058[1ءمنا5 لصاح مزيد من النظريات والأقسة 
والتفسيرات الطبيعية التي نضربها نحن في نفس الامرء كما قبلتم أن تخرجوا تلك 
النوعية من الأسباب لصا نظرياتنا أول مرة! أي إنه يازمكم في هذا أن تسلكوا 
نظير ما سلكقوه من قبل في غيره! وإلا فلاذا قبام نظرية داروين ونظرية الانفجارء 
مع أنهها اختراق للغيب المحض بآلة العلم الطبيعي» أو لادقة: "طبعنة" لأسباب النشأة 
الأولى (التي يسميها الدكتور بالبدايات)» ثم قلتم إن ما قبل نشأة العالم بالانفجار وما 
قبل نشأة الكائن المي الأول في تارية البيوسفيرء غيب محض لا مجال للطبيعيين 
لاختراقه ؟؟ من قبل بهذا الصنف من التنظير التفسيري الطبيعي في حوادث ماضية 
نقطع ببداهة العقل بأنها لا نظير لها في تجربتنا الحسية» لزمه أن يقبله هو نفسه فبا 
قبل تلك الحوادث وما وراءها ولا فرق» واذن فسيظل يقلص من وجود معبوده 
الغيبي المزعوم ومن صفاته الظاهر أثرها في العالم مع كل نظرية جديدة يأتي بها القوم 


١79 | صفحة‎ 


من طريقهم لا محالة» والا تناقض! وهو إلزام صحيح لا فكاك للاهوتيين وأهل الكلام 
العصريين منهء كما بسطنا الكلام عليه في موضعه! 


فلاذا قال الدكتور هداه الله إن "بداية البدايات" كما سماها هي من الصنف الثاني 
من الأعمال الإلهية في العالم على حسب قسمته الثنائية الاختزالية الفاسدة تلك (أي 
الذي هو "تدخل مباشر" كما يسميه)؟ الجواب تجده في قوله: "ونحن عندما 1 
مثلا أن المادة لا تستحدثء لكننا نجد عند دراسة بدايات الكون أن المادة قد نشأت 
من عدم, ذلك الأمر الذي يخبرنا العام باستحالته. عند ذلك لا مفر من الإقرار 
بالتدخل الإلهي المباشرء لإيجاد المفردة تواتمه اسع هذه التي بدا بها الانفجا ر الكوني 
الأعظم الذي أنشأ الكون" اه. قلت: فالدكتور حريص غاية الحرص على التزام شرط 
الدهرية الطبيعيين فيا يقال له "علم" في قضايا الغيب» حتى لا يتهم بنفس التهمة 
القديمة الني لم يأت الجهمية الأوائل بما جاؤوا به من بدع في دين اللّه تعالى إلا فرارا 
منها (التهمة بالسفاهة وبلادة العقل والجهل .. !ل)! لهذا لزم أن يكون العام الذ 
بنطلق منه الدكتور عند الكلام عن بداية العالم إنما هو العلم الطبيعي كما ترى! وما 
سوى ذلك فى ة نفس الأمر من أي 00 فلس بعلم عنده! ولا كان ن "العام" 
(هكذ اقول إن اللادة لا عدت م عام الكوز فوخو أ خيرا بنظرية 
” وهذا كلام باطل مصادم لاعتقاد المسلمين» فإن الله تعالى يقول: (إ(وَرَبْكَ يَخْلْقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ 
مَا كَانَ لَّهُمُ الخِيَرَهُ سْبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمّا يُتتْرِكُونَ)) [القصص : 18] فإذا شاء سبحانه أن يخلق 
مادة جديدة يستحدثها في أي موضع من مواضع الأرض أو السماءء سواء بمثال سابق أو بغير 
مثال سابق» وسواء بالتحويل من أصل موجود سلفا أو بالتكوين من عدمء فأي شيء يمنعه سبحانه» 
حتى يطلق القول القاحن.ويقال> لا تستحدت؟ سبحان الله وقعالى -عما يقؤلون علوا كييننا! غاية هنا 
عندهم أن النظم المغلقة 65 610560 (التي يقصد بها جملة ما يقع تحت دراستهم الحسية 
المباشرة في أي دراسة معينة أو تجربة معينة من أنواع المادة والطاقة المعزولة عن أي مؤثر 
خارجي) إنما يشاهد فيها التبدل والتحول من نوع إلى نوع؛ وليس حدوث مادة جديدة أو طاقة 
جديدة تدخل إلى ذلك النظام نفسه محل البحث! فبأي عقل يستجاز من ذلكء أن يقال إن 00 


والعالم كله لا تستحدث فيه مادة جديدة أو طاقة جديدة؟! أي عقل يقبل قياسا فاحشا كهذاء يحيل 
صفحة | ١/0‏ 


تفجار الكبير التي فها حدوث كل شيءء لزم القول بسبب لحدوث العالم يكون 
متقدما على وجود المادة نفسها! وهنا يتناقض الدكتور فيقول إن دراسة كوزمولوجيا 
الانفجار "تبين" لنا أن مادة العالم قد نشأت من العدم "". ثم يقول في نفس السطر 
"وهو الأمر الذي يبين لنا العام استحالته"! فالعلم إذن يبين حدوث الشيء من عدم 
ويبين استحالة حدوثه من عدم في نفس الوقق سهان النه! وعدي أنه قد سبق 
منه في نفس الكتاب نقل اعتراض روبرت شيادريك على هذا التناقض وموافقته 
عليه» إذ قال (ص. 57): "أثبت ثبت العم المعاصر أن طاقة ومادة | الكون قد استحدثتا 
من العدم» وفي نفس الوقت علينا أن نقبل بقانون بقاء الطاقة/المادة الذي يؤكد أنهما 
لا تستحدثان!!" اه. فبالله إذا كنت تقر بأن هذا تناقض وقع فيه الطبيعيون» فكيف 
وبأي عقّل تريد الاستناد إلى ما تراه أنت تناقضا في إعالهم للمنبج العلميء تجعله 
دليلا على وجود الصانم؟ ؟ سبحان اللّه! 


هو على أي حال يريد أن يقرر صورة من صور البرهان من الانفجار الكبير 
عصدظ عاظا عط[ متم ل الذي قتلناه نقدا فى كنابنا "3 الموحدين"» 

يراه هو طريق "العقل" لإثبات الصانع في هذا الزمان ما رآه من لا يحصيهم من 
اللاهوئيين والمتكلمين امماصرين من قبد! *" فلولا أن قدم الدكيور أنفسه مقدءة 
العا كله إلى فطيرد فلك اليه التسلفة المتكين» المتور له ذاكل:المعبل» حت يقاس لكليد علي 
زنه-عتل الي الهو الخرت :المعو في الاختر إل و اليم الفاجدى. والتتطع لحرت 


الستماوّات والأرضن» وغير ذلك من آفات العقل والنظر التي أطلنا التفنن في شريهها وبياتها في 
هذا الكتاب بحول الله وقوته؛ والله 0 والعجيب أن الطبيعيين أنفسهم عندهم اليوم أبحاث 


في ميكانيكا الكم يزعمون أنها تثبت أن بعض أنواع الجسيمات (المادة) قد تظهر في الفراغ 
للع ا ا ل 6 ونحن نسأل: أليس هذا حدوثا للمادة 
بعد أن لم تكن؟؟! 


على تخليط وسفاهة عظيمة في مسألة "العدم" هذه قد بسطنا الكلام عليها في غير موضع من 
هذا الكتاب وغيره! 

؛' في الفصل الرابع من نفس الكتابء الذي ترجم له الدكتور بقوله "الكون بين الإله والإلحاد"؛ 
يلتقط الدكتور برهان الحدوث الأشعري من مناظرات "ويليام لين كريغ" الأمريكيء كما التقطه 
غيره من المفتونين بذلك الرجلء فيقول: 

١/١ | صفحة‎ 


يخبرنا ويليام لين كريج أستاذ فلسفة الأديان» أن العلماء المسلمين (وعلى رأسهم الإمام 
أبو حامد الغزالي»؛ ٠١57‏ - ١١١١م)‏ قد أصلوا قضية حدوث الكون واحتياجه لإله 
خالق بشكل واضح.ء وأطلقوا على العلم المختص بشرح العقيدة اسم علم الكلام (يقابل 
علم اللاهوت عند المسيحيين). وقد احتفظ هذا العلم باسمه العربي م2|30)»! 01 ععمع1اء5 
بعد أن انتقل إلى الغرب عن طريق إسبانياء ثم نال الشهرة هناك على يد الفيلسوف 
الألماني "إيمانويل كانط" في القرن الثامن عشر. وفي إطار علم الكلام» ولإثبات أن 
00 بداية» استند ازعم أو . حامد . الغزالي إلى دليل الفسيفة والرياضيات: والذي يوكد 
ال ا وا ارا الو ل 
عنه» من حيث يتلقى المسلمون العلم بهذه المسائل» لما قلت فيه ما قلت! ولكن قد بلينا في هذا 
الزمان للأسفء بقوم يأخذون الدين وعلومه ثقافة» يقرؤون فيه كما يطالع أحدهم الجريدة مع فنجان 
القهوة كل صباح! إذا ذكرت كلمة "علم" في محضرههم. لم يروا لها تحققا إلا في علوم الطبيعيين! 
وإذا ذكرت مسألة من مسائل تلك العلوم تهيبوا مقامها أشد التهيب؛ وأسندوا الأمر فيها لأهلها 
وأمسكوا عن الكلام خوفا ووجلا من أن يفتضح جهلهم وخطؤهم بين أيدي سادة الأكاديميات 
العلمية الكبرى» وإذا ذكر الدين بين أيديهم» خاض كل امرئ منهم ملء فمه وهو متكئ على 
أريكته» وصال وجال وشرق وغربء وجعل من نفسه فقيه عصره مجدد الدين وإمام المجتهدين» 
ولا حول ولا قوة إلا بالله! 
أولا يا دكتورء ليس علم الكلام (على اصطلاح أئمة أهل السنة) هو العلم "المختص بشرح العقيدة", 
وإعما قو علم متموم عنة السلف كاقة احضوم الثم تعالى/ وليس بها هنا جل النيان في اللاريى 
ا 25 مانعاء لقلت: : هو صنعة يعمل أصحابها على بناء الأصول اللدهية الأولى لاعتقاد 
د يل وخفة العقل! فعلى هذا التعريف تكون أنت وأمثالك يا دكتور 
من متكلمة هذا العصرء والله المستعان! وأما ثانيا فهذا البرهان الذي أعجبك فاسد وإن أثنى عليه 
فلاسفة الأرض جميعا! وقد أطلنا النفس في هذا الكتاب في بيان بطلان برهان الحدوث عامة 
(الذي يسمى عند اللاهوتيين بالبرهان الكوزمولوجي) وبرهان التطبيق خاصة؛ ودعوى أن ما 
يتسلسل لا يتحصلء والتحقيق في معنى التسلسل ومعنى التحصلء فلا نعيد! وإنما نكتفي ها هنا 
بإشارة اللبيب إلى لازم قبول تلك الدعوىء الذي يظهر في قول الدكتور: "من المستحيل أن يكون 
هناك قدم لا نهائي". إذ يلزم منه ألا يوصف رب العالمين نفسه بأنه قديم أو أزليء أو بأن صفاته 
قديمة أزلية» فما مخرجك من هذا يا سعادة الدكتورء أصلحك الله؟ قال الدكتور في الحاشية في 
استعراضه برهان التطبيق الأشعري على صورته الحديثة التي أغرقها كريغ في كلام الرياضيين 
المعاصرين: "إذا طبقنا المثال على الزمن» وطرحنا سنوات لا نهائية من عمر الكون اللانهائى 
(كما يتفرض الملحدون) فسنحصل على إجابات متفاوتة؛ إن ذلك يعني أن اعتبارنا أن عمر الكون 
لا نهائي اعتبار غير حقيقي,» لذلك ينبغي أن يكون للزمن بداية." قلت: إن قبلنا هذا»ء بسرف النظر 
ع نيه االمدن الذي يشير إليهء و ام لبيانه: فمنا الذي يمنع في العقل من. أن يقال "إذا 
المسلمون) فسنحصل على إجابات متفاوتة إن الك يحي أن اعبار" أن عدر الماري لا تهاني 
اعتبار غير حقيقي» لذلك ينبغي أن يعون للزمان بداية"؟| إن قال كما قاله المتكلمون تذ تنطعا: "المانع 
أن الزمان مخلوقء فلا ا تجري معاني الزمان على الله سبحانه"؛ قلنا فلماذا إذن تقولون إن الله قديم 
أزلي؟؟ أليس هذا من معاني الزمان؟ وهل للقدم والأزلية معنى عند العقلاء إلا الامتداد في الزمان 
بلا بداية» بحيث لا يكون من لحظة في الماضي مهما بعدت إلا ووجوده سابق عليها؟؟ الزمان 
المخلوق إنما هو ما يقاس به جريان الزمان في عالمنا هذاء فإذا كان المعني الزماني نازلا على 
صفحة | ١/17‏ 


شيء مخلوقء؛ فهو زمان مخلوق من هذا الوجه! وأما مطلق معنى الزمان وما يتعلق به من 
متعلقات معنوية فهذا ليس بمخلوق! وكل موجود يوصف بصفات الذوات الفاعلة (لا بأنه جماد لا 
حياة فيه) فلابد لصفاته من تعلق بتلك المعاني (الزمانية) يوجبه العقل ولا يجد عنه محيص!ا! فالله 
تعالى لا يزال يفعل الفعل بعد الفعل من الأزل وإلى الأبد. من غير فعل أول» وليس خلقه هذا 
العالم هو أول فعل له على الإطلاق؛ لأن هذا يقتضي إما حدوث ذاته بعد عدمها أو حدوث الفاعلية 
منه بعد أن كان عاريا عنهاء وكلاهما باطل» سبحان الله وتعالى علوا كبيرا! 
ومما يدلك على ما قررناه مرارا من جريان كافة الجهمية على قاعدة أهل الكلام التي ذكرناها 
آنفاء ألا وهي تقديم العقل (الذي يقصد به الفلسفة الميتافزيقية السائدة والمعظمة أكاديميا في زمانهم) 
على كل معرفة» وبناء أصل الدين عليه؛ أنه بعدما ساق برهان الحدوث إجمالاء وقال إنه برهان 
منطقي رياضي 8-661011» وإذن فالمفترض فيه أن نتيجته يُعلم ترتبها على مقدماتها (إن صحت) 
علما قطعيا منصرما لا شك فيه ذكر أنه ظل الأمر (يعني مسألة حدوث العالم) مفتقرا إلى "أدلة 
علمية" حتى الثلث الأول من القرن العشرين! ثم ترجم لبيان تلك "الأدلة" التي ظهرت أخيرا في 
القرن العشرين بعنوان قال فيه: "للكون بداية .. من الشك إلى اليقين"! فإذا كان البرهان الاستنباطي 
(العقلي) الفلسفيء الذي يفترض فيه أنه يثبت حدوث العالم بالاستنباط العقلي الأولي» لم يحمصل 
مثة الإو ويك الناين على الشنك :فاه كيف يطلية اليعين مق دليل هق أدنى نطيفة من هذا التووع 
من البراهين بمراحل كثيرة؟؟! شاهد هابل احمرارا في موجات الضوء الوافد من النجوم البعيدة؛ 
تارك للك غلى ار ده انها لمتصلى مرتعدة عر الا رضن وبر جا قطي 0 
تؤول تلك المشاهدة بغير ذلك التفسير» لحي ست وف ب وا 
شيء من ذاك الهراء! ولو كان هابل مسلما موحدا لما مال إلى ذلك التأويل أصلاء لأنه إذن يكون 
على علم بأن السماء الدنيا سقف عظيم محفوظء سقف حقيقي مبني بقوة وأيد» مرفوع بعير عمدء 
وبأن النجوم إنما هي زينة هذه السماء الدنيا القريبة» المعلقة بين ذلك السقف وبين الأرضء وأن 
من فوق ذلك السقف ست سماوات أخرى لا يعلم ما فيها إلا الله» فليست النجوم منتشرة ملء الكون 
كله كما يزعم الطبيعيون الدهرية» ولم تخلق من أجل أن تنتشر وتتناثر على ذلك النحو المزعومء 
وإنما خلقت من أجل أن يهتدي بها الناس وتزدان بها السماء وترجم ببعضها الشياطين! هذا هو 
العلم الحق في أمر السماء؛» علمه من علمه وجهله من جهله! والقصد أن تفسير هابل تفسير غيبي 
محضء يتكافأ مع غيره من التفسيرات الممكنة عقلا تكافؤا تاما في إمكان تأويل كافة المحسوسات 
والمرصودات بما يوافقه! فبالله كيف يقال إن هذا "الاكتشاف" قد حول مسألة حدوث العالم أخيرا 
من الشك إلى اليقين؟؟ سبحان الله! وكذلك الشأن في دعوى الكوزمولوجيين أن درجة حرارة الكون 
كله ماضية في تناقص مطردء وهي دعوى مؤسسة على كوزمولوجيا الانفجار نفسهاء التي هي 
بدورها مؤسسة على التأويل سالف الذكرء ومؤسسة كذلك على تعميم فاحش وقياس مردود للكون 
بكليته على النظم الحراري المغلقة التي هي موضوع قانون الديناميكا الحرارية الثاني! ينقل 
الدكتور مزيدا من الأساطير الميثولوجية الطبيعية التي أسسها أصحابها بأقيسة واهية بعضها فوق 
بعض بشأن ماض متمحض في التغييب» ثم يقول بكل سهولة: "هكذا أجاب العلم عن القضية 
الفلسفية المعقدة حول هل الكون قديم أم حادث» فقال كلمته - التي اتفقت مع كلمة الدين كايا 
الكون حادث؛ وقد أصبح هذا المفهوم بمثابة حقيقة وبديهة علمية." قلت: يا سلام!! الله أكبر! وكأنه 
وحي السماء قد نزل! والمطلوب منا الآن أن نقول: "إذا وجد "العلم" بطل "التفلسف"! 
الأمر الملفت هو أن الدكتور لا ينتبه إلى كونه بذلك يناقض نفسه ويخالف قواعده التي حررها 
بنفسه في هذا الكتاب نفسه! أليس هو الذي قال (ص )٠‏ "كذلك عندما يأتي ذكر البرهان العلمي 
يتبادر إلى أذهاننا "البرهان العلمي التجريبي" وحسبء بينما التجريب هو أحد البراهين العلمية 
وليس بأقواها. أما أقواها فهو البرهان الرياضيء الذي كاد أن يستأثر وحده باسم البرهانء بينما 
صفحة | ١/17‏ 


يطلق الكثيرون على باقي البراهين اصطلاح "الدليل"؛ كما يسبق الدليل التجريبي في الحجية 
أيضاء الدليل العقلى." اه ؟؟ 
قلت: فإذا كان البرهان الرياضي والدليل العقلي أقوى من البرهان العلمي التجريبي على حد 
اصطلاحك أنت وتقسيمك أنت» فكيف يصبح تنظير الكوزمولوجيين المعاصرين ن التجريبي مقدما 
على جنس ما كان يستدل به المتكلمون القدماء من براهين عقلية ورياضية في نفس الأمرء رافعا 
للشك الذي كان يعتري أصحابها من قبل؟! ١‏ 
والعجيب أنه يقول قبلها في ص. 51: "ونتيجة لهذا المنهج العلمي الحازم» نجد أن العلم يتخذ من 
قضاياه مواقف موضوعية» يستجيب فيها العالم لما تقوله الطبيعة. بينما تعبر الفلسفة عن مواقف 
ذاتية ورؤى شخصية:؛ كثيرا ما تحمل تضاربا بين آراء الفلاسفة." اه. قلت: فهذا والله فهم سطحي 
للمنهج العلمي كما أنه فهم سطحي للفلسفة على السواء! يا دكتورء الطبيعة لا "تقول" شيئا! وإنما 
و لظن وتأويل وحن للنظير إلى نظيره | ! وأما الفلسفة التي تعبر عن د ذاه ورؤى شخصية 
الأوروبية لإطامه5و|أط5 ١جغأمءم41مه©‏ التي أفرزت رواد حركة مابعدالحداكة, ورؤوس 
الأيديولوجيات القيمية والسياسية التي لا أساس لها إلا أهواء أصحابهاء كماركس وسارتر ونيتشه 
وغيرهمء ولكن الأصل في الفلسفة (لا سيما في المدرسة التحليلية 73016100 عاغ/[1ةم6) أن 
الفيلسوف يتجشم عناء تقديم البرهان الفلسفي على ما يقول» وإن كانت الدعوى نفسها في غاية 
السخافة والسفسطة! فلا أدري من أين للدكتور بهذا التشخيص الهزيل والمقارنة الساذجة؟! ثم إن 
هذا الذي يسميه الدكتور بكل ثقة "بالمنهج العلمي الحازم" إنما هو منهج فلسفي محض على 
التحقيق» اتفق أصحابه في القرن التاسع عشر على أن يسموه ععمعنء5 813/31 بعدما كانوا 
يسمونه لإطام11050أط5 |123غ013» والعبرة عند العقلاء بالحقائق لا بالأسماء! وهو منهج يستصحب 
أصحابه مقدمات كلية كثيرة لا توصف عند الخبراء إلا بأنها مقدمات فلسفية! والعجيب حقاء أن 
الدكتور نفسه سجل اعتراضه على بعض تلك المقدمات الكلية في الكتاب» ناقلا كلام "روبرت 
شيلدريك"؛ واعترف بأنها ليست مما يمكن إثباته أو نفيه من طريق العلم الطبيعي نفسه؛ وأن 
الطبيعيين يلزمهم التخلص منها إن أرادوا أن "يحرروا العلم"! 
يا دكتور» الفلاسفة الطبيعيون القدماء (قبل القرون الستة الآأخيرة) كانوا يمارسون منهجا علميا 
حازما أيضاء كانت فيه كافة أصول وكليات المنهج المتبع حالياء سواء في دراسة الفلك أو في 
دراسة الظواهر الفيزيائية المختلفة» ولسنا في حاجة إلى ضرب المثل على ذلك! وجميع القوانين 
التي توصلوا إليها - وبعضها لا يزال معتمدا إلى اليوم - كان اسمها حينها "الفلسفة الطبيعية" 
وليس "العلم الطبيعي"؛ على ما فيها من تجريد رياضي ونمذجة جيومترية ومشاهدات فلكية 
وتجارب معملية .. إلخ! وكان في موضوعات صناعتهم دعاوى جدلية تأويلية كما كان فيها مسائل 
استقرائية صريحة» كما هو الشأن اليوم ولا فرق! فهذا التفضيل المعرفي المجمل السخيف والتمييز 
الموضوعي المتكلف الذي تولى كبره في الفرن الماضبي "برترائد:راسل" بين العلم النظامي يكليته 
ععمعأء5 3ط أاماء015 والفلسفة النظامية بكليتها لإاامه55اأط5 /31م1امأء015» لا حقيقة له 
إلا في ذهنه هو ومن وافقه! والواقع يشهد ‏ في أعين الدارسين المتابعين على الأقل - بأن أكثر 
الناس كلاما في المنابر الإعلامية الغربية في عصرنا هذا في الفلسفة عامة وفي الميتافزيقا خاصة. 
هم الفيزيائيون والكوزمولوجيون ومن شاكلهم (على جهل فاضح باللوازم والمقتضيات الفلسفية 
000 وخفة ظاهرة في العقل غالبا)» وليس الفلاسفة المتخصصون! 
ويحق لنا حقيقة أن نتساءل» من أين يأتي الدكتور بأحكامه على القطعية والظنية والاحتمالية وهذه 
المعاني؟! فهو يقول في ص. ٠"‏ , تحت عنوان "إدراك الحدث الأول مستحيل علميا"؛ ناقلا كلام 
بعض الفيزيائيين: "يقول تشارلز تاونزء عالم الفيزياء الأمريكي الحاصل على جائزة نوبل عام 
4 - لا شك أن السوال عن بذاية نشأة الكون سيظل دون إجابة غلمية» لذلك أعتقد أن هناك 
حاجة إلى التفسيرات الدينية الغيبية» ومن ثم فإنني أؤمن بالإله الذي خلق الكون." اه. 
صفحة | ١816‏ 


قلت: فبدلا من أن يفيدنا الدكتور - هداه الله - بنقد المنطق الذي به قال هذا الفيزيائي بالتفريق 
الإيستمولوجي:الصارم .يي ذلك الكسسن' الضتيل من أول. كانية. في "نشأة: الكون". وبين بفية 
الأسطورة الميثولوجية التى نسجها الطبيعيون فى نشأته الارتقائية المزعومة:. النقد اللائق به عقلاء 
نراه يفرح بالكلام ويوهم نفسه بأن له فيه وفي مثله حجة بالغة على الملاحدة العربء لا ترد ولا 
يشق لها غبارء والله المستعان! فيعقب قائلا: 
إن هذه المقولة تطرح سؤالين» هل إدراك بداية البداية أمر مستحيل علميا حقا؟ وهذا 
سنجيب عنه الآن. والسؤال الثاني: هل التفسير الوحيد المقبول لنشأة الكون هو القول 
بوجود الإله؟ وهذا ما سنطرحه للمناقشة طوال الفصل. إذا أردنا أن ندرك الحدث 
الأول في نشأة الكون» علينا أن نفهم ما حدث في أول (واحد على عشرة أس ثلاثا 
وأربعين) ثانية من عمر الكون! وهذا أمر تعتريه صعوبة علمية يستحيل تجاوزها! فقد 
كان الكون في بدايته رهيب الكثافة رهيب الصغر! في هذا الحجم لا متناهي الصغر 
تكون فيزياء الكم هي العاملة» ومن ثم يحكمنا مبدأ اللاحتمة لهايزنبرج» أي أن الذي 
يحكمنا هو الاحتمالية وليس القطع. ومعنى ذلك أن تصبح قدرتنا على تحديد القياسات 
الفيزيائية (مثل طاقة الانفجار وسرعة تمدده وأبعاده) محدودة. ومن ثم يظل هناك 
غموض لا يمكن تحاشيه في سلوك الكون الوليد في ذلك الحين. 
قلت: فيا دكتورء إن المبدأ المعرفي الذي جرأ الطبيعيين على اقتحام مسألة "البداية" (التي هي 
غيب حكن بالضرورة) بالتنظير والافتراضن الغيابتي من قبل» هو نفسه الذي يجرئهم على "بداية 
البداية", و"بداية بداية البداية" كذلك إن شئتء؛ وعلى كل ما قبل ذلك وما وراءه ولا فرق! آفة 
الآأفات ومصيبة المصائب هي أن كل شيء في دين القوم قابل للتفسير الطبيعي بلا حد ولا قيد! 
وعاداك 2 لأنهم "طبيعيون" دينا واعتقادا! الطبيعة عندهم هي كل شيء»ء وهي سبب كل شيء» 
حتى إنها هي السبب في وجودها هي نفسها! ولهذا فمهما قالوا بالانفجار أو بالنشأة التطورية للكون 
على أيما صورة تصوروهاء فهم مثبتون لأسباب طبيعية أفضت إليه لا محالة! هذا هو الأمر الذي 
يجب أن يفهمه الدكتور وأمثاله» قبل أن يغرقوا المسلمين في الضلال والزندقة من حيث يحسبون 
أنهم يحسنون صنعا!! هؤلاء ما قالوا بالانفجار والتوسع وذلك التفصيل الخرافي بالغ الدقة الذي 
انتهوا إليه في ذلكء إلا بناء على نفس المبدأ المعرفي الكلي الذي حمل سابقيهم على القول بقدم 
العالم! فإذا كان قد شاع في الوسط الأكاديمي قبول تفسير هابل لما شاهده في مرصده بأن الأجرام 
كلها ماضية في التباعدء وقياس ليميتر الذي به طرد ذلك التغير المزعوم في عمق الماضي حتى 
وصل به إلى نقطة أولىء فلابد أن يكون النظام الطبيعي هو الذي أجرى تلك القصة كلها من تلك 
النقطة المزعومة وإلى يومنا هذا على نحو ما زعمواء وهو كذلك الذي به تعلل تلك الفردية 
المزعومة نفسها بالضرورة: ولا فرق! فالمبدأ المعرفي عندهم واحد: لا سبب إلا السبب الطبيعي» 
ولا تفسير لأي حادث من حوادث الوجود من الأزل وإلى الأبد إلا التفسير الطبيعي» الذي يؤتى 
به من طريق قياس كل غائب على ما في الشاهد» إذ ليس في الماضي إلا الحوادث الطبيعية 
5 مع |3 !١13‏ فمن كان منهم قد بقي في نفسه ميل إلى دين الآباء كذاك الفيزيائي الذي نقلت 
كلامه؛ فلعله إذا فرغت جعبته من الفرضيات القياسية التي يمكنه استخراجها جريا على النظريات 
السائدة بين الفيزيائيين في عصره؛ لعله إذن أن يتفضل على أهل ذلك الدين بالسماح لهم بأن 
يضعوا ما يحلو لهم من "ت تفسيرات دينية غيبية" في ذلك الحيز الذي لم يزل هو حائرا فيا فإذا 
و ا ل 0 ق لها أن لقيت 
رواجا وقبولا بين الأكاديميين» كأن يستعين بعضهم ببعض هذرمات الفيزيائيين في مسألة الجاذبية 
الكوانطية 6131136100 017اغ0030 مثلاء فلن يجرؤ حينئذ على أن يقول إن السؤال "سيظل 
بدون إجابة علمية"» بل سيتعين عليه - على مذهبه المعرفي الذي يجب ألا يخفى على مثلك! - 
أن يقبل "الإجابة العلمية المعتمدة" /باع1/1 060زعع86» ويستغني بها عن "التفسيرات الدينية 
الغيبية" في تصوره الكوزمولوجي بالكلية! 
صفحة | ١/0‏ 


وأنا لا يعنيني مذهب الفيزيائي المذكور في الحقيقة ولا أبالي به وإنما يؤسفني ويؤلمني ما أخذ 
الدكتور المسلم يعلمه للجهال من شباب المسلمين» وهو يرى أنه ينقذهم من براثن الإلحاد» ولا 
حول ولا قوة إلا بالله! قوله: "في هذا الحجم لا متناهي الصغر تكون فيزياء الكم هي العاملة» ومن 
ثم يحكمنا مبدأ اللاحتمة لهايزنبرج؛ أي أن الذي يحكمنا هو الاحتمالية وليس القطع؛ ومعنى ذلك 
أن تصبح قدرتنا على تحديد القياسات الفيزيائية (مثل طاقة الانفجار وسرعة تمدده وأبعاده) 
محدودة. ومن ثم يظل هناك غموض لا يمكن تحاشيه في سلوك الكون الوليد في ذلك الحين" قلت: 
يا دكتور لا فيزياء الكم ولا فيزياء الكيف ولا أي فيزياء يصح للعاقل المسلم ديق الأطتاين هف أن 
يخضع لها الحوادث الأولى التي خلق الله بها السماوات والأرض! نحن المسلمين نؤمن بأن الله 
تعالى أوحى في كل سماء أمرهاء وأمضى فيها وفي الأرض نظامهاء على نحو غيبي مطلق 
التغييب لا يعلمه أحد سواه سبحانه؛ ولا قياس له على شىء مما فى عادتناء كما هو الموقف 
الصحيح عقلا وشرعا من سائر الحوادث التي جرت في أيام الخلق الستة» وورد ذكر بعضها 
إجمالا في الكتاب والسنة! فالذي يؤمن بأن للكون خالقا هو الذي صنعه وركب فيه نظامه» هذا 
يتعين عليه ألا يقبل من الطبيعيين - من حيث المبدأ المعرفي نفسه - تكلفهم البحث من طرقهم في 
الكيفية التي حصل بهذا ذلك الصنع والتركيب؛ لأنهم إذن يتعدون حدودهم وحدود الآلة الطبيعية 
نفسهاء يخوضون في أفعال هي من أخص خصائص الربوبية التي يقطع العقلاء بأنها ليس لها 
نظير تقاس عليه في تجربتهم البشرية! فإنه ليس في العقل ما يجيز لمن يقول بحدوث الطبيعة 
ونظامها معهاء أن يلتمس تفسيرا طبيعيا لذلك الحدوث نفسه! عطغ+ 408 1050غ303اماع اهب3لا 
؟اع5] 36م 04 مأعنءه! والمقصود بالحدوث هنا هو كل ما كان من حوادث في أيام الخلق» 
قد تمت في اليوم السادس وأخرجت ذلك العالم الذي نعرفه؛ بنظامه المحكم الذي ما زلنا نحبو 
حبوا في محاولة استكشافه! فليس من تلك الحوادث كلها ما يجوز في العقل المسلم المستقيم أن 
يوصف بأنه "طبيعي" |62 ل1/3» حتى يستجاز استعمال آلة العلم الطبيعي في البحث فيه؛ فافهموا 
هذا يرحمكم الله؛ فإنه هو الفارق العظيم بين نظام المعرفة ومصادر التلقي المعرفي عند المسلمين 
في تلك البابة» ونظرية المعرفة عند الطبيعيين الدهرية! الخلاف ليس في حادث أو حادثين» وليست 
المشكلة في "بداية البداية" على حد عبارة الدكتور هداه الله محل النزاع بين المسلمين وبين 
الطبيعيين أعظم من هذا على التحقيق؛ والله المستعان! 

سلوا الدكتور إن شئتم: ما معنى قولك إن الاحتمالية هي التي تحكمنا في تلك اللحظة الأولى 
المزعومة (التي يسمونها بزمان بلانك) وليس القطعية» هل المقصود بالحكم هنا تقرير لواقع 
إيستمولوجي أم تقرير لواقع أنطولوجي؟؟ فإن كان الكلام في إبستمولوجيا الكوزمولوجيين» فمتى 
كانت نظريات الطبيعيين في غير تلك اللحظة من ميثولوجيا النشأة الطويلة عندهمء "قطعية": 
وعلى أي أساس بنيت أنت الزعم بتلك القطعية» ومن منهم هم أنفسهم يوافقك عليه؟؟ وإن كان 
الكلام في الأنطولوجياء فبأي عقل يُقبل زعم من زعم أن الواقع الكمومي احتمالي» أي في الأعيان 
لا في الأذهان؟؟ الواقع هو الواقع» الشيء إما أن يكون موجودا أو غير موجودء والحادث إما أن 
يكون جاريا أو غير جار. وإنما يوصف بالاحتمالية» حكم الواحد منا بشأن الواقع والحالة التي هو 
عليهاء فتعلو احتمالية حالة دون حالة بالنظر إلى الاستقراء والعادة» فيكون الترجيح المعرفي إذن 
ترجيحا احتماليا! أما أن يقال إن الواقع نفسه ليس الشيء فيه موجودا ولا غير موجود. أو لبست 
قطة شرودينغر حية ولا ميتة داخل الصندوقء وإنما هى أحوال متساوية احتماليا فى الأعيان» فلا 
يترجح أحدها على الآخر إلا إذا حصل الرصد أو القياس» فهذا هذيان وخرف لا نقبله ولو اعتبره 
الفيزيائيون أكمل العقل وأحسنه! 


١/87 | صفحة‎ 


كلية ومنبجية خفية مفادها أن كافة حوادث الماضي لابد وأن تكون قد خضعت 
لأسباب "طبيعية" نوعاء ما جعل لما سماه "بالعام ''كلمة في هذه القضية من الابتداء» 
ذلا مدخل لإطلاق قباس هابل في دعواه تباعد الأجرام السماوية» يطردونه في جحمة 
المضي بلا حد ولا نباية كما صنع جورج لميتر» حتى أوصلوه إلى تلك الفردية 
المزعومة» إلا بناء على تلك المسلمة! هذه المقدمة الكلية الخفية هي ما يسميه الفلاسفة 
بالطبيعية المنهجية <وذلةنغ22 [مءنع2/6500010: الني هي مصدر التلقي 
000 ل ل 0 
ستصحببا الطبيعيون قبل ظهور تلك النظرية في النصف الثاني من القرن العشرين 

ا قالوا بناء عليها بقدم العالى أو بالكون الثابت »5ء«نمتآ ع6ه5 الذي 
لا يتطور ولا يتغيرء من الأزل وإلى الأبد! ولهذا ل ير الدهرية إشكالا على الإطلاق 

في القول بحدوث تلك الهبئة التي نعرفها للعالم من ذلك الطريقء لأنه - مع ذلك - 
ا حادثا طبيعيا 9 مسبوقا بسبب طبيعي لا محالة! فإذاكان جنس الأسباب 
الطبيعية قد بتي على اطراده في جحمة الماضي إلى الأزل (وهو ذاك الفرض الخفي الذي 
لولاه ما قيل بالنظرية من الأساس). فسواء فيل بأن ثمة عملية 00 
جرت قن :| حوس سن ا واه بأنه لى تحدث 
تلك العملية البتة وانما بتي العالم على حاله هذا من الآزل» فسيبقى الأمركله "طبيعة" 
في "طبيعة" على أي 0 وهو المطلوب في دين الطبيعيين! وإلا فهل يزع الدكتور 

أن الطبيعيين ليس إدييم تفسيرات طبيعية محضة (نوعا) لظهور تلك الفردية المزعومة 
نفسها في مبتدأ الأسطورة الانفجارية» ثم لانفجارها المزعوم؟ أو للدقة: هل يزع 
امتناع التوصل إليها بالافتراض التفسيري من طريقهم؟ لو زعم ذلك لقلنا له: أنت 
أجنبي عن منهج البحث الطبيعي عند الكوزمولوجيين» وحسبك بالكلام في علوم 
الطب التي أنت أستاذ فبهاء إن أردت أن تنفع الناس! 


١/1 | صفحة‎ 


لقارئ الكريم؛ ل 00 اختزاليتهم الوجودية, 
الما نارح إلا ا 2 م 
سالك فيه جادتهم وطريقتهم التي زعم البراءة منهاء واللّه المستعان ولا حول ولا قوة 
إلا باللّه! 


ثم قال الدكتور تحت عنوان "المذهب الطبيعي والمنبح الطبيعي" (ص. / 
ن المذهب الطبيعي (الفلسفة الطبيعية) فلسفة لا تؤمن بإله أو 
وجود لح الطبيعي "منبح علمي" لا يحتم 0 
الطبيعية التي هي نظرة إلحادية لطبيعة الوجود, - 7 بالإله يتبع 
لبج الطبيعي في دراسته للوجودء إذلك فالعام الحقيقي وإن لم يتعامل مع 
الإله وما فوق الطبيعة فإنه لا يتدكر لما. وقد 3 1 الطبيعي بشكل 
مباشر وقوي على بلية 00 العلمية» فصارت تستفي معلوماتها من 
المصادر الرياضية والتجريدية والعفلية والمفاهم البديبية الصحيحة» وترفض 
الغيبيات» كا أ أصببحت مخ ر جلها لا تشهل على ++ تفسيرات غيبية كوجود الإله. 
والمحصلة أننا نتحدث عن منبح طبيعي يتبنى أصحعابه المذهب الطبيعي 
الفلسفي وهم الملاحدة» ومنج طبيعي لا يتبنى أصحابه المذهب الطبيعي, 
وهم المؤمنون. 
قلت: هذا التفريق المصطنع بين "الفلسفة الطبيعية" أو المذهب الطبيعيء وبين ما 
يسميه با مدبج الطبيعي» يدلك على امم 
ا ادبن لطي و لمر انين 


١8/7 | صفحة‎ 


فالدكتور يقول قبل هذه الفقرة مباشرة في نفس الصفحة: "ومن أهم إيجابيات المذهب 
الطبيعي أنه يضع حدودا واضحة بين العم الحقيتي والخرافات» فهو يفرق بين علوم 
القضاء وبمارسات تلتبس معها كالتنجم وبين الكهياء والخمياء. كذلك دفع هذا 
المذهب إلى تحاشي الكسل العلمي وبتفسير كل الظواهر بأتبا من فعل الإله." اه 
قلت: فالمزهب الطبيعي على هذا | الكلام له إيجابيات» وبعصم أصعابه من الخرافات 
ويقي من الضلالات والتوعيلةت ولكزه نه مع ذلك - ويا لله العجب! - هو مذهب 
الملاحدة» كا يقرره الدكتور في قوله "منهج طبيعي يتبني أصحابه المذهب الطبيعي 
الفلسفي وهم الملاحدة"! ثم ينقلب الكلام إلى الثناء على "الممبج الطبيعي" الذي يبدو 
أنه يقصد به الطريقة التجريبية 2/1604 ©15]مءك5, ولكنه مع ذلك عندما يضع 
المصطلح الاكليزي الذي ترجمه هو بقوله "البح الطبيعي". فإنه يقول: 
دسكتلهتدآ]8 لمءنعه1[ه0هط]»8: التي تعني في الحقيقة "الطبيعية المهجية" 
وليس "انبج الطبيعي": أي منهج الطبيعبين القائلين بالدهرية الطبيعية في البحث 
في الحسوسات وفي طبائع ادشيادا 

واحق ان أي مبتدئ في فلسفة العام يدري تام الدراية أن المصطلح عالكتتمعن5 
لمطغع 1 والمصطلح حمكتلة ةلم ا لا يطلقان على المسمى 
نفسه إلا عند الدهرية الطبيعيين القائلين "بالفلسفة الطبيعية"! فى) ببنا في الباب 
الأول» فإن الدين الطبيعي أو الفلسفة الطبيعية تقوم على ركنين» أحدهم| يقتضي 
الآخر منطقيا: الطبيعية الأنطولوجية دمدذلهعتطدل8 لهوءكج10هغم0 والطبيعية 
المبجية دو نلهدغة1! [هعنع0010ه0طغ»8/1. فالطبيعية المنبجية لبجية التي سماها الدكتور 
تلبيسا أو تخليطا بالمبج الطبيعي ال 0 
ب ا أن أي حادث محسوس أو 0 


١89 | صفحة‎ 


عنمو" لم ناز قنع بدراية قور ليان ابول والعن لايع "لوا 
فيكون السعي في طلب التوصل إلى ذلك التفسير الطبيعي» هوكل ما يمتاج إليه 
الإنسان لمعرفة سبب تلك الظاهرة أو ذلك الحادث. وقد معي بالطببعية المنهجية لأنه 
منبج الطبيعيين القائلين بأنه لا وجود لشيء وراء الطبيعة على الإطلاق! فهو مصدر 
التلقي المعرفي الملازم للملة الطبيعية الدهرية كما ببنا في الباب الأول من هذا الكتاب. 
الدهري الطبيعي هو الذي يقول بالسببية الطبيعية المغلقة (وجوديا)» أو بأنه لا سبب 
لآ الس يه ومن 3 بمنع من الّاس أي طريق (معرفيا) لتفسير أي حادث 
بقع ف العالم ااذه لتفسير الطبيعي دمغ ةصدامحاظ لدسدطدآ8! أي أنك يا سعادة 
الدكتور امحترم ينبغي أن يكون الكفر بالغيب والتكذيب با فيه والقول بأنه لا موجود 
0 لا الطبيعة» هو اعتقادك ومذهبك الوجودي (اعتقادك بشأن الواقع الخارجي) 
أرقف ألا تقاض باعطاقاف لتليييةة اليف 12111 
:هل فافهم هذا ولا تلبس على الناس! 


فالذي يقال له "م: منبح علمي" على التحقيق ما عند الباحثين في الطبائع والتجريبيات, 


0 هوا لطبيعية المبجية جد2[115نتة1! يه وانما هو الطريقة 
0 ببية 600طغع2 عقلتغخمعءك5 إذا ما ضبطت بالضوابط المهجية 


قول الدكتور: "وقد انعكس المهج الطبيعي بشكل مباشر وقوي على بنية النظريات 
اليك فضا رك افيتان يداوماا عن لصاف الرياظية والتجروية والنقلية:والناهية 
اندي حيط بورض القيات. 8 ايدة ز يز يالا شل دل الشيرات 

غيبية كجود الإله." قلت: هل هذا الكلام تقرير لمعيارء أم تقرير لواقع؟ بعبارة 
أخرىء هل هو وصف للطريقة التجريبية 3/6104 ع/امءك5 كا ينبغي أن 


١56 | صفحة‎ 


تكون» ولما يرجى لها أن تنبته من رة معرفية إن جرت على النحو الصحيحء أم أنه 
وصف لما هو واقع عند الطبيعيين الآن من أثر استمالها على نحو ما هم عليه من 
ذلك؟؟ لا نفهم من قوله "وقد انعكس ... على بنية النظرياتء» فصارت تستتقي ... 
وأصبحت مخرجاتها ... !ل" إلا أنه يقرر ما يزعمه واقعا! وباستحضار ما تقدم من 
الدكتور تقريره من اعتبار الاتفاق الأكادمي الطبيعي حجة قاطعة في أيما باب اتفقوا 
فيه فإن كلامه هذا يعد - إذن - تسويغا وتحسينا للمسلك المتبع إجالا في بناء 
جميع النظريات التي لقيت رواجا أكاديميا بين الطببعيين في القرنين الأخيرين! 


وهنا نسأل الدكتور - هده الله - ونقول: أليس الانفجار الأعظم المزعوم حادثا غيبيا 
محضا؟ آلسنا نقطع بأن الوقوف على مشاهدته أو مشاهدة نظير له. ما ينقطع الرجاء 
فيه البتة؟ فلاذا لم ترفض ' 'بنية النظريات العلمية" (ولا تسأل ما هذا!!) الجارية على 
"المنبج الطبيعي", مبداً وضع افتراض تفسيري في تلك المسالة مع أنها من "الغيبيات" 
الحضة ؟ الس المنة لمنشاً الأول جميع الأنواع الحية على الأرضء حادثا غيبيا محضا؟ ألسنا 
قط ينا م ون رى حا تعلق به مع الأاع احية على الأرض؟ لاا قلت 

بذية النظريات العلمية" هذه مبدأ ل د لبيك اكد 
لأمر عندهم كا تزع من رفض الغيبيات البتة؟؟ وأي شيء يكون الزه 
الأينشتايني الذي يعتقدون أنه يملأ الكون كله من أوله إلى آخرهء 0 
وينخرم ويؤثر في حركات الأجسام ويتأثر بهاء إن ل يكن تفسيرا غيبها (نوعا) 
للجاذبية؟ ؟ بل الست الادة السوداء المزعومة 2عغ1/186 210211 ا 
بأها فرضية وهميةء هي من افتراض الغيبيات الحضة في التنظير الطبيعي؟ ؟ ألست 
أنت من قلت في فصل متقدم من نفس الكتاب (ص. 7 "هيدنا ددن 
العلماء أن مقدار الجاذبية بين ا فقويو ا اق لاوا اخراتف انضرا 


١91١ | صفحة‎ 


(دون دليل) وجود مادة سوداء نعجز عن رضذها! كذلك عتدنا اكنشف العلاء أن 
سرعة تهدد الكون في تزايدء افترضوا (دون دليل) وجود طاقة سوداء لا يمكن رصدها 
كذلك!” اه. قلت: ألست هذه الفرضيات التى توهها أنت وتراها "دون دليل". 
محلا معتبرا للبحث والتنظير في أكاديميات الطبيعيين» معدودا عند أصحاب الدوريات 
0 0 علا ضييها لا غبار “عليه ؟ 3 هذه 00 0 0 "وقد 
نستقي 000 من 00 الرياضية. 0 م 

الصحيحة». وترفض الغيبيات:. كما أصبحت مخرجاتها لا 0 عل تفشيرات 


][] ٠“ ٠ 


ألست أنتء يا دكتورء من قررت في نفس الكتاب أن العلم الطبيعي يحتاج إلى 
إصلاحء وأن ن نيج الذي يتبعه الطبيعيون أصبح الغالب عليه أنه يجري خلف 
أيديولوجيات ماديةء ف فتصبح النظريات هي | التابعة ل مع أنه كان يفتزض 
ا لست أنت من سقت إلينا كلام روبرت شيادريك الذي ينتقد فيه 
ما نسميه أنت هنا "ببنية النظريات العلمية", معلنا موافقتك إياه في كل فقرة؟ ؟ 
سبحان اللّه! 


أما مجازفة الدكتور واطلاقه القول بأن "العام" يتوافق مع "الدين" (هكذا) توافتا 
جذريا عميقاء فأي علم تقصد يا دكتور وأي دين تحديداء وما معنى التوافق العميق 
هذا؟؟ يقول (ص. 89): "نحن ندعي أن هناك توافقا عميقا حقيقيا بين الدين وجذور 
العلم. وينطلق ادعاؤنا هذا من أن كل العلوم تقوم على قناعة محورية واحدة» وي 
أن الكون "منظم" (......) وبدون هذه القناعة ماكان لدم أن 00 5-7 
و هذا ليس توافقا بين "الدين" وجذور العامء هذ توافق بين البداهة الأولى» 


١97 | صفحة‎ 


ل ل ل 
الذي يثبت توافقه مع "العام" (هكذا) بمجرد هذه الحقيقة؟؟ سبحان الله! دين 
البوذيين مثلاء في تلك الفرقة منهم التي لا ترى للكون صانعا بالغيب أصلاء هل 
بتوافق هذا مع أصول العلم على إطلاقك الفاحش؟ لا يجوز اع الدين بهذا 
الإجال والإطلاق الذي اعتاده الفلاسفة واللاهوتيون يا دكتورء لأن الأديان والملل 
ليست سواء في الاعتقاد والمنبج وفي تفصيل ما جاءت به نصوصها من أخبار الغيب! 
والأديان التي تتفق في مبدأ إثبات صانع ما لهذا العالم» لا تتفق على إثبات صفاته 
وأفعاله» ولا تعبد نفس الإله! ثم إن الدهرية الطبيعية نفسها دين (بل أديان وملل 
ونحل شتى ك) فصلنا الكلام عليه في الباب الأول من هذا الكتاب)» فا ثمرة تقرير 
الدين (هكذا) يتفق مع أضول "العام" هكذا؟ ؟! ثم إن للدين علوما كذلكء: ها 
ثبتت صحة نسبته إلى رب العالمين من خبر عن الغيب وما فيه عند أهل الدين الحق» 
فهو علم قطعاء وهو أرق العلوم وأعلاها على الإطلاق! فنحن المسلمين أهل علم بما 
أخبرنا به 0 العام الأعلى والأرق حقا وصدقاء 
وخصومنا هم أهل الدين الفاسد حقا وصدقاء دين الطبيعيين الدهرية» فتأمل! 


ثم إن هذا المسلك الإجالي في الكلام عن "الدين" هو من أعظم منابت الإرجاء 
عند أهل الكلام والله المستعان! يختزل الدين والإيمان في مجرد التصديق بوجود 
الصانع وبأنه مستحق للكالات ونحاسن الصفات» لأن ذلك التصديق يصبح - من 
فرط ما يغرق فيه هؤلاء من السفسطة الفارغة والخصومة والجدل البيزنطي - هو 
منتبى المراد وغاية المرامء وذروة سنام عام الكلام! فتنقلب بداية الدين نهاية» ويصبح 
بعاية الأول ومبدؤه البدهي الفطري عند العقلاء الأسوياء مطلبا عزيزا بعيد المنال 
عند هؤلاءء ولا حول ولا قوة إلا باللّه! 


١91 | صفحة‎ 


من الواضم أن الدكتور تأثر في هذا المسلك (الكلام المجمل عن الدين» لا سها القول 
بأن أصل الدين يتفق مع أصل العام) بمناظرات بعض اللاهوتيين النصارى المنتشرة 
على شبكة الإنترنت لدوكئنز ودينيت وهاريس وغيرهم, لا سها عام الرياضيات 
المففلسف لايرو العتورن' لبدو كن" لذن كينق كتترا خول انالك الممسالة! مع أنه 
لبس في أهل الملل والطوائف في الأرض من يرى أن العالم فوضنوي عشوائي لا نظام 
له ولا سَنْن فيهء ولا يمكن للعقل البشري أن يفهمه! والدهري يقول بهذا كما يقول به 
غيره» فإذا أراد أن يفسرهء فسسره بناء على ميتافزيقاه الفاسدة» أننا اتفق لنا اتفاقا 
اميدق أ كا مطل لاسن ان رايت اضيا 


ثم يقال هنا: دعنا نفترض أن كان هذا العالم غير قابل للغذجة الرياضية» أو بعبارة 
أدق لم يخاق الله عقولنا بحجيث تقدر على ذلكء وكانت له حكمة أخرى من خلقنا 
فيه لا تقتضي تمكيننا من ذلك كا هي حكمته سبحانه من خلق العجاوات والدواب 
مثلاء أفيكون ذلك دليلا على أن العالم لم يخلق أو لم يكن له صانع بالغيب» أو أنه 
كون عابث ليس له في نفسه نظام يضبطه؟؟ مجرد حقيقة مخلوقيتنا ووجودنا في هذا 
العام مع ما هو ظاهر في ذلك الوجود بداهة من افتقارنا والعالم بكليته إلى من يقوم 
بنا كل شيء فيهء هذه تدل دلالة فطرية بدهية على أن له ربا قيوما تنتبي إليه 
أسباب كل شيء! فلا يحتاج العقلاء إلى أن يكونوا رياضيين كجون لينوكس حتى 
يظهر لهم أن العلم الطبيعي ماكان ليكون ممكنا لو لم يكن العالم مخلوقا مريوبا! 
تشبيه الأفعال على طريقة هه6ء4 عصذوة2 اللاهوتية عند الدكتور عمرو 
شريف» وعدوانه المبين على كلمة التكوين! 


قال الدكتور في مقطع فيديو له على اليوتيوب بعنوان "فيزياء كن فيكون" (وحسبك 
عنوان المقطع استقزاا لكل مؤمن عاتل!) 


١94 | صفحة‎ 


من المفاهيم الشائعة دينياء والألفاظ المستخدمة» "السنن الكونية" سنن 
ا وان ربي عز وجل ببدير هذا الوجود بسلنه 
الكونية المي احنا بنقول إن هي قوانين الفيزياء» وقوانين البيولوجياء وفي 
لمم لاه الموضوع 
في اللقاء القادم الأخير. إذا كان ربي ببدير بكن فيكون» وفي الوجود هنا 
في عالم الشهادة بيدير بالسنن الكونية» فأنا يعني ابتدعت اصطلاحء 
باقول فيزياء كن فيكون! كن فيكون لها فيزياء لما تيجي تتطبق في عالمنا! 
بيولوجيااك فيكون» التطورء لما تيجي كن فيكون تشتغل في عاخنا! إيه. 

هانتكلم في هذا الموضوع. 
قلت: المد لله الذي أشهدك على نفسك بأنك قد "ابتدعت" في دين رب العالمين 
وفي عقيدة المسلمين» سأل | لله العافية! أنا لا أدري حفيقة من أين جاء الدكتور 
هذه الجرأة على ربه جل وعلا! لم يفكر حتى في أن يسميها "ميتافزيقا كن فيكون". 
بل أبى إلا أن يجعلها "فيزياء كن فيكون"! فصدق الذي قالء بأبي هو وأي: إذا ل 
تستح فاصنع ما شئت! ولا تجب في أن يشكل هذا الأمر أعظم الإشكال وأعوصه 
على من آل به منبجه إلى انغلاق القوانين الطبيعية على ما تجري عليه من الحوادث 
0 على قياس الماكينة الكونية أ 0 0 أبما قياس ميتافزيقي هابط 
كود اسن - مرا ايعاو كار يهاس 
السنن الكونية والسيبية إلا أن تكون هي قوانين الطبيعة التي أكتشنها 
اشم لا ويس مك لا شه ف ةلاجر عل د 
القوانين والأسباب نفسها! يعتنق ذلك الاعتقاد الميتافزيقي الدهري الكلي وهو - مع 


١90 | صفحة‎ 


را 
فيالله العجب! ثم ن كان هذا دينه» فلا يملك إلا أن يتقرمط على الخلق بكلمة التكوين 
الذي استفاض القرآن بذكوه» كما في قوله تعالى: ((إِنّما مَْلَا ِنَيْءٍ إِذا أََدنَاهُ أن تُقُولَ 
هُ كن فَيَكُونْ)) [النحل : ]2٠‏ ]» يتأوله تأولا ميا يخرج به به من اعتراض الطبيعيين 
السخيف الذي يوردونه على كل من يثبت سببا غيبيا في | لعالم! فيقول: 


الفكر المادي بخصوص 00 0 فا اللسمنة 0 أسعييته منود 
د ا إيه ؟ يعني واي 
براهء ولا حاجة تخرح من جواه لبراهء إحنا ما نعرفش براه إيه! إنها فيه 
منظومة انغلاق مافش حاجة تدخل ولا تخرح. انغلاق ماديء لا مادة 
ولا طاقة تدخل ولا تخرجء انغلاق معلوماتي» مافيش معلومات تضاف 
على الكزا ل كرومو طلاق سد اعسية لكو كله بر نلا 
يسمح بالتدخل في مسارها. هذه منظومة الانغلاق الثلاثية التي يتبناها 
الا ديو : ويضيفوا في ضوء هذا الكلام, ليس هناك مجال للإله يتدخل» 
أصل لو تدخل بمعلومات أو خرق أسبابء هايختل توازن الطاقة في 
الكون» أو في المكان أو في البيئة اللبي احنا فيها! بس احنا ما رصدناش 
الكلام ىف نط شط ري الساعة! والأرض منضبطة زي 
الساعة» يبقى مافيش مجال للتدخل من خا خارج إلى داخل! 

قلت: الانغلاق السببي يأ دكتور عتتاوه1ن 2311531 ملازم لتلك الانغلاقات 

الأخرى التي أحدثت فيا تفصيلا لا وجه له! ثن قال بأن العام مغلق ماديا (أي لا 

مادة ولا طاقة تدخل ولا تخرج» على حد عبارة الدكتور)» فقد أغلقه سبيها بالضرورة 


١97 | صفحة‎ 


إذ يلزم إذن القول بأن الكون نظام ثيرموديناميكي مغلق 010561 
عور لمءعنسحصررلمصصعط1. لا تحدث فيه المادة إلا من المادةء ولا الطاقة 
إلا من الطاقةء بل ولا يحدث فيه شيء إلا بأسباب المادة والطاقة (نوعا) وهذا هو 
الانغلاق السببي اللابلاسي بحذافيره! ولهذا لم نر عند الفلاسفة كلاما على الانغلاق 
ولا على الختقية إلا في معنى السببية! ولكن لأن الدكتور يريد أن يلس طريقا ينبت 
ق تلك المكئنة الكونية على قواننها الطبيعية إجالاء وفي نفس الوقت يفتح 
معه بابا لعمل ا أجزاء تلك المأمنة» على نحو لا ترد معه تلك الشبهة 0 
ذكرهاء لم يجد إلا أن بتكلف التفريق المتنطع بين وجه من وجوه الانفلاق المزعوم 
يثبنه» ووجه آخر ا لدة إن إثبات أي تدخل في الأسباب من خارج 
العام من شأنه أن يكسر سلطان القوا نين الطبيعية عليه ومن ثم تنهار توازنات المادة 
والطاقة وينفرط عقد النظام الس الشهة في نفسه جداء حتى 
جعلها "التحدي الأكبر الذي يواجه المتدينين"! كيف يفكرون في طريقة يجدون بها 
دورا لربهم في تلك الماكنة المغلقة المتوازنة المستغدية عن أي سبب غيبي؟ هذا هو 
"التحدي"! ولو صدق الدكتور في دعواه السلامة من الخقلية اللابلاسية لما سلك 
هذا المسلك التلفيقي السخيف. ولما ألزمنا - أصلا - بأن نتكلف طريقا للحفاظ 
على ماكيتهم الكونية الواهية تلك التي لا وجود لها إلا في أذهانهم! نحن المسلمين من 
أهل السنة والجماعة لا نقبل - أصلا ومن حيث المبدأ - قياس المأكنة هذاء حتى 
نتأمل فها هو مغلق منها وما لبس بمغلق! 


بل تقول إن .مآ يظهر لذأ من ننظامية القال نا اهو أبن | الآ يحطينه إلا وب العالمين من 
ل ا ل 
وأوامر تتنزل من السماء إلى الأرض آناء الليل وأطراف النبار! فكل حادث يحدث 


١91 | صفحة‎ 


في العالم فهو أثر لأمر الله التكويني النازل من السماء *", اه لغيره 
من الحوادث التي لا يكون سببا فيها إلا بأمر من أوامر الله التكوينية النازلة من 
ا كا ب اد 
كله بأمرء تلك الأوامر التي لا تحصيها عقولنا ولا يشغله سبحانه بعضها عن بعض» 
بما بحصل من محصوله أن تبقى الطبائع في الأشياء بأمره سبحانه» وأن يؤثر بعضها في 
353060070700000 
الي اجرج م خو مويه واليه يعرج شيتحانة 200 الامن 0 0 
00 اك 0 8 
ولدس اتزان المادة والطاقة هذا نفسه إلا أثرا من آثار تلك الآ اي 0 
لل ل سه 


أما الدكتور فن إغراقه في الطبيعية الممبجية» لم يجد إلا أن يقبل قياس اللأكينة المغلقة 

الدهري الفاسد هذا وأن يلقس طريقا تلفيقية لقريره مع دفع ذلك الاعتراض الدهري 

في نفس الوقت! لعل الانغلاق اس الدهري على ثلاثة أضرب: انغلاق سبي 
وانغلاق مادي وانغلاق معلوماتي» حتى إذا ما سثل قال إنني أثبت بعض ذلك وأنني 


* إلا أن يكون خلقا مباشرا بيد الله سبحانه كما فرق بين النوعين في قوله: ((نَّ مَل عِيسى عند 
الله كَمَنْلِ آدَمَ خَلَقَهُ من ثَرَابِ ثْمَّ قال لهُ كن فَيَكُون)) [آل عمران : 0 

” ولا نملك أن نحكم باطرادها إلا في حدود السماء القريبة الواقعة تحت عادتنا والأرض القريبة 
الواقعة تحت تحت عادتناء وفي حدود التاريخ المدون الذي وصلنا فيه خبر الأولين! 

١9/ | صفحة‎ 


بفضة كا سباق مع أن اجميع حقيقته الانفلاق السببي اللابلاسي | بينا! فكيف 
أسس لتلك اله لقسمة الواهية ؟ 5 


"" قال في كتابه الأحدث "المعلوماتية برهان الربوبية الأكبر" (ص. 575): "يتبنى المذهب المادي 
ا ا ا 
قبول هذا الرأيء بالرغم من عدم وجود دليل عليه» ثم نخصص الفصل لدراسة ما إذ كان هذا 
الانغلاق المادي يصاحبه انغلاق معلوماتيء أم أنه يسمح بنفاذ المعلومات إلى الكون من خارج؛ 
مثال ذلك تلك المعلومات التي يبثها الإله في الكون لتسيير شئونه." اه. قلت: تأمل كيف يعترف 
بأن القول "بالانغلاق المادي" لا دليل عليه» ومع ذلك يقرر صراحة أنه يقبله» ثم يمضي ويؤسس 
عليه» فيأتي بدعوى مماثلة (نوعا) يقرر فيها أن الكون "يسمح بنفاذ المعلومات من خارج"؛ فيا 
دكتور ما جعلته دليلك في هذه الدعوى» وطريقك إلى تحصيل المعرفة فيهاء فهو مصدرك لتلقي 
العلم في "الانغلاق المادي"المزعوم؛ فلا وجه لقولك بعدم الدليل على أحد "الانغلاقين" دون الآخر 
إلا التفريق بين المتمائلات تحكما! عندما أنطلق لتأسيس دعوى معينة ويكون من مقدماتها عندي 
التسليم بصحة دعوى أنا أعلم وأقر بأنها لا دليل عليهاء فأي شيء أنتهي إليه فهو كذلك وهم 
وخرف لا دليل عليه! هذه من بدهيات العقل التى لا تخفى على أستاذ جامعى كبير! 

يقول الدكتور: "إن التحدي الذي يواجهه المتدينون بخصوص السببية المغلقة» هو: كيف يستطيع 
الإله غير المتجسد وغير المادي أن يؤثر في العالم المادي الذي تسيره قوانين الطبيعة؟ والتحدي 
الذي يواجهونه بخصوص المادية المغلقة» هو: كيف يستطيع الإله أن يدخل المعلومات في الكون 
دون استخدام طاقة مادية من شأنها أن تؤثر في توازنات الطاقة المغلقة؟" اه. قلت: من هم 
"المتدينون' ' هؤلاء الذين يواجهون تلك التحديات يا دكتورء وإلى أي دين ينتمون؟؟ نحن المسلمين 
ليس عندنا شيء اسمه "مغلقة" ولا شيء اسمه "مفتوحة" أصلاء وإنما نقول إن الله تعالى فعال لما 
يريدء يحدث الحوادث بأسبابها على ما لا يعلم غيبه إلا هو سبحانه! فلا نتطاول برؤوسنا لنقول: 
كيف يستطيع أن يفعل كذا وكذاء لأننا لا نتجاوز حدودنا في التنظير الطبيعي كما تجاوزتها أنت 
ومن خاصمتهم ومن وافقتهم يا دكتورء ولا نقتحم الغيب الكوني العظيم بما لا نملك سلطانا للقول 
به من أنواع القياس! فإذا فهمت هذاء أيها القارئ الكريمء تبين لك أن "المتدينين" هؤلاء الذين 
يحشر الدكتور نفسه في زمرتهمء ليسوا هم أهل الإسلام أصلاء وإنما هم الفلاسفة وأشباههم من 
أهل الملل الطبيعية المتألهة المعاصرة التي يحاول أصحابها الاتكراء معقة لضام الذي يثبتونه 
(ويزعمون عبادته على ما عليه أهل الملة الكتابية التي ينتسبون إليها) مما تقتضيه نظريات الدين 
الدهري الطبيعي من إثبات ونفي وجودي فيما وراء المحسوس! هؤلاء هم المتدينون المشار إليهم 
في كلام الدكتورء فتنبه! 

فمن كان هذا دينه ومنهجه. فلا شك أنه يجد نفسه مطالبا بتكلف جواب فلسفي طبيعي 
31311511 عن السؤالين الذين طرحهما الدكتور لنفسه ثم مضى فيما تبقى من صفحات كتابه 
مجيبا عنهما! أما نحن فلا نصف ربنا - من الأساس - بأنه مادي ولا بأنه غير ماديء بل نمنع 
من ذلك منعا صارما لا تساهل فيه. ولا نجيز السؤال عن كيفيات صفاته وأفعاله.» ولا نرى من 
يتطلب ذلك ويسأل عنه إلا مبتدعا أو زنديقاء نسأل الله السلامة! السؤال كما ترى يستصحب 
خضوع العالم خضوعا اضطراريا جبريا لقوانين الطبيعة» على ما عليه فلاسفة الطبيعيات كافة 
(وهو ما يعتقده الدكتور تحقيقا مهما زعم خلاف ذلك).؛ ثم يسأل بناء على ذلك: كيف نجمع بين 
ذلك الاعتقاد وبين إثبات صانع ماء تخالف حقيقته حقيقة المادة التي يتكون منها العالم» ومع ذلك 
يؤثر فيه إذا أراد؟ فالسؤال نفسه من مبدأ الطرح» سؤال فيلسوف دهري طبيعي مغرق في الدهرية 
والإلحاد» نسأل الله السلامة! فمن كان هذا دينه» فلن يملك إلا أن ينقر في ميتافزيقا الطبيعيين 
صفحة | ١99‏ 


المعاصرة بحثا عن مدخل يُدخل منه صانعه المزعوم خلسة وخفية» وهذا بالضبط ما سلكه الدكتور 
في جوابه بكل أسفء نسأل الله العافية! فإن اتفق ق له أن وجد لديهم نظرية يذهب بعضهم إلى كونها 
تسقط الحتمية السببية الكلاسيكية» طار بذلك وفرح به» وكأنما عثر على كنزء ثم قدمه للناس على 
أن العلم الحديث قد أثبت أخيرا أن الصانع يتدخل على نحو كذا وكذاء من غير أن "يهدم منظومة 
القوانين"! فإن أراد الزيادة» تكلف أن يستخرج - من ميتافزيقا الطبيعيين كذلك؛ التي هي مصدر 
الاعتقاد الغيبي عنده الذي لا يرفع شيئا فوقه! - ما به بثبت لإلهه التدخل دون الإخلال بحتمية 
القوانين وضروريتها الطبيعية! 1 
فلإنفاذ المطلب الأول» جاء الدكتور - كما هو متوقع - بدعوى بعض الفلاسفة الطبيعيين أن 
ميكانيكا الكم تهدم الحتمية السببية الطبيعية بالنظر إلى تأويل كوبنهاغن وادعاء أصحابه الوجودي 
المتهافت بشأن حقيقة ما يكون عليه حال الجسيم قبل تعرضه للرصد والقياس. فعلى ما زعموه 
من احتدالية وجويدة تتجدر في الشجالات الكترفيه: بصي من غير المتضيوو يدود كااون سني 
طبيعي للترجيح بين تلك الاحتمالات بما ينفيها كلها إلا احتمالا واحدا بعينه» هو ما يتفق للراصد 
أن يوضيده!.وقد أطلنا النفين في هذا الكتاب وعيره في ييا قهافت وخر افية تأويل كر ينهاغن هذا 
ومسألة الاحتمالية الوجودية التي يقوم عليهاء ومسألة القطة التي تكون قبل الرصد حية ميتة في 
نفس الوقت! فإن كان الرجل يعتقد أن البديل لتلك الاحتمالية الوجودية المزعومة إنما هو الحتمية 
السببية الطبيعية (كما هو اعتقاد أستاذه باسل الطائي)» فلا مفر له من القول بالحتمية والانغلاق 
السببي الطبيعيء وإذن فلا موجود إلا الطبيعة ولا غيب إلا الغيب الطبيعي ولا سبب إلا السبب 
الطبيعي» وإن كان من صانع ماء فلن يكون إلا الطبيعة نفسهاء على غرار الصانع الطبيعي 
الأرسطي أو النيوتوني أو السبينوزي المزعوم, أو الوعي الكوني الذي لا تزال تنبثق منه الطبيعة 
عبر القوانين الطبيعية كما هو اعتقاد الدكتور! 
ولا عجب ألا ينتبه الدكتور إلى أن مجرد اعتقاده أن الصانع الذي يثبته يعمل بالترجيح بح الكوانطي 
في بعض الأحيان للأحوال الجسيمية ذات الاحتمالية الدنيا (بحسب معادلة شرودينغر)» مع أن 
الاحتمالية العليا كانت على خلاف ذلك» هذا يقتضي الحتمية السببية الطبيعية التي أراد الفرار 
منهاء لأنه يقتضي ألا تكون الجوادك جارد على رتق دده فى لالد كلق لذ لك الذي ولس 
المشاهدة والعادة (التي قامت عليها معادلة شرودينغر نفسها) على كونها هي الأقل احتمالية 
كموميا! وهو تصور يحصر الفعل الإلهي فيما يكون في جسيمات الكوانطا من أحوالء تبعا لحتمية 
كوانطية دهرية مرفوضة في حد ذاتها م150م1م/ء+06 10لا غ00304)» إذ يُعتقد أنه لا يجري شيء 
في العالم: إلا فعا لما يترجح اه أحوال الجسيمات الكمومية! وهي فرع اعن: الحتمية الذرية 
موأ م أصاءع]ع0 1]وأمموغم كما أسميهاء التي هي الاعتقاد برجوع جميع خصال العالم وحوادثه 
وصفات الأشياء فيه إلى صفات وأحوال مكون ذري نمطي مفترض يتركب منه كل شيء! 
فبناء على ذلك التصور (الذي هو إغراق في الاعتقاد الدهري وميتافزيقا الطبيعيين كما ترى)؛ 
يلزم على المفهوم التكراري للاحتمالية (غ1|زط 250623 +15+معناوممع أن يقال إن أغلب الحوادث 
إنما تقع على خلاف ما يريد ذلك الصانع المرجح؛ وإذن فالعالم ماض إلى ما يزعمه الدهريون 
من هلاك الإنتروبي غ062 +3ه!] لا محالة على أي حال! أليس يجعل من قلة الاحتمالية دليلا 
على أن الصانع هو الذي جعلها كذلكء بناء على مقدمة مفادها أن الموجات الكوانطية لو تركت 
هكذا بلا تدخل منه لمضى الكون إلى الهلاك والتفسخ التدريجي؟ فإذا كان الهلاك والفوضى 
المزعومة هذه هما المآل المترجح للعالم احتمالياء فلا وجه إذن لأن يقال إن الحتمية الطبيعية 
المزعومة قد انتفت بمجرد ثبوت الاحتمالية في المعادلة» بل يصبح الأليق بتلك المنظومة الاعتقادية 
الدهرية الخبيثة والأوفق لها والأكثر تناسقا معها +معمعطم»© ١/066‏ أن يقال إن تلك الوقائع 7 
يرصد فيها الجسيم في أقل أحواله احتمالية (أقل المواضع والسرعات والحركات احتمالية)؛ إنما 
يكون فيها خاضعا إما لقانون سببي حتمي آخر غير ظاهرء أو للفوضى والعشواء الوجودية 
المحضة! أي أن الرجحان الاحتمالي للمآل العشوائي يقتضي عشوائية المبدأ ضرورة ولا شك! 
صفحة | ٠.٠.‏ 


والدكتور يلزمه أن يرجح بين الفرضيات الغيببية جريا على مبدأ التوافق الخارجي |6/02]«ع 
ععمع0086 لأنه هو المبدأ الذي به ترجحت عند الطبيعيين المعاصرين جميع التطورية في باب 
النشأة التي أسس عليها دينه كله! أي إنه إن صح أن كانت "فرضيته التفسيرية" أقل تناسقا مع 
البناء التنظيري الطبيعي المجمل من فرضية خصمه الذي ينفي الصانع» تعين عليه - بمقتضى 
الطبيعية المنهجية التي يعتنقها - أن ينزل عنها لصالح فرضية انتفاء الصانع! 

تأمل كيف يجزم الدكتور بصحة خرافة التهتك الإنتروبي هذه جزما قاطعا فيقول: "وتمسكا 
بموقفهم؛ يصر الماديون على أن توازنات الديناميكا الحرارية ستمنع انسياب المعلومات إلى 
عالمنا. لا شك أن هذه النظرة للديناميكا الحرارية صحيحة إذا كانت وسائط نقل المعلومات الإلهية 
هى الطاقة المادية. أما إذا انتقلت المعلومات الإلهية بوسائط غير مادية» فليس للتوازنات الحرارية 
أن تمنعها." قلت: قد بسطنا الكلام في موضعه من هذا الكتاب على دهرية هذا الفهم الإلحادي 
لقوانين الديناميكا الحرارية» وسفسطة القوم الميتافزيقية في مفهوم النظام المغلق 6010560 
0 الذي هو موضوع تلك القوانين! فالتوازن الحراري ليس انهيارا للنظام» وإنما هو تحول 
له من هيئة إلى هيئة» يكون في كل منها على أكمل ما يناسب الغاية من خلقه ومن تركيب كل 
جزء منه على ما هو عليه! أما أن يقال إن "المعلومات" (أيا ما كان ذلك) لو ركبت على الطاقة 
ثم أي معلومات هذه يا دكتور التي تنطعت عليها بأنها "تنتقل" بوسائط "غير مادية"» حتى تجيز 
لخصومك أن يبحثوا فيما إذا كان التوازن الحراري يمنعها أم لا يمنعها؟ أنت لا تدري عن أي 
شيء تتكلم أصلاء والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله! 

تأمل قوله: "في ضوء لاحتمية الكوانتم» يستطيع الإله أن يتدخل معلوماتيا لتنظيم أحداث الكون 
بحيث يعيد توزيع الطاقات المادية دون إخلال بكميتهاء وأن يوجهها إلى احتمالات أخرى (قد 
تكون أدنى) موجودة في المنظومة» مما يحافظ على توازنات الطاقة وحتمية القوانين الفيزيائية" 
قلت: خبرني بربكء أهذا هو إله المسلمين الذي جاء بخبره محمد صلى الله عليه وسلم؟ أم أن 
الكلام غايده أن يكون كلاما عن افير يانيعيتري استطاع أن 'يتوضل: أخيرا إلى طريقة "لتنظيم 
الأحداث" في العالم من خلال إعادة توزيع الطاقة دون الإخلال بكميتهاء في حدود ما يجيزه النظام 
القانوني الطبيعي من خيارات "متاحة"؟؟ هذا كلام عن صانع العالم كله بما فيه» أم عن دينامو أو 
برنامج حاسوبي مصنوع مركب فيه؛ خاضع لقانونه الطبيعي؟! سبحان الله وتعالى عن هذا الكفر 
المحض علوا كبيرا! والله إن المسلم الصادق ليقشعر بدنه من مجرد قراءة هذا الكلام» فأي حمأة 
هذه التي ما عاد الدكتور يبالي بنقل الإلحاد المحض منها وترجمته واستعراضه على أنه "برهان 
الربوبية الأكبر"؟؟ نسأل الله السلامة! من أنتم يا هؤلاء وما علمكم ومن تحسبون أنفسكم حتى 
تحكموا بما به "يختل توازن الطاقة" في العالم بكليته». وما يسمح به نظام الكون وما لا يسمح؟؟ 
نعود بالله من كبر الفلاسفة! ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضنٌ جَمِيعاً ة : قَبِضَنَهُ يَوْمَ الْقَيَامَةَ 
وَالسَّماوَاتُ مَطُوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَم يُشْرِكُونَ)) [الزمر : 17] ثم كيف لا يرى الدكتور 
أن حتمية القوانين الفيزيائية هي بعينها الانغلاق السببي الذي زعم أنه قول الماديين وأنه بريء 
و ضور أن يراد بحتمية القوانين الطبيعية إلا الحكم بحتمية جريان كل حادث في العالم 
تحت ما تقتضيه الأسباب الطبيعية دون غيرها؟؟ سبحان اللها 

فم يقبط ادكو ويخلط خلطا مبينا في مسألة "الإرادة الحرة" للإنسان وعلاقتها بالمسألة فيقول 
(ص. 49 "كذلك أعد الإله الكون بحيث يتفاعل مع الاختيارات الحرة للإنسان (عامل غيبي) 
ذي الجسد المادي (عامل حتمي). فاختياراتنا تعتبر بمثابة عوامل ثانوية تؤثر باحتماليات عديدة 
(مثل الكرة والبرج) في سلوك أجسادنا المادية. بذلك تؤثر الإرادة الحرة ببدائلها المتعددة في العالم 
المادي الحتميء هكذا أعد الإله الكون من البداية." اه. قلت: فأولاء ما معنى أن الإرادة عامل 
غيبي» والجسد عامل حتمي؟؟ ما معنى عامل حتمي هذه أصلا؟؟ ثم ما معنى عوامل ثانوية؟ لعله 
صفحة ١‏ ١.؟"‏ 


يقصد أنها عوامل سببية تؤثر في العالم. ونقول لابأس. فو عاد وه اك ولكن ما معنى أنها 
تؤثر ببدائلها المتعددة في العالم المادي الحتمي؟؟ كلام فارغ لا طائل تحته 
والأدة استتيهز ذلك فين يدو ان ا ل 2 6018 
0 
١‏ إذا كان بالمثال يتضح المقال» فلنضرب مثلين» أحدهما في ضوء فيزياء الكوانتم 
والآخر في ضوء الفيزياء التقليدية: في ضوء احتمالية الكوانتم» يتدخل الإله للترجيح 
بين البدائل» أو ب» جب .. وهي بدائل تخضع لقوانين الطبيعة ومتساوية في توازنات 
الطاقة. بذلك 55 . تتغير المعلومات والمخرجات دون خرق لقوانين الطبيعة ودون تغير 
في الطاقات النادية ويظل الكون مغلقا ماديا مفتوحا معلوماتيا وسببيا. في ضوء 
حتمية الفيزياء التقليدية» يربط الإله - منذ نشأة الكون - العوامل الثانوية الدقيقة 
بالنتائج في ضوء قوانين الطبيعة» فمثلا: إذا حدث البديل الثانوي ,"١"‏ يفعل قانون 
كذاء فيكون المخرج "أ" 
إذا حدث البديل الثانوي "7" يفعل قانون كذاء فيكون المخرج "ب" 
إذا حدث البديل الثانوي """: يفعل قانون كذاء فيكون المخرج "ج" 
ويكون 'حدوث البدائل الثانوية 2 7" #ان“تيغا لإراقة الآله ولاختيازنانت الإنساة 
وللظروف الفيزيائية. وتكون المخرجات المختلفة أ ب» ج»ء... متساوية في الطاقة. 
وبالتالي (في برواز): يمكن فيزيائيا أن تختلف المخرجات تبعا للمعلوماتية دون تغير 
الطاقات. أي يظل الكون مغلقا ماديا ومفتوحا معلوماتيا وسببيا. 
قلت: كلتا الصورتين شرك محض ودهرية ظاهرة! فهما تصوران ربا ناقصا في العلم أو في 
القدرة أو فيهما جميعاء خاضعا لقانون الفيزياءء مضطرا للحفاظ على "تو ازنات الطاقة" قة" المزعومة! 
السيماك الذننا وحدهاء دع عنك في السماوات كلها؟! هي الترورة الكلية» على اماس أن ذلك 
محال عقلا مثلاء أم أنه جاءه من السمع خبر لم يأت محمدا صلى الله عليه وسلم» بأنه سبحانه قد 
حرم ذلك على نفسه؟؟ أم أن ثمة ربا أعلى منه يفرض عليه الخضوع لقوانين الفيزياء والحفاظ 
على توازنات الطاقة؟؟ سبحان الله وتعالى على ذلك كله علوا كبيرا! 
وإنما اختلفت الصورتان في كون الصورة الأولى تصور صانعا لا يزيد على أن تقدم إليه آلة 
الغالم .كلى ما في خلبة» ثم يقير فى الزسيخ ها يريد من :بين اختوارات مبحدودة ينيمخ مها العدون 
والطاقة قة المسيطران على تلك الآلة» لعله يتدخل من ذلك الطريق بالترجيح إن كان ولابد فاعلا! 
وقد بينا أن مسألة الترجيح الكمومي هذه تجعله - بالاقتضاء الضروري الظاهر - خاضعا مضطرا 
لألا يجري إرادته فيما يخلق إلا بذلك الترجيح المزعوم؛ وإلا ترجح من الخيارات المزعومة ما 
لا يريد ترجحا تلقائيا! أي أن موجة الاحتمالات الوجودية المزعومة منهارة على أي حالء به أو 
بغيره» ولابد لقوانين الطبيعة أن ترجح للجسيم مسارا تلقائيا مفضيا إلى زيادة الإنتروبي وزوال 
النظام لا محالة إن لم يتدخل هو "فيضغط على زر الترجيح" من جهته قبل فوات الأوان! وهو 
شبيه إلى حد كبير بإله نيوتن المتحد بالعالم المنتشر في جميع جهات فراغه. الذي كانت قوانين 
الطبيعة صفة من صفاته؛ وكان لزاما أن يتدخل من آن لآخر فيعدل على مسارات الأجرام السماوية 
حتى لا تفضي الجاذبية والتثاقل بالعالم إلى أن ينسحق بعضه في بعض (ولعله لو خطر بذهنه 
نظير ما خطر بذهن أينشتاين من تكلف ثابت كوني في المعادلة يمنع من نظير ذلك عنده؛ لما وجد 
ما يدعوه في ثيولوجياه لإثبات ذلك التدخل أصلا)! 
وأما الصورة الثانية فتثبت صانعا لا يزيد على أن يكون مبرمجا حاسوبيا قام بتصميم واجهة 
تعامل حاسوبية 00 )ع]لامممه© يجري فيها نظام العالم على بدائل خوارزمية 
5ط 01م م مع ط1!/1)» ثم يجلس الإنسان ذو الإرادة الحرة أمام البرنامج ليختار ما يشاء من 
خيارات يتيحها له البرنامج؛ فيجري العالم على حسب ذلك! وقد لا يكون الخيار مفتوحا للإنسان 
صفحة | ١.7‏ 


قال: 


وده اللي خلا الفيزيائي الفرشسي 0 لما عمل كتابه عن دوران 
الأفلاك» وقرأه نابليون» ونابليون سآله» أين دور الإله في هذه المنظومة ؟ 
يعني كان نيوتن» في حتمية نيوتن» احتفظ الج بدورء إن هو اللي حط 
قوانين الطبيعة وأنه يعدل مسار الأحداث. إنما لابلاس قال حتية مطلقة. 
عشان كده لما نيجي نتكلم عن القية المطلقة نقول حقية لابلاس. حقية 
لابلاس حققية مطلقة. فقال له بساطة؛, آدي المعادلات أهيه! مش 
محتاجة لدور للاله! الجزء البمين والجزء الشمال معادلات متوازنة مش 
محتاجة» مافيش مكان للإله عشان تقول إن هو موجود هنا! عشان كده 
قال مقولته لابلاس "سيدي لا أرى حاجة لهذا الافتراض! (القول بوجود 
إله)! وفي الحقيقة أنا حاورت ملاحدة» مثقفين» بعضهم على أمانة» يقولوا 
لي نفس كلام لابلاس! يا دكتور عمرو المعادلات الكهيائية والفيزيايئية 
منضبطة» مش محتاجة مكان للإله! فنقول لم القول اللي قاله ألفين 
بلانتبنغا الفيلسوف الأمريكى الكبير: من يبحث عن الإله في معادلات 
الفيزياء» فلن يجده! من يبحث عن الإله في معادلات الفيزياء» كن يبحث 


في بعض الحالات» بل يخضع لإرادة المبرمج نفسه! وفي أحيان أخرىء لا المبرمج ولا الإنسان 
الحرء بل الظروف الفيزيائية هي التي ترجح! المهم أن يلتزم المبرمج أو "المصمم الذكي" كما 
يحلو للدكتور ولبعض من تشبع بفلسفتهم أن يسموهء بشرط أن تكون جميع الخيارات البرمجية 
متنناؤية في الطافة في «جميع الأحوال (جريا على التصبور الدهري لقوانين الديداميكا الحرارية 
الذي نقضناه في موضعه من هذا الباب)» وإلا انهار نظام العالم وفشل المبرمج الكوني المزعوم 
في إدارته! 

هذه أيها القارئ المحترمء هي عقيدة الدكتور في رب العالمين» وهي الملة الربوبية الاتحادية 
الطبيعية الجديدة التي انتهى إليها في كتابه الخبيث هذا! وخلاصة المنهج المطروق في الإلهيات 
في ذلك الكتاب وغيره من كتب الرجل ومن قلدهم من الفلاسفة؛ هي معاملة نظريات الطبيعيين 
وقوانينهم وما عندهم من أوهام ميتافزيقية غيبية محضة معاملة الضرورات العقلية والحقائق 
الشمة المتسيومة الد | بوسايهنها إلى لحك رما يحو و ويا لا تدر فى دن الاك علي القرل 
بإثبات وجوده من الأساسء فما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل! 

١.7 | صفحة‎ 


عن الرسام في اللوحة! معنى جميل جدا! هو أنت بتدور على ليونرادوا 
دافينشي في اللوحة بتاعت الجبوكاندا؟ هو بيرسم وهو برهء في قوانين 
الطبيعة» ووزن المعادلات» الإله هو السبب فبها! فلا يكون عنصرا فيها! 
زي الرسام واللوحة! 


قلت: هذا القول الذي ينسبه لألفين بلانتينغا هو قول من يقر للطبيعيين بسبييتهم 
المغلقة» لا من يردها علبهم! وعلى أي حال فينبغي أن يكون معلوما أن عامة اللاهوتيين 
المعاصرين» ومنهم بلانتينغاء قد قبلوا من الطبيعيين ميتافزيقاهم الميكانيكية 
كعأةترطمهاء]/1 ءنمنصدطءء]18 إجالاء وقبلوا تصور القوم للقوانين الطبيعية على 
أنها كتروس المأكنة» كل ترس إذا تحرك على نحو ماء وجب أن تكون جميع التروس 
الأخرى جارية على النحو الذي صممت عليه المكّنة. من غير أن "يتدخل" صانع 
الماكبنة بتحريك شيء فبها من الخارجء إذ لا حاجة إذلك "التدخل" حتى تعمل المأكنة 
على النحو المطلوب منها! وعلى هذا القياس نفسهء فن الواضم أننا لو قدرنا أن خُرّك 
ترس ما على خلاف نظام التروس في المأكينة أو بُدل موضعه فستتعطلكلها! وصحيح 
إن جميع ما يجري في العالم من حوادث لا يقع منه شيء إلا على النحو الذي يحصل 
مجموعه المقصود الإلهي من خلق العام ومن خلق كل شيء فيه وصحيح إن مبداً 
السببية والترابط السببي بين حوادث العالم ماض لا يقبل العقل له انخراماء وكذلك 
يقال في مبدأً النظامية السببية #اتته[ناوء: 021521 أن العالم 00 يقوم على 
نظم سببية مطردة حتى يكون لعمل العامل فيه ثمرة ولسعيه وكسبه أثر تتحقق به 
الحكمة من خلقه فيه كل هذا بدهي ضروري لا مرية فيه ولكن من الذي قال وبأي 
سلطان قرر أن العالم بكليته ماكينة عملاقة» تعمل كعمل الأكينة» وتعمل القوانين 
والسنن الكونية فهها (في حدود ما توصل إليه القوم منها آيا ما كان) عمل التروس في 


٠١ | صفحة‎ 


المأكنة. صنعت أجزاؤها ثم ركمت في بعضها البعض ثم تركت لتجري بصورة "آلية"؟؟ 

هذا قياس ثمول فاسد لا يجوز للمسام أ ن يقبلهء وفيه من الاخنزالية الدهرية ما 
بندى له الجبين» وأظهر وأول ما يقتضيه في حق الباري جل شأنه هو تشبيبه بالصانع 
الشرئ كا لاحتى! 


فعندما أراد عتاة الفلاسفة الطبيعيين أن يحصل ديهم قول في حال العالم بكليته ومبدئه 
ومنتباه يتسودون به بين الناس؛ أجلس أحدهم نفسه مجلس الخالق الباري؛ سبحانه 
وتعالى علوا كبيراء ثم سأل نفسه كيف يصن عالما كهالمنا هذا إن أراد أن يصنعه في 
يوم من الأيام» وف يجعل فيه تلك السنن | لسببية التي اتكشفت له في عادته 
وتجربته, كنظام ثابت لا يتبدل وااعكل ١‏ عرسم دا ن الحركة وقانون 
الجاذبية» وكان جاريا على المبدأ الدهري في طرد كل نظام سببي ظاهر في عادتنا 
وحسنا على جميع العالم بلا حد ولا نهاية ولا قيد (إلا ما يمليه عليه القياس نفسهء | 
أقبسة الكوزمولوجيا الانفجارية الانتفاخية العصرية)» نظر الرجل إلى العالم وكأنه 
ماكينة أو آلة تعمل عملا رتيبا جاريا جريان الساعة الزنركة» قد ركب فيها ثم ترك 
ل يه ا ا و 

ن الآلة بشرية ل" جزائها والعلاقات الميكانبكية الرابطة بننها 

متريا ورياضياء فلابد كذلك أن تكون المعادلات ا بمنزلة التوصيف 
لمكنيى لأجزا نظامه! و أننا لا نتوقع أن يتغير سير آلة الساعة الزدركمة بأي 
صورة من الصور إلا بأن تتعطل» فكذلك في قوانين الميكانيكا والجاذبية التي عبر عنها 
نيوتن في معادلاته» لا تيغير منبا شيء إلا عطبت وتعطل تككها! ولهنا لا ظهر لنيوتن 

أن معادلاته في حركة الأجرام السماوية في أفلاكهاء لو قدر أن تركت لتجري على ما 
حسبه لها من مسارات لمدة طويلة» وبحيث يؤثر بعضها على بعض بالجذابية؛ 


١١0 | صفحة‎ 


فستفسد المدارات بعد مدة ويفسد النظامء فقال نيوتن إن هذا لا علاج له إلا بأن 
"يتدخل الرب بنفسه" في نظام تلك الأكنة ليجري عليه "صيانة" يصلحه من آن 
لآخر منعا من وقوع ذلك الفساد والانبيارء سبحان الله وتعالى علوا كميرا! فقول 
الدكتور عمرو "في حتقمية نيوتن» احتفظ للإله بدور" قلت: ما شاء اللّه! ما هذ 
الكرم الحائي الواسع؟ احتفظ للإله بدور؟ ؟ وجد له دورا في المأكينة النيوتونية ؟ الله 
أكبر! ما اكل إمانك يا نيوتن» ٠‏ وما أبلغ تعظبمك لربك! 


الرجل بدأ نظره بمعاملة العالم بكليته وكأنه ماكئنة هو صانعهاء أو صنعها مخلوق مثله 

يعلم من سنن الأسباب كا يعلم هوء يقول إن هذه هي ماكينة العالم التي تجري من 
تلقاء نفسها على تلك القوانين جريا حتميا لا خارم له! فلا ا نخرمتء قال لابد أنه الرب 
الصانع "يتدخل" ليصاح النظام ويمنع من روغانه! فلما جاء لابلاس من بعده بتصور 
ميكانيكي ليس فيه تلك المشكلة التي وقع فبها نيوتن» قال إنه لم يعد يبقى للإله عمل 
ددتاءك في ماكنة العلمء ولا متسع للكلام عن أفعاله في العالم أصلا! وقال ما 
جد د 
بشيطا: لد ممصء(] 5 000 م أن كود ذلك ١‏ 00 علها إست 
علمه مجريات لمتكا لني وهذا شاك ال ل موز فتراضه لأن 
م د 3 ا ل 

سببا ولا يجري القانون على نحو ما اعتادوه في تجربتهم الحسية إلا باجتّاع شروط 
سببية كثيرة وانتفاع موانع لا يعلمها ولا يحصبها إلا بارها سبحانه! فإن قدر لكائن سي 


١.7 | صفحة‎ 


أن يتحصل له من العام بالعالمء العلم بجميع أسبابه المحسوسة والغيبية وصولا إلى 
مشيئة صانعه لكل حادث من حوادث العام ومقصوده منهاء خينئذ وحينئذ فقط 
ينكشف له المستقبل ويتعلل تعللا تاما بجميع ماكان في الماضي من قبلهء ولكن هذا 
وصف لا يصح إلا للباري نفسه. وحده لا شريك له! ولهذا تقول إن قوانين الطبيعة 
كا نعرفهاء ما اطردت في عادتناء فلست إلا تقربييات احقالية ء6ون[نطهطمءم 
دهده مم مش للواقع الذي عليه نظام الأسباب الحقيقي في الله تعالى» 
وليس هو نفسهء فإن تخلف جريان قانون من تلك القوانين في واقعة من الوقائع 
فليس ذلك بالضرورة لأن نظام العالم قد انخرم أو لأن "الماكنة قد تعطلت", ولكن 
لأن ثة أسباب أخرى غيبية عاملة فها وراء ما نبصر وما ندركء لم تجقع شروطها ولم 
فتن موانعها على النحو الذي اعتدناه وألفناه في أمثال تلك الظروفء فلم تصدق 
تنبؤاتنا المبنية على ذلك القانون في تلك الواقعة! ثم إن تلك الطبائع نفسها التي جعلها 
الله في الأشياءء وبتتبعها حكمنا نحن بقانونية الطبيعة واكتشفنا جملة من قوانينها 
ونواميسهاء هذه الطبائع ليست قائمة بنفسها وإنفا هي قائمة بخلق الله جل وعلا لهاء 
بأسباب غيبية تجعلها كذلك بأمره سبحانه في كل مرة يظهر أثر تلك الطبائع في العالم» 
فإذا شاء سبحانه نزل منه الأمر بقلب تلك الطبائع أو إيقافهاء بتعطيل أسبابها 
الغيبية» في محل الأمر بإجرائها وطردها على 9 ما اعتدناهء ىما قال سبحانه للنار 
كني بردا وسلاما فاتقلبت فيها طبيعة الإحراق إلى التبريدء بأسباب تتعلق كلها بأعمال 
الملاتكة الموكلين بتلك 000000 ت الطبيعيين للعلاقات 
المطردة بين تلك الطبائع تلك التصورات القاصرة بشريا بالضرورة» ثم يصورها على 
أخبا هبي "آلية العام" التي ليس وراءها أسباب أخرى ولا علل غيبية» فهذا لابد أن 
تبي إلى قباس | لعالم على ساعة المعصم أو جتماز الحاسوب أو عربة القطار 3 
التي صنعها صانعها ثم تركها لتجري وحدها دون أن "يتدخل" فيها إلا بإصلاح عطل 


صفحة | /ا١١٠‏ 


أو نحوه! وإذن يصبح البارني صانعا للساءات؛ لا فعل له في الخلق والتديير إلا أن 
صنعها وتركها لتعمل وحدهاء فتأمل! 

فن هناء ومن هوان الدين على اللاهوتيين النصارى الغربيين الذين عاصروا نشأة 
تلك الأفكارء ظهر ما يسمى بنظريات العمل الإلهى «هناعة عستحزط 
5ه حيث جمد القوم في محاولة التفلسف لبيان طريقة المع اللاهوتي بين 
الفلسفة الطبيعية القائلة بأن النظام السببي الطبيعي نظام مغلق على نفسه كالماكنة, 
وبين إثباتهم صانعا للعالم بالغيب! هذا هو "التحدي الأكبر ااذي يواجه المتدينين" 
على حد عبارة الكتور! كيف يكون الرب هو الخالق والرازق والقائم بأمر العام في 
كل لحظة, الذي لا يجري فيه شيء إلا بإذنه ومشيئته وخلقه, ويكون العالم في نفس 
الوقت آلة لا تجري الحوادث فبها إلا تحت سلطان القوانين الطبيعية كالماكينة التي 
كت فها تروسها ثم تركت لتجري على نظانما الي "يحتقه" بناؤها الداخلي 
مسمتمقطععمم 5ئز ترط لمعصتدئعك12 ؟! لابد أنه خلقها - إذن - على ذاك 
الانغلاق المزعوم؛ وتركها لتعملء ثم "تدخل" فيها من آن لآخر فها صار يعرف عند 
القوم بالتدخل الإلهي دهنامعتحعنم1 عصتحط؛ بالمعجزات والخوارق وما شابه 
ذلك» ويكون غاية قدرته أن يأتي بتلك الخوارق من غير أن بهدم نظام المأكينة بكليته 
على أساس أنه هو صانعها الذي لابد وأنه يعم كف يحدث فبها ما يشاء من الحوادث 
دون أن يفسدها! هذا على قول من قال منهم بتلك المعجزات والخوارق» والا فقد 
ذهبت منهم طوائف إلى تفي تلك الخوارق والمعجزا اع كرا جا عجارا 
مجرد أمثال تضرب في الكتاب للفائدة والعظة» لا أنها وقعث تاريخيا على التحقيق ! 


ما ألفين بلانتينغاء فقال إن الذين ذهبوا إلى ني المعجزات كلها ونفي "التد 
0 الطبيعي لا مستند لهم في ميتافزيقا الفيزياء الكلاسيكية (عند 


١١/ | صفحة‎ 


نيوتن ولابلاس)» ولا في ميتافزيقا الفيزياء المعاصرة (المؤسسة على ميكانيكا الك )! 
فأما الميتافزيقا الكلاسيكية» فزع أنه ليس فيا ما يقتضي جعل العالم بكليته نظاما 
مغلقا دعؤوتزو 0564 1ك كما صوره لابلاس» واستدل على ذلك بأن نيوتن نفسه قال 
إن الرب "يتدخل" في العالم ليضبط نظام الأفلاك حتى تمشي على وفق معادلاته! 
وإذن فغاية معنى الخقية السيبية في الفيزياء الكلاسيكية عنده هو أن يقال إنه إن 
قدر أن استطعنا أن نتصور جع مواضع وأوصاف وأحوال المادة ومكوناتها في نظام 
مغلق في لحظة من اللحظات.ء والممنا بقوانين الفيزياء الجارية على ذلك النظامء أمكننا 
- نظريا - أن نتنباً ومشكل حتبي بحال النظام وكل جزء منه في 0007 
بالنظر إلى كون العالم بكليته لا يوصف بأنه نظام مغلق او شان 
السببية الطبيعية هذه على هذا المعنى على | لعالم بكليته 


ولك شت بلذعيها أودتتانى نآ بالستمية الظبيعيوق. ,اناد المخلق انقو مقا 
في حدود ما يظهر لهم؛ ولكن واقع الأمر أن وراء ذلك النظام من الأسباب الغيبية 
ما لا يحصيه إلا خالقه سبحانه! فإن أطلقت لفظة "مغلق" على نظام ماء فالمتعين 
حملها على انقطاع المؤثرات السببية الظاهرة التي من شأنها أن تبدد مادته وطاقته أو 
عضيس انالا كان جاء الفيزيائيون مثلا باسطوانتين معدنيتين 
إحداهم| ساخنة للغاية والأخرى في درجة حرارة الغرفة» وألصقاه! ببعضهها البعض» 
فإن الذي يحصل حينئذ هو أن الحرارة تنتقل من الاسطوانة الأسخن إلى الاسطوانة 
الأبرد حتى تتوزع الطاقة الحرارية علهها على التساوي. فيقال - إذن - إنه نظام 
رموديناميي مغلقء على أساس أن ن طاقة الحرارة التي بدأ بها النظام لم تتبدد وم 
تكتسب من عدماء وا و فا اننشرت وتوزعت في أجزاء النظام بالتساوي. ولكن يظل 
من الواضم أن الاسطوانتين لا يمكن فصلهها عن جزيئات الهواء في الغرفة» فلابد أن 


١.9 | صفحة‎ 


يحصل لما معا تبرد بالتدريج حتى يصلا إلى درجة حرارة الغرفة» التي تكون حينئذ 
قد ارتفعت ولو بقدر ضئيل بالنظر إلى امتصاصها الحرارة من الاسطواتتين! فإن 
تعاملنا مع ذلك الاتقال على أنه 5 مغلق آخر هو 00 وليوك انين 
داخل الغرفة» لم يصح إذن أن يقال إن الانسطوانتين تشكلان نظاما مغلقاء لأن 

الحرارة إذن تكون آخذة في َه 00 منه! 0 ماذا عن جدران الغرفة؟ ؟ 
ألا يكون لها نصيب من امتصاص قدر من الحرارة التي امتصتها جزيئات الهواء 
الملاصقة لتلك الجدران؟ بلى! وهو ما من شأنه أن يفضي إلى انخفاض درجة حرارة 
الهواء 0 جميعا بقدر ضتئيل» حتى ترتفع درجة حرارة الجدران وصولا إلى 
التوازن الحراري! فا هو النظام المغلق إذن؟ يقال إنه 3 القفة بخدرانا بالبواء 
الحتبس فيبا بالإضافة إلى الاسطواتتين! ولكن بقليل من التدبر» ترى أن تسمية 
نظام حراري بالنظام المغلق إنما هي مسالة انتقاء نفعي محض برط «صهنءء1ء5 
0 لمعن داق أو اماد فين ل ل دار رن 
ذلك! يختار أن يدرس الكيفية التي يحصل بها التوازن الحراري بين هذا الشيء وذاك, 
0 ذلكء بده حراريا مستقلا يحاول أن يبحثه بمعزل عن 
توس التعوء نفل العو :لقاو انيه بعلت افمطرورة ان ندل 
ير هواء الغلاف الجوي على دربجة حرارة نظامه مثلا! وإلا فن الناحية الوجودية 
(أي في الأعيان) فلا حقيقة لشيء اسمه النظام المغلق أصلا! 

زازق لاه يقي أو انى ان الشيجنة لايع تعر الى ع سن ل 
قياس وتنظير بدعه الفلاسفة الطبيعيون في طول التاريد وعرضه بشأن الكون بكليته 
والعالم بعمومهء هي التي نبع منبا قياس العلم بكليته عند الفيزيائيين الكلاسيكيين على 
كل "لكا ماقا" ويسترن» مدا نلي :عل اننا #اللصوى انار لوي النن 


١١١ | صفحة‎ 


للنظام المغلق! هم لا يملكون إلا أن موا و ري 
على بعض أ جزائه» وإذن يكون الكون نظاما مغلقاء على أساس أنه لا يلامس 
فاخي خاريها عند لعيضن ونه الترازة: [مفلكة)! 
والقصد أنه لا يصح ما حاوله بلانتينغا من إلزام الطبيعيين الدهرية بأن يجعلوا العام 
بكليته نظاما مفتوحا سببياء خلافا للنظم المغلقة الواقعة تحت أيدي الباحثين 
والمهندسين ومن شكلهم! فإذا كان العام عندهم جاريا كله على نفس الأنطولوجيا 
السببية ترعه0501 1دنة0 التي يتصورونها فها يسمونه بالنظم المغلقة, مع اتحاد 
مد القياس» ففن أين يأتي التفريق إذن (أنطولوجيا)؟ إذاكان الاعتقاد لبي مدار 
على أنه لا سيب إل لسبب المحسوس بالقوة ل 
سبي "مفتوح" أصلا! ونمن ما قبن من الفيزيائيين في قوانين الديناميكا الحرارية قولهم 
بنظام مغلق إلا على أساس نسبة الانفلاق إلى معرفتنا نحن وإدراكنا نحنء كانغلاق 
أداتي إبسقولوجي محض ععددماء لمعنوه[مصءئهذمظ [مأمعصكمل لا أن 
:ا لمعي د مو ع 
ي أننا نقبل الاختزالية التنظيرية مدعندهتاء 8641 لمعتاءمعط1 كطريقة أ 
00 لمنفعة المطلوبة من استكشاف العلاقات السبيية المحسوسة في 0 ا 
فإذا اتقلبت إلى اختزالية وجودية في الأعيان رددناها ولا كرامة! ثم إنه لا يخنى أن 
القول بوجود النظم المغلقة أنطولوجيا وبكون التدخل الإلهي لا يقع إلا في النظم 
0 (الني يدل على انفتاتما وقوع التدخل الا يتتتضي الثنوية, 
ي القول بأن الباري لا يملك أن يفعل ما يريد على خلاف القانون لطبيعي» إلا في 
تك النظم التي ليس للقانون الطبيعي علا سلطان كامل منغاق على نفسه! وا 
بصبح القانون الطبيعي شريكا لصانعه في الربوبية» والله المستعان! وهذه الثنوية 


7١١ | صفحة‎ 


الجوسية نفسها هي التى يعتنقها بلاتتبنغا في مسألة حرية الإرادة البشرية» كما هو 
اعتقاد عامة النصارى في قدريتهم! الرب يخلق ما يشاء ويفعل ما يريدء إلا فها يتعلق 
إرادات البشر وأفعالهم! فإنه عندهم قد ارتضى أن يتنازل عن كمال سلطانه على 
حوادث العالم من أجل أن يصبح للبشر إرادة حرة حقيقية لا تأثير له فيا البتة! فعلى 
دينه يجب | ا ا 0 
اما ب سم 
الى بق اق ذل كته ابكار يي بترن كبابعا ريه عن كل روما بف لاد 
مغلق" ولكن إرادات الإنسان وأفعاله لا تجري داخل نظم مغلقة» وانما هي مفتوحة 
من جححته بالضرورة! 

وأما فيزياء الكوائتمء فقال بلانتينغا إن طبيعة قوانيها أنها احتالية عنهةانطهداممءط 
ولس حقية عنأوتصتددع»ء10: على أساس أننا ف أي لحظة من اللحظاتء إذا 
غلمدا حال موطة مم المنيليات 0 0 0 نتنباًبموضع محدد 
بن أيديناء واما نتنبأ 0 لمتفاوتة له ا لمتغيرات بالنسبة لكل جسيم 
دون أن 0 0 07 خلافا 00 رميت بمقذوف في الهواء مثلاء 3 1 
00 ا احتالات أخرى! واذن» 2 بلاتتدنغا أ ا 
الاطياء فق رافق كل ابيا حية" للتدخل الإلهي الحر من الفيزياء ١‏ الكالأسشيكية: 
بالنظر إلى انحسار الختقية اللابلاسية عنها من هذه الجهة! والحق أنه لا فرق بين 


7١7 | صفحة‎ 


(أنطولوجيا). ولا فرق كذلك في مبدا الانستقراء في سلوك الأجسام الكبيرة 
والجسهات الدقبقة» وإنا تزداد وتتسع دائرة الاحتالية اتساعا عظها في حالة 
المبسهات الدقيقة, مقارنة بالاحقالية التي بها نثبت ما نثبته من تنبؤات على مستوى 
القوانين الطبيعية الكلاسيكية؛ كيا بسطنا الكلام على ذلك في غير هذا الموضع! أي 
خوط التقرة احيك ما لها ناد ل اانا وفوافيقا لبن إلا أمنا لكل 
في الغهاية وعلى أي حالء ولكنها احقالية عظهة المقدارء ولا نعام لها في تجربتنا الحسية 
الفعالات اخرئ شوش عليها إلا في القليل النادر. 

والظاهر أن الدكتور عمرو قد قرأ شيئا من أدبيات اللاهوتبين النصارى في تلك 
القضية كألفين بلانتبنغا وغبره» ولكنه أراد أن يأتي فيها ببصمته الخاصة التي لم يسبقه 
إليها أحد! 


قول الدكتور: "وفي الحقيقة آنا حاورت ملاحدة: مثقفين» بعضهم على أمانة» يقولوا 
لي نفس كلام لابلاس! يا دكتور عمرو المعادلات الكهيائية والفيزيايثية منضبطة, 
مش محتاجة مكان للإله! فنقول لهم القول اللي قاله ألفين بلانتينغا الفيلسوف الأمريكي 
الكبير: من يبحث عن الإله في معادلات الفيزياء» فلن يجده! من يبحث 0 الإله 
في معادلات الفيزياء» كن يبحث عن الرسام في اللوحة! معنى جميل جدا! هو 

بتدور على ليونرادوا دافيذنثي في اللوحة بتاعت 0 
قوانين الطبيعة» ووزن المعادلات» الإله هو السبب فيها! فلا يكون عنصرا فيها!" 
قلت: أولا: لا يصح أن يقال في الملاحدة إن بعضهم "على أمانة"! أي أمانة وأي كرامة 
لرجل زع أنه لا يدري ولا يعلم أمخلوق هو أم لا مريوب أم لا؟؟ هنا من إرجاء 
الجهمية» نسأل الله العافية! ثانيا: لا يقال في جواب هذه الشيهة إن الإله هو الذي 
رسم اللوحة فكيف تبحث عنه فيباء لأنه لا يرى أنها رمعت أصلاء بل لا يراها لوحة! 


7١ | صفحة‎ 


هو يتكلم عا يزعمه ماكينة مغلقة عملاقة» لم تزل تجري على آليات معينة تحكم تلك 
الماكينة حك كليا تاما من غيرما محل في أي من حوادنها لفاعل ذي إرادة يؤثر فيا 
من خارجها! فالجواب - الذي نتكلفه لدفع الشبهة عن المسلمين لا لخاطبة هؤلاء 
الجحدة المجرمين - وبيان الحق ما يحصل ,هدم التصور الميكانيكي هذا نفسهء وابطال 
قياس ا ا ار يارته» وللباري جل وعلا على صانع المحركات! 
فإن السخف والوهاء باد طالخ في تلك الأقيسة عندكل عاقل سوي النفس والقلب» 
ولكن قد تلبس الجهمية المعاصرون بتاك النوعية من الأقبسة تلبسا لا خروج لم 
+ رز داقر وار اا ووو 
نرجوه منهم أبد لله المستعان! 


واذن فلا ع ا ألا وهو تليبس 
الرب في القياس على صانع الماكينة البشري أتم التلييس وأبلغه وإلى الله المشتكى! 
فكأما يقول: لماذا تريد أن ترى آثارا لأفعال الله في العالم الطبيعي؟ آلا يكفيك أن 
ال ل اللّه؟ ؟ استتع إذن ببديع صنعه في 

تلك المأكنة المغلقة تمام الإغلاق» ولا تنس أن تنسب الفضل إليه! ولا شك أن هذا 
من تناقض الدكتور لأنه كما تقدم وكا سيأق لا يقول بالانغلاق السببيء بل يجيز 
وقوع المعجزات والخوارق وكذاء ولكن بالنظر إلى فساد واضطراب أصوله الفلسفية 
فلا تحب أن يكثر منه إثبات الشيء وما يقتضي نقيضه في نفس الصفحة أو في نفس 
الحاضية والله متها ! 


قال الدكتور فى كتابه "المغلوماتية: برهان الربونية الآكر'" (ض: /2590): "فى ضوء 
لاحقية الكوانتمء يستطيع الإله التدخل معلوماتيا لتنظيم أحداث الكون بحيث يعيد 
توزيع الطاقات المادية دون إخلال بكميتهاء وأن يوجحمها إلى احقالات أخرى (قد 


7١16 | صفحة‎ 


تكون أدنى) موجودة في المنظومة» مما يحافظ على توازنات الطاقة وحقية القوانين 
50 
قلت: فبالله هل هذاكلام من يعترض على حقية لابلاس؟؟ ما معنى حتقية القواين 
الفيزيائية إلا ما سماه هو نفسه بالانفلاق السب ؟؟ ثم إن المسلم العاقل الغيور على 
دينه واللّه لا يملك إلا أن يقشعر بدنه من تلك الزندقة في قوله "في ضوء نظرية كذاء 
يستطيع الإله أن يفعل كذا"!! يعني المفترض بنا الآن» معاشر المسلمين» أن فستدشر 
وقرح بأن عقيدة من عقائد الطبيعين الدهرية (وفلستهم في حمية أو لاحقية الكواتة 
لبست علا أصلاء واإنما هي مسآلة عقدية عندهم!!) تسمح "للإله" بالتدخل بحيث 
يفعل كذا وكذا من غير أن يفسدها عليهم؟؟ هذا نحض الكفر والشرك الطبيعي ولا 
جول ولا'قوة لآ بالله انعن أبن اكه أنت ومن تقلت عنهم» وجوب بقاء كية "الطاقة" 
في الكون بكليته كم هي دون زيادة أو تقصانء وأن وقوع ذلك - على تقديره - 
5 إلى الإهلال بتوازن العالم أو بنظامه كا نراه ونعرفه؟؟ ومن أين لك 
الحم بأن الاحتالات المزعومة للمنظومة (ويعني بها احتالات الجسم التي تصورها 
الككوميون في معادلة شرودينغر!!) لا يجوز للباري (بل لا يستطيع؛ ك) هو مفهوم 
هذا الكلام) أ ن يتجاوزهاء بل يجب عليه أن يتصرف با رادته ومشيئته في حدود 
تلك الاحتالات حتى "يحافظ على توازنات الطاقة وحقية القوانين الفيزيائية"؟؟ 
ومن أين لك الاعتقاد بأن القوانين الفيزيائية حقية أصلا؟ هذه عقائد الدهرية وشرك 
الطبيعيين يا من تعد نفسك من أعداء الإلحاد والدهرية» سبحان الله وتعالى عليها 
كلها علوا كميرا!! 


إن المسألة التني ينبغي أن تحرر تحريرا واضحا في هذا المقامء هي أن اللّه تبارك وتعالى 
لايحري حادث من حوادث العالم صغر أو كبر إلا على وفق إرادته ومشيئته المباشرة» 


7١١ | صفحة‎ 


وليمن» اللقضوة: :هذا رافق 'القدية::وسبدي) بل المقيهة المناكيرة لكل .عاد 
م وهي تلك المشيئة التي تشمل جعل السبب سببا 
والمسبب مسبباء وجعل الشرط شرطا انمه مانعاء ويترتب علبهاء في كل حادث 
بخصوصه. تواد الحوادث بعضها من بعض سببياء وتعلق الطبائع بمحالهاء وظهور آثار 
المؤثرات على المتأثرات بهاء في عام الأعيان تتابعاء حقيقة لا وهما. كل ذلك خلقه وكل 
ذلك أمرهء كل يوم هو في شآنء يفعل ويأمر ويدبر لا على سبيل "التدخل" المزعوم: 
سبحان الله ا ع و 
أمسك عنها سبحانه لزالت السماوات والأرض بكليتباء كما في قوله ((إِنّ الله يفيك 
السّمَاوَاتٍ وَالْأَوْضَ أن ترُولا وَلَين رَالََا إِنْ ع ل 
عَفُورأ)) [فاطر : .]5١‏ فالملائكة الموكلة بكل نظام من نظم العالم لا يتتحرك ملك 
9 ولا يرفع ساكنا إلا بأمر نازل من رب العالمين» فإن انقطع الأمر والتدبير» اتقطعت 

ثر الحركات في | لعالم وانعدمت سائر الطبائع والأسباب» وذهبت الأرض والسماء 
م الكل رولا بالقناس مواقا سه نيا إن 
نصوص الوحي الصحيح من رب العالمين نفسه سبحانه, الكتاب والسنة وما له حكم 
الرفع من كلام الصحابة! لا مصدر لتلقي المعرفة في ذلك إلا تلك النصوصء تقول بها 
ولا نجاوزها قيد أماة! ولا نلتفت لسفسطة اللاهوتيين من أهل الكتاب في تلك 
البابة ولا نرفع بها رأساء فهم إما أ 0 من ميتافزيقا 
ا 0 وانغلاق السببية» وبالقول بأنه لا سبب إلا 

لسبب الطبيعيء فلا نظروا في كتههم ع اعرف لحي دين 
مارم عر واحد منهم لنفسه ما يحلو له من مسالك التأويل 
والتلاعب بعانههاء حتى أصبح إدبهم من مذاهب التأويل في النص الواحد ما لا يمكن 
حصره ولا يتصور إحصاؤهء ولا فضل لواحد منها على ما سواه! فهها جاء أحدهم 


7١1 | صفحة‎ 


اير أفعال 0 سكيد" 7 يقينا أنه لن يأق إلا "بنظرية" 0 
المعاضزية كقدمنة لاوهة#:والى الله المسدى! 

فن فهم هذا الذي حررناه حق الفهمء أدرك بجلاء كيف أن الله تعالى لا يخلق ما 
بخلق» سواء كان حادثا خارما لعادتنا أم لم يكن كذلكء بما يسميه الدكتور بالتدخل! 
كيف وجميع ما يجري في العالم هو خلقه المباشر ومشيئته المباشرة وأمره وتدبيره» با 
في ذلك من إجراء المسببات على أسباهاء والمعلولات على عللهاء والتأثيرات على 
الوا كات كحم وأمره سبحانه رككت في المادة في أول 
خلقها ثم تركتء وانما تقوم بالمادة لأن الله تعالى لم يزل يأمر ملائكته الموكلين بها بأن 
00 0 الما ا ا 
لكر ا ريه 
صانع الماكئنة البشريء الذي لا يماك إلا أن يخضع نفسه وصنعته لسان سببية فائقة 
لبس هو باريها ولا مجربها ولا حكم له فيها؟ هذا من لا يكون تغييره لشيء ما تجري 
عليه المأكنة القن يق "قن كنديياء إلا "زلا "دوأما ال السماوانت) بوالاً 
وقيوم)| الذي تعلمنا نحن المسلمين صفته من كتابه وسنة رسوله» فلا تكون الطبيعة 
طبيعة أصلا إلا بأمره النازل» سبحان اللّه وتعالى عن أقبسة هؤلاء وأوهاهم علوا 


كيرا! 


عضي الدكتور ليقرر "إضافته العلمية" إلى ذلك الهذيان الميتافزيقي الغربي فيقول: 
"عشان كده قناعتنا إن صحيح إنه إذا كان الكون مغلق مادياء منتظمة قوانين 


الطبيعة» فإن الكون مفتوح سببياء ومفتوح معلوماتيا للتدخل الإلهي! إزاي؟ إزاي 


7١1 | صفحة‎ 


بأتي تدخل الإله في منظومة الكون بمعلومات» وبتعامل مع قوانين الطبيعة يبدل بها 
ا أن تختل منظومات الطبيعة. ده في سم 0" 
حب أبين لك إن هذا هو فعلا التحدي الأكبر الذي يواجه المتدينين: كيف يتعامل 
رب العزة بإرادتهء يتدخل في الأحداث بإرادتهء دون خرق للقوانين بمعلوماته مع 
الحافظة على التوازن المادي في الكون؟ هو ده التحدي الذي يقابل المتدينن, كيف 
يتدخل الإله في المنظومة الكونية» بمعلوماته» بعلمهء معذرة» يعني لا نقول عن اللّه ما 
لا يصف به نفسهء بعلمهء بتعاملاته بستته» يبدل بين السئن دون أن يختل توازن 
الطاقة الذي نرصده على مستوى الطاقة» إزاي؟ هي دي المعضلة!" اه 
قلت: يا رجل! آلآن تذكئت أنه لا يقال على الله إلا ما وصف به نفسه ووصفه به 
رسوله؟ ؟! حسبنا الله ونعم الوكل! هذا المطلب الذي جعلته هو التحدي الواجب 
على "المتدينين" (هكذا!) هو والله غاية الإغراق في وصف الله بما ل يصف به نفسه 
ولم يصفه به رسوله! من أي مصدر من مصادر تلقي المعارف يا دكتورء يطلب العام 
بالكيفية التي يبدل الله بها السنن الكونية دون أن يختل توازن "الطاقة" الذي نرصده 
"على مستوى الطاقة"؟ ؟ أسألك بالله الذني خلقك فسواك فعدلكء هل هذا سوا 
فيزياء؟ ؟ هل هذا من الأسئاة التي يستساغ إعال المبح التجربي ع8امءء5 
4 طلبا للجواب عنها يا دكتور؟ ؟ السؤال كيف "يتدخل الإله" في المنظومة 
الكونية, دون خرق القوانين وقلب التوازن .. !<. هذا سؤال يجاب عنه من تلك 
الطريق؟؟ أبدا واللهء ولا يزع ذلك إلا كذاب أشر! وإنما يطلب العلم بصفات الله 
وأفعاله بالغيب ما جاء به الكتاب والسنة» والاكان الخائض في ذلك مفتريا على الله 
الكذب قائلا عليه بغير علم وإن أصاب الحق با انتبى إليه في نفس الأمر! قال تعالى 
((كَلَ إِنَّمَا حَرّمَ رَيّ لراش فالطيو وك ونا عن وار لكر الْحَقّ وَآن 


7١/ | صفحة‎ 


تُشْرِكُوأً يالله مَا لم مَل به سَلْطَاناً وَأن تَقُوُوا عَلَى الله مَا لآ تَعْلَمُونَ)) [الأعراف 
0 الل ل هاعر ركاب مل يس ماد كي 

لعظهة التي قرنها الله تعالى بالإشراك به كما ترى» حتى وإن اتفق أن كان ما قاله 
0 حول ولا قوة إلا بالله! 


القصد أنك ليس عندك يا دكتور إلا القياس الفاسد والتحك بالرثي وتشييه الله 
جل شأنه بالصانع البشري الذي ع م 
القياس | بتداء» ثم تجلس لتفكر كيف يحافظ ذلك الصانع الميكانيي على جريان آلته 

كا هو على الرغ مما يدخله علبها من "تدخلات" في نظاما وعملهاء لا علاقة لها 
بالنظام الميكانيي الذي صممها عليه؟ ؟ كأنما تقول (وقد قال أينشتاين كلاما مقاربا 
كا نقلناه في غير هذا الموضع): "لو كنت أنا صانعا عالما كهذا العام فكيف أصعنه 
بحيث إن أردت أن أحدث فيه حادثا مخالفا لنظامه اأذي ركته فيهء يقع مني ذلك 
من غير أن تتعطل آلته؟" فباللله هل هذه طريقة يرضاها رب العالمين من المسلمين» 
ويرجى منها الإفادة بعلم حيح بصفات الباري جل شأنه وأفعاله؟؟ سبحان الله 
العظيم! فعا اا سورك بر رواسا رن العلمء ليس إلا رأس جبل 
الجليد في أسباب الحوادث يا هؤلاء ((وَمَا أوتثم من الهم إلا قييلة») الآية [الإسراء 
5 ليس إلا قطرة في بحر من بعده سبعة أبحر في عم الله بما هو فاعل وما هو 
آمر وما هو خالق من حوادث العالم» غيبه وشهادته. سبحانه وتعالى! والله ما يطيق 
عقل البقباق النفاج النزق منكم معاشر الفلاسفة أن يبدأ مجرد | لبداءة في تصور جماة 
الحوادث التي تجري في جسده هو وفي العالم من حوله» وترتب بها الطبائع والأسباب 
والشتروظ: والتوارات السمرية عل حرتنب رد عر له ار 

تكن هو من تحريك أصبعه ليحك به رأسه! أي آلة هذه التي تزعمون أن أسبابها لا 


7١9 | صفحة‎ 


خروج لها عن نوع ما تبصرون» وأن نظائما لا يجاوز مقدار ما تعقلون وما 
تتصورون؟؟ ومن ذا الذي يجرؤ منكم على أن يدعي لنفسه العلم بسائر الحم 
والعأيات وللقاضي الى هق جلها تعلق رب الغالميق :ما تلق :هذا العالم»«وفشائز 
الكيفيات التي بها يحصضل الرب تلك المقاصد والغايات في حوادث العالم» حتى يقول 
إن العالم لا منسع في نظامه وقانونه لأن يؤقى فيه بخوارق لعادتناء كما أن الماكينة التي 
صنعها أحدهم حتى يقص بها النجيلة في حديقة ببته, لا متسع في تصمهها لأن تقوم 
بعض دوائرها الكهربية بحساب مسألة رياضية مثلاء فلا يطلب منها ذلك إلا بأن 
يدم نظاهها ويعاد تصمهها بالكلية؟ ؟ 


الله تعالى لا "يتدخل في الأحداث بإرادته", لأنه لا يحدث شيء في العالم أصلا إلا 
بإرادتهء وجميع أنواع اي العالمء هي عنده سواء في ذلك 00 ومشيئة 
وخلقاء سبحانه وتعالى! فا معنى أن نظام العالم "مادته مغلقة" ولكن أسبابه ومعلوماته 
مفتوحة؟؟ ومن الذي أطلعك على الفتح والإغلاق حتى تتحكم في خلقه وعلمه 
سبحانه هذا التحكم الباهت؟ من أين لك يا دكتور الزعم بأن المادة والطاقة في العام 
منغلقتان» بمعنى أنه لا يدخل إليه مادة لم تكن فيهء ولا تخرج منه مادةكانت فيه؟؟ 
هل أوقفك ربك على حد العام ونهاية مادته وطاقته حتى رأيت بعينيك ما يدخل منه 
وما لا يدخل» أو كشف لك جميع ما يكون منه سبحانه في تارذ الكون من تدايير 
وأصباك وأوافن وأفقال إ حضاو بها على افيه وناو ويسيك 
الااتركرو )حا عراة بون لوس رز اود حر وام 
الْمُصَيِطِرُونَ)) [الطور : /53] 


نعوذ بالله من كبر الفلاسفة! 


صفحة | رم 


ألبس قد ترجم للحلقة بقوله "فيزياء كن فيكون"؟ ؟ بلى! لواب السؤال عنده (ككيف 


في الحقيقة الفضل في هذا يرجع إلى أخينا الكبير الدكتور مد باسل 
الطائيء الفيزيائي العراقي الكبير المتخصص في فيزياء الكم والكون» *"' 


4 


في لقاء تلفزيوني أجراه الإعلامي الكويتي "محمد العوضي" مع د. محمد باسل الطائي» في 
حلقة لبرنامج له بعنوان "العوضي وياكم",» عرض العوضي مقطعا للفيديو لإمام الدهرية 
الكوزمولوجية الإنسانية المعاصر لورانس كراوسء ذكر فيه أن الكون كان لزاما أن ينشأ تلقائيا 
من المجال الكمومي المزعوم الذي يسميه بالعدم ع8مأطغ810» عاجلا أو آجلاء على أساس أن 
قوانين فيزياء الكم توجب أن يحصل من التقلبات العشوائية 3+1005ل0+عن1ع في ذلك المجال ما 
يخرج معه إلى الوجود فردية ينشأ عنها زمكان بعد أن لم يكن ولو بعد حين»ء عرض المقطع ثم 
طلب من الدكتور الطائي الجواب» فأجاب بما قرر فيه صحة الزعم الميتافزيقي الخرافي بأن 
الكون خلق بالانفجار المزعوم الذي وقع لفردية كمومية نشأت في مجال كمومي 7الا304/ا© 
60 سابق عليهاء وإنما دفع دعوى تلقائية تلك النشأة الكمومية المزعومة وأنها كانت ستقع لا 
محالة على أي حالء فقال ما حاصله أنه إن حدث أي جسيم أو أي شيء مادي من طريق 
الاضطراب الكمومي في مجال كموميء من غير وجود قوة خارجية تبقيه موجوداء أي بقوانين 
الكوانتم وحدهاء فلن يتجاوز امتداده الزماني ثابت بلانك مقسوما على الكتلة في مربع سرعة 
الضوء! 


فإذا كان تعريف الموجود فيزياتيا هو الشيء القابل للقياس» وكان وجود الشيء فيما لا يتجاوز 
تلك الفترة الضئيلة للغاية» وجودا غير قابل للقياس؛ كان عدما فيزيائيا! وإذن كان تحوله إلى 
موجود حقيقيء أمرا يتطلب قوة هائلة من القوى الفيزيائية الأربعة لتزيد من زمان وجوده فيصبح 
قابلا للقياس» وإذن "يدخل إلى الوجود"! فإذا كان ذلك لا يحصل إلى بمرجحء لزم أن يكون المرجح 
هو الله وبطل قول كراوس وهوكينغ بأن المرجح هو قانون الجاذبية نفسه! 
قال: 
إن افترضنا إن العدم مؤلف من أرانب أو من أسماك صغيرة أو صراصر أو واتيفر 
©/61 1/3 لنفرض يعني .... أو وردء كيف تتخلق هذه لتتحول إلى حقيقة؟؟ أبدا 
ما تتحول إلى حقيقة؛ ما لم توجد قوة خارجية هائلة» إما قوة نووية» أو قوة كهربائية 
أو قوة مغناطيسية؛ أو قوة جاذبية! هذه الأربع قوى التي ممكن أن تحول المعدوم إلى 
حقيقة» إلى موجودء وإلا العدم لو يبقى مئة ألف مليار سنة» فهو يبقى عدما! ولذلك 
صفحة | 77١‏ 


ستيفن هوكينغ في التصميم الأعظم قال الجاذبية هي التي تخلق. لماذا؟ لأن الجاذبية 
تعمل على استطالة زمن وجود الأشياء. فلو تخيلت حوالينا باقات من الوردء وتبقى 
جزءا ضئيلا جدا من الثانية» لو استطال هذا الزمن بتأثير خارجي لتحول الورد إلى 
حقيقة! تمام والا لأ؟ يعني هي المشكلة الزمن القصير جداء المسموح بأن تتواجد فيه 
هذه الورود! ..... إذن الاستطالة منين تجي؟ تجي من مجال القوة! إذا وجدت قوة أو 
أثرت قوة خارجية - لاحظ - على العدم؛ عع/مع |ومعه<ع مثل قوة الجاذبية» 
يتحول العدم إلى خلق» إلى جسيمات! يتحول إلى حقيقة! وهذا ما عملته أنا بالدكتوراه 
في ثمان وسبعين» موجودة الأبحاث» وموجود قوة الجاذبية» جا حكى عنها هوكينغ 
بعد عشر سنين! حكى عنها بثمانية وثمانين! زين؟ هو ما اشتغل فيها اشتغل في البلاك 
هول! 


قلت: فهذا الجواب "الجذاب" الذي يجد فيه كل مفتون بالكوزمولوجيا ونظرية النسبية مطلوبه من 
استعمال "الفيزياء الحديثة" في إثبات أن الكون وجد بالخلق لا بالصدفة كما يزعمه الدهرية؛ 
وحظي بإعجاب وإقرار محمد العوضي هده الله هذا جواب بالغ من الوهاء العقلي غايته ومنتهاه» 
وفيه من اللوازم والمقتضيات ما يصحح القول بقدم العالم» ويحيل الخلق إلى مجرد عملية تحويل 
عظيمة لمادة كانت من قبل غير قابلة للقياس (مع كونها متحققة في الأعيان في إطار مجال كمي 
أزلي)؛ ثم صارت قابلة للقياس! 


فإذا كان الزمان على ميتافزيقا أينشتاين التي يعتنقها الدكتورء إنما بدأ ابتداء في الانفجار المزعوم» 
لزم أن يكون المجال الكمي المزعوم فيما قبله» شيئا وجوديا مساويا للذات الإلهية في الاتصاف 
بالأولية (الأزلية)! فإذا كان الزمان لا وجود له قبل الانفجارء كان معنى أزلية الله تعالى وأوليته 
عندهم أنه تلك الذات الموصوفة بالوجود المتقدم على وجود الزمان نفسه! فإذا أثبت الرجل موجودا 
ماديا طبيعيا قبل وجود الزمكان» فكيف يثبت له بداية» والحال أنه لا زمان أصلا فيما قبل 
الزمكان؟؟ دعك الآن مما حررناه وأطلنا النفس في بيانه من تناقض وبطلان مجرد دعوى حدوث 
الزمانية نفسها 76000012116 بعد عدمهاء بالنظر إلى أن معانى الحدوث والقبلية والبعدية توجب 
إذن أن يكون ثمة "قبل" لابتداء ذلك العالم الذي لا يوصف شيء "بالقبلية" إلا فيه» وهو ما يعني 
أن ميتافزيقا النسبية العامة وكوزمولوجيا ليميتر تنقض مبدأ حدوث الزمان نفسه كما بيناه في غير 
موضع من هذا الكتاب» لأنه إن قدرنا حدوث الزمان لزم أن يكون قبل الزمان زمان لم يكن فيه 
زمان» وهذا تناقض ظاهر! فدعنا نتنتزل ونقول إنه يُتصور في العقل أن يكون نوع الموصوفات 
بالزمانية من الحوادث قد حدث بعد أن لم يكن» كما هو متفق عليه بين الكوزمولوجيين تأسيسا 
على الميتافزيقا المذكورة؛ فإذا قال الدكتور إن المجال الكمومي كان موجودا "قبل" فردية الانفجار» 
لزم ألا يكون له هو نفسه - على الأقل - ابتداء في الماضي لأنه ليس ثمة "ماض" أصلا خارج 
الزمكان! وإذن لزم أن يكون المجال المذكور قديما لا ابتداء له! هذه اللوازم نلزم بها كذلك كل من 
قال من الكوزمولوجيين إن حدوث الزمكان إنما كان حدوثا للزمان الكلاسيكي كما يسمونه» وإلا 
فلابد أنه كان قبله نوع آخر من الزمان» وذلك حتى يتمكنوا من وضع النظريات والفرضيات فيما 
كان قبل الانفجار المزعوم! وهذا ولا شك تناقض وسخفء لأنه إذا كان المقصود بالزمان 
الكلاسيكي هو ما تكون فيه الحوادث مرتبة على سهم ثابت بحيث تكون أولا في المستقبل ثم تصبح 
صفحة | 777 


حاضرا ثم تصير من الماضيء فليس في عقول العقلاء شيء يقال له "زمان" إلا هذا! وإذن لزم 
أن يكون حادث نشأة الزمان بهذا المعنى حادثا خاضعا لذلك الترتيب "الكلاسيكي" نفسه الذي 
يفترض أنه لم يكن لنوعه حصول في الخارج قبل ذلك الحادث» وهذا دور وتناقض يبطل معنى 
الحدوث نفسه! ومع ذلك فالطائي يقلد الكوزمولوجيين في تلك المسألة من حيث لا يشعر» ويثبت 
ذلك المجال الخرافي المتقدم على نشأة العالم» ولكنه يعترض على هوكينغ وكراوس بأن حادث 
نشأة العالم في ذلك المجال الكمومي المزعوم لا يمكن أن يقع بلا مرجح! فأي نشأة هذه إذن إلا 
أن تكون تحولا للمادة الأزلية القديمة (على أثر الاضطراب الكمومي المزعوم 00لا 0304© 
داع ناع) من حال طبيعية أولى» إلى حال هذا العالم الطبيعي كما نعرفه؟ والقصد أنه يقبل 
ميتافزيقا الدهرية الطبيعيين القائلة بقدم العالم من حيث لا يشعرء ويكتفي في نفي ذلك القدم إن 
سئل عنه باعتماد تعريف الشيئية أو التحقق في الأعيان على أنه قابلية الشيء لأن يقاسء لا غير! 


ولا أدري والله كيف قبل منه محمد العوضي هذا الكلام على أن فيه الجواب الدامغ لشبهة كراوس! 
ما معنى أن يقال إن الشيء يكون معدوما عقلاء موجودا فيزياتيا في نفس الوقت؟؟ هذا تناقض 
صارخ» ولا يصح التنزل بقبوله مع الفيزيائيين! لا نسلم لهم بتعريفهم للوجود الخارجي بأنه قابلية 
الشيء للقياس والرصد (أي بحواسنا الدنيوية الخمس).؛ لأن هذا هو تعريف الدهرية الطبيعيين 
للوجودء الذي يحصر الموجود بأنه كل ما يقع تحت الحس بالقوة أو بالفعل! ولا نقبل الزعم بأن 
ثمة ما يوجد في المجال الكوانطي وجودا لا حقيقة له فيزيائيا (مع كونه يثبت في العقل» أو إن 
شئت فقل: فلسفيا أو رياضيا!)» على أساس أن وجوده لا يدوم إلا لزمان هو كسر من عشرة للأس 
خمس وأربعين جزءا من الثانية! أنتم تثبون وجوده على الحقيقة» وتثبون بقائه في المجال الكمومي 
لمدة زمانية معينة قصيرة للغاية» ثم تقولون إنه معدوم غير موجود (فيزيائيا)» فأي تناقض ووهاء 
فوق هذا؟؟ هذا خرف فلسفي وتلاعب بالتعريفات الميتافزيقية لا علاقة له بالعلم ولا بالعقل من 
قريب ولا بعيد! تأمل قوله: "هذه الأربع قوى التي ممكن أن تحول المعدوم إلى حقيقة» إلى 
موجود"". فيا دكتورء القوى الأربع هذه على أي شيء عملت إن لم تعمل على موجود في الحقيقة؟؟ 
الفرض أنه كان موجودا على نحو ماء ثم خضع لقوة من تلك القوى؛ فامتد زمان وجوده واستطال! 
فأين العدم هنا وما تحقيق معناه على هذا التصور الميكانيكي التحولي؟؟ 


إما أن يكون الشيء موجودا في الخارج على الحقيقة» فيكون الموقف المعرفي الصحيح من وجوده 
هو إثباته عقليا وفيزيائيا معاء وإما أن يكون منتفيا في الخارج على الحقيقة» فيكون وجوده منفيا 
عقلا وفيزياءً معاء وأقصد هنا بالثبوت والانتفاء العقلي تحقق الوقوع (3116/ا8» وليس الإمكان 
أو الجواز العقلي (115ج1/00! فحين تفترض وجود شيء في الخارج كبوكيه الورد المذكورء 
فأنت تؤسس على فرض وجوده؛ فكيف تقول إنه إن لم يحصل من الطاقة والقوة الفيزيائية ما يكفي 
لتمديد زمان وجوده من المدة الزمانية المذكورة (التي هي دون أن نتمكن من إدراكه) إلى مدة 
أطولء لم يصح أن يقال إنه قد وجد أصلا؟؟ هذا تناقض واضحء وحقيقته نسبة الشيء المفترض 
وجوده (كفرض فيزيائي) إلى العدم (كفرض فيزيائي أيضا)» فيكون موجودا معدوما معا! فتأمل 
فداحة ما بلغه العبث والسخف العقلي في ميتافزيقا الكوزمولوجيين» التي يفزع إليها الجهلاء 
وخفاف العقل من بني جلدتنا يحسبونها علما وهي والله أوهى وأبطل من أساطير الأولين! 
والحاصل أننا لا يجوز أن نقبل من الطائي قوله بأن وجود العالم ترجح على عدمه بترجيح الإله 
صفحة | 777 


8 


لفت نظرنا إلى دور العامل المر< في فيزياء الكم. أنا هابيين» يعني اتكلمنا 
فيه هأكرره مرة تانية لآهمية هذه القضية» لأن بنتهموا أو بيصفوا فيزياء 
الىء أنها تسقط السببية. مش محتاجين لسبيية خلاص بقىء الحكاية 
كلها اننا عشواقية» (.: ) التفوالية بتاعت السمية! لأ .. الدكتور عن 
باسل الطائي لفت نظرنا إلى دور العامل المر:2! وجدت إن العامل المرحم 
في فيزياء الكم» بقدر ما توصلتء ممكن في تلات مواضعء أكررهم تاني» 
إن الاحتالات بتاعت سلوك جسم تحتذري» "" أو "ب" أو "ج" أو 
"د", طيب ليه مش احتالات لا نهائية؟ إيه اللي رخ أن يكونوا أربعة 
فقط؟ ده مرة واحد! غمرة اثنين» بعض الاحتالات أو بعض الحالات» بنتم 
ترجيح اخزالات: اذى :قل غهانه اخوالاث أفن»: دي محتاجة عامل 
مر! مرة تلانة» إن الاختيار بين الاحتالات» داه ييقى في صف حقية 
قوانين نيوتن! احقال كذا واحقال كذا و.. بيجي الاحتال اللي يمشي في 
عالم الماكرو تبعا لقوانين نيوتن! فبالتلات منظومات دولء دور العامل 
المرح. 


أما: "المنظومة” الأول فانحصار الاحتالات في عدد معين على مذهب 


الطبيعيين ليس أمرا مفتقرا للتفسير الدهري كما هو معلوم» وهو ذلك التفسير الذي 
يازمك أنت والدكتور الطائي أن تقبلاه ل التلتيي المعرفي في الغيبيا 


لديك)! ذ 


فعلى المذهب الطبيعي» يقال إن الأربعة الأساسية والثوابت الطبيعية 


له كمومياء لأن معاني "الوجود" و"العدم" و"الترجح" وغيرها كلها عنده جارية على ميتافزيقا 
الكو مو لو ييز لك لحا فس أذتاها ال اعلا مل وال المستفاة ارب 


50 


صفحة | 776 


التسعة التي بني بها الكون في كوزمولوجيا الانفجارء توجب أن تنحصر الاحتالات 
الكوانطية لنشاط الجسيم في تلك الحدود ولا تتجاوزها! فا رجحته أنت بالفعل الإلهي. 
يرجحه غيرك بالقوانين الطبيعية وبسيناريو نشأة الكون عند الطبيعيين! وبالنظر إلى 
مبدء الانغلاق المادي والقانوني لنظام العالم (الذي حقيقته الانغلاق السبي الطبيعي 
عند الدهرية) فهها أمكن تفسير الظاهرة المحسوسة بالقوانين الطبيعية وعمل القوانين 
الطبيعية كان هو المتعين والواجب المصير إليه دون غيره من أنواع التفسيرات», عند 
من اعتنقت منهجهم في النظر في تلك الغيبيات» وتصبح دعوى التعلل بعمل عامل 
غببي يأتي مما وراء المكينة الطبيعية "تدخلا" لا داعي لإذهاب إليه مع ما يقتضيه من 
فتح الباب لتعجيز الفيلسوف الطبيعي عن استكال التصور التي الطبيعي لآلية 
ماكينة الطبيعة كما يريد أن يتصورها *'! فإن أجبت عن هذا بأن فعل الإله يحري 
على نحو فائق للقوانين وغير متقيد بهاء بل على نحو يكون هو منشاً القوانين والمرخ 
لها المتسبب في كنا على ما هي عليه لزمك أن تقول بنظير ذلك في باب نشأة 
الكون وذشآة الأنواع الحية على الأرض» وأن تغبت للباري عملا غيبيا محضا في إنشاء 
الكو ن كان هو منبع النظام الطبيعي بكليته» لا أن منشاً الكون وحوادث خلقه كانت 
طبيعية خاضعة هي نفسها لنظام طبيعي متقدم علهاء كما يقتضيه قولك بالنشأة 
الانفجارية والانتفاخية للكون! 


هو يطمع لعلمه في أن يبلغ في يوم من الأيام أن يكون علما كشفيا لا يخفى عليه شيءء ولا 
محل فيه للظن الاحتمالي» كما في عفريت لابلاس مزوممع0 معع136م3ا الذي ضرب به لابلاس 
المثل في تقريره حتميته الطبيعية المطلقة.» » فتصبح ماكينة العالم المزعومة هذه وكأنه هو صانعها 
الذي يعلم موضع كل ترس منها وعمله ونظامه ومدخله ومخرجه وما يحدث إن قدر أن تعطل 
ذلك الترس يوما أو بدل بغيره! من هنا وجب أن يكون البناء التفسيري كله طبيعيا محضا لا مدخل 
فيه لسبب غيبي البتة! كيف وهو أصلا ما وضع نظرياته الكونية وأطلق أقيسته الكلية ليصف 
العالم بكليته على التصور الميكانيكي هذاء إلا من أجل ذلك؛ من أجل ألا يبقى موضوع عن غيب 
السماوات والأرض وما فيهما إلا كان مصدر تلقي المعرفة به عنده هو ومن طريقه هو؟؟ 
صفحة | 770 


وأما "المنظومة" الثانية للترجيح الكوانطي» فقد أطلنا النفس في بيان أن للترجيح 
الكوانطي عند أكثر الفيزيائيين المعاصرين مفهوما ميتافزيقيا وجوديا فاسداء فالجسيم 
عند أكثرهم يكون موجودا قبل الترجيح في جميع المواضع الأربعة في نفس الوقت (على 
مثال قطة شرودينغر الشهيرة) ولكن على احاليات متفاوتة. ثم يحصل الترجيح 
بصورة ما أو بأخرى فيقتصر وجوده على أحد تلك المواضع دون غيرها! وهذا باطل 
قطعاء ولكنه هو المفهوم المبتافزيقي السائد حاليا للاحتالية على المستوى الكموني, 
وهو ما يريده الطائي وغيره من قوطم إن العالم حقيقته "احتالية" في المستوى 
تحتالذري! وقد بسطنا الكلام على فساد تلك الميتافزيقا 000 الصحيح الواجب 

٠ 0‏ فلا داعي للإعادة» ولكن تقول إننا إن أردنا في معنى الاحتالية 

لمعنى البدهي الصحيح (أنها تقدير لمقد 2027 أذهاننا نحن من توقعات ا 

0 لخارج)» لم يبق من وجه للتفريق في معنى الترجيح بين المستوبين الكوانطي 
والمستوى الكبروي كما يسمونه 7و2/122060, إذ يصبح الجميع خاضعا لمشيئة 
البارني وتعليله» وإنما يقال إن اطراد القوانين على المقياس الكبروي أقوى في الأرحية 
الاحتالية بكثير من عدمه لاستفاضة التجربة والعادة الحسية المباشرة في 0 
الأسباب الحسية والشروط والموانع السبيية المحسوسة» خلافا للقوانين على المقيا 
ع الشيء الذي تنشكل منه 7 
حال رصدها: شيء موجي متصل تتكون منه أشياء جسهية تبدو عند رصدنا 
منفصاة عن غيرها من الجسهات! 


وأما "المنظومة" الثالثة فتبين لك كيف أن الدكتور متلبس حتى النخاع بحقية لابلاس 
التى يحسب أنه قد انتصر عليها! تأمل قوله "غمرة تلاتةء إن الاختيار بين الاحتالات: 
دابما يبقى في صف حتية قوانين نيوتن"! قلت: دائًا يكون في صف حتية قوانين 


صفحة | 777 


نيوتن؟ هذا لا يفهم منه إلا أن قوانين نيوتن > مم 
العالم دون أدنى احتال لتخلفها ولا في حالة واحدة! لخبرني بربك كيف يكون القا 
بهذا مخالفا للسببية اللابلاسية المغلقةء وهو يرى أن الاحمالات الكمومية نما 
انض :عوك يد ليطي بي 1 ا 
جديدة لم تكن فيه» أو تخرح منه؛ وألا تنخرم ميكانيكا نيوتن طرفة عين؟! الرجل | 
هو ظاهر يتوهم أن حتمية نيوتن هي الموقف الوسط بين نفي السببية الطبيعية بالكلية 
(كا يراه غلاة اللاحقية الكوانطية) وبين القول بأنه لا سبب إلا السبب الطبيعي (ك| 
في حقية لابلاس)» وقد بسطنا الكلام على ميتافزيقا نيوتن بما لا نرى داعيا لإعادته! 
فبناء على ما تقدمء ينتقل الدكتور لتحرير نظرية العمل الإلهى عنده عصن'ذآ 


امعط" صمتاعك فيقول: 


طيب هنا إيه تصوري إدور الإله في الموضوع؟ بنقول أنا هادي مثال. لو 
شد نايع بطر جد برقا خارف عند ولاك 
يستفرهم في سوق العقارء يا في مجال الصناعة, يا مجال الزراعة. دي 
احّالات: مع كل احقال: هايتعامل مع قوانين! لو بنى ببت في مجال 
الممارء وباعهء ببتعامل مع قوانين وزارة الإإسكان والحي و .. و.. إلى آخره.. 
ولوايجهم. لو عمل مصنعء هايتعامل مع قوانين وزارة الصناعة» والضرايب 
والجمارك والاستيراد والتصدير ومواد خام» لو رخ أن جستمر في الزراعة» 
هايتعامل 8 قوانين وزارة الزراعة وملكية الأطيان وضرائب الأطيان و.. 
و..! 0 الأحوال؛ وار و دن 
القضية! فلله الل الأعلى لو نقيس على هذاء المثال نجد إن سلوك 
الجسيم إذاكان "أ" أو "ب" أو "ج" أو "د", رب العزة يرج احقالية 


صفحة | 7171 


أحد الاحتالات على الاحتال الآخرء أو الاحتالات الأخرىء. ويظل 
توازن الطاقة زي ما هو! إما لو رخ رب العزة الاحال "أ" كعامل مرح» 
سيفعل قوانين كذا وكذا الخاصة ب"" مع المحافظة على توازن الطاقة! 
يرح احتال "ب", تفعيل القوانين 5 هذا الموقف. يرح "ج". 
داداايي بعرت نري بن العامل 0 امحافظة على 7 4 
برح هذه القوانين ويفعلهاء أو يفعل هذه أو تلك أو هاتيك» وفي نفس 
الوقتء كل هذه المنظومة» زي الرجل 0 بيستغر عشرة مليون جنيه» 
توازنات الطاقة تظل في الاحتالات كلها متساوية وموزونة. ده اللي أنا 
بأرى في أن العامل المر وطرح فيزياء الكم من خلال هذا العامل» هو 
ني يحافظ على كوننا مغلق مادياء مفتوح سببيا ومفتوح معلوماتيا. 


ا ل يا 
والقياس والمثل البشريء ثم يقول بكل برود "ولله | 0 » وكآن التنزيه يحصل 
بمجرد ذلك! فوالله لو صدق الدكتور في اعتقاده المثل ا 
خاض تلك الخاضة الحبيثة: 0 ولا قوة إلا بالله! هذا المثال الذي يضربه 
يكشف أك تلبس الدكتور بتشبيه الأفعال الذي هو مبدأ التنظير عند اللاهوتيين 
الغربيين في تلك ل الي ذلة ل 


ا اليد رضن ذا ديح المقديه روي لعنيه ر اسل وال فد رقو ليرد 
رب العلل جا )! اخ وب غدل ولس واكام 
للبزنبا)! فك أن المستقر المذكورء مما ختار من المجالات المتاحة امار (التي هو 


محكوم بها ابتداء)» فهو خاضع للقوانين 0 امجال الذي 
اختاره لا محالة» فكذلك الله (سبحانه وتعالى علوا كميرا) ما اختار (ر2!) من 


صفحة | /77 


الخبارات الأربعة المذكورة للجسيمء فهو خاضع في المسار الذي يختاره للقوانين الحا 
لذلك الخيار لا محالة! ذ ل ل ا 
في علاقة كل منها بالقوانين لاه امي لله المستعان! 
وهو كذلك تقرير للسببية الطبيعية المغلقة» وا ن كان الترجيح منسوبا للرب بالغيب» 
مان سه سر حال باد لجار صن ردن ردن ويه 
نيوتن» ما "رخ" الرب ما ر2! مع أننا نعام أ ا 0 


والخوارق بل يجوزهاكما صرح بذلك من قبل! فهل يرى أن المعجزات 00 
والخوارق إذا وقعت. وجب ألا تقع اللا 
ثم يواصل فيقول: 


النقطة الأخيرة البي يبجي فبها التساؤل: كيف يتدخل العام الإلهي في 
أحداث #وننا الملدي؟ كيف يتواصل العلم اللامادي الإلهي في عالمنا 
الملدي؟ في الحفيقة: لا ندري! لا ندري بالمرة! ليت كه يعنى تبربت من 
اللشكلة! ما فبرينائن من الممشكلة ولاتداعة:لإن إذا كرك أنت اندر 
كيف يتواصل العنصر اللامادي فيك وهو العقلء مع العنصر المادي» ولا 
تدريء المشكلة الكبيرة في علوم الوعي» وده هانؤلف لها الكتاب القادم 
إن شاء الله لا ندري كيف النشاطات الكهروهميائية النني تدور في المخ, 
المافية د تنتج التجربة بةَ الواعية اللى بسسموها الكواليا 8 اللامادية, 
ل 0 

0 ا كيد 


صفحة | 779 


فلك يا شبحان ألنه! الآن. تقول لاشر 55 فا الل أوففك الآ يا دكتور .وقد 
ملأت الأرض مجيجا وتخليطا في الميتافزيقا وفي الإلهيات في عدة مجلدات» تنقل من 
هذا تارة وتقلد ذاك تارة» وتأقي من كتب الطبيعيين واللاهوتيين بما لا محل له من 
العلم ولا من العقل ولا من الدين» ول ينزل به من الله سلطان؟؟ 
با دكتور» لا يجوز أن يوصف عل الله تعالى باللاماديء لأنها لفظة مغرقة في الإجهال 
والله تعالى لا يوصف بالمجملات! لا يقال الله لامادي ولا يقال إنه ماديء ى| لا يقال 
إنه ليس بجسم ولا يقال إنه جسم وإنها ثبت لله المعاني الصحيحة بالألفاظ السالمة 
من الإجال. ووجه الإجال كا لا يخنى أ ن المادية هي وصف شمل 05 .ما يتناواه 
الطبيعيون بالتنظير او اه للشيء امتداد ولا عحمة يوصف 
بهاء بل ولا وجود في الأعيان أصلا إلا أن يكون "ماديا" (مكونا من المادة)! ولا 
يخنى على الدكتور أن ميتافزيقا أينشتاين صيرت المكان والزمان عنصرين وجوديين 
ماديين» أي لا يوصف بن له أفعالا تتتابع في الزمان فعلا بعد فعل إلا ما كان وجوده 
"ماديا" نوعاء ولا يوصف بأنه في جحمة العلو فوق شيء ماء وبأنه يستوي وينزل 
وبجيء | إلا ماكان "ماديا" نوعا! فإذا كان هذا هو المقصود بالمادة» فتأمل ما يترتب 
على إثبات "اللامادية" ببذا المعنى لرب العالمين من أنواع التعطيلء والله المستعان 
ولا حول ولا قوة إلا بالله! وتأمل كذلك ما يلحق به من القثيل إن أثبتنا له "المادية" 
في المقابل! فلا مخرح من ذلك إلا الامتناع عن الإثبات والنفي جميعاء فلا يقال فيه 
سبحانه إنه مادي كا لا 5 إنه لامادي! ولهذا السبب نفسه قال أئةَ السنة رحمهم 
الله تعالى إنه لا يقال في لله إنه "جسم' ا ٠‏ اللفظة قد 
امرك ع ماني الي راون مداع اق نالعال معان 


صفحة | 7 


كنا وحقائق الخلوقين» ومعان إن نفيت عنه عطلته عن صفاته جل شأنه وصيرته 
كالعدم أو كالصممء فتأمل! 

ثم إن "العم الإلهي" لا "بتدخل" في شيءء وليس جريان الحوادث في العالم ناشئا 
عنه سببياء ونا ينشاً عن الإرادة والمشيئة والفعل والأمر والخلق والكلام الإلهي! 
ولكن لأن الرجل قد اعتنق "ميتافزيقا المعلوماتية" هذه, القائلة بقياس الكون على 
الماسوبء أصبح لا يطلق لفظة "العام الإلهي" إلا وهو يريد بها ما يسميه 
"بالمعلومات"! وانما عدل عن كلمة "معلومات" إلى كلمة "عله" حتى لا يصف الله 
بما لم يصف به نفسه (وتأمل!!)! ولا يخنى أن جعل المعلومات البرمجية المزعومة (على 
القياس الحاسوبي الساقط) هي عل الله التي هي عند أستاذه غيت وأصحابه 
"لامادية" كما سيأتي» يلزم منه أن يكون العلم الإلهي حالا في العالم كصفة ذاتية له 
كها أن من صفات الحاسوب أنه "مبرمّج" ببرنامج مخصوص! وهذا ما يقتضي وحدة 
الوجود أو على أحسن الأحوال الاتحاد والحلول كما تقدم. فعند "غيت" المعلومات 
هي علم الإله تحقيقاء وكذلك عند الدكتور كما هو ظاهر! هو لا يراها شيئا مخلوقا 
منفصلا عن ذات الله سبحانه» ولهذا لما فصّل في كيفية عمل تلك "المعلومات" على 
المستوى الكوانطيء اعقد تأويل كينباغن في مفهوم القياس 22626عتناكهء]/1 وفي 
مفهوم الاتبيار الموجي 56وم 00112 دهةاعهدقء0ة717, تبعا للطائي» ليجعل 
"المعلومات" التي بها يخلق الله كل شيء, إنفا هبي "الترجيح" في "موجة الاحتالات", 
الذي هو ناشئ (على ميتافزيقا بور وهايزنبرغ) عن مجرد المشاهدة الإلهية لكل شيء 
في العالم (أو الرصد الإلهي كما يسميه)! وإذن يلزم القول بأن الخلق والتدبير (أو 
الترجيح أو المعلومات على اصطلاح الدكتور) إنما هو شيء لم يزل ينبئق من الصانع 


٠١ | صفحة‎ 


من الأزل بمجرد كونه موصوفا بمشاهدة امجال الكمومي القديم» على طريقة العقل الفعال 
الأرسطي ! قال الدكتور في حلقة له بعنوان "المصدر المعلوماتي الأعلى": 


اب فل نواعت الك وض السو > 
أيضاء يعني أنا لخصتها إيهء الجزء الى يقصدوه. إيهء في ظل نظريتي 
النسبية والكوانتم» أدركنا أن خروج أي احقال إلى الوجود المدرك» بعد 
ماكان احقالية» فيه احتالات كثيرة كل ظاهرة أو لكل حادثة» عشا 

إلى الوجود المدركء لابد من راصد يرصده. اللي يسموها انميار 
ناك او لل فك لمع ا و بلا القع احتف رمه 
مرصودة. تاني! في ظل ثورة النسبية والكوانتم» أصبحنا ندرك أن خروج 
أي احتال إلى الوجود المدرك, يحتاج إلى راصد يرصدهء لذلكء فإن 
خروج عونا من الاحقالية إلى الوجود المدرك» قد احتاج لوعي وني 
يرصده! تاني 00 بنروز 0 وبول ديفيز» إن خروج كنا من 
الاحتالية تبعا لكوانتم والنسبية إلى الوجود المدرك, ة 7 إلى وعي 
كوني ليرصده! وأنا بأضيفء ومن ثم من الوعي الكوني هو الكيان 4 
لني لا يمكن أن ينج إلى الوجود الدرد! تفي؛ لوعي الكوفي» ال 
رصد الوجود وتقله من الاحتالية إلى الوجود المرصود المدرك هذا الوعي 
وبجعم بع ساد سن ري درف اليا 6 
وأخرجتما من الاحقالية إلى الوجود! وبالتالي: إن و الكوني هو الكيان 
الوحيد الذي لا يمكن أن يخرج إلى الوجود المدرك, إذ ليس هناك وعي 
أعلى منه ليدركه! اذل ك كان ربي عز وجل هو الشاهر الباطن» ربي عز 


صفحة | 717 


وجل هو الظاهر الباطن» الذي لا بخرج إلى الإدراك, ليس هناك وعى 
يدركه! إن ربي عز وجل هو الظاهر الباطن» واللّه تعالى أعلى وأعلم. 


قلت: تأمل كيف وافق الدكتور روجر بتروز وجون ليزلي في وصفهه| الرب جل وعلا 
"بالوعي الكوني". وبننفي صفة "الوجود المدرك" عنه. على ما فيها من إجال فاحش! 

" هو يريد أن يعققد ميتافزيقا كويهاغن التي هي أشبه ما يكون بالكهانة والتنجيم! 
فى| أن حركة الأفلاك والنجوم في السماء لا تأثير لها على مصائر البشر وأحوالهم, 

لا يوصل إلى إثبات ذلك التأثير بأي طريق صحيح معقول» فكذلك لا تأثير مجرد 
حصول الإدراك البصري لمشيء ماء على حال ذلك الشيء نفسه! بل إن ححة مقدمة 
المنجم في دعواه تأثير عات الكواكب والأبراج على البشرء هي أقرب إلى الثبوت 
(على امتناعه) من مقدمة القائلين بآن مجرد حصول الرصد من قبل راصد واع» هو 
الذي يؤدي إلى سقوط ال“حتالات كلها وانحصار الواقع في احتال واحد فقط! وقد 
بسطنا الكلام على وهاء ميتافزيقا كإينباغن هذه في غيرما موضع من هذا الكتاب 
وغيره» ولكن الشاهد أن الدكتور بلتقطها ويطير بها لا لشيء إلا 7 أوصلت بعضهم 
إلى جعل الإله هو "المرخ" الكوانطي بمجرد رصده ما يرصد من أمر العالم! ونسي 
الدكتور أنه حتى يكون للرصد الكوانطي (على تلك الخرافة السمجة) تأثير في واقع 
الموجة» فلابد أن يكون ثمة حالة سابقة للرصد تكون فيها ل حاصلة في 


” والظاهر أن الدكتور عمرو لم يقف على أسطورة إع050010© عذاء/إ© 0606401031 لبنروز 
ولم يسمع بها! فالرجل يعتقد (وإن سألته فسيقول إنه "يقترح" 88645 لا5» على عادة الكوزمولوجيين 
في ذلك) أن العالم قديم لا ابتداء له وإنما تعد فردية الانفجار الكبير المزعومة هذه مجرد مرحلة 
انتقالية من مراحل التاريخ الطبيعي للعالم» ومن ثم يفسر بنروز الإنتروبي العالية للغاية التي تظهر 
في بخلفية المايكروويف لقبة السماء: المشباهدة فى مر اصدهم بأنها تنا تبقى من كون سايق قد فض 
عليه من الأعصار 86005 من بعد انفجاره الخاص به ما جعله يترك خلفه تلك البقايا المتعادلة 
المنتظمة حراريا! فالرجل على أصول دين الكوزمولوجيين الغربيين» لا يثبت صانعا بالغيب ولا 
يثبت غيبا أصلاء وإنما يميل في بعض أبحاثه لجعل الوعي (وما يسميه هو وهوكينغ بالمعلومات 
مأو مسدمعما) ظاهرة كونية كانت ولم تزل تتوارثها الأكوان المتتابعة في أسطورته الهزلية! 
صفحة الرفرض 


الأعيان» ثم تنهار كلها ليبتتى حال واحد للجسيم عند حصول الرصد وعلى أثر الرصد 
نفسه! ثن يجعل الراصد هنا هو رب العالمين» فهذا يشبهه بالراصد البشري في 
لمعل الذى كان قبل الرطيف لأ يرضه: ولا برق ولا وداركها بيكون هو حال اموجه 
3 لما أدرك ذلك بعد الرصد أو القياسء ترتب على ذلك ترجيح أحذ كعات 
على ما سواها! وهذا يقتضي تجهيل الرب وقصر بصره سبحانه على ما بعد الرصد 
دون ما قبله! فإن قالوا ولكن حالة الرب مختلفة لأنه لا يخفى عليه شيء البتة في أي 
لحظة من لحظات الزمان» قلنا إذن بطل قولكم بأن إبصاره للعالم هو الذي تنهار به 
الموجات الكوانطية» لأن وجود الموجات نفسها كوجات على عقيدة بور وهايزنرغ 
ومن تابعههاء لا حصول له في الأعيان إلا في غياب من يرصدها! فإذا ما رصدت» 
انهارت وجوديا وتعينت الجسبات في بعض مواضعها! هذا هو معنى الترجيح الكنوي 
الذي ل يفهمه الدكتور باسل الطائي ولم يفهمه كذلك عمرو شريفء فلم يدركا ما يجلبه 
ف 00 على رب العالمين إذا ما فسبوه إليه سبحانه! هم يلزهم أن يجعلوا رصده 
صدا غير كاشف مميع مادة العام أو يكشفها في بعض | الأوقات دون بعضء وذلك 
حتى يصبح "الرصد الإلهي" هو 2 يحيل الدالات الموجية إلى "موجودات 
مدركة", أو "يخرجحما إلى الوجود المدرك" على حد عبارة الدكتور! ثم إن هذا يقتضي 
كا تقدم جعل الدالة الموجية الكونية قديمة بقدم ذلك الوعي الراصد (الذي لا يحيط 

إدراكه ورصده بكل شيء).» لأنه لم يزل يرصد مواطن من الدالة الموجية القد 
فيحدث ك تقلبات 26055 نطء د21 على حسب "وزمولوجيا الانفجار التي قبلها 
00 اختار في مرة من المرات أن يرصد موجة ماء فيحولها (يمجرد الرصد) 
لى الفردية 0 نشأ منها الكون» وبهذا "ترجحت" نشأة الكون! فعلى هذا يلزمه القول 

بقدم العالم (متمثلا في قدم الدالة الموجية) وإن كان يقول بحدوث الكون! فإذا كا 
بقبل القول بكونية الوعي المزعوم كا ترى» وبأنه لم يزل تنبفق منه الخلوقات من طريق 


صفحة | ع7 


الترجيح الكنوي بمجرد ثبوت رصد العالم في حقه كصفة ذاتية» ولم تزل تلك المراصد 
بمنزلة بث "المعلومات" الإلهية في العالمء ويجعل ذلك كله هو تأويل اسم الله تعالى 
"الباطن". فهو ملزم إذن 9 هؤلاء الطبيعيين على جعل الباري مجرد وعي كني 
طبيعي كلي متلبس بالعلم» وإن كان قد اتفق له أن كان "غير مادي" بحيث لا يرصده 
شيء» وهو يرصد كل شيء! وهذه هي وحدة الوجود الطبيعية غير المادية التي زعم 
الدكتور أنه لا يوافق أصحابها علبهاء واللّه المستعان! 


لا نبالي بما يقوله الدكتور في التبرؤ من تلك النحلة» فإن جميع الطرق التي سلكها 
تفضي به إليها لزوما واقتضاءء ولا حول ولا قوة إلا بالله! فلا يبرأ منها تحقيقا حتى 
يصرح بالتوبة وا التراحم عن ذلك الع لعبث الفلسفي الميتافزيقي 0 الكلية 
الباطلة والفروع | الفاسدة ١‏ الي أدت بد العا وإلى غيرها من ب الحهمية والعدوان 
على صفات الله وأفعاله» وإذا لله وإنا إليه راجعون! ومن ذلك 0 الخلق 
- الحو ا العمل الإلههى » ينتبين 
الدكتور في الحلقة الأخيرة من سلسلته تلك الني ترجم لها بقوله "ليس الشهادة 
كالغيب"” إلى أن يتأول - كما هو متوقع - كل آية يرد فيها ذكر الخلق بقوله تعالى 
كن" وأن يقرر مزيدا من تعطيل الله عن صفاته وأفعاله على ما يناسب ماأكينته 
النيوتونية وسببيته المغلقة (التى سماها تلبسا بانغلاق المادة والطاقة!)» فيقول: 
في الحقيقة محتاجين لهذا اللقاء الأخيرء من أجل أن 00 شديد: 
بيقع فيه كثيرون» ومن المتفقهين في الدين» اللبي هو الخلط بين عالمي 
ا والغيب. جاءتني رسالة من إبنة فاضلة قارئة تدرس طب 
الأسنان في جامعة الموصل بالعراق» قالت لي الموصليةء تحدثنا عن 


7١0 | صفحة‎ 


١١7 | صفحة‎ 


شيء بيحدث عبر أزمان طويلة» وفي أماكئ مختلفة. ويحدث تبعا 
لقوانين» قانون انتخاب طبيعي» وقوانين طبيعية أو قوى طبيعية 
بتحدث طفرات و.. و.. و.. إلى آخره. قلت لها: نعم! قالت لي» وفي 
نفس الوقت» أنتم بتقولوا أن ربي عز وجلء خارج منظومة الزمان 
وخارج منظومة المكان» ولا تحكمه قوانين ولا قوى ولا أسباب ولا 
حاجة أبدا. قلت لها: نعم! قالت لي: كيف ؟ إذا كان ربي خارج منظومة 
الزمان والمكان والقوانين» فكل شيء بالنسبة له آني» خارج الزمان» 
آني لحظي: ما فيش بكره وامبارح ومن مليار سنة واتنين مليار سنة» 
فيبقى القول بالخلق الخاص المباشرء بكن فيكون: هو الأصوب! مش 
القول بالتطور! شكرت الحقيقة الفتاة جداء وقلت لها هذه ملاحظة 
عبقرية! هل قرأيتها في كتابي حادي العقول؟ أنا كتبتها في حادي 
العقول! قالت لي لا واللّه ما قرأتها. إنما ده تفكير بدممي يعني. قلت لها 
سبحان الله الذي ترينه بديهياء يعضل على الكثيرين! يعضل على 
الكثيرين إزاي؟ الموضوع ببساطة يا إبنتي» أن الوجود يشبه العملة 
صذهن. له وجمان. عالم شهادة وعالم غيب. لكل قوانينه وقواعده. احنا 
بنتعامل مع العملة ييبقى فيه وجه فيه صورة ببشغل مراكز رؤية الصور 
والذاكرة في الدماع, ووجه آخر كتابة ببشغل مرآكز أخرى وقواعد 
أخريق وقوانين في الدماع. فكذا خال الودوة1 .هو الوتجود فوا 
عالم غيبء وعالم شهادة. لكل منها قوانينه. اللبسء لو حبينا نطبق 
قوانين عالم الغيب على عام الشهادة» أو نطبق قوانين عالم الشهادة على 
عالم الغيب. 


قلت: للوهاة الأولى» عندما تسمع الدكتور يتكلم عن عالم الغيب وعالم الشهادة» وأنه 
لابد من نصب الفرقان الصارم بينهماء تتوهم أنه يوشلك أن يقرر مذهب أهل السنة 
في تلك القضية الخطيرة» وأن يقول إنه لا يجوز التنظير في الغيبيات بأي نوع من 
أنواع الفياس» لأن مبدأ التنظير نفسه فا هو نقل للحكم من اه 
بالقياس! ولكن ما كنا لنتوقع ذلك من جممي متفلسف غالء شالك اللده الساكدة! 
فنقول ابتداء إنه عندما يطلق الدكتور لفظة "غيب" فلا يريد بها ما عليه أهل السنة 
من استعالها | هو واضع! فهو قد استوعب (على ميتافزيقاه الطبيعية المعدلة) تاريد 
الكون من أولهء بما في ذلك حوادث نشأته, كما استوعب جميع السماوات وما فيها 
وجميع الأرضين وما فهاء فلا شيء في ذلك عنده يقال له غيب أصلا! وإنفا يقصد 
بالغيب ما يقع خارج الكون» أو خارج "الطبيعة"! ولكن عند التأمل في ميتافزيا 
أينشتاين التي يتبناها لتصور عالم الشهادةء تجد أنه يجعل الزمان والمكان مقصورين 
على الكون (الذي هو - بكليته - عام الشهادة عنده)» ويجعل الله خارجا عن 
"منظومة الزمان والمكان"! فعلى ميتافزيقاه يلزم ألا يكون ثمة خارج للعالم ولا قبله ولا 
بعده» لأنه بجسب ميتافزيقا النسبيتين» لا معنى ولا حقيقة للزمان ولا للمكان إلا في 
إطار الزمكان! أي ليس يوجد في الأعيان شيء تجري عليه معاني الزمان ومعاني 
المكان إلا أن يكون جزءا من الكون المخلوق» واللّه "خارج" عن ذلك! فا معنى هذا 
"الخروج" إذن ؟ كلام توههي فاسد لا حصول له في 0 العقلاء. ولا مقتضى له 
إلا القول بوحدة الوجود الطبيعية السبينوزية الني اعتنقها أينشتاين كما ببناه في غيرما 
موضع. فعلى عقيدة الور عمروء يازم ألا يكون لله وجود "خارج" العالم إلا على 
سبيل المجازء لأنه لا جريان لمعنى الخارجية على شيء إلا أن يكون واقعا في الزمكان ! 
ويلزم كذلك آلا يكون لله وجود قبل العام كذلك إلا على سبيل الجازء لأنه لا حصول 
لمعنى القبلية على شيء إلا أن يكون واقعا في الزمكان ! 


صفحة | 771 


أما ذلك التصور الذي جاءت به الفتاة المذكورة» وصدق عليه الدكتور و ينكرهء بل 
سألها عا إذاكانت قد نقلته من كتبهء فهو تصور متناقض في نفسهء ولا يجري على 
ميتافزيقا الزمكان على الحقيقة كما يبدو أن الدكتور يتوهمه! فهي تقول» على حد نقله: 
"إذا كان ربي خارج منظومة الزمان والمكان والقوانين» فكل شيء بالنسبة له آني» 
خارج الزمان» آني لحي ' ما فيش بكره وا امبارح ومن مليار سنة واتئين مليار سنة» 
فيبقى القول بالخلق الخاص المباشرء بكن فيكونء هو الأصوب"؛ وهو يقرها على 
المقدمة وإنما يستنكر عليها النتيجة! وتقول إن هذا الكلام متناقض في نفسه بالنظر 
إلى أن الذي يعتقد عدم جريان معاني الزمان على رب العالمين» يتناقض إن قال إن 
كل شيء بالنسبة له آني لحظي» يقول للنشيء كن فيكون بلا زمان! فن الواضم الجلي 
أن قولنا بالآنية هو قول بالزمانية» إن كان المراد بالآنية "الآن" في اللغة! يريد الرب 
الشيء فيخلقه خلقا آنياء أي على التو والفور» وهذا ولا شك من لحني الزمانة لني 
يتعين على من يعتقد أن الله "خارج الزمان" أن يعطله عنها بالكلية! لا يقال للشيء 
إنه فاعل أو إنه فعل (بالماضي) أ و يفعل (في الحاضر) أو سيفعل (في المستقبل). 
إلا جريا على معاني الزمان والترتيب الزماني ضرورة وبداهة! ولهذا قلنا إن الذي ينفي 
المعاني الزمانية عن رب العالمين فهو يعطله تعطيلا تاما عن جميع صفاته» بما يتتتضي 
عدميته ونفي وجوده بالكلية! فجرد أن نقول لشيء ما إنه موجودء هذا لا معنى له 
في العقل ولا في اللغة الطبيعية إن لم شقل على متعلق زماني ما »قصه1, أي كن 
هذا المعنى المثبت هو وصف للشيء الموصوف به في زمان حاضر (أنه موجود الآن 
تحقيقا)! ولهذا صنف النحاة الأفعال إلى فعل ماض وفعل حاضر وفعل مستقبل» وم 
يوجد في قسمتهم ولاكان يتصور أو يوجد فعل "لازماني" أو "آني" بمعنى أنه لا تجري 
عليه متعلقات الزمان معنوياء كما هو استعال الدكتور للفظة "آني" ها هنا! فالأمر 
الذي يجب أن يفهمه الدكتور وأتباعه هداه اللهء هو أنه عندما يقال "ماش بكرة 


صفحة | / 7 


ال اي 


لا امبارح ولا بعد مليار سنة" فإنه يلزم وجوبا وضرورة ألا يكون ثة 
أصلاء ولا إرادة ولا حياة بل ولا وجود البتة ىا تقدم؛ ذ فيصبح الرب إذن عدما لا 
ا 00 حقيقة فكب كا ل 
يخنفى تدل فيه الفاء والمضارعة في لفظة "فيكون" على الزمانية» وعلى التعقيب مع 
السرعة! يقول سبحانه للشيء "كن" فإذا به يكون عقب ذلك القول الإلهي مباشرة! 
فالني يزع أ ن الله لا تجري عليه معاني الزمانية» لزمه أ ن يكذب القران وأن يدعي 
0 لديل ول قئال يوان فل تقلى عل اللفنةا هله ابا 

لقارئ الكريم: ٠‏ هو "عام الغ لغيب" الذي يريد الدكتور أن يؤسس تصوره على ميتافزيقا 
النسيية! عالم عدي لا يحدث فيه شيء أصلا لأنه لا حدوث إلا في الزمان والكا 
(حدث يحدث فهو حادث). ولا يوجد فيه شيء البتة لأنه ليس في العقل ولا في 
منطق اللغة إثبات لعاني الوجود تجردا من معاني الزمان والمكان» فتأمل كيف أحا 
الرجل ربه إلى العدمية | الحضة بجرة قلم | يقولون» وبابتسامة المنتصر النشوان على 
وجتحهء بثي على السائلة المذكورة "عبقريتها" ثم ينسب الفكرة لنفسه في زهو ظاهرء 
نأل الله السلامة! "١‏ 


'” قال الدكتور في كتابه "كيف بدأ الخلق" (ص. 3579): 


ولا شك أن الاعتراض الأكبر على التطور الموجه يأتي من قبل المتدينين في الغرب 
والشرق على السواء. فهم يرفضون فكرة أن الله يستخدم في الخلق آلية التطور التي 
يعتقدون أنه لا يمكن تحريرها من العشوائية. ويرى هؤلاء المعارضون أننا إذا رجعنا 
بالزمن بضعة منات الملايين من السنين» ثم سمحنا للتطور أن يحدث مرة أخرىء فقد 
نخرج بنتيجة مغايرة تماما لما نحن عليه الآن. فعلى سبيل المثال» هذا النيزك الهائل 
الذي اصطدم بالأرض منذ خمس وستين مليون سنة وأدى إلى انقراض الديناصورات» 
ماذا لو لم يقع هذا الحدث العشوائي؟ ربما أثر ذلك على ظهور الإنسان» وربما أصبحت 
المحصلة أن يستقر المخ الإنساني المتميز بهذا الذكاء الهائل في أحد هذه الزواحف! 
إذن كيف يتمشى ترك الأمور للعشوائية (كما يتصور الخلقويون) مع الإيمان بطلاقة 
المشيئة الإلهية التي اقتضت إخراج الإنسان في توقيت محددء على أحسن تقويه؟ 


١9 | صفحة‎ 


قلت: أولا من هم المتدينون هؤلاء الذين يعترضون في الغرب والشرق على التطور الموجه؟؟ 
وبأي دين تدينوا على وجه التحديد؟؟ وعليه فهل ترى أنت نفسك (وأنت القائل بالتطور الموجه) 
متدينا أم لا تراك على دين؟؟ تقدم أن الدكتور يجري على طريقة الفلاسفة الغربيين المعاصرين» 
واللاهوتيين الذين قرأ لهم؛ في الفرقان بين أصحاب الأديان التي تثبت إلها ما (يجمعهم كلهم في 
سلة واحدة على اختلاف مللهم وعقائدهم)» وأصحاب الأديان والفلسفات التي لا تثبته في المقابل. 
وقد مر معك في هذا الكتاب بسط الكلام على ثمرة ذلك المنهج الفاسدء فلا نعيد. 


ثانيا: قد أطلنا النفس كذلك في بيان أن التطور الدارويني لا انفكاك له ولا لقصة التاريخ الطبيعي 
التي تأسست عليه؛ من العشوائية الوجودية» فلا داعي للإعادة. تلك العشوائية تقتضي ولا شك 
نفي العلم الإلهي والتقدير السابق والحط على قدرة رب العالمين» وتقتضي أننا لو قدرنا أن أعيد 
خلق العالم على نفس النظام ونفس الوتيرة وتركت سننه الطبيعية لتجري فيه كما جرتء لما أمكن 
التنبؤ بما يؤول إليه التاريخ الطبيعي؛ ولربما لم ينشأ الإنسان أصلاء أو لربما رأينا الصراصير 
أو الضفادع أو النسانئيس هي التي تنشئ الحضارات وتعمر الأرض وتعلو في البنيان (كما في 
رواية "كوكب القردة" للروائي الفرنسي بيير بول مثلا!)! هذا الاقتضاء لازم للدكتور على مذهبه؛ 
وهو تمثيل بالصانع البشري يقتضي تعطيله عن شطر من صفات ربوبيته كما لا يخفى! فتأمل 
كيف يخرج منه الدكتور! يفر منه إلى ما هو أقبح منه وأضل سبيلاء كما هي سنة الله الماضية في 
الجهمية في كل عصرء لا تبديل لخلق الله ولا عجب أن يعامل الجهمي بنقيض ما يدعي أنه 
قصده. فهو إذ يزعم أنه يريد تنزيه ربه وتصحيح المعتقد فيه» فإنما يريد في الحقيقة أن يدفع عن 
نفسه إلزامات أهل السنة» المترتبة على اعتناقه ما اعتنق من نظريات الفلاسفة! فلو صدق الدكتور 
لدفع دعوى التطور من سلف مشترك من أساسهاء ولأعلن أنه يقف في أمور الغيب على ما أجمع 
عليه السلف من اعتقاد فلا يزيد ولا ينقص ولا يبدل قيد أنملة! ولكنه اختار أن يذهب - تحت 
دعوى التنزيه - مذهبا يحيل رب العالمين إلى العدم المحضء الذي لا حاضر ولا ماضي ولا 
مستقبل في أفعاله» بل لا يوصف بشيء من الصفات الفعلية أصلاء وهو يرى أنه ينزهه عن 
مشابهة المخلوقين في نقائصهمء ولا حول ولا قوة إلا بالله» يقول: 


الخروج من التضاد: إن لذلك التضاد الظاهري تفسيرا يخرجنا من كل هذا الاختلاف» 
ويضع الأمر في منظومة متناسقة» إنه اختلاف النظرة إلى الزمن بين الحق عز وجل 
وبيننا. فالله الموجود خارج المكان وخارج الزمان» لا يخضع لمفهوم الماضي 
والحاضر والمستقبلء لذلك فعملية الخلق بالنسبة له عملية كلية آنية» فالله يخلق كل 
شيء دفعة واحدة (إذا صح التعبير) ويحدد توقيت ظهوره إلى الوجودء سواء خلق 
المجرات والنجوم والكواكبء أو ظهور الحياة والتطور ونشأة الإنسان» أو إنجازات 
الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والبيولوجيا. ومن ثم؛» فإن كل طفرة تبدو لنا عشوائية» 
هي في الحقيقة محسوبة في مكانها وزمانها في علم الله الأزلي القديم. إذا فقدرة الله 
عز وجل وراء خلق كل شيء.ء بينما يبدو الأمر لنا أنه قد حدث بخطوات عشوائية. 
ومن ثم فالخلق عند الله عز وجل خلق واحد آني مباشرء وإن بدا لنا باعتباره خلقا 
تطوريا. إذا أدركنا ذلك» زال الحرج بين القائلين بالتطور الموجه وبين الخلقويين. 


صفحة | 000 


قلت: أولا ليس هذا تضاداء بل هو مناقضة! القول بالتطور العشوائي يناقض القول بالخلق الإلهي 
المحكم وبخلق آدم على أحسن تقويم! فإما أن يكون الله قد خلق المخلوق على أحسن تقويم وأكمل 
ما يحصل به المقصود من خلقه من أول يوم؛ وإما أن يكون قد خلقه ناقصا معيبا أولا ثم طور 
عليه! لا ثالث للصفتين» فلا يرتفعان ولا يجتمعان! ثانيا: ليس هو ظاهريا (إن كان المراد بهذا 
التركيب: ما يظهر وكأنه تضادء وليس كذلك على الحقيقة)» بل هي مناقفضة صريحة حقيقية لا 
خروج منها إلا بترك إحدى العقيدتين: إما الخلق الإلهي المحكم الكامل من أول يوم (أو ما يسميه 
الدكتور ومن شاكلهم بالخلق الخاص)» وإما التطور الدارويني الذي لا تبدأ فيه الحياة إلا بأصل 
هين منحطء لا يكاد يخدم غرضا ولا يقوم بوظيفة! 


ثالثا: قوله "إن لذلك التضاد الظاهري تفسيرا يخرجنا من كل هذا الاختلاف» ويضع الأمر في 
منظومة متناسقة» إنه اختلاف النظرة إلى الزمن بين الحق عز وجل وبيننا. فالله الموجود خارج 
المكان وخارج الزمان» لا يخضع لمفهوم الماضي والحاضر والمستقبل, لذلك فعملية الخلق بالنسبة 
له عملية كلية آنية» فالله يخلق كل شيء دفعة واحدة (إذا صح التعبير) ويحدد توقيت ظهوره إلى 
الوجود" قلت: من أين لك بأن الله "موجود خارج المكان وخارج الزمان"؟؟ ما معنى المكان أصلا 
وما معنى الزمان؟ حسبنا من القرآن آية واحدة نحاججك بها ههناء ألا وهي قوله تعالى: ((إِنَّ رَبَكُمْ 
الله الذي خَلَقَ السسّمَاوَاتٍ وَالأَرْض فِي مِنَّة أَيَّام ثم امنتّى عَلَى الْعَرْشٍ)) الآية [الأعراف : 4 5]» 
فإذا قلنا إن الله الآن فوق عرشه. كما هو معنى "استوى على" في لسان العربء أيكون هذا مكانا 
عندك أم لا يكون؟؟ إن قلت ليس مكاناء نقضت معنى الفوقية وعطلت صفة العلو رأساء وجعلت 
فوق العرش كتحته في حق الله! هو يقول إنه على العرش وأنت تقول إنه لا يوصف بهذا المعنى؛ 
نسأل الله السلامة! وإن قلت بل هو مكان» نقضت قولك بأنه "خارج المكان"! ولا يخفى ما في قول 
القائل "خارج المكان" من تناقضء إذ ليس "الخارج" إلا مكانا (أو داخلا في معنى المكان) كما 
أن الداخل مكان ضرورة! وكذلك يقال في الزمانء إذا قلنا إن الله خلق السماوات والأآرض في 
ستة أيام ثم استوى على العرشء فهل هذا عندك يعني أن الله كان في لحظة ماضية خالقا العالم» 
يوما بعد يوم» ثم في لحظة لاحقة في الزمان (بعد تمام اليوم السادس) استوى على العرشء أم أنه 
خلق العالم واستوى على العرش معا في نفس اللحظة (نفس الآن)؟ إن قلت إن ذلك كله كان منه 
في آن واحدء نقضت قوله بالأيام الستة وقوله "ثم استوى"؛ وعطلت الصفة وكذبت ربكء وإن 
قلت كما هو اعتقاد المسلمين إنه كان في حال يخلق فيها السماوات والأرضء يحدث خلقا في اليوم 
الأول ثم يحدث خلقا آخر في اليوم الثاني ثم غيره في الثالث» يوما بعد يوم إلى تمام الستة» ثم هو 
الآن مستو على عرشه. فقد أبطلت قولك "خارج الزمان" فتأمل!! الله تعالى يقول إنه خلق السماوات 
والأرض في سنة أيام» وهذا يقول إن الخلق كله حصل في آن واحد في "دفعة واحدة"؛ نسأل الله 
العافية! 


ثم ما معنى "لا يخضع لمفهوم الماضي والحاضر والمستقبل"؟ معنى الخضوع ليس له تعلق 
بالنسبة المكانية أو النسبة الزمانية أصلا! وإنما يقال للشيء إنه خاضع لشيء آخرء إذا كان مضطرا 
إليه لا يملك منه فكاكا! فيقال للمخلوق إنه خاضع لمكانه» بمعنى أنه مضطر للبث فيه؛ محاط به 
إحاطة لا يملك منها فرارا! وهذا ولا شك يصح على جميع المخلوقاتء إذ لا فكاك للمخلوق من 
المكان المخلوق الذي خلق بحيث لا يغادره إلا بالموت! أو يقال إنه خاضع لزمانه خضوعاء بمعنى 
صفحة | ١2١‏ 


ثم يمضيء على الترتيب المهجي المعتاد عند كل جححمي, ليتقرمط على كلمة التكوين» 
بعدما أخرج ربه من أن يكون حيا مريدا فاعلا على الحقيقة من حيث لا يشعرء 
ليضع نظريته في المع بين كلمة التكوين وبين الميكانيكا النيوتونية من جانبء والتطور 
الموجه من جانب آخر فيقول: 


تعالوا االنوفت كل ايليل الال آنا يدها :ادك نادت يكن 
فيكون» رب العزة خلقني بكن فيكون, هذا في عام الغيب! إنما لا جاء 


أنه لا يملك مفارقته إلى زمان غيرهء فيؤخر زمان مولده أو يقدمه كما يحلو له» فيختار أن يولد 
في زماننا هذا بدلا من أن يولد في عصر الفراعين مثلاء أو في عصر الإمبراطورية الرومية! 
أما أن يقال إن الله "ليس خاضعا لمفهوم الماضي والحاضر والمستقبل". فمثل ذلك كمن يقول: 
"إن الله ليس خاضعا لمفهوم الوجود". فمن الذي فهم من قبل إن وصف الرب بالوجود هو 
"إخضاع" له سبحانه "لمفهوم الوجود" (هكذا!)؟؟ وعلى هذا فقس في جميع صفاته سبحانه! لا 
يخضع الموصوف لصفته وإنما تلازمه (معنويا) ما دام موصوفا بها! قوله "الله يخلق كل شيء 
دفعة واحدة (إذا صح التعبير) ويحدد توقيت ظهوره إلى الوجودء سواء خلق المجرات والنجوم 
والكواكب,. أو ظهور الحياة والتطور ونشأة الإنسان» أو إنجازات الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا 
والبيولوجيا. ومن ثم» فإن كل طفرة تبدو لنا عشوائية» هي في الحقيقة محسوبة في مكانها وزمانها 
في علم الله الأزلي القديم." قلت: ما معنى أنه يخلق كل شيء معا في لحظة واحدة ثم يحدد توقيت 
"ظهور" كل شيء؟ أليس الخلق هنا والإظهار كلاهما بمعنى الإحداث؟! 


إن هذا الكلام حاصله أننا نتوهم تفاوت الأزمنة وتراتبها في حوادث العالم توهماء وأن الواقع في 
خلق الله ليس كذلكء؛ وإنما كان الخلق كله حادثا واحدا لا ماضي فيه ولا حاضر ولا مسقبل! بل لا 
يقال إنه "كان" أصلاء لأن ذلك يقتضي جعله حادثا قد وقع "في الماضي": بل يلزم أن يقال إنه لا 
يوصف بأنه كان أو جرى أو إنه كائن الآن أو إنه سيكون غدا! فأي شيء هذا الذي لا يوصف 
بأنه كان أو حدث في الماضي تحقيقا أو بأنه حادث الآن أو بأنه يحدث غداء إلا الوهم الذي لا 
حقيقة له؟ وإذن فالله ما خلق ولا رزق ولا دبر ولا قدر ولا.. إلخ» ولا هو فاعل ذلك كله الآن» 
ولا يفعله كله غداء لأن معاني المضي والحضور والاستقبال منتفية عنه كلها! فأي شيء يكون 
هذا إن لم يكن تجريدا له من جميع صفاته وأفعاله التي بها أثبتنا لها الربوبية واستحقاق التأليه 
والعبادة» سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا؟؟ 


ثم ما علاقة ذلك العبث بنسبة العشوائية أو نفيها إلى أفعاله سبحانه؟؟ أين الجواب عن نسبة العشواء 


الوجودية لأفعال الخلق الإلهي؟ الدكتور كأنما رأى أن المخرج من نسبة العشوائية لبعض أفعال 
الله تعالى» إنما هو نفي كونه فاعلا من الأساسء فما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل! 


صفحة | 7617 


١1٠ | صفحة‎ 


كن فيكون يطبق في عام الشهادة. دخل في أطر عام الشهادة» اللي 
ا كلا ا ل ل 

لغيبء احتاج في عام الشهادة إلى تفعيل لقوانين وقواعد اجتاعية, 
منظكومة مة الزواج والدي ا والدتي» احتاج لقوانين أقتصادء ذه فيه 
حر وفيه شبكة وفيه مؤخر و.. . و.. و.. إلى آخره. احتاج لقواعد 
لدم أشهر! كل ده بكن 
فيكون! تطورت في بطن أي تسعة أشهر! فالقضية نفس الشيء! ما 
يتم في عالم الغيب» أمر عندما ينتقل إلى عالم الشهادة» يخضع لقوانين 
عالم الشهادة. عشان كده نيوتن عندما توصل لقوانينه قال مقولة جميلة 
جدا: "لقد أراد الله أن يعلمنا كف يدير الكون"! وفرانسيس كولينز 
قال مقولة مشابهة» لا فكوا مشروع الجينوم» قال: لقد شاء لله أن 
يطلعنا على اللغة التي خلق ها الحياة» فيه شيء بيتم في عام الغيب» 
عندما ينتقل إلى عالم الشهادة يبأخذ شكل آخر. 


لو رجعنا للآية الكريمة ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن 
فيكون))» هذا أمره! هذا شأنه! هذا في عالم الغيب كن فيكون! أما في 
عالم الشهادة ((قُلَ سِيرُوا في الْأَيْضٍ فَانظرُوا كَنِق بَدَأُ الْحَقَ))؛ قل 
سيروا في الأرضء ده مكان! فانظرواء دي آلياتء كييفء ده قوانين 
استعملهاء بدأ. ده إطار زمان» الخلق! حطوا الاثنين أصاد بعض! كن 
فيكون» أمرهء هذا أمره هو! عندما انتقل هذا الأمر إلى عالم الشهادة, 
انتقل بقوانين عالم الشهادة: الزمان والمكان و.. البي هي السنن الكونية. 


قكا هله جد رقنة قز قيال ا بر سول دوا قوف إلا بلدا هال عل 1 
الشيء الذي ترونه يخلق ب ين أيديكر (كخلق اجنين في يطن أمه) كان أمر 
إذا أراده أن يقول له "كن". فيبدأ خلقه على الفورء تصدر الأوامر 007 
طحا را راو امسو الات انور ا ردم ووكيز» اريك 
ملك بنفخ الروح وكتابة الكلمات الأربع كما في قوله عليه السلام "ثم يرسل الله إليه 
المأك فينفخ فيه ل ". فكل ذلك أ 0 
منها بسب مراد الرب جل وعلاء فيحصل المراد على ما هو مراد» إذ يعمل كل 
ملك بالآمر النازل إليه فورا كلمح البصمرا فإذا قيل للملك أن ينزل لينفخ الروحء 
شرع في النزول فورا بلا تراخ ولا إبطاء وما كان له أن يتراخى أو يخالف أو يسهو 
أو يعرض عليه ما يمنعه من فعل المأمور والإتيان به بحذافيرهء فنفخ الروح وقمّا أراد 
سبحانه أن يكون نفخها كينها أرادء الل اي يه 
رخ و لا إبطاءء وكان قبضه كينها شاء سبحانه وقتّا شاء لا على غير ذلك! هذ 

عل للسلفونة أعل للك فم هذه نا ق ايو عارذ تسل ها ١‏ 
لك فيه من نصوص الوحيين تفصيلا. 


وأما الدكتور فيزع أ نه يكون للشيء الواحد خلقان وتكوينان معاء خلق في الغيب 
ني أو مباشر (على الفور) بكن فيكون» وخاق آخر للشيء نفسه في الشهادة لا يكن 
فيكون ولكن على التراخي بالقوانين النيوتونية! وهذا باطل قطعاء مضاد للمعقول 
ومصادم لظاهر القرآن (وسنرى فيا يأتي بعد أنه نقضه من حيث لا يشعر في كتابه 
كيف بدأ الخلق")؛ وإنما هو خلق واحد وتكوين واحدء يجري حيث يريده 00 
مايه لغيب أو في ا ل ا 
مر! فالله 5 يقول: ((بَدِيمْ السّمَا َاتِ وَالَرْضٍ وَإذَا قََى أُمْرا وما يعُول 1 


صفحة | 76 


كُن فَيَكُونُ)) [البقرة : ١17‏ اوس" 0 َب أن يَكُونُ لي وَأد وله 
فسني بَشَرٌ قَالَكَذَإِكِ الله يَخْلْقُ ما يَشَاءُ إذَا قَصَى أَمْرا نما يعُولَ له كن فَيَكُون)) 
[آل عمران : 27] ويقول: ((إِّمَا فوْلنَالِنَيْءِ د 007 عُولَ له كن تون 
[الفحل 44:2 ] بويقو((4ا كأق الله أن يكهد وو :ول نتيعانة إذا قطي أمرا انها 
قُولُ لهُ كن فَيَكُونْ)) [مريم : 5] ويقول سبحانه: ((إِنَما مره إدا أَرَادَ شتا أنْ 
كول 4 كن فيكوق)) إن 15]ء:ويقزل هو ابي كي ونفبيث 00 
ا ل 0 نه ليس شأنه إذا 

شيئا أو قضى أمراء أي شيء أو أي أمرء إلا أن يقول له فيكون, 0 شاء 
وكا أراد سبحانه, كل مراد بحسبه» ينزل به الأمر الذي يناسبه, فتعمل به الملائكة 
فورا بلا تراخ» فلا يزيد في جميع ذلك سبحانه على أن يقول لما يريد "كن" فيكون 
كا يريد! وهذا هو المعنى بإجاع المسلمين! فالله تعالى خلقه كلام ورزقه كلام ووحيه 
كلام وقضاؤه كلامء يقول 0 فكوي لا بويد عل ذلك! 


رت 0" 0 نارلة على املائكة ناء ال 0 
ذلك مرارا في غير موضع! أما رن وو لسرع ره ا زرررير يه 
ولا مكونا على الحقيقة» ولا علاقة لما يجري في العالم من تولد للأشياء بأمره ولا 
بتكوينه الذي صيره الدكتور أمرا واحد حدا آنيا لا فرق فيه بين شيء وشيء أو بين مراد 
ومراد» ولا بين ماض وحاضر ومستقبل» ولا معنى فيه للحدوث والتجدد أصلاء 
الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا باللّه! 


١254 | صفحة‎ 


صل الدكتور فيقول» كاشفا عن حامله وداعيه لنفي نسبة التزتيب الزماني 
0 الزماني إلى أفعال رب العالمين: "يعني كلنا تتحدث؛ حتى المنكررين على 
هذا التصور» يتحدثون عن السأن 0 ينا بيدير الكون بسأن 
كئنية؟ يقول لك لآ ده هو بكن فيكون! تطور إيه اللي أنتوا بتقولوه ده! وكآن ربي 
أراد أن يخلق ب ا سي 
فطوره! ... حاشا للها عند ربي» إذا كانت منظومة الخلق ديء اللي هي التطور 
البيولوجي عندنا إحنا تطور زمني» هو عند ربي مش كده! هو عند ربي خارج 
الزمان! يمقى أفي! هو تطور عندناء عند ربي هو خلق خاص!" اه 
قلت: هذا هو ما تفتق عنه ذهنك من حياة لإقناع نفسك وآتباعك بآن القول بالخاق 
بالتطوير لا يقتضي نسبة النقص المبين إلى رب العالمين كما يتهمك به المخالفون؟ أن 
ما نراه نحن في عام الشهادة تطويرا من أصول منحطة» إمما هو خلق آني مباشر في 
عالم الغيبء لا تطوير فيه ولا تحسين؟؟ يا للعبقرية! من أصر على أن آدم خلق من 
ل ا اعتقاده ذاك ولا | ل 
عليه أن يجعله هو فعل الخلق الإلهي في "عالم الغيب". وأما في "عالم الشهادة". 
خقيقة ذاك أنه خلقه على ا 00 
ظ ا 00 البطيء يتد لما يقرب من ثلاثة ونصف بليون سنة! فلا أدري 
أم أبكي! يا دكتور هذا الخرف الذي أضفته إلى داروينيتك» لا يزيد 
0 لله! قبل هذا ا التطور الموجه» والآن 
أصبحت متلبسا ببدعة التطور الموجه الآني» التي تقول إن الإفسان مخلوق خلقا 
مباشرا وخلقا تطويريا معا في نفس الوقت! فلكاني به يقول؛ الخلق المباشر من الطين 


صفحة | 771 


هذا شانه» هذ 


١ 


الله ! 


ثم يقول: 


قلت: سبق أ 


آنا باقول هذا الكلام ليه في إطار الحلقة الأخيرة عن المعلوماتية» عشان 
البعض ممكن يقول» قاعد يكلمنا على مغلق سببيا ومغلق معلوماتيا 
ومغلق ماديا 0 القوانين وان بنرصد إيه في المادة, ده 
ربي بيعمل بكن فيكون! نفس الة لقضية اللي اتكلمنا فيها في البيولوجي, 
تنطبق هنا! ربي يعمل بكن فيكونء هذا أمره! أما عندما ينتقل إلى 
هناء ينقلنا نقلا إلى عالم الشهادة» فقل سيروا في الأرضء فانظروا 
كيف بدا الخلق! من أجل ذلكء عندما قال ربي» إفي جاعل في الأرض 
خليفة» ارتبطت بعام آدم الأسماء. ليه؟ كيف نقف عند إدارة الكون, 
بكن فيكونء ونأتي نحن خلقاء. هانعمل إيه بالخلافة؟ ؟ كيف سندير 
أمر هذا الكوكب ؟؟ إذا كان ربي يديره بكن فيكون» فكيف نحن 
نديره؟ لا يمكن أن نديره إلا أن نتعلم الأسماء التي هي من المعلومات: 
التي هي من قواعد عالم الشهادة» لولا الفرق ما بين عالم الغيب وعالم 
الشهادة» لما أمكن أن نكون إني جاعل في الأرض خليفة! 


أن ببنا في غير موضع أنه لا علاقة لآية العنكبوت (كيف , بدا الخلق) 


بشيء مما يريد. الآية فيها محاججة للمخاطبين بها بما هو ظاهر لهم من حقيقة آن الله 


صفحة | 7121 


تعالى يبدا الخلق في الحياة الدنيا تحت أعينناء خلقا من بعد خلق» ومن حفيقة أن 
العام نفسه مخلوق بداهة وضرورة» مركة أجزاؤه في بعضها البعض أحكم ترب 
وأحسنه وأضبطه. فإذا كان الحال كذلكء, فكيف يظن به ألا يقدر على بعث الموق 
واحياء العظام وهي رميم» وعلى إعادة خلق السماوات والأرض بعد هدم ؟ ؟ هذه 
الحجة التي فهمها المسلمون من هذه الآية عبر قرون الأمة بلا مخالف قبل عمرو 
شريف! ولمعناها نظائر مستفيضة في القرآن» كما في قوله تعالى: ((ُوَلَمْ روا أنّ الل 
اَي خَلَقَ السّمَاوَاتٍ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يفي بخَلَتينَ بَِادِرٍ عَلى أن يحي الْمؤقّ بل إَِهُ 
َل كُّ شَيْءٍِ قَدِيرٌ)) [الأحقاف : 7] وقوله جل شأنه ((وَصَرَبَ لا مكلا وَذْيِيَ 
خَلَتَهُ قَالَ مَنْ يخي الْعِظَامَ وَهِي رَمِم . قل يمنا الذي أَنشَأَهَا أَوَلَ مَرْةِ وَهْوَ يكل 
حََقٍ عَِيم)) [يس :8/-79] وقوله تعالى: ((مّا حَلْنَمْ ولا بَعْدّم لكشيو اليل 
إن الله تبيخ سر 0 : 18] وقوله 0 وتعالى: ((وَهُوَ الي يندا الْحَقَ 2 
يده وَهوَ أَهْوَنْ عََيِْ وَلهُ المكَلَ الأعْلى في السَمَاوَاتٍ وَالْأَرْضٍ وَهْوَ الْعزيزُ الْحكِيم)) 
م : 37]ء وقوه 0 ((ولقَد علد لضأ 1 لَوْا تَدَكرونَ)) [الوا 
: 17]ء فلا فيها أمر بالنظر التجريبي أو القياس العقلي في قصة خلق السماوات 
والأرض كنف جرت وعلى أي ترتدب» ولا فبها إثبات لكون الله تعالى يخلق ما يخلق 
في الدنيا بقوانين نيوتن 3 والكواتم والتطور الدارويني» ولا شيء من ذلك 
الهذيان! فقوله "قل سيروا في الأرضء ده مكان! فانظرواء دي آليات» كيفء ده 
قوانين استعملهاء بدأء ده 5 الخلق! حطوا الاتنين أصاد بعض!" هذا عبث 
وتنطع على القرآن وتحريف للكلم عن مواضعه » واللّه المستعان! 
أما قوله: "من أجل ذلكء عندما قال ربيء إني جاعل في الأرض خليفة» ارتبطت 
بعلم آدم الأسماء. ليه؟ كيف نقف عند إدارة الكون» بكن فيكونء وتأتي نحن خلفاء. 


١2/ | صفحة‎ 


هانعمل إيه بالخلافة ؟؟ كيف سندير أمر هذا الكوكب ؟ ؟ إذا كان ربي يديره بكن 
فيكون» فكيف نحن نديره؟ لا يكن أن نديره إلا أن نتعلم الأساء التي هي من 
المعلومات» التي هي من قواعد عالم الشهادةء لولا الفرق ما بين عالم الغيب وعالم 
الشهادة: لما أمكن أن تكون إن جاعل في الأرض خليفة!" فيكشف لك عن عمق 
ما يعانيه الدكتور من آفة تشبيه الأفعال فها يتعلق بتصاريف الرب تبارك وتعالى في 
صنعه مأ يصنع واحداثه ما يحدث من الحوادث في هذا العالم! فالذي يبخضع للسئن 
الكونية اضطرارا ويتقيد بها في جميع ما يصنع من الصناعات ويحدث من المحدثات» 
العبد المخلوق المكلف بعارة الأرض والخلافة فيها! 

راشي ربا دروي امايو يي لسار لوبي 
أجله» إلا أنه لم يأمره "بإدارة الكون" ولا "بإدارة أمر هذا الكوكب". سبحان الله 
وتعالى عن ذلك علوا كميرا! يا دكتور ليس المقصود بالخلافة أن تقوم نحن مقام رب 
العالمين في "إدارة الكون", ولا يخطر هذا المعنى على قلب مسا عاقل أبداء نساً 
الله السلامة! لسنا نتعلم الأسباب (النني تصر على تسميتها "بالمعلومات" تنطعا في 
كل مناسبة)» من أجل أن ندير نحن أمر الكون كا يديره ربنا بكن فيكون! وإنما 
نتعلمها من أجل أن يعمل كل منا على شكلته» فيعمل المؤمنون بعمل أهل الجنة 
فيدخلوها ويعمل الكفار بعمل أهل النا وطح كصييك اح ربدم 
ال“بتلاء الدنيوي العظيم بالغيب وما فيه. جيلا بعد جيل حتى يرث ا لله الأرض وم 
عليها! هذا هو معنى الخلافة واللاستخلاف في الأرض كا عند المسلمين! 


ولكن الدكفوو يريت و يلسن "عل أقاهة "أن الله “قسيةة :يانه وتعالى» لا يخلق 
ا ا 
السببي الطبيعي اللابلاسي ي الذي أوهم نفسه وأتباعه بأنه سام منه)» فلا يخرح عليها 


١9 | صفحة‎ 


إلا بالخوارق والمعجزات! يأت بالأمر من عنده فلا يمضيه في "عالم الشهادة" إلا على 

عالم الشهادة (اللهم إلا في معجزات الأنبياء حيث "يتدخل" بتعطيل السنن 
السببية كلها!)» ىا لا يقضي ابن آدم أمره في خلافته الخلوقة إلا بقوانين عالم الشهادة 
التي لا يعرف غيرها! واذن ثما هي "قوانين عالم الشهادة" التي يتقيد الرب بها في الخلق 
والتكوين في هذا العالم على دين الدكتور؟ هي جملة ما انتبى إليه تصور البشر من 
قوانين وسنن سببية طبيعية» وما كان من نوعها مما يرجو الفيزيائيون "اكتشافه" 
مستقبلا (كنظرية كل شيء مثلا!)» أو نوع ما يتحصل للإنسان من "معلومات" 
على ميتافزيقا المعلوماتية عندهء تلك القوانين و"المعلومات" التي بها تأسست 
الميثولوجيا الطبيعية في قصة النشأة! فإن لم يكن هذا تشيهها للأفعال فليس في الأرض 
تشبيه للأفعال! 


قال الدكتور في كتابه "حادي العقول" (ص. “4-/27): "لقد أراد الله عز وجل أن 
يكون عمله في الكون من خلال قوى وقوانين الطبيعة» وقد أساء ا 
(ومن المتدينين) فهم معنى قول الله عز وجل في القرآن الكريم ((إنما أمره إذا أراد 
شيئا أن يقول له كن فيكون)) (يس).ء لقد ظن هؤلاء أن ((كن فيكون)) تعني 
التدخل الإلهي المباشر في كل موقف»ء بينا بين القرآن الكريم في مواضع أخرى أن 
الورك ين يد ا لعا اله 

قلت: أولا قولك "لقد أراد الله عز وجل أن يكون عمله في الكون من خلال قوى 
وقوانين الطبيعة" هذا كذب على اللّه وان كان حا في نفسه! أنت ما أدراك أن الله 
أراد هذا؟ ؟ هل جاء به الخبر في الوجي» أم أطلعك الله على الغيب فرأيت بعينيك 
هيات ل ار بريد هذا عازه افولزك] أله رادأ كو علق 
الكون" من خلال قوى وقوانين الطبيعة؟؟ (( ١ب‏ ين يُحَادِلُونَ في آياتِ اللّهِ بغر 


صفحة | 00 


اه ين اما ا ا 
السببية القريمة 0 0 1 انتبى إليها تصور لزيائين. من 00 ارق 
الضئيلة من العالم التي هي عالم الشهادة في حقنا (وهي منتبى شهادتنا حمًا لا ىا تزعم 
أنت أن "الكوة" ييه هو شهادتنا)ء فاجترؤوا على طردها في جميع أنحاء العالم بلا 
0 لس بن اي 
عليه! ما أدراهم أنهم إن قدر طم أن اجتازوا هذه السماء الدنيا إلى التي تليها فسيجدوا 
اك 0 السببية التي متسر ان 
بحذافيرها؟ ؟ من الذي قال إن الكون كله من أوله إلى آخره مملوء بالكواكب وأ 
والممجرات أصلا و ما أدراه بذلك؟ ؟ هذه القوا القوانين التي مكنكم ربكم من استقرا 
أدرام بضوابط وشروط جريانها واطرادها وما وراءها من سلاسل الأسباب في 
هذا العالم القريب 1170114 عغ726013دم1] نفسه الذي أنتم نشهدونه وتعتادونه» فضلا 
عما وراءه من العالمين؟ ؟ وهم وكذب بعضه فوق بعض طبقات» ثم يأتي ليود 
المستكير ليقول بكل وقاحة إن غاية | الصانع ( إن تفضل علينا بإثباته!) أن "يتدخل" 
أحيانا في "نظام ل وكذاء وتيك لاايتسبب ىق 
كذا وكذا مما يفسد نظام الكون! فن تحسبون أنفسك يا هؤلاء» وما ظنكم برب 
العالمين؟؟ وأي كبر وأي استعلاء فوق هذا؟؟ بئست الصنعة تلك التي تجرئ 
امخلوق على خالقه إلى حد أن يضع له الشروط والحدود فها يأتي وما يترك من أمر 
خلقه. سبحان الله وتعالى علوا كثيرا! كبر مقتا ثم كبر مقتا ثم كبر مقتا! 


الهم انتقم من أولئتك الطواغيت الابقين المتعالين عليك يا رب العالمين» أرنا 
تجائب قدرتك فإنهم لا يعجزونكء أثلج فيهم صدور المؤمنين! 


"0١ | صفحة‎ 


ثانيا: من من المسلمين قبلك يا دكتور ذكر أو حتى أشار في شيء من كلامه إلى 
أن الآية تعني "التدخل الإلهي المباشر في كل موقف"؟ ؟ أنت من استحدثت هذا 
المصطلح في لساننا العربي» نقلا من تشبعت بكلام من فلاسفة الغرب واللاهوت 
النصراني المعاصرء فنسأل الله أن يعاملك بعدله لما أحدثت من ذلك وغيره في دين 
المسلمين» ولا حول ولا قوة إلا بالله! نقول إن كان المقصود "بالتدخل الإلهي المباشر' 
هذا ألا يكون الخلق جاريا على سنن الطبائع (مع أننا قد مر معنا أن المقصود أعمق 
وأغور وأفسد من ذلك)» فليس في المسلمين من ينفي الطبائع وتأثيرها المباشر إلا 
الأشاعرة! لا أقول ينفون مطلق السببية» وانما يزعمون» بحسب نظرية الخلق الآني 
عند الغزالي» أنه لا طبائع ولا قوى في الأشياءء وأنه لا سبب ولا مؤثر على الحقيقة 
إلا الله! وهم ولا شك غالطون في ذلكء إذ الطبائع في الأشياء ثابتة بالفطرة والحس 
والنقل الصري» ولا يماري في ثبوتها وفي كونها تؤثر في الأشياء حقيقة إلا مكابر! 
وقد كان المتكلمون والفلاسفة الإسلاميون القدماء في الطبائع طرفين وك 

السنة وسطا بيهما. فبيها غلت بعض طوائف المعتزاة كالجاحظية (أتباع 3 
إثبات الطبائع» غلت الأشاعرة مو وو 90 
الطبائع في الأجسام أن أوجب لها آثارها وجوبا ضروريا لا يتخلف إلا على أثر 
عمة اه كوي رامل ا 
الطبيعية! وقد بالغ الرجل في تمطيط وطرد أقبسته حتى جعل دخول الكفا النار في 
الآخرة ناشئا عن طبيعة فيها تجعلها تجتذب | 0 
لمادة (الكواضر الى ترك منا) أبداء هلا يقن الله عمال غنده على أن يقنياء ونا 
يخلق الأشياء بالترمب من تلك الجواهر ثم يفنها بتفكيك الجواهرء وأما الجواهر 
نفسها فلا تفنى (وهو ما يناظره اليوم اعتقاد الدهرية القائلين بأن المادة في الكون 


صفحة | 707 


تابنة ‏ عصلها فلا تفئ ولا تسعحدث من العدم "01 فا أشبه الليلة بالبارحة!)! 
والحق وسط بين إفراط هؤلاء وتفربط أولئكء إذ ينبت أهل السنة الطبائع والقوى 
والتأثيرات حقيقة لا توهماء ولكنهم مع ذلك لا يجعاون لها استقلالا بالتثير في حوادث 
العاللء ولا بتعليلهاء وانما يجعلونها هي نفسها نتاجا لأسباب غيبية أخرى متقدمة عليها 
تتعلل بهاء بداية من المشيئة الخاصة المعينة عند الباري سبحانه 6 حادث 
بخصوصه» ومرورا بكلمة التكوين النازلة فيهء ووصولا إلى ما لا يحصيه عقل الإنسا 

من عتؤانات الأسناات البارقى كل سنولد ما عل تتلين با فو 


وها نحن ١‏ نرى وار عمرو شريف يغلو كذلك في إثبات الطبائع» يوافق غلاة 
0 ختلفت النظريات التي دعته إليه وحملته عليه عن دوافعهم وحواملهم! 

ا لعالم أسباب سواها وماكان من 
نوعها ”". ولا يجري في العالم حادث إلا عليهاء كالساعة الزمبركة: تملأ ثم تترك لتعمل 
وحدها! ولهذا قال إن المعجزات إنما تأتي "تدخلا" في النظام وقلبا له رأسا! يقول: 
9 سبعة 7 (على الأقل) من 0 لكر يذو 0 عز 0 اكد 
0 0 اه. قلت: فأما 95 دين الأشاعرة 00 لجواب: 0 وهو ماكان 
تحقيقاء فلا حقيقة للأسباب والطبائع في الأشياءء وإنفا تخلق الحوادث خلقا آنيا 


85 


مر الإلهية» ٠‏ فيخلق ما يبدو وكأنه طبع مرك في الشيء» ولبس كذلك اق 


”" وليس هذا هو قانون الديناميكا الحرارية الأول» أو قانون حفظ الطاقة كما يسمونه» وإنما هو 
تعميم الدهرية له (جريا على مبدئهم الكوزمولوجي الدهري) على جميع الكونء كما بينا ذلك في 
موضعه؛ وهو ذلك التعميم الذي وافقهم عليه الدكتور في دعواه "انغلاق المادة" في الكون من 
حيث لا يشعر! 

وعالم الغيب عنده كما مر معك عدمي محض على التحقيق» بالنظر إلى ميتافزيقا الزمكان 
الأينشتايني التي يعتنقهاء إذ لا حقيقة ولا وجود في الأعيان لما لا ينتظم على معاني الزمان 
والمكان! 

صفحة | 707 


أوهامنا! وأما على دين الفلاسفة والمعتزلة الغلاة فالجواب نعم لم يكن قادرا على 

لأن نشأة الآثار عن الطبائع أمر واجب مو 00م 5 
إلا مها! فلا أمر ولا تأثير لشيء خارج عنها! وأما أهل السنة فيقولون إن السؤال 
فاسد أصلاء لآن الله تعالى وان كان قد رتب خروج النبات من الأرض سببيا على 
نزول الماء من السماءء وجعل في الأشياء طبائع تفضي إلى ذلكء إلا أنه ما من طبع 
ال ار لا ويكون عمله في كل واقعة معينة يعمل فيها ويظهر أثرهء 
تابعا لمشيئة الله المباشرة و 0 لاي 
ِنَيْءٍ إذا أَََْاهُ أن تعُولَ لَهُ كن فِيَكُون)) [النحل 

فإذا قضى :سبحائه أن يتل اطيغا ب العا" 
سبحانه» وإنفا هو أمر غير الأمر وتدبير غير التدبيرء وأسباب غير الأسبابء أو 
تعطيل للأسباب» بصرف النظر عن عادتنا وخبرتنا على أي شيء جرت من جميع 
ذلك! قال تعالى: ((فُلَتَا يا نر كُون بدا وَسَلَاماً عَل إِبرَاهِيم)) [الأنبياء : 15] وفيه 
ما يدل على أ أن الطبائع أسبابا غيبية ترج إلى أو امر الله تعالى وكلامهء فا طبع 
الإحراق فيا إلا ثمرة أمر الله النازل للملائكة الموكلين بها أن يجروها وما يتعلق بها 
من الأسباب على ما ينشأ عنه ذلك التأثير في كل مرة تشتعل في شيء قد جُعل 
من طبعه قابلية الاحتراق! فإن شاء أن يعطل ذلك الطبع أنزل علبهم أمرا إلهيا بأن 
و ره لا كلتو أن يتعطل طبع الإحراق 
0 ل راد الله منعه من أن يحترق بها بالأمر 
1 00000 ما ذاك إلا بانقطاع الأسباب 

0 الطبع ملازما للنار ولما تأكله. 


صفحة | 7051 


فسواء الحوادث الجارية على العادة والحوادث الخارقة للعادةء فكل ذلك عند أهل 
السنة مرجعه إلى أسباب غببية وملائكة موكلة مأمورة» على نحو لا يتصور العقل 
البشري كيف يجري وكيف مقع الشروط وتنتفي الموانع في أعمال ما لا يخصيه إلا الله 
تعالى من الملائكة حتى يقع حادث ماء على أثر جملة من الحوادث (التي يكون منبا 
ما يقع تحت العادة ومنها ما هو غيب محض) لا يحصهها إلا اللهء تلك الملائكة التي 
أقسم الله بها في قواه: يه 1 مُراأ)) [النازعات : 5]! أما الاعتقاد بأن الطبع 
شيء مركب استقلالا عن الأسباب الغيبية وعن أعمال الملائكة المأمورة من الله عز 
وجل» وأن حوادث العام إن تجري على ؛ ثر الطبائع وحدهاء أي أنها يتم تعليلها بجماة 
الطبائع التي أفضت إليباء فهذا من طريقة الفلاسفة الطببعيين وليس من طريقة 
المتلمين! 


ثم يقول الدكتور: 


الي سي 0 
كما أن وجود كل منا في الدنيا احتاج إلى أن يتزوج والدانا وأن نمكث في 
الرحم نسعة أشهرء وهذه الأمور وغبرها والني تخضع لقوانين الطبيعة قد 
تو الحفيقة بكلمة 5" أن دور الإله يقف عند 
الخلق والإمداد بالقوى ووضع القوا نين الي تنظم موجودات ت الكون ثم يترك 
المنظومة لات الساعة الزمبركة وندعها لتعملء كما اعتقد 
أرسطو واعتقد الربوبيون 121565 من بعدهء وكا اعتقد كفار مكة أيا 
بعثة المصطنفى صلى ماود رارع وار عر 0 
والأرض ليقولن الله)) (لتهان) إن عقيدة المتدينين أن الإله قيوم على 
الكون» 1 ي إنه يقوم بإمداده بالإيجاد وبتفعيل قوانين ن الطبيعة في كل لحظة 


صفحة | ه05١‏ 


ولا يغفل عنه ((اللّه لا إله إلا هو المي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم)) 
(البقرة). 


ن القول بأن الله عز وجل يعمل من خلال قوى وقوانين الطبيعة لا يمنع 
أن 0 هناك مواقف يتدخل فيها الإله تدخلا مباشراء مثل بداية 
البدايات (بدايات الكون و..) ونحن عندما نقول بذلك لا ننطلق من 
تمل وكسل وقصور معر في" بل ننطلق من "عام" فالعام قد أخبرنا ع3 
مثلا بأن المادة لا تستحدثء لكننا نجد عند دراسة بداية بدايات الكون 
أن المادة قد نشأت من عدمء ذلك الأمر الذي يخبرنا العلم باستحالته» 
عند ذلك لا مفر من الإقرار بالتدخل الإلهي المباشر لإيجاد المفردة الي 

بدأ بها الانفجار الكوني الأعظم الذي أنشاً الكون. ولا شلك أن المعجزات 
الإلهية من المواقف التي يتدخل فيها المولى عز وجل تدخلا مباشرا يقطع 
فيه«منظومة الأسبابة.ورها يعمل عكسها :ولك إظيارا القذرة اخ 
وجل وتصديقا لرسله. 


ا قوإه ل إعداد كب الأرض ليكون مسرحاأ للحياة 07 عشرة بلايين 
سنة» كما أن وجودكل منا في الدنيا احتاج إلى أن يتزوج والدانا وأن نمكث في الرم 
نسعة أشهر" لا يفهم منه إلا الاضطرار الطبيعي, 0 


من أبغض الأشياء إلى نفسي قول أحدهم: "العلم أخبرنا بكذا وكذا" أو 5ن وااءع+ ععمعاء5 
+3!!! هذه العبارة تفترض في المتلقي الجهالة والاضطرار لتقليد المتكلم بها أو من نقل عنه وكأننا 
لا نعقل شيئا! العلم لا يخبر بشيء يا دكتورء وإنما الذي يخبر هم المشتغلون به» وهؤلاء بشر 
يخطئون ويصيبون بالضرورة. وهم مخرفون كذابون دجاجلة إذا تكلموا في الغيبيات المحضة. 
ل و ا لي طم ا ل 
(هكذا بإطلاق)» ولا يكون المخبر بذلك إلا جاهلا جهلا مركبا بالغ التركب مهما ملا 
باسدلالات الطبيعيين ونظرياتهم ومراصدهم وحساباتهم! وإنما تأتي تلك الدعوى من تفلسف 
ميتافزيقي ما أنزل الله به من سلطان» تأسس عليه تصور الدهرية الطبيعيين للقانون الأول للديناميكا 
الحرارية كما مر معك بسط الكلام عليه! 
صفحة | 70571 


يجري الحوادث على الأرض عبر عشرة بلايين سنة كاملة» حتى تنتبي أخيرا إلى حال 
تسمح معها بظهور الحياة علبها! على ميتافزيقا التطور 0 8 التي 
تعتنقها يا دكتور» لم يكن من الممكن أصلا أن تقل الفترة الفاصلة بين بداية خلق 
0 وبدابة نشأة 00 0007 0 ضئيلا 00 فأنت 


0 اي م 
000 


” وقد انحصر خلاف السلف في طول أيام الخلق الستة في قولين لا ثالث لهماء ألا وهما القول 
بأنها هي أيامنا المعهودة أيام الدنيا لظاهر القرآن والسنة» والقول بأنها من الأيام التي هي عند ربنا 
كألف سنة مما نعد كما في قوله تعالى: ((وَإِنَّ يَؤْماً عِندَ رَبَكَ كَألف سَنَةٍ مّمّا تَعْدُونَ)) الآية [الحج 
: 517]» وبه قال ابن عباس والضحاك ومجاهد وغيرهمء فعلى المسلم أن يؤمن بأن أيام الخلق 
الستة لم تجاوز ستة آلاف سنة بحال من الأحوال (على الخلاف المذكور)؛ والدليل على ذلك هو 
إجماع السلف على هذا المعنى» إذ لم يُعرف منهم قائل بما يربو على ذلك المقدار في أيام الخلق 
البتة» ولم يرد عنهما خلاف القولين المذكورينء» فكان إجماعا على بطلان ما عداهما! ولا يجوز 
الاستدلال بالخلاف المذكور على أن الأمر كان غامضا عليهم أو ملتبسا أو أن المراد لم يكن 
معلوما لديهم أو نحو ذلك من هذيان جهمية العصر الذين كانوا ولم يزالوا حريصين على حشر 
ميتافزيقا الانفجار في الأيام الستة» لعلها تبلغ معهم أن تصير بلايين بل بلايير السنين! 


ومما يجدر التنبيه عليه في هذا المقام أن من حكم الله تعالى في جعلها أياما ستة وقد كان قادرا 
سبحانه على أن يخلق السماوات والأرض خلقا آنيا بكن فيكونء أن يبتلي المخاطبين بالقرآن 
بالإخبار عن تلك المدة» هل يقف الواحد منهم حيث أوقفه ربه في العلم بتلك المسألة ولا يزيدء أم 
يسترسل مع شيطانه متجاوزا حدوده حتى يطرح السؤال: لماذا ستة أيام؟ لماذا لم يجعلها تسعة؟ 
لماذا لم يجعلها ستة أشهر؟ لماذا لم يجعلها ستون يوما؟ .. إلخ» جح اي ارس عدر ذه الجواي 
عنه من سبيل إلا الوحيء فيتلبس بالزندقة وبالقول على الله بغير علم؟ هذه فتنة ولا شك! وها نحن 
نرى في هذا الزمان بالذات كيف استحكمت تلك الفتنة على أولئك الذين ابتلوا بتعظيم نظريات 
الكوزمولوجيين الغربيين في ذلك الغيب العظيم؛ حتى لم يعد أحدهم يدري ماذا يصنع بقسمة تلك 
الأيام أصلاء وبمسألة الاستواء التي جاءت بعدما فرغ الرب سبحانه من خلق السماوات والأرض 
وما فيهماء إذ في نظرية الانفجار ليس ثمة أيام ولا تمام للخلق ولا استواء ولا شيء من ذلك 
أصلاء وإنما تمدد وانتفاخ وتناثر لا يزال مطردا إلى يوم الناس هذا! والقصد أن الله تعالى جعلها 
ستة أيام ليبلو المكلفين وليختبرهم بالخبر عنه؛ كما في قوله جل شأنه: ((وَهْوَ الَّذِي خَلّق المّمَاوَاتِ 
صفحة | /اه؟ 


يتعين ههنا أن نسأل الدكتور فنقول: هل كان بوسع الباري أن يخاق العالم والحياة عليه 
الليعق لبو سظة كل شك هذ العام الطين,القاك قله وفيت 
ا والتفصيل الذي هي عليه الآن؟ إن أجبت بنعم» أسقطت 

قية النيوتونبة فضلا عن اللابلاسيةء وجوزت ما تمنعه طريقة التنظير التفسيري 
ا سسا ا 0 القون :كلك الوه الزمانية 
فاحشة الطول في قصة النشأة 00 واذن لزمك الخروج من دين الأكاديمية 

بده الوه رشعل عو يميا انعو لطي اوناك الحيرات جا اع 
0 أجبت بلاء نقضت كال القدرة والعلم في حق ربك إذ تضيق عليه دائرة الخبار 
فها يخلق» وإذن تخرج من ملة الإسلام قولا واحد 


رودا نا الى القن النداة لوزيو و رالجر وض افو فاب ا 
على مبداً الاسقرارية والاطراد المطلق في الماضي لنخبة منتقاة من قوانين الطبيعة 


وَالأَرْضَ في سِتَة أَّامِ وَكَانَ عَرْتئَهُ عَلَى الْمَاء لِيْْوَكُمِ أيُكُمْ أَخسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قلت إِنَكُم مَبْعُونُونَ 
من بَعْدٍ الْمَْتِ لَيَقُونَ الَذِينَ كَفَرُوأ إِنْ هَذَا إلا سِخرٌ مُبِينٌ)) [هود : 7] 


ونظير ذلك من الابتلاء بالخلق الغيبي وبالخبر عنه» قول الله تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا أصْحَاب النَارِ 
لا مَلَائِكَةَ وَمَا جَعَلَنَا عِدَتَهُم إِلّا فثتةَ لِلّذِينَ نوو ليلتتكقة: الذي أو كوا الككات وير دات الث امنوا 
إِيمَاناً وَلَا يَرْتَاب الَّذِينَ أوثُوا الكتاب وَالْمُوْمِئُونَ وَلِيَفُولَ الَّذِينَ في قُلوبهم مَرَضنٌ وَالْكَافِرُونَ مَادًا 
أَرَادَ الشّهُ بِهَدَا مَتَلا كَدَلِكَ يُضْلُ الّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمْ جُنُودَ رَبَكَ إِلّا هُوَ وَمَا هي 
إِلّا ذِكْرَى لِلْبَشَر)) [المدّثر: ]"١‏ فما أسهل وما أقرب أن تسول النفس المريضة والشيطان القرين 
للإنسان أن يسأل: لماذا تسعة عشر؟ لماذا لم يجعلها عشرين أو أكثر أو أقل؟ والجواب عن هذا 
كما أجبنا عن سابقه؛ أن يقال: ((وَرَبُكَ يَخْلْقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيرَةُ مْبْحَانَ الله وَتَعَالَى 
عَمّا يُتتْرِكُونَ)) [القصص : 18] ويقال: ((لا يُسْأَلُ عَم يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)) [الأنبياء : 17] ما 
شأنكم أنتم لماذا جعلها ستة أيام؟؟ هكذا أراد سبحانه وهكذا فعل؛ الخلق خلقه والأمر أمره ولا 
شيء فوقه ولا مستكره له ولا شريك ولا ند ولا مكافئ» فهل أنتم مسلمون؟؟ 

هذه هي المسألة» وهي مما ينبه المسلم إلى حدوده في السؤال والبحث والنظرء ويلزمه قدره فلا 


يجاوزه» هل يتأدب مع الله ويقف في أمر الغيب حيث انتهى به السمع ولا يزيدء أم يطلق لنفسه 
العتان في اقتتحام ما لاقل :لها يمن أنواغ البحث والسؤال؟! تسأل الله السلامة و الهذاية للمسلميّن: 





صفحة | /70 


الجارية حاليا! ثما عممه الفيزيائيون على جميع أنحاء الكون (جحمات المكان) من تلك 
النظاميات السببية الواقعة تحت تجربتهم البشريةء طرده الكوزمولوجيون وأطلقوه 
على جميع جتمات الزمان» لجعلوا للكون أصلا طبيعيا قديما لو قدر أن كان جاريا على 
0 ن أخرى بخلاف ما زعمواء ما نشأت الحياة على الأرض أصلاء وهو أساس مبدأ 

لضبط الدقيق عصنصت1 عمط والمبداً الأنوبي عامتعصعط عنم معطغصة عند 
مد لذين فرح بما الدكتور وغيره واعتبروهما دليلا دامغا على وجود 
الصانع! لا بهم عند اللاهوتيين (والدكتور تبع لم) أن يكون مقتضى ذلك ألا يكون 
بوسع ذلك الصانع أن يخلق الحياة على هذا النحو الذي هي عليه إلا تحت تلك 
القوانين» الهم أن يُتوصل إلى إثبات وجوده بأيما طريقكان» واللّه المستعان! والقصد 
أن الذي يثبت أسطورة النشأة الطبيعية على ما هي عليه عند الكوزمولوجيين 
والبيولوجيين» ويقبل طريقتهم في التوصل إليها وفي إثبات تفاصيلها الغيرية» هذا يلزمه 
القول بالسببية الطبيعية المغلقة التي لا متسع فيها لحوادث تخالف عادتنا منباء إلا 
"بالتدخل" في نظام الطبيعية وتعطيله! 


ولا عيرة بقول 0 "لس معنى ذلك أن دور الإله يقف عند الخلق والإمداد 
بالقوى ووضع القوا نين التي تنظم موجودات لكر ياه خصو تير متلا غلاً 
الساعة الزميركة وندعها لتعملء كا اعتقد أرسطو واعتقد الربوبيون 101565 من 
بعده", بل العبرة بمقتضى كلامه الآخر الذي أصل به لمذهبهء فالإله الذي يثبته 
الدكتور هو - في الهاية - ذاك الإله الذني "خاق وأمد بالقوى ووضع القوانين ن التي 
0 ت الكون, ثم تراه 0-0 اذاتي» إلا في تلك المواضع 
00 "تحتاج 1 لى "التدخل الإلهي" ٠‏ كداية واحداث الخوارق والمعجزات! 

4 الفلاسقة الطبيمين بيد أنه "عدخل"! فإن قال: ولكني قلت: 'لإن 


١059 | صفحة‎ 


عقيدة المتدينين أن الإله قيوم على الكون: أي إنه يقوم بإمداده بالإيجاد وبتفعيل 
قوانين الطبيعة في كل لحظة ولا يغفل عنه ((اللّه لا إله إلا هو المي القيوم لا تأخذه 
سنة ولا نوم)) " قبل له: أولا أي "متدينين" يا دكتور؟ نحن ثبت عقيدة المسلمين 
لا عقيدة "المتدينين"! الدكتور يريد - 7 عادة الفلاسفة المنتمين للإسلام ولغيره 

من الملل الكتايية - أن يجمع أهل ملل المثبتة للصانم كلهم في خندق واحد ضد 
الدهرية الملحدين» | 2 بذلك في غبر مناسبة» وهذا محض الإرجاء وفيه دمار 
الدين نفسهء إذ يقتضي حملهم جميعا على إههال مواطن الزاع فها ينهم في صفة الإ 
الذي يعبدونه (تلك المواطن التي فبها نزل القرآن وفبها أرسل الله الرسل أصلا!): 
والاقتصار على إثبات ما هو متفق عليه ينهم بما خالفهم فيه الخصم الدهريء فيكون 
هو "الإمان" الذي ينجو من ينتبي إليهء وتنتبي القضية عند ذلك! أي يصبح المبد 
لا بهم ما صفة الصانع الذي تثبته عند مخاصمة الملحدء المهم أن تثبتهء فإن اتفق معك 
على إثباته أخبراء فهو إذن المؤمن الصادق في طلب الحق» ورد 
بكتاب كامل أ د في الاحتفاء "بإيمان" أنتونى فلو واعترافه بالحق المبين 
وتوصله إلى برد اليقين .. إلخء مع أ املك فك لاسن شو ارون قاد 
لمن اد 0 ولغيره من الملل الكتابية» واللّه المستعان ولا حول ولا 
قوة إلا 0 فإن توصل معك الخصم الدهري بعد طول مناظرة إلى مثل ذاك 
"الإيمان": فهنيئا لك وأحسنت الصنعء وإذن فأسس معه صفات الصانع إن شت 
على الميتافزيقا التي استعملتها في إقناعه بوجوده ابتداءء ولا سبيل أمامك إلا هذاء 
لأمبا إذن تصبح أساس العقل والدين عندك وعنده وعند جميع أهل الملل! وإذن 
يصبح طريق محاججة الملاحدة هو طريق اختراع دين ربوبي جديدء أو على أحسن 
الأحوال دين اتحادي طبيعي يقبله الدهري وغيره ممن وافقوه على نظرياته الميتافزيقية 
كينها اتفق لها أن تكون! 


صفحة | اس 


فيا دكتورء ليس المتدينون (هكذا) من أهل الملل سواء في صفة الباري الذي يثدتونه: 
فلا تكلمنا عن "عقيدة المتدينين"! 

ثانيا: قولك "يقوم بإمداده بالإيجاد وتفعيل قوانين الطبيعة في كل لحظة" هذا قول 
مل للغاية كا لا يخنىء وعند التحقيق لا نجد تحته إلا اعتقاد الربوبيين! إذ يتعين أن 
نسألك: ما مرادك بالإمداد بالإيجاد؟ ؟ وما مرادك بتفعيل القوانين في كل لحظة ؟ فأما 
على اعتقاد أهل السنة فقد تقدم أنه سبحانه قد أوكل ملائكة بأمر العالم» يديرونه 
بأقضيته وتدابيره جل شأنه فلا يحدث فيه حادث إلا بأمر وأسباب غيبية لا يعلمها 
لقم وكويها لو سلعه” اريت كلينه الك بنارا والاردى حزن فوري ارقا مدق 
الإمداد بالإيجاد وتفعيل القوانين في كل لحظة عندك أنت؟ ليس هو ذا ما قررناه» 
فأنت لا تثبت أسبابا فها سوى السبب الطبيعي (نوعا). والأمر والتكوين عندك 
خارجان عن معاني الزمان والمكان بالأساسء لما قررته من مسآلة عدم جريان معاني 
الزمان والمكان على ما سميته "بعالم الغيب"! فعلى عقيدتك ليس هناك "لحظات" 
أصلا في فعل الله بالغيب» واما هو فعل واحد في آن واحد لا غير! 


هذا إن م أن يسمى فعلا أصلاء والا فقد تناولنا في موضع لاحق من هذا الكتاب 
ببشيء من التوسع بدعة الإله اللازماني عند ويليام لين كريغ الأمريكيء الني هي مقتضى 
قوله بميتافزيقا النسبية العامة وكوزمولوجيا القدد في حقيقة كل من الزمان والمكان» 
وببنا أن نفي جريان المعاني الزمانية على موجود ما يقتضي عدمهء | هو مقتضى نفي 
المعاني المكانية سواء بسواءء وأن نفي المعاني الزمانية عن أي حادث» هو تناقض + 
تأباه البداهة والفطرة السوية» إذ لا يقال في شيء إنه موجود إلا أريد به أنه موجود 
الآ ا 0 ولا يقال في شيء إنه قديم أو 

موجودا من الأزل". إلا ويراد بمقتضى البداهة اللغوية أنه ماكان من لحظة ماضية إلا 


71١ | صفحة‎ 


ووجوده سابق علبها وجوبا! ولا يقال في شيء إنه حدثء سواء كان قولا أو فعلا 
فيه! فإذا | 000 57 ول يكن ثمة ماض ولا حاضر ولا مستقبل» فلا 


وجود إذن ولا حدوث ولا فعل ولا أمر تكوين ولا شيء على الإطلاق! 
000 0 000 
0 ل 0 
وق ية لاج سرك ا أول اذاي مر خدوادك النشيأة الكو مو لوسية 
بصورة ل لقوانين» ٠‏ بل ! ن القول ياجعداه العام يوجبه ويقتضيه (عند 
0 سابقة بأسباب طبيعية» وبه يقول أكثرهم ). ولكن لا أدري كيف 
لم ينذبه بنتبه الدكتور إلى أن هذا الاعتقاد بحذافيره هو قول من يثبتون إله الربوبيين الذي 
لم يزد على أن فعل هذا الذي يقوله حر غلق العالم بمادة ركب فيها بذرة 
القوانين والقوى كلها بطريقة فائقة لتصوراتنا | م لعالم ويترعرع 
وتجري جميع حوادثه علهها! فإن قال: 0 أمن بأن ربي 00 5 7 الكتب 
دين الربوبيين؟ قلنا له: لم نة يل دين 3 0 د 
تعطيل رب العالمين عن صفاته وأفعاله ما يقتضي تلبسك بجماة ككيرة من عقائدهم, 
00 المنبع ا الرقية مر 
م ا والقوانين وحده 


صفحة | 777 


استقلالاء إلا في تلك الوقائع والمواطن التي يظهر فيها عمله على سبيل الاستثناء ؟ ؟ 


قوله: "فالعام قد أخبرنا مثلا بأن المادة لا تستحدثء لكننا نجد عند دراسة بداية 
بدايات الكون أ ن المادة قد نشأت من عدم »ذلك الآمر الذي يخبرنا العام باستحالته, 
عند ذلك لا مفر من الإقرار بالتدخل الإلهي المباشر لإيجاد المفردة التي بدأ بها 
الاتفجار الكوني الأعظم الذي أذ نشأ الكون" قلت: هذا الكلام تقرير صارخ للطبيعية 
المبجية» ومثال جلي ا يترتب على اعقاد اللاهوتيين والمتكلمين لها من تلبس "اله 
الفجوات": أي بجعل القاعدة المعرفية في الإلهيات هي وصف الصانع بالصفات التي 
0 بها 0-7 الطبيعيين في تصورهم لنظام العالم وأصله ونشأتهء وقصر أفعاله 
العام على تلك المواطن التي لا يغطيها الطبيعيون بنظرياتهم الغيبية! وضع 
ا نظرية كونية فاحشة مفادها أن المادة لا تستحدث أبداء فصار المتعين 
على اللاهوتي أو المتكلم آلا يثبت له إحداتا للمادة أبدا! ليتفئن إن شاء في تصور عمل 
آخر يكون له بالغيب إلا أن يكون محدنا للمادة في هذا العالم! ثم وضعوا نظرية أخرى 
مفادها أن المادة كما نعرفها كانت لها بداية وحدوث من "العدم الفيزيائي" في الماضي 
السحيقء فأصبح مقبولا من اللاهوتي أو المتكلم أن يغبت له "تدخلا" في ذلك 
الموطن الذي حوّل فيه ذلك العدم الفيزيائي إلى المادة» وأما فها سوى ذلك فيبقى 
الأمر على ما هو عليه! لا يزال اللاهوتيون الطبيعيون والجهمية الطبيعيون يلتزمون 
ذلك الممهج الخزي الذي يصيرهم اناما ال تالافك اداح لطي العاميرة 
يظنون أنه يرفعهم إلى مصاف علاء الطبيعة الكبارء ويدخلهم في مجددي 0 ف 
هذا الزمان» مع أنه لا يورنهم في الحقيقة إلا التفسيه من فلاسفة الطبيعيات والنقمة 
والتبديع من علاء الدين» واللّه المستعان لا رب سواه! فإذا قيل م أنتم تحشرون 


صفحة | 7717 


وي ا 0 
0 0 مضيو 00 م ا 
0 اي لي 0 
الغيبية الحضة! 


والعجيب أن الدكتور يأقِ في نبهاية حلقة من حلقات برنامجه عن "المعلوماتية" على 
يوتيوب فيذكر قول الله تعالى: ((إنما مره ذا أََادَ شَيْئاً أن يَقُولَ له كن فَيَكُون)) 
[يس : 185» يتأوله تبعا لزعمه بأن "المعلومات" هي المكون الأصلي للعالم ولكل 
موجود فيه على أساس أن خلق الله تعالى وأوامره كلها كلام» والكلام "معلومات" 
(هكذا !!)» قال: "الخلق تم بالكلمة» بالمعلومة". فهل الكلمة هي الخلق الآني المباشر 
في لازمان ولا مكان في "عالم الغيب". أم هي المعلومة المخلوقة غير المادية التي يزعم 
جرياها في العالم على ترتيب كلق كان ناد البرنامج الحاسوبي على جماز 
الكنبيوتر؟؟ تخليط وتخبيط في الغيبيات بكلام لا يزن صاحبه تبعاته ومقتضياته ولا 
يتصورهاء 0 الله الللشيى! 


7 العلاقة يبن سرعة 0 لك الأمر 0 وسرعة الضوءء يطبقون ما سماه 
"'بمفاهيم "الفيزياء" على م سمأه "بالمفاهيم الدينية", يقول إنهم بذاك متلسون 
بالوضعية المنطفية! فبأي شيء تلبست أنت في مسأة كلمة التكوين هذه يا دكتورء 
إن كنت من الصادقين؟؟ سمها بالطبيعية اللامادية أو الطبيعية الإلهية أو الطبيعية 


صفحة | 7716 


المعلوماتية أو ما شئت من شقشقات الأسماءء هي على أي حال فلسفة وضعية 
وميتافزيقا طبيعية 00 حوادث العالم (التي هي عندك الي لقوانين 
طبيعية» تلك القوانين التي تابعت علها الألماني "فرئر غيت" 16ت معصعث/الا, 
سام أنكرت علهم من اخترام لغييات المطلقة نوع الأ 

الطبيعية التي هي عندك أقوى ما تحصل به المعرفة على الإطلاق! ليس من شرط 
الطبيعيين أن يقولوا بالمادة والطاقة حتى يكونوا طبيعيين يا دكتورء وحتى يجري 
مذههم على أصول الملة الطبيعية عصتناء100 عناوذلة 6ه[ فتنبه! وهل كانت 


طبيعية طاللس نفسه» أبي | الأكادمية | لطبيعية اليونانية» تقسم الموجودات المحسوسة 
إلى مادة وطاقة؟ ؟ 


استدلال عمرو شريف لبدعة التطور اموجه بالإنتروبي والتبعثر الكوني 
المزعوم 
في الفصل الرابع من كتاب "خرافة الإلحاد". يتكلف الدكتور أن يحول اعتقاده 
اساي التطور لوجه) إل اععاد "علي" مؤسس على كزمولوجيا البيسين. 
اله لقراء بالجمع ببن الفوضوية الوجودية المزعومة [هءتع10مغم0) 
ل الكون» وبين حفيقة أنه على ما نرا ه الآ ن نظام محك منضبطء 
000 بي ان يبدا أ الكون بالفوضى 
الحضة والانفجار والتناثر والتبعثر» ويكون الأصل فيه أن يمضي إلى المزيد من الفوضى 
النظامية الي يقال 0 "إنتروبي" ٠‏ ومع ذلك» يصبح الآن على ما نرى من الدقة 
والتقباط وماك هياة الالنبان؟ !الله أك! هذى جره عط : ل كرك 
0 وي دليل دامغ على أن الله هو الذي "سير" تلك الفوضى اللحضة 
على ذلك المسار المخصوص الذي جعل منها شيئا ذا بال! 


صفحة | 5764 


قال الدكتور في ص. ٠١‏ : بعدما سرد خطوات ومراحل ميثولوجيا النشأة الانفجارية 
المزعومة: 


ا سدق نخرج بالاسعتاعات «الالية: اولاز يدات “نشأة الكزق من 


ظواهر خارقة للقوانين الفيزيائية المعروفة الآن '”. ثانيا: سار الكون من 


حال اللاانتظام المطلق 0205 6]تنآهوطق وما يصاحيها من فقدان 
وتوزيع سيء للطاقة» إلى حالة الانتظام والاستغلال الأفضل للطاقة (بناء 
الماذة بدلا من فتداق القلاقة كطاقة عرازية ):. .ومن النئة لأسا 'قلياة 
الفائدة 7 البزية الأعقد المناسبة لغاية لاحقةء ومن المادة ذات الوظيفة 
الأقل أداء وكفاءة» إلى وظيفة أفضل وأداء وكفاءة. ولماكان القانون الثاني 
للديناميكا ١‏ ا يحدد أن اللانتظام في منظومة ما صتع]5تز5 يتجه إلى 
المزيد من التبعثر والفوضى وفقدان الطاقة ما لم ينظمه مؤثر خارجيء فإن 


” ويقصد الدكتور بالظواهر الخمس الخارقة ما قدم به ص. ٠١7‏ من قوله: 
تبدت عند حدوث الانفجار الأعظم - أي بداية خلق الكون - خمسة معالم خارقة لا 
تخضع للقوانين الفيزيائية السائدة الآن» ولا يمكن للعلم وحده أن يفسرها: 

-١‏ صغر النقطة التي بدأ بها الانفجار "المفردة 616 3اناعمذ؟" وهي أصغر من طول 
بلانك. ووفقا لقوانين الفيزياء يستحيل وجود المفردة بهذا الطول اللامتناهي في الصغر. 

"- كانت المفردة لا نهائية الكثافة (تحوي كتلة الكون الحالي كله في نقطة أصغر من طول 
بلانك). وهي بلا شك تفوق أعلى كثافة عرفت في الكون حتى الآن» وهي كثافة النجم 
النيتروني. ٠‏ 

'"- حدث الانفجار الأعظم عند درجة حرارة تتجاوز حرارة بلانك» تصل إلى عشرة مليار 
مليار مليار ٠١"(‏ ) درجة مطلقة كلفن. 

4- تجاوزت سرعة تمدد الكون الوليد سرعة الضوء بمقدار مليار مليار مرة. 

د كانت القوى الطبيعية الأربع متوحدة في قوة واحدة داخل المفردة اللامتناهية الصغر. 
وقد أثبتت الحسابات الرياضية أن الحصول على طاقة توحد هذه القوى في قوة واحدة» 
يقتضي بناء مسرع 06غ3)عاععع28 يعادل حجم المجموعة الشمسية» فكيف توحدت 
القوى الأربع في المفردة؟! 


قلت: ولا شك أن تسمية تلك الخرافات الغيبية العريضة بالظواهر فيه تلبيس ظاهرء لأنها لم تظهر 
لأحد ولا شهدها أحد البتة» ولفظة "الظاهرة" التي هي تعريب الأكثرين للمسصطلح التجريبي 
دوماع ممه لا تطلق إلا على أنواع الحوادث الواقعة تحت الحس» وهي موضوع التفسير 
الطبيعي غالبا. 


صفحة | 5717 


الاتجاه إلى الأكثر انتظاما والأعقد بنية والأكفأ أداء ووظيفة يحتاج بشكل 
حي إلى تدخل ذكي فعال من خارج المنظومة» لا دور للمصادفة فيه إذ 
إن المصادفة غير مرسومة المسار تطرح ملايين الاحتالات التي لا يمكن 
التغلب على ما فيها من تبعثر وفوضى. من ذلك نجزم أن المصمم الذكي (اللّه 
عز وجل) قد اختار آلية التطور الموجهء ليخلق هذا الوجود. 
قلت: من أتجب الأشياء قول الدكتور "خمسة معالم خارقة لا تخضع للقوانين الفيزيائية 
السائدة الآن» ولا يمكن للعام وحذده 5 يفسرها"! 3 كف با دكقون قيل بتاك "المعالم 
الخنمسة" أصلا إن ل يكن بالتفسير الطبيعي المطروق في قضايا متمحضة في التغييب؟! 
واذا كان ذلك كذلك» نا الذي بمنع من زعموا تلك المزاعع أن مكيأ نفس الطريق 
لادعاء تفسيرات لها من مثلها؟؟ سبحان اللّه! إعلم أصلحك الله أن الخرق المزعوم 
للقوانين الفيزيائية المعلومة في نظريات النشأة عند الكوزمولوجيين ليس خرقا على 
الحقيقة» وانما هو طرد للقياس في جمحة الماضي» فرضوه فرضاء ثم جوزوا أن يكون 
فيه تفسير لنشأة جملة من النظم الطبيعية الحالية نفسها! وإلا فن الواضم بداهة وابتداء 
أنك لن تفتح باب طرد التقدد والتباعد المزعوم بين الأجرام السماوية في الماضي تصل 
به إلى بداية ماء تجعل تلك البداية جرما واحدا أو شيئا ما قد تفكك وتبعثر وتمددت 
أشلاؤه وتنائرت حتى أصبح العالم من أثر ذلك على ما نراه عليهء لن تسلك ذلك 
المسلك إلا وأنت تعلم من الأساس أنك تفترض بذلك القياس الطبيعي الفاحش» 
مبعا نظريا وابتداء مزعوما لعامة النظم الطبيعية المستقرة في عادتنا حاليا! ومن ثم 
فقد انفتح الباب بذلك - ضرورة - للوهم والهذيان في تلك النقاط الخفس التي ذكرتها 
يا دكتور جميعا! 


صفحة | 771 


133 التق فان جا أو لات نس رطا لقان افيد ا تفيل وتوف المشروةالعومة 
على ذلك الصغر المزعوم؟ ما هي الفردية طاعهامعصذذ5 21مه6 0210 هذه 
أصلا يا دكتورء وهل سبق أن شهدها أحد من الفيزيائيين بعينيه؟ ليست إلا فرضا 
نظريا خرافيا تجوزه معادلات النسبية العامة تجويزا رياضياء لا أكثر ولا أقل! فالزع 
بأن الكون كان كله مضغوطا بكثافة عظهة وكتلة عظهة وحرارة بالغة في مرحلة من 
مزاعل تاريخ :يناد لأاطل: لقي إلأاغل القول: بآن منغادلات الخال تميق ذلك اهو 
خروج بتلك المعادلات نفسها عن حدودها وععا وضعت له من الأساسء لأنه - 
على مذهب أهل السنة الذي حررناه في الباب السابق - لا يجوز إعال تلك 
المعادلات إلا على حال ذاك القدر المحسوس المعتاد من العام على ما هو عليه الآن» 
وأما ما وراء ذلك فتخرص ورجم بالغيب! 

0 مذهب الطبيعيين أ انقسهم يعد ذلك تجاوزا كذلك» إذ معلوم أدى الفيزيائيين 

ن النسبية العامة لا تقيم أي اعتبار للنشاط ا الجسهي الكموي تحت تأثير الكثافات 
الفاحشة ودرجات الحرارة الشديدة» فكيف تستعمل معادلاتها في تصور أحوال 
يفترض فبها الوصول 0 من درجات الكثافة والحرارة» النني لا يُعلم 
لها نظير تقاس عليه في عادة البشر ؟! لهذا لا يزال الفيزيائيون يضربون رؤوسهم ضربا 
طلبا لاختراع طريق للجمع بين معادلات 2006 الكمء لآن الهوة بيهما غائرة 
جداء والانتقال من العالم الدقيق <دومءهك2/1 إلى عام الأجرام الضخمة 
هو بالفعل انتقال من تصور نظري قياسي للادة إلى 0 
قاماا ثم إن على طرينتهم في الانستدلال الكوزمولوجي (التي لنا علهها من 

ْ 0 في بيانه), 1 صم وجود تلك الفردية الكبرى المزعومة» للزم 0_0 أثر 

تلك الحرارة المهولة في الخلفية الإشعاعية التي زعموا أها تتفل تاريية الانبعاث الإشعاعي 


صفحة | /771 


في الكون كله! ولا شك أن من الكوزمولوجيين من هو منخرط الآن في محاولة تصيد 
ما يمكن تأويله على أنه هو تلك الآثارء ولن بمنعه مانع من أن يتأول ما يشاء كما 
يشاءء كا تأول القوم خريطة الانبعاث الإشعاعي هذه نفسها من قبل بما يناسب 
نظرية الانفجار! 


فالأمر الذي يبدو أنك لا تعلمه هو أن كثيرا من الفيزيائيين اليوم لا يقولون بالفردية 
كبداية للعدد المزعوم» بل إن القول بالفردية الأول هذه قد بات زعا جدليا للغاية 
لهذوطء7مغغده» #راأطع11: بالنظر إلى قولحم الآ ن بأن الانفجا 0 7 قد بدأ 
بالتضحم الآني 112802 الذي يفترض أنه وقم في "7-1١‏ 
تذهب أوهاهم ذات الممين وذات الشمال في تصور ماكا: 0 ذلك 0 7 

أو كيف بدأً! والذين يثبتونبا مختلفون هل هي بداية أم أنها مجرد حادث 
طبيعي لم يزل يتكرر من الأزل وإلى 7 أن الكو كان ول يزل 
يتردد بين الانبعاث من فردية ما 3 التوسع حتّى الزوال بصورة دورية لهعتاءتور) 
0461 وصننه 051 /: فتراه يخترع لبعض المشاهدات الحالية تأويلات خرافية 


يراها أر من التأويلات الخرافية السائدة و"أحسن" في التناسق الرياضي 
والجيومتري. فعلى سبيل المثال» اكتشف الفلكيون بعض النقاط في الخلفية الإشعاعية 
15 يحصل فيا نوع من الاستقطاب الإشعاعى 20132128602 مموها -8 
65 تبدو وكآن الضوء فيها يتلاعب بطريقة تجيبة» فنشر البريطاني "روجر 
بيتروز" مؤخرا (وهو الكوزمولوجي الأشهر حاليا بعد الهالك ستيفن هوكينغ)» أنموذجا 
رياضيا جديدا من نماذج الكون المتجدد دوريا من الآزلء سماه [2صتتمكمده© 
أعله/ظ عناءو زع فيه أن تلك النقاط لا تفسير لها أفضل من القول بأنها بقايا 
من حطام ثقوب سوداء قديمة كانت منتشرة في كون قديم قبل كوننا هذاء فلم حصل 


صفحة | 719 


الانتفاخ لكوننا هذاء وأعيد إنتاج الزمكان المزعوم» حصل على أثر ذلك نوع من 
التزاكب أو التداخل الزمكاني أدى إلى رصدنا تلك الإشارات على ذلك النحو 
العجيب! وذهب آخرون إلى تأويلها على أنها الآ: ار لارصوة لخرافة أخرى د 
بالقوجات | الجاذبية وعحه117 21< 02120 الناشئة عن أجرا ام عملاقة متنا 

أنحاء كوننا هذا نفسه! وعلى أي حال فالرجل ل يعجبه ذلك لتأريل. لأنه اعتير أ 
الإشارات تبدو أقدم تاريخيا (بالنظر إلى تأويلاتهم التي بها قدروا أعمار النجوم البعيدة) 
ما يتوقع | لا ! فهو الآن منخرط انخراطا تاما في محاواة 
استخراج المزيد والمزيد من المشاهدات الفلكية التي يمكنه أن يتأولها بما يناسب تلك 
ا 0 
الكوزمولوجيين حاليا في بنائهم أسطورة الانفجار! وله من التلامذة والآقران من 
يوافقه ويتحمس لفكرته, وهم ماضون في ازدياد! 


فالسؤال الآن: ماذا تراك فاعلا غدا يا دكتور عمروء لو قدر أن بلغ ذلك الأنموذج أن 
أصبح هو الكوزمولوجيا السائدة في تصور تارية الكون ونشأته أو على الأقل بلغ 
1 0 له من 0 ما يجحعله هو أقوى الفروض المطروحة لتفسير الانفجار 
طبيعيا؟ وما نوع الحجة التي يمكن أن تقدما أنتء على شروط الكونيين الطبيعيين 
المعاصرين في 0 والنفي التي أخضعت لها رقبتك, لإبطال فموذجه والبقاء على 
أفوذج الانفجار الكبير الأوحد (الذي يجب أن تعترف بأنه قد بأد انفراده المزعوم: 
واتفراد كوننا في الوجود زمانا ومكاناء يفقد الأنصار يوما بعد يوم)؟ ؟ غايتك أن تنظر 
في بيانات المراصد الحديثة ك| نظر هو وغيرهء ثم تقول له: "لا يا بروفيسورء أنا 
عد 0 "أحسن" لهذه المشاهدة أو تلكء يمكن أن يكون هو الحق المطابق 

للواقع» وأنا أميل إليهء فتكرم علي بالتأمل فيه!" فتخترع له خرافة تأويلية تقابل بها 


صفحة | 06 


خرافته» ثم تغرق أنت وهو في طبقات من الهذيان المبتافزيقي بأقيسة وفرضيات ما 
أنزل الله بها من سلطان» وأنتها تعلمان علم اليقين بأن ذلك كله وهم في وهم وتخمين 
في تخمين لا حجة لأحد فيه على أحد البتة! وهو على أي حال لن يبالي أي الهاذج 
بختار اليوم وأيها يبيل إليه غداء يغيره - على عادتهم - كما يخلع أحدهم نعليه! فالرجل 
على أي حال لا يقول بغيب ولا برب صانع ولا بشيء من ذلكء والمسالة عنده 
ضعيفة للغاية من الناحية الإبتسمولوجية, قواتما التخمين الحض 12]076نءعم5 
128 وهو ضعف لا يبالي به ولا يراه يضره في دينه! ثما دام جاريا 
على أصول ملته الطبيعية الدهرية» يقبلها بلوازما 7 تاماء فلن يبالي إلى أي 3 
جديد يميل الاتفاق الأكادمي في أصل الكونء إن قدر له اتفاق بعد اليوم! أما 
م ا ا سس ” 0 
تؤسس دليل إثبات وجوده على تلك المنظومة نفسها! فلا شك أن القول بكون 
وحيد لم يكن قبله شيء البتة (عدم مطلق على حد عبارتك) يمدو أفسب إذلك 
المطلب عندك من القول بكون أزلي قديم لا تزيد نقطة بدايته المزعومة على أن تكون 
بداية لدورة انقلابية من دورات لا أول لهاء لم غزل تتكرر كل بليون بليون بليون 
بليون بليون ... | سنة! واضرب من بلايين البلايين ما شئتء فالأزل 'وانصمع]8 
ساحة مفتوحة لا حدود لها! فالقول ببداية مطلقة عوصتصصنوء8 عغساموطك في 
التصور الكوزمولوجي الانفجاري الختارء لابد أن يكون هو خيارك الأثير» من بين 
عشرات (بل لا أبالغ إن قلت مئات) الغاذج المتنافسة في تلك المسألة» ولكن بأي 
شيء ترجحه 7 غيره إن كنت فاعلا؟ ؟ فإن قلت لبينروز إن أنموذجك باطل لا 
يصح لأنه يقتضي يقنضي قدم العلم» وهذا يقتضي التمساسيل:ق الأسباب» وهو غال عقلاء 
فلن يقبل منكء ولن يرى في ذلك أي حجةء لأنه أصلا رجل دهري لا يرى إشكلا 
في مبدأ التسلسل في الأسباب الطبيعية الذي هو ركن من أركان ملته على أي حال! 


7/١ | صفحة‎ 


م إنك أنت من ألخضعت نفسك لشروط ملنه في الإثبات والنفي (نظريته امعرفية): 
ولدس منها هذا الصنف من الحجج أصلاء ولن تراه في شيء من منشوراتهم الأكاديمية 
المحكة في مجال الْكوَومولوجياأ في يوم من الأيام! مع أنه دهري ملحده الآ انك تكله 
صاحب نظام اعتقادي متناسق مع بعضه البعض +60إوتقدهن "رالهصعامكء لا 
بتناقض داخليا بأن تراه يقيم بعض الدعاوى الميتافزيقية في دينه على إمستقولوجيا 
معينة (مصادر تلقي معينة)» ويقيم غبرها على اد المصادرء 000 
المعرفيتين تتناقضان في أمر الغيب تناقضا جذرياء أي أنه لا يصح للعاقل إلا أن 0 
باحذاه] دون الأخرى» لبها مغا! 


لقارئ كم أن الدكتور لا يشعر أصلا بأنه متناقض منهجيا ومعرفياء 
- لم يشعر به 3-١‏ من أهل الكلام قديمهم وحديثهم! ولأنه يرى الكوزمولوجيا هي 
صاحبة الكلمة العليا معرفيا في غيب التارية الكوني» فلا أحسب إلا أنه سيظل 
مصرا على التّاس أحدث النظريات الغالبة أكاديميا عند الطبيعيين في غيب السماوات 
والأرض حتى يؤسس علها برهانا للحدوث بصورة ما أو بأخرىء ما تقلبت بالقوم 
أوهانحم وظنوهم» وما تبين له أنهم لم ولن يتفقوا في ذلك على شيء البتةء فليس 
القول بالفردية الصفرية المزعومة كبداية للانفجار المزعوم قولا متفقا عليه - 1 
القول فها كان قبلها محل اتفاق عند من يثبتونهاء ولا قريبا من ذلكء» ولو أنه 
ما يكني من | لقراءة والبحث قبل تأليف كتابه هذا لتبين له ذلك بجلاء في مصنفات 
الكوزمولوجيين المعاصرين! ولكن لأنه قد اتخذ لنفسه أصلا كليا مفاده أن نظرياتهم 
هي العلم والحق الذي يجب أن يتأسس الاعتقاد في الله بناء عليهء فلا تعجب إذا 
رأيته اليوم يقول برب عشوائي فوضوي, يخلق الفوضى ليرقيها درجة بعد درجة وصولا 
للنظام الحكمء أو تراه يقول برب متحد مع العالم وجوديا لأنه لم يكن قبل العالم قبل» 


صفحة | 71/7 


ولا بعده بعدء وليس للزمكان خارح يوجد فيه شيءء ثم لعله يفكر قليلاء أو يقع على 
بعض كلام اللاهوتيين ا ا فتروق له 52-0 الوله 0 المتزمن التي 
0 ل مدا بنشتاين» 1 0 
جملة قوانين الطبيعة نفسهاء القائمة من الأزل وإلى الأبد! و لا؟ آليس يدعونا للنظر 
وإطرات لل مره العرودسا دغر ريه ليها اع لان نيو 
الري :كوو زاساتم يراع مالسل ابن مرج مقر بودن تال تبني ؤب 
عليه عند أححابه إن كنت صادقاء نسأل الله السلامة! 


والقصد أن هذه الدعاوى الس التي ذكرهاء كلها توهم في توهم وخيال في خيال على 
أي حال! تسبك الفرضية الخرافية في معادلات رياضية أنيقة ونماذج جيومترية جذابة 
على نحو لا يحده - من حمة المنطق الرياضي نفسه - حد ولا يمنعه مأنع» ثم تؤفسس 
مراناا بطر فونه المطررة لعل لساب 0 افيه ايل 
المنتونون من أمثال الدكتور هداه الله ليقولوا إن العم قد أببت وأكتشف و"قال 
كلمته" 00 وهو ما أثبت وا ل كتشف ولا 0 3-1 وهم في 


فليس في تلك الدعاوى الخفسة "إعاز" ولا خرق للنظام الطبيعي ولا شيء من ذلك! 
أصحاب 0 الانفجار 0 نفس المسلات الدهرية الكونية العريضة التّى 
العالم كله لما انتبوا إليه من القوانين» فيفترضون بالقياس الكوزمولوجي نظاما 
ا 0 المشاهد في العالمء بييث تكون تفصيلات النظام 
المشاهد ثمرة له ونتيجة ارتقائية طبيعية لعمله الطبيعي المزعوم! وقد جعلوه نظاما مفضيا 
لنشأة أوان أخرى كهالمنا هذا تنش أ كلها جريا عليه هو نفسهء وههما في وهم وخرفا في 


صفحة | 7 


خرف. ثن الذي قال إنها لا 00-7 لقوانين الفيزياء السائدة عندهم؟ ؟ لو كانت لا 
تخضع لأي نظام فيزيائي مزعومء فكيف توصلوا هم إلى إثباتها من طريقهم أصلا يا 
دكتور؟ ؟ تلقوها بالسمع من وحي لسماء مثلا؟ ؟ سبحان الله! 

أما قوله: "ثانيا: سار الكون من حال اللاانتظام المطلق 0205 6م1[هوطالك وما 
يصاحبها من فقدان وتوزيع سيء للطاقة» إلى حالة الانتظام والاستغلال الأفضل 
الطافة (بهاك: أده بزلا من تفقدان ‏ العلاقة كاقل حرارية ).ومن «النية الأشفييل قلياة 
الفاقدة إلى البنية الأغقد المناسية لغاية'لاحقة .ومن المادة قات الوظليفة الأقل. أذا 
وكفاءة) إلى :وظيفة أفضل أذاء وكفاءة.'" القن 


قلت: كذب واللّه وعدوان على رب العالمين عظم! ((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَذْرِهٍ 
وَالأَوْضُ جمِيعاً قَبِصَنْهُ يوم | الْقيَامَة وَالسَّهَاوَاتُ مَطُويّاتٌ يِتَمِينِِ سُبْحَائَهُ وَتَعَالَ عم 
مُشْرِكُون)) [الزمر: 17] والله لا أدري كيف يقبل مسلم عاقل يعلم قدر رب العرة 

سبحانه وتعالى» أن يقول كلاما كهذا الكله م التبيح في أصل وابتداء خلق العالم! 
نسأل الله السلامة! ما ظنك بربك يا رجل ؟ ؟ أتحسبه رجلا مثلك يأقِ على مادة 
لا يعلم عنها شيئاء لم يكن هو من جعلها على ما يجدها عليه ثم يحرب بالتصميم بعد 
التصميم أن يفرض عليها نظاما من صنعتهء فلا يزال يترقى بذلك حتى يصل إلى 
الأفضل والأكل نظاما؟؟ سبحان اللّه! بل واللّه ما يجوز أن يظن بالصانم البشري 
أنه إذا أقبل على مادة خام يريد أن يصنع منها شيئا ماء أنه إنما يجدها في حالة من 
الفوضى والعشواء واللاانتظام .. إل! فإنه ما من شيء في الأرض ولا في السماء إلا 
وهو مخلوق بقدر وميزان» وللرب فيه من الحكم ما فيه؛ علم علم بذلك من علم و :مل من 
جتمل! كل صخرة في كل جبلء وكل غصن في كل نمجرة» وكل قطعة معدن في بطن 
الأرضء ما من شيء ! لا وهو مخلوق بقدر دقيق وفي موضعه الذي لا يصح له غيره 


صفحة | 7175 


في علم الباري جل شأنه! فإذا كان الصانع البشري لا يبدأ صنعته من الفوضى والعشواء 
"الحضة", فكيف استجزت قياس ربك على ما هو أحط من الصانع البشري؟؟ 


با دكتورء أسألك بالله اأني فطرك وشق سمعك وبصركء أي الصانعين اكل؟ صانع 
يبدأ صنعته بالفوضى المحضة وغياب التقدير المحكم وسوء ع العبثية 
المحضة.. إلى آخر ما قلتء وبئس ما قلتء أم صانع يبدأ صنعته بحكة وتدبير دقيق 
في كل حادث من حوادثه» فلا يضع الشيء في كل فعل من أفعال خلق السماوات 
والأرض وبنائماء من ابتداء الخلق إلى انتبائه» إلا في محله الصحيح وبقدره الصحيح؟ 
سبحان اللّه وتعالى عا يصفون! ما نقول للطبيعيين الذين نقلت عنهم ذلك القول إلا 
خستتم وخسئت أنظارم» يا من سببتم ريك ذلك السباب!] ((لَِي خَلَىَ سَبعَ 
َمَاوَاتٍ طِبَاقاً ما تزى في حَأَقٍ ل ا سر 
م انجم ام ِكَ الْبِصَرُ حَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ)) [الملك : 5-7] 
قال تعالى: ((لأني [ ملك ال ليوات ا َأَرْضٍ وِلَهْ يَكَخِدْ وَأ وَلَمْ يكن لَهُ شَرِبكٌ في 
الْمُْكِ وَحَلَقَكْلَ شَيْءٍ فَمَدَرهُ تقيبراً)) [الفرقان : ]١‏ وقال جل شأنه: ((إنَا مل شَيْءٍ 
خَلَفْتاُ بِعَدَرِ)) [القمر : 45 ] وقال تعالى: ((الَذِي أَحْسَن كل شَيْءٍ غَلئه وبدا خَق 
الإنسان من طِينِ)) [السجدة : 7] فهل نزيدك أم يكفيك هذا يا دكتور؟ ؟ 


زول حعترا عو شيف 1 11 السب النقض نوريف اهران 
م مس ا م يبدأ 
ية التي قالوا بها إلا ليتتبي منها إلى هذه التباية لمحكمة تامة الإحكام". قيل إه: 
لكنك تقرر كا لا يخفى أن الخلق كان تطويرا وترقية من حال وصفتها صراحة بأمبا 
حال لا انتظام فيها مطلقاء ولا وظيفة ولا غاية والطاقة فبها موزعة توزيعا سيئاء إلى 
حال أفضل وأكلء فكيف يصح في العقل أن يقال إن الذي يبدأ خلقه بالفوضى 


صفحة | ه71 


والانخطاط وعدم الوظيفة و"سوء توزيع الطاقة", مستحق لصفات الكمال منزه عن 
كل نقص ؟5؟ من الذي خلق الخال الأولى التي كان عليها الكون في أول الانفجار 
المزعوم على 00 ألبس هو الله نفسه؟ ؟ أم أنه جاء إِليها بعدما تركه 
غيره في حال الفوضى والعشواءء فبدأ الخلق بالتعديل عليها واصلاحما خطوة بعد 
خطوة؟ ؟ سبحان الله 0 


هذه أبها القارئ الكريم, هي مصيبة ححمية العصر كافة» الذين قبلوا كوزمولوجيا 
الدهرية الطبيعيين ونظريات النشأة الارتقائية عندهم! لا يريدون أن يعترفوا بما يقتضيه 
ذلك الاعتقاد من تشبيه في الأفعال وحط شنيع على صفات رب العالمين وتنقص |ه 
وتعطيل هلة عظهة من أفعال الربوبية! يجهد أحدهم غاية الجهد حتى يتخذ من تلك 
النظريات طريقا لإثبات الصانع» ولا يبالي أي صفة تلزم اذلك الصانع الذي أثبته من 
تلك الطريق الخبيثة! الهم أن يصل لأن يظهر أمام أقرانه من الفلاسفة الأكاديميين 
على أن إثباته للصانع يقوم على "أساس علمي" و"عقلي", والله المستعان! وكذلك 
ا الأولى مع اختلاف النظرية الغ لغيبية والكونية الكلية 

سسوا عليها دينهم! قال لحم فلاسفة الدهرية معظمون في عصرم 0 
0 المسء فا دليلكم "العلمي" على وجوده؟ إن لم تأتونا بدليل "علمي" 
تثبتون به وجوده كما نثبت نحن ما نثبت من الموجوداتء فأنتم سفهاء وإهاتكم إان 
السفهاء! 0 0 تعال في أمثال أولتك الجحدة | 0 المغترين بعقوهم: ((وَإدَا 
قبل لهم آمثوأ 5 آمَنَ الاش فَالوأ أَنؤِْئْ كا آمَنَ ألا ممم م السمهَاء وَلَكِن لأ 
]١١ : 0 00‏ فلماكان ل 0 الفلاسفة ويكلامم 
وبالمنازل التي ينزهم الناس إياهاء واستحوذت على قلوبهم غاية الاستحواذ. نظروا 
في شرط العلم وما يكون علا وما لا يكون علاء وما به يحصل الإثبات والنفي 


صفحة | 7177 


الوجودي عند هؤلاء الجحدة المستكبرين المعظمين عندهم» فعملوا على 00 "ديل 
طن نعل شرط يرطف كرض اقرف الي ماكر ير لالد 
والعقل» 00 من التهمة بالسفاهة وخفة العقل! هذه هي الفتنة 
الكبرى التى لني استدرجهم الله إليباء أوائلهم وأواخرهم على السواء. 


فلا كان العم المعظم لم عدم النرنيا كادكه لالد الحفين إج لتك عن 
ميتافزيقا أرسطو الطبيعية وتصوره لمادة العالم وحقيقتهء مع المنطق المشائي في نحرير 
الحجج والبراهين 7 رما أن بتكلف أحدهم بناء الدليل من طريق تلك الميتافزيقا 
قح دل جد ل ا ار لاك العلم الذي كانت تلك صفته عندهم! ثم لما 
تغير العصر وصار العام المعظم عند الفلاسفة الأكادميين هو الميتافزيقا الكوبرنيكية 
اللابلاسية الأينشتاينية» مع العطق الرياضي الجبومتزي في غمذجة الواقم وتحرير 
البراهين» كان لزاما على نفس القلب المفتنون المبزم صاحبهء أن يتكلف بناء الدليل 
من تلك الطريق للغاية نفسها! فالأصل الكلي الذي يجمعهم جميعاء كا بينا ذلك مرارا 
وفي غير موضعء هو تقديم النظرية الميتافزيقية الطبيعية للعالم المعظمة في عصرهم على 
كل معقول ومنقولء واللّه المستعان! 


فالمقدمة الأول في برهان الحدوث الانفجاري كما قرره الدكتور» هي القول - 
القانون الطبيعي في مبداً 00 الكون ترق من الفوضى والعشواء والانيظا 
المطلق» إلى ضد ذلك. وأما المقدمة الثانية» فهي قوله: "ولما كان القانون 0 
للديناميكا الحرارية يحدد أن اللانتظام في منظومة ما «تعؤوتز5 يتجه إلى المزيد من 
لسن الاو رظانا لطاذة عار كت وو ايد هد 


قلت: وهنا يتناقض الدكتور من حيث لا يشعر. ألبس قد قرر ؤ فى المقدمة ١‏ الأولى أن 
الكون قد بد أ باللانتظام المطلق 5 ه16 أووطم ؟ هوم من قوله "المطلق" 


صفحة | /ا/ا؟ 


هو أن الكون كان عند الغاية من الفوضى وعدم 2 0 الوظيفة وعدم الغائية, 
ألبس كذلك؟! فا وجه أن يأق هنا ليقول إنه فل 'المزيف من الشتعر 
والفوضى "5 تم كيف يكون الخلق لإ ترقية وقطوراء إذاا 00 ل١ايزال‏ ماضيا 
إلى مزيد من الفوضى وضياع الطاقة» حتى بعد ابتد اء الخلق» الذي حصره الدكتور 
بمقدمته الأولى فها عبر عنه بأنه "تدخل ذكي"؟ ؟ يا دكتور إن صم أن كا ن العام قد 
خلق "بالتدخل" ٠‏ فإنه يلزم من ذلك بداهة هة ألا يكون الله هو خالقه كله وانغا صادف 
9 00 0 ا ل 
المسار بالتعديل هنا وهناكء لعله يوتمه في باية المطاف إلى وحمة يريدها! فأي شىء 
هذا إن ل يكن إخضاعا لرب العالمين لمكره من فوقه أو لنظام مفروض عليه سلفاء 
كت انه أن ع الب وتعالى علو 
كيرا؟ ؟ وأي شيء هذا إن لم يكن هو "إله النجوات" الذي زعمت أنه ليس هو الإله 
الذي تؤمن به؟؟ 


ثم بأي عقل يقرر الدكتور بعد المقدمة الأولى أن التطور المزعوم لا دور للمصادفة 
فيه؟؟ وهل للمصادفة معنى عند العقلاء أظهر من أن يكون ابتداء 37 دشيء 
فوضوي ولا غاية له ولا وظيفة» ثم "يتدخل" الصانع الذي فيه كينها اتفق أن وجدهء 
موحي اسل واب ل رار وا كاري دفاور اق 
قصة الخلق وأنت ما ترى الفوضى إلا ماضية في ازدياد والطاقة ماضية إلى مزيد من 
التبدد والضياع؟؟ قولك: "فإن الاتجاه إلى الأكثر انتظاما والأعقد بنية والأكفا أداء 
ووظيفة يحتاج بشكل حتقي إلى تدخل ذي فعال من خارج المنظومة» لا دور 
للمصادفة فيه» إذ إن المصادفة غير مرسومة المسار تطرح ملايين الاحتالات التي لا 
يمكن التغلب على ما فبها من تبعثر وفوضى." قلت: فالخاق على عقيدتك إذن حقيقته 


صفحة | /717 


أنه صدفة أصلية قد تدخل فها الخالق بخلقهء فقيد احتالاتها تقييدا جزئيا للا أخرج 
ااانا عذااعلن فوا عد 

الموجه» ليخلق هذا الوجود." قلت: فلا أدري والله من أين يأتي الجزم» ومقدماتك 
كلها مين و زمولو خض عتتنااءء زصده0 [هعنعه1[مديوه0 ؟ ؟ أأنت تجزم بان 
الكون بدأ 0 0 0 الانفجا 00 بدأ بفردية فوضوية لا نظام فيا ولا 
بشيء من 0 حقق انون اليك الحرارية الثاني» فليس عند الطبيعيين 
جزم بشيء مما زعموه أثرا لتصور تأثيره 0 على مستقبل الكون! فإذا كا 
المقدمات كلها ظنية تخمينية على أحسن حوالهاء فن أ 0 الجزم في ننيجتها؟ ؟ 
هذه هي الآفة من آفات الكلام ومن راته الخبيثة هي ثمرة ما أشرنا إليه آنفا من 
اضطرار المتكلم لقبول الأساس العقلي الواهي لنظريات الميتافزيقيين المعظمين عنده 
على أنها هي العقل والقطع والعام التام! فإن المراد من براهين المتكلمين هو أن يؤفسس 
علها الأصل الأول لدينهم (ألا وهو القول بوجود رب العالمين) تأسيسا مرضيا - 
مبدئيا - من خصوبهم! فإذاكان هذا هو مطلوب البرهان ومقصوده؛ فلابد أن يكون 
برهانا قطعيا منصرما حتى لا يتسع لظهور المعارضء وإلا كان أساس الدين والإيمان 
عند المتكلمين مفتوحا للشك والإسقاط! وهو ما ترتب عليه ضرورة إطلاق صفة 
القطعية على مقدمات البرهان! والا فكيف 0 نتيجة جازمة قاطعة على براهين 
ظنية حقلة يرد عليها من | لمعارضات مايرد؟؟ هذا < خلف واضم! ولك ن كانت نظريات 
الميتافزيقيين وم تزل ضريا من التخرص والتتطع على الغيب لا مستند للقياس فيه 
إلا التحك! فا الذي يترتب على ادعاء القطعية لها إلا ضرب الدين في مقاتله؟ 


صفحة | 71/9 


بعيدا عن مسألة اللوازم والمقتضيات الاعتقادية في صفات الله وأفعالهء دعنا ننظر 
ف أداء البرهان نفسه لمطلوبه (أعني برهان الحدوث الذي بدعه الدكتور )! فنقول 
هب أن نظرية الانفجار الكبير هذه نفسها (بفردية أو بغير فردية» بتضخم أو بغير 
تضخم) قد مد الله للدكتور في عمره حتى رآها تسقط عند الكوزمولوجيين في 
المستقبل سقوطا كليا يصبح هو الاتفاق الآكاديي العام؛ كما كان قبولها اليوم هو 
الاتفاق الآكادمي العام! إذا حصل ذلك وشهده الدكتورء وكان قد حرر برهانه هذا 
على سبيل الجزم والقطع فا الذي يترتب على ذلك؟ سيضطر إذن لإحدى خصلتين 
لا أرى لما ثالثا! إما أن يسقط البرهان ويخطئ "الآساس العلمي للدين" الذي كان 
قد قدمه للناس فها سبقء وإما أن يظل مقسكا بتلك النظرية على مخالفتها ما استجد 
من مذاهب الطبيعيين في محلهاء يناغ عنها في كل مناسبة! ولست أراه ذاهبا هذا 
المذهب الثاني (مذهب القسك والدفاع 1©5]ءعه1همة) إلا إن قدر له أن أسس 
على ذلك البرهان من التفصيلات والتأويلات والتفريعات الدينية نظير ما تكلفه 
متكلمة القرون الآولى في بناء أصول الدين وأصول الفقه عندهم على براهينهم الكلامية 
ومقدماتها ومقتضياتها الميتافزيقية! وهذا أمر بعيد على جححمية العصر غاية البعد فا 
أرى» بالنظر إلى خفة عقوم (إجالا) وضحالتهم في العلوم الشرعية, لا سها علوم 
الآلة» مقارنة برؤوس المتكلمين من الأقدمين! ولا أظنه إذن يتكلف محاواة المع بين 
3 لا يزال أشاعرة العصر ومعتزلتهم يحاولون المع بين ميتافزيقا الجوهر والعرض 
الأرسطية (التي لا تدرس الآن في أكاديميات الغرب إلا تحت باب تارية الفلسفة) 
وميتافزيقا الطبيعيين المعاصرة» فلا يبدو أن لدى مثله القدرة على ذلك أو الأهلية أه! 


إعادة صياغة قوانين الديناميكا الحرارية تأسيسا على قواعد المسلمين 


صفحة | 0 


ا 0 الديناميكا | كن 07 العقل ان كه 
التعامل مع نظريات الطبيعيين وقوانيهم بعموم, 0 كذلك باعتبار موضوع القانون 
نفسه )| توصل إليه أول من اكتشفه من الفيزيائيين! فقد لاحظ الفرشي سادي 
كارنو في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي. عند دراسته انتقال الحرارة بين 
الأجسام المتلاصقة في إطار ما سي محرك كرنو الحراري غ3ع11 65ممصعون) 
عمتوصط: أنه إذا وضع اسطوانة فيها غاز مغلق بوا وافنظة كاين ه25 في ماسة 
0 الحا ليد يدان مطاحا ا 
حرارة الغا قد ارتفعت (مع 82 0 نخفضت, حتى وصل الجسمان 
معا إلى حرارة وسطى استقر عندها النظام بكليته» وتوقف عندها التقدد! ولما جرب 
الأمر نفسه على جسم آخر أبرد من الغازء لاحظ أن العكس هو الذي يحصل 
(تنخفض درجة حرارة الغاز وينككش» لني درجة حرارة الجسم الملاصق)» وصولا 
إلى نقطة تستوي فبها الحرارة ويتزن النظام. أي أن الكباس يظل يتحرك في جميع 
الأحوال (يظل المحرك يعمل) حتى يصل النظام بكليته إلى التساوي الحراري» وحينئذ 
تتوقف الحركة لأن انتقال الحرارة داخل نظام الحرك (المكون )ا تقدم من اسطوانة 
الغاز والكباس والجسم الملاصق للاسطوانة) يكون قد انقطع. من هنا جاء أول 

تنصيص - تاريخيا - - أصل 0 0 للديناميكا 0 وهو بإيجاز 00 


7/١ | صفحة‎ 


ثم في منتصف القرن التاسع عشرء وضع الألماني رادولف كلاوسيوس .1 
1515 أول صياغة لقانون الديناميكا الحرارية الثاني كقانون فيزيائي صارمء إذ 
قال (فها بات يعرف بعبارة كلاوسيوس): "إن الحرارة لا يمكن أن تنتقل من جسم 
بارد إلى جسم ساخنء إلا إذا أحدثت تغييرات أخرى محايثة للماء تحصل في نفس 
ا ثم صاغه فها بعد الاسكتلاندي لورد كيلفن (ويليام ثومسون) في قوله: 

مق اخال:١‏ ستخراج أي تأثير ميكانيي (طاقة حركة) من أ أي جزء من أجزاء المادة 
01 02ن:مم بتبريده إلى درجة حرارة أدنى من حرارة أبرد الأجسام الحيطة 
به والملاصفة له." 


وبالتزامن مع هذه الدراسات» كان قد ظهر مفهوم 7 يسمى بالإنتروبي 7[ متأططلء 
وهو ملاحظة هؤلاء المذكورين أنفسهم وغيرهم من الفيزيائيين المشتغلية بميكانيكا 
المجركات الحرارية» أن الطاقة الحرارية المستعملة في محركات الاحتراق لا تنحول كلها 
00 وانما 0 لى الحركة» بيا ثفقد كمية من الحرارة لتنتقل إلى 
والصوت ونحو ذلك. فقالوا إننا ما حاولنا عزل النظام الحراري للمحركء فلن تتمكن 
من توجيه الحرارة كلها وحصرها لإنتاج الحركة. هذا الميل في الحرارة للانتشار والتفرق 
في الوسائط الحاماة المتلاصقة» يجعلها تظل تنتقل حتى تتفرق في جميع تلك الأجسام 
المتلاصقة بالتساوي ما لم يمنعها من ذلك مانع. 

فلماكان مطلوب القوم بالأساس ومسعاهم الحثيث هو تحقيق أعلى درجة من الكفاءة 
20 8 بعضهم - من ذهريتهم 5000 - عند شرح السنايك الحرارية 


صفحة | 7/57 


درام عر زات ا ل ل 
فها ميل عام للتفكك لا يمضي - إذا ترك وشأنه - إلا إلى مزيد من الانحلال 
10رمع (0آ والتفسخ وا التبدد 177516 على نحو لا يرجى انعكاسه بصورة 
طبيعية ع1طاذوطء:©::1: وعمموا ذلك "الميل" على عموم الكون "", بلا مستند 
الفياس الدهري الطبيعي الحضء وزعموا أنه لابد أن يصل في النهاية إلى حالة 0 
القصوى (قياسا على محركاتهم الحرارية!) فلا يبقى فيه حرارة تنتقل من شيء إلى 
شيء! ولما داعبت تلك الفكرة خيال بعض الصحافيين من مروجي العلوم الطبيعية 
والإعلاميين ونحوهمء ظهر من يجمع إلى تلك الظاهرة الحرارية التي هي مدار مفهوم 
الإنتروبي (عند شرحه واستعراضه للناس)ء مشاهدات أخرى متعلقة بمسألة 
"الفوضى " 101507061 فقالوا إن العالم فيه ميل لحوادث الدمار والانفجار والانتثار 
والامبيار بعمومء حتى غرفة نوم أحدهم عندما تكثر فيها الفوضوية وتنائر الملابس 
والأوراق» فإن الكون فيه "ميل" وصع4مء5 إلى ذاك! فكله يجري على ترتدب 
زماني معين لا نتوقع في .يوم من الأيام أن نراه ينعكس في الطبيعة! فكأن ثمة قانون ما 
أو سنة كونية ماء تسهل على النظم المركة أسباب التفكك والانحلال» تؤز الأشياء 


”” قال المدعو "أحمد الغندور" في حلقة من حلقات برنامجه "الدحيح" تحت عنوان الإنتروبي» 
يصف الكون بكليته: "كون بيحب الفوضى!". وهذه كلمة شنيعة والله لم أسمعها من الطبيعيين 
الملاحدة أنفسهم عند شرحهم لقوانين الديناميكا الحرارية» نسأل الله السلامة! فهي تناقض صراحة 
فول انلف جل وعلة: ((الّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدأْ حَلْقَ الْإنسَانٍ مِنِ طِين)) [السجدة : "] 
وقوله: ((وَخَلَقَ كُلَ شيْءٍ فَقَدَرَهُ تقْديراً)) الآية [الفرقان : ؟] وقوله: ((الَذِي خَلَقَ سَبْعَ متَمَاوات 
طِبَاقا مّا تَرَى فِي خَلّقٍ الرَّحْمَنِ مِن تَقَاوْتِ فَارِجِع البَصَرَ هَل تَرَى من فُطُورٍ)) [الملك : "] وقوله: 
((لا التنّضن يَنبَغِي لَهَا أن تُذرك الْقَمَرَ وَلَا الَيْلُ سَابِق النّهَار وَكُنَ فِي قَلَكِ يَسْبَكُونَ)) [يس : ٠‏ 6] 
وقوله: ((وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ من فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدرَ فيا أقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةٍ يام سوَاء لَلسنَائِلِينَ)) 
[فصلت : ]٠١‏ وقوله: ((لا تَرَى فِيها عِوَجاً وَلَا أمْتا)) [طه : ]٠١7‏ إلى غير ذلك مما هو صريح 
في معناه! فتأمل أي ثمرة مدمرة للدين والعقل ترجع على شباب المسلمين إذا هم أغرقوا في دراسة 
تلك العلوم الطبيعية الغربية على جهل بعقيدة المسلمين» ولا حول ولا قوة إلا بالله! 

صفحة | 7/7 


أزا على التبدد والفوضوية 01805 وتصعب - جدا - أي عمل بشري في الجهة 
المقابلة! 


والحق أن نظام العام فيه سنة ظاهرة لا نتكرهاء ألا وهي أن حوادث الانحلال 
والتفكك والعاتز والانهدام (وليس الفوضى وا د سايم 
ترتبها ع[طازوم:ع؟ع:-:»1720]. لا بصورة طبيعية» ولا بفعلنا نحن أو بأسباب من 
"تمتنا! إذا قضى الله لنظام ما أن ينهار أو يتأكل أو يملى أو ينفجرء فقد انتبى وقضي 
ال ل ري 00 النظام 
نفسه! فإذا وفع الد ل ل 
عسذوع6 8 الترتب الذي نتجري به حوادث ذلك التفكك والاههيار حتى نرجع 
ا 
أرجعنا الشريط إلى الخلف (جعلناه يعرض مقطع الفيديو في الاتجاه العكسي ) فسنرى 
ترتيبا للحوادث لا يمكن أن نتصور مشاهدته في الواقع» إذ لم يقع يوما في تجربتنا في 
فاد لطبي و رز دكا وف مانام عد و اباب ك0 ارا 


فلماكان لدى بعض الطبيعيين (كبولتزمان وغيره في مجال الميكانبكا الإحصائية) استعمال 
ا سة احتاليات تداخل جسوات أي غازين أو سائلين يخلطان 
ببعضهه| البعض (بعد أ ا 0 لتعلق 
الصطايم بالتصور الذري السائد لدى الفيزيائيين حاليا حول الكيفية الي تنتشر بها 
0 نفسها (بوصفها طاقة حركة تعتري الجزيئات)» إذ 5 إن الإنتروبي تتزايد 
بد الأحوال التي يمكن (احةاليا) لجسوات الغاز أو السائل المنتشر أن تكون عليها 


صفحة | 7/1 


(وهو ما عبروا عنه بالعلاقة "(1187)ما .>1 - 5").: عمم كثير من الناس مفهوم 
الإنتروبي ليشمل كل انتشار لمتنائرات تبلغ فيه احتالات الأوضاع الممكنة لتلك 
المتبعثرات أو المتنائرات مبلغا يوصف إحصائيا بالستوخاستية عامهطءه56 (أي 
عدم قابلية التنبؤ من جانبنا)! 


ولكن من الواحم أن هذه المسألة (مسألة تعذر إرجاع المتنائرات والمتبعثرات 
والمثشرات 15 كنت بفعل الدشر وعدم رجوعها أو انعكاسها طبيعيا -1206©1ا 
"طتلتطزومع:ىعم) ص سنة 1 مستقلة عن أكساأة الانتشار المتعادل للحرارة ف 
الأجسام المهاسة» وان كانت قد تفسر الثانية بالأولى على حسب التصور الميكانيكي 
السائد حاليا في تفسير عملية الانتقال الحراري نفسها! فإن شئت فقل إن لدينا 
قانونان مستقلانء» قانون الإنتر ولي الحراري 7[ متخصظ عتسفصولهصمعط 1" 
وقانون آخر يمكن أن يقال له تعذر الإ جاع أو الانعكاس “تلن زومعء م ع لمآ 
لبعض أنواع الحوادث الطبيعية! وإفا تعد ظاهرة الإنتروبي واحدة من الظواهر التي 
تدخل تحت قانون تعذر الإر جاع "طتلتطتويعنى-معلمنا أه ععصفاممآ عمم 
وقد تبلغ أن تكو ن حالة امتناع تام للانعكاس 7طاخلتط وعم ع0 صن1ا. وثة ظواهر 
أخرى كثيرة لا علاقة لها بالإنتروبي ولا بالديناميكا الحرارية تدخل قانون تعذر 
الانعكاس» كتلك التي يضرب بها العامة المثل عند شرحهم لمسألة الإنتروبي. 


وبالنظر ا عدم قابلية الانعكاس هذهء فقد ذهب بعض الطبيعيين (تبعا لفكي 
البريطاني اشر ستانلي إدينغتون دمءععمنلك2 .5 .ى *') إلى القول بأن الزمان 


” وقد كان إدينغتون هذا هو أول من استعمل عبارة "سهم الزمان" ©7106 81/01/04 في مصنفات 
الطبيعيين» حيث قال في كتاب له نشر في سنة ١1778‏ الميلادية بعنوان "طبيعة العالم الفيزيائي 
010لا اوءزدباطم عط 4ه عنلغج1م ع156": "دعونا نرمي بسهم. فلو أننا تتبعنا السهم (وهو 
يسبح في الهواء)» فوجدنا تزايدا في معالم العنصر العشوائي غ+معممعاع 836000 في حالة 
العالم» فإن هذا يعني أن السهم يمضي إلى جهة المستقبل. وأما إن وجدنا العنصر العشوائي 
صفحة | ١/0‏ 


نفسه أو ما يقال له "سهم الزمان" عدصة]' 4ه 0ك يمكن تعريفه بالإنتروبي! فيقال 
إن اتجاه الزمان الذي يجب أن تمضي فيه حوادث الطبيعة وجوباء هو من الخالة التي 
تكون فبها الطاقة الحرارية مجمعة في جسم ماء إلى الحالة التي تكون فيها تلك الطا 
قد توزعت بالتساوي على جميع الأجسام الماسة اذلك الجسم! فإذا كان من غير 
الممكن أن تجري تلك الحوادث في عكس ذاك الاتجاه بصورة طبيعية» فلابد أن 
يكون الإنتروبي هو مفتاح الطبيعيين لتحديد اتجاه الزمان نفسه! وهذا فيه من اه 
ما لا يخفى» إذ الزمان لن ينعكس إن قدر أن تمكننا في يوم من الأيام من | 
بعض الحوادث على عكس ترتبها المعتادء مما كانت تلك الحوادث مما يوصف بأنه 
غير قابل للانمكاس! الزمان ما هو عبارتنا عن جريان جميع الحوادث في الوجود 
(معا) على ما هي جارية عليه! 


يتناقصء فلابد أن السهم يمضي إلى جهة الماضي. هذا هو الاتجاه الوحيد (يعني للزمان) المعروف 
في الفيزياء. وهو يلزم لزوما ضروريا إذا كان اعتقادنا المعترف به هو أن دخول الفوضى 
والعشوائية هو أمر لا يمكننا عكسه." اه. قلت: وهذا الكلام فاسد من وجوه. فأما أولاء فإن الفيزياء 
ليست هي الطريق الذي يطرق للحكم بأن الزمان يجري إلى الأمام ولا يرجع إلى الخلف! هذه 
مسألة طريقها البداهة التي بها يعرف كل عاقل أنه قد مر بما مر به من تجارب حياته بالأمس 
مرورا حقيقياء وأنه لا يتوقع أن يصبح غدا ليعيش نفس اليوم الذي عاشه بالأمس مرة أخرى! فهذا 
المسلك الذي تكلفه أدينغتون للعبارة عن الزمان» مسلك متنطع للغاية» لا يفتقر إليه عاقل! 

وأما ثانيا: فلا يعقل في سهم من الأسهم أن ينطلق إلى جهة الماضيء لأنه إذن يصبح حادث رميه 
متأخرا في الترتيب على حوادث أخرى تقع له في مساره في الهواء (الذي لا يحلق فيه إلا بعد 
الرمي)؛ 0 حادث وصوله إلى مرماه. متقدما على حادث انطلاقه» وهذا باطل بالبداهة» إذ 
7 0 فلا رجه النة لقره إنا ل آنا عدا وكا قصتلم حي أن انهم يوري 
إلى المستقبل لا إلى الماضيء وأما لو شاهدنا كذا وكذا فسيثبت لنا جريانه إلى الماضي! هذا محال 
أصلا! 

وأما ثالثا: فنقول إن الفوضوية أو العشوائية ليست وصفا لحال العالم ولا لمآله (وجوديا) كما يظهر 
من كلام الرجل؛ وإنما هي وصف معرفي محض لحوادث لا ندري لكونها تجري على تلك الحالة 
التي تجري عليها تعليلا أو تفسيراء أو ربطا بوظيفة أو غرض معين نعرفه! فهي من جهتنا نحن 
لا تخدم غرضا نعلمه أو نرجوه؛ وإلا فهي في علم الباري جل وعلا لا تقع كما تقع إلا لاسباب 
وعلل وحكم هي عنده سبحانه وفي علمه؛ وجوبا وضرورة! وعليه فمن المتصور أن نرى 
مجموعات من مكونات المادة والطاقة لم نكن ندري لها سببا أو غاية» وقد تجمعت بعلم الله تعالى 
لينشأ منها جنين في بطن أمه - مثلا - فتصبح نظاما نعرف وظيفته! فمن الذي قال إن العالم لا 
يجري إلا من "النظام" إلى "الفوضى"؟ كلام فارغ! 

صفحة | 7/7 


والشاهد من ذلك كله أن الفوضوية والعشواء لا علاقة لما لا بمفهوم الإنتروبي في 
ولا بشيء من نظام العالم على الإطلاق! وإئما جرت العادة على أن كانت أكثر 
لك لاسا ا ب وو 
عكسه ونكره طرده» من تناثر أو انفجار أو تبعثر أو انسكاب أو امتزاج .. إلى 
غير ذلك! حتى ترام أسباب فوضوية اده ف 0 النوم 2ع20هوذ12 (التي 
وجدتها مثالا أثيرا لدى كثير من يكتبون في تلك المسألة)» وان كان لا يرى في الطبيعة 
موي جل سم را لجهة التي تكرههاء إلا أنه لا يكون دليلا على 
ن "الكون" نفسه يفسد الأشياء أو ييعثرهاء أو فيه ميل إلى الفوضوية بمضي إلى 
المريدةهعا ضرورةه إلى اغر تيك" لعبارات الفاسدة التي جرت على ألسنة الصحافيين 
والإعلاميين ومن لف لفهم عند الكلام عن مسآلة الإنتروبي (التي هي أصلا لا علاقة 
لها بهذا الأمر كما تقدم)» وإنما يدل على أن صانع الكون سبحانه قد ابتلانا نحن البشر 
بوره الأخل بأسبياف كدرةة نتعاهدها تعاهداء حتى نحفظ نظام الأشياء على النحو 
الذي نريده لها! 
واخاض اللو أن يعتقد تجذر 00 والنيدة 0 0 
يرجع بالنتقص الصرحح ا 8 اسه ! 3 يقال إن الله 
قد جمع في خلقه وفي سننه الماضية في كونه بين كمال التركب وكمال التفككء فلا ترى 
ا الريك لعل كن ها ملسي قروا لجو 
تراها تتفكك إذا 0 م 00 


صفحة | 7/1 


تعالى تقتضى ذلك ابتلاء وامتحانا! ولا يفنى نظام من النظم ولا يتفكك على أي حال 
00010 ن النظام الذي نريده نحن أو نريد له البقاءء تجري عليه سنة التفكيك 
والإفناء لا محالة ولو بعد حين» هذه لا تنافي حقيقة أن لله في ! إفناته حى| عظبة! ذلا 
يوصف الخال الذي تنقلب إل ليه الحرارة المفقودة من المحرك بشري الصنع بأنها قد 
"تبددت" 11735660 لامتصاص الأجسام المحيطة لهاء إلا باعتبار افتقاد صاحب 
المحرك لها على شدة حرصه على حفظها 0 فهذا بالنسبة للنظام الذي يريده 
الإفسان ويفضل أن يكون عليه الحال» وبالنظر إلى أغراضه منهء يعد اضطرابا 
ولا شكء من 000 انقلابا للنظام الذي كان يريده ويرجو بقاءه! 
ولكن باعتبار محل ذلك الانتشار السهل للطاقة وامتصاصها المتساوي المتعادل» من 
ولا فوضوية ولا شيء من ذلكء سبحان اللّه وتعالى عا يصفون! 


بل تقول إن من حكم الرب جل شأنه في سنة الإنتروبي (كا ببناها آنفا) أن لو قدر 
أن لم يكن انتشار الطاقة (الذي هو تبدد وفوات بالنسبة للإفسان) على ذلك التوزيع 
المتساوي على جميع الأجسام الماسة والمحيطة بالنظام الذي اننشرت منهء ولم يحصل 
فيه ذلك التوازن (الذي يكرهه الممددسنوة ,ولا فنك لآنه يعني فوات قدرتهم على 
الانتفاع من الطاقة)» لاحتبست الحرارة في أجسام معينة دون غيرها 00 
من جريان سنن أخرى عليها ية بنتفع الناس بها! فإذن لن يكون بمقدورنا - مثلا - أن 

نقس "درجة حرارة" أي جسم | ذا أردنا ذلك على نحو يعقد عليه ع[طهناعا, 1 
قياس الحرارة ©13615©م1»22 إنما يحصل لنا بسبب انتقال الحرارة من الجسم المرات 
فياسه إلى آلة القؤياس الملاصقة لهء إلى الحد الذي يستوي عنده ايوق الحراري فيها 


صفحة | //7 


00 إل ؛ ا قد عبروا عن ذلك التوارد التام 0 
انتشار الطاقة وتوزعها وتفرقها المتعادل في الأجسام المتلاصقة في النظم | المغلقة, ١‏ 
سمأه بعضهم بالقانون الصفري للديناميكا 00 كا طامتء 272 لأن عليه قوام 
07 ن الثلاثة الأخرى كلها! فهو ينص على أنه إن قدر وجود ثلاثة أجسام متلاصقة 
يوصف اثنان منبا بأما ف حالة ١‏ تزان حراري 00 لهموعط ]1 فلابد 
أن 5 الجسم الثا ثالث متوازنا معهها كذلكء وعلى نفس درجة الحرارة. 

فكيف وبأي عقل يقال للاتزان العام "فوضى" 0205 ؟ ؟! 


والحاصل أ ن مسألة الفوضى هذه مسألة لا يجوز إطلاقها في وصف العام أو نظامه 
على ما هو عليهء لا في نشأة النظم ابتداء ولا في تفككها وانحلالها انتباءء ما رأينا 
أننا نئي ما نبني ونتعب فيه ونجهد ونبذل الوقت الطويلء ثم تقدر له أسباب الزوال 
والتحلل فينهار في طرفة عين وكأنه لم يكن! إن من حك الله تعالى في خلق الحا 
الدنيا وابتلائنا بها وجا فيها أن يذكرنا الله بآياته الباهرة في كل مناسبة أن الدنيا لست 
دار قرار ولا بقاءء وأن كل شيء فببا مآله إلى الزوال والفناء حقاء فلا تركب فيها 
شيئين في بعضهه| البعض إلا لزم أن نتوقع انفكاكها ولو بعد حين! ولا يتحصل لنا فيها 
جمع للطاقة أو للموارد أو لشيء مما يرام جمعه فيهاء إلا في حدود ما قسمه اللّه لنا من 
ذلكء ولن نتتفم ما جمعنا - أيا ماكان ذلك - إلا بما قضى بمشيئته أن يسخره لنا 
نسخيراء سبحانه وتعالى علوا ككميرا! هذا هو فهم المسلمين لمسألة سهولة التبد 
التفكك والتحلل هذهء فتأمل ثم تأمل ثم تدبر! 


فإن أردنا العبارة عن تلك الظاهرة ا عن غنيا الطبيفيوة بلفظة تإممتصظ في 
قانون كني طبيعي» فلعلنا تقول: "هي مضي الطاقة الحرارية امختزنة داخل جسم ما 


صفحة | 7/9 


للانتشار في الأجسام أو الوسائط الملاصقة له الموصاة للحرارة» حتى ينتبي جموع 
تلك الأجسام أو الوسائط (فها يمكن تسميته بالنظام المغلق أو الحلي) إلى 
تكون فيه الطاقة الحرارية قد توزعت عليها كلها على التساوي". هذه هي 0 
الإإتروبي» فإن أردنا تقديرها إحصائياء استعملنا لها معادلة بولتزمان» وانتبت القضية 
فيودداك! 


وأما مسألة تعذر الإرجاع "زا فلنطنودء»ع0منآء أو اللاسجترية الزمانية على 
اصطلاح بعض الفيزيائيين توناءتصصدردة. #ددة1 فقانون آخر أ يمكن التتصيص 

عليه بما يلي: "ثمة تحولات معينة تجري في لجسا نوا ووو 0 
عليه لا محالة رح أنوفناء ومنها ظواهر التفكك والتحلل والتأكل والاتفجار والانبيار 
.. إِل. فلا ينشأ نظام مغلق في ذلك الحيز الواقع تحت عادتنا من هذا العالم إلا كان 
ماضيا إلى تفككه وانحلاله لا محالة ولو بعد حين» لصاح نظم أخرى 


ونقصد بالنظام الخلق دصعوتز5 010564 - وهذا ضابط هم للغاية للكلام في 
توصيف تلك الستن المشاهدة التي تناولها الطبيعيون بقوانين الديناميكا الحرارية, 
وكذلك بقانون عدم قابلية الانعكاسء فانتبه! - تلك 0 أو الهيئات الطبيعية 

أو الصناعية المستقلة (من صنعنا نحن)ء التني تتركب من جملة 09505 
يخدم كل واحد منها 000 لكلية الظاهرة للجسم أو الهيئة 0 
إن تقييد الكلام بالنظم المغلقة أو المحلية إن شئت وصمءو/5 1.021 مهم للغاية 
(ويقصد بامحلية هنا “(انلهءه.آ وقوع جملة من الأجسام المترابطة أو المتلازمة أو 
اللاصقة في دائرة الإدراك المباشر والتقبع المباشر للباحث البشري)» لأن الطبيعيين 
وان كانوا يقيدون صياعتهم للقانونين الأول والثاني - كما سيأتي - بقيد النظم المغلقة, 
إلا أنهم يتجاهلون ذلك القيد عند الكلام عن الكون بكليته» فتراهم يقيسون العام 


صفحة | 56 


بكليته على النظام المغلق» يعاملونه معاملة النظام المغلق العملاق» وهذا منبم خف 

في القياس وعدوان لحي ال ن الكون لابد أن تظل 
الطاقة الحرارية ماضية فيه إلى التبدد وا لتساوي بين أجزائه حتى .يصل إلى نهاية 
حتنية مموها بالموت الحراري طغهء1[0 غدء11! وهذا ال واد لائقة بأصوطم 
الطبيعية الدهرية لا فستغربه البتة» وما نستخرب من أكثر المسلمين المشتغلين بالعلوم 
الطبيعية في زماننا جريانهم على قبول ذلك القياس والتعمهم | الفاسد تقليدا بلا تدبر 
ولا روية! فبعيدا عن مصادمة ذلك التعمهم الفاحش لأصول الاعتقاد الغيبي عند 
المسلمين» فاء قاس داق القانون نفسه ولتناقض الطبيعيين في التزانحم تارة بما 
فيه من قيد على محل عمل القانون نفسهء وإهماهم إياه تارات؟ ؟ 


قلنا إنه يحصل ذلك التساوي والتعادل في النظم المغلقة. فإذا قيل إن أي نظام مغلق 
00 من النظم المغلقة ٠‏ فإنها يصبحان نظاما مغلقا وا حدا من حيث جريان 
نفس سنة انتشار الحرارة عليه» أو غير ذلك من ظواهر جمعناها تحت اسم الإنتروبي» 
ومن ثم ' أن يكون جُموع النظم المغلقة كلها هو الكون نفسهء فيكون إذن نظاما 
مغلقاء قلنا: هذا باطلء لأن العام ليست حقيقته أنه جملة من المجحركات الحرارية أو 
النظم المغلقة المتلاصقة التي تملؤه من أوله إلى آخره! ولهذا لم تكتف بالكلام في مفهوم 
النظام المغلق <دعغ25ز5 010560 على التعريف الذي حررناهء ولكن أجرينا القانون 
5 صغناه على م معيناه كذلك بالنظام المح لدءه.]! وهذا ولا ل له حدوده مم 
تعاظم في تجربتنا وعادتنا البشرية» ولا يجوز أن يعمم ليشمل عموم الأرض كلها - 
مثلا - فضلا عن الأرضين والسماوات السبع والكون بكليته! والسبب العقلي في 
عدم جواز ذلك ل ”0 
محل البحث في مجال الديناميكا الحرارية إلا في إطار نظم محلية (على تعريفنا لها)! فلا 


١9١ | صفحة‎ 


ننقل الحم إلى ما وراء ذلك إلا بدليل» وليس قياس الغائب على الشاهد في مثل 
ذلك دليلا يعتبر كما أصلناه: ذ ف فى الباب ١‏ الثاني من هذا ا | الكتاب! 0 3 
مسلمات الطبيعيين الدهرية في مبدئهم الكوزمولوجي الذي لا نسم لم به ا 


فإن قبل إن الانغلاق والمحلية على هذا يكونان قبدين معرفيين في 3 لا 
وجوديين» قلنا صحيح. وماذا في ذلك؟ الإنتروبي نفسه ليس على الحقيقة إلا وصفا 
لحالة يكرهها صناع 0000000 امجركات! 
فتولنا بالقيد إفا هو تحديد لإطار الواقم المشاهد نفسه الذي يصفه القانون» حتى 
يوضع الكلام في نصابه الصحيح بلا جا جاوزة ولا إفراط! وهذا أمر ضروري يجب أن 
بعتني الطبائعيون والتجريديون المسلمون ئ- ف 2 قانون طبيعي» لأنهم يؤمنون 
اش افيد مامهدو انما غذه انان وللك ون وا حو يعن 
اعد من لقن سوقان سق جل لل اك رده 5000 
عادتنا) حتّى في منظومة أسبابه وسننه ا نفسهاء أعظم مما يظهر لنا! 


ولهذا تقول إن قانوني الديناميكا الحرارية الأول والثاني يجب أن تعاد صياغته| صياغة 
تتمه| على اعتقاد المسلمين لا على دين الدهرية الطبيعيين» ولا يجوز تدريسها في 
مدارس المسلمين وجامعاتهم على تلك الصياغات الدهرية والمفاهيم الدهرية التي هم 
علها! 


فأما القانون الأول» فهو صورة من صور قانون حفظ الطاقة والمادة» إذ يقول على 
صياغته الأشهر: "إن الحرارة نوع من أنواع الطاقة» والطاقة لا تفنى ولا تخلق من 
العدم"! وهذا الإطلاق الفاحش غلط فاحش ودهرية محضة. إذ فيه من تعطيل 
سلطان رب العالمين والعدوان قن ربوبدته ما لا يختى! والصواب أن يقال في قانون 
حفظ الطاقة والمادة: "المادة والطاقة في النظم | المغلقة مصمعئوتر5 010564 1 أو النظم 


صفحة | 797 


المحلية وددءة:ز5 0021.]آ تتقلب وتتحول من صورة إلى صورة» ولكن يظل جموعها 
ق لماه لاتق لاع الأتليم» الا يبرو ولا فض :فنا ريظلين لئان" والخرارة من 
ع سا قي المعنى. هذا الثبات في تلك النظم التي سميناها 
إجالا بالنظم المغلقة وامحلية» هو الوصف الصحيح المطابق لواقم موضوع البحث 
الطبيعي والتطبيق العملي الذي جرت أيدي الفيزيائيين والكهيائيين والمهندسين 
00 00 معه! فن الواضم وضوحا أوليا بدهياء أن القوم لم يقف 


منهم أحد على دراسة ل الطاقة والمادة في العام كلهم نلا كقددرا فوت 
هذا الجزء 99-7 لعالم! خُتى قوطم بعدم حدوث الطاقة وعدم فنائها 
داخل النظم المغلقة امحدودة الني بين أيد همء لا سلطان لم بإثباته ولا نفيه! ثما يدرهم 


أن الحرارة ا 3 ليس حقيقة ما يقع لها في الواقع أن 
الحرارة تفنى (أيا ما كانت حقيقتها الغيبية) ليحدث في محلهاء بأسباب غيبية لا يعم 
3 إلا يم 0 0 المستوى 7 07 7 0 
دري أن ال لي 0 


أم يكن مذهههم في حقيقة الحرارة والى وقت 0 (حتِى في الصياغة الأولى لقوانين 
الديناميكا الحرارية نفسها على يد كارنو وغيره في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي) 
أنبا سائل خفي سموه بالكالوريك 286 و بعضه بعضا غصد[اءمء 2 1ء5, 
ينبعث ويمتص في خلال جزيئات المادة الصلبة والسائلة وا والغازية فتتشبع به المواد 

كلها | تتشبع الإسفنجة بالماء؟؟ واليوم هم يقولون إنه طاقة تحرك الجزيئات في 
الجسم الساخن حركة شديدة» تنتشر في الجزيئات المتلاصقة حتى تمتصها جميع تلك 
الجزيئات بالتساوي. ولكن لماذا لا تكون الطاقة "سائلا خفيا" نوعا ما؟ لماذا لا تككون 


١91 | صفحة‎ 


وسيطا غيبيا فيه من خصائص السوائل وفيه من خصائص الموجة وانجال وغير ذلك 
مما لا نعلمه لأننا - بساطة - لا نراه؟ لاذا لا يكون ذلك الوسيط وصفاته هو 
تأويل جميع خصائص المادة تحت تأثير مخالطتها أو التشبع بها؟ هل شاهد أحدهم 
بالحس المباشر ما هي الطاقة نفسها وما حقيقتها الغيبية؟ ما الدليل الأنطولوجي المعتبر 
الذي به تترحخ أي حقيقة غيبية للطاقة عموما وللحرارة خصوصا؟ ولماذا لا يكون 
0 شيئا آخر بالكلية ؟ لماذا يلزم أن يكون التفسير ماديا (سائلا أو طا 

و:هادة أو غال: أوتغن ذلك)؟5؟: لسن نينخ أيدهم في ذلك كله | لا أقسة ظاهرية 
الا ل الأسباب ومن سنها الربانية على ما 
هي عليه في الواقم! 


البخاري والمسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسم أنه قال: "الى من فيح 
جحمنمء فأبردوها بالماء" (واللفظ للبخاري)» وفي لمحيس 15 من حديث أبي 
هريرة رضي الله عنه أن التي صَلْ الله عل وَسَمٌ قالَ: "اشْتَكت الثاز إلى وبا 
َقَلَث: يا رَبَ َكَل تغيضي بغطا ٠‏ أن لَهَا يتين تق في الْشِتاءء وت في 
الضَيْفِ ٠‏ فَهوَ أشَدٌ مَا تَجَدُونَ مِنْ الْحَرِ وَأَشَدّ مَا تجَدُونَ مِنْ الرَمْهْريرٍ" قلت فهذه 
حرارة نجدها على أبشارنا وفي خلايا أجسادنا من غير أن تكون ملامسين لهم 
ا 000 
أو الطين أو غير ذلك! فا حقيقة ذلك النفسء وما حقيقة الفيج» إذا كان ببنان وبين 
مم سبع أراضين كا دلت عليه السنة؟ وإذن ا حقيقة الحرارة نفسها وما هو 
السبب الغيبي المحض في انتقالها وانتشارهاء الذي يجعلها تنتقل بالتلاصق والمباشرة 
تارة وبغير ذلك تارة؟ ؟ الله أعلم! فالواجب على العاقل منكم معاشر التجريبيين آلا 


يحاوز قدر نفسه وقدر ما أوتي من العلم» وأن يقدر ربه حق قدره وينزله منزلته. وأ 


١916 | صفحة‎ 


00 السببية الكونية في حدود ما كشفه الله له منها في تجربته المباشرة 
إفراط ولا تنطع ولا تعميم فاحش لا مستند له إلا الوهم والعدوان على الغيب! 


وأما القانون الثاني» فبناء على مفهوم الإنتروبي الذي انتبى إليه القوم في القرن التاسع 
عشر» وضع ماكس بلانك العبارة الأكثر انتشارا للقانون فقال: "كل عملية تحدث في 
الطبيعة فإنها تحدث بحيث أن جموع الإنتروبيات لميع الأجسام المشاركة في العملية 
يتزايد وجوباء وأما في العمليات التي يتصور انعكاسهاء فإن جموع الإنتروبيات يظل 
ثابنا لا يتغير". قلت: قوله كل عملية تجري في الطبيعة ووعءمء معو 
نم26 هذ قمثتناءء0 ليس عمسا » والإطلاق فيه جار على طريقة الطبيعيين في 
التعميم الكوني الفاحش كا لا يخفى. ثم إن مفهوم الإنتروبي نفسه قد راجعناه وأعدنا 
تعريفه كم| مر معك. فالصواب - على التعريف الذي حررناه للإنتروبي - أن يقال: 
كل عملية من عمليات التحول الطبيعي الجارية على المادة أو الطاقة تجري في إطار 
نظام مغلق أو نظام محلي مما يقع تحت عادتناء لابد أن يتزايد فيها الانتشار المتزن 
المتعادل لأثر ذلك التحول (الإنتروبي) في جميع أجزاء النظام باطراد دون انفكاس أو 
تناقص. " فني المحرك الحراري مثلاء واعر اس عاك ركان ر الحرارة 
في أجزاء المحرك وفي الهواء الحجيط بالمحركء انتشارا متزنا متعادلاء يبدأ بمجرد تشغيل 
5 واضطرام النار في الوقودء ثم يظل يتزايد 3 يصل النظام (الذي يكون في 

ه الحالة هو النظام المحلي الاعتباري المكون من أجزاء الحرك بالإضافة إلى كافة 
الأشياء الماسة له التي تنص منه الحرارة) إلى التوازن 5 التام. وقوللي "الواقعة 
تحت عادتنا" يخرج به كل زع كني متنطع يريد أصحابه إعال هذا القانون على الأرض 
بكيلتها أو على العالم بكليته بي صورة من الصور! فالواجب أن يبقى الغيب غيباء 
له حمأه وحدوده المعرفية الصارمة التي لا يتجاوزها الطبيعيون بعقوطم وأوهاهم. 


١90 | صفحة‎ 


ولهذا 7 0 للمسلمين أن يستندوا 00 الديناميكا | 0 0 
جحدس ري يي 0 

! أما أن يطلق ليكون وصفا لانصراف الطاقة والمادة وتصريف رب العالمين 
00 او ا 
د ا سات 
اس ساوسو الس 
55070000007 0 ل م تروب 
(القائلة بأن العالم بكليته لم يزل يتحول من النظام إلى الفوضى ) ونظرية داروين (القائلة 
بأن الحشوة الحبة لم تزل تتحول من الفوضى إلى النظام) بعضهه| ببعض لبيان تناقض 
الطبيعيين وابطاللما جميعاء من باب إلزام القوم بلوازم مذهههمء بغية هدمه كله على 
رؤوسهمء لجازء ولكن لم أر فمن احتجوا بكوزمولوجيا الإنتروبي من اللاهوتيين وأهل 
الكلام إلا الموافقين المقرين» بل ووقفت عند ححمية أهل القبلة المعاصرين على 


*” والطريف أن الدهرية عندما يريدون الرد على تلك الحجة الإنتروبية» يقولون إن من أغلاط 
أصحابها أنهم يعتبرون الأرض نظاما مغلقاء مع أنها ليست كذلك لأنها تتلقى الطاقة من الشمس! 
فعلى أي أساس - إذن - اعتبرثم الكون نظاما مغلقا مع أنكم لا تعرفون له حدا ولا نهاية؟؟ ما 
ضابط الفتح والإغلاق عندكم ومن أين جئتم به؟؟ إن كنتم أبيتم إلا قياس الكون بكليته على المحرك 
الحراري المغلق» » فلماذا كرهتم أن يقيس خصومكم الأرض عليه كذلك؟ أم أن استعمال القياس 
الطبيعي في الغيبيات المحضة حلال ما دام يجري على عقيدتكم الطبيعية» وإلا كان حراما؟ 
صفحة | ١97‏ 


صورتين على الأقل اده 7 - من صور برها ن الإنتروبي (#وزمولوجيا الإنترو 
للدقة) لإثبات الصانع» كما ترى إحداهها في كلام الدكتور عمرو هناء وأ 0 


وأما القانون الثالث, فهو مستر من القانون الثاني وينص (في أشهر صيغه) على 


أن الإنتروبيا الخاصة بالنظام المغلقء» تقترب من قعة ثابتة عسله؟؟ غصمغهده0 كل| 


اقتربت درجة حرارة النظام بكليته إلى لصفر المطلق (صفر كلفن). وهذا متوفع 
بطبيعة الحال» بالنظر إلى أنه في تلك 0 أصلا حتى يصح 
الكلام على الإنتروبيا في النظام! 


ورجوعا إلى برهان كوزمولوجيا الإنتروبي عند عمرو شريفء وإلى "تأملاته" 
في فلسفة العم .. 
إذا تقرر ما تقدم تقريره من نقد لصياغة الدهرية الطبيعيين لقوانين الديناميكا الحرارية, 

وعرفنا أن الصواب اللائق بنا كبشر مخلوقين في عالم محم منضبط يقوم عليه 
عليم حكيم» هو تعديل مفهوم الانتشار المتساوي للطاقة (الإنتزوبي)كا بيناء وحصره 
في دائرة ما هو واقع تحت تجربتنا البشرية من هذا العالمء أصبح من لازم ذلك التعديل 
ألا ييقى في قوانين الديناميكا الحرارية ما يصلح لآن يكون مادة لأصحاب النظريات 
الكوزمولوجية المتعلقة بال العالم بكليته وماضيه ومستقبله! وهنا يجب التفريق بين 
ما هو قانون طبيعي 120 21260531 وما هو نظرية أو فرضية "ونية 
بصمعط؟ لمعنوه[هصوهن. فالنظامية الكونية ١‏ ا في الجر لسابق ف ف 
مسألة الانتشار المتساوي للطاقة ومسألة سهولة اله لتفكك والتحلل في النظم المغلقة 
وامحلية» هذه على ما حررناه من صياغات معدلة في وصنها تعد دعوى قانونية تعرف 
بالاستقراء المباشر لتجربتنا البشرية في التعامل مع نظم الطاقة والمجركات الحرارية 
ونحوهاء وليست هي فرضية غببية يتصور أن يثبت في المستقبل ما يحملنا على 


7١91 | صفحة‎ 


إسقاطها وابطالها بالكلية! بخلاف زع الكوزمولوجيين أن هذه النظامية نفسها يترتب 
على اطرادها في جميع أنحاء العالم ومن بداية تارية الكون وإلى آخره» أن يتحول 
الكون بكليته من حال كذا إلى حال كذا! ذ فهذا قياس غيبي يفترض افتراضاء يستند 
فبه إلى تعميم وطرد غير مس للقانون الطبيعي المذكور! فإذا نحن أبطلنا النظرية 
الكوزمولوجية (أو كوزمولوجيا الإنتروبي إن شئّت)» ل يلزمنا من ذلك أن نبطل معها 
القانون الفيزيائي نفسه (قانون الديناميكا الحرارية الثاني)! 


وش ا ا اد ا ا 
إلى تصحيحها بل والقول بقطعيتها وانصراما رجاء أن تسم له مقدمات برهانه (الذي 

يصل منه إلى إثبات الصانع) من المعارض! فإنه إن قدر ورود المعارض على أي من 
مقدمات برهانه» فإن نتيجته تصبح محلا للاحتال والشك لا القطع واليقين (الذني 
هو شرط صحة الإمان بالصانم عند أهل الملل الني تثبته)ء وهو ما ينقض على صاحبه 
غزله ويذهب به أدراج ا ا سريب إطلاقا عندما نرى الدكتور 
00 ننيجة البرهان: "من ذلك نجزم أن المصمم الذكي (الله عز وجل) قد 

ية التطور الموجه, ليخلق هذا الوجود." 


ولكن واقع الأمر أن الدعوى الكوزمولوجية بشأن الإنتروبي ومحله من نشأة العالى 
دعوى باطلة من أصلها الأول» بطلانا منبجيا كليا كما بينا! 


ثم إن قول الدكتور بأن الكون سار من حال اللاانتظام المطلق 01205 عأ ن[هوط م 
وما يصاحبها من فقدان وتوزيع سيء للطاقة, إلى حالة الاننظام والاستغلال الأفضل 
للطاقة" ... إل هذا مناقض صراحة بدا الإنتروبي! فكيف يراد من العقلاء أن 
شبتوا (على فهم الدكتور خ غير العلمي للإنتروبي) حالة فوضوية محضة تتحول بالتدرج 
إل إلى تظاء محكء توصف في نفس الوقت بأنها حالة من النظام المطلق عغن[هوط.ى 


١9/ | صفحة‎ 


تتحول بالتدرج إلى الفوضى المطلقة 1015010 عغتآهوطك؟ ؟ هذا 
تناقض واضمء تلبس به به الدكتور ومن وافقوه في استعال الإنتروبي وقوانين الديناميك 
رامعالا ورمزرع ا لساك ويف 15 مالس ادبيو بدن زا 
لأنهم لا يفهمون قوانين الديناميكا الحرارية كا فهمها هؤلاء أصلا! 0 5 
ب ةيم يصيبوا بها ما أرادواء اليه وللباطل كسرواء وما 

أن نسبوا أفعال رب العالمين للفوضى المحضة وسوء التدبير في الابتداء 00 
وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله! © 


ثم إن الدكتور يقول في التقديم لذلك البرهان (ص. :)٠١8‏ "بدأت نشأة الكون في 
"العدم المطلق ومع صتطل ه81 عغساموطف: لا مكان -لا زمان - لا مادة - لا 


'؛ قال في كتابه الجديد "المعلوماتية" (ص. 17): "تتسم الأحداث وليدة المصادفة/العشوائية بأنها 
غير موجهة:؛ كما لا يمكن التبنؤ بها. ومن ثم لا يكون لها قصد أو غاية. ويقابل (عكس) الحدث 
العشوائي الحدث المصمم, ذو القصد والغاية. وعندما يكون الحدث عشوائياء لا يمكن توقع حدوث 
نتيجة دون أخرى إلا من خلال نسبة الاحتمالية» وبالرغم من ذلك فإن النتائج الأقل احتمالية لا 
تكون مستبعدة." اه. قلت: فهل هذا كلام من ينفي العشواء الوجودية نفيا مطلقا؟ أبدا! وهل يتصور 
فيمن يثبت في العالم حوادث لا قصد لها ولا غاية» أن يكون الإله الذي يدعو الناس إليه هو إله 
الشتلمين؟ ؟ ستحائك رقي هذا بهنان عطليو! :ميات منعك فى كلامنه ما بون أنه يو من دان ,التصيميم 
الذكي إنما يثبت بمقارنته بما يسميه هنا "بالأحداث العشوائية"» ويؤمن بأن عالم الكوانطم الأصل 
فيه العشو 2 وأنها لذلك لم يصفها الفيزيائيون إلا بمعادلة احتمالية» فإذا ما "تدخل" الإله حيث 
تدخل» رجح الاحتمال الأضعف أحياناء خلافا لما كان من شأنه أن يقع لو لم "يتدخل", ولو قدر 
أنه لم يتدخلٌ على الإطلاق» لجرى العالم كله على العشوائية المحضة؛ وإذن لانقلب الكون على 
أثر الإنتروبي إلى ما يسميه هاهنا بالفوضى المطلقة ع)ع0150/06 ع4ؤلاهوط8! وهذا الاعتقاد شرك 
محض ولا شكء كما يأتي بيانه لاحقا بحول الله وقوته! 

ولأنه ضايع في تلك الأبواب كضياع من ينقل عنهم أو قريب منه؛ فلا يرى التناقض الذي يملا 
كلامه! تأمل كيف يقول فى الفقرة بعد التالية مباشرة فى نفس الصفحة: "ولا يقف الأمر عند ذلك 
(أي عند كشف الحسابات "عجز المصادفة" على حد عبارته» عن إنتاج أحداث تقع بصورة 
روتينية متكررة في حياتنا)؛ » بل إن نظرة عميقة تكشف أن مفهوم الصدفة لا وجود له في الحقيقة! 
فقد أثبتت نظرية الشواش / الفوضى 7860 07305 أن الأحداث مهما بدت غير متوقعة أو 
عشوائية تنتجها قوى دقيقة للغاية باستخدام قوانين الطبيعة» وأن هذه الأحداث يمكن توقعها إذا 
توافرت لدينا المعلومات الكافية» وهو ما أطلقت عليه النظرية اصطلاح "تأثير الفراشة". اه. 
قلت: سبحان الله هل المطلوب من قارئك الآن أن يعتقد أن في العالم حوادث وليدة الصدفة 
والعشوائية» غير موجهة وغير ذات قصد أو غاية» أم المطلوب أن يعتقد أنه لا وجود للصدفة 
والعشوائية في العالم مطلقا على الحقيقة؟؟ كلام فاسد ينقض أوله آخره؛ والله المستعان! 

١99 | صفحة‎ 


طاقة." قلت: وهذا باطل قطعاء إذ ثبت من السمع الصحيح أن السماوات والآ 

م يخلقا من عدم مطلقء وإنما خلقا من الماء الذي كان عليه عرش الرحمن» وهو ماء 
الله أعلم به خلقت منه الأرضء وخلق منه الدخان الذي خلقت منه السماء! ولا 
شك أن وجود هذه الموجودات السابقة على وجود العالم كما نعرفهء كان لها مكان 
بالنسبة لذات الرحمن» وكان لوجودها زمان إذ تقدم وجودها زمانيا على وجود العالم» 
وكان لها مادة الله أعلم بحقيقتهاء فلا صحة في اعتقاد المسلمين ذلك النني الدهري 
الفاسدء والله له المستعان! ثم ! إن ني الزمان والمكان قبل خلق | لعلم من حيث كونها 
معان كلية مجردة» يلزم منه ني وجود الباري» ونفي حدوث حادث الخلق نفسه كا 
سطنا الكلام عليه في موضعه. 


وتحت عنوان "نظرة الفيزياء إلى الكون". يبدأ الدكتور باستعراض كلام ينسبه إلى 
الفيزياء الكلاسيكية؛ فيستعرض عقيدة نيوتن استعراضا هزيلاء وكذلك حقية 
للختي لب تنموها. كوه رهبي 0 "امطارو لراش سامون بو 
الكون مغلق وحتي". ثم يقول بكل سهولة: "وإذا نظرنا بعمق» نجد أن الفيزياء 
الكلاسيكية لا تتعارض مع النظرة الدينية» لأسا رشن م دوت المعجزات! ذلك 
أن 0 الفيزيائية لا تحدد كيف يساك الكون عندما يكون مغلقا مكتفيا بذاته: 
وهو افتراض لا يمكن إثباته علميا أ أو فلسفيا." اه. قلت: أي عمق هذا وأي نظر؟ 
نسأل الله السلامة! ما قررته يا دكبور من اعتقاد نيوت في علاقة الرب 5 
وبالقانون الطبيعيء» هذا ليس هو الفيزياء الكلاسيكية (يهذا الإطلاق)» وإنما 
من ميتافزيقا الطبيعيين الكلاسيكيين! ل 
ا 0000 الأادهي أن نقرهم نحن على جعله كذلك! والعجيب أنك أنت من 


سبق منك التنبيه في كتابك هذا نفسه على ضرورة إخراج الإلهيات من الكلام في 


الذي حررته من كلام يوان قو دين نوين نيا دكنون )إن كنت تتصيد 
لطر انبره "عنينة السلموه انقو الفنويي :ود راقفلاوذ 
الطبيعبية 5غونءطغصو2 عند ن1له د12[ كنيوتن ) يتعارض معها ولا شك! وقد ببنا 


في غبر هذا الموضع عقيدة نيوتن وكلارك الاتحادية وسبب قولم) بها فلا نعيد "*! 
فالذي يتعارض مع اعتقاد المسلمين هو عدوان الفيزيائيين على غيب العالم نفسه 
بداية من طاليس مؤسس كادي الأولى ووصولا إلى عصرنا هذا! تنظيرهم في 

غيب السماء والأرض بالهوى والتحك المحضء هو ما أورنهم الزندقة والكفر! في كل 


قال في صفحة )٠١94(‏ تحت عنوان "منظور نيوتن": "بالإضافة للنظرة السابقة للفيزياء 
الكلاسيكية» احتفظ نيوتن للإله في منظومة عمل الكون بدور يقوم على دعامتين» الأولى أن قوانين 
الطبيغة من خلق الإلهء .سواء: بان جعلها مكونا تابتا في بنية المادة»: أو أنه حدد للمادة السلوك الذي 
ينبغى أن تتبعه وألزمها بها. والدعامة الثانية» أن الإله لم يرفع يده عن الكون» وأنه مسؤول عن 
حفظ الكون وتعديل أت خالل فيه (كالخلل فى مساو خ الكراكب) . إن ذلك يعني أن الكون مفتوح 
للفعل والإرادة الإلهية, ومن ثم لا تحكمه الحتمية. ولدوره الرائد في الربط بين الفيزياء والدين» 
أمر البابا ألكسندر أن يكتب على قبر نيوتن: كانت قوانين الطبيعة ترقد في ظلام الليل؛ ثم قال 
الإله فليكن نويتن» فأضاء كل شيء" اه. قلت: أنت يا دكتور بإقرارك هذا الكلام» تقترف بناية 
عظيمة على اعتقاد المسلمين في رب العالمين! تبدأ تلك الجناية أولا من إقرار الفلاسفة الطبيعيين 
على طريقتهم في النظر في صفات الباري وأفعاله بناء ما أثبتوه من مزاعم كلية فاحشة بشأن 
العالم بكليته! ثم إنها جناية - ثانيا - من جهة إقرارك لنيوتن بعينه إقرارا مجملا على اعتقاده في 
رب العالمين» وعلى مصدر تلقي ذلك الاعتقاد عنده» على تلبيس واضح في بيانه للقراءوإلى الله 
المشتكى! هذا الذي "يغلق" العالم وذاك الذي "يفتحه" لأفعال الباري؛ كلاهما قائل على الله بغير 
علم؛ » متخرص على ربه في أفعاله وصفاته» ظالم لنفسه متكلف في ذلك ما لا يجوز لبشر أصلا 
أن يتكلفوه! والدكتور يقره على ذلك المسلك الفلسفي الفاسد ويقبله منه قبولا إجمالياء يقول مقالة 
حق يريد بها باطلا "دعونا نقرأ كتاب الله المنظور كما نقرأ كتابه المسطورء فيدلنا على كمال 
صفاته؛ أليس قد أثنى رب العالمين على الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض؟! فهذا تفكرنا 
وهو قربتنا نتقرب بها إلى ربناء فدعونا وشأننا", فإنا لله وإنا إليه راجعون! 
وكان - بالمناسبة - يقرأ "كتاب الله المنظور" كذلك (أي الميتافزيقا الطبيعية المستمدة من 
نظرياته الطبيعية)» يستنبط من أقيسته الكلية في نظام العالم كافة ما يقتضيه القول بها من إثبات 
ونفي في الإلهيات تماما كما تدعو أنت المسلمين لأن يفعلوه اليوم يا دكتورء وإلى الله المشتكى! 
وها أنت ترى - وسيأتي معك المزيد - أي اعتقاد انتهى إليه الدكتور عمرو نفسه في صفة ربه 
جل شأنه وأفعاله بعدما بدأ من نفس البداية! 
صفحة | 0.١‏ 


مرة يقس أحدهم الكون بكليته على المكئنة» أو على الكائن المي الذي يهوء أو على 
الصنعة البشرية التي تترق .. إ» فهو بذلك يؤصل إدين باطل» ويتنقص من صفة 
ربه بالاقتضاء واللزوم! في كل مرة يتكلم أحدهم عن السنن السببية وكأنها تروس في 
مأكينة مغلقة» أي لا يحتاج من يريد فهم عملها وأسبابها النظامية فها كاملا إلى أكثر 
ل ا ان 
ا ان ا ا 1 احرف عدا من 
الأسباب الخارجة عن بنيتها الداخلية وعمل تروسها وأجزائها المصممة فيهاء ما لا 
يخصيه بشر! وهي أسباب منها ما هو شاهد لنا نراه بحسنا وعادتنا ومنها ما هو غيب 
نسبي يعلمه بعضنا ويجهله غيرهم» ومنها ما هو غيب محض لا يعلمه أحد من البشر 
ولا يتصوره! فالقياس باطل ليس فقط لآن علة القياس أو سبب نقل الحكم من 
الأصل إلى الفرع فاسدء ولكن لأن المقيس عليه نفسه (الأصل) ليس على نحو ما 
تصوروه أصلاء فتأمل سفاهة هؤلاء الفلاسفة الكبار وخفة عقوطم» وتأمل فتنة 
:تحمية العصر بهم» وقل لم: المد لله الذي عافانا بالسنة مما ابتلام به وفضلنا على 
كثير يمن خلق تفضيلا! 


لما انتقل الدكتور هداه الله للكلام على الفيزياء المعاصرة» قرر تقريرات فلسفية إن 
دلت على شيء فتدل على تجلة في التأليف وقلة في العام وخلل عظم في فهم 
النظريات التي ينسب نفسه إلى أصحاهاء واللّه المستعان! يا دكتور أنت تسيء - 
والله - إلى العام الذي تريد الإحسان إليه من حيث لا تدري! فلا الدناميكاالحرارية 
هي على ما فهمته أنتء ولا الانفجار الكبير وبدايته عند عامة الكوزمولوجيين على 
ما زعمته من اتفاق أكاديمي : ولايد 0 4 0 فهمتهء ولا الحقية 
واللاحقبية بتلك السطحية التي أظهرتها بباء و 


١.١7 | صفحة‎ 


الدكتور يتكلم عن اللاحقية السببية دموتصندء0م1 ومبدأ اللايقين عند 
هايزبرغ ءامعصتءط تخصنمععمتآ في ميكانبكا الكم وكأنما مصطلحان مترادفان» 
وهذا غير صحيح بالمرة! وهو يجعله|ا وصفا أنطولوجيا للواقع» حتى يؤسس عليم| عقيدة 
متعلقة بفعل الباري الذي هسميه "بالتدخل" أو "الترجيح"! ولكن مبداً اللايقين هو 
المبدأ القائل إجالا بأن البسيات الكمومية من المتعذر التنبؤ بجميع خصائصها في كل 
وقتء بالنظر إلى حقيقة أنها تسلك مساك الموجة مع ما يظهر أحيانا من سلوكما 
مساك الجسيم» فلا نملك طريقًا عند رصدها لا يؤثر في تلك المخصائص نفسها المراد 
رصدهاء فيصيرها إلى الحالة المرصودة أيا ما كانت! فالمبداً صر حتى من اسمه (لا 
يقين) في كونه يصف حدود المعرفة البشرية بما يحري في ذلك المستوى الدقيق» لا 
حفيقة الظاهرة المراد معرفتها في الخارح! ايفن الاصطلاح يقال إنه مبداً 


يفرح الدكتور في كتابه "كيف بدأ الخلق" (ص. 45 )١‏ بمقولة أينشتاين: "إن أصعب الأشياء 
فهما عن العالم هو حقيقة أنه قابل للفهم", مع أن جواب هذا الاستغراب والاستيحاش البالغ عند 
المسلمين لا يزيد على كلمتين: التسخير والابتلاء! هو قابل للفهم ولاكتساب المعارف المطابقة 
للواقع أو المقاربة له (في حدود ما يقع منه تحت عادتنا)» لأن الله سخر لنا ما في الأرض وما في 
السماء تسخيراء ولأنه ابتلانا به ابتلاء. فبينما يسوق الجهلاء هذه المقولة على أنها عين الحكمة 
وخلاصة عبقرية الرجل ونبوغه؛ يراها أولئك الذين منّ عليهم الباري سبحانه بالسماع وحسن 
الفهم عنه» غاية المكابرة والجحود! 


والعجيب أن الدكتور يقول ما معناه أن إدراك أينشتاين لعظمة ما في الكون من نظام دقيق وإحكام 
في الصنعة» هو الذي حمله على رفض مبدأ اللايقين /566/62104ل) عند هايزنبرغ: والإصرار 
على أن في المسألة عوامل سببية خفية إن عرفناها فسيكتمل لنا التصور على المستوى الكمومي 
كما ظن أنه اكتمل على المستويات الأخرىء يقول معلقا: "لذلك يتعامل العلم مع انضباط ومنطقية 
الكون باعتبارهما بديهية علمية عقلية ليس هناك حاجة لأن يقدم لهما تفسيرا". وأقول إنه من 
العجيب لأن الدكتور يقبل مبدأ اللايقين» ويقرر مفهوم الاحتمالية الوجودية اهء001+01081© 
66063116 عند بور وهايزنبرغ كما بيناء مقلدا محمد باسل الطائي في جعل هذه الاحتمالية 
مدخلا لما سماه "بالترجيح الإلهي" ومخرجا من السببية الطبيعية اللابلاسية المغلقة! فهل يتعين 
على من يعتقد كمال صنع الباري جل وعلا وإحكام صنعته في نظام الكون أن يقبل مبدأ اللايقين 
أم أن يرفضه يا دكتور؟؟ هل نواصل البحث عن قوانين تحكم تلك الجسيمات كما أصر عليه 
أينشتاين» أم نعتقد أنها لا يحكمها إلا الاحتمالية كما ذهبت إليه أنت؟؟ قد بينا بتوسع في هذا الكتاب 
بحول الله تعالى أنه إن كان المراد بمبدأ اللايقين» تقرير عجزنا نحن البشر عن تعيين موقع الجسيم 
صفحة | ١.7‏ 


إسقولوجي (معرفي) وليس مبداً أنطولوجيا (وجوديا) **! وأما اللاحقية أو 
ا - لومي اد و ما هو 
كع الي السية دنه اه أن تقول .اصادمة 
مان خليط. ادكتود في كتابه هذاء أن اللاحقية الوجودية (التى اختارها الدكتور 
كوصف للواقع الكنوبي نفسه. كي | عو 1ه وك اراق شي اش قاد 

0 الأسباب لا ترتبط بمسبباتها ارتباطا حتقياء بمعنى أنه ليس ثمة شيء يقال له 
تعليل تام 6 عأعامصون. فن الجائر ثز عقلا أ ن. تحدث امن الحوادث 

حاضر بخلاف هذا الذي نعيشه! فليس اجتاع الأسباب (وتحقق كافة الشروط 
وانتفاء كافة الوانة) موجبا عند القائلين بهذا المذهب لوقوع المسببء وليس حال 
المستقبل محتوما سلفا! وقد بسطنا الكلام في بيان بطلان هذا المذهب ونقضه لمعنى 
السببية نفسها ومناقضته لاعتقاد المسلمين في موضعه من هذا الكتاب فلا نعيد 


وسرعته معا في أي واقعة رصدء بصرف النظر عن حقيقة حالته الوجودية قبل الرصدء فهذا حق 
لا إشكال فيه» وأما من حمل ذلك العجز البشري على أن واقع الجسيم نفسه "احتمالي" (وجوديا) 
يبعت انه يعون موجودا في مرقعين أو أكثر في نفس الوقت» متحركا بسرعتين أو أكثر في نفس 
الوقت» حتى إذا حصل الرصد انتفت الاحتمالات كلها إلا واحدا بعينه» فهذا باطل مردود على 
أصحابه (وهو ما بات يعرف أكاديميا بتأويل كوبنهاغن). 


وإن كان صاحبه هايزنبرغ نفسه قد أسس عليه» مع زميله نيلز بورء شطحتهما الواهية فيما 
يتعلق بعملية الرصد أو القياس الكوانطي +مع600/ 1/6350 04 لإع0ا00+0 فيما بات يعرف 
بتأويل كوبنهاغنء, الذي تأكدت به تلك المغالطة الكبرى (إسقاط الاحتمالية التي هي في الأذهان 
على ما في الأعيان) وتحولت إلى الفهم السائد أكاديميا لما يجري للجسيمات تحتالذرية عند قياسها 
ورصدها! 

١.6 | صفحة‎ 


فالذي يريد أن يجعل اللايقين بن الكموي واللاحقية | ا 
واحد» فعليه أن يبين لنا كيف وصل إلى ذلك وأي شيء في العقل دله عليه! أما 
يستعرض المصطلحين وكأنما مترادفين» هكذا بكل سهولة, فهذا تلبيس بين! 0 
الدكتور في حاشية الصفحة: "والسمة المشتركة بين مجالات الفيزياء الكلاسيكية 
الختلفة. هي امتثالها بشكل مطلق للقوانين الفيزيائية التي تحكمهاء وهو ما يعرف 
الْحقية المطلقة دمعتصتصمعئء<1 عاءامصهك"! اه. قلت: فن أين جاء بهذا 
المصطلح دمستصتصمءغء10 عغاء[مصرهن ؟ القوم إما أنهم يقولون بالحقية ا 
تفولوق باه أو ا ةلا بالتوسط صددة[1طغهمصدهه بين ١‏ الحقية وا واللاحقية فها يتعلق 
بحرية الإرادة البشرية خاصةء فا معنى "اخختفية المطلقة" هذه؟ ؟ إن كانت مصطلحاتك 
من كيسك يا دكتورء فعليك بيان ذلكء ولكن لسنا إذن في مقام تحرير ما 

إليه "الفيزيائيون المعاصرون" من فلسفات وعقائد, واغا نتكلم عأ انيت إليه أن 
تخصيا! نعم من الطبيعيين من يجعل اللايقين الكموبي دليلا على اللاحقية السبيية 
الوجودية بل وعلى انتفاء السببية نفسها جملة واحدة على المستوى الكنوي» ولكن 
كيف وصلت أنت إلى ذلك الموقف الفاسد عقلا يا دكتور» وعلى أي شيء 
أسسته؟ ؟ ومن الذي أوهمك بأن إثبات اللاحققية الكمومية الوجودية يخدم اعتقاد 
المسلمين أو يناسبه؟ ؟ 

وكيا هي عادة كثير من لاهوتبي النصارى المعاصرين وجاعة من فلاسفة الملل الوثنية, 
بلهلس الدكتى ر في ميتافزيقا الكم و ماغم0 / معنوتجطمةغء11 ستخصهن0 (وأاعنى 
باب التأويل الغيبى لعادلة الدالة الموجية لشرودينغرء أو ما يسمى بالتأويل الكوبي) 
مدخلا حشر ما يريد حشره من عقائد يسوعغ بها مذهبه في المع بين ميثولوجيا 
الطبيعيين الدهرية من جانبء» وبين إثبات غيب وراء هذا العام فيه صانع سي ذو 


صفحة | 7.0 


ا 
حتقنية لابلاس وحسبء بل فتحت بمفهوم الاحتالية الباب على مصراعيه للتدخلات 
اللهية» فالإله قادر على التدخل في أي منظومة لير أحد الاحتالات على ما 
سواهاء وبذلك يتغير 0 بشكل جذري" اه. قلت: الله أكبر! مرحبا إذن بفيزياء 
الكم التي فتحت الباب أخيرا "على مصراعيه" لتدخلات "الإله"! 
قلت: تقدم بيان أن من اعتقد أن الرب سبحانه "يتدخل" في بعض الأحيان من 
خارج نظام ال امخلوقات أو يحدث بعض الحوادث على خللاف 
ما كن التحصل الو أنه ترك "نظام الأسباب الطبيعية" يحري مجراهء أو أنه يتدخل 
لير ما يشاء على ما لا يشاءء من ذلك الموضع الذي لا يزال الطبيعيون عاجزين 
عن التوصل فيه إلى قانون صارم من حيث قوة الاستقراء المفضي إليه كقانون 
اباذية ملاة هذا قل ب يققضي السببية كاحي ايه (لق تيسن اران انين 
الطبيعي)» وان كان من أشد الناس استنكارا لها! فهي عنده تبقى مغلقة من حيث 
الأصلء وإنما يجوز فتحها من آن لآخرء أو يوجب "تدخل الإله" في بعض "فتحاتها" 
بصورة ما أو بأخرىء» مع قوله بأمبا قد خلقت في الابتداء مغلقة ثم تركت وشأمها 
لتجري يفا اتفق لها أن تجري (وهو ما يلزمه من قبول إثبات الطبيعيين للفوضى 
الوجودية 5م02 / ددعصددهلصه1 [دءنع15هغه0 في الطبيعة)» إلا حيما يقع 
"التدخل الإلهي"! ولهذا المذهب من مقتضياته في التعطيل والتنقص من علم رب 
العالمين وسلطانه وربويبته على حوادث | 0 | الكتاب! 


وإلا إلا فلوكان الدكتور يعتقد أنه ما من قانون طبيعي أثبته ثبته الطبيعيون بالاستقراء إلا 
وه خض كل و رامن 00 الني يفترض فيه 0 
غيبية لا يحصها إلا فة إلى السبب الذي أثبتوهء ولسنن غيبية لا يعلمها سوا 


صفحة | 7.7 


فكت قبل منهم معنى "التدخل" «مغصءمءغم1 هذا أصلا من 
العداء؟! 7 مى حر خلق اللّه * وتدبيره الشاملك من العالم حى يقال إنه 
"بتدخل" فيه ؟ ؟ قال تعالى: ((وَهْوَ الذي يرْسِلَ الزِيَاحَ بُشْراً بَْنَ يَدَيْ رَحْمتهِ حَقى 


َ 


إِذَا م نرلَْا به الّْمَاء فَأَخْرَجْنَا به من كُلّ الثُمَرَاتِ 
كَدَِكَ رح الْمؤنّ لَعَلَمْ تذََرونَ)) [الأعراف : 07] وقال تعالى: ((أمنْ + 
السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْرَلَ لم مّنَ السَمَاءِ مَاء فَأَمَتَْا به حَدَابْقَ ذَاتَ بَبْجَةٍ ما كن لم 
أن نبوا جََها َه مم الله بَلْ م قَوْمْ يَعدلُونَ)) [الغل : ]1١‏ فهو الذي يرسل, 
وهو الذي يسوقء وهو الذي ينزل» وهو الذي يخرج وينبت» يخلق كل ذلك بأوامر 
وأقضية إلهية تتلقاها الملائكة الموكلة بذلك كله فتعمل بأمر ريهاء عملا لولاه ما صارت 
الأسباب الغيبية والأسباب الطبيعية أسباباء وما وجد في الأرض نظام سببي 
نستقرئه من جتمتنا! فعلى مذهب 0 ألا يقال إن الله فعل شيئا من ذلك» 
ولا أمر بشيء منه بعينه» وإنما خلق الطبيعة بقوانيهاء ثم ترك القوانين لتجري على 
الملدة على وفق ما يعتقد الطبيعيون 0007-5 


* لهذا ترى الطبيعيين لا يفتؤون يتهمون اللاهوتيين والمتكلمين بالعمل على "حشر" 
إلههم في فجوات ميثولوجياهم لآن هؤلاء قبلوا التصور الطبيعي الدهري لماهية 
القانون الطبيعي» الذي هو خاضع عندهم لحتمية لابلاس (التي هي حتمية من سبقوه 
من الطبيعيين الكبار سواء بسواءء وإنما كان هو أول من صاغها صياغة فلسفية 
صريحة) خضوعا أوليا 101م-8, ثم أخذوا يبحثون عن موضوعات في الطبيعة لم 
يزل أصحاب تلك القوانين لم يدخلوها في منظومتهم المغلقة» ليقولوا: ألم نقل لكم إن 
العالم ليس كله خاضعا لسلطان القانون الطبيعي؟ هذه مواضع لا يسعكم إلا أن تقبلوا 
منا قولنا بأن الإله يتدخل فيهاء ما دمتم لا تجدون تفسيرا لها من طريقكم! فهذا هو 
منشأ مسألة "إله الفجوات" هذه فتأمل! ولو سلم القوم من تلك الأهواء»؛ لعملوا على 
منع الطبيعيين من حشر سببيتهم الطبيعية في الغيبيات المحضة:» بدلا من أن يتلبسوا 
هم بحشر ما استطاعوا حشره من عقيدتهم الغيبية في ميثولوجيا الدين الطبيعي التي 
قبلوها كما هيء إيمانا وتسليماء والله المستعان لا رب سواه! 

صفحة | 7.1 


وقال تعالى: ((إِنَّ يم | له الَنِي حَلَىَ السما وَالأَرْضُ في سِكَة ام ثم اشئو 

عَلْ الْعَرْشٍ يُشئِي اللّيْلَ الما يَطَلْبهُ حيتأ ا ا 
ألا لهُ الْحَلَقٌ وَالأَمْرْ تبَاَكَ الله رَبّ الْعَالَمِينَ)) [الأعراف : 4 5] ولكن ليس لغشيان 
الليل النهار ولا لتسخير الشمس والقمر والنجوم حقيقة على مذهبه إلا أن يكون مرة 
القانون الطبيعي وحده, الذي هو آلة مغلقة لا "يتدخل" الله في تلك الأمور المعتادة 
منهاء وانما تجري في ماكينة العام رلى ع عوهاتا بالاضدار المزعوم) بصورة آلية! 
وقال تعالى: ل المور, الَرْضٍ وَالَْكَ تجْرِي في الْبَخْرٍ بِأمْر 
وَيْمْسِكُ السَّماء أن تممَ عَلى الْأرْضٍ إلا يدنه إنَّ الله بالّاين لَرَعُوفٌ رُحِمْ)) [الحج : 
54] فالآمر التكويني النازل بكل واحد من تلك الأمور المعتادة» يلزم على مذهبه 
أن يكون مجازا حقيقته جريان القانون الطبيعي لا غير! 

فبيت الداء هنا أنه لا يثبت وراء كل شيء من ذلك أمرا إلهيا مباشرا يخصهء وأسبابا 
لوالاو عل نان التي 0ن ادر على القن لااطتيةه رس كين 
تصور لنظام سببي إلا أن يكون قانونا طبيعيا 221ن2126: فكل ما لا يُخرف له سبب 
طبيعي من معجزات ل أسباب أصلاء --00 
إلهي" يرح الإله به "الاحتالات" على لماص كم : 
بذلك قانون الطبيعة وحقيته الاعتيادية! 0 0 دق مرا 
في مواضع من من تلك الماكئنة المغلقة أصالة» يكفي لإلزام الطيعيين ببطلان حقية 
لابلاسء وإنزا ل الرب ماته اللاثقة به في الغيب, وهذا وهم وأمني لا غيرء والله 
الو ا 


ل 


فا معنى "ترجيح الاحتالات الككومية" هذاء الذي نسب للرب سبحانه أنه يفعله 
ى الكوانطي كا لا يقع في غيره من المستويات؟ 


١.7 | صفحة‎ 


هنا يظهر تلبس الدكتور بمغالطة الاحتالية الأنطولوجية 1عءنعه1مغم© 
ارانلنطهطهء2 التي أصبحت هي التصور الميتافزيقي السائد بين الطبيعيين لحقيقة 
الواقع على المستوى الكموبي؛ على الرثم من وجود تأويل آخر أقرب للعقل الصحيح 
من تأويل كوينباغن هذا (وأعني تأويل "بوم دي برولي" الذي تقدم الكلام عليه في 
هذا الكتابء ويبدو أن الدكتور لم يسمع به أصلا 5*)! والمغالطة هي بإيجاز القول 
بأن الواقع يتكون من احاليات متعينة في | خارجء تتفاوت في مقاديرهاء وليس من 
حقائق متعينة تعينا موضوعيا لا تتأثر بمدى علمنا بها أو جتملنا! فقد كان المفترض 
واللائق بالعقل السوي الصحيح أن يعامل الجسيم على ما هو ظاهر جلي من "ونه 
نوعا مستقلا من أنواع الموجوداتء وسطا أو خليطا في صفاته بين الجرم المصمت 
أءءزط0 50114 الذي جرت العادة عند الفيزيائيين بوصفه بشكل هندسي منفصل 
(كلكرة أو النقطة عند التجريد الهندسي) وبين الموجة 777276 التي هي مجال متصل 
منتشر فراغيا 21614 غمعغطددك له تردد وذبذبة» | كان هو مقتضى التصور 
الأصلي الذي منه انطلق إروين شرودينغر في تأسيس معادلته الشهيرة لتتبع الجسهات 
في ضوء تلك الخصائص الموجية» وأثبتت التجربة دقنها في وصف تلك الجسهات, 
أو "الموجسهات" إن شئت (كا نحتوا عبارة "الزمكان")» ولكن بدلا من أن يجري 
الأمر في ذلك المجرىء تحولت الاحتالات التي تتبعتها المعادلة لظهور ما يشبه اليسيم 
(عند وي (أو الموجسجة)» إلى واقع متعين 
عند كثير من رواد | لتنظير الكنوبي في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي: 

معنى أ الو ا ل ا 
بالجسيم) يوجد وجودا حقيقيا في جميع تلك المواضع الي تغطيها الموجة في نفس 


ولست أقول به» وإنما أستشهد بمجرد وجوده في أدبيات الطبيعيين» وكونه - مع ذلك - نظرية 
غير مشتهرة: للتدليل على غلبة الدافع الاعتقادي الدهري على الأكاديمية الطبيعية الغربية» وكونه 
يعمي أبصار القوم وبصائرهم عن أجلى الحقائق البدهية! 

٠١.9 | صفحة‎ 


الوقت» ولكن باحةالات متفاوتة تتنبأ بها المعادلة! وهذا خلل عميق في فهم الاحتالات 
الرياضية وما يصح من مجالات تطبيقهاء ى| أطلنا النفس في بيانه في غير موضع. 


فالاحةالية يا دكتور ما هي في الأصل عبارة رياضية عن غاية ما جسع الفيزيائي أن 
يتكلم به من حيث مدى الثقة في صحة تنبؤاته بشأن المستقبل» سواء في إطار نظرية 
الكم أو في غيرها من نظريات وقوانين الفيزياء! حتى أعظم القوانين الطبيعية قوة في 
الثبوت من طريق استقراء العادة, لا يملك الفيزيائي معها إلا أن يقول لبا شيف 
احقالي “واصنهمء0) ع5 1[ذطهطه2: فإن شاء أن يقدره قدره بما يقترب من ١,359‏ 
- 2 أو نسع وتسعين بالمئة! فإنه سيظل ثمة احتالات أخرى على خلاف المعتاد, لا 
بمتنع حدونها عقلا ما كانت نادرة الحدوث! منها ما هو متصور يمكن - نظريا - 
افتراضه بالقياسء ومنها ما هو خارج عن دائرة القياس بالكليةء ولا يعلمه إلا الله! 
0 من بجعات بيضاء مثلاء فسيظل مة احتال ولو ضئيل لأن 
تشاهّد بجعة سوداء هنا أو هناك! بل سيظل من الممكن نظرياء باحةالية تقترب من 
الصفرء أن نرى في يوم من الأيام بجعة شفافة» لا لون لجلدهاء يرى باطها من 
ظاهرهاء وإن كنا ل نشهد تلك الحالة قط! فالاحقال الأول يسهل افتراضه بالقياس, 
وأما الثاني فبعيد عن القياس (لعدم النظير الذي يقاس عليه في تجربتنا! وما 
استفاضت عادتنا الحسية بأن الأشياء إذا تركت مُعلقة في الهواء فستسقط إلى 
الأرض لا محالة» فإنه تظل الاحتالية قائّة ولو بأقل من واحد بالمئة لأن يحدث خللاف 
ذلك! 


0 او ما ا 
لا سبد مي 


7٠١١ | صفحة‎ 


الطبيعي محل التنظير والتقنين إِنما هو واحد من أسباب شتى لا نحصيهاء منها ما هو 
شو لل اذا ريدن الوصول لمعرفته ومن ثم تعديل القانون الطبيعي بما 
ا ا والعادة فلا يرجى الوصول 
إلى معرفته من طريق الحس والقياس البتة» وأولها وعلى رأسها في كل حالة مشيئة 
رب العالمين وأمره الإلهي النازل بالضرورة. ولا يتم التعليل في كل حادث من حوادث 
العالم إلا بمجموع ذلك كله! فها أثبتنا بالاستقراء المستفيض من قانون طبيعي مطرد 
في تجربتنا وعادتناء فليس بين أيدينا إلا حلقة أو حلقتان من سلساة سببية لا يعلم 
كتيقا إلااراريا شيانه :ول كت تلاك التمطجاة (تختق كاقة الشترومط 

وانتفاء كافة الموانع» واجتاع كافة المتولدات اللازمة) في كل مرة أترك كرة معلقة في 
الهواء 0 الآرض كا هي عادتناء إلا بأمر الله ومشيئته وحده! فالنظام 
السببي المطرد أعقد وأضخم - في الواقع - بكثير جدا مما يعرفه الطبيعيون! 


كل الطبائع في أنواع المادة تنتبي على أسباب غيبية لا يعلمها إلا الله "*, يجب أن 
يكون الأصل (في حكمة الله تعالى وتدبيره) اجتاعها حتى تصبح صفات ملازمة 
للأشياء تكسها تأثيرها في غبرها وتأثرها به على نحو ما جرت به عادتنا! ولكنبا (أي 
منظومة الأسباب) مع ذلك ليس اجتاعها واجبا على الله في كل حالة» الشروط 
السببية ليست واجبة التحقق» والموانع ليست واجبة الامتناعء وائما يجري الا 
على حكمة رب العالمين ومشيئته. فإن شاء قضى من الموانع ما تدكسر به | 
السبيية» فتنخرم عادتنا ولا يجري القانون الطبيعي على ما عهدناه! فلا يلزم أن تكون 
خوارق عادتنا خوارق للنظام السببي الكوني بكليته على ما هو عليه في الواقع» وإنها 
تكون بالضرورة خرقا لتصورنا نحن القاصر لنظام الأسباب» فلا يكون ما عهدناه 


'؛ إلى جانب الأسباب الطبيعية التي يستكشفها الطبيعيون أو يفترضونها. 
صفحة | "١١‏ 


كونه سببا سبباء لآن من الأسباب التي لا نعلمها (مما بجحب اجتاعه كله لحصول الأثر 
المعتاد) ما تخلف فيا يغيب عناء فامتنع التعليل ولم يكن في شيء من الحوادث التي 
تكون في العادة أ ا اساعس لك ساس واد الحالة! 
ولهذا قلنا إنه إن كان المقصود بالختقية السببية هو أن نوع الأسباب الطبيعية يحب 
من اجتاع أفراده في الماضي أن تحصل الحوادث في الحاضر على ما نراها عليه وجوبا 
حقياء لا على خلافه, على طريقة لابلاس في قصر السببية #زاثلهون02 على نوع 
الأسباب الطبيعية دون غبرهاء فهذه حتقية باطلة نردها قطعا ولا تقبلها! وي من 
أصول الملة الطبيعية كا ببناء ألا وه اعتقادهم أنه لا سبب في الوجود إلا السبب 
الطبيعي! ولكن إن قال قائل إن جموع الأسباب الوجودية ** لأي حادث من حوادث 
العالمء التي تبدأ بتقدير الله السابق ثم مشيئته وأمره ل الغيبية 
اي لا نصل إلى معرفتها إلا بالوحجي» ثم الأمسباب الطبيعية المحسوسة بالقوة أو 
0 لسلسلة السبيية حت لي الو لبي عل أ جر 
هذا المجموع إن حصل في الماضي» فيجب أن تنشأً عنه ثمرته في الحاضر ولا 
0 وجوبا حتميا ضرورياء ذ هذا نبله قطما ولا تقبل المراء فيهء لآن 
حفيقته هي التعلل التام لكل حادث من حوادث العلم بجميع الأسباب التي تسبقه, 
على ما قدره 0 اللوح الحفوظ, وهذا واجب في العقل والسمع والحس 
جميعا! ولهذا تقول إنه ثم| علم الطبيعيون بالاستقراء من النظاميات السببية الطبيعية 
ما علمواء فعلهم أن يتذكروا أن ترتب المسببات على تلك الأسباب التي علموها ليس 
حتميا ولا قريبا منهء | استفاضت العادة والاستقراء بذلكء ولا يلك الفيزيائي إلا 


1 


أن يرح جريان القانون الطبيعي على ما استفاضت به العادة» وترتب الآثر 


وأعني بالأسباب الوجودية» الأسباب على ما هي عليه في الخارج تحقيقاء لا على ما يظنه 
الناس. 
صفحة | ٠١١١‏ 


0 00 جرث به ام احتالياء د 00 00 
ل ل 0 غبارة الباحث 
الطبيعى إلا عبارة احتّالية مما تأكد إديه الاستقراء واستفاض بقوة العلاقة السببية 
بين نوعين من أنواع الحوادث. 

ولهذا كان من أعظم مغالطات الطبيعيين قوطم بالاحتالية الوجودية 1[هءتع10مغخم0) 
'خلنطهطه2! وه تلك المغالطة التى تتجلى في أظهر صورها في الخرافات 
الأنطولوجية المؤسسة عندهم على معادلة شرودينغر في ميكانبكا الك.! فالواقع الكمو 
نما انتبى الفيزيائيون إلى تلك المعادة في وصفه من الاستقراء المستفيضء كما كان 
هو طريقهم في وضع المعادلات لوصف غيره من مستويات الواقع ونين سواء 
00 وبناء 0 ذلك الاستقراء» وبلحاظ محدودية قدرة الياحيث الفيزيائي على 
رصد الظواهر الكمومية بعموم» وأن مجرد وقوع الرصد والقياس يتغير بسببه الواقع 
المرصود لزاما (لتناهي دقة وت الرصد نفسه), وكذلك حفيقة أن الجسهات 
الكمومية تكون جسهات في أ حيان وموجات أو أو مجالات للطاقة في أحيان خرف 
كان غاية ما استطاع شرودينغر وأعوانه الانتباء إليه في توصيف ذلك الواقع الغامض 
هو أن يضعوا معادلة تصف خصائص الجسم حال سلوكه مساك الموجة 257737 
وفي نفس الوقت تقدر مدى احتالية وجوده كجسيم في هذا الموقع أو ذاك 
دملهء0.! في وقث معين: أو مدى احتالية أن 00 عزمه 1/0226 بقجة 
او كنا في لحظة معينة (في إطار درجات الحرية المتصورة له 01 وعععء0آ 
مدملءء22 بالاستقراء التجريبي لعمليات القياس والرصد)ء أو مدى احتالية أن 


٠71١ | صفحة‎ 


يكون دورانه هذم5 بمقدا ركذا أو كذا. وهي احالية تتراوح ما بين الصفر والواحد 
الصحبحء ولا تبلغ هاتين الْقمتين أبدا. 
هكذا وُضعت المعادلة» وهكذا كان ولم يزل الفيزيائيون يستعملونها استعالا يصفون 
به الواقع وصفا دقيقا (في حدود قدرتهم) لولا صحة مبدأ السببية ما أمكنهم التوصل 
إله عارك وان كنع اللدان: تقننوا قخل فو الرجل ليزي امسر ون تزك 
المتغيرات وغيرها! ولهذا لزم وجود قانون سببي محكم خلف ذلك الواقع الغامض الذي 
0 أن لم نعلمه » هذه مسألة بدهية ظاهرة لا يماري فيها 
بر للمحسوس والمعقول معا! أما هؤلاء فقالوا إن احتالات أحوال الجسيم 
مم الوقت» بلا سبب ولا مرء حتى تقع المشاهدة أو 
القياس غصعدمعمسدعهء]2, فبقع الجيسيم على واحد من تلك الاحتقالات دون غيرها! 
وقالوا كذلك إن ما شوهد من ارتباط شرطي متباعد دهنعهادممه 1مءه مهلم 
بين سلوك بعض الجسيات فيا يقال له "التشابك الكوني" تصتصدتو 
0 إنه من الصعب عند تنبع 2 ج ناك الحشتيوات أ يعرف امنا 
يكون التغير الواقع عليه سببا في التغير الواقع على الآخر المتشابك معه (مع أنه قد 
تقدم أنها 5 جسهات على المعنى المعتادء ولا موجات على المعنى المعتاد)! وإذن» 
يصبح عدم العلم علا بالعدم» ويُقفز مباشرة إلى القول بانبيار السببية وباللاحقية .. 
0 
ا هو ما لأجله اعترض أينشتاين على تأويل كوبنباغن واستهبجن أنطولوجيا 
ل ولا شكء فإ 0 اللاسببية أو 
اللانظامية» وفكرة الواقع الاحقالي (التي بها قالوا بأن الججسيم الواحد يوجد في أكثر 
من مكان واحد في وقت واحد)» هي من أكثر الأفكار تناقضا وسخافة على الإطلاق ! 


"١1 | صفحة‎ 


وق الراك راض الراق ان الال بالف هذاتفتل بو من ونا رن الوا الي 
1 الواقع نفسه» والا فخ الواصم الجلي البدهي أنه إذا كانت تلك الجسهات هي 

ب مم ا أن يكون النظام الحكر 
اسم د ا لو سد :52 
م 0 50 0 معرفية على الواقع ل 
والفوضوية أمرا متجذرا في أصل الواقع الخارجي نفسهء وليجوزوا لأنفسهم - كدهرية 
التناقضء ولغيره من بدهيات العقل الأول! فإذاك لعشا فضي في أصل 
بدنته الخزيئيةء فلا يحق خصوهم أن يعترضوا | علهم إذا 7 سسوا اعتقادهم 
ررم ل هام عل الفوشى اااي لني مبه ا 5-5 
- بالصدفة المحضة - ,ونا منظاء وكذا اعتقادهم في 0 لكاء ٠‏ ن حي 
الآول المزعوم» الذي ذشأ نشأة عشوائية محضة. 00 0 نظاما حيويا 
فيه ملايين الأنواع الى لحية التي بلغت الغاية في الدقة وا لتعقيد والتنوع! إذا كا 00 
امات لدى هؤلاء أن يصبح العلم الطبيعي الأول» 000 أساس العلوم 
الطبيعية كلها بل أم العلوم كلهاء علم الفيزياء» الذي يبحثون فيه في ذلك المكون 
لذو لي غمعدومحدهب لمغصعمسملصتط الذي يتكون منه كل شيء بزحمهم » 
متجذرا هو الآخر في العشوائية والفوضى الوجودية **! من هنا ظهرت دعاوى انتفاء 


” ولا عجب أن يتفق الطبيعيون الدهرية على تعظيم علم الفيزياء (ومعه أو تحته علم الفلك) غاية 
التعظيم ورفعه فوق جميع العلوم؛ فهو علم لا يعرف أصحابه موضوعا معينا للبحث فيه إلا أن 
يكون هو "طبيعة العالم" أو "طبيعة الواقع" بؤزاجع8 04 ع6لغ013 بهذا الإطلاق الفاحش (على 
أساس أن الطبيعة استغرقت الواقع كله كما هو اعتقادهم)! فمن يوم أن ظهر اصطلاح الفيزيقا 
على يد أرسطو وإلى اليوم؛ كان موضوعه البحث في "طبيعة" العالم بكليته بلا حد ولا قيد! ومنذ 
أن ظهر في أكاديميات اليونان القديمة وهو (مع كوزمولوجياه ومباحث الفلكيين) المنبع الأول 
للاعتقاد بشأن الوجودء ما يثبت فيه وما لا يثبت» على نفس هذا الترتيب 10 الفاسد الذي 
صفحة | ٠7١١‏ 


السببية نفسها في المستوى الكوانطي» والزعم بأن الواقع الكمومي واقع احتةالي محض» 
و الاحتالات التي تصفها معادلة شرودينغر كلها واقعة متحفقة في نفس الوقت» 
وهو ما رد عليه شرودينغر نفسه بتجربته الذهنية المعروفة إعلاميا "بقطة شرودينغر"! 


ولكن كما تقدم» فإن جميع القوانين الطبيعية التي بين أيدي الفيزيائين لا تدا إلا بمعرفة 
احتالية على أ حسن الأحوال! صحيح إن منها ما يبلغ الدرجة العليا من قوة الاحتالية 
(الني عندها يقال بيقين تام يتهم مخالفهء وإن لم يكن ذلك اليقين منصرما **) 
لاستفاضة الاستقراء ووضوح موضوعه, إلا أنها ليست كلها كذاك! ولبيان هذه 
المسألةء هب أننا أردنا أن نصوخ ثابت الجاذبية الأرضية بع - مثلا - صياغة احقالية 
(وهو ذلك الثابت الذي لا يكاد يختلف اختلافا يذكر في أي موضع من مواضع سطح 
الأرض) '*. فلنا - إن شئنا - أن نقول إنه يمثل "محابة من الا“حتالات" 
نه 01 لد أول هذه الاحتالات هو سقوط الجسم إذا ترك معقلاء 
بتسارع بماغ القجة الثابتة ع» والثاني هو أن يسقط متسارعا بقجة أقل من ع» والثالث 
هو السقوط بتسارع أعلى من 5 والرابع هو أن يبقى الجسم معلقا في مكانه» والخا 


يؤصل له الدكتور تأصيلا منهجيا في كتابه هذا (الفيزياء أولا ثم التأمل فيما وراءهاء إن بقي لها 
وراء)» وإن كانت لم تعرف كعلم مستقل أكاديميا باسم "الفيزياء" إلا حديثا! خلافا لعلم الكيمياء 
مثلاء الذي تقيد بمجرد ظهوره بالبحث في موضوع محددء ألا وهو طبائع المواد عند تفاعلها مع 
بعضها البعض وتحول بعضها إلى بعضء أو علم الأحياء الذي اختص أصحابه بدراسة الأنواع 
الحية دون غيرهاء أو علم الجيولوجيا الذي تخصص أصحابه في دراسة طبقات الأرضء وهكذا! 
فهي تعد أقدم العلوم الطبيعية» وهم يعتبرون جميع تلك العلوم تخصصات دقيقة قد تفرعت تاريخيا 
عن علم الفيزياء» في إطار الأكاديمية الطبيعية الغربية. ولهذا لم يكن من عجب أن كانت الفيزياء 
هي رأس اهتمامات فلاسفة العلم ععمه1ع5 04 6110505615 ومؤرخيه»: وأن ترى أكثرهم 
يحاول أن يجعل من منهج البحث في الفيزياء أنموذجا قياسيا لغيره من العلوم التجريبية» بما فيها 
العلوم الإنسانية! 


* أي يمتنع معه ظهور المعارض. 

' ويمكن صياغة ذلك الثابت في عبارة سببية يقال فيها إن ترك الجسم معلقا في الهواء بلا حامل 
يحمله أو قوة ظاهرة تجذبه» يتسبب في سقوطه إلى الأرض بسرعة تبدأ من صفر ثم تزيد بمعدل 
مترا في كل ثانية تقريبا. وهي علاقة ثبتت صحتها بالاستقراء الوافر المستفيض. 

٠١١7 | صفحة‎ 


هو أن يتباطأ في السقوط لا أن يتسارع, مع احتالات كثيرة لسرعات التباطق ثم 
احتالات أن يرق إلى أعلى بدلا من أن يسقطء إلى آخر ذلك. ثم تقول إن الاحتال 
الأول له احقالية تقترب من الواحد الصحيحء فتقدر قوتها بأكثر من تسع وتسعين 
وفاصل تسعة بالمائة 43,44 بها جميع الاحتالات الأخرى الني لا نكاد نخصيباء 
يقترب جموع احقالياتها من الصفرء فلا يزيد على الواحد بالمائة من المئة ٠,٠١‏ أو 
أقل! فلاذا لا نرى عند الطبيعيين أي داع لصياغة معادلة احتالية تخبرنا باحتالية ما 
يتوقع حدوثه للجسم إذا ما ترك معلقا في الهواء تحت هذه الظروف أو تلك 
احقاليات سرعتهء واحقاليات تسارعه واحقاليات المواضع التي يتوقع أن يوجد فيما 
ا م رسي لقارئ الكريم هو أننا لم يسبق لنا 
ن شاهدنا أيا من تلك الاحتالات الأخرى المفترضة التى ذكرنا بعضها آنفا (وأقول 
ا ا 
تجربتنا!)» إلا في القليل النادر جدا! والنادر في الاستقراء لا تأثير له كما هو معلوم! 
وأما عند خص وتتبع المسهات الكوانئطية الدقيقة» فقد لوحظ أن دائرة الاحتّالات 
أوسع بكثير لأنها في الحقيقة ليست جسوات على المعنى الكلاسيكي المعتادء وإنما 
هي شيء هجين بين الموجة والجسيمء تظهر الجسهات فيه إذا ظهرتء في إطار 
لمجال الموجي الملازم لها! فع كثزة المتابعة والاستقراءء أصبح بوسعنا أن نقدر 
الاحتالات المتفاوتة لأحوال "الجسيه" '” ل ن نجده علبها عند رصده! ولهذا 
كآن من الطبيعي للغاية - في ضوء الء لنقص البالغ في المعلومات» والتقا تقارب في 


0 ولا ينبغي لمن فهم ميكانيكا الكم حق الفهم أن يستعمل هذه الكلمة في وصف أي عنصر من 
عناصر المستوى الكمومي إلا تجوزا! بل أقول إنه يتعين عليه أن يتحرر من الميتافزيقا الذرية 
نفسها 5 51/طم 1/683 +8+0015 التي يصر أصحابها ‏ ولم يزالوا - على اختزال الواقع كله 
إلى مكونات أساسية ذرية وممرمغث / ودخمع مععاع اأوغخمع ممرجلصنع! 

٠71١1/ | صفحة‎ 


الاحتالات» وعدم ظهور أي مرح سببي واصم عند الرصد والمشاهدة - ألا يجد 


والسؤال الآن: بأأي وجه فرق الدكتور - أنطولوجيا (أي في الأعيان) - بين فعل 
الله تعالى على مستوى الأجسام الكبيرة الخاضعة للثابت ع» وفعله على مستوى 
الجسهات الكوانطية الدقيقة لخجعل الثاني "تدخلا بترجيح الاحتالات". يختصه 
بذلك المعنى اختصاصا؟؟ أو بعبارة أخرى: لماذا لا يقال إن وقوع الجسم الساقط 
بالتسارع 8 في كل مرة, ع ل الممكنة 
لسلوك الجسم ؟ ولماذا لا يكون "تدخلا" هو الآخر؟؟ الجواب: لأن الدكتور تابع 
ترا اس ل ل ل ل 
لقو هو بعرطة :قار" اللنيية افق بون اقرط بانت اليه الوا ارت دنه 
#طخاتطه امم 5207 على المستوى الذي هو موضوع معادلة شرودينغر» 
من حيث لا يشعرء بل من حيث يحسب أنه ينقض علبهم حققيتهم الطبيعية! فإنه لا 
أساس للتفريق عند أصحابه إلا هذا! بناء على القول بأن الواقع احقاللي على المستوى 
الكموويء أصبح لابد لتلك الاحتالات من مرح لأحدها بعينه على غيره» تنهار معه 
جميع الاحتالات الوجودية الأخرئ التي ص بخلاف الا“حتال المترح (أي تنعدم من 
الوجود فيبقّى هو وحده وصفا لخحال الجسم). وأصبح الترجيح نفسه - في جميع 
تأويااضيم للشادلةا بذ المستهاء + اانا وسهود ا تيتا سهوه. باتييازخالة الموعة 


ممتعصتظ عتحهة17ا أه عومة[[هن. 
والحق الذي يجب أن يعتقده الفيزيائي المسالم هو أ ن اله تان أوامر وأسبايا وأفعالا 


بالغيب يجري علبها نظام العالم على المستويين معاء وأنها ليست أسبابا تترح بها 
احتالات على احقالات» وإنما هي أسباب يجري بها نظام العالم على نحو لا فلك نحن 


صفحة | /71 


من جتمتنا إلا أن نستقرئ ما يظهر لنا منه استقراءء ثم نعبر عن ثرة ذلك الاستقراء 
بالاحتالات التي تدلنا المشاهدة على رجحان ما يترح منها في معرفتنا! وإئما افترق 
المستويان (مستوى الأجرام الكبيرة ومستوى الجسيات الدقيقة) عند الفيزيائيين 
النظريين لعجزهم البشري عن وضع تصور واحد أو أنموذج واحد يجمع ببهها في 
التوصيف الفيزيائي! ثم افترقا في التصور الميتافزيقي الوجودي عندهم لأسباب عقدية 
وفلسفية لا يجوز لنا أن نتابعهم عليها! فليس ثمة امبيار للاحتّالات في الواقع لأنه ليس 
ة وجود لحقيقة الاحتالية نفسها إلا في أذهاننا نحن! وئيس عمل الرب جل شأنه 
افزيفاة", لاعن المستوف الازل ولا على المستوى الثاني ولا على أي مستوى من 
مستويات التحليل المعرفي وذهترلهصة عنصه :ونم التي يضطر فزن 1 ن لاختزال 
الواقع الخارجي إليها حتى يتمكنوا من فهم أجز جزائه وتوصيفها بما يلاثم أ ضهم! إن مثل 
مقالة هؤلاء في التفريق بين مستويات 002000-86 هذ اليا 
عقرة لجرا فنتعض تناك الجاع عاضعة لظام مدى طنازم لاتجيد عنة» ولكن 
إذا حللته وفككته هو نفسه إلى مئة مليار جزء. فستجد تلك الأجزاء متقحضة في 
العشوائية» بلا نظام ولا سبب تجري عليه البتة! فإذا كا ن القوم من دهريتهم وفساد 
اعتقادهم الغيبي» ٠‏ فرقوا بين المستويين التحليليين تفريقا وجوديا (في الأعيان) لا أسا 

له عندهم إلا ما ل ا ا 
منهم| رياضيا ”*, لجعلوا الأسباب في أحدهما مرتبة على نظام آلي صارم (أو كلاسيكي 


وهو ما يرجع لأسباب نظامية أكاديمية محضة 635005 10319|مأء015 لا يمكن لبني آدم أن 
يتجاوزوها أو يتغلبوا عليها (إجمالا) مهما عملوا. هذه مسألة لها أهميتها عند فلاسفة العلم عند 
تناولهم لقضية التقدم العلمي 5وو5ع/ع520 01+1416م16ع5»: في إطار مباحث ما بات يعرف باسم علم 
اجتماع العلم 6م501 04 لإع05او5061. وأعني ها هنا على وجه التحديد حقيقة ظهور نظرية 
النسبية العامة - تاريخيا - على أسس وفي إطار أكاديمي منفصل كلية عن الأسس والنظام 
الأكاديمي الذي ظهرت فيه ميكانيكا الكم» وتحت دواع بحثية أخرى مغايرة بالكلية! كما ظهرت 
قوانين الديناميكا الحرارية - مثلا - في إطار وسياق نظامي منفصل وفي إطار أسئلة بحثية 
مستقلة عن تلك التي ظهرت قوانين المجالات الكهرومغناطيسية في إطارها! فإنه لا يزال الباحثون 
صفحة | 19" 


كا بات يسمى)» وفي الأخرى عشوائية لا نظام لهاء الذي يلعب بلعبة النردشير 
(وهو ذلك المثال الأثير أدى الرياضيين الغربيين عند تصنينهم الكتب في نظرية 
الاحتالات **). فنحن المسلمين أكل عقلا وأحسن دينا من أن نتابعهم على ذلك 
الباطل اللجلج لا لشيء إلا لأن عليه اتفاق الأكاديميات الغربية المعاصرة! 


فإذا فهمت ما تقدم كما ينبغي» تبين لك وجه الفساد العريض في قول الدكتور هداه 
الله: "لم تلغي الفيزياء الحديثة حققية لابلاس وحسبء بل فتحت بمفهوم الاحقالية 
الباب على مصراعيه للتدخلات الإلهية» فالإله قادر على التدخل في أي منظومة 
لير أحد الاحتالات على ما سواهاء وبذلك يتغير احرج بشكل جذري." اه. فلا 
اللّه يوصف بأنه "يتدخل في منظومة ما" ولا بأن لتدخله بابا تفتحه بعض قوانين 
الطبيعة وتغلقه غيرهاء أو ينفتح له على مستوى الجسوات الدقيقة كا لا يكون على 
مستوى الأجسام الكبيرة» ولا بأنه "يرح أحد الاحتالات على ما سواه" (على 
المعنى الكوبنباغني الخرافي الذي بيناه) ولا شيء من ذلك الهذيان الميتافزيقي الطبيعي 
الى يدف الدكتوو اا لازم برجع منه على اعتقادنا في صفة ربنا جل شأنهء 


سبحان الله وتعالى عما يصف الطبيعيون وأذناهم علوا كبيرا! 


البشريون يطرحون الأسئلة في حدود فهومهم وأغراضهم. ثم تتكلف الأجوبة بالنماذج 
والأطروحات النظرية والرياضية على كل سؤال بحسبه! ولن تتراكم الأعمال البشرية تراكما 
نظاميا أكاديميا إلا على هذا النمط التحليلي السطحيء وهو أمر لا مخرج منه؛ ولا يمكن للعقل 
البشري أن ينفك عنه بحال من الأحوال. كل باحث يختزل الظاهرة محل البحث اختزالا معرفيا 
ضروريا لا مفر منه» ثم يأتي بعد ذلك من يحاول الجمع بين المختزلات فيقع في اختزال أعظم 
بالضرورة» وهو آية من آيات النقص البشري التي عمي الطبيعيون الغربيون في كبرهم وغرورهم 
بما بين أيديهم من إنجازات تكنولوجية؛ عن الانتباه إليها والاعتراف بهاء بل صيروها - من 
دهريتهم وشركهم - إلى نقيصة في النظام الكوني نفسه» فأصبحت النظرية هي النظام السببي 
الخارجي نفسه» وأصبحت اختزاليتها المعرفية اختزالية وجودية» والله المستعان! 


؛* الذي كان - بدوره - سبب قول أينشتاين مقالته المشهورة في رده على نيلز بور: "إن الإله لا 
يلعب النردشير" م016 /إ3ام +70 0065 600» على ما بيناه في مواضع شتى من مقصود 
أينشتاين "بالإله" في كل مرة يذكره. 

صفحة | 000 


ثم يضيف الدكتور إضافة تدل على عدم درايته بعقيدة أينشتاين والدين الذي مات 
عليه الرجل (كا لم ينهم عقيدة نيوتن من قبل)» فيقول: "يعارض أينشتاين مفهوم 
اللاحتفية في فيزياء الكم ويرى أن هناك قوانين دقيقة للغاية لم ندركها بعدء تحكم سلوك 
الجسهات تحت الذرية» وبذلك يردنا إلى ميكانيكية الفيزياء الكلاسيكيةء لكن 
أينشتاين يرفض حتية لابلاس التي تعتهد على أن الكون مغلق» بل يرى للإله دورا 
في الكون» كا كان نيوتن يؤمن. ومن ثمء سواء بقيت فيزياء الكم على ما فيها من 
لاحقبية أو تبنت منهوم الميكانبكية» فهي ميكانيكية 0 00 وليست ميكانيكية 
لابلاس الختقية الملحدة." اه. قلت: لا أدري والله أم أبككي من قول الدكتور 
هداه الله "ميكانيكية لابلاس الخقية الملحدة"! وكأن احقالية هازنرغ الوجودية 
وفوضوية تأويل كوبنهاغن المتجذرة في 7 العام هي الإيمان والتوحيد بعينهء ولا 
حول ولا قوة إلا بالله! اعلم يا دكتور أن الفلسفة الدهرية التي أفرزت حقية لابلاس 
الطبيعية, هي نفسها التي أفرزت احقالية كويهاغن الوجودية» فلا تتعلق بأقوال غيرك 
ولا بترجيحاتهم بين النظريات: فهم - واللّه - ليسوا على دينك! ومن كان يثبت 
ربا أو إلها ماء فبقينا ليس هو ذلك الرب الذي يتعين عليك كسام أن تؤ 
بهء ولا يمكن أن يكون! 
0 يؤمن - كما ببناه في موضعه - بصانع متحد مع صنعته غير بائن منهاء 
فلا يكون مكان إلا وهو فيه وجويا 205974مدد::0: (على مقتضى قوله بأن فراغ 
ا يم الجهات). فالفراغ عنده صفة من صفات 
الرب! ول يزل العالم الذي يفترض فيه أنه صنعه بصورة ما أو بأخرى, يعمل على 
نظام واحد كالماكينة من الأزل وإلى الأبدء ولكها ماكينة تحتاج من آن لآخر إلى أن 
"يتدخل" فا إله نيوئن بإصلاح مسارات الأفلاك ونحو ذلك من ظواهر محسوسة 


١١ | صفحة‎ 


م نتمكن نبوتن من الإتيان فيها بتفسير أ أو تأويل طبيعي يستكمل به بناء مأكينته 
السرمدية على نحو يجعلها لا ينهار بعضها على بعض! فإله نيوتن كإله أرسطوء إله 
اتحادي منحط لم يزل هو والعالم موجودين وجودا واحدا متلازما من الأزل» وليس 
له قيام بأمر العام إلا فها تُستكمل به نقائص الأكينة الكونية الأزلية المزعومة! ولهذا 
انتقده لايينيز (في السجال التاريخي المشهور الذي جرى بينه وبين تلميذ نيوئن امخلص 
مويل كلارك) بإنه يعبد إلها عليل القدرة» يضطر إلى ملء زنبرك الساعة الكونية 
من آن لآخر قبل أن تتوقفء وكأنه غير قادر على جعاها تمضي مضيا مطردا بلا 
اتنععل اتعل ذلك الحو للقن آمك بحرت 
أما أينشتا. ال ل ب 
الدكتور قدرا من التأمل في كتابات الرجل عن الدين والغيب والإلهء لوجد فيها ما 
يبين ذلك بيانا جلياء ويكشف عن عقيدة أينشتاي: السووة فليس إيمانه بالوله 
هو السبب في اعتراضه على لاسببية لي الكمء وإنما هو إيمانه 
بتاك الخقية | اللابلاسية نفسها التي زع الدكتور أن أينشتاين لم يقبلها! فالكون عند 
00 مغلقة تامة الإغلاق» لا خارج لها 5 شيء قبلها ولا بعدها! واذن 
والتعييلية إلذا البيية الو وير الامشني لا سفنف نه اوقل بكر 
الزمكان الوجودي المزعوم! ولاقتصار مفهوم السببية عنده على حوادث الزمكان التي 
يحب ألا تفصل بين السبب والمسبب فيها مسافة تجاوز قدرة شعاع الضوء على أن 
م في الفترة الزمانية الفاصلة بينهاء فقد كان يرى المحلية #واذلدءه.آ شرطا من 
شروط السببية الطبيعية 0211526102 63281ة1!! وهو ما يعني بإيجاز أنه لا يكون 
الحدث (أ) سببا في الحدث (ب) حتى يكون مجاورا له أو ثماسا له في نفس محاه! 
نال كيق عله ارسااتيها نارف سكت ميكل مك كوو ساف 


٠7٠ | صفحة‎ 


إلا بافتراض سبب طبيعي (ج) يتوسط فها ببهها وان لم يكن واقعا تحت الحس! فإن 
م يكن (أ) هو السيب الطبيعي المباشر في (ب)» ومع ذلك ظهر ما يثبت ل(أ) تأثرا 
في (ب) عن بعدء وجب أن يكون (أ) مؤثرا في (ج) الخفي» الذي بدوره ينقل 
التأثير نقلا طبيعيا إلى (ب)! أي أنه حتى يكون (أ) سببا في (ب)» فيشترط أن 

ا 50 الوسيط السببي بينهماء والا 
ابارت السببية كلها وهو ممنوع! والحق أن العقل يجيز أن يكون السبب 

غيبيا مطلقا لا دخول له في نوع الأسباب الطبيعية البتة» ولا قياس له على شيء 
عاو لاسيات للبن :قن الكل طااجتر اوغها تعل بانجطو اناف "رما كان ملا 
يقصدونه بهذا المصطاح) أو على نوع المحسوس بالقوة أو 07 هؤلاء: 
لا يجوز أن يكون السبب سببا إلا أن يكون طبيعيا وإن كان الآن خفيا لا يرى» 
وعلى الباحث الطبيعي أن يجتبد في اتراضه بالقياس 00 افترض غيره! 


فكان اعتراض أينشتاين على زملائه أنهم أهملوا السبب الطبيعي النفي (الذي كان 
هو يرى وجوب وجوده بين أي جسمين يؤثر أحدهما في الآخر عن بعد)» وبدلا من 
أن تسيعوا ف حار]ة اكتدافه. راستععلاته حى: تكمل الآزة الطريعنة اللقلقة ستميياة 
زعموا أن الأشياء يؤثر بعضها في بعض بلا واسطة طبيعية وأن الحوادث قد تتم ل 
سبب أصلا! أي أن أيذشتاين اعترض على ميتافزيقا الكم لا لينتصر لإله غيبي كان 

بد أن ينبت له فعلا أو تأثيرا في شيء من ظواهر العالم المحسوسة» ولكن لينتصر 
مح سات ين الهذة" كنها القاكزة ,نهدلا ادق إلا 
ما كان خاضعا بالضرورة لسبب طبيعي محسوس بالقوة أو بالفعل! وقد كانت حقيته 
الطبيعية اللابلاسية (المبنية على إله سببنوزا الطبيعي) سببا في جبريته» التي كانت 
من أهم أسباب اعتراضه على مبدأ الثواب والعقاب في الآخرة عند الهود وغيرهم» كما 


٠77 | صفحة‎ 


تكلم به في غير مناسبة! أي أنه ليس في كار الفلاسفة الطبيعيين المعاصرين من كان 
بد تا ا اير اللابلاسية الطبيعية الدهرية الغالية من أينشتاين» ومع 
ذلك يزع الدكتور أنه لم يكن يقبلها لأنها تتستبعد عمل الرب الذي كان يؤمن به 
كسيب فعالء واللّه المستعان! 


والسؤال الآن: ماذا كسب المسلمون - الذين خاطهم الدكتور بكتابه - من تلبيس 
نيوتن وأينشتاين ثوب "المؤمنين" والمنتصرين للاعتقاد الصحيح في رب | لعالمين» 
سوى تصحيح الدهرية الربوبية ووحدة الوجود الطبيعية كاعتقاد في صفة الباري 
وأفعاله ؟ ؟ 90 هو 00 الإله في الكو" الذي كان بثلته أينشتاي ين على كثرة ما 
0 ين؟؟ وما حفيقة ذلك اليمان الذي ينسبه الدكتور 
لهؤلاء وبأي شيء آمنو ا 

في تقديمه ميتافزيقا معاصريه من الفلاسفة الأكاديميين على ما سواهاء 

ما انحطت في مرتبتها العقلية وفي بعدها عن الأداة النقلية! 
آفة المتكلم الجهمي في كل عصرء أيها القارئ الكريمء هي حرصه - لأهواء لا 
ىد 7 الميتافزيقا العامة ايا را لإشات الصانعء تسويغا لومانه 
به بين أيدي أقرا من الفلاسفة» ثم استخراج صفات ذلك الصانع من مقتضيات 
تلك م ومن ثم الزعم بأن الإسلام جاء بهاء وهو ما يظهر لنا إن 
أعدنا النظر في فهم النصوص وتأويلهاء واللّه المستعان! ليست القضية قضية تقديم 
ما يقطع ؛ به العقل على ما هو ظني من فهم النصوص عند | لتعارض» كما ل يزل رؤوس 
الكلام القدماء يصورونها تلبيساء فهذه قاعدة لا يخالف فيها عاقل من عقلاء المسلمين! 
وإنما القضية هي حقيقة ما زعموه قطعا عقليا وضرورة ملجئة للتأويل! من أين جاؤوا 

بتلك القطعية المزعومة وما مستندهم فيها؟ ؟ هذا هو بيت الداءء فتأمله! 


صفحة | غ7" 


واليوم أصبحنا نرى متكلمة لا وزن لأكبرهم في سوق العلوم العقلية ولا العلوم 
الشرعية» ازدادت صنعة الكلام معهم انتكاسا فوق انتكاس» فلا يباللي أحدهم أي 
شيء قدم على ما زعمه فهها ظنيا للنصوص» أيقدم دعوى استنباطية يراها 00 
لا تقل المعارضء أم يقدم قانونا | 0 نخرامه, أم يقدم نظرية افترا 

لا أساس لفرضها التفسيري إلا الوهم والعخمين الحض ؟! فصارت تخميتات | ا 
الغيية 3611025[ناءءم5 00006 التي لو وقف علها الفلاسفة الأولون 
لأشبعوها مخرية واستهزاء, تقدم عندهم على المسموع والأثور بل والمعقول عند ظهور 
أول معارضة» لا لشيء إلا لأنها هي "العلم الحديث" المعقهد أكاديميا في هذا الزمان, 
الخاضع لتحكيم الأقران ©1671 ,ع2 والله المستعان! ولا شك أن ذلك الفارق 
الظاهر بين الجهمية الأوائل والمعاصرين يرجع إلى فارق محم ومؤثر بين الميتافزيقا 
الأكاديمية المعقدة عند الأولين ونظيرتها عند المعاصرين! فالثابت هنا هو مبداً التبعية 
المعرفية» والمتغير هو المحتوى الميثولوجي نفسه الذي يتاع 1 
عصر! فبيها كان الأولون من الطبيعيين يعقدون البرهان الاستنباطي العقلبي 

منبعا لبناء المزام الميتافزيقية بشأن ١‏ لعالم بكليته وما فيه 0 
النوع من البراهين لا يلقى رواجا ولا قبولا في الأكاديمية الطبيعية المعاصرة ولا يصبر 
عليه القوم ولا يحبونه! بل يجب أن يكون الزع الميتافزيقي في صورة فرضية تفسيرية 
تجري على قواعدهم في بناء التفسيرات الطبيعية 8656 60 ععمععكم] 
دهن هصوام<ظ: والاكان من جملة "كلام الفلاسفة" الذي لا يرفعون به رأسا! وهذا 
من انتكاسات العقل ولا شكء لأن نوع البرهان الاستنباطي 1051:م-4 أقوى 
منطقيا من الدليل الاستقرائي 056611011م-, ومقدماته إن صحتء أفادت القطع 
ضيخة لشي رجا لامر خاؤذا ادال الااسيغ روه كانم الرطية ليور 
العارية عن المستند الاستقرائي ؟! لست أقول إن براهين المتكلمين الأوائل فها خاضوا 


٠77٠0 | صفحة‎ 


فيه من غيب محض كانت قطعية أو مقبولة منهجياء ولكن أنبه إلى نوعها وطريقتها 
اتيم بعد لها رواج في الأكادجية الم 000 نه أقوى بمراحل من أنواع أ 0 
جا فها ١‏ 1007 جملة الأداة على صحة نظرياتهم وليست 
كذلك كا بسطنا كحرط وعم 


وقد ببنا في غير هذا الموضع السبب التاريخي والسوسيولوجي في كون المشتغلين 
بصنعة الكلام ان العقليات أشد ما يكون ا 
برؤوس تلك الصنعة نفسها في القرون السالفة. فهم لا يدربون تدريما نظاميا كافيا على 
تمارات التفكير النقدي والنظر العقلي» ولا يتسع وقتهم وبرنايجهم الأكادهي 
تسدمع م عنصسع فوع في التعليم الجامعي لذلكء وانما ينخرط أحدهم في تخصص 
طبيعي أو تجربي دقيق» فيغرق إلى حقويه في منظومة فلسفية معينة لا يماك من 
الأدوات النقدية ما يمكنه من النظر في أسسها الكلية التي تقوم عليها وفي مستبا 
لفلسفية التي يجب عليه أن يحرر موقفه العقدي منها أولا قبل أن ينخرط في البحث 
في فرع من فرع من فرع من فروعها! فعندما تأتي اليوم إلى عالم أحياء يعمل أستاذا 
أكاديميا في قسم مستقل يسمى بقسم عل أحياء الفضاء “رعو1هذطدئفى مثلاء 
فتقول له: إن الأساس الفلسني الذي يقوم عليه مجرد فرض وجود دواب من أي نوع 
في وكب فخ الكواكي !ا لسيارةء هو هو أشنامن فاسدء شين كارو وكذاء فلا تتوقع أن 
يسمع منك فضلا عن أن يقبل! لماذا؟ لأنه لو قبل ما تقول للزمه أن ينخلع من 
مقعده الأكاديهي» ليتحول من باحث مرموق له منزلته بين أقرانه» إلى مبتدئ في 3 
جديد لم يتدرب عليه ولا يجيده. وهذا أمر نشتد عزاتم الهوى في نفسه على بغضه 
00 ولا بد! فإذا حدثته في باب الدليل والاستدلال» رأيته لا يجري على 
نه إلا نه إلا مصطلح اه العلمي' ' ععصع 810 علتاصعءك5.: يقصد به آلة أقرانه في 


١7 | صفحة‎ 


بناء نظرياتهم والاستدلال لهاء أما أن يكون إديه تصور لطريقة إثبات صحة مبدأ 
استعال تلك الآلة نفسها في ذلك النوع من المسائل من الأساسء وما يقدم في ذلك 
عقلا وما يؤخرء على ما يترتب عليه - بالضرورة - من أحكام فوقتخصصية 
"تتةصتامء 2/2015 فلن تجد اديه شيئا من ذلك! 


ولهذا لا نعجب عندما نرى الدكتور عمرو هداه الله يذ برهان الحدوث عند 

لمتكلمين ذكرا عابرا من باب الاستئناس أو الرياضة العقلية» ثم يأقي ببرهان إمبريقي 
هو في الحقيقة أوهى منه بأضعاف مضاعفة من حيث إفادة | العام يقول معه بكل 
سهولة "إ٠‏ إن العلم قد قال كلمته" (هكذا!) يعني في مسألة حدوث | لعالمء وهو مع ذلك 
تسب أنه قدهاء ١‏ خيرا بأحسن ما يرام في ذلك» 0 
وقد مر معنا نظير تلك الفلسفة المعرفية المنكوسة عند استعراض تلبيسات الدكتور 
0-07 الطائي" فها يعده هو تجديدا لما سماه 0 الكلام"! والسبب في 

لك أن الجهمية في كل عصر يتلبسون بتقديم المصادر المعرفية المعقدة أكاديميا عند 
كار فلاسفة زمانهم فها يتعلق بالمعرفة بالغيب وما فيهء كينها اتفق لها أن تكون: على 
ا 
اح ادر عار امار ارو كج كلمة المنظر الطبيعي في نظرياته التفسيرية الغيبية 
إذا ما تلقاها امجقع الأادمي بالقبول» وإن كانت تقوم على أوهام لا على أدلة كا 
يزعمون! فلو كان قدر أن لم تحظ تلك الاحتالية الوجودية الكوائطية المزعومة بم 
حظيت به من قبول أكاديي واسع في زمانناء لما وجدنا الدكتور يسميها بالمؤمنة (في 
مقابل حتنية لابلاس الملحدة) ولوجدناه هو نفسه يلقس طريقا لإثبات الصانع من 
طريق الميكانيكا الكلاسيكية التمية على ما استقر عليه أمرها في أكاديميات القوم! 


٠11 | صفحة‎ 


فهم أتباع الفيلسوف الطبيعي الأكاديمي المعاصر لهمء على أبما حال وجدوا بضاعته, 
واللّه المستعان! 

في مفهوم القانون الفيزيائي عنده 
ثم ينتقل الدكتور للكلام على ما سمآه ' 'بدور قوانين الفيزياء". فيقول: "يطرح بعض 
الملاحدة تفسيرا ثالثا لوجود الكونء» وهو أن قوانين الفيزياء هي الني شكلت الكون. 
ويؤيد الفيزيائي بول ديفيز (وأنا أيضا) هذا الطرح 0 
أول» فيقول: "إني لا أرتاح لفكرة أن سمكري سماوي أنشأ الكون» بل إن القول بأن 
بضعة قوانين رياضية استطاعت بدقة هائلة إيجاد | الكون لهو أكثر | 0 
على وجود الإله."" اه. قلت: جوابنا عن هذا من 00 لاء فبأّي عقل وفي 
أي دين يقال إن القول بأن الكون خلق تحت تأثير عدد من القوانين التي نقدر نحن 
اببشر القاصرون على تصورها رياضياء هو أكل و"أكثر | المي 
خلق العالم خلقا على كيفية لا قياس له ولا نظير في تجربتنا البشرية على الإطلاق» 
ولا يخضع لشيء من قوانين | لعالم نفسهء وبأنه إما ركب فيه قوانبنه التي نسعى نحن في 
محاولة نمذجتها رياضيا بعدما خلقه وكونه. لا قبل ذلك؟ هذا والله خلف عقلي لا 

منت نايك تين أ لاق و ان لاني تبسر ا كو ار 
5 ال 
بالقياس على ما هو جار الآن في نظام الطبيعة» ومن ثم نعبر عنه بأموذج رياضي 
نصفه به كما نصف عامة حوادث هذا العالمء للزم من ذلك صعة الاعتقاد الدهري 
الكلي القائل بأنه لا سبب إلا السبب الطبيعيء ولا غيب في الأسباب أصلاء وأ 

السبب الطبيعي كان متقدما في الوجود على نشأة العالم نفسهء وإلا ماكانت 
حوادثه خاضعة له بكليتها! 


٠7/ | صفحة‎ 


خبرني بريك كيف صع في عقلك أن يكون القنون الطبيعي سييا في خلق الطبيمة 
الي هو قاتم بها لا بغيرهاء والتي هي محل له لا يُعقل له وجود إلا فيها؟ ؟ إن القول 
بطبيعية حوادث النشأة أو بخضوعها لقانون طبيعي يقتضي جعل تلك النشأة نفسها 
حادثا طبيعيا قياسيا يحري في عام موجود بالفعل من قبلهاء تقوم به تلك القوانين 
النني "استطاعت أن توجد" الكون الذي نعرفه» تشكله بتغيير ذلك العالم القائم تغييرا 
"طبيعيا” (كليا أو جزئيا) من حاله الأولى التي كان عليها قبل الانفجار إلى حاله التي 

! ** ولولا دهرية أصحاب نظرية الانفجار نفسها واعتقادهم تسلسل الحوادث 
الطبيعية بلا بداية في الماضيء ما قالوا بها أصلا! فهي وان كانت بداية العالم الذي 
نعرفهء إلا أنها لست بداية الطبيعة 813626 ونظامما ١‏ الكلي عندهم على التحقيق! 
ولا يمكنهم أن يضعوا في نظرياتهم بداية للطبيعة أصلاء لأن أدواتهم المعرفية لا موضوع 
لها إلا ما هو طبيعيء وليس في الوجود عندهم» من الأزل وإلى الأبدء إلا ما هو 


٠‏ ولهذا يراوغ الكوزمولوجيون مراوغة عجيبة في تحرير اعتقادهم فيما كان قبل الانفجار 
المزعوم! ويصر أكثرهم على أن ما يقصدونه بالعدم 8/085010870655 فيما قبل الانفجار ليس هو 
نفي كل موجود نفيا مطلقا كما في المعنى اللغوي والاصطلاح الفلسفي» وإنما هو عدم الجسيمات؛ 
مع وجود فراغ كمومي محض 7الاع36// 010300410117 منتشر بلا حد ولا نهاية» تنعدم فيه مكونات 
الطبيعة كما نعرفهاء ولكنه مع ذلك كان مهيأ لوقوع حوادث اضطرابية عشوائية 5م100غ3داءغءناع 
يشا ها كون كوالمناء بزمكاله المزرعرم وفرانينه الأزيعة الاستاسية قدابنا على مار عموه من نكسا 
الجسيمات العبويية فن 3 تتيء" في تحاربهمة ثم تحولها إلى لا شيع ولعوها بزيعدوده 
الصيد: الححد المنقا بون 4 ند الوا را ال الحدي” أشي وحودى لذ بفهموة دتلفته 
إلى الآن» ولعلهم لن يفهموها أبدا)! 

ويصر اللاهوتيون النصارى في المقابل - وكثير من متكلمة أهل القبلة تبعاء ومنهم صاحبنا هذا 
- على أنه لم يكن قبل الانفجار المزعوم إلا العدم المحض؛ بناء على اعتقادهم النصراني القائل 
بأن الكرن جاده زرب ين عدم محض وانطثلا “اع مأغهع0! ا الطبيعيون بعدمهم 
اللاهوتيون ألا او ف فى الوجود قبل الانفجار :شيا ,على الإطلاق إلا 0 نفسه» 50 
يحرصون على جعل أصل العالم عدما محضا بالمعنى اللغويء أي أن الواقع لم يكن فيه إلا الباري 
وحدهء ثم صنع الباري العالم من العدم المحمضء» ؛ بينما يتمسك الطبيعيون في المقابل بجعله العدم 
الفيزيائي الذي لم يكن ثمة شيء في الوجود قبل الانفجار سواه» حتى لا يبقى ة في أسطورة النشأة 
الطبيعية مدخل للاهوتيين الكتابيين ليثبتوا سببا غيبيا لتلك النشأة! 

٠١179 | صفحة‎ 


طبيعي! فهم قائلون بقدم العالم على صورة من صوره لا محالة حتى مع قوطم بالانفجار 
المزعوم» ولا يصح أن بن في نظرية من نظرياةم 0 
عاملا غيبيا 1 لمتنطةممعمنة أصلاء لأن آلة التنظير الطبيعي 686مع ك5 
4 لا تسمح بذلك! فإذاكانت تلك م دية الأولى التي يتك الدكتور بإثباتها 
في مبتدأ تاريخ العلمء حادثا طبيعيا (وهي كذلك بموجب الطريق الذي به توصلوا إلى 
إثباتها)» فلا فرق إذن بننها وبين غيرها من حوادث الطبيعة إلا في الحجم والمقدار 
والضخامة. ولس فها إذن ما يدل على حدوث العام ووجود الصانع, تلك الدلالة 
"العلمية" التي يرجوها هو وغيره! ولهذا قلنا في آلة الموحدين إن نظرية الانفجار 
العظيم هذه لا يراها تحرج الملاحدة أو تلزتهم بإثبات صانع للعالم إلا من لم يفهم أساسها 
الفلسني الدهري الذي تقوم عليه عندهم حق الفهمء سواء من الملاحدة أنفسهم أو 
من خصوبهم من اللاهوتيين وأهل الكلام! وللأسف تعذر فهم تلك المسألة على 
بعض من قرؤوا كلامي فيها فاستنكروا مني نقضي على برهانهم الانفجاري وزعموني 
عونا إدوكينز وأصحابهء والله المستعان! وإني لأرجو أن أكون قد أعذرت لضي بكثرة 
ما تناولت هذه القضية المهجية الفاصاة في هذا الكتاب بالشرح (الميات و الدك رار هرة 
بعد مرة في عدة مواضعء ل 0 من ل يفهم أن يسأل ويستفهم قبل 
سكو راكد كيب ناهد لون 


يا دكتور, لا يستقيم لرجل أن يثبت صانعا كامل الصفات بالغيب دون أن يجعل 
ابتداء القانون الطبيعي نفسه في الماضي وجميع أسبابه تبعا جملة من أفعال الرب 
الغييية سبحانه التي لا قياس لها في كيفها ولا في ترتيها على شيء من حوادث العام 
المشاهدء حتى مع كون حوادث خلق العالم قد امتدت لستة أيام الله أعلم بطول كل 
يوم منهاء ومن ثم فلا يصح الخوض فيبا بالقياس الطبيعي والهذجة الرياضية» بأي 


صفحة | رو 


صورة من الصور! يجب أن يكون نوع الحوادث التي خلق بها العام وركب فيه قانونه 
ونظامه على ما هو عليه» غير خاضع هو نفسه للفذجة الرياضية ولا للقياس التفسيري 
الطبيعي, لأنه ببساطة كان هو منشاً الطبيعة نفسها التي لا يملك القوم طريقا للتنظير 
إلا بالقياس على ما هو شاهد فيها! 
وأما ثانياء فقوله: "يؤيد الفيزيائي بول ديفيز (وأنا أيضا) هذا الطرح "بشرط" نسبته 
إلى الإله كسبب أول" قلت: أي إله هذا الذي تؤيد بول ديفيز على جعله السبب 
الأول يا دكتور؟ إلهه هو أ م إلهك أنت ؟ وأي الإلهين أوفق في صفاته وأليق بذك 
الطرح الطبيعي الحض ؟؟ لا يدري الدكتور ولا أحسبه يبالي بأن يدري» وإلى الله 
المشتى! هذه هي طريقة كل لاهوت أو متكلم متجهم لا يتصور لنفسه أن يخالف 
كيد الغيبية المعقدة عندهم قيد أثملة» مخافة أن يتهم على 
لعقل والعلمء فلا يجد لنفسه إلا أن يقول: معدي أن تجعلوا الإله 
الذي أعبده هو السبب الأول من وراها! قولوا ما شتم في أمر الغيبء لا أ أخالفكم 
لا أنازعم | 000000 "الإله' رسك شي ل ادل 
0 مع ما تقولون» وسأئبت لك ذلك!" ثم بمضي ملتسا أسباب إقناع أولتك 
الطواغيت العتاة الجحدة (ومن وافقه في الافتتان هم وببضاعتهم من بني جادته) بأن 
دينه يحري من أوله إلى آخره على وفاق تام مع أحدث النظريات والفرضيات 
التفسيرية الكونية المعتقدة عندهم أكادمياء ولا يخالفها طرفة عين! فبالله من المنتصر 
على الحقيقة والحال هذه ؟ الفيلسوف الدهريء أم أولئك الأذناب المهزمون؟ ؟ سلمنا 
النّه والمسلمين! 


وأما ثالثا: فبول ديفيز هذا الذي يوافقه نه الدكتورء يقول في وقاحة بالغة فها تقل عنه: 
"إني لا أرتاح لفكرة أ أن سمكري سماوي أنشأ الكون» بل إن القول بأن بضعة قوانين 


٠7١ | صفحة‎ 


رياضية استطاعت بدقة هائلة إيجاد الكون لهو أكثر إعجازا وأكثر دلالة على وجود 
الإله." اه. قلت: فهذا الكلام الذي نقلته يا دكتورء حقيقته تسفيه الرب الذي يؤمن 
المسلمون بأنه خلق العالم وقضى فيه أمره وقانونه ونظامه حال خلقه. لصاح إله عدي 
عاطل عن كثير من صفاته» وجد النظام الطبيعي قامًا من قبل فاستعمله في خلق 
العالمء كما يصنع أحدنا ماكنته بأسباب يخضع فيها كلها لقانون الطبيعة الذي لا يملك 
خروجا عليه! فسبحان الله وتعالى عما يقول هذا الرجل علوا كيرا! بل إنه تسفيه 
لأصل مبدأ الإله نفسهء سوا سا وهو من 
أنصار ميتافزيقا العوالم المتعددة التي أعلن الدكتور الحرب عليهاء وله تصانيف ككتاب 
"عقل الإله" 604 6ه لصنك/3 0 وكتاب "الإله والفيز 1 الجديدة" همه 6604© 
وعذوتقط2 8167 عط1. مشحونة بالشهات الفلسفية ضد مبدأ وجود الإله الذي 
يفترض أنك تؤمن به يا دكتور! 


ثم يقول الدكتور (ص. :)1١7‏ بعد أن طرحنا موقف الملاحدة من الكون» يأقي دور 
موقف المؤمنين" قلت: ومن جديد نقول: أي مؤمنين ؟ ؟ المؤمنين بأي إله على وجه 
التحديد؟ ؟ فإن الإله الذي نؤمن به نحن المسملين» ويفترض أنك معدود من المؤمنين 

بهء ليس هو الإله الذي يؤمن به بول ديفيز قطعاء ولا الذي آمن به نيوتن ولا هو 
0 الذين جمعت كلام ووافقتهم 
عليه من غبر اكتراث بما له من مقتضيات في صفات ربكء مع كرنهم جميعا لا يتفقون 
في شيء من صفات الصانع الذي يثبتونه إلا النفي والتعطيل! وفي الوقت الذي يصطنع 
فيه هؤلاء جميعا الاعتقاد في صفة ربهم بما يناسب "أحدث صيحة " أكاديمية في 
نظريات الفيزياء وعلى ما تقتضيه 0 المعاصرة» فلا نتلقى نحن الاعتقاد في 
صفة ربنا ولا في غيب السماوات والأرض بعموم إلا من كتابه سبحانه وسنة نيبه 


٠١1 | صفحة‎ 


صلى الله عليه وسام! فانظر في أي الفريقين تحب أن تحشر يوم القيامة يا دكتور, 
هدانا الله واياك. 


في برهان الحدوث (الكوزمولوجي) عنده 


مضي الدكتور عندئذ ليحرر جملة من البراهين اللاهوتية الطبيعية لإثبات الصانع 
تأدع مسمنوعك لمعنو ه[معط]' لمتتخدلة,» التقطها من كتب 0 0 0 
عنوان "البرهان الكوني أطع متناو مف عنصروه) '*": "تتصدى ا الانفجار 
الأعظم للإجابة عن التساؤلات حول "الحادثة الأولى" غصء20 156 في نشأة 
الكون» لكنها لا تتعامل مع السبب الأول 031156 21256 ولا شك أن هناك فرق. 
لذلك بعد أن عجر علاء الكون ريعني 0 عن طرح أي تفسير مادي معقول 
لحدوث الانفجا ر الكوني الأعظمء | ستحضر العديد من الفلاسفة 0 المعاصرين 
ما يعرف ب"برهان الإيجاد أو برها ن الخلق" من عل, الكلام»ء وأطلقوا عليه البرهان 
اشاس ال لست رد 00 
دم هصدام<ظ غوء8 عط 5غ ععمعيء؟م]! وهو ما يعنى أن م حادث ده 
يفترضه الكوزمولوجيون في نظرياتهم حول تاريخ الكون» 0 يفترضونه كتفسير سببي 
للواقم المحسوس المرشوده :لسن كجرة عادتك وقع في الماضي ! فالحادث الأول ف 
0 لسبب الأول في كل ما جرى في العام بعد 
3 أدري أين وقف الدكتور ظلن االلعد تي 6 في تسمية برهان الك اللاهوتي 


نم 6106 وليس الكوني! 
صفحة الررضضا 


من حوادث. ما داموا قد سموه "بالأول". لأنهم إما افترضوه - من الأساس - بطرد 
0-0 الممشي! هذه مسأ من لم يفهمهاء فليس مل بمنبح 
الكوزمولوجيين في تطبيقهم آلة البحث العلمي على موضوع بحنهم وفي وضعهم ما 
ا ا أن يتكلم في تلك القضايا أصلا! 


ف نكان من الكوزمولوجيين المعاصرين يقول بزمان افتراضي قبل نشأة الزمكان» فهو 
ذاهب إلى افتراض سبب طبيعي آخر متقدم على ذلك السبب (حادث الانفجار)؛ 
والى مثله من قبلهء وهكذا في تسلسل لا يانع من القول بهء كما تراه في نظريات 
روجر بنروز مثلاء أ عدن ألان غوث صاحب فكرة التضخم ممه 1/ص] ااذ 
"يقترح" أتيكوق غالمنا كنا كسسيا 157615[] أععاءه2؛ أشبه بالورم المنتفخ ف 
جسم كون اكبرء وفي فرضيات 7 المتردد وغيرها! وأما من كان يقول إن الزمان 
نفسه بدأ مع الزمكان, ٠‏ فهو ذاهب لى القول بأن حادث انفجار الفردية كان هو 
لسب الأول الذي لا يمكن 0 
ببنا تناقضهم الفح في هذه المسألة في محله من هذا الكتاب وغيره)» كما في نماذج 
0 0 0 واذن فقد انتبت عنده سلساة الأسباب الطبيعية وقضي 
م واحدة مني ما 0 يحصى من النظريات والتخمينات العريضة 
قصمعهانءعءم5! وك ترىء فليس في أي من تلك النظريات ما "يعجز" 
الكوزمولوجيين عن افتراض تفسيرات سببية طبيعية لأصل الانفجار الكبير! كل ما 
يتطلبه الإتيا: ا ا 0 تلك المسألةء هو قدر 
ل لمعادلات 0 العامة» 0 بمعادلات نظريات 00 الفائقة» مع 


صفحة | ع١‏ 


دراي ةكافية بمعادلات ميكانبكا الك.! فالذي وضع خرافة البيغ بانغ باستعمال آلة الافتراض 
التفسيري التخميني الك لهتنااءء زم00: أي شيء يعجزه عن وضع 

خرافة أخرى قبلها من نفس الطريق ؟؟ والمميج الطبيعي 00ط]ء7)1 ءلتامعك5 
الذي به قبلت أنت يا دكتور نظرية الانفجار والانتفاح والتضخم وهذا الهراءء كيف 
م تقبل به هو نفسهء نظير ذلك مما فرضوه سببا طبيعيا للانفجار نفسه؟؟ هذا هو 
التناقض المهجي العميق الذي لا ينتبه إليه اللاهوتيون ومن تشرب ببضاعتهم من 
متجهمة أهل القبلة» واللّه المستعان! 


أبس من الجائز غير المتنع» على طريقتك» أن يقال إن "الإله" هو الذي خلق الخلا 
الكوانطي الذي نشأ العالم فيه بالانفجار 00 أسباب خاضعة لقوانين ميكان 
الكى؟ أو يقال إن الإله خلق عالما كيرا جدا لم تزل العوالم الصغيرة كهالمنا هذا تتولد 
فيه من فرديات الثقوب السوداء المزعومة» مثلاء كا هي نظرية بعضهم؟ أو يقال إنه 
خلقكونا بائدا متقدما على عالمنا هذا 0000 
ثم انتفخت تلك الفردية وتضخمت لتصبح هي عالمنا هذا؟ أي شيء يرح بين تلك 
المزاعم الفاحشة بشأن فعل رب العالمين على منبجك يا دكتور أو به ترد كلها على 
و ا ا حر وا ب اساي يو مان 
(على معنى العدم الفلسفي الذي لا يقول به الفيزيائيون أصلا)» وأن تكون هي 
السبب الطبيعي الأول» ومن أين جئت أنت بهذا التحك في طريقة الطبيعيين في 
اختلاق ميثولوجياهم الكونية؟ ؟ لا شيء إلا أنك قرأت كلام بعض اللاهوتبين الكبار 
في هذا العصر كويليام لين كريغ وغيره فأتحبك كما أتجب غيرك» وتابعته عليه كا تابعه 
ا ا لا خبرا بما فيه فصل الخطا 

في مسألة حدوث العالم» والله المستعان! 


3 صفحة | وعم 


مسلكه في الانتصار خرافة الانفجار على غيرها من خرافات 

الكوزمولوجيين 
قال الدكتور (ص. )١١5-١١4‏ عند ذكر "الفرضيات" التي تخالف القول بأن 
الانفجار المزعوم قد سبقه عدم مطلق: "وأهم هذه الفرضيات» فرضية الكون 
المتذبذب ءوء0نم0] عصنج11ك05). التي تشبه نظرية الانفجار الأعظم» لكنا 
ترى أن الكون نشأ من انفجار عظيم أعقبه انسحاق عظيء أعاد الكون إلى حالة 
المفردة ثم أعقب ذلك انفجار عظيم آخرء ثم انسحاق عظيمء وهكذا إلى ما لا نهاية 

في القدم» أي أن هذا التذبذب أزلي (قديم بلا بداية). 3 الافتراض مرفوض في 

ا ن العالمين الروسيين الاذين قدما هذه الفرضية عام 
71 قد رجعا عنها بعد سبع سنوات من طرحما لعدم استطاعته| تقديم الدليل 
فيا ومع ذأك.ما زال اخادلواق مسنتشهدون ا!" اهن قلت سلمنا بأن .نظرية 
التذبذب ا الأزلي هذه لا دليل عليها عند ا مر لهجي الذي يحب 
أن يطرح على الدكتور في هذا القام هوة هل تقبلها أنت ا 
من الأيام اتفاق أكاديمي على أن "الدليل العلمي" قد نبض بها أخيرا؟ إن قلت لا 
أقبلهاء لزمك ما تفر منه من تقديم مصدر آخر من مصادر التلتني المعرفي على 
استدلالات الطبيعيين التي اتفقوا على قبولها أكاديمياء واذن خرمت الشرط الذي 
شرطته على نفسك في مفهوم "الدليل العلمي" ونقضت غزلك بيديك! وإن قلت: 
أقبلها ولا أمانع» تلبست بالقول بقدم العالم الذي عَم كفر القائل به علما ضروريا في 
دين المسلمين! 


0 م ل الدليل العلمي 


صفحة ]7711 


على تلك المسألة أصلاء لأا تتكلم في حوادث خارجة عن إطار عالمنا هذاء فلا 
يمكن إثبتها بالدليل التجريبي» قلنا فيلزمك إذن نظير ذلك الموقف فيا قبلته من 
نظريات في أمر النشأة وخلق هذا العالم نفسهء لأنها هي كذلك تتناول حوادث 
خارجة عن إطار المشاهد والمحسوس من حال عالمنا هذاء فلا يمكن إثبات شيء منبا 
أو نفيه بالدليل التجرببي! وإن قلت بل يمكن تأويل المشاهدات الحسوسة بما يرح 
هذه النظرية على تلك في أمر ا العظيم على 
غيرها (كنظرية العالم الثابت القديم التي كان عليها القوم حتى النصف الأول من القرن 
الميلادي العشرين)»: وهو ما لا مدخل إليه فها كان قبلهاء قلنا قد فرقت إِذن بين 
المقائلات منبجياء لأنه كما أن حوادث بناء السماوات والأرض لم ييشهدها البشر ولا 
شهدوا لها نظيراء فكذلك ماكان قبل تلك الحوادث لم يشهده البشر ولا شهدوا له 
نظيراء فإذا جوزت الاستدلال بالمشاهد والمحسوس من حال العام على ما هو عليه؛ 
لإثبات صحة الفرضيات النظرية أو نفيها في النوع الأول (على طريقتهم في تطبيق 
منطق الفياس التفسيري ع طنده1625 عحناء م41 طاث)., فعلى أي أساس منعته في 
النوع الثاني» مع أن كلاهم| غيب محض يشهد العقلاء بأنه لا نظير له في تجربتنا البتة 
فلا نحن شهدنا عالما كعالمنا يخلق من عدم أو من غيرهء ولا شهدنا شيئا خارجا عن 
عالمنا متقدما عليه في الزمان؟؟ لا أساس إلا التحكم الحض! 


ثم أضاف الدكتور فقال (ص. :)١١5‏ "ويشبه مفهوم الكون المتذيذب 0 ؛ 
يرى أن المفردة التي بدأ بها الانفجار الكوني الأعظم يمكن أن تكون أزل 000 
يكون للانفجار الأعظم بداية» لكنه لا يحتاج إلى موجد باعتبار أ 0 زلية 

هذا الافتراض يفتقر إلى الدليل العلمي على أزلية المفردة." اه. قلت: 0 
قبل فها تقدم! أي "دليل علمي" هنا الذي يتصور تقدجه لإثبات أزلية شيء ما؟؟ 


٠1 | صفحة‎ 


الأزلية لا يجيزها العقل إلا لواجب الوجودء الذي لم يكن من قبل عدما ثم أحد 

محرث أو صنعه صانع متقدم عليه! هذه بداهة لا علاقة لها بما نسميه أذ قا ديل 
العلمي يا دكتور! وكذلك في نظرية الكون المتذبذب المزعوم» يقال إن سبب امتناع 
ذلك الماضى قبل حدوث علمنا هو سبب عقلى محضء لأنه قول بتسلسل الأسباب 
الطبيعية وهو محال! فإما أن يكون الحكم في هذا راجعا للبداهة الأولى والمعرفة 
الفطريةء أو إلى ما جاء به الكتاب والسنةء أما "الدليل العلمى" الذي يشترطه 


أنت يا دكتور مفتون - بكل أسف - بمصطلح 6ءصء8010 ء8امءك5 (الدليل 
العلمي) هذا الذي م لم يزل يتنطع به دوكينز نز وكراوس وأصحابها على الخصوم في كل 
مناظرة» تريد أن تقدم لهم أو لمن يعجبه كلام ما يصلح أن يكون دليلا على شرطهم 
المعرفي الطبيعي ترع10هدمء قاذم عناونلهد2[, مع أنه شرط فاسد ساقط على 
م ره ا الدافل أن :يشا »مكل عذال فإ لسن :فى 

اباية من أبواب الغيب متسع للاستدلال الطبيعي التجربي الذي بشتطونه 
أصلاء وان رغمت أنوف الطبيعيين! الدليل عندنا معاشر المسلمين في ذلك إنما هو 
ما جاء به الوجي من رب العالمين» والعام فيه إِنما هو العلم بذلك الوحي رواية ودراية! 
هذا هو دليلنا العلمي في قضية أصل العام وخلق السماوات والأرض وما بيهماء رضي 
من رضي وأبى من أبى! أما أن ينسب | ا ا الصو 
في تلك المغيبات المحضة» كآن يقال إننا لما رآينا احمرار الموجات الضوئية الوافدة من 
النجوم» قررنا أن تفسر ذلك 0 أن نمد ذلك 
الداع «وطؤلا إل :فس وهالة :لا جور السكوث علا عليهاء دع عنك البناء والتأسيس 
عليهاء والى الله المشتى ! 


٠١/ | صفحة‎ 


على وجود الإله الخالق قد بدأ كبرهان ل 0 1 العام 


الحديث قد أضاف إليه من الأدلة العلمية (أثبنت ت أن للكون بداية) ما قفز به إلى 
مصاف الحقائق العلمرة 5 التي 0 00 لعلمى." اه. قلثت: مصاف الحقائق 
ا ذ ادروي والله 507 الكلام! ولك :فيدق 


0 العجائب! يجب عند الدكتور ومن لف لفه 
الذي تسههد منه الآدلة لإثباتهه من أوهى المصادر التي عرفها بنو آدم على الإطلاق! 
ماذا؟ لأن المتكلم المفتون بفلسفة الطبيعيين الأكاديميين المعاصرين له (وهي فلسفة 
بين أيديهم في مظهر العالم العاقل 00 من التبمة بالجهل والسفاهة والتقليد في 
اليهان» أحسن من أن يسوق إلبهم البراهين الدالة على أن فلسفتهم المبتافزيقية نفسها 
تدل على وجود الباري! فإذا هو فعل د العامة من المفتونين 
بتلك ال د 00 يي لو 
0 جئنا بذلك 000 ما 0 
التعارض بين العلم والدين علاجا جذرياء وإذن يصبح هذا هو الطريق المتين لتحقيق 
7 ف ١‏ - اح 3 لوقاية سيان 00 من مد الإلحاد 
المعاصرين م بأن ير 0 ال" وحسبء بل إن 0 نفسه 
يدل العقل على أصل أصول الدين؟ ؟ هكذا يلبس الشيطان على المتكلمين في كل 
عصرء يوهمهم باضطرار المسلمين إلى طريقتهم في التوفيق بين "العم" (أو | 


صفحة | و١٠‏ 


لدين اي 0 الطريقة المثلى لتلبيس الإسلام بدين الفلاسفة 
يده م ق المسلمين في الزندقة والضلال المبين, فلا العلم الحق 
أصابواء و 00 اء فإنا لله وا وانا إليه راجعون! 


رضن أعل' م 0 
ا والأرض و ل م له نول 
الله في كتابه وما أرسل به رسوله من العلم الحق المبين! فوالله لن ينالكم من ذلك إلا 
الزندقة والضلال المبين! يفسد أحد دينه بيديهء ثمقته ربه» وينفر منه الصالحون من 
المسلمين» حتى الأرض التي يدب عليها تبغضهء ولا يرفع أولئك الفلاسفة الكبار - 
مع ذلك - به رأسا ولا همون له وزنا كما يطمعء بل يقال أه: "كفاك حشرا لإلهك في 
خُوات علومنا"! فلا تبتغوا وجوه الفلاسفة ولا تخضعوا لشروطهم الفاسدة ولا تخوضوا 
كالذي خاضواء إن كنتم صادقين في طلب الهداية للمسلمين» وفي الحرص على 
ما ضل القوم كنا ضلوا إلا لما استبدلوا الني هو أدنى بالني هو خيرء ظلا وعلوا 
واستكباراء فزعموا أن عقوطم ونظرياتهم تغنهم عا جاء به المرسلونء بل تجعلهم هم 
اعلخالان لهي لاسن 5 نبوا اسسلن! 

كلامه في مسألة "إله الفجوات": وبيان تلبسه بها من طريقته الجهمية في 

تأسيس الاعتقاد الغيبي عند المسلمين على ميتافزيقا الطبيعيين! 
ثم يتحفنا الدكتور بتخاليط فلسفية واصطلاحية بالجملة» قل أن تجتقع كلها في صفحة 
واحدة. وذلك ف رده على دعوى الملاغنة أنه دين للإله من مصدر متقدم عليه! 


صفحة | 56 


عن علم الفيزياء الذي ضرب فيه بسهم وافر من التخليط كما مر معك! فلا "واجب 
الوجود" على المعنى الذي حرره في قوله (ص. :)١١7‏ "إذا تصورنا عدمه وهو 
الموجد الأول للزم ألا يكون لنا وجود", ولا يصح أن يقال إن قانون السبيية مخلوق 
كا في قوله "لا يمكن لخالق قانون السببية أن يخضع له", ولا أن يقال إن "الذي 
خلق الزمان سابق للزمان". لا على المعنى الميتافزيقي النسباني للزمان» الذي هو عين 
وجودية نشأت مع الانفجار العظيمء ولا على المعنى الذهني المطلق للزمان» إذ مجرد 
الأسبقية لا حقيقة لها في العقل واللغة إلا أن تكون ترتيبا زمانيا! ولا يفرق بين المعنى 
اللغوي والاصطلاحي للمعرفة والعامء فينسب "المعرفة المطلقة" إلى رب العالمين» 
ويعلق صفة القدرة على كل شيء (أو القدرة المطلقة على مصطاح الفلاسفة 
المعاصرين) على دعوى أنه خلق العالمى من عدم (يعني العدم المطلق كا ذكره من 
قبل)» وهذا لم يثبت من جحمة السمع ولا من جحمة العقلء وانما الذي يوجبه العقل أن 
يكون العالم قد خلق بعد عدم نفسهء لا أنه خلق من عدم بمعنى "من لا شيء". والله 
أعلم بما إذا كان للخلق من لا شء هذا ثبوت في شيء قبل عالمنا أصلا أم لاء وإنما 
نجوزه تجويزا لا غير! ويجعل قاعدة "شفرة أوخام" قاعدة منطفية ملزمة. وهذا باطل 
لآن القاعدة المنطقية هي ما يلزم عن خرمه التناقضء وهذا غير حاصل في تلك 
القاعدةء فلا تثبت شيئا ولا تنفيهء وحتى أوخام نفسه لم يعدها قاعدة منطقية» وإنما 
ص قاعدة هيوريستية ع11156اء21 (عملية) تساعد في عملية حل المشكللات 
8 ته[ هط بناء على مسلات قد تناولناها بكلام طويل في الباب السابق! 
ولو مكث الطبيعيون واللاهوتيون يتجادلون قرنا كاملا من الزمان فها إذا كانت 
القاعدة ترح التفسير بالإله لأنه "أبسط" و"أقل في الفرضيات الغيبية" أم ترج 
القول بعالم أزلي لا بداية لهء» وما إذا كانت ترح إلها واحدا أم عدة آلهة, لما وجدنا 
أساسا للمقارنة والترجيح أصلا! 


صفحة | ١غ"‏ 


ويقول عن التساؤل "لماذا يكون إلها واحدا وليس عدة آلهة" إنه رماكان مقبولا قبل 
أن يثبت العلم الحديث وحدة بنية الكون من الذرة إلى امجرة» وأز ن الوجود كله مكمه 
قوى الطبيعة الآ الأربع؛ ؛ وتحركه قوانين واحدة"؛ وهذا تخليط من ومين على الأقل» إذ 
ل يكن العقل عاريا عما يبطل به ذلك الزع الفاسد عظيم الفساد (تعدد الخالقين) 
قبل أن "يثبت العم" ما زع أنه أثبته! ثم إنه ليس في العلم ما يرق لأن يكون دليلا 
على صحة المبدأ الكوزمولوجي (الاطراد المطلق للقانون الطبيعي المشاهد في تجربتنا 
المباشرة» ليغطي جميع أ أنحاء العالم) الذي عبر عنه الدكتور في هذا الكلام بكل جزم 
ويقين» والعجيب أنه قد نقل هو نفسه في فصل سابق من نفس الكتاب» اعتراض 
0 الطبيعيين بتلك المسلمة بلا برهان» ووافقه عليه! ن جعل 
0 0 العلمي" على وحدة الباري» فقد 0 
إلى ركن من أركان الملة الطبيعية الدهرية التي لا متسع فيها الموجود إلا 
7 خاضعا اذلك الى ماد إثبات ذلك الصانع كوجود متحقق في 0 
يقتضي تقييد ذلك المبد الدهرف الل تجعاه داكيو أحسن ما آثبت به "العم" 
وحدة الصانع» على ما في إطلاقه الذي استند هو إليه من تحكم محض يعترف 
الطبيعيون أنفسهم بأنه لا دليل عليه» واللّه المستعان! 


ا نية الباري اعتقادا 00007 القول بشريك له واحد 

أو ا أكثر, يلزمنا الآن لا أن أن نسم بصحة | بدا الكوزمولوجي الدهري وحسب (آلا 
وهو القول ل العام إلا وهو 535 بالضرورة لنفس السان السببية 
التي اعتدنا علهها في تجربتنا البشرية)» بل وأن نقطع باطراده وإطلاقه المطلق هذا 
م م ل ا 
(ص. )١١5‏ على من يتبمونه وأمثاله بحشر آلهتهم في الفجوات المعرفية عند الطبيعيين 


صفحة | ١غ‏ 


وه عط 05 604 فيذكرهم بأن المسألة التي فسروها بالفعل الإلهي ليست "آلية 
ما" أو "حدثا أول" يمكن أن يتوصل العم لتفسيرهماء "لكننا تتحدث عن السبب 
الأول وراء كل الآليات وكل الأحداث." اه. قلت: فإلى الآن لم نر منه في الفرقان 
بين ما يمكن للعلم الطبيعي أن يفسرهء وما لا يمكن للعلم الطبيعي أن يفسرهء إلا 
التحكم المحض! اذا يجب على الملحد أن يقبل منك تغييبك ما وراء الانفجار المزعوم 
يؤعيه: "نيه اماف اتن ليوب الكلن قد كي" ز يقن اقنلت: أشدمة 
"تطبيعه" لموضوع الانفجار المزعوم نفسه (نشأة العالم بكليته)؟؟ ما الذي يمنع على 
مذهبك من أن تكون مسألة النشأة دصذعذ0 (التي قبلت أنت منهم جعلها موضوعا 
للتنظير الطبيعي) شاماة لأسباب طبيعية أخرى قبل الانفجار المزعوم؛ فلا يكون 
سيب الانفجار هو "سبب الأسباب كلها"؟ ما الذي يمنع من أن يدخل في مصطلح 
الكون ©125ع"نم1]آ الفردية المزعومة وحوادث أخرى كانت قبلها يفترضونا افتراضا 
على نفس الطريقة التي فرضوا بها الانفجار نفسه وما جرى بعده» وجعلوه بداية تارييد 
ما سموه بالكون؟ 

على نحلتهم» الوجودكله طبيعة في طبيعة» والأسباب والحوادث كلها طبيعية صرفة, 
فبنفس الأصول الكلية (أصول المبجية الطبيعية 21ع1061ه00مط»/1 
2ك 611 الني هي مصدر تلفي الدين الطبيعي) الثي جوزوا بها وضع الفرضيات 
التفسيرية لتوصيف ما كان عليه حال العالم في الفردية المزعومة» جاز عندهم وضع 
مزيد من الفرضيات لتوصيف ماكان عليه قبلها! فبأي شيء فرقت أنت وقلت للم: 
حسبكم نظرية الانفجار العظيم, لا نريد متك تنظيرا فها قبل ذاكء لا تفترضوا شيئا 
وراء ذلك؟ ؟ إن لم يكن معك إلا شروطهم هم وقواعدهم هم في قبول ما يدخله التنظير 
الطبيعي من حوادث الماضي مطلقة التغييب وما لا يدخله (كبدأ الثابتية مثلا 


١617 | صفحة‎ 


/رانصمه انمتا الذي انتقدناه في غير موضع من هذا الكتاب وغيره)ء فلست على 
شيء في إلزاتهم بالامتناع عن فرض سبب طبيعي للانفجار إلا التحك ! 
إما أن تقبل المنهجية الطبيعية فيوضع الفرضيات الغيبية التي ما أنزل الله بها من 
سلطان في تفسير أصل العالم (على أيما تعريف أطلقوه وقبلته أنت منهم لما يسمونه 
بالعا))» فلا يأتوك بنظرية جديدة فها قبل الانفجار إلا جوزتها من حيث البداً 
كتفسير طبيعي "للآلية" التي نشأ عنها الانفجارء وإما أن تحسم أمرك على منيج 
أهل السنة وتقرر أن الصفة التي كانت عليها السماوات والأرض قبل تام الآيام الستة 
والاستواء على العرش» غيب محض لا يوصل إلى العلم بشيء من أمره إلا بالنص 
من الكتاب والسنة! أما أن تلقس موقفا وسطا بين الموقفين» تتخذ من منميج 
الافتراض الطبيعي القياسي مصدر التلتي لأحد لموادث | لغيب المحض فيا بعد 
الفردية المزعومة (الذي تلزمنا بتأويل النص الديني إذا خالفه, ا الاستدلال 
0 إذا ناقضه)» ومن الحجج العقلية والسمعية مستندا وحيدا فهاكان قبلها من 
لغيب المحضء فتناقض منهجي ظاهرء تلبس به اللاهوتيون المعاصرون» 
وتابعهم عل 7" وغيره من حححمية | 00 في زماننا متابعة العميان» كما قال 
عليه السلام "حتى إذا دخلوا جحر الضب دخلتقوه" والله المستعان لا رب سواه! 
نحن ما شهدنا بأعيننا يوما من الدهر عالما كعالمنا "يخلق" بالانفجار أو الانتفاخ أو 
التضخم 2 إح من فردية متناهية الصغرء أو من غير ذلك من بدايات تلك 
الأسطورة عندهم! وما زعموه دليلا على ذلك المنشاً الانفجاري المزعوم» يصلح أن 
يكون دليلا على غيره بتكافؤ تام ىا بينا! وكذلك فإننا لم نشهد من قبل عالما يتحول 
بالأتقحاز م خالة كان :علي قبل أخللك» إل سمال كال :عالأنا بهذا وكل ما يوعنية 
أنصار تلك النظرية دليلا على صحة تلك الأسطورة في تصور تارية هذا العم فيصح 


صفحة | 1" 


أن يكون دليلا على غيره ال 
ل التفسيري الطبيعي» تفريقا واهيا 
لا مستند له في العقل إلا التحكى! فن قال إن "الدليل العلعى" (هكذا) قد أثبت 
صحة الانفجار بوتا قطعياء ولكن لم ينبت صحة أي نظرية فهاكان قبلهء فقل له: هذا 
ار لا بقول الدهرية الطبيعيون: 
أخرجوا عقائدم الغيبية من لخجوات نظرياتناء وأتملونا تأنكم بنظير ما قبلتقوه منها من 
قبل والله د 


يا دكتور ما أرجعت الناس إلى المنهجية الطبيعية كصدر للاعتقاد في حوادث نشأة 
العالم» فقد ألزمتهم - شعرت بذلك أم لم تشعر - بالهجية الطبيعية الدهرية طريقا 
ثلتهس منه المعرفة فها سوى ذلك من حوادث الغيب المحض ا ا ان 

الله! أي تحكم فوق أن يل اكور (س. .011 على سبج المتناقض الذي 7 
القراء لقبوله: 0 يكتشف العام في المستقبل أن الكون لا بداية له» وأ 

موجود من الأزل ؟! .. لا! أو أن الكون الذي له بدا؛ 0 ا 
نلق ؟! ند 1 أى أن السينب الأول لوخؤد الكون مك يه 
موجد له ؟! ... لا!" اه. كان ولع ير ل لنصف الأول 
من القرن الميلادي الماضي يرون أن العلم قد "اكتشف" أن الكون (الذي هو العام 
على ما عليه الآن) لا بداية له وأنه قديم أزلي» والآن يرى بعضهم أن العلم قد 

"اكتشف" ا الحال التي نعهدها لعالمنا هذاء فله بداية 


طييية وان أزا لواقم الطبيعي 7انلدء] 1غ على امتدادها إلى ما قبل 
مس0 ل يرى الكون موجودا أزليا قديها لا بداية له 0 
يتحول من حال إلى حال» فالعام على مذهبه قد "اكتشف" أن الكون الأزلي لا يزال 


صفحة | غ7٠‏ 


يتحول من حال إلى حالء؛ قد "أثبت" العم الحلقة الأحدث من حلقاته» ولا يزال 


فعلى منبجك في قبول نوع التنظير الغيبي عند القوم في مسالة النشأة» ليس لك أن 
تطلق ذلك النفي يا دكتور! ولا لك أن تنفي إمكان أن "يكتشف العام" أن العام 
الذي له بداية لم ينشأ "ذاتيا" من عدم مطلق! فإن كان المراد "بذاتيا" أي من خلال 
حوادث كلها أسباب طبيعية مغلقة لا محل فيها لسبب غيبي من خارج عن العام 
فهذا بالضبط هو ما عليه أسسوا كوزمولوجيا (أو إن شئت فقل ميثولوجيا) 
الانفجار الكبير وقبلته أنت منهم! فأيا ماكان مقصودك "بالعدم المطلق" فقد قبلت 
منهم بالفعل ما يُلزمك بقبول مسالة النشأة الذاتية هذه بالتحويل الطبيعي من حال ما 


قبل الفردية المزعومة إلى ما زعموه بعدها! ولا لك أ أن ترع | استنادا | إلى "العله" عدم 
إمكان "اكنشاف" ”” العلم سببا ماديا لنشأة الكون» يصفه الدهرية بأنه لا موجد [ه! 


وليس هو اكتشافا أصلاء بالمعنى المتبادر إلى الذهن! فما كانت هذه طبيعته من أنواع المسائل» 
فلا يقال فيه بالاكتشاف أصلاء كاكتشافنا - مثلا - أنواعا جديدة من الحيوانات في أحراش 
الأمازون ما كنا نعرفها من قبل؛ أو من الحيتان في بطن المحيط الهاديء أو من السبائك الفلذية 
التي لها صفات وخصائص ما كنا نعرفها من قبل .. إلخ! فمن قال لك إن العلم اكتشف كذا وكذا 
في مسألة نشأة العالم» فكبر على عقله أربعا! وإنما حقيقة نفي "إمكان الاكتشاف" هناء نفي إمكان 
وضع نظرية قياسية كنظرية الانفجار هذه. تجري على نفس المسلمات الكلية الدهرية أو المبادئ 
الطبيعية الأولى 5ءامأءمم5 013121156 |0+43ه0306مدع (مبادئ المنهجية الطبيعية) التي 
جرى عليها القوم في وضع نظرية الانفجار نفسهاء كالاستمرارية المطلقة (و16مم160ملا والمبدأ 
الكوني عامأء م5 |جعأع005000108 والسببية الطبيعية المغلقة أو التامة اه]ل0/3 4ه ع]ناوه1© 
5300 (13ا13١‏ عغهعامممره© /ده1]د5ناج0! فمن أعظم التلبيس تسمية الدعاوى 
الكوزمولوجية (بداية من نظرية الانفجار نفسها) اكتشافات 10/6/165مع015 كما أطلنا النفس في 
بيانه بحول الله وطوله في غير موضع من هذا الكتاب! وإلاء فهل حقا لا يمكنهم - بصرف النظر 
عن دهريتهم - أن يضعوا نظريات أخرى بديلة للانفجار الكبيرء تجاوز نقطة الانفجار المزعوم 
لتثبت أسبابا طبيعية متقدمة عليه» أو حتى مخالفه له بالكلية؟؟ الجواب واضح! ولا يحتاج المرؤ 
إلى أكثر من مطالعة أول ورقة بحثية محكمة في الكوزمولوجيا تقع تحت يدهء في مسألة ©ط7 
عمطاذ؟ ه عمامصنوء8؛» أو مسألة يلم داباعمغ5 عمه8 عئز8 أو مسألة مهزغ13ئم| 6ه دماعأ:0 
أو ع5)علاملا لإاءجع أو حتى نظرية الأوتار الفائقة برمعط7 1/( / لإتمعط! عمأءأدومععملاى 
حتى يرى بجلاء أن القوم لا يحدهم حد ولا يمنعهم مانع من مجاوزة تلك الفردية المزعومة 
صفحة |51" 


كل سبب يكتشفونه هو على منبجهم "لا موجد أه" # إلا أن ايكون سينا طبيها نكاه! 
فكيف تريد أن تلزتم من منهجهم نفسه بأن ينتبوا عند الانفجار الكبير في سلساة 
الأسباب الطبيعية» ثم لا يثبتوا قبله سببا إلا أن يكون هو "سبب الأسباب"؟؟ 


يا عباد الله افهموا أصول الدين الطبيعي قبل أن تغرقوا المسلمين فبها وأنتم تحسبون 
الطبيعي عندهم لحوادث النشأة عند تلك النقطة بالذاتء وقد قبلتها من أصحابها في 
كل ماكان في المضي وصولا إلهها؟؟ ألآن النصارى قالوا إن ما قبل خلق | لعالم كان 
عدما مطلقاء وظنوا أنهم لو جعلوه شيئا ماديا لما أمكهم إثبات | ا 
0 حوادث النشأة كلها في "تشكيل" هذا العالم على نحو ما 
نتبوا إليه من تفسيرات طبيعية محضة وصولا إلى نقطة الفردية المزعومة, نما المانع من 
أن يصبح دينك واعتقادك غدا أنه أجراه كله جريانا طبيعيا على نحو ما قالوه كذلك 
فها قبل تلك الفردية» ولا فرق ؟! اجعله كذلكء ثم امض معهم إلى مزيد من التعطيل 
والتأخبر لفعل الرب في هذا العالىك حتى تنتبي إلى ما انتبى إليه غيرك من جعله إلها 
ايا ولا صفة! اع ا 


0 واصم ا مما ةكين د 
فاحشة للبداهة والفطرة» فلا سبب في الوجود عندهم إلا السبب الطبيعي» وجميع 
نظيراتهم في الغيب وما فيه جارية على تلك المسلمة! ما يسمى بعلم الكوزمولوجيا قائم 
كله على تلك المسلمة وغيرها من مسلات المدبجية الطبيعية» | مر معك بيانه في 


بالافتراض والتنظير في مزيد من "الأسباب الطبيعية"» بما يلزمك أنت يا دكتور أن تسميه 
"اكتشافا" على منهجك! 
صفحة | 1غ" 


أبواب هذا الكتاب! فعندما يأتهم من يزعم أن من نظرياتهم الكونية الطبيعية ما 
ل ل اله ولا 
تدع لثبوته متسعا البتة (أنطولوجيا)؛ فهذا متطفل على دينهم ولا شك (وإن سوه 
هم "علا" ول يعدون دينا)ء جاهل بأصول ذلك الدين ومصادر التلنئي فيه وأيا كان 
مأ يأتههم به من اعتقاد يحشره في أسطورتهم» فهو كأ سعوه "إله الفجوات" 600 
9 هط ؛ه: رضي بذلك من رضي وكره من كره! 


يزعم الدكتور أن رفضه إمكان اكتشاف حعة تلك الدعاوى التي زع الطبيعيون أن 
العلم قد يكتشفها في المستقبل» هو رفض عن "عم" (نفس العلم الذي تكلموا هم 
ا واس صن لازي فينو و كاحي ور لسن لصفي لخن معني ١‏ فار 
عن علم» 0 مثالا فنقول: إذا 0 بعد 0 شاملة لبنية الجسم البشري 
ووظائفه إلى أن الإنسا: ن لا يستطيع الطيرا إذا استخدم آلة تعينه على ذلك» 
هل يكن لسرا سا المركد ون رك اير 
الإفسان دون الاستعانة بآلة. هل رفضنا لهذا القول راجع إلى نقص المعرفة العلمية 
(جمل) أ عرس ك1 اه. قلت: فهذا والله تليبس عريضء يداك على 
سطحية تناول الدكتور اه لفلسفة العلم ولمراتب النظريات والدعاوى التجريبية أو 
المنسوبة بعموم إلى العلم الطبيعي ععمءك5! 

يا دكتورء أسألك بالله الذي خلقك فسواك فعدلك» هل مسالة إمكانية أن يطير 
الإفسان استقلالا بجسدهء كسالة خلق السماوات والأرض وماكان قبلهاء في مدى 
خضوعها| من عدمه لمفهوم "الاكتشاف العلمي"؟؟ هذا والله من أمجب العجب! 
صحيح إن دعوى العام بقدم العالم تبطلها البداهة والفطرة» ودعوى دعوى النشأة 
الذاتية من العدم المطلق أو من غيره تبطلها البداهة كذلكء» ودعوى أن "السبب 


صفحة | / 


الأول لوجود الكون يمكن أن يكون سببا ماديا لا موجد له" مثلهاء لكن هو لا يريد 
أن يحتج عليهم بالبداهة والضرورة» وإما بأن العلم قد "اكتشف" بالفعل نقيض تلك 
الدعاوى» وهذا عندهم باطل ولا شكء وغير حاصل البتة! أي أن الدراسة الشاملة 
الوافية "للكون" هي التي أوصلتنا - كما هو مفهوم التشبيه - إلى "العلم" بأن اكتشاف 
ل ل ل ولا جمل إلا الجهل 
5 الطبيعية» فالواجب ب على كل مسم إذن أن برجع إلى علاء الكوزمولوجيا 
ملحدين ("المؤمنين" على اصطلاحه!) ليقولوا له هل يمكن اكتشاف جواب 
ا الآن أم لا يمكن, والله 
ليس في الأرض يا دكتور من لا يعلم - باستقراء تام مستفيض - أن الإنسان لا 
يطير مستقلا بجسدهء ولم تركب فيه القدرة على فل ذلك 3 ريق الطبون! روفن 
الواضم الجلي أننا لم نحتج إلى أن ندرس الجسم البشري دراسة كاملة حتى نحكم بأننا 
لا نطير! فالعام بعدم القدرة على الطيران هنا علم بدهي» منشأه الاستقراء التامء كما 
نعلم جميعا أن الشمس تشرق من المشرق كل يوم» أو أن القمر يصبح بدرا مكثولا 
مرة فى ل ا ا بل اميه 
لعقلية والضروريات المنطقية ١‏ يتعلق 3 في نفس لأمر من 00 شرعية؛ 
ومحل ما قبلته أنت من أساطير القوم وأصولها المعرفية عندهم من ذلك كله! ولكنك, 
للأسفء لا ترفع شيئا فوق المنيج الطبيعيء» هدانا الله واياك! 


صفحة | 9" 


إن المرء ليعجب حقاء كيف لا يرى الدكتورء بعدما عطل الباري جل شأنه عن تلك 
الصفات التي لا يكون ربا حيا ذا إرادة وفعل وحكمة على التحقيق إلا بها **, حتى 
يكون وجوه متفقا مع كوزمولوجيا الانفجار العظيمء وبالغ في تعطيله عن صفة الحكمة 
وإتقان الخلق وكاله» وعن خلق كل نوع حي بمشيئة خصوصة» وعن خلق آدم خلقا 
مخصوصا كا أخبر في القرآن» حتى يكون وجوده ملاتا لبيولوجيا التطور الدارويني 
(كا يأتي معك بيان تلبيساته في بدعة الخلق بالتطوير بعون الله تعالى)» كيف لا يرى 
مع ذلك كله أنه متلبس تحقيقا بما اتهمه به خصومه من إثبات أي صانع يلاثم آخر ما 

إليه الطبيعيون من نظريات كونية معتمدة أكادهياء كينها كانت صفته» ليركه في 
محل السبب الآول خلف ما يزعمونه في تلك النظريات من دعاوى غيبية أيا ماكان ؟ 
وكيف لا يكون ذلك المسلك الخزي حقيقا بأن يتهم أصحابه بحشر لهم في نظريات 
القوم بأيما وجه كان ؟ ؟ 


ال برد قرو يال مرح الب سر 
خجواتها حشرا! فل) كانت النظرية لغيية (أي التي تتناول غيب السماوات والأرض 
وبناء هذا العال) المعتمدة عند كيار الفلاسفة هي نظرية الجوهر والعرضء وكان مفهوم 
الحدوث والمكان والجسم وغير ذلكء جاريا في حدود الفلاسفة وتعريفاتهم على تلك 
النظرية أساسا لمقدماتهاء موصوفا بما يناسبها من ألوان التعطيل ولابدء فكان "إلها 
للفجوات" من هذا الوجه وبهذا الاعتبارء يثبته الجهمى لجهمي المتكلم بما يدخله في إطا 
ككونه يفعل الفعل بعد الفعل على ترتيب تجري عليه معاني الزمانية» وكونه في السماء وفي 
حا راشا سام ا لض 0 سي 


قر 
صفحة ١‏ :00 


ذلك الغيب الذي يزعم في النظرية أنها تقتضي وجوده فيه! واليوم يساك الجهمي 
المتكلم اك عو ب الرب جل وعلا بما يناسب نظرية 
الفلاسفة الكبار في غيب السماوات والأرض! تبدلت النظريات والجهمية نحلة واحدة! 
فاصطناع الاعتقاد في صفة الصانع وأفعاله اصطناعا بما يناسب النظرية المقدمة أكاديميا 
في العصر كيغه|كانت» هو منهج الكلام وطريقة أصحابه (ومنيج اللاهوت ترعو1اهعط1: 
عند الملل الأخرى) من يوم أن ظهرت تلك الأهواء عند ضعاف النفوس من أهل 
الملل الكتابية وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها! 


كلامه في فلسفة الرياضيات .. 


ثم تحت باب 'كون مستقر منضبط قابل للفهم وللتوقع". نقل الدكتور هد 

من التقولات في تخني مد بحقيقة قابلية الكون للتوصيف الرياضي, ثم 
قال (ص. :)3١١‏ "ولا شك أن البعض سيقولون إن قوانين الطبيعة منضبطة 
رياضيا لأننا ببساطة لا نعتير مفهوما ما قانونا طبيعيا إلا إذا كان منضبطا رياضيا. 
ولهؤلاء تقول: يدفم حمتكم أن الكثير من هذه القوانين والنظريات (كالنظرية النسبية 
تم التوصل إليه بالحسابات الرياضية الدقبقة قبل ملاحظتها في عالم الواقع, 00 
أن الواقع يتطابق مع حسابقناء إذا فالعياء لم يختاروا ما هو منضبط في الواقع ليجعاوا 
منه قانونا ا وانظرية." اه. قلت: هذا الكلام الذي أورده الدكتور منؤرة الشيية 
وزجم أن الملاحدة قد انفردوا بهء لا يصح القول باختصاصهم بهء ولا أن يرد عليه 
بمذهب المثاليين الأفلاطونيين 5قتصهغ2[13 / 155[و»10 الذين يجعلون من 
الزباعياة عاك وجودا عل الرافة» انامض له ادكو من ترق لا حيرا 
دعنا نبدأ أولا بأن نسأل الدكتور: ما الإشكال في حقيقة أننا ننظر إلى العلاقات بين 
المتغيرات في الطبيعة السببية أولا فنراها ثابتة مطردة بدقة وإحكام في مقادير التغير, 


صفحة | 01 


يجحعلها مادة للتعبير الرياضي الدقيق؟ أين ما يقتضي صحة موقف الملاحدة الدهرية في 
هذه المسألة» وما الذي يجعلها شبهة تحتاج إلى دفع؟ ؟ سبحان الله! لو أنه تقل كلام 
من يريد الرد عليهم نقلا بدلا من العبارة عنه بالمعنى» لربها اتضح وجه كونه شبهة 
الحاديةء أما هذا اإني حرره فلا شيهة فيه أصلا! وإلا فن الذي قال إن مذهب 
الأالين وكين الرراهيات يدق الزدفل النعرة ١‏ اهمده ؟ة 


لبس في الفيزيائيين يا دكتور من يضع العبارة الرياضية عن نظام العالم دون أن يكون 
وضعه إياها قامًا من الابتداء على تصور معين في ذهنه لموضوع بحثه المعين في الواقع. 
بصرف النظر عن صحة ذلك التصور أو فساده! حتى إنهم يسمون معادلاتهم - 
اضطرارا - بالعبارة الرياضية <15ووء 2م« 221 صعطة3/1: وصدقواء لأا إنها 
وضعت عندهم للعبارة عن واقع معين كما قاسوه في أذهانهم! فالتصور الأنطولوجي 
والميتافزيقي يأتي أولاء ثم تأقي 02000 ”7 ذا الكلام الذي "تدفع به", 
يقوم عند أصحابه الذير: 000 أن للرياضيات وجوذا عَيدا سيل 
0 لفيزيائيين قوانين الطبيعة ليستكشفوها من طريقه, حتى بلغ بعضهم أن 
ل إن الكون "معاداة رياضية عظهة» إما نحن ماضون في استكشافها بأذهاننا", 

وهذا غلو في المثالية الأفلاطونية لا يخنى إلا على من لا يدري! 

والحق أن ما كان وجوده ذهنيا محضا (كالحقائق الرياضية), كان خاضعا بالضرورة 
لأحكام التصورات الذهنية» التي تتفاوت بين ما هو بدهي أولي فلا يجوز ردهء وما 
هو ذهني تجريدي مستنبط من أوليات متقدمة عليه, وهذا منه ما يكون استنبا 

ضروريا فلا يندفع؛ وما يكون صاحبه متوه|ا صحته توه| فيرد عليه» ومن تلك 
التصورات ما يكون مستقرأ من إدراه ك الواقع» ل ل 
إل! وهذا التفاوت الحكبي هو وصف مطابق لحقيقة نوع العبارة الرياضية إجالاء كا 


70١ | صفحة‎ 


حم كاد الجر ل اد 

إن الرياضيات إيما تُكتشف قوانين الطبيعة بالاستنباط منها (أي إن العبارة 
الرياضية ل مه م 0 
كذلك).: فهذ الالح سيد لا اا لي 
الرياضيا ت كلها من تلك القسمة التي ذكرناء ومن ثم اختصاصها بوضع وجودي مثالمي 
أوذلهء10 (أي في الأعيان) تسر منه المعرفة بما في الواقع | لخارجي استقلالاء وهذا 
0 الكليات الذهنية بحال من الأحوال! فالعقل الصحيح يقضي بأن 

العبارة الرياضية عن النظام الطبيعي عبارة لغوية منطقية تجريدية لا غيرء تربط 
بين التغيرات الكمية 00 منفصاة) لمقادير الظواهر المتغيرة» ربطا إما أن 
يطابق الواقع فيكون صحيحا ما ألا يطابقه فيكون فاسداء وإما أ ن يطابقه في 
اماس ”.كا بينا ذلك بتوسع في كلامنا 
فل افللفة الرياضياف غيل الطريعيت | 


فقول الدكتور إن نظرية النسبية توصل إليها صاحيبا "بالحسابات الدقبقة" غير صحيح 
بالمرة» فالحسابات هي ما يكون من الفيزياي عندما يطبق المعاداة على حالة معينة, 
ترواء :واقية أو افتراضية«وللسن جنا يكو منه عندما يصوغ تلك المعادلة نفسها! 
وعندما وضع أينشتاين نسبيته العامة» فإفا أى في ذلك بنظام جيومتري معين 
لتوصيف ظاهرة الحاذبية: بعدما اصطنع في ذهنه أقسة وجودية معينة لتصورهاء 
تعريفات ميتافزيقية استعملها هي نفسها في نسبيته الخاصة من قبل للزمان والمكا 

والعلاقة ببههاء وهي تلك النظرية التي تناول فيها عبارة صاحبه لورنتز الرياضية عن 
كما نراه في معادلات الجاذبية عند نيوتن على سبيل المثال» فهي تصف الواقع وصفا دقيقا على 


مستوى معينء فإذا جاوزته للأجرام بالغة الضخامة والثقالة» تناقصت دقتها! 
صفحة | ٠١01‏ 


علاقة مشاهدة مطردة ببن النظم القصورية! فتأولها هو في ميتافزيقاه بخلاف ما ذهب 
إليه لورينتزء ثم عمم ذلك التأويل على الأجرام السماوية والكون بكليته في نسبيته 
العامة بقياس الأسطح المنحنية كما تقدم! فالآمر كله يبدأ - بالضرورة - بتصورات 
ف افزيئية وألطواوية معينة اقل سيره واقفية مسنتطيطويا الخادةه بيعت الرياق 
عن العبارة الرياضية أو الجيومترية الآليق بهاء لا أن أحدهم تأتيه في 0 
صورة المعادلة مرسومة في ذهنهء فيخرج لينظر في الواقع فيراه على مصداقها 


أما التنبؤات التي تفيدها النظرية بدشأن الواقع فينظر فها إذا كانت تطايق الواقع أم 

0 اشع رد الإذيةكي غضم له 500006 » وهو 
ما اتفق أ 0 لصون أبنشييا بن الأنطولوجي للجاذبية (اعتقاده أ أعها نها انحناء في سطح 
وجودي خني يؤثر بالأجرام ةا وبتأثر بها!) يقتضيه ى) يقتضيه غيره من التصورات 
الممكنة علا في نفس الأمرء 0 تعضيدا 07 ممه مسعقدهي للنظرية» 
ولمعادلاتها التى تصفها بالتبعية! أما أن يقال إن تلك المشاهدة دلت على "مطابقة 
أنظرية 5-5 جيذ لانن ظاوق ااعنى عي فول في 


0 ار 0 ا 
كلام عيب 


موقفه من مسألة "الضبط الدقيق" الكوزمولوجية ومن المبدأ الأنثزوبي 


صفحة | 7055 


ثم ينتقل الدكتور بعد ذلك لتمريو” ار روا اللدوق 00 0 
دمتاوع 0 عط في تارذ الفلسفة لفلسفة الطبيعية 0 والفلسفة ل ألا وي مسآلة 
الأنثزو بي 0 عأممغطغسم! فهو ذلك المبداً 5 حاصاه ىم بدناه ف آل 
الموحدين) أن يقول الكوزمولوجيون: "إذا كان الكون الذي نجد أنفسنا فيه قد نشأ 
تحت تأثير الثوابت والقوانين الطبيعية» فإن هذا يدل على أن تلك القوانين والثوابت 
قد اجتمعت على نحو يناسب نشأتنا واستقرارنا في هذا الكون!" وهذا دور (منطق 
دائري) لا 0 لأن دعوى اجتاع الثوابت الفيزيائية على توفير أسباب نشأة الحياة 
بعد عدماء | 0 القوم افتراضا (في إطار وضعهم نظريتهم الكزمولوجية): فلا 
00 أن يكون الافتراض نفسه دليلا على ححة نفسه! ولهذا لماكانت ول 
رات 0 عن “ذلك الميداً (الني أصبحت فيا بعد تعرف بالمبداً الأنثزوبي 
الضعيف ع[منعصةء عام متطغصك علمء117) تنص على أ ن الكو ن الذي نحن فيه 
الحاصل 97ع010غ11ه'1' / تستقعتهم]! من الواصم أننا ما دمنا نوجد في هذا العالمء 
فلابد أن تكون حوادث نشأته قد جرت على نحو يسمح بوجودنا (ولا نقول: ضروري 
لوجودنا) ''. فكان ماذا؟؟ ألم يكن من الممكن عقلا أن نجد أنفسنا في عام آخر 


” ينبغي ها هنا التفريق بين قولهم "الصفات الضرورية لوجودنا" (كما يقال في بعض صياغات 

هذا المبدأ) وقولهم "الصفات المجوزة أو التي تسمح بوجودنا", فالعبارة الأولى تجعله من الممتنع 
للسا ع السو ا ب ورا د ور كر 
كانت قوانين وثوابت الكون على خلاف ما هي عليه! وهذا فيه ما لا يخفى من العدوان على رب 
العالمين والحط على علمه وقدرته وحكمته» ومن مخالفة بداهة العقل نفسه! إذ ليس في العقل ما 
يمنع من أن يخلق الله بشرا هيئتهم كهيئتنا وصفاتهم كصفاتنا وتاريخهم كتاريخنا سواء بسواء. 
ومع ذلك يخضع عالمهم لقيم أخرى لتلك الثوابت نفسها! ولكن لأن القوم ظنوا أن مفاتيح أسباب 
الخلق قد آلت إلى أيديهم بتلك الأساطير الكوزمولوجية الواهية التي جمعوها لأنفسهم في مسألة 
النشأة» وكان من أصول دينهم الدهري القول بالسببية الطبيعية المغلقة» رأى كثير منهم أن بوسعهم 
صفحة | ٠١00‏ 


أن يقرروا من طريقهم ما هو ممكن وما هو ممتنع مطلقا من أنواع الخلق وحوادث التهيئة في 
الغوالم الممكنة :(التى لأ يخوركما يحوز:فنها عندهم مق الأساتن الاافي 'إطان الدية الطبيعية 
المغلفة)! وهذا باطل تغني حكايته عن تكلف إبطاله! 

أما نحن المسلمين أهل السنة والجماعة فنقول إنه ليس يجب على الله شىء البتة» لا فى الخلق ولا 
في الرزق ولا في التدبير ولا في الحكم؛ إلا ما أوجبه هو على نفسه؛ لأنه سبحانه لا يخضع لشيء 
ولا لأحد من فوقه» وإنما يخضع له ولإرادته ومشيئته كل ما سواه! فليس في قوانين الطبيعة ما 
هو ضروري لوجود الحياة على الأرضء لا على هذا النحو الذي عهدناها عليه ولا على غيره؛ 
بمعنى أنه لا يجوز أن تخلق الحياة إلا بها وفي إطارها! فليست القوانين والطبائع التي نعرفها كلها 
- على أي حال - إلا أوامر وأقضية إلهية» تجري تحتها أسباب غيبية» لو شاء رب العزة لجعلها 
على غير ذلك؛ ولأخرج ما يشاء مما يشاء ((وَرَيْكَ يَخْلَّقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَهُ 
ُبْحَانَ اللّهِ وَتَعَالَى عَمَا يُتتْرِكُونَ)) [القصص : 18]! 

وقد كان براندون كارتر نفسه (الذي كان أول من حرر صيغة لما سماه بالمبدأ الأنثروبي في 
السبعينات) هو أول من استعمل مصطلح "بالضرورة" ب|أ؛6553ع016 استعمالا مضطرباء يخالف 
فيه اصطلاح المناطقة في هذه المسألة تارة ويوافقه تارة» إذ قال تحت ما سماه بالمبدأ الضعيف: 
"يجب أن نكون على استعداد لنأخذ في الاعتبار حقيقة أن محلنا من الكون هو بالضرورة متميز 
0عقل0ع الم 19 جوو5ععع81 إلى الحد الذي كان معه ملائما لوجودنا كمراقبين 5مع/مع05." 
اه. فقوله "بالضرورة متميز" أو متميز ضرورة. لا يراد منه هنا أكثر من إثبات حقيقة أنه أمر 
القصيوة انكر د راقع وجردا علو ها تحر كاده خيك اوجد فى هذا العالم! ولكن لو حملنا لفظة 
"بالضرورة" هنا على اصطلاح الضرورة عند المنطقيين» لأوهم بأنه أمر كان واقعا لا محالة 
بضرورة العقل ن87[وو5عع8/6 |8341003» وهذا ليس ما أراده كارتر هنا فيما يبدو» ولكنه مع ذلك 
ظهر في صياغة أخرى سماها بالمبدأ القوي» وكما في صياغة بارو وتيبلرء إذ قالوا: "إن الكون 
يجب أن يكون متحليا بتلك الخصائص التي تسمح للحياة بأن تتطور في مرحلة من مراحل 
تاريخه". فهذا الوجوب هو الضرورة العقلية المنطقية» وهو ما نرفضه لإيجابه ما لا يجب على 
رب العالمين سبحانه! فلو شاء سبحانه لخلقه على ما فيه من حياة بما فيها البشرء ولكن على ثوابت 
كونية مختلفة تمام الاختلاف! ولو شاء لما خلق فيه حياة أصلا! ومع ذلك أضاف كارتر "تفسيرا" 
لمبدنه القوي قال فيه إن وجود عوالم كثيرة وع5/]ع07أملا 04 70|16اءع5مع ضروري حتى يكون 
عالمنا واحدا منها (أي بالتأسيس على اعتقاد الطبيعيين في النشأة العشوائية وجودياء الاحتمالية 
معرفيا)! وقد زعم فرانك تيبلر وجون بارو (الذين صنفا في الثمانينات كتابا سمياه المبدأ الأنثروبي 
الكوزمولوجي عاماءماع5 اوعءأع6010 وه عأمهءطغمم) في إحدى صياغات المبدأ عندهماء 
أن وجود المراقبين 0556/06/5 (على اصطلاح تأويل كوبنهاغن لميكانيكا الكم) ضروري 
81665531 حتى ينشأ كون 0656لا من الأساس! وهو ما يقتضي قلب السببية - كما لا 
يخفى - إن أريد بالمراقبين هنا بنو آدم» وأقل ما فيه أنه يوجب على الباري جل شأنه أن يخلق 
عالما فيه حياة حتى يكون ثمة مراقبون يحفظون وجوده كوانطيا!! وحتى براندون كارتر نفسه لما 
أراد أن يفسر صياغتيه الضعيفة والقوية (التي تقول بان الكون وهذا كله خرف في خرف كما بينا 
في غير موضع. 

وإنما نقول نحن المسلمين إن السماوات والأرض قد خلقهما الله على أحسن وأتقن ما يكون للقيام 
بالحكم والغايات التي أرادها من خلقهماء التي منها ابتلاء بني آدم بالتكليفء والقيام بما لا يحصيهم 
إلا هو سبحانه من أنواع المخلوقات الحية على الأرضء يأخذ بناصيتها ويرزقها وهي تعبده 
وتسجد له على ما يليق بها! هذا ما عندنا في المسألة دون كوزمولوجيا ولا ضرورة ولا ارتقاء 
ولا تأويل كمومي ولا شيء من ذلك الهراءء والله المستعان لا رب سواه! 


١057 | صفحة‎ 


بقوانين أخرىء تسمح - أيضا - بوجودنا على ما نحن عليه؟ على ديننا نحن 
المسلمين» لي ا 0 
قدر اختلاف القوانين» لم يلزم من ذلك عدم الحياة» بل وعدم وجود نوع كنوعنا 
يطرح تلك المسألة للجدال والنظرء ثمن المتصور »وزمولوجيا (أي من الجائز على 
نظريتهم) أن تترق أنواع عاقاة كنوعناء في عالم مخالف ناما لعالمناء وتحت قوانين 
طبيعية مخالفة تماما وثوابت كونية مخالفة تماما! أي أنهم يوجبون أن تكون القوانين على 
نحو ما هي عليه حتى ننشأ على ما نحن عليه» بيها لا نوجب نحن ذلكء» بل نراه تحى) 
اام ا ا ا 0 
عام ليس فيه ثابت واحد من تلك الثوابت الستة على هذا المقدار الذي نجدها عليه 
وا 0 


007 إن عر الكون | الآ ا وإنها | عم ١‏ 
ولو أنه قال إن عمر الكون عند الطبيعيين إفا حدده الكوزمولوجيون بالنظر إلى ما 
8 » التني منها اران ارويني» لكان أقرب! فالمتدبر المتأمل يمكنه أن يقول إن 
0 أما أن يقال إن العوامل البيولوجية ص الي اشترطت (وجوديا) على النظام 
الطبيعي أن يكون على نحو كذا أو كذاء فهذا خلف وهذيان! ولعله إن كان من 
معتنقق الحتية الينية دمونصتصسعء<1 عناعمء0 (كهامة الدراونة الجدد) '' أن 
” قال الدكتور في كتابه الجديد (المعلوماتية برهان الربوبية الأكبر) (ص. ؟١١):‏ "وترجعنا ثورة 


الثنائية الجنسية إلى إحدى أهم ثورات معالجة المعلومات» وهي ظاهرة الحياة ذاتها. ومهما كان 
صفحة | 01 


يقول - إن سئل - إن الجينات لم تخلق الأنواع الحية لصاح حفظها ونشرها 
وحسبء بل وخلقت السماوات وا لأرض كذلك من قبل» بضبط ثوا؛ بت الكون في 
الماضي السحيق على نحو يناسب ظهورها وبقاءها في الأرض! فإن ل له: ولكن 
كن كرن الات مياق راث لينف وعرفقااغلى الارض لون سيان 
(بحسب أسطورتهم)؟ فلعله يحيب ويقول: ألم تسمعوا بأن الكواتتم ميكانيكس تجيز 

لسيوية المتعكيية ممتغدعنتف عممعتك8 / بوتلهسستهءمئع8: أي ون 


انيم" 0 ال ل 
هذه 0 السجية ليور الحيأة 7( الأرض وتنوعها وانتشارها واستقارها وإذن 


مصدر الحياة» فإن آلية تخزين المعلومات في الشفرة الوراثية (الدنا 00/6) وتكائرها وتنوعها 
هي إبداع عظيم مسئول عما في عالم الأحياء المحيط بنا من جمال وروعة." اه. قلت: فبالنظر 
إلى حرص الدكتور في كتبه الأخيرة على استعمال ميتافزيقا المعلوماتية كمدخل لتمرير عقيدة 
التطور الموجه وغيرها من عقائد ذات صلة وتلبيسها بدين المسلمين» لم يجد الرجل مفرا من 
إرجاع كل ظواهر الحياة (اللهم إلا نفخة الروح التي خص بها الإنسان الأول وحده) إلى المعلومات 
المخزونة على الشفرة الوراثية» سواء النشط منها أو الخامل (على حسب الاعتقاد الذي ارتضاه 
فيما يتعلق بما وراء الجينات 06+15عع1مع). فإذا كان الدراونة الدهرية يقولون بالحتمية الجينية 
حتى لا يتركوا للباري مدخلا إلى خلق الحياة وتدبيرهاء فهو يقول بها هي نفسها حتى يتأول جميع 
ما يجري في نواة الخلية من عمليات بيوكيميائية على أنه "معلومات" لا يمكن ان يكون لها مصدر 
إلا الباري نفسه! وقد رأيناه يستحسن (في كتابه "كيف بدأ الخلق")» وكما يأتي الكلام عليه إن شاء 
الله تعالى» نظرية مفادها أن جميع المعلومات اللازمة لظهور جميع الأنواع الحية بلا استثناء» 
كانت قد كتيك واشفرت" من قبل على الخافضن_ النؤوي المخلوق. في:الحلية الأرلى الم عومية 
التي هي سلف جميع الأنواع الحية عند الدراونة» ثم لم تزل تأتي الطفرات التطورية بتنشيط بعض 
تلك المعلومات وتثبيط بعضها الآخرء طفرة بعد طفرة! 

ولا شك أن هذا من الإغراق في أنطولوجيا المعلوماتية تلك (التي أفردنا لها جزءا فيما يأتي معك)» 
إذ لا تصح في العقل نسبة النظام الحيوي إلى الاحتفاظ "بمعلومات" بشأن وظائف أخرى ليس هو 
قائم بهاء لمجرد أننا نرى فيه من الأحماض الأمينية في نواة الخلية الحية ما لا ندري ما وظيفته 
ولأي شيء خلق! وإلا فما هي "المعلومات" هذه على أي حال» إن لم تكن هي معلوماتنا نحن 
البشر بشأن ما نراه من تلازم وترابط بين نظم حيوية معينة» وأغراض ووظائف عضوية معينة؟ 
إن كان المقصود معلومات عند الله عز وجلء أي المراد علم الباري جل شأنه؛ فما معنى الاعتقاد 
بكون العلم الإلهي مخزونا على الشفرة الوراثية؟ هذا يقتضي وحدة الوجود كما بينا! وإن كان 
المقصود أن الخلية الحية كالقرص الصلب في الحاسوبء قد سجلت عليها برامج حيوية لا علاقة 
لها بما تقوم به نظمها الحيوية الحالية من وظائف حيوية؛ فمن أين لهم بهذا القياس وما مستندهم 
في افتراضه؟؟ والحاصل أنه كلام فارغ على جميع التقديرات! 

صفحة | /705 


ضع "الجينات الأنانية' ا 5-1 العالمين ليس في خلق الأنواع الحية ة وحسب» 
بل وفي خلق السماوات 00 ٠‏ وي | سب الل ال ني إيه يل 


والواقع أن المبندا الأنثروبي هذا إغما وضعه الدهرية من الأساس فى ببناه فى 2 
الموحدين)» حتى يقولوا إنه ليس في ملاعمة قوانين الطبيعة لحياة البشر على الأرض 
ما يدل على نسبة الأمر إلى لى إله خالق عليم مدبرء وانما ات تفق أن وجدنا أتفسنا في عام 
يسمح لنا قانونه بأن نذ ننشأ من الارتقاء | لدارويني» ٠‏ فلو ل يكن نظامه يسمح بذلك لما 
نشآنا ولا وجدنا أصلا! فهو من الأساس موضوع في سياق الجواب عن براهين 
اللاهوت الطبيعي المؤسسة على #وزمولوجيا الطبيعيين! فبأي شيء أجابهم 
5 ا 0 رو 
عليه من كم ل كر كر لعام على نحو يسمح لقصة 
الارتقاء الدارويني أن تجري على نحو ما جرت بحذافيره (في زعم الطبيعيين) لا على 
غيره حتّى نوجد على ما نحن عليه! 
ومن هناء وعلى أثر تلك التبعية الفلسفية امخزية لميتافزيقا الطبيعيين» أصبح يلزم من 
يعتبق نظرية داروين من اللاهوتيين والمتكلمين ونحوهم (كالدكتور عمرو شريف)» 
ومن قبلها قصة النشأة الارتفائية للكون نفسه» 1 لازمين أحلاه| مر: إما أن يقول 
الكيفية التي جرت بها حوادث أسطورة النشأة عند الطبيعيين كان من الممكن 
ألا تكون على نحو ما كانتء واذن للا نشأناء وائما جرت على هذا النحو بالذات 
لوجود الله الذي رح من الممكنات الطبيعية وعءمعع صنامه0 ما يسمح بوجودناء 
واذن فقّد تلبس بإيجاب ما لا يحب على الله تعالى» وبجعله محكوما بقوانين الطبيعة 


٠١059 | صفحة‎ 


قرعا حور انا بور قزم كارا نوا أن عر ان الرالويسن 
النحو الوحيد في زعمهم الذي يمكن معه أن "تنش" الحياة في العالم والا ما نشأت! إما 
هذاء واما أن يقول إنها لم يكن من الممكن أن تكون إلا على هذا النحوء الذي انتبت 
قصة النشأة فيه بوجودنا على الا و لان اجتاع الأمنييات الطبيعية في المضى على 
نحو ما وقع لا على غيره يوجب عون الواقع على نحو ما نرى لا على غيره» واذن فقد 
تلبس بما هو أغرق في حتية لابلاس وفي الإيجاب على الله بلا موجب من القول 
السابق! 


وقد ببنا في غير موضع تفصيل أهل السنة في مسألة الضبط الدقيق عصنصد!' عمنء 
التي يستند إلبها أصحاب المبداً الإنثروبي في دعاواهم. وخلاصمة ذلك أننا تقول إن العام 
مخلوق بحيث لو قدرنا أن تغير شيء من ثوابته تغيرا ضئيلاء مع بقاء جميع ما سوى 
ذلك من الثوابت والقوانين على ما هو عليه. فستفسد الحياة على الأرض وينخرم 
النظام! وضربنا المثل بمحل الشمس (قربا أو بعدا) من الأرض. فلو قدر أن اقتربت 
الشمس فوق قدر معين» مع بقاء نظام الأرض على ما هو عليهء فستحترق الأرض 
ما علهها! ولو قدر أن ابتعدت فوق مقدار معين» فستتجمد الأرض بما عليها! ولا فلا 
شيء بمنع رب العالمين سبحانه من أن يقضي باقتراب الشمسء ويقضي مع ذلك إن 
شاء سبحانه» بتعديل نظام الأرض وجميع ما فيه من مخلوقات حية لتحقل زيادة 
درجة الحرارة ولا تتأثر بهاء وكذلك طبائع المواد كدرجات غليان الموائع وانصهار 
الفانات وقددها وغير ذلك من أسباب لا يحصهها إلا باريهاء فلا يبدو وكآن شيئا قد 

تغير البتة» ولا يكلفه ذلك كله فوق أن يقول له "كن" فيكون! هذه هي الصورة 
لله أااغين الاين لمن ان عط ادق نلو كن 
آيات الله تعالى في إتة ير كل لووقا دقيق! 


صفحة | .77 


أما قول الطبيعيين في مسألة الضبط الدقيقء الذي نقله الدكتور وأقره (ص. -١١١‏ 
27 "ويوضم ريز أن أدنى تغير في هذه ا المستحيل وجود الكون 
بصفاته الحالية نه بالإضافة إن الثوايت لستة التني طرحما ا في كتابه, طرح 
00 0 عشرات الثوابت الفيزيائية الأخرى التي لولاها ماكانت نشأة الكون 
مرا مكنا." فهذا ليس هو اعتقاد المسلمين في مسألة الضبط الدقيق! فلا 
92 أن يقول إن هذا الثابت أو ذاكء أو هذا التلون أو ذاكء لولاه ما 
أمكن أن يخلق الكون ولا الحياة فيهء أو لكان من المستحيل وجود الكون بصفة 
تسمح بوجود الحياة فيه! هذا من اعتقاد الدهرية الطبيعيين الذين جعلوا صنعة الرب 
خلقه وأفعاله خاضعة لنظام الطبيعة كخضوعهم هم فها يصنعونء قاتلهم اللّه! فلا 
يتشابه خلق الله بخلق غيره إلا عند المشركين الذين بكتهم الله تبكيتا في مثل قوله 
تعالى: ((أَم جَعَلُوأ ِلَهِ شركاء خَلَقُوأْ كَكَلْقِهِ َتَشَابََ الْحَأْقُ عَليْمْ قُلٍ الله حَالِىُ كل 
تَيْءٍِ وَهُوَ الْوَاحِدُ حِدْ الََارُ)) الآية [الرعد : ]١5‏ وقوله تعالى: ((كل أي شركاءة اين 
َدْعُونَ من دُونِ الله أَرُون مَادَا خَلَقُوا مِنَ الْأرضٍ أَم لَهُمْ شِرْكٌ في السّمَاوَاتِ أَمْ 
آتَبتاهم كتاباً مهم على يِب يَنْهُ بل إن بعد الطَالِمُونَ بَعْضْهُم تفضا إلا عرُوراً)) [فاطر 
: 20] وقوله تعالى: ((قُلَ أ ريم ما تَدْعُونَ ومن دُونٍ ال لله أُوني مَاذَا خَلَعُوا من الْأَرْضٍ 
أ لَهُمْ شِرْك في السّمَاوَاتٍ إنْتُون يككتاب ون قَبْلٍ هَدَ أذ أازة من عل إن كم 
صَادِقِينَ)) [الأحقاف : ©] وقوله تعالى: ((أم خْلِتُوا مِنْ عبر عَيْءٍ أم مم الْكَالِقُونَ . 
لبعد الها راك ا [الطور : 5-5 م]! فن ذا الذي يملك 
أن يقول إنه لولم تكن هذه الطبيعة المعينة التي نرصدها الآن لبعض القوى أو نحوهاء 
فنجدها على مقدار كذا أو كذاء لو حيمر 0 الممضي السحيق 
ات صري ات عن الأرض ؟؟ أتخذم الله أعوانا أو شركاء له في 
خلقه ؟؟ 1 ستشارك فيا يمكنه وما لا يمكنه سبحانه أن ا 


١7١ | صفحة‎ 


خلق السماوات والأرض وما بيهماء وأعلمكم - مع ذلك - بأنه ما من طريق يقع تحت 
قدرته لجعل الحياة على الأرض كما هي الآنء إلا هذا؟؟ ((مَا أَشْهَدمُُمِ خَأَقَ 
السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضٍ وَلَا خَأْقَ أَشيهمْ وَمَاكُنتُ مُتَخِدَ الْمُضِلِينَ عَضّدأ)) [الكهف : 
]١‏ فأي إفك وتخرص على رب العالمين وتأل عليه واستكراه له فوق ذلك؟؟ هذا 
واوا إلا من يرفع قانون الطبيعة فوق خالق الطبيعة» يخضعه له إخضاعاء 
نلك العنااية! 


فهذا الاعتقاد الذي التقطه الدكتور من كتب الطبيعيين النصارىء وعبر عنه فا نقله 
عن ريز من قوله: "ستة ثوابت عددية مرتبطة بعدة صفات فيزيائية كونية» مسئواة 
عن نشأة وحفظ الكون ثم نشأة الحياة واسقراريتها فيه". لا يجوز للمسام أن يقبإه! 
الكزن- حك وناة مرارا ل يلق اقلت :قزانين إذا جملات :فيد حال خلقة .لا شيل 
ذلك! وضربنا مثلا مع الفارق فقلنا إن حوادث صنع السيارة لا يمكن أن تكون قد 
خضعت لآلية عمل صندوق التروس أو محرك الاحتراق الداخلي في تلك السيارة» 
والأراة الي عدار رار وو قوع لكك انر اكرو لد اك ا 
التشغيل المركب في الجهاز نفسه! لا يصح في العقل أن يجعل الشيء صانعا لنفسهء 
ا 00 
ين ويه لس ا 
وعا تر وتقاس أسباب صنع جحماز كبيوتر معين والحوادث التي جرت 

به والترتيب الذي جرت عليه» على نظام عمل ذلك الجهاز نفسهء مع أن 
00 ات الذي أنتجها والكمبيوتر والمصنع الذي أنتجه. كلهم خاضعون 
جميعا لسئن اللّه السببية الماضية في سمائه وأرضهء وللطبائع التي أ أجراها فيههاء فكيف 
0 والأرض وما فهما من الابتداء؟؟ لابد أن بطلان القيا 


١717 | صفحة‎ 


ا ري ا ب ل 
الستة (و: رن إن خ): ٠‏ فلابد أن الرب جل شأنه هو الذي جعلها كذلكء إلا 
م لله أعلم تلك الثوابت مه مي يم 
تغيرت قبل ذلك أم لم تزل مقاديرها ثابتة | هي منذ أن استوى رب العالمين على 
العرش بعد تام اليوم السادس وإلى يومنا هذا ؟! 0 الذي نجزم به هو أن 1 
خلق السماوات والأرض في الأيام الستة لم تخضع لتلك الثوابت )ا تخضع الحوا 
الاعتيادية التي نشهدها في تجربتنا البشرية» فلا يجوز أن يقال فيها إنبا "مسؤولة عن 
نشأة وحفظ الكون"! 

وكذلك الحياة لم تنشأ عن أسباب طبيعية أصلاء وانما خلتها الله على نحو لا يعلمه 
0 وافثال قاين عليهاق تجرنتقاء ى يام للق السنعة الى 
فبها لا قبلها أوحيت أوا مر النظم السبيية في السماوات والأرض على ترتيب لا مدخل 
للعلم بشيء منه إلا السمع» كما في قوله جل شأنه ((فََصَاهْنٌّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ في يَوْمَينٍ 
وأَوْحَى في كُلّ سعاء أَمْرَها)) [فصلت : ؟١]‏ تلك النظم التي التقطنا نحن طرف 
بعضها من متنا فسميناه بالقانون الطبيعي! فليس نظام السماوات والأرض على ما 
هو عليه الآن» سببا في خاق الحياة على الأرض أصلاء فضلا عن أن يكون سببا في 
اق 0 تهء وإنما خلقت السماء وما فبها والأرض وما فبها على نحو لا طريق 
للعلم به من أقيستنا وفرضياتنا التفسيرية» ممما بلغت بنا الخبرة حال العالم على مابلغت! 
0 إنبا مسؤولة "عن نشأة الحياة واسقراريتها"! 


فيفل الدكتور فى الداقنية (ضن: ©؟7١)‏ كلما للفيزياق الملفلسفت :بول :ديفر (الذئ 
ته ركلحنة كنار عل ها يدوا فى شنا لضبط الدقيق» يقول فيه: 


٠١717 | صفحة‎ 


فقد لاحظ ديفيز أن النسبة بين القوة الكهرومغناطيسية التي تحفظ 
الإلكترونات في الذرات حول نواياتها وبين قوة الجاذبية النيي تجذب الذرات 
والجزيئات والأجرام بعضها لبعض نسبة حرجة. فلو زادت هذه النسبة بمعدل 
اد. 1 00 فقط النجوم الصغيرة» أما إذا قلت 0 المعدل 

فستتكون فقط النجوم الكبيرة. إن كلا 6 من النجوم كان 
لنشأة الحياة, 00 الكبيرة أنتعجت 0 الذرية الهائلة 5 المادة 
لثقيلة الضرورية لتكوين جزيئات | ماد الحية أما النجوم الصغيرة فهي القادرة 
0 الحياة في الكواكب الحيطة بها. 00 21 _ضغير 
لى حد كير ؟! زان لاا لوطي انه رب الاي م أن يستطيع رام 
أحد أطراف الكون أن يصيب عماة معدنية تقع على الطرف المقابل» 

أي على بعد عشرين بليون سنة ضوئية! 

قلت: فابتداء من قوله "فلو زادت هذه النسبة .. 5 فكل ما تلاه خرف في 
خرفء ولا علاقة له بالعام (الذي هو عندنا بمعنى الاعتقاد أو الظن المطابق للواقع 
بسبب صحيح) من قريب أو بعيد! ولأنه كذلك, فليس فيه حجة على الخالف الدهري 
الطبيعي على النحو الذي يتوهمه الدكتور وأتباعه» فهو ليس تنظيرا منصرما فضلا عن 
أن يكون يقيناء بل هو طبقات بعضها فوق بعض من التفسير التخميني الذي تقبل 
كل طبقة منه المعارض قبولا تكافؤياء بمعنى أنه من الجائز والمتصور أن ينقلب 
الكوزمولوجيون في المستقبل إلى تصور يخالفه تمام الخالفة نما كانوا اليوم عليه متفقين» 
فيصبح هو المعقد أكاديميا كى|كان هذا التصور هو المعقد أكادييا! فليس الاستدلال 
في مثل هذا عندهم حاصلا بما هو معلوم بالقطع أو حتى بالظن الضعيف كونه دليلاء 
وما بما هو متوهم مفترض من أقيسة لا مرح لها على خلافها أصلا (كما ببناه عند 


٠١76 | صفحة‎ 


تناولنا قضية تكافؤ الآدلة التجريبية والرصدية في هذا الباب عند الطبيعيين)! فيبقى 
ا وهميا من جنس ما قال اللّه فيه: ((َما لهم به من عِلٍَ إن يََبعُونَ 

إلا الطّنّ وَا إنَّ القن لا يُْني مِنَ الْحَقْ سَيتاً)) [النجم : 8؟]! فإذاكا كان ذلك كذلك» 
اللو ار ن استعمال تلك الفرضيات الخرافية عند المحاججة بكمال الخاق 
الإلهي والصنع الرباني» إلا تصحيح فسبة تلك الخرافات (وما تقتضيه من لوازم 
ومقتضيات اعتقادية) لفعل الله جل شأنه؟ ؟ 


هم يعلمون أنهم لم يشهدوا نجما - لا صغيرا ولا كيرا - وهو ينشأ أو يتكون (وأعني 
شهادة العيان المباشرة» لا مشاهدة ما تأولوه تحى! على أنه كذلك في مراصدهم). ولا 
شهدوا ما في بطن هذه الأرض التي يقفون عليهاء فضلا عما في بطون النجوم الصغيرة 
والكبيرة» ولو فعلوا لما وسعهم أن يحكموا بكونها "أفرانا" صنع الله فيها المعادن الثقيلة 
وغيرها على النحو الذي زعموه» ولا بكون الكواكب (والمعادن التي فيها) قد خلقت 
كشظايا تطايرت من تلك النجوم ثم انخرطت في أفلاك حولهاء ولا بكون الأرض 
اكاب كان رك شاكهانا اميا كرو لشو ركتس ااه 
ل ل ار 


ثم لو سامنا تنزلا بصحة هذه المزام في قضية النشأة» وبأصل جرياءها كلها على نظم 
طبيعية وأسباب طبيعية» فا أدراهم أنه لو قدر أن اختلفت هذه النسبة المذكورة في 


” ونحن نقطع بأن الأرض لم تخلق كما خلقت الكواكب التي زين الله بها السماء الدنياء وبأنها 
ليست في منزلتها ولا تناظرها لا في الأصل ولا في الحقيقة ولا في المآل» وإنما خلقت الأرض 
خلقا مخصوصا مستقلا في يومين كاملين من الأيام الستة كما وصفه الله في القرآن» كما في قوله 
تعالى ((ثُلْ أَننَكُْ لتكفُرُونَ بِالّذِي خَلَقَ الأزضن في يَوْمَيْنِ وَتَجْعلُونَ لَهُ أنداداً ذَلِكَ رَبْ الْعَالْمِينَ)) 
[فصلت : 1]! فكيف تستوي الأرض - وهذه منزلتها ومنزلة خلقها عند الله جل شأنه بتلك 
الكواكب السيارة التي قال فيها: ((إنَا رَينَا السّماء الدنيَا بزيئة 00 0 5]؟ هذا 


0 م 


ماضي الكونء فلن تنشأ إلا النجوم من نوع كذا دون نوع كذا؟ ؟ وماذا لو اختلفت 
واختلف غيرها معها من خصال المادة والطاقة وما شئت من أنواع الموجودات 
الطبيعية حينهاء بما يعادل ذلك الاختلاف ويضمن للنجوم كلها كذلك أن تتشكل ؟؟ 
ألبسوا قد فرضوا المادة السوداء المظلمة» حتى "يفسروا" عدم انفلات كثلة الكون 
(5| قدروها وها في وهم) على أثر الانفجار والتضخم المزعومين» من قوة الجاذيية 
التي هي عندهم خالقة هذا العلم وفاعلة كل شيء فيه؟! فلاذا لا يكون ثمة طاقة 
سوداء أيضاء أو قوة سوداء أو شيء ما أسود لا يرى» يلغي تأثير الزيادة أو النقصان 
في القوة الكهرومغناطيسية عبر زمان النشأة المتطاول عندهم؛ على احتالية أن تنشأ 
هذه الفئة من النجوم أو تلك (جريا على منطقهم الفاسد في إعمال المنطق الاحتالي 
في تلك البابة)؟ ؟ ما الذني يوجب - على مذههم الطبيعي - ألا تنشأ النجوم الكبيرة 
إلا على هذا الشرط الذي زعموه (تسلها بجريان تلك النشأة على نظام سببي طبيعي 
كما تقدم)» إلا التحك بالجهل» وما الذي ينع من ظهور الحياة على الأرض إن لم تكن 
الشمس نشأت على نحو ما يزعمون» ونشأت الأرض هنها كما يزعمون إلا التحكم 
بالجهل؟؟ هذه كلها حِج من الجهل» على قاعدة "عدم العلم هو عم بالعدم"! إذ 
يصبح عدم العام بالاحتالات 0 (الجارية على طريقتهم في التنظير والافتراض 
يري في هذه القضية لغيبية الحضة) علم| بعدتماء مع أنها في الحقيقة, كلها احتّالات 
يلزهم أن يجعلوها دم الزع الذي 
زجموه! 
لس 0 م نت فته 


0 ام مس مها 0 


٠١77 | صفحة‎ 


دون غيرهاء فهذا صاحب خرافة دهرية طبيعية: وكذب صراح على رب العالمين 0 
وتنقص بالغ من قدرته وحكنته وعلمه سبحانه» | ظن أنه يثبته ويبرهن على وجوده! 
فإنه يحصر قدرة الرب سبحانه على خلق عل فيه بشر أمثالناء في أن يخلقه على نحو 
ما عهدوه من ثوابت وقوانين فزيقية في عالمنا هذا! مع أنه سبحانه لو شاء أن يخلقه 
بثوابت أخرى مغايرة تماماء ومع ذلك يكون البشر فيه والأنواع الحية كلها ى) نعهدهاء 
ماضيا وحاضرا ومستقبلاء لما أتجزه ذلك» واذن لرما اختلفت تصوراتنا لبعض القوانين 
0 عرص زر سيار عرد احا لمارا بار روات 
أخرى للمتغيرات التي أوصلتنا لاكتشافها! ولكن القصد أن خلقه سبحانه وفعله هو 
الحا على ما نظن نحن أننا نعرفه من نظام العالمء وليس العكس!! 


ونقول لهؤلاء: أنتم من وضعتم أسطورتكم في النشأة بطرد القوانين والثوابت الكونية 
المستقرأة من حال العالم الآن لي ا زجاع أ به 
طبيعية لنشأة العالى نما وجه الدلالة على مسألة الضبط الدقيق في ذلك أصلاء وما 
معنى قولكم إن الكون في الماضي لابد أ 000 القهم نفسها لا 
غيرهاء وبدقة بالغة حتى تنشأ الحياة كما نشأت؟ أنتم من فرض سلسلة من الحوادث 
اوكرت لكر اك و ا 
على اعتقاد أن الكون كله والحياة كلها نشأت نشأة تطورية طبيعية! فن البدي 
اموق ألا يكون في تصور»م طريق 1< خرالنفاة! الحياة كم| نعرفها في هذا العالم إلا ما 
سبق أن فرضتوه وفرضتم مقدماته وأسبابه تحى)! وإلا فلو قدرنا أنكم جريتم في 
كوزمولوجياء الدهرية على باردايم مغاير للانفجار الكبير» بل وعلى بارادايم فيزيائي 
مغاير لميكانبكا الك والنسبية العامة بالكلية: ماه الحياة ماكانت 
لتنشأ لو لم تكن الغوابت كذا قهتها كناء ولو لم يكن قانون كذا وكذا قامًا في ابتد 


٠١71 | صفحة‎ 


الأمرء بل ولو قدرنا أنكم بقيتم على أنموذج لكون الثابت الذي كنتم عليه قبل ظهور 
نظرية الانفجار هذهء لما طرحت مساألة الضبط الدقيق والمبد أ الكوزمولوجي هذه 
مكلك عقون لوسراي انا - اللازيقمن كاين اهارن 
مقدار ما يعانيه الطبيعيون المعاصرون من هزال عقي بالغ ومن خرف مخزء ودوران 
منطفي فاضم ومن احتجاج بالجهل المركب المبين» وبالتخمينات والأوهام الحضة 
يدا ري رون عار اراي المطية ل لعو ليقي قله ال عل نلية 
الإسلام والسنة! 


فعندما ينقل لنا الدكتور كلام بعضهم في قوله (ص. 5 © "وكلما ازدادت معارفنا 
عن نشأة الكون وبنيتهء تككشف لنا بشكل أكبر مدى مواءمة هذه النشأة والبنية 
مواءمة قوانين الكون الفيزيائية لبزوع | الجياة وظهور الإنسان حتى يمكننا القول إنه 
إذا ام يكن الإفسان في المركز المادي للكون, فإنه بلا شك في المركز الغائي منه." 
اه. فإننا نقول: لا واللّه لا ترداد معارفك عن نشأة 00 وبنلته 7 ما عند ف 
ذلك ليس معرفة أصلاء بداية من تلك الدعوى الكوبرنيكية العريضة التي أزحتم بها 
ا ال له 


” وإن تعجب فعجب قولهم إن الإنسان هو المركز الغائي للكون وإن لم يكن هو المركز المادي! 
فها شررعاية ذلك الفركر الماذي وما اقبينه عتى بيصن هر مركر الكوق» ولبين اررض التي 
جعلها الله محلا لاستخلاف ذلك المخلوق الذي سخر له كل شيء؟؟ قال الله تعالى: ((وَسَكْنَ لَكُمْ 
اللَيِل وَالْتَهَارْ والكتكين: وَالْقَعن والنحوة هه مُسَخَرَاتٌ بره إِنَّ في ذُلِكَ لَآيَاتِ لَقَوْمِ يَعْقِلُونَ)) [النحل : 
]١١‏ فكيف يستقيم أن تكون الأرض التي نؤمن نحن بأن الله قد سخر لنوع من أنواع ساكنيها جميع 
ما في السماء من نجوم وأجرام وأفلاكء. لا تزيد على أن تكون هباءة تجري في فلك حول نجم لا 
قيمة له فى طرف مجرة هامشية من بلايين المجرات السابحة فى فضاء الكون» كما زعمه 
كوبرنيكوس وأتباعه؟؟ أعجز الربء على عنايته البالغة بالأرض وبما اختصها به من غاية عظيمة 
لا يقاس عليها شيء مما خلقت من أجله الكواكب والنجوم؛ عن أن يجعلها هي مركز الكون الثابت 
في قلبه (كما تدلنا عليه الفطرة ة السوية)» وأن يجري كافة الأفلاك السماوية من حولها؟؟ سبحان 
الله وتعالى عما يصفون! أليس القول بكونها ساكنة راسخة في مركز القبة الكونية وبأن كل شيء 
في السماء يدور من حولهاء كل في فلك يسبحونء أبلغ في الفطرة والبداهة في معنى كون كل 
شيء قد سخر للإنسان الذي يدب عليها تسخيرا كما أخبر الله تعالى» وأليق بتلك الغاية» من هذا 
التصور التهميشي التهويني التحقيري الذي لبس الكوبرنيكيون الأرض به تلبيسا؟! 


٠١7/ | صفحة‎ 


بلى ولا شك! وإلاء فما هو مركز الكون إذن وما أهميته "الغائية" الكبرى حتى يكون هو المركز 
المادى. الذي تدور ككن وأرضها: رتتمينا وقمريا فكو كينا على الكقيقة فى فلك من جوله؟؟ نا بهو 
الكون أصلا وما حدوده وما غايته؟؟ وكيف يتجه "غائيا" أن تخلق الأرض (التي هي مبعث الرسل 
ومنزل الوحي الإلهي ومهبط الكتب وهي محل التكليف والتسخير ومقر بيت الله الحرام ومحشر 
البشر يوم القيامة وفي كل ليلة من لياليها في المشارق والمغارب ينزل رب العالمين نزولا يليق 
به وفي كل سنة من سنواتها القمرية ينزل كذلك سبحانه في يوم عرفة وتتنزل الملائكة والروح 
في ليلة القدر التي هي عند الباري خير من ألف شهرء و... إلخ!) بحيث تدور وتترنح مع الشمس 
0 ولخ العراكب الريية كلها في 0 واحدء حركة بهلوانية حول كر اخ . بعيد 6 
د كل ٠‏ مليون سنة؟؟! لا أقول إن هذا تغال ار عفنت ف الملنه أن تخلق الأرض 
على ذلك النحو الذي يزعمه الكوبرنيكيون وأن تكون مع ذلك هي محل ذلك الذي ذكرناه كله 
وغيره عند باريهاء ولكن بعيدا عن ثبوت ذلك من عدمه؛ فلأي حكمة وغاية يكون الشأن كذلك إن 
قدز ثيؤتة؟! وكيفا نادت تلك الدعوى الغريكة حتى طبارت من المسلمنات عند عامة السئلمين 
في هذا الزمان» التي يُستهزأ بمن يخالف فيها؟؟ وكيف يقرأ أحدهم تلك الآيات ونحوها ولا يستشعر 
عمق الفجوة بينها وبين مبدأ الوضاعة الأرضية الكوبرنيكي /غأمء15أ1/»0 0وءآأمءءم0© 
الخرافي المصادم للفطرة وللحدس الصحيح م10+آلغم|؟؟ هذا والله من أعجب العجب! 

ومع هذاء قال الدكتور تحت عنوان "كوكبنا المتميز" (ص. :)١١5‏ "إذا كان الكون تم إعداده لنشأة 
الحياة وظهور الإنسان» فمن باب أولى أن "كوكب الأرض" تم إعداده بشكل خاص ليكون محلا 
لظاهرة الحياة ومأوى للإنسان. وإذا كان من العلماء من يساوي بين الأرض وبين ملايين وربما 
مليارات الكواكب في الكون» ومن ثم يتنبأ بإمكانية وجود حياة عاقلة في العديد منهاء فالكثيرون 
منهم يرون أن كوكب الأرض شديد التميز والتفردء سواء في صفاته؛ أو في جيرانه من الكواكب». 
أو تابعيته لنجم الشمس المتميزء أو في وقوعه في موقع متميز في مجرة متميزة." اه. قلت: فيا 
دكتورء من اعتنق المبادئ الأولى للدين الطبيعي المعاصرء كالمبدأ الكوزمولوجي الكوبرنيكي 
القائل بأن جميع أنحاء العالم متساوية في النظم الطبيعية الجارية عليها؛ أنه لا خضوضية للارسن 
إلا ما اتفق من وقوعها في حيز الغولديلوكس حول "النجم" الذي اتفق لها أن دارت في فلك حوله. 
ومن ثم تميزت بوجود الماء والغللاف الجوي وظهور الحياة» هذا يلزمه منهجيا أن يعتقد عل 
الأقل - جواز أن توجد كواكب في الكون (الذي هو عنده خلاء عظيم يستوعب الواقع كله؛ 
مشحون بالكواكب والنجوم تملؤه من الحد إلى الحدء إن قدر له حدا) قد اتفق لها نظير ما اتفق 
للأرض من ظروفء. فنشأت عليها الحياة وارتقت كما يزعمون أنه حصل على الأرض! ومجرد 
التجويز هو نقض لدعوى التميزء لأن ما جاز عندي أن يكون له مثيل» فما وجه تميزه إذن؟! 
فالذي يقبل المبدأ الكوزمولوجي الدهري وما تأسس عليه من نظريات بشأن الكون بكليته ودعاوى 
غيبية عريضة عند الطبيعيين - كما قبلته أنت يا دكتور -» بأي حجة يأتي بعدُ لهؤلاء ويطالبهم 
بتفضيل الأرض وتمييزها على الكواكب السيارة التي جعلها كوبرنيكوس وغاليليو وأتباعهما كوكبا 
منها لا أكثر؟؟! 

والعجيب أن الدكتور عندما عرج على مسألة وجود الحياة في كواكب أخرىء في سياق محاولته 
إثبات أن "العلم الحديث" قد انتهى إلى القول بتميز الأرضء زعم أن الذي عليه الطبيعيون هو أن 
الاحتمالية تكاد تكون معدومة! فيورد ما يسمى بمعادلة دريك مهأ 3باوع 20131 يزعم أنها قد 
انتهت بصاحبها إلى أن هذا الاحتمال "يعني احتمال وجود حياة خارج الأرض" يكاد يكون معدوما. 
وهذا غير صحيح بالمرة» ولا أدري من أين جاء به! وقد بسطنا الكلام على معادلة دريك هذه في 
آلة الموحدين فلن نعيدء ولكن خلاصة المسألة أن الرجل وضع معادلة لتقدير احتمالية وجود 
حضارات أخرى في الكواكب السيارة» ركبها من جملة من المتغيرات الخرافية التي ليس لواحدة 
منها طريق لتقديرها البتة! ولهذا عدها الفيزيائيون من فئة المعادلات التخمينية | 2لا اع000[6. 
صفحة | ١79‏ 


أجريتقوها - بطبيعة الحال - على نفس الأسس والقوانين مر 
نظرية الارتقاء الدارويني للحياة والإنسان: فلا يحب لاي فيا آلا ترداد تلك 
المواءمة إلا قوة في نظرياتكم» فرضية فوق فرضية! ومع ذلك تبقى الخرافة الطبيعية 

افة والاساطورة الأرتقائية اسطؤزة ولا كامة! وعيدها كول الدكتون حبق عنوان 
المبداً 5 0 0 "لفك 0 بناء الكون عل هيئة تجعله ملامًا تماما لنشأة 
5 من حق بدهي ضروري يراد به باطل فاحشء واللّه المستعان! فلا نشأة 
الكون التي يؤمن بها المسلمون هي النشأة التي يؤمن بها الطبيعيون (والدكتور تبع 
هم فيبا) ولا خلق الحياة عندنا هو خلق الحياة عندهم» ولا "ظهور الإنسان" في ديننا 
هو ما يعتقدونه, والله المستعان. 


طار الدفاع عن لمبدأ الأنثروبي» بعدما عرضه عرضا هزيلا للغاية في صفحتين 
2 بالمبداً 0 ومتجاهلا تضارب أصحابه في تعريفه: قال ا 8 
)١"1/‏ نحت عنوان "المعارضون للمبداً البشري": 


يرى المعارضون لوجود الإله الخالق أن مجرد وجودنا في الكون دليل بدمبي 
على أن بنبته مناسبة لنشأة الحياة ونشأتناء وإلا لما نشأناء ومن ثم لا يعتبرون 


ملاممة الكون لنشأتا دليلا على أي أمر غبي. اذك يرفض هؤلاء فكرة 


ومع ذلك فقد قام عليها مجال علمي كامل يقال له لإاع54+0010108م: وهو مجال أكاديمي جديد 
تخصص أصحابه في البحث عن آثار الحياة في الفضاء الخارجي؛ وافتم بها غاية الاهتمام من 
تخصضو]" فن, عجان 5811 .وهو ذلك الفجال: "الغلي". المتخضحن. في تيل" البرحات 
الكهرومغناطيسية الؤافدة إلى الأرضن بحثا عن أي أثر لحضارة من حضارات اليوفو» كتلك التي 
حكيت قصتها في فيلم حرب النجوم وستار تريك وهذه الأشياء!! ولا عجب! أليس قد ألف لورانس 
كزاو ين ككانا نبيماة "فيزياء ستار تريك"؟! والقصد أن الزعم بكون المعادلة المذكورة تفيد باحتمالية 
معينة» فضلا عن اتخاذها مستندا لاعتقاد صاحبها (وغيره ممن استعملوها في كتبهم) ضعف 
احتمالية وجود حياة على غير الأرضء هو كلام من لا يدري عن أي شيء يتكلم! 

صفحة | ./ا؟ 


أن الكون قد تم تفصيله على مقاس الإفسان» ويرون بدلا من ذلك أن 
قوانين الطبيعة قد فصلت الإنسان ليتناسب مع بنية الكون. كذلك يقع 
دوكنز عند حديثه عن المبدأ البشري في كتاب وهم الإله في نفس الخطأ 
الذي يكرره دائاء وهو ادعاء أن توافر الظروف كاف 0 ا 
ادعاء دوكنز ادعاء خطأء فالمبدأً البشري يقابله قولنا أن من أجل 0 
الأول على طلبة كلية عب ام عن شمس؛ مني أن سق لكي 
لكن كف تصبح الأول؟ فهذا أمر آخر. ويجيب على هؤلاء الفيلسوف 
المؤمن "جون ليسلي" بأن الإله يستخدم قوانين الطبيعة في تتشكيل الكون 
على الهيئة الني يريدها. ويفند ليسلي رأي القائلين "بما أننا موجودن إذن 
الكون ملام " بمثال صار مشهورا: تصور إنسانا حكم عليه بالإعدام رميا 
بالرصاص» وقد تراص عشرة جنود ماهرين أمامه في طابور لإطلاق النا 
000 لم يصيبون. هل يكفي أن نقول: من الطبيعي 

الودا شهوم ال اليك ام لاا سفيعه أشباب ققل غولاء 
الجنود المهرة في إصابة الرجل؟ إن الإقرار بوجود ظاهرة ماء لا يلغي 
ا 


قلت: كل هذا الجواب مبني | ترى على التسليم بقبول ميتافزيقا الطبيعيين 
0 النشأة 0 التي تقوم على اعتقاد أنها إنما كانت قصة طويلة جرت 
على حوادث طبيعية كلها من أولها إلى آخرهاء كان القانون الطبيعي فيها (لا سا 
قانون الجاذيية) هو السبب الباشر! فااذي يقبل مبداً النشأة الطبيعية لهعتغهةم 
مسنع 0 للعام 586 يلزمه قبوله في الابتداء كما في الانتهاء» وفي الأصل كما 


في الفروع, لأهم لولا أن سلموا بهذه المسلمة ما قالوا بتاك الكوزمولوجيا كلها من 


"/١ | صفحة‎ 


أولها إلى 0 أصلا! أما أن يقال لهم: سنقبل منكم تلك القصة التاريخية كلها 
بحذافيرها من إلى آخرهاء ولكن سنأقٍ عند نقطة معينة لنقول لك: حسبكم هذا 
د » واتركوا ما قبلها تاريخيا لمصادر تلقي المعرفة الغيبية في ديننا نحن» 
5000 ا موسي 
دا نه لولا تلك المسلات الدهرية البجية عند الطبيعيين ما انتبوا 
مسألة الضبط الدقيق هذه أصلا (على مفهوا المشهور في أدبياتهم): 06 عن 
تفسيرهم ياه ما سموه بالمبداً الأنثروبي! فن غير المستغرب إطلاقا أن تنتبي إلى 
القول بأنه لابد أن تجري القصة في الماضي على نحو كذا لا على غيره حتى تنتبي إلى 
هذا الواقع الذي نراه الآنء ما دمت لم تتوصل إلى ما زعمته بشآن الماضي إلا من 
طريق طرد جملة من السنن السببية الواقعة تحت عادتك حالياء التي زعمت جريانها 
كا هي على ما جميع ما في الماضي! لما دام القانون الطبيعي حاكا على كافة أسبا 
الحوادث الواقعة نحتهء وما دام حادث النشأة حادثا طبيعيا في اعتقادك, وما دمت 
لا ترى من الأسباب لكافة الحوادث التي هي عندك "طبيعية" إلا ما تثبته أنت من 
ذلك الطريقء فلا جب على الإطلاق في ألا ترى إمكان أن يكون الماضي على 
خلاف ما توصلت إليه من ذلك الطريق» حتى يكون الحاضر على ما هو عليه الآن» 
وأن يكون المبدأ - إذن - أنه لا بمكن أن يكون الماضي على خلاف ذلك الذي 
زعمته حتى يننبي الأمر إلى ما انتبى إليه! وهو ترتب سببي لا يجب هذا الوجوب 
الذي يجعل إدعوى "الضبط الدقيق" هذه أي وزن عند أصحايهاء إلا على نحلة 
القائلين بانغلاق السببية الطبيعية» أو "حتهية لابلاس" التي رفع الدكتور عقيرته قبل 
قليل بتسميتها بالحتقية الإلحادية» فتأمل عمق التناقض الذي يعاني منه الدكتور وغيره 
ممن نقل عنهم انتصارهم إذلك المبداً الدهري!! 


١/١ | صفحة‎ 


أما نحن فنقول إن الأسبابء أسباب الحوادث؛ لبست مقصورة على ما هو 
"طبيعي" وحسبء وإمما منها بالضرورة ما هو غيبي» ومساآلة النشأة نفسها بست 
مسأة طبيعية أصلاء لا بالعقل ولا بالحس ولا بالسمعء وإئما هي حوادث متقدمة 
عل الظنيدة ايزا أن كاترق الظبيمة رتخا قا وفائوي كر لها! اذ قوق أن تقطن 
خضوع تلك الحوادث لأي قانون من قوانين الطبيعة التي نعرفها حالياء حتى يقال لو 
ديت كنا متكا أركناءا لدان اوت 1 : الما وجد الكون كما تعرفه" 
أو غبر ذلك ما أسسوه على #وزمولوجياهم الطبيعية من ربط خرافي بين حوادث 
النشأة المزعومة وما في الحاضر المشاهد! الكون يا هؤلاء لبس علبة أحذية أنتجها 
مصنع عملاق قد انتبى إليكم العلم بنظامه وآلته وكيفية عمله! تأمل قول الفيلسوف 
"المؤمن" (إهان الفلاسفة الذي لا يزيد على م الدكتؤن'إد 
يقول: " بأن الإله مستخدم قوانين الطبيعة في تشكيل الكون على يريدها." 
قلت: ما دامت | عي ل 
حوادث الخلق (وهو ما يقتضيه مجرد الزع بأنها هي التي بها خلق العالم)» فلو قدر 
ري أراد للكون أن يكون على هيئة غير هذهء للزم - على سبييتك الطبيعية 
- أن تكون القوانين نفسها مجعولة سلفا على خلاف ما تعرفون» 0 
ل - على منهجكم - أن يكون العا 
هذه الهيئة نفسها التي تعرفونباء ولما جاز أن نوجد نحن الآن لنبحث في 0 
أنهم يلزنم أن يعتقدوا أن الرب ما كان يماك إلا أن يضع نظام هذا العالم وقوانينه على 
هذا الذي عهدوه هم من أمرهء حتى يكون الآن على هذه الهيئة التي هو عليهاء 
ونكون نحن فيه على ما نحن عليه! وإلا فلو جوزوا أن يكون حالنا الآن وهيئتنا وهيئة 
مه ' مع كون قوانين ن الطبيعة هي نفسها التي عهدوهاء لما قامت 
لدعوى الضبط الدقيق والمبداً الأنثروبي عندهم قامّة أصلا! فإنه إذن يكون من الجائز 


صفحة | "7/1 


والمتصور أن بيدأ العالم في أسطورتبهم الطبيعية من ثوابت مختلفة في القمة تمام 
الاختلاف» ومع ذلك ينتبي إلى وجودنا نحن فيه على ما نحن عليه الآن ولا فرق» 
وهذا لا يملكون إلا أن يمنعوه! فبأي شيء منعوه (ومن ثم قالوا بالمبدأ الآنثروبي الذي 
ينتصر له الدكتور بكل حاسة)؟ بأصوهم الدهرية الطبيعية التي بها جعلوا حادث 
النشأة حادثا طبيعياء وجعلوا القوانين الطيدية عي لفاك لسببي المطلق على ترتب 
انق انار جل :انه شه رجن ادل كل افق من جراكف لاق 
والحاضر والمستقبل! 

وهذا المثل الذي ضربه ليزلي ونقله الدكتور نقل المؤيد الموافق» يكشف لك عن عمق 
التناقض عند هؤلاء. فالإنسان اأني حٍ عليه بالإعدم رميا بالرصاصء وما وق 
حادث الربي لم تصبه رصاصة واحدة» هذا يجوز أن يطلب تفسير ما حدث إه 
باستععال القوانين الطبيعية وما استقر في استقرائنا من أنواع الأسباب التي تسيب 
في نظائر هذا ١‏ 1 “الدادت: ١‏ العجيب! خلافا لحوادث نشأة العالم» الى لا هي خاضعة 
لقوانين العام بالشرورة) وا لها نظير قد استقرت عادتنا على مشاهدته وتتبع أسبابه 
المحسوسة! فهذا فارق جوهري مؤثر ولا شكء بل مدمر راد صاحبه من حيث لا 
يشعر! فبيغا يريد هو أن يثبت بهذا المثال أن للكون خالقا غيبيا بالضرورة؛ كا 
مقتضى القياس أن يثبت له سببا طبيعيا لا غيبياء وتفسيرا طبيعيا لا غيبياء فتأمل! 
فقوله: "إن الإقرار بوجود ظاهرة ماء 0 الاحتياج إلى تفسيرها." يوجب علينا 
أن نسآله: أي نوع من أنواع الظواهر تقصدء وأي نوع من أنواع التفسيرات تريد؟؟ 
ويف استقام في عقاك أن تجعل خلق السماوات والأرض وما ينها في أنواع الحوادث 
والأسباب كهذا الذي ضضربت به المثل؟! سبحان الله العظيم! 


صفحة | 1/4" 


ثم تحت عنوان "إما الإله واما الأكان المتعددة", يقبل الدكتور ثنائية ليزلي المغرقة في 
المغالطة #إحدهغهطاء101 5ندم22112» إذ زع أن ملاءمة الكون لنشأة الحياة وظهور 
الإفسان تضعنا أمام أحد احقالين: إما الإله وإما الأكوان المتعددةء أي كتفسير لتلك 
الملاءمة! مع أن المنطق يقضي بجواز اجتاع التفسيرين في تفسير واحد (على مذهب 
لين . ومسلاتهم الأول)! أي أن يكون ثمة ة أكوان متعددة لا نباية لعددهاء تغطي 
كافة الصور التي يمكن 2 الرب لعالم من | لعوالم» مع كنبا كلها راجعة لإرادته 
التفصيلية, في كل حادث يقع في كل واحد منها! بل إنه يجيز كذلك تفسيرا طبيعيا 
آخرء اعترض به بعض الطبيعيين كروجر بنروز على نظرية العوالم المتعددة كتفسير 
أو كقتضى منطقي لنظرية الضبط الدقيق الكوزمولوجية» وهو اعتراض أتجب به 
ويليام لين كريغ وروج له في غير مناسبة! فعلى مذهب بنروزء لو صم أن كان العام 
الذي نعرفه 5 من جموعة أكوان ن لانبائية في عددهاء وفي تفاوتها في النظم والقوانين» 
للزم أن نرى أثرا لذلك في عالمنا هذاء ولكان من الأقوى في الرجحان الاحتالي آلا 
يكون نظام الطبيعة ملامًا لوجودنا إلا في إطار امجموعة الشمسية وحدها أو أقل من 
ذلك» وما عدا ذلك يكون بالنسبة لنا فوضى في فوضىء على نحو يمكننا أن نرصده 
ونحكم بهء وإذن لا كانت كوزمولوجيانا على ما هي عليه (أي من دعوى الضبط 
الدقيق)» بل لعل الأقوى احتاليا أن ينشأ العقل المراقب أو الحياة في عالمنا هذا كح 
بولتزماني هنه:8 مصهددياه8 لا أكثر! *” ولكننا نقطع بأن العالم فبه أكثر من مخ 


* "مخ بولتزمان" هذا هو تخمينة دهرية طبيعية ع]لاغعع[00© 0/34013115616 تنسب إلى 
الفيزيائي النمساوي "لدفيغ بولتزمان"؛ حيث يقال لو فرضنا أن كان العالم في حالة اتزان حراري 
محض 07لا ]| ألا 0ع |3ممم166 فلم يكن فيه تنقل لطاقة ولا مادة ولا غير ذلك» فإنه حتى تحت 
هذه الظروفء فمن المتصور إمكان أن تنشأ بالصدفة المحضة تقلبات أو اضطرابات كمومية 
5 داع نادرة الحدوث في ذلك الوسط المتعادل حرارياء بحيث يترتب على حصولها 
واجتماعها في أنحاء الكون أن تنشأ شبكة عصبية ضخمة تقوم بجميع وظائف المخ البشري» ومن 
ثم ينشأ عقل واع بنفسه وبالواقع الخارجي من حوله (طوال مدة بقائه قائما؛ ولو لم تمتد تلك المدة 
إلا لكسر من الثانية)! وبناء على أصول الطبيعية المنهجية في التعامل مع المنطق الاحتمالي 
صفحة | هل/ا١‏ 


وأكثر من مراقب واحدء وأننا لا نتوهم العقول الأخرى من حولناء فدلت ضالة 
الاحقالية لأن يكون عالمنا هذا الذي نحن قادرون على رصده والبحث فيه على هذا 
لفحو ل عر عل لاق كل دمن تين الغواز متمق ولايد زوق لنة 
الضبط الدقيق! 


والقصد أن تلك الثنائية في تفسير نظرية الضبط الدقيق الكوزمولوجي (إما الخالق 
واما العوالم المتعددة) حتى الطبيعيون لا علدا مع أنها يفترض قيانما على أصوطم» 
فكيف بنا نحن الذين لا نقول بأصول الطبيعية الهبجية أصلاء ولا نقول بكوزمولوجياهم 
نفسهاء بما فها من نظرية ضبط دقيق ومبدا أنثروبي وتلك الأشياء؟؟ من أين لم 
بذلك الهراء أشكالا وألواناء وكيف سمحوا لأنفسهم باقتحام ذلك الغيب المحض بالنظر 
والقياس والافتراض ؟ ؟ دعونا فسأل الدكتور سؤالا منهجيا عند قوله "يدفم عام 
فيزياء الكوانتم جون بولكنجهورن فرضية الأكوان ن المتعددة باعتبارها من الخيال العلمي 
ليست من الفيزياء إذ من المستحيل التأكد علميا من وجودها." اه. فنقول: لماذا 
لا تكون فردية الانفجار المزعومة من الخيال العلمي كذلك وليست من الفيزياء» 


عمأصهدقع8 ع أءؤأ| 0م26 +ؤذاجنل]0/3» وتحديدا ذلك الأصل القائل بأن مصدر الحركات 
والحوادث كلها من الأزل وإلى الأبد إن لم يكن هو السببية الطبيعي فهو العشوائية الطبيعية» وإذن 
فأيما تركيب للمادة والطاقة يمكن حدوثه من أثر العشواء والقانون الطبيعيء فإذا ما مر من الزمان 
ما يكفي ومن الحركات العشوائية ما يكفي» ؛ فلابد أنه واقع لا محالة في مكان ما من أنحاء الكون 
الطبيعي اللانهائي» بناء على ذلك الأصلء إلى جانب الأصل القائل بأنه ليس في الوجود إلا المادة 
المحسوسة بأنواعهاء وإذن فليس الوعي والعقل إلا عمليات عصبية مادية لا غير» بناء على هذين 
الأصلين الدهريين» أصبح ظهور المخ البولتزماني البدائي المزعوم هذا مسألة وقت لا أكثرء على 
أساس أن ما كانت احتمالية حدوثه أضعفء كانت مرات ظهوره أقل وعلى مسافات زمانية أبعد! 
وبناء على هذه الخرافة السخيفة قال قائل القوم بما معناه إنه لا مانع من أن نكون نحن كلنا من 
أولنا لآخرناء ماضينا وحاضرناء وهما كبيرا يتوهمه مخ بولتزماني ظهر لكسر من الثانية في عالم 
عشوائي بالغ الغاية في التعادل الحراري (أو موت الطاقة)! فتأمل كيف تقوم السفاهة فوق السفاهة 
حتى لا تدري من أين تبدأ في إبطال أساطير القوم ولا تدري من أي الخرافات تضحك ومن أيها 
سس اسم ل ل ا ل 


14 َمَالّهُ مِن نور)) [النور : 1 50] 
صفحة لون 


بالنظر إلى كنها من المستحيل "التأكد" علميا من وقوعها؟ ؟ مع أنه إذاكان ما خارج 
هذا العالم من الغيب املق ار سه 0 الأيام, 
فالوصف نفسه يصح على ماكان في بداية خلق الكونء أنه من الغيب المطلق الذي 
ل مرى ماهد بدن اجر ف دمن الأ ااا ما خلج هن العام لا 
يخضع لقانون هذا العالم فلا يصح استعال قوانين عالمنا للتنبؤ بما هو كائن خارجه, 
ا لعالم: أنه لم يكن خاضعا لقوانين هذا العالم فلا يصح 
استعمالها للتنبؤ بماكان قبله! فتى كانت أداة القوم في إثبات الفردية المزعومة من 
جنس ما يوصف بأنه "يؤكد" حدونها "علميا"؟؟ لن تجد عند الدكتور جوابا 
طول سجال إلا الممل على قبول ما اتفقت عليه الأكاديميات الطبيعية مجرد أنها قد 
اتفقت عليه! واتفاق الطبيعيين معصوم عنده وعند من كانوا على شاكلته! 


وبعدما يسوق الدكتور عددا من النقولات من الفيزيائيين ونحوهم في تسفيه تلك 
الفكرة» يعلق برجوع تسفيههم إياها إلى مبدأ "شفرة أوكام" في الترجيح بين 

العاف ييه ل 201 لض هل ركعي وردنا لسري 
تجري عليها قواعد الترجيح الطبيعي ك| تجري على غبرهاء ولا يتوقف الحظة واحدة 
ليتساءل في شجة تلك الشفرة أو إفادتها العلم من الأساسء وما ينبغي أن يتحقق لها 
نوكر امعزانة تام اسع د كزن لعي مسلا طلا با 
ألبس قد وقع على كلام فيزيائيين يردون على الملاحدة؟؟ ذليكن كلام إذن هو 
العلم وهو العمل ما داموا فيزيائيين أكاديميين مشهود لهم بالمنزلة والمكانة في الأكادمية 
الطبيعية! 


خلطه بين مسألة العوالم المتعددة 1170105 :تصد]/8 عند الفيزيائيين» 
والعوام الممكنة 170105 ع1[طزووه2 عند الفلاسفة 


صفحة | /الا؟ 


3 تحت عنوان "ميكانيكا | الكم والأكوان المتعددة" يقول الدكتور (ص. :)١1١59‏ "يقدم 
علياء الفيزياء الحدينة طرحهم لفرضية الأوان امام "تفسير ميكانيكا الك 
للعوالم المتعددة" ٠”‏ الذي يرى أن أي كون محقل الوجود منطقيا لابد أن يوجدء 
00 0 الأمرركي الكبير أ لفن بلانتنجا مع هذا التفسير ويقول: إن كونا 


واحد له واحد من الحتملات المنطقية إذا فثل هذا الكون - تبعا لطرح ميكانيكا 
امسا ففرضية 0 المتعددة (كا أ أو ضع بلانتنجا) تنسف نفسها 
سين إن ون لاخدا 


فلك لآ أدرق :من أين جاء الدكتور نيذا الكلام نقلا عن "ألفين بلانتينغا", لكن من 
الواضم أنه منقول نقل من لم يحسن ل ال 
لجهة الأنطولو جي غمعسدوعك لدعءنع15هغه0 8/10021, وهو ذلك البرهان الذ 
أعاد به صياغة برهان أنسيم المعروف بالبرهان الأنطولوجي, مستعملا أدوات منطق 
الجهة عنعه.آ 200121 ووصنفه "بالصورة المنصورة للبرهان" 5اه1ةمك1/1 
دهنزومء”. في كتاب ألفه في السبعينات بعنوان "طبيعة الضرورة 26ن7]26 عط1” 
راذووءء »1 لهعنعه.1 ؟ه" كمحاولة بالغة التنطع (على عادة الفلاسفة عامة وبلانتينغا 
خاصة) لإحياء مسالك الاحتجاج بأحكام الجهة (الوجوب أو الضرورة والإمكا 
والامتناع والجواز)» لا سها بافتراض ما يسمى "بالعوالم الممكنة عقلا" ءادانووهم 
115 . 


الترجمة على هذا النحو توهم بأن المفسّر هو العوالم المتعددة؛ والمفسّر به هو ميكانيكا الكم, 
ولكن العكس هو الصحيح! ففكرة العوالم المتعددة إنما هي تأويل طائفة كبيرة من الطبيعيين للحال 
الذي عليه الواقع الذي تصفه دالة الموجة الاحتمالية. فالصواب أن يقال: "تأويل ميكانيكا الكم 
بالعوالم المتعددة". 
صفحة | //ا٠‏ 


وأقول إن هذا الكلام هو نقل من لم يحسن الفهم» لأن الدكتور يزعم أن بلانتينغا 
"أوضر' ' أن فرضية الأوان المتعددة تنسف نفسها وتصل إلى كون واحدء وهذا غبر 
صحيح بالمرة» ولا أجد له أثرا في كلام الرجل البتةء وهو قطعا لا يترتب منطقيا على 
ما نقله الدكتور من مقدمات برهانه الأنطولوجي المشار إليه آنفا! هذا كلام من لا 
يدري عن أي شيء يتكلم! ولا يزال ويليام لين كريغ (تلميذ بلانيتنغا) يدندن في كل 
مناسبة بقوله إن دعوى العوالم المتعددة هذه وان كانت لاتفلت؛ء إلا أنا.لا تستقيم 
(كوزمولوجيا) ولو في النظر المجردء إلا في إطار التصور الميتافزيقي النصراني» على 
انارق اليا دراك يها الطبيعيين لأنراضن جقني ذ :فيا أو ادها إلا الال" 
أن الدكتور هد هداه الله قد ول هذا الباب» فلا نحد بدا من الكلام فيه ببيان أصل 
0 بلانتينغا الذي دقع به في وجوه القراءء وبيان علاقته بذلك التأويل الكوانطي 
المشار إليهء ثم بيان الحق في الأمر كله دفعا للتلبيسء واللّه المستعان! 


يحري برهان بلانتبتغا (كم| نشره للمرة الأولى في كتابه الموما إليه آنفا) ويإيجاز على 
هذا الترتيب: 


«#مثين تفل زللهوني ان النتكف اطق الاحتنال: فى قضدارة انيب المسنكن: في رظان كوو + 
بالدهرية المنهجية في منطق الاحتمالات ع1غ15|أ002360م52 مأ مادأاوء 0/36 اهءأعهاهلهطغءا/١ا‏ 
3501 كما بينا ذلك مرارا في هذا الكتاب وغيره! فإذا تكلم أحدهم في الإلهيات بالاحتمالات» 
فقد أحال ربه وباريه من وجوب الوجود الذي هو متفرد به ضرورة) إلى الاحتمالية التي هي 
وصفنا المعرفي للممكنات العقلية الواقعة تحت العادة 5عأعمعع04+108© 0ععناوم! (والممكن 
عادة هو درجة من الإمكان أدنى وأخص من مطلق الإمكان العقلي» إذ هو الإمكان الذي تحكمه 
عادة الناس)» ومن الحقيقة البدهية الضرورية إلى الفرضية التفسيرية الطبيعية المتكافئة 
وأوعطغوم إلا عع مأصممع+00606ن)ا التي لا يمكن إثباتها ولا نفيها أصلاء كما هو شأن جميع 
الفرضيات الطبيعية في غيب السماوات والأرض! فتأمل أي شر وفساد يرجع به اللاهوتيون 
والمتكلمون على اعتقاد الناس في باريهم جل شأنه وهم مع ذلك يزعمون أنهم ينصرونه! وإنما 
ينتصرون لأنفسهم ولعقولهم ولنظرياتهم التي نافسوا بها الفلاسفة على التحقيق! 

١/9 | صفحة‎ 


-١‏ لنفرض أن موجودا من الموجودات يوصف بغاية التفوق (التفوق الذي لا 
يعلوه تفوق ) ©©0»ء11ءءع<:2 2[1مصتحة]3 إن كان موصوفا بكونه كامل القدرة 
أطوم تصص0» كامل العم 6معكءوتصد0. وكامل الحكة (كبال الحسن 
فها يريد وما يفعل) غعع6ء2 :3/]0:21[7. 

؟- ولنقل أن كائنا ما يكون موصوفا بغاية العظمة (العظمة التي لا تعلوها عظمة) 
5 ا[تستتحة11 فقط في حالة ما إذا كان موصورفا بغاية التفوق 
(الني تقدم تعريفها) في جميع العوالم الممكنة عقلا 1770214 ءاطزوده! تورع8 

"- يمكن أن نتصور عالما ممكنا عقلاء بحيث يتصف فيه كائن ما بغاية العظمة. 

؟- إذن» يوجد بالفعل كائن موصوف بغاية العظمة. 


وخلاصة المقصود هو أننا إن كانت عقولنا تجيز لنا أن نتصور عالما واحدا فيه (من 
حيث الإمكان الذهني المجرد)كائن موصوف بأنهكامل الصفات في ذلك العالم» وأمكننا 
كذلك أن نتصور أن يكون ذلك الكائن على كال صفاته (الأكل في كل شيء) في 
أيما عالم كان من العوالم الأخرى الممكنة عقلاء نما كانت عظمة المحلوقات في تلك 
العوالمء فلابد أن يكون ذلك الكائن الذي هو اكل ما يمكن وأعظم ما يمكنء موجودا 
في الحقيقة! أو بعبارة أخرى؛ إذاكان من الممكن تصور عام ماء بيث يوجد فيه كائن 
هذه صفته (غاية العظمة)»؛ فلابد أن يكون موجودا بالفعل» على أساس أن وجوده 
ف الخارج وفي الذهن معا أكل من وجوده في الذهن وحسبء وإذن يكون وجوده 
ضروريا! ولا يخنى أن المقصود بالكائن كامل الصفات مطلق العظمة هو الباري المراد 
إثباته ! 

وهذه في الحقيقة محاولة بالغة التنطع من بلانتينغا لإنقاذ برهان قد عرف تاريخيا بأنه 
أوهى البراهين اللاهوتية على الإطلاق» آلا وهو البرهان الأنطولوجي عند أنسيم 


صفحة | 000 


الكانتربيري (الأسقف اللاهوتي المعروف من القرن الحادي عشر الميلادي)! فبدلا 
من أن ينصره بلانتبنغا ويجعله أقرب للعقل» لم يزده إلا نطاعة وتكلفا! وقد أشبعه 
الفلاسفة بل وكثير من اللاهوتيين أنفسهم من النقد ما لا ينكره بلاتتينغا نفسهء وهو 
نقد لاحق ببرهان بلانتبنغا كذلك تبعاء لقيامه عليه! وانما يجيب عن ذلك النقد ! 
أجاب بقوله ما معناه إن البرهان ليس مقصودا منه "إثبات وجود الصانع" ولكن غايته 
التنبيه على أنه إذاكان مما يعقل ويتصور في الذهن "معقولية" ما حرره في المقدمات, 
ا 00100 ' ما حرره في النتيجة! وهذا ولا شك جواب لا 
يدفع عن الرجل تبعة ذلك الإجال والتنطع م نوافقه 
على جعله وجود الباري ضرورة عقلية وحقيقة أساسية في العقل البشري لا تحتاج 
إلى دليل خارجي لاكتساب العام بهاء ولكننا نخالفه مخالفة عظهة في طريقته الفلسفية 
في إظهار أن الإمان بالباري إيمان "عقلاني" 1200221 بمعنى أنه لا يورث التناقض 
ولا ينشأ عنه مصادمة لأي حقيقة ثابتة ثبوتا منصرما! 


فأول ما يظهر من مشكلات في هذا البرهان» أنه من إجاله الظاهر في قوله "في 
عالم", وفي عامة التعاريف التي وضعها في كتابه. جعل كلامه مشعرا بأن وجود ذلك 
لكاعن الأكل ما هو صفة ذاتية عذومةئم1 للعالم المفترض إمكانه. وكآن العا العالم الممكن 
قد يوصف وقد لا يوصف - مبدئيا - بوجود ذلك الكائن "فيه"! مع أن وجود الرب 
لبس وجودا ممكنا عقلا أصلاء وليس هو "في" هذا العام أو ذاك» وليس وجوده 
صفة من صفات هذا العالم أو ذاك 56(7عمهء2: وان عدها صفة جوهرية ©©ه2»ه5آ 
الصفة التي لا يكون العالم عالما إلا بها)» وإانما هو وجود قائم بنفسه واجب 
اليك 0 ن العوالم التي هو خالقها أم لم يوجد! وهذه 
قضية بدهية لا تحتاج إلى برهان! أي أن وجوده غير مشروط بوجود العوالم الممكنة 


٠/١ | صفحة‎ 


أو عدنماء كما جعله بلانتينغا في برهانه هذا صفة للعالم» لآنه الموجود الوحيد القديم 
القائم بنفسه ضرورة» وأما العوالم الممكنة لحادثة كلها لا يقوم لشيء منها وجود إلا به! 
ولكن لأنه جعل موضوع البرهان هو إثبات الوجوب العقلي لوجود الصانع من طريق 
الإمكان العقلبي (كما كان مسلك أنسيم في برهانه الأصلي)؛ ترتب على ذلك ما لقيه 
من نقد في مسألة الإمكان ومقتضاها! 


وقد يدفع بلانتدنغا هنا ويقول أنا أستعمل لفظة ع1[طازووه2 بمعنى جواز وقوع التصور 
فى الأذهان الني هو ضد امتناع التصور 05510[16م1]22ء وليس بعنى الإمكان 
الوجودي "دع هناهه0 الذي هو قسيٍ الوجوب الوجودي 000 ف 
الاصطلاح المنطفي» فكل وأجب هو ممكن (غير متع) بهذ ذا المعنىء ثم إفي 
2 4 بعنى الواقع الخارجي بكليته» أ لمعدسو ايه 0 
يشمل الخالق وجميع الخلوقات! وإذن فلا تثريب علي إذا قلت: إنه ليس من الممكن 
0000 العالى» الكائن ل الموجودات 
وأعظمها على الإظلاق» بل مما 7 عالما ممكن الوجودء فلابد أن هذا الكائن 
موجود فيه بالضرورة» وإلا ل يكن هو اكل وأعظم الموجودات على الإطلاق! فكأنه 
يريد أن يقول: إن كون الشيء موجودا في جميع العوالم المكنةء يجعله كل وأعظم 
بالضرورة من كونه موجودا في بعضها دون بعضء والفرض أننا نتكلم عن الك 
الأكل والأعظم مطلقاء فهو إذن موجود بالضرورة في جميع العوالم الممكنة» ولا يتصور 
عالم مكن إلا ووجوده مقارن له بالضرورة! فيقال له: ألا يكفي أن يقال إن مجرد مبدأ 
التفاضل بين الموجودات العينية في العظمة والكال يقتضي (بصرف النظر عن 
الوجوب والإمكان) أن يكون فيهاكائن ليس شيء أعظم ولا اكل منهء فيكون هو 
مصدر كل شيء الذي به يكون الكامل كاملا ويكون العظيم عظياء فهو موجود في 


٠/1 | صفحة‎ 


الخارج ضرورة؟ ؟ ما الداعي لذلك التنطع والإجال العجيب الذي سلكه أنسيم أولا 
بررهانه الأنطولوجي (وهو قوله إن وجود الكائن الأكل لو اقتصر على الوجود الذهني 
كان اقضااق ننقه اذ الموسرة. ف الأعناق والأذهان اكل مق المروف فى الأدهان 
فون الأغياة: واذن يجب وجوده في فى الأعيان)» 3 فاقه فيه بلانتينغا بأضعاف 


١ 


مضاعفة ؟؟ إنه هوى تمه والتحذلق وحب الشقشقة عند الفلاسفةء سلمنا اللّه 
5 

0 00 والأعيان | ١ك‏ دون 
عن ولأفعار معاء سد العووسات ود لني في الخا 
ا له من النعم والماذ ا 00" 
رأتها عين ولا سمعتها ا 00 
من جميع ما في الحيأة الدنيا في معنى النعيم واللذة! فلو ص هذا الشرط في معنى 
الكال لكان ما في الدنيا (نما له وجود في الأذهان والأعيان جميعا) أكل مما في الجنة 
(هالايوجد ى الأذهان أضلة)» وهذا باطل! وما أكو اما للة ماق فو :ضقات كال 
لا تتصورها أذهان المخلوقين البتة ولا علم بها لدى أحد منهم؛ فعلى هذا الشرط يلزم 
البتةء فهل يكون بذلك ناقصا بالضرورة؟؟ أبدا! ولا نزال نتصور لأنفسنا أحوايك 
نرجوهاء هي أكل مما نحن عليهء مع أنها لا وجود لها إلا في أذهاننا! ثم إن الأذهان 


صفحة | 7/1 


تتفاوت فها تتصورهء فالرب سبحانه متصوّر وجوده في أذهان المؤمنين به» وغير 
متصور في أذهان الدهرية الجحدة الذين يكذبون به ولا في أذهان الذين يتصورونه 
على غير صفته سبحانه من المشركين عامة! فعلى هذا المعنى للكالء يلزم أن يكون 
الموجود الذي تشهد جميع الأذهان بوجوده على ما هو عليه في الخارج, أكل من 
الموجود الذي لا تشهد إه إلا بعض الأذهان دون بعض» وهو مأ يقتضي نسبة النقص 
إلى رب العالمين» سبحانه وتعالى! 


والحاصل أننا لا نسلم بصحة المقدمة القائلة بأن الشيء الذي له وجود في الأذهان 
ويُعلم كذلك وجوده في الأعيان» اكل بالضرورة من الشيء الذي يوجد في الأذهان 
ولا يُعلم وجوده في الأعيان! وإذن فلا أساس لبرهان أنسيار» ولا أساس 0 
بلانتينغا على السواء! وذلك أن بلانتينغا إنما أسس برهانه على فكرة أن مجرد إمكا 
تصور الأكل في الذهن (في عالم من العوالم الممكنة) يقتضي وجوده في الخارج 1 
0 الممكنة)» على أساس أنه لا يكون هو الأكل حمًا حتى يكون موجودا في 
لخارج! وكا تقدم فإن العاقل لا يحتاج إلى شيء من ذلك التنطع البعيد حتى يعلم أن 
ربه هو واجب الوجود الذي يقوم به كل شيءء وأنه واجب الكبالء الذي ليس في 
الوجود ما هو أعظم منه ولا أكل منه! فإذا كانت كلتا الحقيقتين بدهيتين ضروريتين 
ارين ذكا تين إتلاف لفيا لنسي فى سقف و الناسنطة ولاك أ 
بلتمس إثبات إحداه| من طريق الأخرى! 
ورجوعا إلى كلام الدكتورء وحتى لا يطول بنا الاستطراد» فإذا علم ما تقدم» تبين 
أن خرافة العوالم المتعددة في تأويل الكوانتم ميكانيكس عند هايزنبرغ وبور ومن تابعهاء 
إن قدرنا صحتها تنزلاء فلن يكون "العالم" فيها (على مفهوم بلانتينغا للعالم 214ه5177) 
إلا هذا الكون المتعدد 56دع2/]167, لأن الاحتالات في برهانه على معنى الممكنات 


صفحة | 7/15 


الذهنية وععمعع صتاده0, 0 في تأويل #وبنباغن» فالاحتالات فيه ليست 
ممكنات» ولكنها أحوال لعوالم متحققة واقع ةكلها في الأعبان» في إطار منظومة وجودية 
كيرة! واذن فلس الكون المتعدد هذ | (بجميع أكوانه!) عند أكحابه إلا حالة واحدة من 
"العوالم الممكنة" التي تكلم عنها بلانتينفا في برهانهء وجعل وجود الكائن الأكل 
"وصفا" لازما لها! وهو حالة لا تأثير لثبوتها أو انتفائها على برهان بلانتبنغاء ولا تأثير 
له علها! فإن قيل: ولكن إذا كانت جميع الاحّالات التي تناولها برهان بلانتينغا واقعة 

الخارج تحقيقا على تأويل العوالم المتعددة» وإذن فلابد أن يكون الكون الذي يوجد 
فيه الكائن الأكل هذا متحتقا في الواقع لأنه واحد من تلك الاحتالات» وإذن فلابد 
أن يكون هو خالق هذه الأكوان كلهاء وهو ما يرجع بها جميعا إلى أن تكون عالما 
واحداء قلنا إن هذا يجعل العالم الذي فيه ذلك الكائن الذي وصفه بلانتدنغا في برهانه» 
حالة كومية من حالات موجة الاحتالات على تأويل كينباغن» ومن ثم يجعل وجود 
ل وهو ما يق: بقتضي ألا يكون الصانم نفسه إلا 
حالة كومية في عالم من تلك العوالم الممكنة! وهذا باطل ولا يقوله بلانتينغا! 


فلا يصح أن يقال إن البرهان يوصلنا إلى القول بأن فرضية الأكوان المتعددة تنسف 
نفسها وتصل بنا إلى كون واحدء ولو كان القائل هو بلانتينفا نفسه (ولا 

قاله)! ولا يحسن بعاقل فضلا عن أستاذ جامعي لض الس ام » وأن 
يجمع كلام الناس من غير أن ينتبه إلى ما يقتضيه قبوله إياه وإقرار أصحابه عليه وإلى 


الله المشتى! 
تأسيسه لمذهب الجهمية الطبيعية الجديدة في تأويل القرآن! 


وعلى عادة كل جمعي» فإنه لا يتم له أمره حتى يأتي على كناب الله تعالى متكئا على 


٠١/4 | صفحة‎ 


007 العقللي الذي لا يجوز أن يفهم القرآن إلا به وعلى ما يوافقه» وإلى الله 
المشتكى! ولما أصبح لدى الفلاسفة الطبيعيين المعاصرين أسطورة مفصاة للنشأة, 
وكان في اكد عن خلق السماوات والأرض وماكان فيه من الحوادث والأفعال 
الإلهيةء أصبح الجهمي مطالبا بأن ينبت أن في القرآن مصداق ما جاء به هؤلاء في 
فس الأمر! فم| كلفوا ذلك» تفتقت أذهانهم عن جعل تلك الموافقة المزعومة آية من 
آبات الإمجاز في القران» فأصبح التأويل الجهمي بذلك وسيلة لدعوة العامة والجهلاء 
من المفتونين بتلك النظرياتء: بعد أن كان غايته أن ينتصر به أحدهم لما قرره في 
نظرياته من اعتقاد في أمور الغيب» في إطار أكاديمي صرف! فصرت ترى قائلهم 
يقول بكل حاسة: تأملوا كيف سبق القرآن إلى هذه "الاكتشافات العلمية" (بزعمه) 
قبل أربعة عشر قرنا من الزمان» وخبرونا كييف يمكن لرجل أي يعيش على التجارة 
ورعي الغنم أن يتوصل إلى شيء من ذلك إن لم يكن بوحي من السماء؟ ؟ وإذن 
تصبح الخرافة والميثولوجيا الطبيعية الدهرية هي الحق المنزل من السماء» وإذا بالدهياء 
من المفتونين بتلك النظريات 5 ذلك منهم منزلا عظياء فيسل من كان منهم على 
غير الإسلام لا لأنه شهد للإسلام بأنه الحق البدهي الذي يوافق فطرته» ولكن لأنه 
وجد فيه أخيرا ما يوافق تلك النظريات التي هي عنده العلم الأعلى الذي لا يخالفه 
إلا مبطل جاهل! 
عقد الدكتور بابا كاملا في كتابه 'كييف بدأ الخلق" للتأصيل لجهميته ومنبجه البدعي 
في التعامل مع كتاب الله تعالى» ترجم له بقوله "مع القرآن الكريم". فقال في صدر 
الاب ره 1 
يا ترى بعد ما قرأت في الفصول السابقة من أدلة التصميم الذي وأ 
الموجه في خلق الكون والحياة والإنسان» هل ستتبنى ما عرض عليك 


7١/7 | صفحة‎ 


من مفاههم علمية؟ أم تراك ستكون ممن ينكرون التطور ويقولون بالخاق 
الخاص للكائنات كل على حدة» بل ولكل الموجودات في الكون (السماء: 
الأرضء الجبال» البحار...)؟ أم تراك ستمسك العصا من الوسطء فتقر 
بالتطور في خلق الكون وما فيه من كائنات؛ وتعطل سنة التطور الإلهي 
عند أعتاب الإفسان» وتخصه بفكرة الخلق الخاص برغ ما قدمه العلم من 
أدلة؟! أصدقك القول» إن حاجزا ضخ| يقف بين المعترضين وبين التطورء 
حاجزا لبس له علاقة بحقائق العلم وقوة أدلته ولا بآيات القرآن الكريم 
الحكمة, إنه حاجز يتمثل في | صرار الكثيرين منا على القسك بالتفسيرات 
التراثية لآيات الخلق في القرآن الكريم. 


فعندما تصدى المفسرون الأقدمون لقصة خلق الإنسان» لم يكن معلوما 
وقتبا إلا نوعا واحدا من الخلق» وهو الخلق الخاص الفوري. حمل 
المفسرون آيات الخلق في القرآن الكريم على هذا المفهوم» وهم محقون في 
ذلك قاماء خاصة أن ظاهر الآيات يؤيد ذلك. ثم أثبت العم الحديث أن 
هناك نمطا آخر من الخلق وهو الخلق التطوريء ولا شك أن هذا الغخط 
من الخلق لوكان معروفا للأقدمين لطرح الكثيرون منهم تفسيرات تتمثى 
مع هذا المفهومء خاصة أنه يحل كثيرا من مواضع الالتباس التي تواجه 
التفسير من منظور الخلق الخاص (ك| سترى في الفصل القادم). 
لكن المشكلة الكبيرة أن الكثيرين من المعاصرين (مفسرين ودارسين) 
أخذوا ما جاء في التفسيرات التراثية على أنه هو مراد الله عز وجل» وأنه 
من قضايا العقيدة التي لا تحمل تأويلاء وصاروا يرفضون المفاهم العلمية 
الجديدة دون بذل الجهد لفهم ما توصل | ليه العلم. لقد وضع هؤلاء القرآن 


صفحة | 7/1 


اه ضير لعا جات القرآن» ل 
العام ! 
قلت: هذا الكلام باطل من جحمتين منهجيتين عظهتين قد أطلنا النفس في بيانها 
بحول الله وقوته في هذا الكتاب بما نرجو ألا مزيد عليه. فأما الهة 00 
بطلان ما يزع الدكتور وغيره من حممية داروين أ ن "العام قد أثبته" في تلك البابة 
الغيبية الحضة (بابة أصل جميع الأنواع الحية على الأرض)» وفساد منبج لد 
الإمبريقي والافتراض التفسيري المنتبح في ذلك عند أ أصعابه! وأما الجهة الثانبة» فهي 
فساد منهج الدكتور وغيره من جمهمية العصر في تأوبل نصوص الوحيين على نحو يهدر 
الإجاع ولا يرفع به رأساء بل لا يهائي بنقض المعلوم من الدين بالضرورة (كساة 
خلق آدم عليه السلام من تراب لا من نسل القردة العليا) بدعوى أن الأولين لم 
فسروا القرآن» إنما فسروه تأسيسا على ميتافزيقا الفلاسفة السائدة في زمانهم في شأن 
الخلق وأصول الأنواع الحية» فلو وقفوا على ما انتبى إليه فلاسفة العصر في نفس 
الأمر لما قالوا بما قالوا! و وكأن جميع المفسرين والأمةَ وعلماء الملة في القرون السالفة كانوا 
حمية أمثاله, لا يشجون لفهم الصيخاية .والسئلق :ونا أو لا يرفعوق يه رامياء .ولا حول 
ولا قوة إلا باللّه! 
فبعدما فرغ الدكتور في كتابه هذا من حشد استدلالات الدراونة الفاسدة في التأسيس 
لنظرية التطورء وشبهاته فها توهمه تخليصا لها من عنصر العشواء الوجودية المتجذر 
في أصولهاء وأوهم نفسه بأنه قد ساق بذلك من براهين العام الساطعة ما لا يماري فيه 
إلا جاهل أو مكابر أو صاحب هوىء كان لزاما أن ينتقل بعدئذ للتعامل مع النص 
الشرعى عند المسلمين» وَأ برفع عقيرته بإسقاط سلطان الفهم السلنى للكتاب 


صفحة | //7 


والسنة تحت شعار تجديد الدين والتحرر من تأويلات قوم عرب مساكين» لم يعلموا 
من الكوزمولوجيا والبيولوجيا (وكل "لوجيا" أخرى ذات صلة) ما علمه الفلاسفة 
المعاصرون! 
قوله: " يا ترى بعد ما قرأت في الفصول السابقة من أداة التصمهم الذكي والتطو 
الموجه في خلق الكون والحياة والإفسان» هل ستتبنى ما عرض عليك 0 
علمية ؟ أم تراك ستكون ممن ينكرون التطور ويقولون بالخلق الخاص للكائنات كل 
على حدة» بل ولكل الموجودات في الكون (السماء» الأرض» الجبال» البحار...)؟ آم 
تراك مستقسك العصا من الوسطء فتقر بالتطور في خلق ده 
وتعطل سنة التطور الإلهي عند أعتاب الإنسانء وتخصه بفكرة الخلق الخاص برح 
07 3 من أدلة؟!" قلت: تريد جواب المسلم العاقل الذي ينزل الدعاوى 
المعرفية منزلتها الصحيحة» ويعام أن الغيبيات لا يطلب العم بها إلا من السمع وحده؟ ؟ 
إليك الجواب فاعقله إن شئت: كل هذا الخرص والتنطع بالقياس الوهمي الذي زعمته 
أذلة العطوية لآ قية دعولا توون المت ولا نرفع به رأسا في سوق الآدلة ولو جتتنا 
من الأرض منهء والله المستعان لا رب سواه! والقول في ذلك الغيب المحض يبقى 
حك لو الي مر ا 
اعتقاده إلى قيام الساعة بلا زيادة ولا نقصان» وإن رغمت أنوف الجهمية المنبطحين 
من مخانيث الفلاسفة الطبيعيين» والمد لله رب العالمين! 


قوله: "أصدقك القول» إن حاجزا ضخا يقف بين المعترضين وبين التطورء حاجزا 
ليس له علاقة بحقائق العم وقوة أدلته ولا بآيات 0 الكريم الحكمة. إنه 0 
تقثل في إصرار الكثيرين منا على اللقسك بالتفسيرات التراثية لآيات الخلق في القرا 

الكريم." قلت: وأنا أصدقك القول فأقول إن هذا الحاجز الذي كرهته نفسك 7 


صفحة | 7/9 


الغارقة في الأهواءء ا الحق 007 وهو ما به ميز الله تعالى هذه 
الأمة الخاقة على سائر أمم النبيين من قبل» | ماه 0 
الزمان من بعد قبض نيهم أو رسوطم حتى يضيعوا ميراثه بالتحريف والتبد 
والنسيان! هذا الحاجز والسد 00 لاسر 
ا لهُ َحَافِطُونَ)) [الحجر : 19]» فلولا أن حفظ الله تعالى في هذه الآمة هذا | 7 
المجار لامر تفوس قد اسدن : السعا هو فردرانك لبنا/ نولت لمشيو وأ 

إلينا ما أجمع عليه القرن الأول في تأويلها وكأنما كنا جلوسا شهودا يوم تلقى الصحا 

ذلك الفهم من رسول الله صلى الله عليه وسلمء لولا هذا لكنا نحن اليوم شرا من 
الديقة والنصارىء, لا يجلس رجلان منا على شيء ما عندنا من النصوص الدينية 
الموروثة يتدارسانه إلا اختلفا على ححة نسبته لأححابه خلافا لا سبيل لإظهار الحق 
فيه أصلاء ولخرجا من مجلسها بتأويللات جديدة ل تعلم من قبل» تتواد بين أيدهم 
بلا زمام ولا خطامء ولا يُعلم طريق لترجيحها على غيرها أو ترجيح غيرها عليها إلا 
الهوى! 


فوالله لو يعام هؤلاء المحدة المسعكزو دهن اذناين الفلاسفة أي شر يجلبونه على 
0 00 كك ب 
اسع الل عه مه ال وض .اماي خا 
لملة وضياع الدينء فإنا لله وإنا إليه راجعون! ((أَقمَن رين له شوء عَم رآ حسما 

ال ينبل من ياه يني من يقاء فلا ذهب تفشك ليم حَسَرَاتٍ إن الله 
عَلِيمُ ما يَضَْعُونَ)) [فاطر : /] 


صفحة | ١‏ ارا 


وافي لأجزم بأن الدكتور يعلم أنه يكذب هاهنا إذ يقول: "فعندما تصدى المفسرون 
الأقدمون لقصة خلق الإفسانء لم يكن معلوما وقتها إلا نوعا واحدا من الخلق» وهو 
الخلق الخاص الفوريء لحمل المفسرون آيات الخلق في القرآن الكريم على هذ 
المفهوم. وهم محقون في ذلك تماماء خاصة أن ظاهر الآيات يؤيد ذلك." فالصحابة 
والتابعون لم يأتوا بتفسيرهم تلك الآيات من فلاسفة عصرهم وأقوالهم في قصة أصل 
الإفسانء بل ل يلتفتوا إلهها إن مروا بها وم يتحروها أصلاء انما قالوا بما هو ظاهر 
الآيات الصري الذي لا يماري فيه من يعلم لسان العرب, ول يخالف فيه مخالف منهم 
البتة! فكان إجاعهم هو سبيل المؤمنين الذي من شذ عنه شذ في النارء نسأل الله 
العافية! الدكتور يريد أن يؤسس منجا في التأويل خلاصة طريقته أن يفزع المفسر 
إلى النظريات العلمية السائدة في عصره 00 أو بأخرى ليفهم بها كلام ربه عند 
ظهور ما يبدو وكأنه انحاد في الموضوعء فإ ن اختلف المفسرون الأولون في التأويل 

00 أن يرح بين أقوا أقوالهم» لزم أن يجعل أر الأقوال هو أشيهها - في وهمه - 

فقة النظريات! 


وهذاء 0 لقارئ المحترم» هو منهج الجهمية من يوم أن ظهرت في أهل القباة! لا 

بغض إلى نفوسهم من فهم | سحاو لصي كرح رض نمه لسنة! 
اذا ؟ لهم إذا وقعت في قلوهم الفتنة بنظريات الفلاسفة الأكاديميين المعاصرين لمم 
في غيب السماوات وا ال ميض و 
مدفع لهاء وقطعيات العقل التي لا ناقض لهاء ولا يجوز - إذن - أن يوجد في 
نصوص الوحيين ما يخالنها اللا و 
التفسير من يخالفها فهو جاهل معذور بجهله» بل وان لم ينقل عن القرون السالفة 
قير زه إلاانااعالق عاق الي لزن مولي حيما واكك بأ مزه الله عل 


صفحة | 1و" 


خلاف ما ذهبوا إليه جميعا وهذا عندهم من جمملهم ورقة دينهم وار لذ شكال 
فيه! هم رجال ونمن رجال, ذلي شيء يرفعهم فوقنا أو بلزمنا بنهام آرائنا لصاح ما هو 
ماتورق من كلانهم ؟ ؟ ١‏ شيء على الإطلاق! وأما إن وجد ما يفهم منه إثبات تلك 
0-0 العلمية" أو "القطعيات العقلية" بصورة مباشرة أو غير مباشرة» فإنه يصبح 
زا علميا" للقرآن» إذ أثبقت فيه تلك الأمور التي ما عرفها "العا" إلا مؤخرا! 


وتقول: قد كان من المتعين علينا قبول مسالة "هم رجال ونحن رجال" هذه 00 
بين اتفاق السلف واتفاقنا نحن في الك لقمة المعرفية» وتسوية رأي أ دنا :را أحدهم 
عند الانفراد» 0 ا 
له بوحي السماءء وليس مصدره رسول من رب العالمين قد عاصره هؤلاء وتلقوا عنه 
مباشرة بيها تخلفنا نحن عنه لقرون طويلة! فعندما تكون مادة العلم موروثة من حيث 
الأصلء فإما يزداد صاحب ذلك العلم إلماما به كلما كان أعظم اقتفاء للأثر ووقوفا 
عليه» لا يقدم عليه غبره ولا يتساهل في ذلكء خلافا للمعارف التي تكنسب 
باستكشاف السنن الكونية والنظر في نظاميات الطبائع على ما هي عليهء من غير 
أن يكون فيا 3 وارد عن رسول رب العالمين» فإن هذه لا يزداد صاحبها علا بها 
وجمعا لها باقتفاء الأثرء وإما يرجى من الجديد فها أن ينسخ القديم» يمكمل نقصه 
يضيف إليه ما يصلح عواره! فبيها يحمد الابتداع والابتكار في تلك العلوم 
الاستكشافية» فإنه يذم أعظم الذم في تلك العلوم الدينية التي تدور على السمع 
والأثرء وهذا فارق قد أطلنا النفس في تحريره والكلام عليه في مواضع من هذا 
الكتاب فلا نعيد! 


اله لقصد أننا معاشر المسلمين مضطرون اضطرارا دينيا للتومسل إلى ذلك المصدر ا دول 
العتيق بآثار من تقلوا عنه علمه وتشبعوا به وبثوه ب بين الناس» رضي الله عنهم 


صفحة | 917" 


وأرضاهم! ولهذا كان من أصول أهل | ل يا ل د 
والتفسيق» تعظيم الصحابة رضي ي الله عنهم والإمساك عا مجر ينهم ' والعض بالنواجذ 
ل ل ل 
فهم أو قائل بنظيره منهم» فهم وان لم يكن آحادهم معصومين إلا أن إجاعهم معصوم 
بدلالة النقل والعقل جميعا! ولا شيء أثقل على أهل الأهواء من تلك المسألة ولا 
عن 0 0 إذا رأيت الرجل يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسام 
فاعام أنه زنديق! وإذا رأيت الرجل يجهلهم جميعا بمراد رب العالمين من بعض كلامه 
أو مراد رسول 0_6 سر رأيه على إجاعهم» 
فاعام أنه زائغ صاحب هوىء فنفض منه يديك! 

هذه مسألة أصياة عند أهل السنة لو فرطوا فيا لفرطوا في السنة نفسهاء ولانفرط 
عقدها من بين أيديهم» واللّه المستعان! ينبغي أن يكون معلوما أنه كا يكره الملحد 
المرتد أن يلزمه أحد باتباع الرسول صلى الله عليه وسام والخضوع له ديانة» فكذلك 
يكره المبتدع من أهل القبلة والمتفلسف الزنديق أن يُخضع عقله لإجاع السلف 

عن رأيه لإجاعهم! وإنما تفاوت فريقان في حمم ما في النفس من الكبر والهوى» لكنه 
هو نفس المرض القلبي من حيث الأصلء نسأل الله السلامة! ولهذا كانت الجهمية 
هي بريد الدهرية والإلحاد (تلك الآفة نفسها التي يزعم الجهمية أنهم أقدر الناس على 
علاجحما وصيانة المسلمين منهاء والله المستعان!) وكان أكثر من تميل به نفسه للردة 
واعلان الإلحادء متشبعا بتلك الأهواء نفسها من قبل» حريصا على التزلف لسادة 
د ا ا 
بعقله! 0 والزندقة وتقديم رأيه على تراث السلف وإجاعاتهم» ثم إذ 
ما تببأت له الأحوال التي يضمن معها أ اع 0 


٠١91 | صفحة‎ 


ما يأيه من المكارهء أعلن ردته وتشكيكه في أصول الملة بالكليةء وصرح بذلك وناغ 

عنه ولم يبال! ولهذا أيضا لا ترى من يرتد عن الإسلام بسبب كم القابي إلى 

أصحاب تلك الفلسفات» يظهر الرجوع إليه إن أظهره إلا على دين اللجهمية والفلاسفة 
الإسلاميين والمفكرين الإسلاميين ومن شاكلهم ! كأنما يقول: 7 اإسلاه ولكن 
على شرطي وعلى مزاجي» وبا بحقق لي منزلتي التي أرجوها بين النخبة من الفلاسفة 
والمفكرين! إما هذا واما البقاء على ما أنا عليه! 


والقصد أن نفور الجهمية من إجاعات السلف وحطهم علهاء يرجع إلى نفس ذلك 
المرض القلبي الخبيث (من حيث الأصل). ذلك الكبر الذي يحمل أصحابه ممن كانوا 
لاضن ساني فل التقيروت الاق والزدة غؤر ااام انها يلين ريه 

مبلغهء فيصبح نفورا من النصوص نفسها وانفكاكا من سلطانها جماة واحدة! 


ولا تجبء فإذاكانت الخطوة الأولى هي فك النص من سلطان فهم الأولين لهء وفتحه 
لكل صاحب رأي حادث أن يقول فيه برأيهء لزم أن تكون الخطوة الثانية أن يقال: 
فا قمته هو نفسه إذنء وأي شيء يدعونا لتعظمه والحفاظ عليه؟ النص الذي لا 
يتلقاه سامعه إلا فهمه على ما يحلو لهء يخضعه إخضاعا لرأيه وفلسفته كينا كانتء ما 
فائدته وما الذي يلزم الناس بالخضوع لسلطان أصحابه؟؟ لا شيء على الإطلاق! 
وقد دندن ريتشارد دوكئنز حول هذا 0 في 0 مناسبة, يحاجح خصومه 


من أهل الكتاب في مجقعه بأنهم إِما يتلقون معا فق انفده الملتعية) 
ويتلقون معا 0 الأخلاقية والتشريعية ا 
كينها اتفق لها أن تكون (وأكثرها الآن إنسانية علانية كا لا يخنى). فأي قهة تبقى 


0 الدينية إذن» إن كان الذ يؤمن ا متعغامل ضنعها تاملا اتفائيا يقل مق 
الفهم الموروث لأصحابها ما يوافق تلك المصادر سالفة الذكرء ويرد ما يخالفها؟ ؟ لا قبمة 


صفحة | غ9" 


عل الإطلاى! ولهذا لاقت دعوئ 0 وأكحابه الثلاثة (الملقبين بفرسان الإلحاد 
الأربعة) في الغربيين قبولا واسعا ورواجا 0000 0 ٠‏ لآن القوم نجحوا 
في إيقافهم على حقيقة ديهمء وأ: نهم أتباع لاطا ل عد أن النصوص الموروثة 
عندهم تابعة في فهمها لتلك الفلسفات وليس ال فهم 18 فها يتعلق بالبناء 
المعرفي لعقائدهم وأخلاقهم» ولا اتصال لم بالإله الذي يعبدونه في شيء من ذلك كما 
يزعمون» وإذن فلا تمة للنصوص المنسوبة إليه عندهم البتة» ولا داعي للتظاهر 
الملة الموروثة التي تقوم عليها! 
فتأمل كيف أنه لا نجاة للمساٍ إلا باقتفاء الأثر والاس هدي السلف رضي الله عنهم 
والعض عليه بالأسنان والنواجذء وإعلاء الفهم السلفي لنصوص الكتاب والسنة 
وتعظهه بما هو أهله - ذلك الحصن الديني الحصين اأذي لولا هو ولولا تلك الطا 
من العللاء العدول الذين ل يزالوا يتوارثونه بالسند المتصل كابرا عن كابرء ما كنا نحن 
اليوم مسلمين -, ورفعه فوق كل ما يخالفه. والمفاصلة على ذلكء» وأنه لا يقس 
طريق الجهمية أحدء في المقابل» ولا يدلف من أبواهم إلاكان على طريق ردة وزندقة 
000 الحق حقا ولا يرى ال الا إلا ما أشرب من هواه» ولا 
ينتبه إلى وقوعه في الإلحاد إلا بعد فوات الأوان» والله المستعان! 


يجب أن يوقف الدكتور وأتباعه على الأثر المدمر المترتب على هذا الموقف البدعي 
الخطير الذي اتخذوه من الفهم التزائي 0 اللا وو الراك د 
لسلطان النص الديني نفسه! فإذا جاز أن يقال إن الصحابة والتابعين أ جمعوا على 
جممالة وضلالة في آيات خلق السماوات والأرض وخلق الحياة على الأرضء لأن ذلك 
كان هو منتبى علمهم بالطبيعة وعلوما آنذاك, 00 ء من تلك 

النصوص نفسهاء بل ولأي نص من نصوص القرآن والسنةء والحال أنه قد بات من 


٠١960 | صفحة‎ 


الجائز أن تكون جميع قرون المسلمين قد هلكت على فهم فاسد لتلك النصوص؟ 
أي شيء على هذا المذهب هنع الملحد من أن يقول: ما يأمنني إن قبلت منكم القرآن 
والسنة على ما أنتم ممعون عليه من الفهم فهم| الآن» من احقال أن يكون ذلك الفهم 
امجمع عليه باطلا فاسدا على الحقيقة» يننظر أن يظهر مستقبلا في العلوم والفلسفات 
ذات الصلة ما يكشف بطلانه وفساده ويكسحه كسحا كما وقع لك في آيات الخلق ؟ ؟ 
وأي شيء يحملني إذن على قبول تلك النصوص ديانة إذا كانت تقبل عندم أن تعا 
معاملة الكلام الأدبي المجازي الذي يجوز لكل إنسان أن يفهمه على ما يحلو له؟ خير 
لي إذن أن أبقى فيلسوفا متحررا من نصوص الأولين وأساطيرهم بالكلية» من أن 
أنظاهر بتعظم نصوص لا قهة ولا حجية لها على الحقيقةء يتخذ أصحايها لأنفسهم 
سافان فيه واهنا الا ناض ذا 


ليس إدى الدكتورء على مذهبه الجهمي الفلسفي في التأويل وفي تجهيل السلف براد 
ممع نكي وعيسا رم اذاهب بأصل حبية القرآن 
نفسه! كيف وهو يرى ورود 0 الصحيح للمعاني التي لم يزل المسلمون يؤمنون 
بآن القرآن يقررهاء وأنه من الوارد أن تأتي النظريات الجديدة في المستقبل بما يعحصف 
عتيدة المسلمين فيا كوا وؤمنون له مراد رهم من كلامه, ليكشف خم خلافة؟؟ 
فإن قال: المسآلة ليست مسالة عفيدة» ونا هي عندي مسالة خبرية علمية لا تؤثر 
في اعتقاد المسلمين» قلنا له: كيف لا يكون الإيمان بصحة ما جاء به القرآن من خبر 
خاق آدم عليه السلام بيد الله تعالى من طين لازب» وخلق حواء منه, ليس من 
جملة مسائل الاعتقاد.ء وهو من المعلوم من دين المسلمين بالضرورة؟؟ هذا كلام 
من لا يدري ما الإيمان وما العقيدة وما الدين أصلا! آنت تزع أن أمَة المسلمين كانوا 
جمعين على تكفير الخالف في مسألة قد جاء العلم أخيرا بما يثبت بطلان قوطم فيها! 


صفحة | 7و١‏ 


مالوات ب ا ا ا ا م 
تقول إنهم كانوا جمالا مساكينء قالوا بما اتتبى إليه علمهم في البيولوجيا! في أساس 
ا لسري ب 
الاعتقاد وما لا يبلغ أن يكون منهاء وما هو من مناطات التكفير وما لا يصح أن 
احا ترس سمس يل ار علوم أمّة الملة كافة» كابرا عن كابر 
وصولا إلى الصحابة أنفسهمء ونزع الثقة في علوم الدين كلهاء فافهم هذا يا من تتابع 
الدكتور على بدعته واعلم أين تضع قدميك! 


المسألة أبيها القارئ الكريم لا تقتصر على الزعم بأن المخلوقات الحية قد خلقت بالتعديل 
والتحسين والتطوير على أصل منحط! المسألة كما ترى لها تبعات ومقتضيات منهجية 
أشد فسادا وأبلغ في هدم الدين» ولا تقل نقضا لحجية القرآن من دعوى القائلين 
بتحريفه» ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولهذا أطلت النفس في البيان والرد وا 
على الدكتورء على هذا النحو الذي قل نظيره في الطول وا 50008 
اهل الله فعنال ناخس والشيدين :والقيول] الجل لابكاد يؤلف كتابا جديدا 
إلا بث فيه من الأصول الفلسفية البدعية ما يقتضي طامة هي أعظم هدما للعقيدة 
والشريعة ما كان منه قبل! والناس تقبل عليه وتسارع إليه ظنا منهم بأنه قد أوتي 
طريق النجاة من الإلحاد والسلامة من الشك وأسبابهء ولا حول ولا قوة إلا بالله! 


ارس كيد ن هناك نمطا آخر من الخلق وهو الخلق التطوري» 
ولا شك أن هذا الفط من الخلق لو كان معروفا للأقدمين لطرح الكثيرون منهم 
تفسيرات تقشى مع هذا المفهوم» خاصة أ أنه يحل كثيرا من مواضع الالتباس التي 
اجه التفسير من منظور الخاق الخاص (كم| سنرى في الفصل القادم)." قلت: كذبت 
لالس ور لت كلو الى لالط رسيز اطي وديا ١‏ نك 


صفحة | 1و" 


أن هناك أنواعا من الخلق! وانما "زعم" أن هناك نشأة تطورية عشوائية محضة» كما 
ببنا أنه لا انقكاك لفكرة الانتتخاب الطبيعي والأصل المشترك عن العشوائية الداروينية 
الي توهم الدكتور أنه قد تخلص منها! أما أن يقال إن "العلم الحديث" (هكذا) أثبت 
أن هناك فطا "آخر" من "الخلق", فهذا تليبس سمج, واللّه | 
ولاتراك رجو اس عرو اير ري ترون حير الع الاي 
مع هذ 00 ' فهذه كذبة أخرى أبهت من سابقتها! فالحق أن دعوى تطور جميع 
الأنواع الحية من أصل مشترك هذه ليست علا ولا معرفة أصلاء ا 
ميتافزيقية محضة» بالغة من التنطع منتهاهء والصحابة والسلف لسلف ل يكونوا من أصحا 
لمح يا مورت ا 
سمعوا بفرضية كهذه لردوها على أصحابها فوراء | زعموا أن لديهم علها أدلة! أي لو 
قدر أن ظهرت تاك النظرية قبل بعثة ف اه من استفاضة 
"الأدلة" عند أححابها (فها يزعمونه أدلة) ما بلغته اليومء ووقفوا هم علبها عند الفلاسفة, 
لردوها على أصحابها رأسا ولسفهوهم بها ولا كرامة! لماذا؟ لأنها افتيات على الغيب 
عظيم» وأمفال اه لاخ الفيلاة ء رضي الله عنهم ماكانوا ليثنتوا شيئا في الغيب أو ينفوه 
إلا بالسمع! يا دكتور» الصحابة ل يكونوا تممية متفلسفة من أمثالك» فاكانوا ليتكلموا 
في خاق الله تعالى أنواع الدواب على الأرض من غير مثال سابق إلا بالسمع وحدهء 
كما هو المتعين على كل عاقل يحترم عة عفله» ويتقي الله في دينه. رضي ي الله عنهم وأرضاهم 
وجزاهم عن المسلمين خيرا! 
فحاولة الدكتور تصوير نزاعه مع علماء المسلمين على أنه نزاع ببنه وبين بعض المعاصرين 
منهم خاصة» هذه حيلة قديمة وشنشنة نعرفها من أمثاله! فهماكان الجهمي أو المتفلسف 
أو المتكلم غير عا ولا مكترث بماكان عليه السلف رضي الله عنهم» فإنه يعم - 


١9/ | صفحة‎ 


بداهة واضطرارا - أنه لو قطع كل صلة بينه وبين قرن الصحابة وقرن التابعين» + 
نظر إليه المسلمون إلا على أنه يدعو إلى دين غير الدين! ولهذا ما زلنا نرى أحدهم 
0 بتفلسف». ثم يأئنا ينا اخازع ليقول إنه هو ما كان عليه 
لسلفء أو على الأقل» هو ماكان يلزم أن يذهب | ليه السلف لو قدر أن ظهر لم 

ون اللا سير 4 رهد ارون اد كليو المقراق كوا و4 إن اغب 
أعلم ومذهب السلف أسلم؟ ما معنى أن مذههم أعلم ؟ معناه أنهم يرون كما يرى 
الدكتور أنه لو قدر أن خاض السلف فها خاضوا هم فيهء ووقفوا من كلام الفلاسفة 
على ما وقفوا هم عليهء لوجب أن ينتهوا إلى ما انتبوا هم إليهء وإذن لصاروا "أعلم" ما 


كانوا عليه» ولكنهم ‏ ثروا السلامة فأمسكوا! 


وهذا كذب أقرع ولا شكء لأن الصحابة رضي الله عنهم لو عرض علبهم ما خاض 
1 لو لأسقطوه على 0 ص 0 المسألة ولردوه على أصحابه من مبدأ 


ولهذا قال أتتنا رحمهم الله تعالى إن السلف كانوا هم الأحكم والأعلم والأسلوء إذ منعوا 
من تعلف تلك النظريات والخصومات ومن ابتد اء النظر فبها من الأساس! والفرق 
عظيم بين السكوت والإمساك عن علم ببطلان مبدأ الخوض نفسه؛ وبين السكوت 
والإمساك عن حمل أ أو عدم تعرض أدواعي ي الكلام والنوض» وهو الفرق بين منيح 
000 ْ ااي ا يه 
نتهوا إلى ما انتبيت إليه! هذا لا يجوز أن يقال في النوازل التي يستساغ فيا 
انظ يقال: مسومو لأجمعوا على ما ذهبت إليه", لأن 
الإجاع معصوم والرأي غير معصومء فكيف والأمر ليس بابا للنظر أصلا ولا يجوز 
طرحه للنظرء واجاع السلف منعقد على ترك ذلك النظر جملة؟! بل والله لو رآك 


١59 | صفحة‎ 


مداع ار حي ا ل ا 
بك فتكا ولما ناقتشك أصلاء ولك فها نزل بالجعد بن درهم عبرة» والله المستعان! 


فقوله "لكن المشكلة الكبيرة أن الكثيرين من المعاصرين (مفسرين ودارسين) 7 
وامط لوق الطير لق الوك انوك اهيمر فلا282 ول ونه رق قعا انال 
١ /‏ 0 تأويلاء 3 يرفضون 0 لعلمية الجديدة دون بذل الجهد , 
ليه العم" قلت: أولا: القول بأن مراد الله تعالى لم يكن في شيء من 
0 الترائية". يقتضي مير جنيع الصحابة بمراد رب العالمين من كلامهء 
شما الإجماع على ضلالة, وهذا فيه ما فيه من مناقضة قوله تعالى: ((ون 
َبِكَ الذّكْر لين لِلئّاسِ مَا ْول إ يم وله يتدَكرُونَ) | الآية [النحل : 54] وقوله 
5 (وَمَن يُشَاقِقٍ اليَسُولَ من بَْدِ مَا تبن لهُ الهُدَى وَينبْْ غير سَبيلٍ الْمُؤمِينَ 
0 وض حم ارو في :| ال 131 ]رود اسمن الريواءه 
0 الله لا يجمع أمني على ضلاله" (أخرجه الترمذي وحسهه الألباني» وهو 
تر المعنوي كما قرره أهل العلم)» وقد تقدم الكلام في لوازم ذلك فلا نعيد 
ثانيا: له د السلف لما في القرآن من ذكر لخلق آدم عليه السلام على 
أنه كان بيد اللّه تعالى وأنه صوره من صلصال كالفخارء يخلقه خلقا "خاصا" فى الجنة 
ثم يقول له كن فيكون» هذا من قضايا العقيدة قطعا وان رغمت أنف الدكتور» وإنكا 
تكذيب للقرآن ونقض لمعلوم من الدين بالضرورة» ولا حول ولا قوة إلا بالله! 
ثالنا: ما سعيته بالمفاهم العلمية الجديدة إما هو الجهل بعينه والخرف بعينه» وان 
أجمعت عليه أادميات | 00 نماك كوه جفي راق زعدالفيك: را كور قد 
بذلوا من الجهد في فهمها كما بذلت أنت (وأنت المتخصص في الجراحة أصلا وليس 
في علم الأحياء التطوري!)» ومنهم من فهم النظرية أحسن ئ فهمتها أنت» إذ أدرك 


2.٠. | صفحة‎ 


وسار 0 م 
ولا تريد أن تدركه إلى الآنء والله المستعان! فلا شيء أسهل من أن يقال في الحا 

من غيرما ينة: هو لم ين 0 نا لا 
نجيب عليه بأكثر من أن نقول: للناس عقول وأفهامء وسيظهر لهم ولو بعد حين» أي 
الفريقين أحسن فهه| للنظرية وللأصول التي تقوم علبهاء والله الهادي إلى سبيل 
الرشاد! 


ثم يشرع الدكتور في بمارسة نوع من أنواع الإرهاب الفكري, 0 من أن دابيا 
ما نزل بأوروبا إذ أصرت كنيستها على مقاومة "الزحف العلمي المقدس" ول تبد أي 
أبرونةاة أل انهداه لاذه 7 الدينية ما يلائم العلم الحديثء فاكان 
من العامة إلا ن أن خرجوا من الد جا ودخلوا في الإلحاد والعلانية! فكأنما يعتدق 
اكثور نظرية حققية الثورة كال 00 00 ر العلاقة بين المد الطبيعي 
وما يبديه أهل الملل الكتابية من مقاومة له!كأنها يقول: الثورة الإلحادية قادمة قادمة 
حتا لا محالة» فإما أن تعدلوا من دينكم بما يستوعبها عبها وبون من وطتتها على الجماهير, 
أن تنقبلوا إلى مزبلة | لتاريد! 


رن ع سر ١‏ كنا وناك لايدةة ردن 1 


قرا لنقر ل يد انيري اللا راغا التطتوو الوضيكل: 
عذبت الكنيسة في أوروبا العلماء وحرقت بعضهمء لأنها رفضت كلمة العم 
حول كروية الأرض ودورانها حول الشمسء وأصرت على فرض مفاهم 
أرسطو وبطلهوس باعتبارها من أمور العقيدة, كما تمسكت با جاء في 
الشروح القديمة لسة 0 من التوراة وألزمت العلاء الطبيعيين بها. 
وفي هذا العصر» تكاد نحيا في عالمنا الإسلامي ليلة تتشابه مع ليالي البارحةء 


2.0١ | صفحة‎ 


نا زال بعض رموز علاء الدين المسلمين» من طم الكلمة المسموعة» يحيون 
على علوم العصور ل وعلى فهم الأقدمين للآيات الكونية وآيات 
الخلق في القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلمء 
ويريدون منا أن نفهم فهمهم ونتبنى موقفهم من العلم» ٠‏ بل ويشنون حملات 
عنيفة على من يخالفونهم الرأي! نحن نجد في كتابات بعض هؤلاء من يرى 
أن الأرض مسطحة ويرفض القول بكرويتها! ومنبم من ينكر أن العلم قد 
أهبط إسانا عل سطح القمر! ونقراً لبعضهم أنه لا توجد أمراض معدية! 
وأخيرا وليس بآخر #سك الكثيرون منهم بأن فترة امل في المرأة يكن أن 
عقق إلى الث سوواتك 2 غر قالية عا يازقت عل امن اغيداة قل 
الحرمات واختلاط الآفساب! وينسبون هذه المفاهم إلى القرآن الكريم 
والأحاديث النبوية الشريفة. إنهم بمثل هذه المفاهيم قد جعلوا القرآن الكريم 
غير صا لكل زمان ومكان» بل وغير صا لي زمان ومكان. 


قلت: تأمل كيف يحاول الدكتور أن يوهم قراءه بأن تراث المسلمين في فهم و "شرح" 
نصوص لوني 0 نما قام على الفلسفات 1 عاصرها أَتَهَ ذلك التراث في 
الكونيات والفلك والميتافزيقا والطبيعيات» كماكان الشأن في الشروحات التراثية لفهم 
سفر التكوين عندكنيسة العصور الوسطى» وأنه علينا أن نتخلى عن تلك الشروحات 
القدمة عندناء والا تعرضنا لنظير ما نزل بالكنيسة من ثورة فكرية واجتاعية عارمة 
د نا راك 0 0 لها (كينها كانت)» وتفسكها بنظريات 
لطبيعيين السابقين علهم! والسؤال الآن: أين تجد في تراث سلفنا يا دكتور, ما يدل 
ميد ا 


صفحة | 2.7 


7 9 0 والهوى» وأما سلف الآمة (الصحابة والتابعون رضي الله عنهم) فا 
عام 0 0 
أن صحابة مد صلى الله عليه وسلم سلكوا مسالك الآباء الأوائل للكنيسة الكاثولبكية 
في تلفيق الدين وتلبيسه بفلسفات اليونانيين» فأنت واهم يا دكتور! صحيح إن 
بطلهوس كان يقول بمركزية الأرض في الكون وأنها ثابتة لا تدور» وكذلك كان قول 
قرون المسلمين في نفس الأمر والى وقت قريبء إلا أن حر مو 
على كلام بطلبموس وما عرفوه أصلاء ولا تأسيسا على ما عند أهل الكتاب» وا 
قالوا باستدارة الساوات كالقبة جريا على ظواهر النصوص من الكتاب والسنة 
عندنا! فإن ظهرت نظرية فلكية تقرر خلاف ما هو مستقر عند السلف ولا يُعام 
منهم أحد خالف فيه البتة» ولا يؤر خلافه عن أحدهم البتة» لزم الحم ببطلانها هي 
لا ببطلان ما هم عليه! ولا يقال إنهم هم الذين يتعين علهم ترك ظواهر النصوص 
لصاح تلك النظرية الحديدة! 
فالمسألة غيبية ك) ببناه في موضعه من هذا الكتابء, أعني الحكم بما إذاكانت الأرض 
ماثلة في مركز الكون ثابتة غير متحركة» أو كان مركز الكون غيرهاء وه جارية 
تدور حول نفسها وحول ذلك المركزء هذا لا يوصل إلى الفصل فيه بنفي أو إثبا 
بأعيننا حدود الا بن 500 نقرر أي أي الأجرام هو الساى 
بالنسبة إلى تلك الحدود وأبها المتحرك! وانما دلنا على استقرار الأرض وسكونها في 
قلب قبة السماءء الفطرة أولا وظواهر النصوص ثانيا! ولا تقول إنه لا مدفع لذلك 


صفحة | 2.7 


عند الطبيعيين» بل نقول ما هو أقوى من ذلك: إنه لا يتصور أن يأتي من طريقهم 
ها بيلتفعه أض اك" 


و الوا باو وفلف ةدو كالم إلا أذا ل مدرلا 
نفسقه لآن المسألة (مركزية الأرض وسكونها) وان كانت مععية خبرية إلا أنها لست 
من مسائل العقيدة التي يمتاز بها السني من مر رن لسنة من جعلها 
كذلك! ولعلبي يشتد نكيري على من يخاصمون على تلك المسألة ويفاصلون 07 
فيها فوق ما أنكر على القائلين بدوران الأرض وهياما في أنحاء الكون» لآن 

لوا نوو ان أ سيق والناة المتقين ميئل لزلا 000 1 
فليس إظهار رن قاين أهل السنة مما يستحسن, لا سيا وقد غلبت تلك 
الشبهة على جاهير المسلمين في هذا الزمان! وأما الذين جعلوها من مسائل العقيدة, 
فهؤلاء لا مستند لم إلا الهوى, واللّه المستعان! وإنما صارت تلك المسألة موضع 
حرب دينية عظهة بين الكنيسة وخصوبماء لأن أولئك الخصوم كانت تحركهم منطلقات 
دهرية واضحة في القول بأن الأرض ليست هي مركز الكون» ورفع العقيرة بتكذيب 
الكنسة دون أن يكون لدهم مستند إلا استحداث أأموذج رياضي فلكي جديد تتخذ 
فيه الشمس مركزا بدلا من الأرضء مع أنه لا يتعذر - نظريا - على أي إذسان أن 
يستحدث أنموذجا فلكيا جديدا يتخذ فيه أي جرم من أجرام السماء مركزا يدرس 
عليه جميع الأفلاك والحركات» ا يعلمه الفلكيون تمام العام! 

وأعني بالمنطلقات الدهرية» ما ظهر لكوبرنيكوس - ولآباء الكنيسة كذلك - من 
تأويلات فلسفية لتلك الدعوىء إذ تجعل الأرض إذن مجرد كوكب من جملة الكواكب 
السيارة الهائمة على وجحمها في كون فسيح ليست هي مركزه ولا أهم شيء فيه (وهو 
ما صار يعرف فها بعد بمبدأ وضاعة الأرض ع[معصاءط ؤفك ء31/1»010) وليس لها 


صفحة | 2.6 


مزية ولا فضل على غيرها من أجرام السماء إلا أن اتفق لها اتفاقا أن كانت هي سكننا 
ومأواناء وهو ما رأوا أنه مهد (إلى جانب النظريات التي بزغت في ذلك الوقت للقول 
بنشأة طبيعية لجرم الأرض نفسه) لبناء تصور 0 دهري جديد للعالم ومحل 
النوع البشري في الكون, يتخذ أصحابه من عم الفلك والرياضيات أساسا للانتصار 
له! 


وأما ما سلكته الكنيسة مع مخالفها من بطش وفتك وتقتيل» فليس عندنا منكرا لمجرد 
كنه تنكيلا قد بلغ درجة القتل واهدار الدم» وهو ما لأجله يستشنعه العلمانبون ومن 


شكلهم ممن يريدون البلاد كلأ مستباحا لكل دهري فاجر ولكل فاسق داعر ينشر 
الفساد في الأرض بلا مانم ولا 0 فهم لا يقبلون مبداً السلطة الدينية نفسه من 


الأساسء دع عنك أن يكون لتلك لدلك ا ن يدعو الناس آرأيه 
حتى يعلو ينهم ويصبح فيهم رأسا ا دك الي اله 
الدين أو يشوش عليه! فن أجل هذا استتكروا واستشنعوا صنيع الكنيسة يمن 


لحي الم ا ل ا 
]00 بدين منسوخ وبشريعة تنسب إلى رب الأرض والسماء وهو منبا 
ء! وإلا فلإمام المسلمين (بل يجب عليه) أن يأمر برجل فتضرب عنقه إذا أظهر 
1 وجاهر با بين المسلمين» أو برجل أن يقتل أو يصلم يصلب أو تقطع يداه ورجلاه 
من خلاف أو ينفى من الأرض إذا أظهر الفساد في الأرضء وهذا وغيره من حدود 
الله تعالى في المفسدين من رحمة الله جل وعلا بالمسلمين في التشريع ولا شكء لآن 
فيه صيانة دي: ينهم بما يفسده علهم وبهدد آخرتهم بالضياع! 
ده ل وأعظم ما 
يصان ويحفظ وتنصب من حوله التروس والحدود والحصون المنيعة» وأسعى ما تبذل 


صفحة | 2.4 


جله النفوسء فهو ما لأجله خلقنا وما لأجله ترزق النقّس الذي يتقلب في 
1 وأما الملاحدة العلانيون فيبغونها عوجا وعبثاء 
يريدونها لهوا ولعبا وهزواء » يريد كل امرئ منهم أن يترك وشأنه يعيش على هواه 
ومزاجه وشهوته؛ له ا أحب أن يتاذذ بشهوة من 
الشهوات» لم يجد من يوقفه عند حد لا يجاوزه» وا وان اشتهبى شتهى الرياسة والتسلط على 
للق ]عن اناك نوهي لقادالنالر جر رد للقت لاخو ةراق انان 
من شرهء يمنعه من ذشر الباطل بكل حزم وقوة» فلا يريد أن يأتيه من يقول له افعل 
ولا تفعل. فضلا عن أن يقول له: "اخسأ يا هذا فلن تعدو قدرك! أمسك عليك 
لسانك ولا تفسد عقول الناس وعقائدهم!" فضلا عن أن يرفع عليه السيف بسلطان 
الدولة إن لم يرتدع! ولهذا السبب لا ينقضي مسعاهم الخبيث في اقتلاع الأصول التي 
تقوم علبها السلطة المعرفية لأي ميراث ديني قديم في أي ملة من الملل! فلا يخنى أنه 
إذا انهارت الثقة في فهم الأولين لتلك النصوص المنقولة عنهم عبر الأجيال» ذهب كل 
داع للهسك بها بوصنها كلام رب العالمين» إذ لا تممة لنص يورث من غير أن يورث 
معه فهمه الصحيح الذي به يزعم أحدهم أنه موقع عن رب العالمين! فلا يصب الطعن 
في فهم الأولين وترائهم المعرفي بمعاني النصوص الدينية إلا في صاح هؤلاء على 
التحقيق! 
ومع ذلكء فتأمل كيف يريد الدكتور (الذي يرى نفسه ويراه أتباعه إماما في مكالخة 
الإلحاد والدهرية) أن يوهمك أيها القارئ الكريم بنكارة ما سلكته الكنيسة من اسيك 
"بالشرح القديم لسفر التكوين "! هذه هي المشكلة عنده! أ أن الشروح قديمة! فجرد 
كنبا قديمة يقتضي أ ن تكون قائّة على نظريات الطبيعيين القدماء! لا يتصور عنده 
أن يكون لأصحابها مصدر آخر للقول بها بخلاف تلك النظريات البتة! وإذن» فأي 


صفحة | 2.7 


شيء كان يضير باباوت الكنيسة ف العصور الوسطى لو اختاروا بكل هدوء أن 
يزولوا عن مرجعيتهم العلمية التراثية في التأويل» فيأمروا جميع أحبارهم وعلائهم بأن 
يسقطوا الكتب القديمة ملي ا الس 
تأويلات جديدة تناسب نظرية كوبرنيكوس وغاليليو؟؟ لو فعلوا لمر الأمر 0 
ولما وقعت تلك الشنائع! فعلبى المسلمين أن يتعلموا الدرس وأن يعلموا أن 

ستدور علبهم إن ل يلينوا بين أيدي الطبيعيين» الذي 00 


المعرفة بمراد الله من خبر الغيب الذي أوحى به إلى رسله! 
000100 


ليست المسألة كراهية منا لأن تكون أتباعا لغيرناء وافهم هذا جيدا يا دكتور! فلوكان 
هذا هو هوانا وميلنا وهو السبب في ردنا نظرية التطور هذه على الرثم مما بلغته من 
الس لي لطبيعيين الكبرى في العالمء لكرهنا - من باب 
- أن فسلم رقابنا نحن وأولادنا من بعدنا لتعاليم رجل عربي أي لا يقرأ ولا 
مه 3 أكابر الهيود ورؤوس الكنيسة النصرانية 
ورؤوس المجوس وكل فيلسوف مستكبر مغرور بعقله 00 خرج ذلك 
الرجل بدعوته في مكة وإلى أن يرث الله الأرض ومن علها! وإنما المسألة أن الميراث 
المعرفي والعلمي الذي تركه هذا الرسول ”م 
كل ناجول د وق كل :سسالة تكله اكاك الى الفتي التياقيه الباطل مين 
بين يديه ولا من خلفهء لأنه وحي من رب العالمين الذي لا يخفى عليه شيء في 
الأرقوولةق الم لوا نين لق مره ف يعور مق كل فرجوه از بعاد كان 
وبكل موجود أو حادث كائن الآن» وبما هو آت بعد إلى الأبد! فليس خبر هذا كخبر 
من دونه فكيف بنظر من دونه وتخمينه ووضعه الفرضيات العريضة في الغيب وهم| 


صفحة | /ا.6 


وتتشهيا؟ وأي قممة تكون في إرث النبوة إن كانت نصوص الوحيين فيه مفتوحة (كلها 
أو بعضها) لآراء الناس في فهم معابهاء بحيث بلك قرون كاملة من أباع ذلك النني 
ولم يحصل م النفع المقصود من تلقي تلك النصوص وسماعهاء لأنهم كانوا قد أجمعوا 
على خلاف الحق في فهمها؟ ؟ 


فالآفة يا دكتور في أنك لا ترى في ذلك الفهم الترائي السلفي للنص الموروث علا 
يستحق القسك به. إلا فها قدر له أن سلم من مخالفة نظريات الطبيعيين في 
الغيبيات» وإذن لزم أن يكون المتعين عندك على الرسول نفسهء صلى الله عليه 
وسلمء حتى تكمل له مقومات الرسالة وتثبت حة نبوته» أن يكون موافقا للطبيعيين 
ا و 0 وأن يكون هذا هو ما 
علمهم إياه صلى اللّه عليه وسام! فإذا كان الحال أنهم أجمعوا على مفاهيم 0 
الاو د ا الأمر من احقالين كلاه كفر! إما 
سكت ول يعلمهم الحق وتركهم ليفهموا : ار 
في عصرهمء ل أمانة التبليغ» واما أنه علمهم الباطل في مراد رب 
العالمين من كلامه وإذن فبأي شيء نشهد له بأنه رسول من رب العالمين؟؟ نسأل 
اا 
كنت صادقا في طلب الهداية والنجاة في الآخرة لنفسك ولأتباعك, والله المستعان 
لا رب سواه! 

انظر كيف يغرق الدكتور في مغالطة جلية» ألا وهي الكذب على مخالفه لتسفيه 
مذهبه (أو مغالطة رجل القش كما يسمها المناطقة المعاصرون 53100232 
عقللة2)ء ا 
الجهالة! يقول: "ثما زال بعض رموز علاء الدين المسلمين» ممن لحم | لكلمة المسموعة؛ 


صفحة | /.2 


يحيون على علوم العصور الوسطى وعلى فهم الأقدمين للآيات الكونية وآيات الخلق 

في القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ٠‏ ويريدون منا أن نفهم 
فهمهم ونتبنى موقفهم من العلمء بل ويشنون 0 من يخالفوهم لرأيا 
قلت: فن يا عدو نفسك هم هؤلاء الرموز من علاء الدين المسلمين الذين طم الكلمة 
المسموعة» وهم مع ذلك "يحيون على علوم العصور الوسطى"؟ وما المقصود أصلا 
"بعلوم العصور الوسطى"؟ ؟ هنا يتكلف الدكتور الإتيان بدعاوى خيفة لم نسمع 
أحدا من مشاية المسلمينء لا المعاصرين منهم ولا السابقين (الذين هم رموز في العام 
الشرعي وطم الكلمة المسموعة بين الناس» على حد شرطه) يقول بها! 


بقول: "نحن نجد في كتابات بعض هؤلاء من يرى أن الأرض مسطحة ويرفض القول 
كوا وعم كر انل كا لحك 152 فلت ارا انز مقي 
أنه لا توجد أمراض معدية! وأخيرا وليس بآخر يسك الكثيرون منهم بأن فترة المهل 
في المرأة يمكن أن تمتد إلى ثلاث سنوات” قلت: أولاء القول بتسطح الأرض ليس 
ولا دينيا وإنما هو قول العقلاء الذين يرون الأرض منبسطة تحت أقدماهم» وليس 
بلزم منه نفي كرويتباء بل هي كروية في جربا الكلي. مسطحة في أجزاء سطح ذلك 
الجرم من سعته وانتشارهء وهذا ما عليه علماء الملة من زمان ل 
وقد نقل الإجاع عليه غير واحد من أهل العلم! فأين وجدت أنت (من العلاء الذ 
وصفتهم بما وصفت) من ينفي كروية جرم الأرض ؟ ؟ هلا نة ا 9 
ل وأ في فا ذلك الزع يا دكتور ؟؟ كيف تنقل كلاما كهذا رك 
عزوء وأنت الأستاذ الجامعي الذي يشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه؟؟ 
986 شرن ل الدراسات العليا في الكلية عندك» أن القول المنقول إن كان بما 
يستوحشه أو يستشنعه الخالف, أو مما لا يعرفه الخاطبون بالبحث معرفة اعتيادية 


صفحة | 2.9 


فالواجب عزوه إلى قائله بذكو المصدر المنقول منه ورق الصفحة؟؟ هذا يقال له في 
لسان العامة عندنا في مصر "كلام مساطب"” واللّه المستعان! 


ومع ذلك تقول حت لو قدر أن قال واحد من علاء الشريعة | لكبار في زماننا أو يمن 
سبق بنفي كروية الأرضء فكان ماذا؟؟ ليس في ذلك ما يربو على أن يكون غلطا 
فرديا منه هو بعينه» لا علاقة له بما عليه السلف في نفس الأمر وما نجده في تراث 
اما رفريس تمع رطان م لله تعالى: ((يكَوْرْ 
اللْبِلَ على المَّار وَبكَوْرْ الممَارَ عَلى اللَبِ)) ا الآية [الزمر : 5]» وللّه امد أولا وآخرا! 


ار مطل شي نغ سبج مكنه كوه 
55 طويلا و في صحراء أريزونا زعموا أنه بث باقر لبط على القمر» وقد 
ألف بعضهم في ذلك كتبا ودار عليه جدل ونسجال لم يزل جاريا إلى اليوم» وعند الهواة 
منهم والمرضى النفسانيين عشرات النظريات من جنس ما يقال له "نظرية المؤامرة" 
امعط" تعدعتمكدهت في ذلك في مواقم على الشبكة ومقاطع عن البونيو 2 
تحصى! أما نحن المسلمين فلا يؤثر وصوطم للقمر من عدمه في مذهبنا ولا في ديننا 
قيد أملة ولا أصغر من ذلك ولله المدء إذ ليس في الكتاب والسنة ما يمنعه أو 
يقتضى منعه ولا في فهم السلف ما يحملنا على تكذيبهء وانها يؤثر أعظم التأثير في 
دين من بلغ بهم غلوهم في الطبيعيات أن أنزلوها منزلة الوحي المنزل» ولا حول ولا 
قوة إلا باللّه! 


ثم يا دكتور ما الذي استفاده الناس من كون "العلم" قد أهبط إنسانا على القمر؟ 


ادرسوا الأمربموضوعية وتجرد يرحمكم اللّهء ودعوا عنكم الشعارات الجوفاءء فلن تجدوه 


2٠١ | صفحة‎ 


إلا صراعا سياسيا صبيانيا بين قوتين عظميين» أرادت كل واحدة منها أن تبرهن 
نز وى الأخرو رابا مل لوو عن ارش ريسعب بيلوت سا 
أن غزت أجرام السماء كذلكء واللّه المستعان! فما الذي أنجزه الأمريكان لا صعدوا 

إلى القمر؟ غرسوا علم أمريكاء ثم رجعوا بعينات من الرمل والحصى! فبالله أين الإنجاز 

لعلمي العظيم في ذلك؟ ؟ 

إنجاز سياسي إن صم التعبير» وليس هو إنجازا "علميا" هسوغ ما أنفق فيه من 
أموال طائلة» إلا على دين 5 1155 الذين يريدون جمع مزيد من 
المشاهدات الفضائية من على هذا الكوكب أو ذاك, حتى يتأولوها بما يخدم نظرياتهم 
الكونية في نشأة هذه الأجرام وفها إذا كانت قد وجدت أو يجوز أن توجد عليها حياة 
في يوم من الأيام» إلى آخر تلك الأساطير التي هم غارقون فيها! وإلا فام ينتفع أحد 

من البشر بتلك الرحاة البتة» اللهم إلا أن أصبح يقال: لقد اننتصرت أمريكا على روسيا 
في سباق الفضاء أخيراء وأصبحت أول أمة في تارية البشر ترفع لواءها على سطح 
لقمرء وكا غزت القمر وصيرته ولاية أمريكية كي يقال! صعد رجلان أمريكيان على 
سطح القمرء فغرسا العم ثم جمعا بعض العينات والتقطا لقطات "السيلفي" لبعضه| 
البعض والأرض في الخلفية» ثم رجعا! 
ثم ماذاكان بعد؟ لم ترسل ناسا رجلا واحدا إلى القمر ولا إلى غيره من الأجرام من 
بعد سنة 19177 الميلادية ا القمر)ء ول تخصص أي ميزانية حتّى 
نحاولة تكرار ذلك الصنف من الرحلات من يوتما وإلى يوم الناس هذا! أتدري لماذا 

يا دكتور؟ ؟ لأن الحرب الباردة دخلت في هدنة في تلك السنة عقب اتفاق تقليص 
درجة الحساسية بين الدولتين 1ع]»10: ثم انتبت نهائيا بسقوط الاتحاد السوفيتي 
في سنة ١1311‏ الميلادية» فافسدل الستار بذلك على تلك المسرحية السمجة التي 


6١١ | صفحة‎ 


0 اموس ساس 
57 000 ين المريالي السخيف 
فدع عنك ذلك 0 0 الأمريكي يا دكتورء فإنه لا حقيقة تحته! 


وأما الأمراض المعدية» فليس في علاء المسلمين الموصوفين بما وصفته من ينفي وجود 
"الأمراض المعدية" (هكذا) وانما ينفي العلماء استقلال العدوى في المرض الموصوف 
أنه "معدي" بإصابة من يصاب به. فلا تحصل العدوى إذا حصلت إلا بأسباب» 
قد يأذن الله باجتاعها وقد لا يأذن! ولهذا قال عليه السلام فيا صم عنه؛ في سياق 
إبطال صور من شرك الجاهلية "لا عدوى". أي لا مرض يعدي من تلقاء نفسه 
استقلالا بالتأثير! فقد أخرج الإمام مسم في صحيحه عن أب هريرة رضي الله عنه 
أن رسول الله صلى الله عليه وسام قال: "لا عدوى ولا صفر ولا هامةً . فقال أعرابي 
:يا رسول الله . نا بال الإيلٍ تكون في الرمل كأنها الظباغ » فيجيغ البعيرُ الأجربُ 
فيدخلٌ فيها فيجرا كلها ؟ قال : فن أعدى الأول ؟" وفي صحيح مسم أيضا من 
حديث أبي هريرة أنه قال "لا يورد مرض على مصح". كما صم عن أب هريرة عن 
رسول الله صلى الله عليه وسم أنه قال "لا عَدْوَى و لا طيرة و لا هامة ولا صَفْرَ 
و فِرٌ مِنَ المجذوم كا تَفِرُ مِنَ الأسدِ!" (أخرجه الألباني في السلساة الصحيحة)؛ أي 
لا تعتقدوا في المرض أنه منتقل إلى من بجالس المريض أو بخالطه لا محالة» وأنه إذن 
يسعقل 5 ذلك الخالط على سبيل التعليل التام! خذوا بأسباب السلامة من 
انتقال المرض إليكم ولكن لا تتلبسوا بالشرك الأصغر في أمر العدوى! والجاهل الذي 
يعتقد أن إصابته بالمرض المعدي إِنما نزلت به بسبيب 0 مرخ ع معين قد 
خالطه. هذا تراه ينقم على ذلك المريض ويقول "فلان أعداني". "فلان 


6١7 | صفحة‎ 


عدوى» 1 ل ا ان / أعد 
الأول ؟"! فهذا هو المقصود بننى العدوى على هذا الوجهء والا فلوكان المقصود النفى 
المطلق (نني مطلق كون الخالطة سببا ممكنا من أسباب انتقال المرض) ما أمر بالفرار 
: من المجذوم وما نبى عن دخول القرية المبتلاة بالطاعونء» وما قال "لا 0 
على مصح". » فتأمل! هكذا فهم علاؤنا هذا لمعا مس ار 
الوصف الذي اشترطته إلا وهو يفهم هذا الفهم, معاصرا كان أو متقدما! فآين عثرت 
على هذا الخطل يا دكتور ؟! 


وأما مسألة جواز وصول فتزة امل في المرأة إلى ثلاث سنوات أو أكثر» فهذه مسأة 
لحلاف فيها بين علباء الشريعة مشهور من قديم على عدة أقوال: وليست مما أجمع 
عليه فضلا عن أن يكون هو الغالب عند أن السلف, وانما ذهب إلبها بعض الفقهاء 
استنادا إلى آثار وأحاديث ضعيفة ومنكرة لا يثبت بها حكم ولا تقوم بها حجةء تتبعها 
وبين وهاءها ابن حزم الظاهري رحمه الله! فن غلط فقال بها من العلياء المعاصرين 
رحمهم الله تعالى» فإغا أوتي من اعتاده القول المشهور في مذهب الحنابلة الراجع إلى 
بعض تلك الروايات. وإلا فعلوم أنه لم يرو في التارية بسند يعتد بهء ولا شهد أحدنا 
ولا أحد من سلفنا في عادته قط حملا يجاوز السنة الواحدة! ومع ذلك فلا أدري ما 
وجه قوله بأن إثبات جواز وقوع ذلك الطول في مدة امل يؤدي إلى الاعتداء على 
يات تعلاط ارنحاف ا اهرون أن انزلة مازويية وتات بن اقطان ان 

حملها قد اسقر في بطها لثلاث سنوات متصلة» فمن أي جحمة يأفي الاعتداء على 
الحرمات واختلاط الأنساب؟ ؟ كلام جزافي لا زمام له ولا خطامء لا غرض منه إلا 


6١ | صفحة‎ 


تسفيهكل متشرع يخالف ما عليه الطبيعيون المعاصرون على أبا وجهكانت الخالفة, 
الله المستعان! 


ثم يقول الدكتور مواصلا حملته على ذلك "الرجل المصنوع من القش" (خيال المآنة) 
الذي صوره على أنه هو مخالفه: "وفي حوار مع أحد ايم 
كار المتخصصين في الطبء حول قوة الأدلة العلمية على حدوث التطورء تمسك 
ا التفسيرات التزائية» وأن نعتبر أن الله عز وجل قد خلق الكائنات 
ار لهبئة التي توهم بالتطور! سبحان اللّهء كل هذا التعسف حتى لا 

000000 لوزن اق لاه ٠‏ وكأن حقائف العام 
ليست من خلق الله عز وجل!" قلت: لا يعنينا من هذا الذي حاورته» ولكن ليس 
بلكو ما ل ال ا ا 
لله أن يكون في كمال الصنعة الإلهية في تصوير كل نوع من الأنواع الحية على 
9 وأحسن صورة يحصل بها المقصود من خلقه حيث خلق وإنزاله حيث 
نزل في منظومة الحياة على الأرضء ما يوهم بأنها نتاج تطور عن عل حطفياك 
بها الحياة على الأرض قبل بلايين السنين! هذا الل 
مفتون بنظريته» ولا حول ولا قوة إلا باله! والعجيب أن الدكتور يقلب حجة أهل 
الإسلام في مسألة "التوهم" هذه علينا بعد أن كاضر ملي باقراية 
فقد كان من المنتظر منه أن يقول للدراونة: كف أنكرتم صنعة | لباري المتقنة التي لا 
نقص فيها ولا عيب في تقدير صورة وهيئة كل نوع من الأنواع الخلوقة على أحسن 
ما يناسبه في البيئة التي يعيش فبهاء ويناسب محله من السلاسل الغذائية 1004 
كصتهطن في تلك ٠‏ البدة ويناسب مناخها ونظاما بلا زيادة ولا تقصان» حت جعلتوه 
تطورا عشوائيا "يوهم بالخلق". إلى حد أن قال دوكينز إنه يجد نفسه مضطرا أحيا 


6١6 | صفحة‎ 


0 فول أ امد 2 مقدرة 4عمعنو»ء(1 لتكون على نحو 
وكذا وتعمل الأعضاء فبها على نظام كذا وكذاء وحتى اخترع لفظة لا حل لها 
ا اللشر فصار يقول زه صع 1 (أي شبه المصممة )؟ ؟ 


فبدلا من أن يخاطب الدكتور الدراونة الدهرية بهذا السؤال الفطري الصارخ في 
وجوههم بداهة وضرورة من غير أن يوجحمه إلهم أحدء توجه إلينا نحن بقوله: ما بالكم 
ارون أن المخلوقات المية قد خلق كل نوع منها على حدة من زوجين مستقلين» ثم 
تقولون إها توهم بأن 0 قد طورت من أصل واحد؟ ؟ ثما تقول إلا: حسبنا 
لله ونعم الوكلء قاتل الله الفطر المتكوسة, وإلى الله المشتكى! لا أحسب عاقلا 
0 هذاء إذ من أين يأتي التوهم أصلا؟؟ من تشابه 
الأنواع وتقا قاربها في الهيئة والصورة؟ ؟ تقول إن الإنسان يشبه أن يكون نازلا عن 
ملف فرك ل اساي واشعا شري لش 
تلك الأنواع في الهيئة والخلقة والتزكبة الجينية وبين الإنسان؟؟ أم من ترتيهم تلك 
0 ن طبقات الا لأرض تخاوقات هالكة من من أنوع شتى» ' يجحعلون 
عدم وجدان ما لم يعثروا له على أ ثر أحفوري في هذه الطبقة أو تلك حيث حفروا 
وتقبواء دليلا على عدم وجود نوعه في ذلك العصر بكليتهء في أي مكان من العالمء 
ثم مضوا يتأولون اكتشافاتهم على ما راقهم أن يجعلوه هو ترتيب أسطورة الترقي من 
يه ن التنوع في الصفات في إطار النوع الواحد يجيز لنا 
لتبجين الورائي والتلاعب بالصفات في حدود ذلك التروع؟ أم مما يرى تحت المجهر 
تسسا مه 207 
البيئية الني تنمو فيها؟ 


6١١ | صفحة‎ 


ا ل ل ل 
والفطرة» بي الله إلا أن يخزيه بأن زين له أن يتخذ لنفسه من أنواع القردة سلفا 
وأصلا ينتسب إليه يقال له أنت القرد ابن القردة ابن القرودء فيقول "نعم صدقتم, 
هذا هو 0 وأصلي", والله المستعان! لقد اشتبرت داروين صور على شبكة 
الإنترنت تركب فيها صورة رأسه على صورة جسد قردء وهي صور لا أحسبه إلا 
مضطرا لقبولها لوكان حيا اليوم وعرضت عليه فهل يقبل الدكتور عمرو نظير ذلك 
أ رآهم يسلكونه معه في يوم من الأيام؟ ؟ وسو ألا يرضى» ونه الهادي! 
ثم لا يفوت الدكتور أن يستعطف القارئ وجسقيله, بعد تلك المقدمة الترهيبية, 
بمظلومية "عبد الصبور شاهين". وكيف أن ذلك "المفكر العظيم" و"عالم القرآن" 
الدرعمي الكبيرء الضليع في علوم القرآن (زع) قد عانى المرار - ويا للحسرة! - إلى 
حد 0 التكفير» حتى أوشك أن يموت شهيدا للعام» بسبب تركه 
التفسيرات التراثية في خلق آدم ومحاولته تقرير "حقاق العلم"! وقد نقل تلخيصا 
ذهب الرجل الني قرره في الكتاب المذكئرء من تعليق لمع البحوث الإسلامية 
على بحثهء جاء فيه: 


أما ما انتبى إليه المؤلف في موضوع بحثهء فبتخاص فها يلي: 


1 أن الله تعالى خلق (اللبشر) من 

طين» ولكن ليس في آيات القرآن ما يقطع بأن آدم 0 
ودار من ذلك الطين.. كذلك فإن الاستعمال 0 
(بشر) نشير إلى كائن سابق في في الزمان وفي الكيف على الإنسا 


6١1 | صفحة‎ 


؟-أن "الإفسان" الذي كرمه الله وأمر ملاتكته بالسجود له هو امتد 
مخلوق واحد هو "البشر", وليس كا تقول نظرية النشوء والارتقاء - 
حلقة في سلساة تطور كانت القردة العليا فيها حلقة سابقة» ثم تطورت 
ان أن صارت (الإنسان) الذي نعرفه. 0 


"أن الله تعالى قد تناول البشر الخلوق من طين ثم سواه وصوره» وا 
ذلك ل يتم على الفور في أعقاب الخلق» بل إن الخلق والنسوية ل 
0 لعلها استغرقت بضعة ملايين من اسنين» إذ إن 
استعال أداة العطف (ثم) يفيد التراخي بين الآمرين. 


ويعقب الدكتور في الحاشية فيقول: "هذا رأي د. عبد الصبور شاهين» ويختلف مع ما توصل 
إليه العلم." اه. قلت: يريد أن يقول: إذا كان الدكتور يجعل آدم سليلا للبشر ويجعل ذلك البشر 
نوعا مخلوقا من طينء فالذي عليه النظرية أن القردة العليا لم تخلق إلا من سلالة أنواع أخرى 
أحط منهاء وهكذا وصولا إلى الخلية الأولى المزعومة: التي قد يقال فيها تجوزاء على عقيدة 
الدكتور إنها خلقت من طين! ولا شك أن الأسطورة التطورية التي يعتنقها الدكتور عمرو على 
تمامها وبحذافيرهاء ليس فيها شيء مخلوق من الطين أصل! لا آدم ولا البشر الذين يعتقد أنه من 
سلالتهم» ولا القردة التي هي سلف ذلك البشر عندهء ولا سلف ذلك ولا سلف سلفه؛ وهكذا علوا 
إلى الخلية الأولى المزعومة! وإنما غاية الدكتور أن يقول إن النظرية السائدة الآن أكاديميا في 
ة تلك الخلية الأولى نقول بأنها خلقت في بحيرة أو في قاع بحر من البحار» من بروتينات 
خلقت في الطين في قاع تلك البحيرة» مثلاء أو يخترع لنفسه أي تخريفة ترقيعية من هذا القبيل! 
فإذا بلغت به الجرأة مبلغهاء فلعله ذهب للقول بأن تلك النظريات (المسماة ة عموما بنظريات 
05 أو نشأة الحياة نفسها في صورتها الأولى) لا وزن لها ولا قيمة لأنها قضية غيبية! 
أما التنظير فيما جرى لتلك الخلية الأولى المزعومة من استنواع في ذريتهاء تدرج على الصورة 
المعتمدة حاليا في التاريخ الطبيعي» وصولا إلى تلك الأنواع التي نعرفها اليوم» فهذا ليس غيبا 
على الإطلاق! هذه عملية نراها بأعيننا وفي معاملنا كل يوم! فما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل! 
ولا يخفى أن مذهب الدكتور عمروء على هذا الذي قرره؛ أغرق من مذهب الدكتور عبد الصبور 
في الزيغ والضلال وفي مصادمة صريح القرآن وما هو معلوم بالضرورة من دين المسلمين» ولا 
حول ولا قوة إلا بالله! ولكن بالنظر إلى كون الدكتور عمرو إنما اشتهر بين الناس على أنه 
متخصص في العلوم الطبيعية إجمالاء وعلى أنه صاحب تصانيف وجهد كبير في محاربة الإلحاد» 
وصار له تابع عريض في بلاد المسلمي من أجل ذلك؛ لم يظهر ضلاله للعامة ولم ينتبه إليه 
الخاصة من أهل العلم إلى الآن» خلافا للدكتور عبد الصبور الذي كان أستاذا في اللغة العربية في 
دار العلوم» وكان كتابه ذاك هو أول احتكاك له بتلك القضايا في حياته كلها» فجاء صادما لتلامذته 
وأقرانه» خلافا لكتب الدكتور عمروء والله المستعان! 
صفحة | /ا١ع6‏ 


5 -أنة لا حاجة إلى: تحديد حليقة وطبيعة الطيق النس قلق منه الشيء 
الل يدن قن انا ره زاف زونارة بلطي لارييه .لال أخرى وله 
صاصال كالفخار» وأنه صلصال من حي مسنون. ويجمع المؤلف رأيه كله 
خاق الإنسان بدأ من طين» أي في شكل مشروع بشريء ثم استخرج 
الله منه نسلا (من سلالة من ماء مين) ثم كانت التسوية ونفخ الروح» 
فكان (الإنسان) هو الثمرة في نباية المطاف. عبر تلكم الأطوار التاريخية 


قلت: يقول بأن البشر سابق للإنسانء فلا تسأل بأي عقل فهم الدكتور عبد الصبور 
قول الله تعالى حاكما قول مرم: ((قَالثْ رَبَ أن يَكُون لي وَأَدْ ولمْ دشني بَشَرٌ 
َال كَذَإِكِ الله يَخْلْقُ مَا يَسشَاءِ إِذَا قَضَى أَمْراً فإِنّمَا يعُولُ لهُ كن فَيَكُونْ )) [آل عمران : 
اذ ]هل تايرق أنها كانت تنفي عن نفسها أن يكون قد مسها أحد من قردة 
الهومينيد الذين تأول الدكتور لفظة "بشر" في القرآن على أنهم هم المعنيون بها؟؟ 
ويف فهم قوله تعالى في الرد على بني إسسرائيل: ((وَقَلَتِ الود وَالتَصَارَى نحن أزناء 
الله وَأَحِبَاؤُ قل ف يُعَذْبَم نوكم بل أَنثّم بَشَرٌ مِمَْ خَلَىَ)) الآية [المائدة : 18]؟ 
المقصود إذن أن بني إسرائيل كانوا من جنس الهومينيد الطيني هذا الذي لا روح 
فيه» الذي خلق بني آدم من نسله بعد النفخ والتسوية؟؟ الله أكبر! وكيف فهم قوله 
تعالى: ((فَتَالَ الْمَلهُ الدِينَ كُمَرُوأْ من قِوْمِهِ مَا تراك إلا بَهَراً مَثْلَا)) الآية [هود : 
]؟ هل كان نوح عليه السلام وقومه من ذلك "البشر" الذي قال به الدكتور؟ ؟ 
وقوله تعالى: ((فَكْلِي وَاشْرَبي وَقَرِي عَبنا إِمَا تين من الْبَشَرِ أحداً مَنُوبي إي تَدَزتُ 
لفغن عردم كك كلد البو ته ))' [مر + 175 طلو كان النقتر بغار الزنم 


6١/ | صفحة‎ 


فكيف فهم الدكتور هذه الآية؟! وكيف فهم قوله تعالى: ((قالَ لَمْ أكن لَأُسْجُدَ لَِشَرٍ 
حَاَفْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَا مَسْبُونٍِ)) [الحجر رمه ]» إذ ينسب إبليس آدم عليه 
السلام إلى نوع البشر المخلوق من صلصالء فلو كان نوع الإفسان خلاف نوع البشر 
امخلوق مباشرة من صلصالء ما اعترض بهذا الاعتراض! وكيف فهم قوله تعالى: ((أَوْ 
يَكُونَ لك بَنْتٌ ين رُخْرْفٍ أو تزقٌ في السَّماء ون نُؤمنَ لرقيِكَ حت تتزْلَ عَلَيَِاكتاباً 
َْرَؤهُ قُلْ سَبْحَانَ رَت هَل كُنثُ إلا بَشَرأ يُسُولاً)) [الإسراء : ”9] هل - على 
مذهبه - أمر ساس عم ا لي 
إنسانا وإنما أنا بشر من أنواع "الهومينيد" صيره الله رسولا؟ ؟ نسأل الله السلامة! 
بل ما قوله في قول الله تعالى: ((ثُلْ إِنّما آنا بهَرٌ ملم يوحى إِلَنَ أتما ليك ا 
وَاحِدٌ)) الآية [الكهف : ١١٠]؟؟‏ لو م ما ذهب إليه لوجب أن يقول: إنا 

إفسان مثلى! ونظائر ذلك كثير! 

القصد أن الرجل سلك مسلكا شديد الفساد في التأويل» وم يبال طرفة عين بأنه 
لا سلف آه به ولا قائل به قبله» ولا يعرفه أهل اللسان العربي الذي كان يفترض فيه 
أنه أستاذ من أساتذته. ولا حول ولا قوة إلا بالله! كل السلف عنده كانوا ضحية 
لمؤامرة بني إسرائيل على القرآن والسنةء وعلى اللغة العربية نفسها على ما يبدو!! 
تلك المؤامرة التي زينت له نفسه اعتقاد أنه قد بعنه الله - أخيرا - ليخلص المسلمين 
منها! فبالله أي فضل وأي مزية تكون لهذه الأمةء أمة الرسول الخاتم عليه صلاة ربي 
وسلامه؛ إن م أن هلك فيها أربعة عشر قرنا كاملة من المسلمين بما فهم من أصا 

مد صلى الله عليه وسام أنفسهمء في عاية تامة عن المعاني الصحيحة لكلام ريهم» 
تلك المعاني التي بدلها بنو إسرائيل بين أيديهم وحرفوها كما حرفوا كتبهم؟ ؟ وما قهمة 


6١9 | صفحة‎ 


القرآن إذن وأي فضل يكون له على تلك | لكتب الحرفة إن صم هذا | | الكلام الشنيع؟؟ 
نسأل الله السلامة! 


ثم بأي عقل فهم الرجل 00 جاء بعدما استخرج منه النسل ؟! 
وأين تعلم أستاذ العربية الدرعمي» أن "السلالة" في قوله تعالى "سلالة من طين" 
يعندم ‏ البمل 1 جودين. نفك إل الله الى ابي الود زفق اتدل مدنا 
لا ا التداسل؟؟ فأي شيء 
كان إذن؟؟ كان نباتا كالزروع والغار والأشتجار سيور حو 
يسويه ويصوره؟ ؟ ألبس للبشر صورة يسوى عليها؟ ؟ قوله تعالى ((م سَوَا سَوَاهُ وَنقَحَ 
فيه من رُوحِهِ)) الآية [السجدة : 1] وقوله: ((فَإِذَا سَوَيْئُهُ وَمَحْتُ فيه من رُوحِي 
َتَعُوأْ لهُ سَاجِدِينَ)) [الحجر : 19] تفسره السنة الصريحة - التي جعلها كلها في 
عاى الا تن ساقي لق :الات اه لاسو لقره الا اكب ان الله عاق 
آدم من طين ثم تركه فترة من الزمان في الجنة» قبل أن ينفخ فيه الروح» كما في 
الحديث الذي 00 جا جص ري حم مدر 
وسل قال "لما صور الله آدم في الخنقء تركه ما شاء الله أن يرك ...." الحديث» 
فالخلق ثم التصوير هو ما ثم به خلق آدم على صورته من الطين قبل النفخ وإتقام 
الخلقة بكلمة التكوين» ثم لما نفخ فيه الروح عطسء كا في السنة! ولكن على بدعة 
الدكتور» فالبشر هذا نوع حي لا صورة له ولا هيئة ولا روح» خلق من طين ليتناسل 
(بلا روح) ثم من نسله يخرج مخلوق أحسن منه صورة وهيئة واستواءء لتنفخ فيه 
الروح فيصبح هو آدم عليه السلام! لجعل تسوية الله تعالى لآدم المذكورة» التي ينهم 
العقلاء أنه هو المعني بها بعينه» وأنها تمت فيه من أول خلقه من الطين اللازب إلى 


صفحة | 5 


أن قومه ربه على أحسن تقويم ثم نفخ فيه من روحدء جعلها الرجل ترقية وتطويرا 
تدريجيا في سلساة أنواع القردة العليا التي زع الدراونة أنها هي سلفه *1! 


وبنفس هذا التأويل الجهمى للفظة "سواه" فى آية السجدة» قال الدكتور مصطفى محمود فى 

حلقة من حلقات برنامجه "العلم والإيمان"؛ إذ قال: 1 
وبعدين دي مزعلة الناس ليه؟ يعني أنا مش فاهم اللي بيرفضوا التطور على أي 
أساس؟ على أساس إنه ضد الدين؟ إزاي؟ هو تحسين الخلقة وتعديلها للوصول بها 
إلى مستوى التكامل الوظيفيء والتناغم مع البيئة» ده ده منتهى العناية من ربنا 
بمخلوقاته! إنه يستنبط سلالات من سلالات وعبر تزاوج وعبر ملايين السنين يطلع 
بنوعيات أحسنء دي فيها إيه؟ دي بالعكس دي تدل على عناية ربنا سبحانه وتعالى! 
الكلام عن نشأة الإنسان هي سر المعركة! لأن فيه البعض بيؤكد وبيفهم القرآن بمعنى 
واخد إن قور لسياق بها زجعا مر عات نواك” راوع يها حي جية رادا واليياقل" لقا 
تكون معركة؛ لأن أنا قلت قبل كده القرآن ليس مع وليس ضد! إنما القرآن حمال 
أوجه! وآيات الخلق فيه آيات مشتبهات؛ تحتمل أكثر من وجه من وجوه التفسير! ربنا 
سبحانه وتعالى آل (قال!)» خلق الإنسان من طينء ما هو طبعا من طين! كل 
المخلوقات» خلق كل دابة من ماء! كله جاي من التراب والمياه والطين! كله ده 
مؤكد! لكنء آل فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين» طب كلمة التسوية 
دي تحتمل ما شئت من تفسير لأن كلمة التسوية» هل تمت التسوية في ذات المخلوق؛ 
والا عبرء استخلص من سلالات» ما تقدرش لأن الآيات تحمل وجوه كثيرة» يعني 
يمكن تيجي آية ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطواراء طيب جت معنى 
الأطوارء يعني مثلاء الله أنبتكم من الأرض نباتاء فالقرآن يحمل أكثر من وجه من 
وجوه التفسير وآيات الخلق مشتبهات» وما يصحش نحمل القرآن ما لا يحمل. لأن 
القرآن لا هو ضد ولا مع! إنما يحتمل البحث ويحتمل الدرسء وربنا آل قل سيروا 
في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق! فلو كان هو من طينء فليه قال سيروا في 
الأرض وانظروا؟ يبأى إذن البحث في الكيفية! الكيفية» اللي هي التسوية» اللي هي 
نذا سويت يياى هنا الحبفية اللى فيها اللغن» ورين آل لنا روا كن الأر واللر 
كيف بدأ الخلق» كيف تمت التسوية؟ هل في ذات المخلوق» أو تم استخخلاصه من 
سلالات سابقة» فدى مسألة رهن البحث والقرآن لا ضدها ولا معاهاء القرآن بشكل 
محايد جدا بيتكلم عن نشأة المخلوقات كلها من طين! قل .. خلق كل دابة من ماء 
خلاص! يبقى القضية قضية التسوية» قضية تسوية إحنا ربنا أمرنا بالبحث فيها والنظر 
والسير والنظر! فأنا ضد إنك أنت تاخد موقف وتحول القرآن ضد العلم! ده خطأ خطأ 
فظيع!! خطأ فظيع وما يصحش أبدا يحصل في القرآن لأن القرآن كتاب محكم شديد 
الإحكام. وما دام آيات الخلق جات تحتمل أكتر من وجه من وجوه التفسيرء فدي حكمة 
ربنا عشان يطلق العقول» ويطلق الإيدين» ويخلي الإنسان يعمل تجارب ويشوف 
وعلماء الوراثة ويقعد يعمل تهجين ويقعد .. فليه تيجي واحد يقول لك يمسك أيدك 
ويقول لك ما تفكرش أو يقول لك لأ ده مش عارف حرام؛ حرام فين؟؟ إنك تحمل 
القرآن ما لا يحتمل وتجعله ضد شيء أو مع شيء»ء بينما هو محايد جدا في الأضية 
دي» وآل لك سير أنظر! قل سيروا في الأرضء وانظروا كيف بدأ الخلق! فإيه لازمة 
المعركة؟؟ القرآن يحتمل العلم ويحب العلم ويحض على العلم ويأمر بالعلم وعاوز 


617١ | صفحة‎ 


العقول تفكرء. ده في كل القرآن من أوله لآخره أفلا يتفكرونء أفلا يفقهون» في كل 
حتة! 


قلت: قوله "هو تحسين الخلقة وتعديلها للوصول بها إلى مستوى التكامل الوظيفيء والتناغم مع 
البيئة» ده ده منتهى العناية من ربنا بمخلوقاته! إنه يستنبط سلالات من سلالات وعبر تزاوج وعبر 
ملايين السنين يطلع بنوعيات أحسنء دي فيها إيه؟ دي بالعكس دي تدل على عناية ربنا سبحانه 
وتعالى!" قلت: قد رددنا في غير هذا الموضع على بدعة الدكتور مصطفى محمود في جعل 
التطوير والتحسين في الخلقة على أصل منحطء من صفات الكمال في حق الله تعالى» فلا ِ 
قوله: "لآن فيه البعض بيؤكد وبيفهم القرآن بمعنى واحد إن هو الإنسان ما رجعش من سلالة 
سابقة ويوم ما جيه جيه بنشأة مستقلة! نشأة مستقلة!" قلت: البعض؟؟ سبحان الله العظيم! فهم السلف 
وقرون المسلمين كافة وصولا إلى القرن الماضيء الذي هو من المعلوم من دين المسلمين 
بالضرورة:» هذا يقال فيه "البعض بيفهم القرآن بمعنى واحد"؟؟ فأي شيء بقي إن سمحنا بهذا؟؟ 
ننتظر من يأتي غدا ليقول إن البعض فهم من القرآن أن المؤمنين يدخلون الجنة وأن الكافرين 
يدخلون النارء مثلا؟؟ أو يقول إن البعض فهم من القرآن أن الله واحد لا شريك له؟؟ حسبنا الله 
ونعم الوكيل! 
قوله: "في الواقع إحنا مش عاوزين نخليها معركة» هي ماهياش معركة؛: وما يصحش تكون 
معركة:؛ لأن أنا قلت قبل كده القرآن ليس مع وليس ضد! إنما القرآن حمال أوجه! وآيات الخلق 
فيه آيات مشتبهات» تحتمل أكثر من وجه من وجوه التفسير!" قلت: هذا واللّه من أضل الضلال» 
نسأل الله السلامة! أن يقال إن جميع ما نزل في القرآن في بابة معينة هو من المتشابه وليس فيه 
طككم ودرا مطل الماتون جرد امعاة و رمن التي كاه دادولا ون اككا ودر 
الانة إلى العيكة و الخو الذي لا قيمة له وحورنه كعضيفة لا يترك الأمة إلا وكأنها ما نزل عليها 
د حي أضاة يجان الله ركذل عن كلك عر كررا! واد دوو راله بلي كن ابنتجان زا 
هذه الأبة منحكمة وهذء منشابية و هذه إشبارة لكذا وهذه علامة على كذ :و هذه يز كد مني كذ ركذا 
.. إلخ» من غير أن يحققوا من العلم به ما لا يسع عامة المسلمين جهله؟؟ والله حتى هذا القدر 
الواجب على الأعيان من تعلم القرآن ما حققوه» وما علم عنهم السعي في طلبه يوما من الدهر! 
ووالله لو أنك سألت أحدهم ما معنى قوله تعالى "والذاريات ذروا" أو قوله "والعاديات ضبحا" 
لغاط في محله!! فأي كبر فوق هذا؟؟ نسأل الله السلامة! 
تأمل بربك كيف حكم بأنها متشابهات! قال: "ربنا سبحانه وتعالى آل (قال!)» خلق الإنسان من 
طينء ما هو طبعا من طين! كل المخلوقات» خلق كل دابة من ماء! كله جاي من التراب والمياه 
والطين! كله. ده مؤكد!" قلت: أبن ؤ فى القرآن قال الله "خلق الإنسان من طين", »؛ بفتح اللام في 
0 0 الله والله! وإنما قال تعالى: ((الّذِي أن كن شئء خلفة ونا لق 
وخ خَلق ادم عليه اأحلام بفمتومي! فعندما يقول الدكتور "ما هو طبعا من طين" فما فائدة الآية 
إذن» وما الذي أضافته لمعرفتنا؟؟ لا شيء! كل المخلوقات مخلوقة من ماءء ففي أي لغة وبأي 
عقل يقال إن الماء هو الطين والطين هو الماء؟؟ "كله جاي من التراب والمياه والطين"؛ ما شاء 
الله! فليقل الله إذن في القرآن ما يشاءء سنأتي نحن بنظرياتنا على أي حالء ثم نتأول كلامه على 
أنها هي المقصودة أيا ما كان اللفظ وأيا ما كان فيهم السابقين له الذي أجمعوا عليه ولم يعرفوا 
غيره» ثم إن سئلنا قلنا إن البابة كلها متشابهة وأرحنا رؤوسنا! هذه هي الخلاصة! 
قوله: "لكن؛ آل فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين» طب كلمة التسوية دي تحتمل 
ما شئت من تفسير لأن كلمة التسوية؛» هل 3 تمت التسوية في ذات المخلوقء والا عبر» استخلص 
صفحة | 671١‏ 


من سلالات» ما تقدرش لأن الآيات تحمل وجوه كثيرة» يعني يمكن تيجي آية ما لكم لا ترجون لله 
وقارا وقد خلقكم أطواراء طيب جت معنى الأطوارء يعني مثلاء الله أنبتكم من الأرض نباتاء 
فالقرآن يحمل أكثر من وجه من وجوه التفسير وآيات الخلق مشتبهات» وما يبصحش نحمل القرآن 
ما لا يحمل"؛ قلت: ما شئت من تفسير؟؟ ما شاء الله! التسوية في قوله "سويته" (العائدة على آدم 
عليه السلام)» يمكن أن تكون تسوية في آدم بعينه أو تسوية في سلالة من القردة وصولا إليه: أو 
ما شئت من تفسير! حمال وجوه القرآن؛ ما شاء الله! ففي أي لسان من ألسنة العرب الذين نزل 
عليهم القرآن» بل وفي أي لغة من لغات البشر عامة؛ يقال فعلت بفلان كذا وكذاء ويراد فعلت به 
وبأبيه وجده وجميع سلفه وصولا إلى أقدمهم؟؟ الهاء في سويته تعود على آدم عليه السلام بعينه: 
لا على سلالته أو سلف متقدم عليه أو ذريته أو غير ذلك» وهذا لا يماري فيه طالب في الابتدائية! 
وكذلك العجمة في فهم لفظة "أطوارا"؛ إذ جعل المراد منها "تطورات" أو "تطويرات" داروينية 
عبر الأجيال؛» مع أن الأطوار في لسان العرب لا علاقة لها بالتحسين و"التطوير"! وعلى التفسير 
لذي أجم علو. اسلف ردني انه اجنو نولم يشرفه لهم اب متخالف » فالاطر ار هي اننقال لحل 
في الرحم من طور من أطوار النمو إلى الذي يليه» وهي أحوال لا يقال فيها إن اللاحق منها أكثر 
"تطورا" من السابق (على معنى التطور الدارويني) وإنما يقال إنها مرحلة متأخرة (أو طور 
متأخر) من مراحل نموه في الرحمء التي لا يكون بشرا إنسانا إلا بعد تمامها وخروجه من بطن 
أمه . أي أنه في جميع تلك الأطوار لا يزال قيد الخلق والتصوير والتسوية» حتى بعدما تنفخ فيه 
الروح بعد مئة وعشرين يوما من ابتداء خلقه وتصبح له أحكام النفس المنفوسة في بطن أمه! 
ولهذا قال تعالى ((خلقكم أطوارا)) أي جعل خلقكم في بطون أمهاتكم طورا بعد طورء يمر كل 
إنسان (من حيث الأصل) بتلك الأطوار في خلقه هو بعينه حتى يخرج وقد اكتملت خلقته على 
أحسن تقويم! ' 
وأما نظرية داروين» فالأطوار فيها ليست في مراحل خلق الفرد المخلوق المعين» وإنما يكون 
الطور الأول فيها مخلوقا يخرج إلى العالم على نحو منحط ناقص لا يقوم بالمطلوبء ثم يأتي 
الطور التالي في مخلوق آخر من نسله يكون أكمل منه: وهكذاء بما يحصل به الانتواح و"التعطور» 
والترقي التدريجي في الحشوة ة الحية عبر بلايين السنين! فكيف يستقيم في لسان العرب أن يقال 
في هذا التصور "خلقكم أطوارا"؟؟ لو صح ما يريد للزم أن يقول "خلق نوعكم أطوارا" أو "خلقكم 
بالتطوير على أسلافكم" أو نحوا من ذلك! إذ على مذهب الدكتورء فلسنا من أبينا آدم وإلى أن تقوم 
الساعة إلا طورا واحدا من أطوار نظرية داروين! فكيف يقال لناء ونحن المخاطبون بالقرآن 
بأعياننا: "خلقكم أطوارا", أي خلقكم أنتم أيها المخاطبون؛ على أطوار؟؟ لم يخلقنا نحن إذن 
أطواراء وإذن فلا موعظة ولا فائدة في قوله ((مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ ينهِ وَقَاراً . وَقَد خَلَقَكُمْ أطوَاراً)) 
[نوح : ]١5‏ [نوح ا ا ل ١‏ 
تلك الأسطورة الداروينية الخبيئة» لما كان فى ذكرها ما يوجب التوقير أصلاء إذ يكون قد بدأ خلقنا 
بأنواع منحطة غاية الانحطاطه ثم أخذ يعدل عليها طورا بعد طور حتى أخرج أبانا آدم من فرج 
قردة ممسوخة الخلقة! فبالله أي توقير يلتمس من تذكيرنا بهذا الأصل العبثي البائس المزعوم؟؟ 
سبحان الله وتعالى عما يصفون علوا كبيرا! 
قوله: "وربنا آل قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق! فلو كان هو من طينء فليه قال 
سيروا في الأرض وانظروا؟ يبأى إذن البحث في الكيفية!" قلت: أولاء لم يقل سبحانه "وانظروا" 
وإنما قال فانظروا! فهلا تكلفت - على الأقل - أن تكتب الآية التي تريد التهوك عليها على قطعة 
من الورق أمامك لتقرأ منها أثناء التصوير؟؟ ثانيا: هذه الفرية على آية العنكبوت لم أر جهميا من 
جهمية الطبيعيات المعاصرين إلا وهو متلبس بهاء والله المستعان! الآية لا علاقة لها بهذا النوع 
الفاسد من النظر في الغيبيات ولا يمكن في العقل أن يكون هو مراد الرب منها جل وعلا! وإلا 
فأين قيام الصحابة بل أين قيام النبي نفسه؛» صلى الله عليه وسلم؛ بذلك المراد المزعوم وأين سيرهم 
ونظرهم في أصول الأنواع وفي الكيفية التي خلق الله بها الكون وسوى بها الأنواع الحية على 
صفحة | 7ع 


الأرض؟؟ وهل يجوز أن يعتقد المسلم العاقل أن جميع المسلمين هلكوا دون أن يقوموا بما كلفهم 
به ربهم» حتى جاءهم الفيلسوف الطبيعي الدهري أخيرا بما فيه الاستجابة لذلك التكليف المزعوم؟؟ 
على دين مصطفى محمود ومن شاكله من جهمية العصرء نعم يجوز ولا إشكال! قوم جهال 
متخلفون "بدائيون" نزل عليهم كتاب لم يفهموه» حتى جاء العلم الحديث فمكننا أخيرا من فهم ما 
ماتوا جميعا وهم فيه على جهل مركبء يحسبون أنهم يفهمون مراد الله من كلامه مع أنه ليس 
فيهم رجل واحد يفهمه! وإذن فأهل كل قرن من المسلمين يكون دينهم على قدر ما عندهم من علوم 
الطبيعة» أو بالآحرى من نظريات غيبية ميتافزيقية تعد من جملة العلوم! وإذن لزم أن يكون 
الأكمل دينا في هذه الأمة ليس هو محمد صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه ولا أتباعهم وصولا 
إلى قرننا هذاء بل الأكمل دينا هم الأغرق في موافقة الطبيعيين في نظرياتهم التي لم يأتوا بها بعد. 
أي تلك التي يرجى لها أن تكون هي الأكمل والأحسن في موضوعها من حيث الصنعة الطبيعية 
نفسهاء وهذا لا حصول له أصلاء إذ ليست نظريات القوم في الغيبيات مما يجري التقلب فيه من 
بارادايم إلى آخر على سبيل التطوير والزيادة في مطابقة الواقع» كما بسطنا الكلام عليه في هذا 
الكتاب! 
فتأمل كيف بدع هؤلاء المستكبرون المفتونون من أذناب الطبيعيين لأنفسهم دينا طبيعيا متأسلما لم 
يعرفه الصحابة رضي الله عنهم ولم يتعلموه عن إمامهم ورسولهم صلى الله عليه وسلم؛ وإلى الله 
المشتكى! الله تعالى يقول إن خلق آدم عليه السلام بدأ من طين لازب؛ ومن صلصال كالفخار من 
حمأ مسنون» خلقه وسواه بيده» ثم يأتي جهمية هذا العصر ليقولوا "فلو كان من طين فليه قال 
سيروا في الأرض وانظروا؟"!! فما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل! يقول " يبأى إذن البحث في 
الكيفية! الكيفية» اللي هي التسوية؛ اللي هي فإذا سويته» يبأى هنا الكيفية اللي فيها اللغزء وربنا آل 
لنا سيروا في الأرض وانظروا كيف بدأ الخلق, كيف 3ت تمت التسوية؟" قلت: أي تسوية هذه التي 
يأمرنا ربنا في القرآن بالبحث في كيفيتها؟؟ تسوية آدم من الطين؟؟ أم تسوية الخلية الأولى 
الداروينية المزعومة من الطين؟ وهل تزعم أنت لنفسك أو لغيرك من الدراونة أنكم قد انتهيتم تم إلى 
معرفة تلك الكيفية؟؟ أعني كيفية تحويل المادة الميتة (الطين) إلى مادة حية؟؟ للبت تشهد علن 
نفسك في غير موضع من حلقاتك؛ بأن ذلك ممتنع وأنه لم يصل إليه أحد ولا يوصل إليه أصلا؟؟ 
فأين عملكم أنتم إذن بقوله تعالى (( قُلْ سِيرُوا في الأزض فَانظْرُوا كَيْف بَدَْ الخَلْقَ)) [العنكبوت : 
٠]؟‏ أليس بدء الخلق عندكم هو خلق الخلية الأولى المزعومة؟؟ فأين نظركم أنتم في كيفية ذلك؟ 
هلا أتحفتمونا بما تبرأ به ذمتنا من ذلك التكليف العجيب؟ سبحان الله العظيم! ليس عندكم في 
نظريتكم شيء مخلوق من الطين أصلاء فكفاكم كذبا وتلبيسا! وإنما لم تزل الأنواع تخلق من 
بعضها البعض وصولا إلى خلية أولى مزعومة خلقت في الماء من بروتينات وأحماض أمينية 
هائمة عالقة في ذلك الماء! فأين الطين في تلك القصة ومن أي مدخل يوصل إليه؟ لم يجد الرجل 
إلا الكلام الهلامي عديم القيمة» يجعل الماء هو الطين» ويقول ما حاصله: من ماء 0 
من ترابء لا فرق! يقول: "القرآن بشكل محايد جدا بيتكلم عن نشأة المخلوقات كلها من طين! قل 
.. خلق كل دابة من ماء» خلاصن! :ييقى القضية. قضية 'التسوية قضفة تسريه" فلك ماءء» طين» 
ترابء لا يهم! المهم أن تكون "كيفية" الخلق (أو التسوية) في اعتقادنا هي على ما جاء به 
التطوريون لا على خلافه! فبالله هل رأيت تلبيسا فوق هذا التلبيس؟ نسأل الله السلامة! 
قوله: " فأنا ضد إنك أنت تاخد موقف وتحول القرآن ضد العلم! ده خطأ خطأ فظيع!! خطأ فظيع 
وما يصحش أبدا يحصل في القرآن لأن القرآن كتاب محكم شديد الإحكام" قلت: أي علم يا مسكين؟؟ 
هذا الخرف والهذيان والله لهو من أشد الكلام بعدا عن العلم والعقل جميعاء لو كنتم تعقلون! القرآن 
ضد أساطير الطبيعيين وميثولوجيا الدين الطبيعي وليس ضد العلم! ثم أي إحكام هذا الذي تزعم 
أنك تنسبه إلى القرآن وقد صيرت آيات الخلق كلاما مجازيا فضفاضا يحتمل جميع نظريات 
الطبيعيين في نفس الأمر أيا ما كانت؟ أهذا مسلك من يرى في القرآن إحكاما يا رجل؟؟ يقول: " 
وما دام آيات الخلق جات تحتمل أكتر من وجه من وجوه التفسير» فدي حكمة ربنا عشان يطلق 
صفحة | 675 


قال في كتابه "أبي آدم" (ص. 77): "وكل هؤلاء الأناسي وجوه مختلفة لخلوق واحد 
(يعني "البشر")» كان يتنقل من مرحلة إلى مرحلة في تسوية الخالق له» فكلما مضت 
مرحلة من التسوية» تغبرت بعض أوصافهء وأفرده الباحثون في الجيولوجيا 
والأنثروبولوجيا بتسميةء وقد وجدت تلك البقايا بصورة ناقصة ونادرة» مما يجعل 
معلوماتنا عن هذه المخلوقات الشبيهة بالإنسان بعيدة كل البعد عن الكمال." | 

والعجيب أنه مع ذلك كان يرى نفسه محاربا لنظرية داروين! فلا أصاب نظرية الدراونة 
التي تقول بتسلسل الأسلاف قبل نوع البشرء وبالأصل المشترك والاتتخاب 


العقول» ويطلق الإيدين» ويخلي الإنسان يعمل تجارب ويشوف وعلماء الوراثة ويقعد يعمل تهجين 
ويقعد .." قلت: على هذا التقعيد»ء يلزم ألا يكون في القرآن إحكام أصلاء لأننا إن سلمنا بالتشابه 
حيث يزعم الدكتور وقوعه. فالمتشابه إنما يفهم بالإرجاع إلى ما في القرآن نفسه من إحكام في 
نفس الأمر في مواضع أخرى! يحمل المتشابه على المحكم حتى يفهم على وجهه الصحيح! وأما 
هؤلاء» فصدق الذي قال فيهم في القرآن نفسه: ((هْوَ الذي أنرَلَ عَلَيْكَ الكتاب مِنْهُ آيَاتْ محْكَمَاتٌ 
هن أ ألكتاب وَأَخَرُ متَسَابِهَاتُ فَأمًا الّذِينَ في فُلُوبهم زَيْعْفَتبعُونَ مَا تشابَة نه ابتِعَاء الْفِئئَةوَاَِاء 
تَأُويلِهِ وَمَا يَعلَمْ تأُويلَهُ إلا اله وَالرَّاسِحُونَ فِي الْعِلم يَقُولُونَ آمَنَا به كُلَ مِنْ عِندٍ رَبَنَا وَمَا يَدْكّرُ إل 
أؤلوأ الألبَاب)) [آل عمران : "]! ويا ليت هؤلاء بلغوا أن يكونوا من متتبعي المتشابه! بل والله ما 
عرفوا حتى معنى كلمة متشابه» والله المستعان! المتشابه عند الدكتور يعني أن تأتي إلى اللفظ الذي 
لك غرض في تلبيسه بنظرية عندك؛ فتجعلها هي المراد منه» بصرف النظر عما في كتب 
المفسرين وما أثر عن الأولين» وعن جميع قواعد اللغة وأصول التفسيرء ثم تقول: هذا متشابه 
والقرآن حمال أوجه؛ء وهذا هو الوجه الذي ظهر لي في التفسير» ولكل اجتهاده ورأيه فلا تتشنجوا 
ولا تتشددوا في الاعتراض علي! قلت: فبالله أي قيمة تبقى لآيات الكتاب على هذا المسلك الباطني 
0 ي : 
الخااصد: الاعر ني أخبة كنا يعار لى؛ لهم من الفران :نهنا يكن لى: ولا تتشددوا ولا تتطرفواء 
قوله: "ده في كل القرآن من أوله لآخره أفلا يتفكرونء أفلا يققهون؛ في كل حتة حتة!" قلت" : ليس في 
القرآن قولك "أفلا يفقهون' ' هذه في أي موضع منه البتة» واللّه المستعان! ولكن إن جئت أمثاله بهذا 
التنبيه» فيقينا سيهزأ بك ويقول: "يا أخي المهم المعنى» ما أضيق عطنكم أيها المتطرفون!!" فنقول: 
ا اه ال ا الل ل ال يت 
علبيم وتشعوا | يمنهجهم من يعد هم من أن يتساهلوا هذا التساهل في القرآن» إذن لكنا اليوم في 
ديننا في أمر مريج! لو كان سلفنا على طريقة هذا الرجل وغيره من جهمية العصر لكنا اليوم على 
دين غير الإسلام» والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله! وهذه والله نعمة عظيمة قل من يتنبه 
إليها ويؤدي شكرها من المسلمين» نعمة عصمة منهج السلف وإجماعهم من الزيغ والانحراف 
ومن هذا التساهل والتفريط الفاحش في رواية ألفاظ الوحي ومعانيه! تلك هي النعمة التي حفظ الله 
بها هذا الدين من أن يصيبه ما أصاب ملل السابقين من أمم المرسلين» ولولاها ما كنا نحن اليوم 
مسلمينء فالحمد لله رب العالمين! 


صفحة | 670 


الطبيعي» تلك ب ا ا ابر 
0 لع يهام م الأرضء وهو ما حمله ف في النهاية على ما صنع 

دا الاق عه دون وى ف كلك ربب وا دا شي نا ول 
0 فصدق الذي قال: شر البلية ما يضحك! 


قال الدكتور عمرو معقبا على ذلك النقل تحت عنوان "الكارئة" (755): 


انتبت العاصفة التي ثارت حول د. عبد الصبور شاهين وكتابه» وحصل 
الرجل على البراءة في القضايا الأربع» لكن سيظل يُستشهد بالواقعة 
لسنوات طويلة على ما يعانيه أصحاب الفكر الحر من تعسف المتعسفين 
وتطرف المتطرفين في بلادنا الإسلامية. إن المشكلة في رأبي تتجاوز الجحر 
على رأي حرء ا التفسير الترائي للقرآن 
الكريم انطر في | 0 العلم من حقائق عن الحياة 
والإفسان. إن المشكلة الأكبر (والصواب: الكبرى) هي أن شبابنا (وكارنا) 
صاروا يسمعون في دور العبادة وفي 0 الديني كلاما يخالف ويتعارض 
مع ما يدرسونه في مدارسهم وجامعاتهم وفي الإعلام العلمي. لا شك أن هذا 
الفصام موجود (وله ما ييرره) في الديانات 0 أما بالنسبة للإسلام 
فيؤكد الدكتور "موريس بوكاتي" أن "من جوانب إتجاز القرآن البالغ أنه هو 
الكتاب السماوي الوحيد لاله '. وعلل ذلك 
بأن القرآن لم يتورط في التفاصيل بل عرض الحقائق بأسلوب عام يسع كل 
الأفهام ويفتح الباب للاجتبادء ويظل بذلك متفقا مع الحقائق العلمية الثابتة. 
قلت: ياللطامة وياللفاجعة! كيف نرضى لشبابنا وأولادنا في هذا العصر بأن يسمعوا 
كلاما في المسجد وفي "الإعلام الديني" يخالف ما يتعلمونه في المدارس والجامعات؟ ؟ 


صفحة | 677 


بل الواجب على أن المساجد ودعاة الدين أن يتحروا موافقة ما في الكتب المدرسية 
تمام الموافقة, والا أ الا أصيب شبابنا بالفصام لا سمح اللّم واذن يخرجون من دين الله 
أفواجا!! هذه هي | القاعدة الجهمية الأولى أبها القارئ امحترم! بمجرد أن تلقى نظرية من 
النظريات الميتافزيقية قبولا أكاديميا واعلاميا كاسسحا في عصر من العصورء فإنها تصبح 
هي العقل والعم الأعلى الذي لا يخالفه مخالف إلا كان جاهلا أو سفها بالضرورة؛ 
وإذن فلا يجوز ولا يقبل من علاء الدين أن يقولوا بخلافه بحال من الأحوال! 

3 م إن كلام بوكاي المنقول يلزم منه تنقص القرآن» إذ مفهومه أن الرب سبحانه وتعالى 
لم يسلم في القرآن مما وقعت فيه الكتب السابقة من "مخالفة العلم", إلا لأنه ترك 
الخوض في التفاصيل» تبمفهوم الخالفة يقال إنه لو خاض في التفاصيل للحق بالكتب 
السابقة» ولا حول ولا قوة إلا بالله! فهل هذا كلام رجل آمن بالله وبصدق نيه إهانا 
صحيحا؟ أبدا والله! وانفا هو إيمان من كان بعد إسلامه كما كان قبله» يرفع ميتافزيقا 
وميثولوجيا الطبيعيين الدهرية فوق كل 1 وكل نص وكل موروثء» ثم يتخذ من 
موافقتها شرطا لقبول هذاا ديق وق ذالك إن نو لايد متدينا! نما نقول! إلا حسينا 
الله ونعم 00 العالمين» ودينه عزيز ليس يعوزه قبول 
الطبيعيين ورضاهم حتى يجاوز القنطرة! تلك القنطرة الدهرية التي نصبتقهوها له وأنتم 
تحسبون أنكم تثبتون موافقته للعلم وثوابت العلم وتدفعون عنه شبهات المغرضين» 


وانا لله و انا إليه راجعون! 


ثم قال متباكيا من تأثير "الشروح القديمة" لآيات الخلق على عقيدة شباب العصر: 
"لقد صار يؤرقني دامًا القلق ما سيصيب عقيدة شبابنا (وككارنا) لو ظل المفسرون 
لتزاثيون ##فسكين بالشروح القدمة لآيات الخلق في القرآن الكريمء خاصة وقد 
تضاعف ؟ المعلومات المتاحة للبشرية خلال القرن التاسع عشر عا كانت عليه منذ 


صفحة | لاع 


خُر التارية المدون» وتتضاعف المعلومات منذ منتصف القرن العشرين بمعدل مرة 
00 ار 0 العقد الأخيرء صارت تتضاعف كل سنتين." اه. قلت: 
آن الأوان إذن أن نسقط تراث المسلمين بكليته في "آيات الخلق", ونحيلها كلها إلى 
مجاز في مجاز (أو اتشلة” ' على حد عبارة الدكتور مصطفى مود)» كا انتبى إليه 
أهل الكتاب في سفر التكوين عندهم, وإلا تعرضنا لفساد عقيدة الشباب! ألا تخافون 
من غزو المعلومات والإنترنت وتضاعف الأبحاث والنظريات والاكتشافات في كل 
سنة عن السنة التي تليها؟؟ أدركوا شبابكم قبل أن يقنعهم الملاحدة ببطلان دينهم! 
تنازلوا عن تلك 0 القديمة" كلها قبل ألا يجدي الندم! أم 0 تريدون أن تقفوا 
هم في وجه ال لتيار الكاسم, فتقتلعوا جميعا؟! بئس النحاة نحلتم إذن 


بواصل الدكتور تحت عنوان "هل ينبي القرآن الكريم عن البحث في خلق 
الإنساى؟” محرا ما سبي أنه يدقن أسكة: "التزاتيين " الرجعين هؤلاء وأنديك 
وهاء ما هم عليه من ترك "لكلمة 0 (ص. 37707): 
"يرى المعترضون على الأخذ بكلمة العلم في قصة خاق الإنسان أ ن الله عز وجل قد 
عرض القصة بما تحتاجه من تفصيل في القرآن الكريم, باعتبار أنها قضية غيبية من 
قضايا العفيدة, ومن 3 يحب علدم الخوض فيهاء بل يلبغي الوقوف عند ظاهر ما اد 
في النصوص القرانية. ونعرض هنا بعض مبررات هؤلاء المعترضين وردودنا علهاء 
وأترك لك قارئي الكريم الترجيح بين وجحمتي النظر." اه. قلت: إذا كان مخالفك 
حدفك :ويرى! أن ما جئت به يعتدي على الغيب ويصادم العقيدة الني يحب على 
المسلمين أن يعتنقوهاء فلس ١‏ الباب إذن باب "وجحمات نظر" ولا باب "ترجيح"! 
وانما هو باب نقض وبيان للباطل الكلي الذي عليه الخالف بالبينة والبرهان» في باب 
لا يسع المسم أن بخالف فيه أصلاء والله المستعان! 


صفحة | /617 


قال الدكتور: 


-١‏ يقول الحق عز وجل ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق)) 
(العنكبوت: »)3١‏ ويقول: ((أفلا ينظرون إلى الإيل كيف خلقت)) 
(الغاشية: 117) إن الأمر في الآيتين بالبحث في كيفية الخلق» وليس 
فقط التفكر في الخلق لأخذ الموعظة والوقوف عند الإقرار بعظمة الله 
عز وجل. ولما كانت الآية الأولى قد عممت "الخلق" فهي تشمل 
الإفسان» وإذا كانت الآية الثانية قد خصصت "الإبل" فهذا مثال ينبغي 
تعمهمه على باقي الملخوقات» ومنها الإنسان أيضا. وبال رغ من هذا الأمر 
الإلهي» كما طرحت القضية للمناقشة تجد من يتصدى معترضا بحجة 
أن الله عز وجل قد نبى عن ذلك حين قال: ((ما أشهدهم خلق 
السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم..)) (الكهف: .)0١‏ لقد فات 
هؤلاء النظر إلى الآية السابقة 7 الآية من سورة الكهيف ((وإذْ فلن 
ِملَايِكَةٍ اسجُدُوا ِآدَمَ فَسَجَدُوا || لا إِنلسَ كنَ مِنَ الجن فَمَسَقَ عَنْ 
مر به أَقتَحِذُوتَهُ وَدرَيكَهُ أَؤْلَِاء من دُوني وَْ لم عَدُوٌ نس لِلطَّالِمِينَ 
د ما أَشْهَدتُمْ حَلَىَ السّما وَاتِ وَا الأرْضٍ وَلَا خَلَقَ أَنقْسِهمْ وَمَاكْنتْ 
مُتَخِدَ المُضِلِنَ عَضْداً)) [الكهف : ]51-5٠‏ تصرح الآيتان بأن الله 
عز وجل يشير بقوله: ((ما أشهدتهم)) إلى إبلس وذريته» ولا يشير 
إلى الإنسان المأمور بالبحث (في آيات أخرى)» وهل يمكن أن تتناقض 
آيات القرآن الكريم ؟ 

قلت: بالله كيف يفهم عاقل أن المراد من مثل قوله تعالى - في خطابه الذي نزل أول 
ما نزل على عرب مكة - ((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت))» أي يبحثوا في 


صفحة | 679 


كيفية الخلق ؟! الله يستتكر علينا في القرآن كوننا لم تكتسب العلم بالكيفية التي خلق 
هو با الإبل؟ ؟ على أ ل م 
تعلمنا كف تأخذ بالأسباب حتى نخلق مثلها مثلا؟؟ أي خرف هذا؟ ؟! وكف 
بتصور في علم كهذا أن يكون مطلوباء فضلا عن أن يكون متوقعاء من البشر أن 
0 
ثم إن على هذا الذي يزعم» يكون جواب الاستفهام في الآية: نعم يا رب لم ننظر إلى 
الإبل كيف خلقتء ولا عقلنا شيئا بما تقول» وإذن فأنى تقوم الحجة بهذا الكلام وأي 
لساري ليوا ار لاا ا 00 
والآخرين لغو لا معنى له وجوده في القرآن كهدمه! أرأيت لو قبل لك وأنت من 
عرب الجاهلية» بل وحتى من عمة المعاصرين من لفل نهنا الزمان من غير 
المتخصصين في الفبزياء: "أولم تر كيف ركب الله الجسهات تحتالذرية من بروتونات 
وبوزيترونات وكواركات وبوزونات .. إل1؟ كيف لا تؤمن به إذن وكيف تعبد معه 
غيره؟", أفكنت تتعظ من هذا الكلام أو يحرك فيك ساكنا؟ أبدا! كيف وأ 
تفهم شيئا بما يستنكر الخطاب عليك ما صدر منك من م 
علمك به؟ ؟ هذا والحال أن العلم بتلك الجسيات المذكورة ليس غيبا محضا مطلق 
التغييب» وإنما هو غيب نسبي يتصور حصول العلم به في .يوم من الأيام (ولو على 
سبيل الترجبح الظني الاحتالي) فكيف والعام بالكيفية الني خلق الله بها الويل يوم 
خلقهاء والحوادث التي جرت بأمره في ذلكء علم غيبي مطلق التغييب لا رجاء في 
الوصول إلى معرفته من طريقنا البتة؟ ؟ هذا إذن تكليف بالمحال» ومحاججة بعلم لا 
حصول له عند الخاطبين أبد الدهر! فإذا كانت الحجية مدارها على فهم مقدمات 
لحجة, والموعظة مدارها على التخويف من جمد المعنى الجلي الظاهر الذي يقبح 


صفحة | .56 


بالعاقل أن يماري فيه فالفهم هنا غير متصور حصوله أصلا! فإذا علقت حة القرآن 
وموعظته على عم لم يحصل لأحد من الخاطبين به البتةء فإنه قطعا لا تنمض منه حمة 
ولا موعظة بذلكء ويصبح الكلام ضربا من اللغو والعبث» سبحان الله وتعالى علوا 
ككيرا! 


فقوله: "إن الأمر في الآيتين بالبحث في كيفية الخلق» وليس فقط التفكر في الخلق 
لأخذ الموعظة والوقوف عند الإقرار بعظمة الله عر اه أأنت أعلم 
مراد ل ل اه بن ل يقل منهم قائل قط 

بهذا الذي تقول؟ ؟ أي كبر هذاء نسأل الله السلامة! ((( أن مادأو في بات 
له بر شلطان له إن في ضئورج إلاكر ما م اليه تاشعيذ بالل لك هو 
السّمِيعُ الَْصِيرُ)) [غافر : 57]! 


قوله: "وبال رغ من هذا الآمر الإلهيء كلما طرحت القضية للمناقشة تجد من يتصدى 
معترضا بحجة أن الله عز وجل قد :بى عن ذلك حين قال: ((ما أشهدتهم خلق 
السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم..)) (الكهف: .)2١‏ لقد فات هؤلاء النظر إلى 
الآية السابقة لهذه الآية من سورة الكهيف ((وَاذ ُلَنَا للْمَلَامِكَةٍ سوا ِآدَمَ فَسَجَدُوا 
إلا إِلسَ كان مِنَ الْجنّ فَنّسَىَ عَنْ أَمْر رََه أَتكَجِدُوَهُ وَدْرْكَهُ أ أَوْلِيَاء من دُوني وَهرْ 
م عَدُوٌ نس لِلطَّلِمِينَ بدلا . ما أَشْهَديُْْ حَلَقَ السَمَاوَاتِ وَالْأَرْضٍ ولا حَاَقَ أَشسِهم 
وَمَاكُنتُ مُْتخِدَ الْمُضِلِينَ عَصّدا)) [الكهف : ]51-5٠‏ تصرح الآبتان بأن الله عر 
وجل يشير بقوله: ((ما أشهدتهم)) إلى إبليس وذريته ولا يشير إلى الإفسان المأمور 
بالبحث (في آيات أخرى)" 


قلت: على هذا يكن الأسدات افد دين الله خلق السماوات والأرض واتخذه عضداء 
سال اك اللتلامة! يا دكتون يعيب يحب أن تفهم ويفهم أتباعك أن هذا علم من ادعاه 


6١ | صفحة‎ 


لنفسه فقد جعل نفسه شريكا لرب العالمين جل وعلا! ولهذا قرن الله تعالى في الآية 
بين إشهاد امخلوق خلق السماوات والأرض وخلق نفسه؛ء وبين اتخاذه عضداء فافهم 
حمك الله! ولهذا لم يجد الطبيعيون الدهرية حاجزا يحجزهم عن التطلع إلى طلب 
اك العلمء يزعمون حصوله من طريقهماهم من كبر نفوسهم المريضة كانوا ولم يزالوا 
أحرص الناس على تحصيل ذلك العلمء رجاء أن يبلغ أحدهم في يوم من الأيام أن 
يقول لأهل الملل الأخرى: ها أنا ذا قد خلقت بشرا كأمثالم. بل وبوسعي أن أخلق 
عالما كعالمكم وأرضاكأرضكم وسماء كسماتكم» على طريقة "عفريت لابلاس", فاعبدوني 
آنا إن كنتم ولابد فاعلين! وهل ننى اللّه حصول تلك المعرفة لإبليس وذريته إلا ليبين 
أن الظالمين لا عذر لهم إذ اتخذوهم بدلا من دون الله ؟؟ 
نحن البشر إنما مكننا ربنا من اكتساب العم بالأسباب بالقياس والتتبع من أجل أ 
بحصل لنا من تسخير تلك الأسباب ما يتم به المقصود من خلقنا واستخلافنا في 
الأرضء فهل يتصور في عقل مسلم موحد أن يسخر الله لنا أسباب خلق السماوات 
والأرض >كليتهها وما فههاء وأسباب خلق بشر أمثالناء في إطار ذلك المقصود 
الإلهي ؟ ؟ وهل يتصور في العقل أن توصلنا أقبستنا (التي لا نخرج بها - ما بلغنا بها 
كل مبلغ - عن حدود تجربتنا وعادتنا في هذا العام ل د 
بالكيفية التي بها خُلق هذا العالم نفسه بجميع ما فيه؟؟ أهذا كلام عقلاء. فضلا عن 
أن يكون كلام مسلمين؟ هذه, أيها القارئ المحترمء هي نظرية المعرفة الطبيعية الدهرية 
مسا كه بردمعط! عتادتلدسسهد]< التي لا يشعر اكور وأمثاله من 
جحمية العصر أنهم متشبعون بها تام التشبع ولا حول ولا قوة إلا بالله! فبناء على 
تلك النظرية» لا يرى الدكتور بأسا في اعتقاد أن الله يكلفنا في القرآن باكتساب علم 
يصيرنا أندادا له وأعضادا إن قدر لنا أن انتهينا إليهء فإنا لله وانا إليه راجعون! 


صفحة | 677 


نحن المسلمين نؤمن بآن من العلوم ما لا يجوز أن يُعتقد جواز حصولها لأحد من دون 
الله جل شأنه! وهذا من توحيد الربوبية الذي يجب على المسلمين وجوبا عينيا أن 
يتعلموه من صباهم! وهذه الآية التي يسفسط الدكتور علها بما ترى» هي من أداة 
المسلمين في هذا التوحيد! اللّه تبارك وتعالمى يعلمنا أن العلم بالغيب وما فيه وما جرى 
فيه هو من خصائص ربوبيته جل شأنهء وحده لا شريك» ويحاجج المشركين بما هو 
مركوز في فطرتهم من الإقرار بهذا المعنى» فإذا كنتم تعلمون اختصاصه سبحانه بهذا 
وأنه لا شريك إه فيه» فكيف تتخذون أها الظالمون غيره وليا من دونه وبدلا لهء 
سبحانه وتعالى؟ هذا هو المعنى كا فهمه المسلمون وكا هو في أساس عفيدتهم! 
فتأمل كيف قلبه على رأسه هذا الجهمي الطبيعي ومن هم على شكلته حتى يصل إلى 
تسويغ ذلك العبث الميتافزيقي الذي هم غارقون فيهء هو ومن تشبع ببضاعتهم من 
الطبيعيين الدهرية المعاصرين» لا يسوغه ويجوزه شرعا وحسبء بل يجعله واجبا من 
الواجبات الشرغية ولا حول ولا قوة إلا بالله! 


ثم قال (ص. 373748): "ومن أجل المزيد من الغبي عن البحثء يؤكد المعترضون أن 
لجسد الإفسان وضعا خاصا بين الخلوقات» فلقد خلقه الله عز وجل بيديه. ألم يقل 
لإبليس: ((ما منعك أن تسجد لمن خلقت بيدي))» لهؤلاء نقول: إن هذه ليست 
خصوصية لدم تعتقدون» فاللّه عز وجل خلق الأنعام بأياديه ((أوم يروا أنا خلقنا 
لهم بما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون)) (يس: 2»)72١‏ وبنى السماء بأياديه 
((والسماء بنيناها بأيد وانا لموسعون)) (الذاريات: ©57). إنها يد القدرة التي أوجدت 
المخلوقات جميعا 

قلت: ألا تستحبي يا دكتور من الخوض في كتاب الله .هذه العجمة المشينة؟؟ هلا 
اتقيت الله في كلامه؟ ؟ أإلى هذا الحد هان القرآن عليك يا فلاسفة العصر؟ ؟! نسأل 


صفحة | 677 


لل العاوظةالأولاء عن ل قل إن اظاق ريه لهال ماهر ة هودن تصوصياة 
عليه السلام من بين جميع الخلوقات» فقد ثبت في السنة أنه سبحانه غرس جنة 
كارو سوق ص ارون شعبة رضي الله عنه أن النبي 
صلى الله عليه وسلم قال: "أوا بن أردت: غرست كرامتهم بيديء وخققت عليهاء 
للش رت سيور أنه كتب | الألواح 
لموسى بيدهء ك| أخرجه مساء في صحيحه في حديث احتجاج آدم وموسى المشهور, 
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فقال له آدم: أنت موسى, 
افتطفاك اللذيكاذا مف وخطا الفتسنة" الحنيف وكذلك فقد خلق الله لله القلم بيده كما 
جاءت به الآثار. وجميع ذلك جموع فها حم عن ابن عمر رضي الله عنه من قوله: 
"خلق الله أربعة أشياء ببده: العرشء والقام» وآدم» وجنة عدن ثم قال لسائر الخلق: 
كن فكان", وهو موقوف له حك الرفع كا لا يخفى» وقد تلقته الأمة بالقبول بلا 
مخالف, فهو ثابت لا غبار عليه وهو صريم في أن جميع ما سوى تلك الأربعة كان 
خلقه بكلمة التكوين لا باليد! ولا أدري هل وقف الدكتور على هذه الأحاديث والآثار 
أم يقف. فإن كان لم يقف فتلك مصيبة» وإلا فالمصيبة أعظمء نسأل الله العافية! 


ومع هذه النسوية في مسألة اليدء فليس آدم ولا غيره من الدواب عند الرجل مخلوقين 
باليد أصلاء وإما خلقهم جميعا بتوادات الأسباب الداروينية» التي كان هو "مرجها 
الكنوبي" في ميتافزيقاه المعلوماتية الكونية (كا يأتي بيانه بتفصيل في هذا الباب بعون 
الله تعالى)! فهو يريد النسوية بين آدم وغيره في الخلق باليد حتى يتتبي إلى التعطيل 
بآن يقول "إنها يد القدرة"! 


ثانيا: لبس في قرون المسلمين من فهم آية يس على هذا الفهم الفاسد! فالعرب كانت 
تقول "هذا ما عملته يدي" من غير أن يلزم أن يكون المعمول قد باشره القائل حال 


صفحة | غ67 


صنعه بيده تحقيقاء بل يكفي أن يكون قد أمر به أن يُصنع فكان ما أرادء وهذا ما 
أطبقت الآمة على فهم هذه الآية عليه! فإنه ليس بين المخلوقات الحية على الأرض ما 
خلقه الله بيده مباشرة إلا آد مسر الو ا ايت 
0 فهم السلف كلام ربهم في القرآن! وأما تأويله آية الذاريات فلا أدري والله 
أم أبكي! الأيد هنا يا دكتور بمعنى القوة» من آد يؤود آيداء وليس من 
0 ! وهذا من الأغلاط الشائعة عند العوام والدهماء التني يكفي في تصحيحها 
إحالة الغالط منهم إلى أي مصحف من المصاحف المفسرة التي تكتب معاني الألفاظ 
في حواشيهاء والله المستعان! 
وسبحان الله ما أشبه الليلة بالبارحة! فهذا الدكتور يريد أن ينفي خصوصية آدم 
عليه السلا ويسم الخلق باليد جماة 
ليجعاه "يد القدرة". من أجل أن يثبت النشأة الداروينية لنوع البشر ولغيره من 
الأنواع الحية! فا أشبه ذلك بصنيع بشر المريسي الذي عطل صفة اليد عن الله تعالى 
ل ل 
رد بليغ على صاحبنا هذا ومن شاكله» إذ قال رحمه الله وأعلى درجته في الجنة (في 
"النقض على بشر المريسي" (500/1)): "ثم إنا ما عرفنا لآدم من ذريته ابنا أعق 
ولا أحسد منه؛ إذ ينفي عنه أفضل فضائاه وأشرف مناقبهء فسويه في ذلك بأخس 
خلق الله لأنه ليس لآدم فض فضيلة أفضل من أن الله خلقه بيده من بين خلائقه. ففضاه 
ها على جميع الأنبياء 1 والملاتكة؛ ألا ا ال 
امحاورة: احتج عليه بأشرف مناقبه فقال: أذ نت الذي خلقك الله بيدهء ولو لم تكن 
هذه مخصوصة لآدم دون من سواه ما كان يخصه بها فضيلة دون نفسه" اه. قلت: 
رحمك الله يا إمام! فها نحن - والله - قد رأينا في هذا العصر من هو أعق منه! 


76١ | صفحة‎ 


فإذا كان هذا الذي صنعه المريسي عقوقا بآدم عليه م» فكيف بالذني يعطل 
صفات للك فعا وأفعاله من أجل ١‏ ن يجعل أ أباه "١‏ ادم عليه السل" م سليلا للقردة العليا 
المزعومة: مولودا في بطن أن: نثى القرد الي لا تعقل ا ل 


أقول إن اللياة كالبارحة, و ذلك» فأين الدكتور عمرو شريف وأمثاله من المعاصرين 
من بحر المربسي وعم المربسي بالشريعة؟ وهل كان يتصور في في المريسي أ نَ يبلغ به 
الجهل والعجمة أن يقول إن قوله تعالى "بنيناها بأيد" أي "بأيادينا"؟! والله ما بلغ 
:تحمية العصر معشار معشار ماكان عليه الجهمية الأوائل من دراية بعلوم الدين» بل 
ولعل أحدهم لا يحسن الطهارة والاستنجاء من بوله» أعزم اللّهء ومع ذلك تراهم 
ل ل اي ن الخلف من تلاعب بنصوص الوحيين! 

أن الجهمية لا تزداد بتتابع العصور وعلى مر القرون إلا إغراقا في ايل 
والعجمة والعامية وعدم الاكتراث بعلوم الشرع الذي لا يفترون على شيء كافترائهم 
عليه» مع زعمهم أمبم ينتصرون له ويدافعون عنهء واللّه المستعان ولا حول ولا قوة 
إلا بالله! 


والطامة في منهج الدكتورء أيها القارئ الكريم: ليست مجرد الاجتراء على تفسير 
0 وأصول التفسير وعلوم القرآن» الطامة الأكبر من 
هذه هي أنك ثمما جئته بكلام السلف وفهم السلف وما أطبق عليه المفسرونء بما 

لا علاقة له بهذا الجهل الطاغخ الذي قرره في هذا الكلام؛ فلن يقبله منك ولن يرفع 
1 ل محاولة أن يحشر مذهبه ورأيه في قول من أقوال السلف, 
يلس الدخول تحته ولو من بعيد! لماذا؟ لأنه يعتقد اعتقادا جازما بأن السلف رضي 
اللّه عنهم نما قالوا بما قالوا به في آيات الخلق لأنهم استندوا إلى علوم عصرهم في الفلك 


صفحة | 2771 


والفيزياء والأحياء وغيرها من العلوم الطبيعية, فكان ذلك مبلغ علمهم! فها 

على شيء في تلك البابة من فهم أ أو تفسير ار 

ثم يقول الدكتور: "ولتأهد خصوصية جسد الإنسان وانفصاله تماما عن بافي المحلوقات, 
بضيف المعترضون: لقد خاق الله عز وجل الإنسان على صورته الحالية خلقا مباشرا 
في أحسن تقويىء كما بين ذلك بقوله ((لقد خلقنا الإفسان في أحسن تقويم))» لهؤلاء 
نقول: | إن الآية تعني عكس ما تتصورون! والدليل على ذلك ما جاء في معجم ألفاظ 
القرآن الكريم من أن ((أحسن تقويم)) تعني كان معوجا فقومه؛ فكلمة تقويم تعني 
تعديل وإزالة عوجء كذلك جاء في تفسير الجلالين ((في أحسن تقويم)) تعني أحسن 
تعديل لصورته. وجاء في الطبري ((أحسن تقويم)) تعني أحسن تعديل. إذأ يمكن 
أن نفهم الآية الكربمة أن الإفسان لم يخلق خلقا مباشرا على صورتهء بل خلق تعديلاء 
ولايكوق التعديل الاعن بغلق شنبقه" اه 


له 0 ٠‏ ولكن ل 
م حال ابتداء تصويره» لا أن يكون أصل أنه نوع كان معوح الخلقة 
منقوص الصورة معتل مجاه - 
اود لوحي الوه م 0 
النوع نفسه بكليته» فكيف يكون أحسن تقويم للإنسان هو ابتداء خلقه بأشباه 
القردة يعدل علبها تعديلا بطيئا عبر مئات الآلاف من 0 
هذا هو أحسن تقوب ولا قريبا منه بل هو أحط تقويم لو كنتم تعقلون! هذه صنعة 
العاجز المكتوف المقيد بقيود النظام الطبيعي, الذي لا يملك إلا أن يجرب التعديل 
بعد التعديل على نسل نوع نت خلقته وهو منقوص عليلء فيعدل في وجتمه فيخفف 
من مسوخته ودمامتهء ثم يدخل تعديلا بعد آلاف السنين في ظهره فيخفف من 


صفحة | ع 


الخطاط قامته. ثم يعدل في ذيله بعد آلاف أخرى حتى يخفيه» ثم يخفف من شعر 
جسده في تعديلات أخرى متتابعات حتى يلغيهء وهكذا حتى ينتبي بعد آماد طوياة 
إلى ما عليه هيئة الإنسان اليوم! فبالله كيف يا عاقل يا محترم يكون هذا هو الخلق 
على "أحسن تقويم"؟ ؟ ؟ وهل رأيت في الهذيان ما هو أسخف من هذا؟ ؟ 


بواصل الدكتور فيقول (ص. /337): "ويدعم المعترضون رأبهمء بأن الخالق الكريم 
قد خص الإنسان بأن صوره فأحسن صورته ((.. وصورم فأحسن صورك ..)) ومن 
ثم لا ينبغي الربط بدنه وبين باقي الكائنات. لهؤلاء نقول: لم يخص القرآن الكريم الإنسا 
كم امصوردو :ان (الكلرة قيال :1 عبان لاك (إع ا عدن كاين 
خلقه وبداً خلق الإفسان من طين))؛ وهنا ملمح لطيف في الآية» فالله عز وجل 
بعد أن أخبرنا بإحسانه خلق كل شيء» يضيف بأنه خلق الإفسان من طين» حتى 
لا يغتر الإفسان بحسن صورته." اه. قلت: لسنا نزع أن الله خص آدم بحسن 
الصورة واحسان الخاق فلا تلبس على الناس! هذا هو لازم داروينيتك أنت إذ تجعل 
بعض خلقه معيبا منحطا لا يحصل الكبال فيه إلا بالتطويرء سبحانه وتعاللى علوا كبيرا! 
ثم أضاف: "هنا يعترض البعض قائلا: بل نحن أكرم وأفضل من باقي الخلق فلا تقارة 
بهم ويستشهدون بقول الله عز وجل: ((وَلَمَدْ كَرَمَْا بتي آدَمَ وَحمَلتَاهٌ في الب بر وَالمَخْرِ 
وَرَرَفْنَاُ مّنَ الطَيبَاتٍِ وَفََلْتَاهمْ عَلى كدر مَمَْ نا تفضيلة)) [الإسراء. ١00]ء‏ 
هؤلاء نقول: لقدكرمنا الله عر وجل بنفخة الروح التي ل تمنح لغيرناء وليس باختللاف 
اعمانها بدن اق تبون ارقت سيل لكان حر تترقا دن :من جدا رض ملا 
الجسدية بهم كرجا أكبر. وفي الآية الكرمة ملمح لطيف أيضاء فالله عز وجل يخبرنا 
ينا عن اكير" من حازم وان عل كن ين كلوه منق اكير اشنا 
بتكريم الله عز وجل وتفضيله إه." اه 


صفحة | /67 


قلت: من أين جتت باعتقاد أن الله لم ينفخ الروح في غيرنا؟؟ هذا ججمل بالكتاب 
والسنة جميعاء فالله تعالى 0007 ((وذ تخْلقُ مِنَ اين كمَةِ الطّيرِ يإذْني 
تنح با فََكُونُ طَيراً إذْني)) | الآية [المائدة : 11٠١١‏ وهذا إثبات لشيء مخلوق م 
نفخ في هيئة الطبر صارت طيراء وهي 5 تعالمى: ((وَإِذَا الْؤخوش خِرَث)) 
[التكوير : 5]» وإثبات الحشر إثبات للروح ضرورة» إذ لا يتصور في العقل أن 
بحشر مخلوق لا روح له» فإنه إذا مات ورمت جثتهء بقيت روحه حتى إذا جاء يوم 
الحشر بعثت في جسد جديد! وفي صحيح البخاري ومسم (واللفظ للبخاري) أن 
ااوغاى ون لغيه لاروك فقن ناعارو داق ناك إن عفني من 
صَئْعَةَ يدِي» واني ني أصتمُ هذه التَصَاوير. فقال | باغاس ةلا أعزنك إلانما عميث 
رسولٍ الله صل الله عليه وسام يقول: معفثة يقول: (مَنْ صَوَرَ صورة فإنّ الله مُعَذِبُ 
عي 0 شِ له تاف فيا أبتَا). قرا الرجل وو شديدة وأضمر وجمة. 
فقال: ويحَكَ إِنْ لا أنْ تصتع» ٠‏ فعليكَ بهذا السَّجَرِء كل شيءٍ لبس فيه روح" 
وفبه أن الروح 00 غير الإفسان كما تكون في الإنسانء وإلا لقال "فعليك بهذا 
لشجر وكل شيء سوى الإنسان"! وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز تصوير الدواب 
ا ا ال 
ابن عباس رضي الله عههاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتخذوا 
شيئا فيه الروح غرضا", فدل على أن الروح تكون في غير الإنسان! والإجاع منعقد 
عبر قرون المسلمين كافة على أن الدواب والطيور والحيتان والحشرات فها أرواح» 
خلافا للنبات والطحلب ونحو ذلك! فهذا ما عليه المسلمون من اعتقاد في أمر الروح 
كدان والة ولاج دوجا نفل شرل لو انوس عع لقرنا دلا لدو 


إليه راجعون! 


صفحة | 6179 


والعجيب أن مذهبه الذي يريد تقريره في هذا الكلام, هوا ستواء الإفسان وجميع 
الدواب والأنواع الحية في وحدة الأصل ووحدة أسباب الخلق والتكوين» فكان 
الوق انيه انهه لجل ارون تر عفد او هدي :تراج اقيق قاد طرق 
في ذلك بين آدم وبين أبيه الدارويني المزعوم! بيد أنه لما علم أن نظريته تننفي عن آدم 
وله عرض عن الأأراع كلق رن فى ل وانوننها ميض :به 
آدمء بحيث يحمل عليه ما القرآن من تصريح بذلك التخصيص والتفضيل! فلا كانت 
النظرية تتناول كل ما هو ظاهر من أ مر الإنسان في جسده وبنيته وجيناته وكذا ال 
يحد الرجل إلا أن يجعل خصوصية آدم في روحه؛ ذلك المكون الغيبي 0 
في ميتافزيقه الجهمية الطبيعية من إثانه! وهو في تلك المسللة جار على البد 
الشاهينية» مع تعديلات جاء بها من كيسه! 


وأما نفى التفضيل والتكريم باختلاف الجسد عن أجساد الدواب والأنعام فهذا جمل 
آخر مستقلء وجحود لنعمة عظهة من نعم الله عز وجل! وقد تقدم الرد على تحريفه 
لقوله تعالى ((في أحسن تقويم))» فلا نعيد. 


يقول المعترضون: ليس هناك جدوى من البحث في كيفية خلق الإنسان» 
فالقرآن الكريم أوجز الأمر كله في أن آدم أبو الدشر كلهم» وأن حواء قد 
اك 0 جاء في التفاسير)ء ٠‏ ويستشهدون بقول الله عز 
وجل ((ا آنا توأ ربكم أي عل ين بس واج وَخََقَ مِنْنَا 
زو ل وَنسَاء وَانَّعُوا اله اأنِي نسَاءلُونَ به بد وال رْحَامَ 
إِنّ الله كان عَلَيْ رَقيبً)) [النساء : لد 1 

تمد مقرل الشعراوي» الناتن عرية :هنا آنا اخل في معاهة» .هال يلق 


صفحة | 5 


منها المقصود به خلق حواء من ضلع آدم أي من جسد آدم؟ إناس قالوا 
ذلك» واناس أصابوا فقالوا: لاء خلق منها تعني من جنسهاء ودللوا على 
شه قن و عي ونول: اللنارز لقم يا عوك فو فنك 007 له 

عز وجل مدا صلى الله عليه وسلم من تفوسنا وكونه ؟ لاء إنما هو رسول 
من جنسنا الدشري" أما فضيلة الشيخ الإمام مد عبده فيدلي برأي 
قاطع في تفسير المنار حول الاية» فيقول: "إذا كان المفسرون فسروا 
النفس الواحدة بآدم فهم ل يأخذوا ذلك من نص الآية ولا من ظاهرهاء 
لعن اندلة لحن كدق رق اناد لاقي ارك من 
ليس في القرآن الكريم نص أصولي قاطع على أن جميع البشر من ذرية 
آدم. إن النفس الواحدة هنا هي الإفسانية". (الجزء الرابع - ص. 1؟) 


قلت: لا يا دكتور, 0 "ليس هناك جدوى", بل 
يقولون ليس من المعقول ولا المشروع أن نتكلف البحث في كيفية خلق الإنسان على 
غير مثال سابق» وقد ببنا وجه ذلك بما نرجو أن يكون قد حصل به المقصود كل 
عاقل متجرد من الأهواء! وأما مسألة أصل حواء وخلقنهاء ذلا 0 على الإطلاق 
أن يكون هذا هو موقف إمام الجهمية الداروينية في زماننا فيهاء وا لله المستعان! بل 
العجب كل 0 أن وجدناه يقول بما يقول به المسلمون في تلك 
المسألة! رجل يعتقد أن آدم عليه السلام إنما خلق بالترقية الداروينية في بطن أنثى من 
م م مرأته حواء» إلا أن تكون من 
إناث القردة العليا هي نفسهاء من غير تطور أو شيءء أو على أ حسن الأحوال أن 

تكون قد خلقت بالتطوير في رحم أنثى أخرى من إناث النوع نفسه كا خلق آد 
على عقيدته؟؟ فإذا كان آدم قد ولد في حضن أننى من إناث أشباه البشر الأقل 


64١ | صفحة‎ 


تطورا (على الاعتقاد | ارك الي ٠‏ فآي 0 
نفسه من أن تشتبي أتثى من نفس النوع لتكون امرأته وأم ولده؟؟ فالواقم أ 
الدكتور يلزمه على اعتقاده الدارويني أن يجعل حواء من جملة القردة ل 
هذا 0 الجهمي لقوله تعالى ((وخلق منها زوحما))» لا يبقى لحواء أي خصوصية 

لكيفية التي خلقت بهاء ولا يبقى إلا أن تكون خلقتها خلقة الب عي 
ا الطبيعية! وبما أن آدم ذكر لا يحبل ولا يلدء لم يبق إلا أن تكون 
حواء قد ولدت مولدا اعتيادا في بطن أنثى من إناث النوع نفسه الذي يزع الدكتور 
أن آدم قد ولد منه! فإن قال: بل أنا أعتقد أنها قد طورت كما طور آدم؛ وخلقت 
على نفس النحو الذي خلق هو عليه» وتفخ فيها نظير الروح الي نفخت في آدمء 
قيل له: فأين اختصاص آدم بالنفخة الأولى التي "لم تمنح لغيرنا" كما زعمته آنفا؟ ثم 
أين في القرآن ما خرجت منه بذلك ولو من بعيدء والحال أن القرآن صر في أن 
الله خلق نفسا واحدة وخلق وزوجحها منها؟؟ لو صم ما تقول للزم أن نجده في القرآن 
يقول: "وخلق معها زوما" وليس "وخلق منها"! 


ولا عبرة بتلك السفسطة التي نقلها الدكتور عن الشيخ الشعراوي» ولا نعجب من 
تتبع الجهمية والمتفلسفة لكلام بعضهم البعضء ونقل بعضهم عن بعضء» فهذه سنة 
اللّه تعالى في خلقه! وإن كان لنا في الحقيقة أن نعجب من ذهاب الشعراوي هذا 
المذهب الفاسد ا م المسلمين كافة» من زمان الصحابة وإلى زماتنا 

ا مع أنه ليس إديه تنظير ميتافزيقي له تعلق بنشأة الأنواع» وكان من أشد الناس 
رفضا لنظرية داروين كا هو مشهور عنه! ولكن هكذا العقلانيون من المشتغلين 
بعلوم الشريعة» قد لا يكون لدى أحدهم من الأهواء المانعة من قبول السنة في هذه 
المسألة أو تلك ومن الإذعان لهاء إلا أن نفرت نفسه من استهزاء بعض السفهاء بباء 


صفحة | 617 


من هم معظمون أديهء أو كره أن 0 
يتلبس بأمثال تلك المخازني خروجا من ذلكء واللّه المستعان! فقوله "هل خلق منها 
و 0 ناس 
أصابوا فقالوا: لاء خلق منها تعني من جنسهاء ودللوا على ذلك قائلين: حين يقول الله 

((لقد جاءم رسول من أنفسك..)) أ ل ا اله 
من نفوسنا وكئنه؟ لاء إنما هو رسول من جنسنا البشري" هذا مخالف لظاهر النص 
مخالفة خجة لا دليل علبها! ومعلوم في أصول التفسير التي يُفترض فيه أنه كان على 
دراية بهاء أن الأصل حمل النصوص على ظطواهرها ما لم يظهر دليل معتبر ينقلها إلى 
غبر ذلك الظاهر! فأين دليله على مخالفة الظاهرء مع أنه محل إجاع كما تقدم؟ 


إن النص الذي يورد الشيخ عليه هذه الشبهة هو قوله تعالى ((خاق لك من أنفسكم 
أزواجا)) الآية وقوله ((جعل لك من أنفسكم أزواجا)) الآية» مع أن خاق الله أزواجنا 
ول اتتيكا هذا اهن اتعمتماه اناهن حر الوا رو مساق وقوين اما 
بالعاضل» ولس عرد رازن لو قاس من :تزهناء جا لمالا 5 عمل عليه 
قوله ((لقد جاءم رسول من أنفسك))! ثم إنه لا مانع من حمل قوله تعالى "رسول من 
لفك "آي المزناافق اريك وماقاخمها آي رخ ل رو 
والديهء صلى الله عليه وسام؟؟ فهو إذن من أنفس الخاطبين خلقة وتكويناء كا أنه 
منهم نوعاء ولا إشكال! ثم إذاكان الشيخ يورد تلك الشههة على قوله "من أنفسكم" 
فكيف يرد ذلك الكلام نفسه على قوله تعالى ((خلقكم من نفس واحدة وخلق منها 
زوجتما))» الذي هو موضوع جوابه المنقول؟ ؟! إذا كانت يا شيخ تؤمن بأن آدم عليه 
السلام هو أول البشرء فكيف 0 عندك أن يقال إن الله خلق لآدم زوجه من 
نفسهء التي هي أول نفوس البشرء إلا بأن يكون ذلك الزوج مخلوقا من جسد آدم 


صفحة | 607 


نفسه؟؟ لا يتصور أن تكون قد خلقت من ذريته وفسله - مثلا - لأنها هي التي 
معاشرتها حصلت الذرية الآدمية بالأساس!! ولا يتصور أن تكون قد خلقت خلقا 
مستقلا عنه لآن الآية تصرح بخلقها من النفس الواحدة التي هي نفس آدمء كا أننا 
جميعا قد خلقنا من تلك النفس الواحدة! فأي شيء يكون قول القائلين بأن "منها" 
هنا تعني "من جنسها البشري" إلا تعطيلا لكلام رب العالمين عن معانيه؟ ؟ 


ثم هل مر الشيخ الشعراوي في يوم من الأيام بما في السنة من تصريم جمع عليه 
رواية ودراية» بآن حواء قد خلقت من ضلع آدم عل عليه السلام؟؟ أين هو مما في 
الصحيحين من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى لله عليه وسلم قال: "اشتؤضوا 
باليّْسَاءِ فَإِنَ الْمَرأةَ م وَإنّ أعْوَجَ شَيْءٍ في الضِلَم أغلاة. فَإِنْ ذَهَبْتَ 
2 اا أغوخ» فَاسْتَوْصُوا بِالْسَاءِ"؟ ؟ رسول الله صلى الله 

ورين رم إن حواء خلقت من ضلع آدمء وهذا يقول خلقت من نفس نوعه لا 
من جسدهء فبالله من نصدق ؟ ؟! 


َ ع لحي الشعراوي في هذه البابة» فهلا نقلت لنا مذهبه في 

لبحث التجريبي في خلق السماوات رقيو يا ذل الشعراوي في 
تفسيره 0 الأعراف عند قوله تعالى: ((وَلَمَد حَلياة م حؤزا 6 قتا لايك 
اموأ 1 فَسَجَدُوأ إلا ئيس لَمْ يكن من السَاجِدِينَ)) [الأعراف : ]١١‏ "هذ 
المسألة (الخلق والإيجاد) لا يمكن أن تق فا قرمات ميجرو لكدلنا 0 
خلقنا ولا لأي شيء ومُهّة خلقنا! فكيفية الخلق كانت أمراً غَبييًا وليس أمامنا ما 
نستفرئه لنصل إلى ذلك. وقد حكم لله في قضية الخلق. 1 الأمر بالنسبة 
للسماوات والأرض وما بيههما أم للإنسانء وقد حكم سبحانه في هاتين القضيتين» ولا 
مصدر لعام الأمر فيا إلا من الله سبحانهء وأغلق باب الاجتهاد فيهاء وكذلك باب 


صفحة | 611 


التخمين» وى القاممين بكل بحث بشري في هذا المجال بأنهم ضالون 0 
قال ليحكم هذه القضية ويحسمهاء وبري العقول من أن تبحث فيها؛ قال: "مآ أشْهَد 

خَلْقَ السماوات ا ل ار 
(الكيف:١ه)"‏ اه 
قلت فهذا تقرير صارم لمذهب السلف في تلك القضية الغيبية الحضة» أن الواجب 
فيها الوقوف على السمع بلا زيادة ولا نقصان» وهو ينقض عليك غزلك في خلق 
حواء وفي خلق آدم وفي قضية النشأة هذه كلها من أولها إلى آخرهاء والْمد لله أولا 
واخرا! 

وأما قول مد عبده. فصدق الذي قال: الطيور على أشكالها تفع ! فمحمد عبده كان 
جتحميا كصاحبناء معروفا بالتغريب وبالقول بأن قصص القرآن إفا هو ضرب أمثال 
وليس حقائق تاريخية» وبالغلو في تقديم العقل على النقل على طريقة القوم» وله كلام 
في منبج تأويل القرآن في تفسير المنار يندى له الجبين» تأني الإشارة إليه في موضع 
لاحق من هذا الكتاب! ومع أنه لم يصرح بقبول نظرية داروين فها وقفت عليه من 
كتبهء إلا أنه تقل على وجه الإقرار والااستحسانء في كتابه الإسلام بين العلم والمدنية 
(ص. )٠١6‏ كلاما لفيلسوف من الفلاسفة الأمريكان يبدي فيه تبه من سبق 
المسلمين - بزعمه - للقول بنظرية التطور الداروينية! فقوله: "إذا كان المفسرون 
فسروا النفس الواحدة بآدم فهم م يأخذوا ذلك من نص الآية ولا من ظاهرهاء بل 
فل اللبد]ة الملة غنقه روفي ان "اذم أبن النقترمد الوك ون أنه لبن لتر 
الكربم نص أصولي قاطع على أن جميع البشر من ذرية آدم. إن النفس الواحدة هنا 
هي الإنسانية (الجزء الرابع - ص. 555" قلت: هذا كذب على الله ورسوله 
وأصحابه والمسلمين كافة! وإلا فأأي شيء يفهم من قوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ حَذَ وَنْكَ من 


صفحة | 6204 


بتي آم من طُهُورِه ذَرَتمْ وَأَشْهَدَُمْ عَلى أَشْسِهمْ الست يرب قَالُوأ بلى سَهِدْئا أن 
ووأ تو الَْمَةِ نا كنا عَنْ هذا عَاِليَ)) [الأعراف : 175] | ن لم نفهم منه أن 

جميع البشر هم من ذرية ١‏ ادم عل عليه السلام ؟! وي شيء يفهم من قوله ((وَِذْ قَالَ رَيْكَ 
دكن مان لال مان 1ن مقر ) شمر نه 
أن ذلك المخلوق من طين الذي أخبر الله عنه ملائكته هو أول البشر؟ ؟ وأي شيء 
نفهم من قوله: ((وَإِذْ قَالَ رَبك لِلمَلايكَةٍ إن جَاعِلٌ في الأَرْضٍ خَلِيمَةٌ ْوأ نعل فيا 
من يلد فيا وََسْفِكُ الزْمَاء ون فسخ يحَنيك وَنقيّس لك قال ! في أَعْمّ مَا ل 
او 0 آدَمَ الأسَْاء كلها نح عَرَضَهُمْ عَل الْمَلايِكةِ فَمَالَ أَنئُونٍ بِأْمَاء هَؤُلاء 
اي اه 00 2 
َال يا آدَمْ أَنبتيُم بأنعائي: فَلَمَا َأ بأنماتيم قَالَ أآ كم أقل لَك إق عنث الشفاواتك 
ا ل الم أي شيء نفهم من 
هذا إن لم نفهم أن أول البشر هذا إنما هو الخليفة الذي أخبر الله به الملاتكة. الذي 
موك قبطاية الأنانة هيلي وطن لأف رانم ملي 1 ظهر ذلك العام لديه 
ا وأمرهم بالسجود له وأخرج من ظهره ذريته التي أهبطه ليخلقها منه 
فى الدنياء : 00 الا 0007 
077 5 كله جرى على من إن لم يكن على أول البشر أيهم آدم عليه 
السلامء ال أجل ذلك ا ينبغي أن 
يكون مفهوما أن منازعة محمد عبده ومن نجى نحوه في هذه القضية ليست خلافا على 
مسألة فيها متسع للنظرء بل ل ا 
انما هو خلاف في معلوم من الدين بالضرورة يكفر من خالف فيه قولا واحد 
لتكذيبه صرح القرآن» ولا حول ولا قوة إلا بالله! 


صفحة | 6171 


ثم قال ص١‏ 0 0 ادم وحواء فقط الذين خلقا من نفس واحدة. بل نحن 
أيضا: ((] أيبا 0 ا وَبَثْ 
عدار 0 الك انق قساءلوى “نه وَالأَرْحَامَ إنّ الله كان عَلَيْمْ 
قبا )) [النقيا ء : ١]ء‏ فالآية تشير بدقة فائقة إلى أن تلك النفس الواحدة هي النوع 
الواحدء هي الإنسان البشر. يتناسل رجل أسود زنجي مع امرأة بيضاء ناصعة» | 
يتناسل روماني أبيض مع يابنية صفراء» أو قزم آسيوي مع ممشوقة بيضاء أو سوداء. 
فببعث الخالق الكريم من كل هؤلاء رجالا ونساء يتتابعون جيلا وراء جيل. أي أن 
الوحدة لا تعني وحدة العدد (آدم) بل تعني وحدة 9 (الأنما ف اهن انان 5 
تقول إننا سنقيم معرضا للكتاب. هل يعني ذلك كتابا واحدا؟!" | 
قلت: هذا كلام واه قد بينا وهاءه» وآية وهاءه من آية النساء التي يستدل بها 
الدكتورء هو أنه تعالى قال: "وبث منهها", فكيف يكون البث منها إلا على معنى أن 
جميع الرجال والنساء قد بثت من تلك النفس | ا 
الحقيقة لا على ذلك المعنى الفاسد الذي ذكره الدكتور؟؟ ثم إذا كان الرجل والمرأة 
يتنأكحا ٠‏ 0 متي :يلي تم الذرية تتناكح فتتابع لحان ا بعد جيل» من 
الواضم بداهة أن مبداً ذلك وأصله لابد أن يرجع إلى نفس واحدة» ذكر واحدء يتناسل 
0 3 الأنثى الأولى من نوعهاء حتى يبدا ذلك انسل وتجري فيه الذراري على 
لنحو المذكورء وإلا لزم التسلسل! فلابد من ذكر أول وأتثى أولى يصح فهم| 
خطاب القرآن بأنه هو النفس الواحدة التي خلق منها لا من غيرها ذلك الزوج المذكور, 
فكان من نحاكها ابتداء ذلك النسل كلهء وأصل النوع كله! فهها سفسط الرجل على 
الآية فلن يصل إلى ما يريد لا بالسمع ولا بالعقل» ولن يجد في الكتاب والسنة 
والإجاع إلا ما بيبطل قوله وينقض عليه مراده» والمد لله رب العالمين! 


صفحة | /لا10غ6 


إن ببت الداء هنا أبها القارئ الكريم هو أن الدكتور وكذلك شيخه محمد عبده من 
قبله» يتعاملان مع القرآن وكأنه قرطاس أثري اكتشناه بالأمس 9 صدفة في 
كن الكيوته [كنافف اليد الدع فيه السارف لكا ات هين عن 
بالأمس من السماء. فأخذنا في الاجتهاد والنظر في محاولة فهمهء وإذن فلا فضل 
لرئي على رأي ولا لنظر على نظرء وإها جميع الآراء سواء في محاولة فك طلاسم 
النص المسطور في ذلك القرطاس واكتشاف مراد صاحبه منه! يجب أن يفهم هؤلاء 
أن القرآن كتاب أنزله الله 0 و ار اي 
كا أن المآن نفسه محفوظء سواء في صورة إجاعات على معاني النصوصء أو 

الل 0 فى أقوال معينة ورثنا معها أدوات الترجيح 
فها بنهاء والإجاع على أ مالع الم قي لاض علدا القرآن وأسمعنا نصه 
وحرفه ولفظهء هو نفسه الذي أورثنا فهمه ومعرفة مراد صاحبه منهء واجميع نابع من 
مشكاة واحدة» قد علمنا صاحبها صلى اللّه عليه وسام أن الحق محصور فيها في سبيل 
المؤمنين وأنهم لا يجعمون على ضلالة» واذن فلا متسع في ذلك الفهم الموروث للتجديد 
والاختراع وان رغمت أنوف الجهمية كافة! فالذي يأخذ المن كنص مجرد» ثم يعرض 
بقفاه عن فهمه الموروث معهء ليحدث فيه من الفهم ما لم يتصوره أحد من المسلمين 
قبله فإما هو زائغ صاحب هوىء يصح فيه قول رب العزة تبارك وتعالى: ((فَأما 
اللِينَ في فُلُوي ريع فتبعُونَ مَا تَسَابَة مِنه انتقاء الث وَابتَاء تأويله)) الآية [آل 
عمران : ]! هؤلاء هم من يسقطون الفهم لموروثٍ ولا يرفعون به رأساء وما كانوا 
ليفعلواء لأنه إنما يأقي على خلاف أهوائهمء قاتلهم الله ابتلاء لمم ولغيرهم بخطاب 

ليقنا الشارع نفسهء واه الحكر البالغة! 


صفحة | /62 


ثم يقول: "ويحسم الإمام مد عبده الأمر عند تفسيره قول الحق عز وجل ((خاق 
ل ين أنفسك أزواجا)) (الروم: )١‏ و((جعل ل ص أنفسك أزواجا)) (المشورى: 
)١‏ بقوله "إن المقصود بذلك أن أزواجنا من جنسناء الجنس البشريء ومن ثم لا 
داعي لترديد أن حواء < مسحي انان تمي 
الثاني من سفر التكوين وورد في بعض الأحاديث (الني تحتاج صعتها إلى مراجعة) 
ولولا ذلك لم يخطر هذا المعنى على بال قارئ القرآن." اه. قلت: دونك إلى إسقاط 
صحة حديث أب هريرة الذي أورناه آنفاء خرط القتاد» ولن ترجع مناطحتك إجماعات 
السلف وما هو معلوم من دين المسلمين بالضرورة عليك إلا بكسر قرنك» فاتطح ما 
شئت! وتأمل قوله ": 5 الحم في 
المسألة تأسيسا وتقعيدا بصرف النظر عن صحة تلك الأحاديث, فكأنه لا حوجج بها 
قال: لعلنا نراجع صحتها في يوم من الأيام! وما ذاك إلا لآن اعتقاده في الغيبيات ليس 
0 على نصوص الوحيين ابتداء» وإنها يؤسسه على ميتافزيقاه ونظرياته التي 
ولا ويطلق لنظره ورأيه وهواه العنان فيبا ثم يخضع لها كل نص يقع بين يديه 
ا أقباه :تأويل: فلك« التمروضن قن نا يوافق تقواف قال >كل 
سهولة: لعلنا نراجع حتبا فيا بعد! فنعوذ باللّه من كبر الفلاسفة وأهل الكلام! 
ثم قال الدكتور موردا المزيد من اعتراضات مخالفيه: 
حول قول الحق عز وجل: ((إن مثل عسى عند الله كثل آدم خلقه من 
تراب ثم قال له كن فيكون)) (آل عمران: 294)» يقول المعترضون إن الاي 
تبين كيفية خلق الإنسان» فآدم خلق من تراب» بشكل فوري مباشرء 
بكلمة كن. ومن ثم انتبى الأمرء ولا داعي لزيد بحث يظهر غير هذا. تقول 
للقائلين بهذا الرأي: إن الآية تنشير إلى عكس ما تقولون: فالآية تدص على 


صفحة | 669 


سرس رن وات سا ل 
من مريم العذراءء وأن مريم ابنة عمران وأن عمران ولد من آباء وهؤلاء 
من أجداد. ليس عسى لخسبء بل نحن أيضا ((قال له صاحبه وهو 
يحاوره أكفرت باإني خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا)) 
(الكهف: 307). إذأ فعيسى من ترابء» ونحن من تراب» ررحم وجود آباء 
لناء ذلك لأن أبنا هو آدم الني خلق من تراب. فلم لا تفهم من القول بأن 
آدم من تراب أنه هو الآخر له آباء وأجداد بدءوا من التراب؟. 


قلت: نقول في جواب سؤالك يا دكتور: لأن هذا مناقض لصري النصوص الأخرى 
كلهاء ولما أطبقت قرون المسلمين على فهمه منها!! فإن لم يكن هذا الجواب يكفيكء 
فما نوع الجواب الذي تريد؟ ؟! أي نوع من أنواع الأجوبة العلمية يمكن أن يقنع مثل 
هذا الرجل ببطلان مذهبه؟؟ لا شيء من طريق أهل التفسير والتأويل وعلوم 
الشريعة على الإطلاق» ما قالوا وا استدلوا! وانما يزول عن مذهبه إن قدر أن 
رأى بأم عينية نظرية التطور اللعينة هذه وهي تسقط بين أيدي أصعابهاء أو على 
الأقل حتى يراهم يتحولون في نشأة الإنسان خاصة (فيا هو معقد عنده أكادهيا) إلى 
خلافها! فهو ذنب لم في فلسفتهم الغيبية. خاضع خضوعا ناما لمصادر تلقي المعر 
الغيبية عندهم, لا يذهب في ذلك إلا حيقوا ذهبواء ولا يجروٌ على مخالفتهم إلا في 
حدود ما يحسب أ أنه يكفيه للبقاء على دينه من موافقة للاعتقاد الموروث عند 
المسلمين! فكل ما سوى ذلك القدر عنده فهو ملعب للرأي والنظرء لا معرفة فيه 
ترجى بما عند السلف أصلاء وإنما هي أوهاهم النابعة من "علوم زمانهم". التي نننظر 
أن يأتي "العام الحديث" (هكنذا!) بفصل المقال فبها وحسم النزاع الموهوم في ذهنه! 


صفحة | 206 


من كان هذا دينه فلا جدوى من مناقشته بالنصوص والاثار والسنن وتحرير مواضع 
النزاع والإجاع الشرعي! وانما يقال له ولأمثاله: لكر ديدم ولي دين! 


آية آل عمران يا دكتورء لم يفهم منها العقلاء» في سياق النكير على النصارى في قوم 
بربوببة المسبحء إلا أن المراد أنه كبا خاق الله آدم بلا أب ولا أمء فكذلك خلق 
المسيح بلا أمء وكلاهها مع ذلك بشر أصل خلقته الطين الذي خلق منه آدم» وكلمة 
التكوين التي بها خلق الله ذم وخاق المسيح في ين أمدا فإن كنت معاشر التصارق 
اب يا أن تعبدوا آدم لأنه خلق بلا أب 
ولا أم! هذا هو المراد من الآية | أجمع المسلمون على فهمه اد اع 
0 ا 0 القول بأن وجه 
الشبه بين عيسى وآدم علهه| السلام» هو أن كلا منها ولد من أمء والأم ولدت من 
آباء وأتحات قبلهاء فإنه لا تقوم منها حمة في مقا :الزد على التضارئ الذيق عبذوا 
سود انكل جا لدسو را دار ركد لد 
فائدة فيه! ثدار الحجة على اشتراك آدم والمسيح في كرما بلا أب» وفي زيادة آدم 
بكونه بلا أب ولا أم» فتتهض الحجة بقياس الأولى كا تقدم! أما على هذا الفهمء فا 
فائدتها وما الفرة من مخاطبة النصارى بها؟! لا حجة في إثبات مشابهة المسيح لغيره 
اع ما ا وانها الحجة في إثبات مشاببته لأببه 
أذ اق حافت من محواتك تظافب الخالى لمادار.رمن :2 إلراف مطل مدهي 
فتأمل! 


95 
5 2 
3 ٠ 
٠ 
و‎ 0 
4 


ليس صحيحا أن "كن فيكون" (كما جاءت في آية سورة آل عمران السا 
9) تعني الخلق الفوري. فكن فيكون لا تعني ني الأسباب ولا تلاشي 


صفحة | ١هع‏ 


الوقتء نحن خلقنا بكن لكن ذلك تطلب تزاوج رجل وامرأة» وتطلب 
مكثا في الرحم مدة تسعة أشهر. إن كل شيء خلق بكن فيكون: ألم يقل 
الحق عز وجل: ((وإذا قضى أمرا فأما يقول له كن فيكون)) (البقرة -١١17‏ 
آل عمران /ا2-مريم 35) وإذا تأملنا آية آل عمران: 59, وجدنا أن الله 
لل كم لك حشدعن رب اك قال م كان اك 
يد ل لكيس قاف اج الاد اعون 90 
فترة طويلة من خلقه من التراب؟ كذلك فإن من يقولون إن خلق آدم 
بكن فيكون يعني خلقا مباشرا في التو واللحظة يناقضون أنفسهم» فإنهم 
في قول الحق عز وجل: ((هل أنى على الإنسان حين من الدهر لم يكن 
شيئا مذكورا)) (الإنسان: )١‏ يفسرون ذلك الحين من الدهر بأنه أربعون 
سنةء ترك فيها تمثال آدم الطيني ليجفء. أي أن خلق آدم لم يستغرق 
لحظاتء بل تطلب جفافه فقط أربعين سنة. 


8 : وحار نم 
اه ما يريد سبحانه التي تجدها في مثل قوله إنه 
مساءي د 0 كان لغواء والظلار 
0 ا ا ان المسلمين 
في آية آل عمران وغبرهاء ثم يفوض العلم بكيفية ذلكء فها لم يرد فيه نصء لله تعالى» 
ولا يتفسلف تاك الفلسفة القبيحة التي خاض فيها الدكتور بنظرياته وأوهامه! يا 


صفحة | 57ع 


يتحرك إلا بكلمة من اللهء ((يَسُْهُ مَن في السَّمَاوَات َالْأَرْضٍِكُلّ يؤم هُوَ في شَأَنِ)) 
م ]» لا يشغله أمر عن أمرء كلام عن كلام» ولا تدبير عن تدبير» 
0 داعسا سوم ب 
لله الكونية» التي تدخل في قوله جل شأنه: ((إِنمَا مره إِدَا أَرَادَ شَيْئا أنْ 
0 ليس : 85]! فها حاولت أن 0 
حادث في العالم ناشئا عن أمر إلهي نازل لملائكة تقوم به فور نزوله» ثم هو بعد ذلك 
يعرج إليه في يوم كان مقداره آلف سنة من سنواتناء فلن تأني في ذلك إلا بقياس 
وتشبيه الأفعال الإلهية» فتمثل أو تعطلء كا تلبس به به الدكتور ها هنا! وإلا فكيف 
ينزل الأمرء وتيف يعرج» وما هو ذلك اليوم الذي يعدل ألف سنة من أيامنا؟ هذه 
كلها أمور لا مدخل للعقل البشري إليها! ولسنا نتصور - أصلا - آمرا لا يشغله 
أمر عن أمرء وله في كل لحظة من لحظات زماننا ما لا يحصيه إلا هو وحده من 
الأوامر النازلة! فنحن نؤمن بذلك كله على ما صرح به رب العزة من معان نفهمها 
ونثنتباء ولا نتكلف مجرد محاواة فهم كيفياتها! 
أرأيت لو أنك أردت أن تأمر عاملا عندك بأن يصنع ساعة مثلاء فهل تصدر إليه 
أمرا بصناعة الساعة إجالاء ثم تتركه ليستند إلى علم سابق لديه في كيفية ذلك التصنيع 
وخطواتهء أم تصدر إليه الأمر بتفصيل كيفية الساعة والهيئة الي تريدها علبها على 
وجه التحديدء ثم تتركه ليقوم بذلك على علمه وخبرتهء أم تأمره بكل خطوة من 
خطوات تصنيع الساعة؛ لأن إديك في كل خطوة منها غرضا مخصوصا يرتبط بأمور 
أخرى لا يغطبها علم ذلك العامل ولا يتسع لها؟ وهل يكون الأمر الواحد نازلا في 
الشيء وبعض أسبابه» أم نازلا في كل سبب من أسبابه استقلالا؟ وأي الأوامر 
يكون أنجر وأسرع تحفيقا للمطلوب؟ الأمر الكلي الأول الذي يضطر معه الآ 


صفحة | 7دع 


لاننظار تحقق الخطوات على يد مأمورهء أم الأوامر الجزئية الكثيرة التي يكون كل 
أمر منبا مفضيا بصورة ما أو لو م يه 
الساعة المذكورة في المثل وتام صنعها؟ هذه كلها تصورات مدارها على علاقة آمر 
بشري بأمور بشري مثلهء يشغله الأمر عن الأمرء والفعل عن الفعل» والتقيد بحدود 
ما عند مأموره من علم وقدرة على إنفاذ المطلوب في الوقت المطلوب وعلى النحو 
المراد! 
ولكن الأوامر التي هي موضوعنا هاهنا هي أوامر رب ايم 
مسو 0 من أجله من إنفاذ أوامر الله جل في علاه, 
لي ال مي ل 
ومن أوامر الله جل شأنه وكلامه الذي يقضي به مراده ما لا يكون أمرا نازلا إلى 
مأك يعمل به كتوا للملاكة يوم الياة. وفهم ملك اموت تفسهء أن "موت" 
فجوتواء ثم يبعنهم بكلمة منه سبحانه على ما عليه جاهير الأَمة في تفسير قوله تعالى: 
((وآَا تدغ مَعَ الله إِلها آخرَ لا إل إلا هْوَكْلٌ مَيْءٍ هَالِكٌ إلا وَْمَهُ له الْحَكم وَاليه 
تُرْجَعُونَ)) [القصص : 88]! ومن الواضم البدهي أنه سبحانه لا خلق أول ملك من 
الملاككة في هذا العام ا ا ل 
الله جل في علاه وكيفية نقاذ أوامرة» بجا فيا قوله "كى": إلا الله ونحده! 
فإذاكان ذلك كذلكء, فعندما نسمع قوله تعالى: ((إِنَّ مَقَلَ عِسَى عِندَ الَهِ كَكَلٍ آدَمَ 
حَلَنَهُ من ثاب ثم َال أ كن فَيَكُون)) [آل عمران : 104» وننظر فها ورد في السنة 
والآثر من نصوص في تلك المسألة» فإننا نثبت ابتداء الخلق من التراب لآدم عليه 
ور التزاب جمع ثم جعل طيناء ثم صور الله منه صورة آدم وسواها وتركها 
في الجنة حينا من الدهرء وهو ما فيه قال جل شأنه ((هَلْ أَقّ عَل الإنان حِنٌ 


صفحة | 6516 


ئْنَ الدهْرِ لَه يكن شَيْا مدَكُور)) [الإنسان : 000 وقال إهمن 
فكان! فكلمة التكوين هنا تجقع بالخلق من الطين والتصوير باليد ولا تعارضء لأنها 
لم تتجه إلى ما خلقه لاس ارد 
تفيد حصول التراخي لا بعد كلمة التكوين ولكن قبلها! فإذا صدرت كلمة التكوين» 
حصل موضوعها فورا وبلا تراخي» سواء استعملت فيها ملاتكة موكلة بإنفاذها أم م 
يكن في الأمر عمل للملائكة! فسبحان من بلى هذا الرجل بانقلاب الفهم وانعكاسه. 
الله المستعاة! 


وكذلك قول الدكتور: "نحن خلقنا بكن لكن ذلك تطلب تزاوج رجل وامرأة» وتطلب 
مكثا في لس شهر." قلت: فا أدراك بأي أمر على وجه 0 
كلمة التكوين التي ترى أنك بها خلقت؟؟ هذا كلام من يزع أن الله لما اقتضت 
تيكل عن “فيلو لأسن الإلمى لأبوية أنه وجا توق دنا لاف مد 
نشبيه الأفعال» فكأنما يتكلم عن آمر بشريء ينزل الأمر لعامل بشري ديه فيعمل 
ذلك العامل بأسبابه استقلالا عن الآمرء حتى يصل إلى إنفاذ أمره. أو لعله - وهو 
ما يقتضيه المذهب الميكانيكي ارم الذي يعتنقه الدكتور - يتصور الآمر وكأنه 
رجل يجلس على لوحة مفاتيح» فيضغط المفتاح لتجري الكبنة على نحو يفضي في 
النهاية إلى إنفاذ مراده سبحان الله وتعاللى عن ذلك علوا كميرا! فأوامر التكوين عند 
الدكتور على هذا المعنى» تنجه إلى أسباب الحادث لا إلى الحادث نفسه؛ ثم تترك 
الأسباب لتجري 7 0 قانونها ونظانما استقلالا بلا أمر ولا شيء! وهنا 
0 ه: ولكن ألبس زواج ا ناشئا عن أسباب متقدمة عليه هو 
خر؟ الجواب بلى! فلاذا جعلت أمر التكوين عند ذلك لا قبله؟ ؟ لماذا لا يقال إن 
أمر 0 ب المباشرة التي أدت إلى زواج والديك» ومن ثم 


صفحة | هدع 


ا كال لماه ديعم 
علها! فلياذا لم تجعل أمر التكوين بخلقك. هو الأمر المتجه إلى خلق تلك الأسباب» 
م ت متتابعة وصولا إلى مولدك ؟؟ لا مرح لديك 
على الإطلاق ولا يتصور لك م المسلك بطرد المسألة وصولا 
إلى أول أمر صدر بخلق السماوات والأرضء فيكون الأمر بخلقك أنت هو كلمة 
التكوين النني بها خلق نظام السماوات 0 
التكوين» تجعل كلها كلمة واحدة هي الكلمة الأولى» وهو ما ينبي بك إلى مذهب 
الربوبيين على التحقيق» العا 0 الله وكلامه وأفعاله المتعلقة 
تعلقا مباشرا بكل حادث من حوادث العالم» فتأمل! 


انقو مل ادكه قلترن م نوات قي ااتمين اناا لسار لاون 
ولا تؤثر في مسبباتها إلا بأمره جل وعلاء ولكل نوع من تلك الأسباب ملائكته 
لموكلة بهء العاملة بأمر الله تعالى. فلا ينقطع الأمر الإلهي عن جريان حوادث العام 
لأإفتعيق» لأه الآ عرض بعادنة الانيةا ذا اران تسييعاهة اباتك اله ةنا 
دكتور عمروء فقد سبقت تلك المشيئة المعينة» حوادث أخرى كثيرة شاء الله أن 
تكون سببا في >كونك في رحم أمكء كم|كانت سببا في غير ذلك من حوادث متوادة 
لا يحصيها إلا هو سبحانه! فإن شئت أن تجعل خلقك هو ابتداء خلق العلقة في رحم 
أمكء فلهذا أمره الإلهي الذي به جرى عمل الملك الموكل بالأرحام! وان شئت أن 
تجعل خلقك هون 6 ٠‏ فلهذا أمره كذلك» 0 
عموم قوله جل شأنه: ((إنَمَا أَمْرْهُ ذا أََادَ شَْئا أن يَقُولَ له كُنْ فِيَكُونْ)) [يس 
85]ء يصدر كل واحد منها فور حصول المشيئة عند 00 
فورا بلا تراخ ولا تأخرء والله أعلى وأعام. 


صفحة | 57 


أن الدكتور يتقلب ويضطرب اضطرابا ظاهرا في مسألة كلمة التكوين هذه؛ 
0 ترى إن كلمة التكوين تصدر عن الله تعالى كلمة بعد كلمة» ويخلق بها 
الشيء بابتداء أسبابه من قبله» فيتم حصول أثرها على التراخي لا على الفورء وتارة 
ول 6 كوه فى غنم سالساتة عن نظارية المملومائية) إن كلمة التككوين هذه تضفر 
آثارها في العالم فورا ولكن بالنظر إلى كونبا تحصل في عام غيبي لا زمان فيه أصلاء 
لجميع الحوادث فيه ماضيها وحاضرها ومستقبلها سواء! وهو ما يقتضي نفي التتابع 
والتراخي والتعدد بل ومطلق الوجود لكلمة التكوين كا ببناه في موضع سابق من هذا 
الاين 
ا 0 
نم ختم الدكتور هذا المبحث الجهمي بقوله: "اذا ك كله نؤكد أن قصة خلق الإنسا 
لسست من قضايا العقيدة | 5 الوقوف فبها عند ظاهر ما جاء في القرآن 0 
بل إنها من المعارف التي أمرنا بتحصيلها عن طريق السير في الأرض 00 
الآفاق وإعمال العقل في أدلة العلم المتجددة. ولا شك أن الله عز وجل حين أمر 
هذا يعلم أن ما سيتكشف لنا لن يدفع الإنسان إلى ل 
سيضيف إلى إعانه القبي إعانا عقليا راسخاء وإلا ما أمرنا جل شأنه بذلك." اه 
قلت: بل هي من قضايا | لعقيدة وان رغمت أنف الدكتور عمرو! ولم نؤمر بشيء هما 
دوه ادوم كذا انون يه أطل كا ونان راو قوق الكدورن لقال: "رافك 
أن الله حين أمرنا بهذا كان يعم أنه سيوصلنا إلى تجهيل رسوله وأصحابه بمراداته من 
امس عي م 
ول تنتبه إلى أنه هو أعظم وأخطر أسباب الإلحاد ونمو نابتة الشك في قلوب النا 
ولا حول ولا قوة إلا بالله! فليس تعرض المسام ا نبأ 


صفحة | لادع 


إلحادية الأصل ولزم صاحها أنها تنفي مخلوقية | لعالمء هو ما يدفعه إلى الإلحاد» فالعامة 
تجد في نفوسها ولله امد تفورا فطريا من مجرد فكرة الاستاع 00 
يعرض بضاعته! وافها يدفعه إلى الإلحاد تعرضه لفلسفة حححمية توصله إلى اعتقا 

النصوص الموروثة في دينه في القرآن والسنة اسيم ا 
المسلمين الأولى إلا على ضلال وجتمل في فهمهاء وأن النظريات الطبيعية الكونية التي 

لم تزل تتقلب ول يزل أصحابها يبدلوها في اتفاقهم لدي كا بيد 5 أحدهم 5 
ونعليه, هي العمدة في معرفة مراد الله من تلك النصوص! هذا ما يصل به ولو بعد 
حين إلى فقد الثقة في حجية تلك النصوص والإقدام على القول بأنها لا قهة لها ككصادر 
لتلتي المعرفة» وأنه لا ثقة على الإطلاق في شيء مما زع الأقدمون أنه هو دين الله 
وهو مراد رب العالمين من المكلفين! 


بتبي إلى ذلك كله بعدما كان ابتداؤه أن قبل من أمثال الدكتور زعمهم بأن مؤلفاتهم 
شٍ هي الطريق خماية المسلمين من الإلحاد ولزرع الإيمان الرامذ في قلوهم» ولا حول ولا 
قوة إلا بالله! الإيمان بي شيء با دكتور؟ ؟ في علو السلطان المعرفي الكوزمولوجي 
فوق كل نص في كتبهم» وفي جعل كلمته هي العليا عليهء كما علت من قبل على 
نصوص أهل الكتاب؟ أم الإمان بأنه لا يمكن أن يأتي في القرآن ما يخالف ظنون 
وتخمينات الطبيعيين ما ذهبت بهم أقستهم في غيب السماوات والأرض كل 
مذهب؟ ؟ أم الإمان بأنه ما من لفظ في القرآن إلا يرد أن يكون معناه على خلااف 
ظأاهرة قام الخالنة :تومل علحف ا مساو بغيدا تحن وتاونا ين فلن 2 
دالو والها وكوي واعانا :لقي فوا هدا زرو ال ابن ام 
اختياراتك أنت في نظريتك الكوزمولوجية والبيولوجية وتخرصاتك الغيبية التي تظل 
معرضة - رضيت أم أيبت - لأن تعصف بها كلها غدا ل 


صفحة | /4ع 


اأذي استعملته أنت من قبل في.بنائهاء كيا عصفت بغيرها من نظريات القومء فلا 
تترك منها شيا إلا جعلته كالرميم ؟؟ 


أي إيمان يتكلم هذا الرجلء ومن أين أت ذاك اليقين والإيجان المتين؟؟ 
ما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل! * 


التأويل» فيقول: "والآن إلى بعض المفاهيم الي ينبغي الأخذ بها عند التصدي لتفسر 
آبات الخلق في القرآن الكريم» حتى لا نظل أسرى لمفاهيم رماكانت مقبولة منذ أكثر 
من ألف سنة» ولكن صار لا مفر من التحرر منهاء حتى تتمثى التفسيرات ت مع ما 
إلمه العام من حقائق في القرن الواحد وال اه ثم بيدا من جديد في 
0 ية العنكبوت» وفي جعلهم إياها نصا تشريعيا 
في التكليف بالبحث التجريبي في الكيفية التي خلق الله بها السراوات والأرض! فينقل 


* قال الدكتور في صفحته على الفيس بوك: 

"قال لي أحد أقطاب الخلقويين: إن بعض الشباب ألحد بعد أن تابعك وتابع د. عدنان إبراهيم. 
وافقته! وأكدت له صحة ما قال! ثم سألته: أفهم أنكم عندما تضربون العلم بالدين فإن الشباب الذي 
يثق في العلم سوف يلحد لكن لماذا يلحد الشباب عندما يوفق د عدنان وأنا بين العلم والدين!! هل 
لديك تفسير؟ لم يحر القطب الخلقوي جواباً. قلت له: أنا أجيبك إن الذين ألحدوا عندما اطلعوا على 
طرحنا العلمي؛ هم هؤلاء الذين زرعتم في عقولهم منذ الصغر باسم الدين مفاهيم مغلوطة عن 
الحياة والإنسان» وعندما اطلعوا على كلمة العلم في الموضوع أدركوا خطأ الدين الذي زرعتموه 
في عقولهمء فألحدوا به. أي أن سبب إلحاد هؤلاء هو أنكم صورتم لهم ديناً غير ما أنزل الله 
وعندما بين لهم طرحنا أن هذا الدين الذي ربيتموهم عليه يعارض صحيح العلم » ألحدوا به." اه 
قلت: الله أكبر! "كلمة العلم في الموضوع"؟؟ لا والله ليس علما ولا قريبا منه» بل هو محض الدين 
الدهري الطبيعي الذي تعبد فيه الطبيعة وقانونها من دون الله! وسيأتي معكء أيها القارئ الكريمء 
بيان منتهى ما وصل إليه الرجل من "أسلمة" الدين الطبيعي الربوبي الاتحادي في كتابه الأخير» 
وهو ما إذا انضاف لما ترى من إهدار فهم المسلمين لنصوص دينهم» كان المحصول حمأة لا 


يتصور لمن أغرق فيها وفي الكتب التي أحال الدكتور عليها في تأسيسها إلا أن يهلك على الإلحاد» 
نسأل الله السلامة! 


صفحة | 59 


0 خالد مد خالد على سبق داروين المسلمين جميعا إلى العمل بهذه الآية (بزعمه) 

له ل يغاط بيا!! إذ قال: "ل يقم أحد من علاء المسلمين بتنفيذ أمر الحق 
1 0 وتعالى: ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق...)) (العنكبوت: 
2٠١‏ غير أن ذارون» دون أن يطلع على القرآن امجيد (على ما يبدو) قد قام بتنفيذ 
ذلك :إ3 استغل السفينة "بجَل" وطاف بها حول العال جامعا لعينالته الأحياء .من 
نبات وحيوان» ثم أخذ يبحث ويدقق ويتأمل كيف بدأ الخالق الكريم خلق تلك 
الأنواع... اهتدى دارون إلى نظريته الشهيرة الني أقامت الدنيا ولم تقعدهاء والتي 
يقول فيها بأن الحياة بدأت بكائنات بسيطة من خلية واحدة ثم أخذت ترتفي وتتطور 
نوعا وراء نوع» بل نوعا من نوع إلى أن ظهر الإنسانء أرق المخلوقات" اه 


قلت: فهذا امحل الفجء أصبح تشارلز داروين» ني الدهرية التجرييية المعاصرة, هو 
0 - الآية 000 ل 
لد وديا الكنة | ال ل 
نايل يونا ا فا حر 7 أن ص ا اليد داروين رحمة 
ا 00 
صدق الذي قال: شر البلية ما يضحك! أنا أكتب هذا الكلام ممخرية واستهزاء بكلام 
حق لمثله أن يتخذ هزوا وفاكهة للمجالس! ومع ذلكء ثما قولك أبها القارئ الكريم, 
إن جئتك بكلام لرجل من هؤلاءء بص بالترحم على داروين صراحة ويرجو له 


5٠ | صفحة‎ 


ألقاها في ببت من ببوت الله (طهر الله ييوته من هؤلاء!) يشرح فا نظرية التطور: 


أنا حين قرأت لداروين» وأنا أعرفه بفضل اللّه من أيام إعدادية» أنا أصلا 
(غر واضم) من إعدادية ولخصت الكتاب» حين قرأت لداروين» وقرأت 
9 الل م 00 5-08 اق 
0 0 إلى 0 م 5 
بس! ما قالش 4 ادها 0 ما 0 أبداء هو 0 
الفصل في داروين أنه لاأدري» حقيقة,» هذا يح : وسنعود إلى هذا 
بتحقيق» لكن في الجزء الثاني» في آخر الجزء الثاني» المسائل الفلسفية 
والدينية اللاهوتية! فالرجل لا أ أدري! أ أنا أقول لىء ٠‏ حتّى هذ | اللاأدري» 
إن كان الله تبارك وتعالى» وهذا تقريبا ما نرجحه ولا نرجم بالغيب لآن 
الرجل كا قلت لكر رجل مصداقية» رجل صافي» رجل بسيطء صريخ. 
0 شيء تجيب» ا 8 هذا! شخصية معجبة! هذا 
00 أدري! أ نا أقول ك: مثل هذا ع: ليه 
إواتشاء اللتدقارك وتدال اهاها الم أن كني أحذا ودام 
وهو يعم أنه بذل وسعه ول بهتد الآ إل هذه الشحة يعافا 1ك ! الند لله أرحم 


271١ | صفحة‎ 


من هذا! أعظم من هذا بكثير» تبارك وتعالى ! وله حكمة في كل شيء! 
الله له حكمة في أنه خلق داروين» وهداه إلى هذه الأفكارء وصيره إلى 


قلت: هذا الكلام» أنقله وأنا والله لا أدري أأضحك أم أبكي من ذلك السفه الذي 
7 0 الأذناب كا أتباع 0 ومانا! لولا أن أعرف ال 

جلء وأعلم مبلغ ما هو عليه من لزندقة والضلال» لما صدقت أذني والله 
0 ولا قوة إلا بالله! وللرجل أيضا كلام في الترحم على ستيفن هوكينغ على 
نفس هذه الوتيرة! ثن أبن بتي هذا الإرجاء الفاحش الذي يبلغ بأحدهم أن يترحم على 
م م و 
العشواء في محل الخلق والإبداع الإلهي ؟؟ يأتي» أبها القارئ الكريم» من 0 
فلسفات ونظريات الدهرية والتشبع بنظريتهم 0 0 لبحث والنظر في 
أمر الغيب وما فيه! فآنت إذا سلمت للفيلسوف الدهري ابتداء بصحة دعواه أن 
ا 0 من الطريق التي اعتمدها هو مصدرا لتلقي المعرفة 
ما هنالك: وبصحة دعواه خلو النفس من معرفة فطرية أولية بوجود الباري جل 
شأنه» لا تعوز الإنسان إلى نظر أو استدلال حتى يشهد بها على نفسهء إن سلمت 
له بباتين المقدمتينء لا سما الثانية» 0 لزوما مؤكدا أن تعذره إن قال لك إنه 
اجتبد وبحث وأطال النفس في البحث والنظر والقياس من طريقه (الثني صححتبا 
أنت له) في أصل العالم وما وراءه وما حوله» فلم يتمكن من التوصل إلى "دليل" 


11 


يثبت به وجود الصانم» أو أنه "اقتنم' ' أخيرا بوجودهء لكنه أخذ في مقارنة الآديان 


بعضها ببعض فطال به البحث ول يزل يبحث! 


صفحة | 6717 


وقد بلغ الجاحظية (أتباع الجاحظ) من المعتزاة القدماء أن أدركوا هذا اللزوم وصرحوا 
بالتزامه! يدخل أحدهم في مخاصمة مع الفيلسوف الدهري وهو يزع أنه إن ظهر له 
صحة برهان ذلك الفيلسوف فسيزول عن إسلامه لا محالة» ويتحول إلى الدهرية 
المحضة» يجوّز ورود المعارض على أصل اعتقاده وفطرته! فإذا كان يوافقه على أنه لا 
أساس في الفطرة للجزم بوجود الصانع كما يزعم (ولو خالفه في ذلك لما استجاز أن 
بناظره ويخاصه على طريقة النظار هذه, فاتتبه!). ثم طالت المناظرة والمناقشة وإيراد 
الاعتراضات والحجج والحجج المقابلة من كل صنف ولون حتى انصرف المتناظران 
بعد طول جدال من غير أن يتوصلا إلى اتفاق» فبأي سلطان ينتبى من ذلك إلى 
نسبة ذلك الدهري السك بموقفه و"اجتهاده" إلى المكابرة وجحد الضروريات؟ إذا 
كنت قد بدأت بالتسلي له بجهله المزعوم بأعظم البدهيات والضرورات على الإطلاق» 
تريد أن تبرهن علبها بين يديه بما هبي أوضم منه وأظهر إدى كل عاقل سوي النفس» 
فعلى أي أساس تريد أن نتهمه بالمكابرة إن لم تعجبه تلك البراهين؟ ؟ بل لزمك أن 
تقول إنه مجتبد مخطئ, خني عليه وجه ما عند خصمه من نظريات وبراهين جارية 
على منهج الدهرية في إثباتهاء فلم تقم في نفسه حجة ولا سبب صحيح يدعوه للتسليم 
بوجود من برأه وسواه وصوره! 

واذن فإن هلك هذا المجادل المخاصم على تلك النحلةء جاز الترحم عليه (على هذا 
المذهب المعرفي الفلسني الخبيث). لأن الظن به - إذن - أنه مسكين كان طالبا 
للحق» باحثا عن الحقيقة» لكنه لم يصبها ولم يوفق في الوصول إليها بعد طول بحث 
وجمحد ونظرء كما زع هو لنفسه! ولزم إذن اعتقاد كون المسألة نفسها (مسألة وجود 
الباري) أصعب وأخفى من أن يؤسس هو عليها ذلك الإيمان الجازم المنصرم الذي 
جاءت الرسل بخطاب يستصحب أساسه الفطري البدهي في نفوس الخاطبين ابتداءء 


صفحة | 277 


ويحاججهم به وبمقتضاه! وهو ما يقتضي تجهيلهم الرسل وجميع أتباعهم من لم يكن لم 
قط اشتفال بتلك الأمورء والتوهين من الأساس الذي بنوا عليه إماتهم» إن لم يرموا 
عبداع ترون وادر لطا ةبوشد: القلن! كفم داكن و سي 
انيعي سكير اميل ابوك ل نيا .ريه ار مو الك لا 
ولا يصح تغليق باب النظر فيهاء بل تظل خاضعة للشك المهجي أبد الدهرء ولا 
حول ولا قوة إلا باللّه! 


فإذا كان قاعدة الجدال والمناظرة هي الاتفاق على خلو النفس من العلم الفطري 
ووجوب اا إثبات الصانع إثباتا نظريا كم| هو ال كا 
نظرية تقل الثبوت والانتفاء» ويرد علهبا احقال المعارضء وجب أن يكون المو 

بين المتنازعين فها هو موقف الناظر من خصمه المناظر كن وي ان الأدلة 
النظرية التي يؤسس عليها مذهبه! من هنا أصبح المتكلم ملزما - وإن لم يلتزمه - 
بأن يعامل جميع خصومه معاماة النظار الفضلاء الصادقين في طلب يي المستحقين 
للإعذار والإنظار ما امتدت بهم أعارهم» وما أصروا على سفسصطتهم وعلى التدكر 
لمقنضى فطرتهم وبداهة عقوطم» وعلى الإغراق في زخارف القول تزيينا لما هم عليهء 
بل ولم يصح له ل ولا أن يحذرهم منهاء تحت 
شعار مراجعة الأسس | لعقلية التي يقوم عليها الدين» فضلا عن أن يق علهم حدود 
ب العالمين في المرتدين المارقين الجاحدين إذا هم تشبعوا بها! 

ذلك أنه إن م أن كان الأمر نظريا عسير المراس على هذا النحوء والمعرفة المطلوبة 
(إثبات الصانم) لا تحصل إلا بحسم الأمر فيه - وما كان 0 
عامة المسلمين لتلك السجالات والمخاصات الطويلة المتشعبة واجبا متعيناء بل "أول 
واجبات المكلفين"! ومن هنا أعذر الجاحظ الفلاسفة, وزع أنهم يعذرون في الآخرة. 


صفحة | 616 


وحم عمرو شريف إيان أنتوني فلو» وأثنى عليه أحسن الثناء وأبلغه كما مر معك 
وها أنت ترى هذا 0 يترحم على تشارلز 0 نفسهء يرجو أه المعذرة بين 
يدي ربه يوم القيامة» وإلى الله المشتى! هؤلاء تربوا في أروقة الفلاسفة وعلى حور 
المتكلمين واللاهوتيين» وتشربوا بطريقهم ومصادر لتقي المعرفي لدهمء فا كان من 
يحب أن يصبح الرعان عندهم هو مجرد التصديق بوجود الباري» ويصبح ذلك 
لاسي من الأدلة والاعتراضات ما لو أفنى أحدهم عمره 
يس لبحث والدراسة ما استوعبها كلها فضلا عن أن يوفبها الرد علبهاء 
اله المستععاق ولا 1 ولا قوة إلا باللّه! 

لهذا كان موقف السلف رضوان الله عليهم من الفلاسفة والمتكلمين موقفا حازما صارما 
لا تهاون فبه! فإن التهاون يفضي إلى الجالسة والخالطة, وامعو ل 1 
والموالفة وهوى ا إلى التشبع بمفهوم كل من العقل والعلم والدليل 
والمعرفة في أبوا ب الغيب لدبهم» ولومايلى ماهد رن فو ان وإلى إعذار 

المخالف | ا أخبث من ذلك ولو بعد حين! 

فقول هذا السفيه: "أنا أقول لك: مثل هذا عند الله لا خوف عليه إن شاء الله 
تبارك 00 اوح عار كن “تمامء وهو يعام أنه بذل وسعه 
ول بمتد لا إلى هذه النتيجة, حاشا للّه! الله لله أرحم من هذا! ! أعظم من هذا بكثيرء 
تبارك وتعال!" هذا قول من لا يثبت المعرفة الفطرية البدهية الأولية عند الإنسان 
بوجود الباري جل شأنه تلك المعرفة التي تحرك النفس السوية لأن تطلب الحق 
الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسام بمجرد أن تسمع بأن مة من يزيم أنه رسول 
من رب العالمين» .بعفه بالتوحيد ‏ وبلا يعبد الناس أحدا سواه! فالذي يثبت هذه 


المعرفة الفطرية كما هو واجب على كل عاقلء» هذا خالف هؤلاء الفلاسفة جميعا في 


صفحة | 6104 


مبدأ النظر نفسه! والمتعين عليه إذن» أن ينفر من مجرد فكرة المصير إلى المنازعة في 
تلك القضية البدهية العظبهة؛ فضلا عن الانتهاء إلى التوقف فيبا ودعوى عدم ظهور 
الدليل! والا فيا هذا السفيه حق لنا ههنا أن نسألك: إن كنت توافق داروين في زعمه 
خلو نفسه من دليل بدهي فطري يدلها على وجود صانعها وبارتها ورازقها والقائم على 
جميع أمرها بالغيب» نما الذي يدعوك أ و ل 
نفسك من "المؤمنين" ؛ وقد تشبعت بنظريته وذكرت في كلام لك توافقه على 
نسع وتسعين بالمئة من أقواله فيها؟؟ هو زتم أن نظريته هي 0 انتبت به إلى 
اللاأدرية (والحق أن دهريته وجحوده وتشبعه بالفلسفة الطبيعية هو الذي حمله على 
وضع النظرية من الأساس!!)» فإذا كنت تقبل منه تسعا وتسعين بالمئة من دعاواه 
فهاء فإما أن ترع أن سبب قوله هو باللاأدرية هو ذلك الواحد بالمثة الذي خالفته 

وإذن فإن سلمنا تنزلا بآن النشس البشرية تخاو من العم الطري البدهي بوجود 
0 ع الا وم كر لج و 
0 0 لأرض في زمان!) و 0 
التشكيك في وجودهء على أثر جزء واحد فقط من مئة جزء من نظرية هو من وضع 
فروضها تحى)| في قضية غيبية مطلقة التغييب؟! 


واما أن تكون قد خالفته في اعتقاده أن ما قبلته أ أنت من نظريته يفضى لى الدهرية» 
أو على الأقل إلى التشكيك في وجود الباري! واذن» وفي غياب | لعف الفطرية 
المنصرمة بوجود الرب | هو مقتضى طريقتكء فا الذي بنع - في دينك أنت - من 


ورود احتال أن تكون أنت المْخطئ وهو المصبب ؟؟ من أين لك أنت بهذا الجزم 
"لواف ” القاطع بصحة دينك واعتقادك فها توقف هو فيه (وهو عندك الصادق 


صفحة | 5717 


المتجرد من الهوى)؟ ؟ ( إذا كانت ١‏ المسأاة نظرية محضة كيا تزحمه امك وير شالك 
وان قلاف فيا قزرنزق ال الف عل وجلل ديه الك اصاذفاى للب لفق 
يقينك أنت في تفس الأمر ؟ ألا يكون المذهب الأكثر احتزاما للخلاف ولأداة الخالف 

هو القول 0 0 - بعدم الجزم بوجود الباري» وبأن الأمر لا يربو عندك على 
أن يكون ظنا تراه الآن را ال لو ٠‏ أو على الأقل متكافتا 
الماك قله 0 ام نت ملزم باعتناق ال لشك الترجيحي عتاأئتلتطوطمعط 
0 0 قضية وجود الباري 6 شائده عجوي 0 0 ما جعلته 
ل الح مو سي 0 
لمتقافر على أقفية الطبيعيين» الجاهل المتعالم في أصول الدين! 


0 أن يعتقد في رجل اختار التوقف في إثبات وجود ربه وصانعه 
من بعد ن كان في الأصل كتابياء أ أن الله قد يعذره يوم القيامة» بعد قيام الحجة 
0 السلام "ما سمع بي' ' الحديث)» 
وهذا يقال في العامة من أولئك اللاأدرية والربوبيين ومن شكلهم» فكيف برجل هو 
إماهم المعظم عندهم» الذي جاءهم - لأول مرة في التارية - بتفصيل ميثولوجي دقيق 
للكيفية | النني نشت بها جميع تلك الحلوقات البارعة المذهلة في حسن صناعتهاء نشأة 
دهرية محضة بزعمهء من غير أن يكون لها بارئ ولا صانع ولا غاية ولا شيء من ذلك 
على الإطلاق؟؟ لو أعذرنا مثل هذا باشتباه الأمر عليهء فأي قهة تبقى لرسالة مد 
بن عبد الله صلى الله عليه وسلمء وأي نفع يخرج به الناس منها لو كنتم تعقلون؟! 
ألبس الله الذي تزع أنه يعذر ذلك المجرم يوم القيامة بالاشتباه وتقارب الآدلة عندهء 


صفحة | 671 


هو الذي قال جل شأنه ف 0 )1 (آ: َم بيك َب اين م َل قوم و وَعَادٍ 
وَتَمُودَ وَالَدِينَ من تعره لآ يَدْلمهُم إل له عاد وشلهم بالبنقات: قرذوا أنيي فى 
أَفْوَاهِهم وَقَلُوأ إن كمَرنًا بما ومو 
ُسُلْهُم أفي م والأزضن الذعوة ليشيو لك مق ذل ور 
إلى أَجَلٍ مُسَتَّى قَالُوأ إن إلا بَعَرٌ مَثْلنَا مُِيدُونَ أن تَصدُونا عَما كان يبد آبآؤن 
َأنُونا بسَلْطَانٍ مُبينِ)) [إبرا برأهيم : 9-١٠]؟!‏ أفبعد هذا النقض الصري المستفيض 
في كتاب الثاتعال عل دفوئ الفنك» يتصور للمتشكك عدر إن هلك علية؟؟ 
ألبس هو نفسه الذي قال سبحانه: ((أَم خُلِقُوا مِنْ غَيْرٍ شَيْءٍ أَمْ هم الَْالُِونَ . َم 
خَلنُوا السَمَاوَاتِ وَالْأَنْضَ بل لا يُوقئون)) [الطور : 7-75]؟! أليس هو الذي 
قال تبارك وتعالى: ((يْ توَكْتُ عَل الله رَيْ وَرَبَحٌ ما من د21 إل هْوَ آخِدٌ بتاصبيتا 
إنّ رَي عَلَ صِرَاطٍ مُسْتَقِمم)) [هود : 57]؟! ألبس هو الذي قال سبحانه: ((وَمَا 
من دَابةٍ في لأَرْضٍ لآ إلا عل ا اله رذقهًا ويخ مُسْتَمَهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كل في كِتاب 
مَّبِينِ)) [هود : 5]؟! 


ألبس هو الذي قال: ((قالُوأ ا صَالِحُْ قَدْ كنت فيا مَرْجْوَا قَبلَ هَدَا أَتبانا أن تمد 
مَا يَعْبُدُ آبَاوٌن اننأ في شَتٍ مما تَدْعُوت لَب يك [هود : ؟١1]‏ فهل فرق في 
إهلاك تلك الأم بين الني تشكك في وجود الله واأذني جزم بعدمه؟؟ أليس هو 
الذي قال: ((وََوِهمْإِنَ قََلَا ايح عِيِسَى ابن مَرْت وَسُولَ الله ومَا َوه وَمَا صَلَبُو 
وَلكِن شبَه لهم وَنَّ الَذِنَ اخْمُوا فيه لفي شَليٍّ َُْ ما لَهُم به من عل إلا تناع الم 

وما ُو يتقينآ») [النساء : 157]؟؟ فهل أعذر النصارى بتشككهم واختلافهم في 
الأمر وتقاربه وتكافؤه لديهم ؟ ؟ أبدا! لماذا؟ ؟ لأن الذي جاء به مد صلى الله عليه 


صفحة | /271 


وسلم هو البينة وهو القول الفصل المطابق لما في الفطرةء الذي لا يشكك فيه إلا 
عاحد! 


وإلا فأي حجة تقوم على المخاطبين بهذه النصوص ونحوها لو جاز في العقل ألا يكون 
للعلم خالق مدبرء أو ألا يكون ذلك الخالق على أكل الصفات وأحسن الأسياء» فلا 
يخرج شيء من الدواب عن عنايته وخلقه (أصلا وتفريعا) وتدبيره والأخذ بناصيته؟؟ 
وكيف يظن بصاحب هذا الاعتقاد أن الله يعذره يوم القيامة؟ ؟ هذا والله من أعظم 
الطعن على رب العالمين والحط عليه لو كنتم تعقلون! ليس هذا 00 0 
فإن الرحمة الي تفضي بخالق السماوات والأرضء الغني عنما وعما فههاء إلى 

من جعل دينه تعطيله سبحانه عن سائر صفاته وجحد جميع آياته إلا 0 
خالقيته وعنايته وغائبته في خلق أنواع الدواب» وتنزيل صفة خلق الأنواع الحية كلها 
لاسي ا و لم0 
عظهاء والله منزه عنها بضرورة العقل والبداهة والفطرة السوية! ومن ل ير ذلك فليس 
فى اده لوقو رلا سول ولة.قرةر إلا الله لعل قطي 


هذا الانمياع في الدين والكفر البين» أيها القارئ المحترم» هو ما يترتب على مجرد فتح 
تلك القضية الغيبية المطلقة للنظر والرأي والبحث العقلي والقياسيء هذه هي ثرة 
بعد التشبع بمسلات الدين الطبيعي وكلياته في أمر الغيب وما فيه, 
فتأمل! 
لقد بنى داروين نظريته على استصحاب مبادئ الطبيعية الدهرية في طرد الأسباب 
الطبيعية في جتمة الماضي (ثما كان مغرقا في الغيب) بلا قيد ولا حدء إلا إن فشا ذلك 
عن فرضيته النظرية وقياسه التفسيري نفسه! فل وكان هذا يقيم لفكرة وجود الباري 
جل شأنه وزنا في أصل منهجه التنظيريء أفكان يجترئ على اختراق ذلك الغيب 


صفحة | 619 


لمحض (أصل جميع الأنواع الحية على الأرضء والحوادث التي بها خلقت كلها) بأنواع 
الفياس الطبيعي؟ ؟ لوكان في نفسه ما يكون في نفوس البشر الأسوياء العقلاء من 
تعظيم لجناب رب العالمين» أفكان يصر على الانتباء بنظريته إلى تحويل خلق الأنواع 
كلها إلى عملية طبيعية عشوائية محضة» تتسلسل فيها الأسباب الطبيعية وصولا إلى 
نوع أول هو أحط الأنواع كافة؟؟ لو كان عند هذا الرجلء لعنه الله صدق أو 
اهة علمية أو أمانة كم تدعي يا +تمولء لشهد على نفسه بما جبل الله عليه العقلاء 
الأسوياء من الإقرار لباريه بالربوبية والقيومية» وبأنه سبحانه هو الخلاق م 

لا يوصل إلى معرفة الكيفية التي خلق بها الأنواع الحية كلها ونظاهما الحبوي اإذ 
يحكمهاء إلا بالسمع وحدهء لا بقياس حوادث الخلق على أنواع الحوادث الخاضعة 
لذلك النظام المخلوق نفسه! المغالطة العقلية في ذلك جلية ظاهرةء وه السبب (أي 
ذلك القياس الدائري) في تلبس جميع أدلة النظرية (ثما كثرت وتنوعت) بمغالطة 
أسعدوءععم 00 عط وصتصم تك وبالتكافؤ التام كما بينا! 
فهل تحسب أنه كان يخنى عليه ذلك ؟ أبدا! ولكنه الكبر والهوى! وقد ببنا باستفاضة 
في باب سابق كيف أن الرجل تشبع بدهرية معاصريه ومن سبقهم من فلاسفة 
الطبيعييات | لكبار, وكتب باستفاضة في الدفاع عن تلك | الكليات الفلسفية التي 
أسس عليها نظريته» على طريقة صنويه الجيولوجيين الاسكتلنديين جبمس هاتون 
م3 (هلك في القرن الثامن عشر الميلادي) وتشارلز ليل 1آءتآ (الهالك في 
القرن التاسع عشر) في تطبيقه| مبداً السقرارية المطلقة غير المقيدة لميع العمليات 
الجيولوجية الجارية على الأرض حالياء واعتقاده| تسلسل الأسباب الطبيعية اللحضة 
في تصور حوادث هي عند العقلاء كافة من غيب الماضي المطلق الذي لا فلك 
مستندا للحكم بمشابهته لشيء مما في عادتنا (كالحوادث التي جرت في بداية تار 


6٠ | صفحة‎ 


الأرق عد ١‏ خاق العالم مباشرة» أو كطوفان نوح مثلا)» أو نملك ما به نقضي 
بالضرورة والبداهة العقلية بعدم جواز مشاببته لشيء ما في عادتنا (كالحوادث التي 
خلق بها جرم الأرض نفسه)! فلولا أن تشبعت تلك القلوب الخبيثة المستكيرة 
الجاحدة بالدين الطبيعي ومساأته الأولى» ومنبجه وطريقته في تحصيل المعارف بما في 
الابتداء! لولا أن تشبعت بالهوى الحامل على مبارزة الأنبياء وأتباعهم فها جاء به 
0 0 0 2-0 
فقول هذا الجرم الخبيث: "مثل هذا عند الله لا خوف عليه إن شاء الله تبارك 
وتعالى! حاشا لله» أن يعذب أحدا ويقذفه في جتمنم» وهو يعام أنه بذل وسعه ول بهتد 
إلا إلى هذه النتيجة حاشا لله", هذا الكلام لا يعد عند من له أدنى علم بدين رب 
العالمين» وأدنى إِلمام بدين القرد داروين» إلا زندقة وكفرا مستقلا ولا حول ولا قوة 
إلا بالله! وما نقول لقائله إلا: "نسأل الله أن يحشرك مع تشارلز داروين يوم القيامة, 
0 لا خوف عليه!" ولا يملك هو | لا أن يؤمن على الدعاء! فاللهم احشر 
ن ابراههم مع تشارلز داروين يوم القيامة» واجمعه بمن تابع داروين من أشباه 
القردة الذين ينتسب إليهم» وعاملهم جميعا بعدلك يا رب العالمين! 


ا 00 
ممعناه بآذاننا ينطق بكلمة التوحيد عند الغرغرة» ما نملك أن نشهد له بمثل ما شهدت 
أنت به لهذا الطاغوت الدهريء ولا حول ولا قوة إلا بالله! ألدس قد قال تعالى: 
((آلا إِنّ أَوْليَاء الله لآ حَوْفٌ عَلهمْ ولا ثم يَخْرئْنَ)) [يونس : 17]؟؟ ومع ذلك 


صفحة | ١لا‏ 


فغايتنا أن تقول | ن فلانا ترجى له الرحمة, ترجى! لا أن تقول: "لا خوف عليه إن 
شاء الله", أو نقول "حاشا لله أن يعذب مثله"!! أي جرأة على الله أغغش من 
هذا؟! هذا لا يرجى لمثله إلا أن يكون ممن تدعى أتم الدهرية الطبيعيين اعرد 
كلها يوم القيامة من زمانه وإلى أن يشاء اللهء في عقبه وتحت لوائهء كما قال الله 
تعالى: ((ِيَوْمَ َدْعْو كل ناس إِمَامِهُمْ و َمَنْ أوق كتابَهُ يتمبنة وْلَيكَ يَغْرَؤُونَ كِتَايمم 
َلآ يُُلَُونَ قَتيل)) [الإسراء : ]/١‏ وهذا يقول لا خوف عليه! سبحان الله 
العظيم! صدق الذي قال في أملم 00 ((لَذِينَ يُجَادِنُونَ في آناتٍ الله 
بعر سُلطَان أََاهْ كيرَ مَقْنَاً عندَ الله آمَنُوا كَدَِكَ يطْبَع الله عَلى كُنّ قب 
مَُكَيْرٍ جَبَارٍ)) [غافر : 5 ؟]! 


لا يبالي هؤلاء النوى بالوقوف على حقيقة ما أراد اللّه بكلامهء وانما يريدون تليسه 
بما يوافق نظريات الفلاسفة الأكادميين 0 تأمل 0 غالد محمد خاإد 
0 نفا: "ل يقم أحد من علاء المسلمين بتنفيذ أمر الحق تبارك وتعالى: ((قل 
الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق...))" قلت: إذن يصبح من يخالف سبيل 
المؤمنين فها كانوا عليه عبر قرونهم الطويلة في هذه المسألة حمودا لا مذموماء بل 
تلحق المذمة في هذا الباب بسبيل المؤمنين نفسه. وهذا نقيض قوله جل شأنه: 
((وَمَن مُشَاقِقٍ الرَسُولَ من بَغدٍ ما تين لَه الهُدَى وَيَتْْ غير سَيِيلٍ الْمُؤمنينَ نُوَِْ ما 
وَل وَنْضلِهِ حم وَسَاءتْ مَصِيراً)) [النساء : ]١١5‏ فتأمل! 
ولا يقولن قائل متكي على أريكته: "إن لكل زمان اجتهاده» والفتوى تتغير باختااف 


الأخوال" اد 0 0 إثبات ١‏ 0 


ل 0 ل 


صفحة | اع 


فالفهم فيه هو ذلك الفهم الواحد المأثور عن الصحب 0 والتابعين الميامين» ويبقى 
هو الحق ثمما طالت القرون وتباعدت الأثم وتغيرت أحوال الناسء وإما أن يكون 
النص فيا متشابها محقلاء وإذن فالفهم الصحيح هو بالإجاع أحد قولين أو أكثر قد 
جرى عليها خلاف الأولين ولسوو اراك رامن راو السام 
مثلا قد انحصر خلاف السلف والأئة في تفسيره في ثلاثة أو أربعة أقوال» فليس في 
ادث التارية ولا نوازل الزمان ولا أ ل ن أن يزيدوا على 
تلك الأقوال قولا إضافيا ذبن لونا لت واحد منهاء على طريقة "جئت 
لز :عه اا كرا كاك ان لمع 6الرمميرق أن اد طق العا أن كوي 
هي القول الحق» بدليل خلو المأثور منها أ 007 و يفيد بمعناها! ولو قدر أن 
كان الحق في قول يخالف تلك الأقوال المأثورة جميعا 0 
القرون السابقة دون أن يقفوا عليهء للزم انتقاض آية النساء في حجية سبيل المؤمنين 
اسخول من جاء - أخيرا - بالقول الحق تحت الوعين المذكور فيها! 
هذا المعنى قلناه وكررناه ولم نزل نكرره وسنظل نكرره بإذن اللّه تعالى بلا كلل ولا 
ملل ما حييناء ' لأنه لا صيانة للقرآن من زيغ الزائغين وعبث 0 
في هذا الزمان إلا بلزم والتشديد فيه كا لا أحسب أن غبورا على هذا ال 
يخالفني فيهء والله الموفق مراضيه! والله لا يصلح آخر هذه الأمة ! ع 
أولهاء وإن كره الجهمية والعقلاانيون! ولا يصح لآخر هذه الآمة فهم لكلام | لله وكلام 
رسوله إلا بالدخول تحت فهم أولهاء وإن رغمت أنوف المحرفين والمبدلين! هذه هي 
معركة هذا الكتاب, وهي الفارقة بين أهل السنة وأهل الأهواءء واللمد لله أولا 


وآخرا! 


61/٠ | صفحة‎ 


ثم قال عمرو شريف: "ويكرر الحق عز وجل هذا الأمر مرة أخرى في سورة الغاشية 
((أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت . وإلى السماء كيف رفعت . وإلى الجبال كف 
نصبت . وإلى الأرض كيف سطحت)) إنه أمر متكرر أربع مراتء وليس بالنظر في 
الحلوقات وحسبء ولكن بالبحث فى 'كيفية" الخلق." اه. قلت: هذه عمة فاضحة 
بعلا الوا ترك رك الوو عيب وانعر رضي العم اا ا سو يور 
من صاحبها عبرة لمن يعتبر! فهو يصر على حمل كلمة "كيف" في هذه الآيات على أن 
المراد تفصيل الطريقة وحكاية الخطوات وترتيب الأسباب, وان كان الآمر غيبا محضا 
لا نظير له في شيء من حوادث العالم أصلا حتى يقاس عليه! المقصود هنا يا دكتور 
كا يفهمه المسلمون: "أفلا يتأملون في الإبل على أي صفة جعلنا صورتهاء وفي السماء 
كيف أننا جعلناها فوقهم سقفا مرفوعاء وفي الجبال على أي هيئة نصبناهاء وفي الأرض 
على أي حال منبسطة جعلناها"! 


وإلا فقد قال تعالى: ((وَإِذْ فَالَ يرام رَبَ أَرِن كببق تبي الْمَؤق فَالَ أولَمْ تون 
ل بى ولكن ليطن قبي كال معد تع ين رسيم 
كل جَبَلٍ مَدْبْنَ جزْءا ثم اذْعْهُنَ ابتك سَعْيا وَاغَْ أن الله عَزيوٌ حَكِمّ)) [البقر: 
فلو صم ذلك 0 "كيف" ها هناء للزم اكد 
النذد قن العايد شال ونا طلمان قليه1 لو كان لقصو نهنا '"ككئنة يعاد الوق" 
ا و ل لي 
أنه جمع أجزاء أربعة من الطب ركان قد أمره بتقطيعها ونشرها في الأرض نشراء فأرجعها 
دم ما أعياه ذلك وما أعجزه! فهل علم رامع بتاك عنما اناك 
المباشرة أو حتى غير المباشرة التي بها يصبح الجؤان الميت المفتتء جسدا حيا كأنه 
ما مات وما فتت؟؟ أبدا! بل هل جعله يرى بعينيه أجزاء الطبر وهي تطير من 


صفحة | 615 


ل ف ا 
عل كات ع فل ثم يرى جثة كل طير من تلك الأربعة وهي تنبض من 
مواتها وكأنها لم تمت ؟؟ أبدا! وإنما أمره سبحانه بأن يدعو تلك الطيور الأربعة ليراها 
لا لسرم والمطلوب على وجه التام! 
فانظر كيف تفضي تنطعات الجهمية وسخافات الفلاسفة إلى إبطال القرآن» وا 
ال 


ثم قال الدكتور ناقلا عن أستاذ من أساتذة الأزهر: 


"ثانيا هل تتحكر 0 لعلمية السائدة في عصر المفسر في فهمه للآيات الكريمة؟ 
سؤال محم ينبغي أ 527 ويجيب د. عبد المعطي محمد ببوي (عميد 
كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر) عن هذا السؤال بقوله: "ومنذ نزل القرآن 
لكرج كان كل عصر يرى فيه رؤية جديدة تعينه على فهم الآيات بما يحصله من ثقافة 
استقاها من آفاق العلم والمعرفة السائدة. وكل إنسان يقرأ القرآن فيفهم منه بقدر ما 
وهبه الله من قدرة على الفهم ل 0 
دراية بالحياة وشئوونها." قلت: هذه الضلالة المنبجية الكبرى, لا سما أليق 
بها من أن يقال لها "نظرية نسبية التفسير" أو م ن 
كينا اتفق له أن يفهم» فه| انتبى إليه من فهم جديد لم يسبق إليهء وكان يلاثم الثقافة 
السائدة والعلوم المنتشرة في زمانه» فهو مراد الله من كلامه! وكأنما نتكلم عن كتاب 
لعب وهذرء لا ياي مؤلفه على أي وجه يفهمه قارئه» وبأي شيء يخرج منهء ولا 
حول ولا قوة إلا باللّه! 
يقول: "ولئن كنا ندرك أن ربط التفسير القرآني بالنظريات العلمية تحوطه المخاوف 
عند الكثيرين» مخافة أن تبطل النظرية فهتز الإيمان بالنص المقدس» فإننا ترى أن 


صفحة | هلا 


ل ل ا 0 
ماهد لعن رق امسر حرس ةا رف لوي للا والشواي:! 


اه. 


قلت: هذا تلبيس ما بعده تلبيس! المخاوف يا دكتور عبد عبد المعمي ليست من 
الإمان وحسبء ولكن من فقدان النص ته المعرفية اسيم بدوره» 
كا ببناه في غير موضعء إلى زوال الدين بالكلية وليس "اهتزاز الإيمان بالنص المقدس"! 
وي مخاوف من شيء واقع تحقيقا على مقتضى مذهبك هنذاء وليس توهما أو تخيلا 
لأمر لا داعي للتخوف منه! كلامك يا دكتور» ينزل بالقرآن إلى مرتبة نصوص أهل 
الكتاب» كسفر التكوين عندهم» الذي اتفق أصحابه على أنه ليس إلا محض مجاز» وأن 
تلك البابة (بابة النشأة وخلق السماوات والأرض) إِنما يؤخذ العلم والمعرفة فها من 
نظريات الطبيعيين لا من ظواهر تلك النصوصء لأن ظاهرها إذا خالفء فلا يكون 
ادا ولا يكون معلوما لدى أحد من الخلق حقيقة ذلك المراد البتة! فالذني يجعل 
المراد منه اليوم هو نظرية كذا التي اتفق لها أن سادت أكاديميا في هذا العصرء فلابد 
وأنه غدا منقلب فيه إلى نظرية أخرىء» وه السائدة في عصر ثم 0 بعده من 
يقلب ذاك اك وذاك ليضع في محله نظرية أهل زمانه» وهكذا ما بقيت السماوات 


ولا يخنى أن هذا التفريق بين "يات الخلق" (أو الآبات الكونية كما سماها زغلول 
لنجار) وغيرها من آيات القرآن في المسلك لمسلك المعقد في التوصل إلى معرفة مراد رب 
العالمين منهاء تفرقة بين متساويات؛ وتحك باطل لا أساس إه إلا الهوى! ولا يفضي 


صفحة | 617 


جويزه إلا إلى إشقاط السلطة المعرفيةالأصول التغسير وطرائقه المتفرة عند أ2ة 
الصنعة من يوم أن نزل القرآن وإلى يوم الناس هذاء إذ يقال: هذه الآيات باإذنات: 
لا توا بين الأقوال في تفسيرها بنوع المرجحات التي استعملها الأولون» لأن 

كلها من أولها إلى آخرها إنما هي جحمد المفسر الجاهل بما يعرفه أهل هذا 0 وانما 
تمولوا عن ذلك كله إلى النظر في فظريات الطبيعيين المعاصرين ذات الصلة» قفا 
هذا 21 + الوانهوا انق رصي البو فا ضرن فعدف لوطا انود 
التأوبل وهو المرادء أيا ماكان» ولا عبرة في تلك البابة بغير ذلك! 


فنحن ذسأل كل عاقل يقرأ هذا الكلام: أي قمة معرفية وأي فائدة تبقى لنص ديني 
لا يثتبي الناس في فهمه إلى معنى مسهّد منه هو نفسه على التحقيق» أو من غيره 
من النصوص المنسوبة إلى نفس المصدرء وإنما يقال للناس: انظروا ماذا عند 
الطبيعيين» ثم خذوه أيا ماكان واعلموا أئما هو مراد صاحب النص منه ولا بدء وما 
عدلوا عنه إلى غيره غداء فاعدلوا بالتفسير معهم ولا يضيره » إذ العيرة بالاجتباد لا 
بأصل النص ؟؟ هذا كلام من لا يرفع رأسا بنصوص كتاب رب العالمين» الكتا 

ذا اذى لكات بيننه ولا يقرت اارعته فا كلمن كلانه ومدق ليه 
امخاطبين به من نفس الطريق» ويحصل لحم به من النفع ما هو مقصود من تنزيله على 
الناس! وإنما يجعله رسم| مبتذلا لا معنى له إلا ما يُتزلف به إلى الطبيعيين والفلاسفة 
الكبار في كل عصر من العصور بحسبهء يجعله هو مراد الله منه لعلهم يرضون! 
فالذي يزع أن مثل هذا يكون "تفسيرا" فلا يدري ما التفسيرء أو يدري ولكن له 
من الأغراض الخبيثة ما الله فاضحه لا محالة! التفسير هو المعنى الذي تتفق قرون 
المسلمين كلها من أولها إلى آخرها على استعال نفس الطريق وسلوك نفس المسلك 


صفحة | لالاع 


للوصول إلى معرفتهء من غير أن يفتقروا من أجل ذلك إلى علوم ل يُعلمها رسول الله 
صلى الله عليه وسام أصحابه وأتباعه وما معوا بها يوما من الدهر ! 

فحاواة كاتب هذا الكلام حشر "التفسير العلمي" في جماة التفاسير المستساغة 
لكتاب الله تعالى» محاولة بدعية باهتة لا يجوز السكوت علهاء وه جارية عند 
أصحابهاء كما ترى» على منبح يجعلها أعظم خطرا من التفسير بالرأي الذي ذمه 
السلفء والى الله المشتكى. هو حسبنا ونعم الوكيل! 


يعقب الدكتور عمرو على هذا 8 0 "يا اللّهء ما أوسع أفق هذا العالم الجليل» 
ولنستشهد على ما قال بمثال: إذا قرأنا قول الله عر وجل ((والآرض بعد ذلك 
دحاها)) (النازعات: )3١‏ ونظرنا في قواميس اللغة (مختار الصحاح) لوجدنا "دحا" 
بمعنى بسطء ووجدنا أ يضا الدحية بمعنى البيضة. لقد اختارت التفاسير التراثية المعنى 

الأول وفسرت الآية بأن الله عز وجل قد بسط الأرضء إذ كان هذا هو فهم العام 
في ذلك الوقت. أما وقد أثبت العلم أن الأرض مستديرة» فقد فسر المعاصرون الآية 
بأن الله عرز وجل قد خلق الأرض على هيئة البيضة. اا ا 
المفاهيم | لعلمية السائدة» دون أن يمس ذاك بقدسيها." ١‏ 


قلت: هذا الكلام لا علاقة له بعلوم التفسير ولا بعلوم القرآن ولا بعلوم اللغة ولا 
بشيء من علوم الملة على الإطلاق! فأما أولاء فقوله إن في معاجم اللغة الدحية تأتي 
بمعنى البيضة» هذا تدليس وكذب على المعاجم وأصحابها وعلى لغة العرب التي نزل بها 
القرآن! ولن تجد هذا الاستعال الأعجمى الحادث في أي معجم من المعاجم المعتبرة 
منذ القرون الأولى من الهجرة ووصولا إلى يوم الناس هذا! وانما وقع ذلك عند بعض 
من لا خلاق لهم بمن خاضوا في معاني القرآن بعجمتهم» جريا منهم على استعا 

اللفظة "دحية" في بعض اللهجات المصرية الريفية المعاصرة» فقالوا دحاها أي بسطها 


صفحة | /ا6 


مع جعلها كالبيضة! وهذا كما تقدم استعال لم تعرفه العرب! ولا يزال المفسر مطالبا 
يأثبات أن عرب الداهلية قد 0 تلك اللفظة في ذلك المعنى الذي زعمه» إن 


أراد أن يطرح دعوى جواز - ز - أن يكون ذلك المعنى هو المراد من لفظة 
قد أنزلها الله على أولئك العرب 7 عربي مبين))! والرجل دونه إلى ذلك خرط 
القتاد! فإذا كان اللفظ لم ؛ يعرف أبدا لس 


الذي يزعمه لهء كان ل امتناع أن يكون المعنى الجديد الذي جاء 
به مرادا لله تعالى منه! إذ لا يصح في القرآن أن يكون نازلا على مد صلى الله عليه 
وسام ليخاطب به قومه بلسان عربي مبين» ومع ذلك يكون مراد الله بلفظة من 
ألفاظ الكتاب هو معنى لم تعرفه العرب في زمان التنزيل البتة» وماكان ليخطر لهم 
على بال! فكيف والحال أن الإجاع السلفي منعقد على فهم اللفظة على خلاف ما 


يريك 5 9 


وأما ثانياء فليست المعرفة الطبيعية السائدة في هذا العصر أو ذاك, مرجا من جماة 
مرجحات علاء 56 ملتناء وما كان سلفنا يفسرون القرآن بتلك النظريات 
يجعلومها مرجنا بين الوجوه التي تجيزها اللغة! فإذا كان الأولون قد فهموا من قوله 
"دحاها” أي سواها وبسطها لتناسب معاش البشرء و لأرض 
واستدارتها على فهمهم تلك اللفظة بعينها في تلك الآية بعينباء إن سلمنا تنزلا باحقالها 
معنى الكرة أو البيضة كذلك! فالآية ىما هو ظاهر من سياق النص ل تنزل في وصف 
هيئة جرم الأرض بكليته إجابة لسؤال عند الفلكيين أو الجيولوجيين أو نحوهم» وانما 
جاء الحخطاب فيا خطاب امتنان على عموم البشر با يجدونه تحت أقداتهم من | 0 
ع وما أخرجه الله منها من الماء والمرعى والمتاع! وإلا فا فائدة أن بأد 
سبحانه في هذا السياق» يخاطب العرب خطاب امتنان بنعمه الظاهرة الجلية فيقول: 


صفحة | 619 


والأرض بعد ذلك كرها لفعلها كالبيضة؟؟ لا شك أن ذم المنة على النشر بسظ 
الأرض وتسويتها لتناسب معاشهمء هو أظهر وأسبق إلى الدرك الحسي والعقلي» 
وأليق بالسباق واللحاق» وأعظم تحصيلا لقصود التذكير والحاججة من ذكر المنة 
علههم بجعلها كالكرة! 


وأما ثالثاء ثن ذا الذي قال إن العرب في الجاهلية لم تكن تعلم أن الأرض كروية 
مستديرة» ومن أين له هذا؟؟ هذه القضية كانت ا إدى الم من قدي>! 
وبحشب أحدهم أن يتأمل حال ركوبه البحر في الكيفية التي تبرز بها الأشياء من أفق 
البحر البعيد أمامه بصورة تدريجية مع الاقتراب منهاء والعكس عند الابتعاد عنها 
ليدرك ذلك الأمر بجلاء» إذ لا يكون ذلك إلا من استدارة الآفق! يه 
فوق جبلء يتكشف له مما وراء الأفق ما لا يظهر عند السفح» وهذا ونحوه لا يفتقر 
فيه إلى التأمل الرياضي والهندسي العميق حتى تعرف دلالته على انحناء الأرض! 
فالقول باستدارة جرم الأرض لا نعم فمن يعتد بقوله من المسلمين أهم قالوا بخلافه 
بوما من الدهرء ولا يقال - تاريخيا - إنه حدث أو ظهر (هذا القول) عندنا في يوم 
من الأيام بعد أن كان الاعتقاد السائد هو خلافه! بل كان القول بتسطح جرم الأرض 
ا ل ا 

تقل الإجاع على كروية | لأرض غير واحد من أمَّة المسلمين» كما ذكرنا ذلك في غير 
موضع! ومع أن كروية الأرض لم تكن أمرا مجهولاء بل ظهر في بلاد المسلمين من 
بحسب قطر الأرض في القرن الثالث الهجريء إلا أنه لم يظهر ذلك القول الحادث 
البارد في تأويل هذه الآية إلا في هذا الزمان» والله المستعانا وما ذاك إلا لعظم مأ 
ابتلينا به في هذا الزمان من الهوان والخذلان» ومن العجمة والجهالة بلسان القرآن 
وبطرائق أمّة ذلك الشأن» عليهم الرحمة والرضوان! 


صفحة | 5 


ما رابعاء قوله "وهكذا | تغبر تفسير الآية بتغير المفاهيم | لعلمية السائدة» دون أن 

ا ' قلت: خبرني بربك بأي عقل يغير ل رول قاقد 
السائدة من عصر لعصرء حتى يصبح النص القرآني ألعوبة في أيدي الطبيعيين كلا 

غيروا نظرياتهم غيرنا نحن تفسيره عندنا تبعاء ثم يقال مع ذلك إن هذا لا يمس 
بقدسيته ؟! أ أهذا كلام عقلاء؟ أي قدسية تبقى لنص كهذا بل بل آي قهة أصلا؟ ؟ ما 
قجة أن أخاطبك بكلام, فتأتي أنت لتقول إن مراد صاحب هذا الكلام هو أي شيء 
تنتبي إليه جممودي أنا في البحث والقياس والتنظير في نفس الأمر؟؟ لو قبلت منك 
هذا المسلك لحكمت إذن على كلاب بما يجعل وجوده كعدمهء من حيث إفادة العام 
في نفس الأمرء وهذا واضم جدا! الناس ماضون في التنظير والافتراض والقياس 
استقلالا بعفولهم على أي حالء فآي شيء أفدتهم أنا به إذن» إن قيل لهم إن أي 
شيء تنتبي إليه نظرياتهم في الباب فهو معنى كلاي؟؟ لا شيء إلا التسلق على 
كاك أصاي اك تلك النظريات حتى يكتسب كلاب قهمة ليست له ٠‏ بمجرد حفيقة 

اللفظ الذي تكلمت به "يسمح" بأن يفسر على نحو يناسب النظرية الجديدةك) 
ناسب النظريات القديمة من قبل!! فأي شيء نآخذ من قوله "دون أن يمس بقدسيتها" 
إلا أن يكون ذرا للرماد في العيون؟ ؟ 
والله لقد حق للملاحدة أن يسخروا من ذلك القحل السخيف الذي هو ديدن 
أصحاب التفسير العلمي هؤلاء! لنفرض يا هؤلاء أن بقي تفسير الآية على أن المراد 
بسط الأرض وتسويتها كا كان هو فهم ا فكان ماذا؟؟ ألستم ترونها 
منسطة مستوية تحت أقد قدامكم » مع كونها كروية ؟! أبن أو الغلط في ذلكء وما 
الذي يجعل ذلك المعنى من - طوس 
لكتاب الله ؟ ؟ خزي وخذلان ما بعده خذلان, والله المستعان! 


6/١ | صفحة‎ 


ثم في جزء ترجم له بقوله "ثالنا الخلق نوعان". بدأ الدكتور بكلام فيه من الحط على 
قرون المفسرين والآمّةَ من أهل هذا الدين ما فيهء إذ قال (ص. 777): 


بمثل الفهم الشائع "لعلمية الخلق" حجابا كثيفا إدى المعارضين لقبول التطور 
كحقيقة علمية. فإذا بحثنا عن مفهوم "الخلق" في التفاسير الترائية (وردت 
مشتقاته في القرآن الكريم مائتي مرة) وجدناها تجمع على أن الله عز 
وجل قد خلق كل صنف على هيئته (الخلق الخاص). ليس هذا المفهوم 
شائعا عند المسلمين فقطء بل وعند شراح سفر التكوين من التوراة 
وشراح الأناجيل. ولهؤلاء المفسرين في ذلك كل العذرء إذ ل يكن معروفا 
اق متضافه ا لترن الاجم عفر د فاك الداون اقل الداع رد 
"الخلق التدريجي التطوري". لقد فهم المفسرون من اصطلاح "الخلق" 
معنى الخلق الخاص فقط» بالرغ من أن ملامح الخلق التدريجي التطوري 
واضحة جلية في القرآن ومن حولنا. فعندما نقول إن الله عز وجل قد 
خلق إنساناء لم يلغ قولنا هذا ما مر به من أطوار جنينية (أثبتها القرآن) 
حتى صاركامل الغو. وعندما تقول إن الله قد خلق الأرضء لم يلغ هذا 
القول ثمانية مليار عام من التطورء انتقل فيها الكون من حال إلى حال 
حتى اكقل تشكيل الكوكب الذي نحيا عليه إنه ولا شك الخلق التدريجي 
التطوري الذي أثبته العلم فها بعد. 
ااا اح لا صر ري لك براك تار 
داروين الدهرية 00 أحاطت بك من كل جانب» نسأل الله السلامة! عندما 
ننظر في تراث سلف الأمة المترام عبر قرون المسلمين الطويلة في تفسير كتاب ربهم» 
الذي هم أعلم به ممن يأني بعدهم» وجوبا وضرورة وبداهة. ونجدهم مطبقين جمعين - 


صفحة | 6/1 


0 واحد في فهم مسألة خلق الأنواع الحية على الأرض» 
فلا نملك - ونحن المسلمين الموحدين - إلا التسليم بأن هذا هو مراد رب العالمين 
0 ذلك أنه لا بتصور برب العالمين الذي تكفل بحفظ الدين في قوله: 
((إنَا نحْنْ ترَلْتا الذِكْر انا لهُلَحَافِطُونَ)) [الحجر : 3] واإذي توعدكل من شذ منا 
عن سبيل المؤمنين وعن ترانهم الديني المحفوظ بالعذاب يوم الدين» في قوله جل شأنه: 
((وَمَن يُشَاقِقٍ الرَسُولَ من بَعْدٍ مَا تين له الهُدَى وَينَمْ غير سَيِيلٍ الْمَؤْمِينَ وَلْهِ ما 
وَل وَنْْلِهِ جمَممّ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [النساء : »]١١5‏ هذا لا يتصور له أن يترك 
الآمة كلها لتجمع على ضلالة أو على غلط في فهم شيء من كلامه: قل 0 
اعتقد جواز ذلك فقد كذّب القرآن نفسهء فانتبه إلى هذا فإنه أصل من أصوا 
المسلمين عظيم! د م المصدر الثالث من مصادر تلقي الدين عند 
المسلمين بعد الكتاب والسنة» رضي من رضي وكره من كره! ومن أسقطه فلن يبقى 
له من نصوص المسلمين إلا ما هشبه أن يكون طلاسمم ورموزا ورسوما فارغة لا حجة 
فها على أحد ولا معرفة تؤخذ منها إلا ما يحلو لكل سامع أن يزع أنها تفيده به ولا 
حول ولا قوة إلا بالله! فتأمل عندما يأتي من يجزم ببطلان موضوع هذا الإجاع 

هكذا بكل سهولة, لا يراه شيئاء ثم يأخذ في القاس المعاذير لقرون المسلمين أن 
ا ل ا 0 

هذا مسلك قوم يتبمون لدين رب العالمين وزنا أو يرون فرقا (ني في إفادة العلم) بين 
0 المسلمين وبين كتب البهود والنصارى؟؟ حسبنا الله ونعم الوكيل! 


قوله "ولهؤلاء المفسرين في ذلك كل العذرء ! 0 0 معروفا حتى منتصف القرن 
كيف صار "أسلوب الخلق" معروفا أصلاء 0 يوصل إلى معرفته من غير طريق 


صفحة | 6/7 


الوحي؟؟ الخلق الأول للنوع المي على غير مثال سابق» من أين تأتيكم المعرفة 
"بأسلوت" رت العالميق 0 أردنا أن نعرف أسلوب صانع ما في صناعته, 
م يحصل لنا ذلك حتى 3 ا 
أشهدم رب العالمين خلقه | لأنواء الجديدة وبثها في الأرضء حتى تنسبوا لأنفسكم 
المعرفة "بأسلوبه" في ذلك؟ ؟ والله حتى لو قدر لك أن رأيتم بأعينكم نوعا جديدا 
بوظائف عضوية جديدة ينشأ بالطفرات من نوع آخرء لما جاز لكم عقلا أن تزعموا 
أن جميع الأنواع الحية على الأرض لابد وأنبا نشأت بنظير ذلك» وأنها كلها ترجع إلى 
أصل مشترك كما في نظرية التطورء وأن هذا هو "أسلوب الخلق"! هذا ليس بلازم 
منطقيا! هذا يحتاح إلى قفزة إعانية ككيرة ط]نه2 4ه مدع.آ في مسلات الدين الطبيعي 
حتى يقال به! فكيف والحال أنكم ما شهدتم إلا تحولات محدودة في صفات معينة في 
إطار النوع الواحد ؟ ؟ لا يزال الدراونة يكذبون الكذبة على أنفسهم وعلى الناس حتى 
يصدقوها أتم التصديقء فتصبح هي العلم والمعرفة» وماكان عند الأولين من خلافها 
هو الجهل والتخلفء ولا حول ولا قوة إلا بالله! تأمل المغالطة الفجة في الاستدلال 
على ما يريد من أمر غيبي محضء إذ يقول: "لقد فهم المفسرون من اصطلاح "الخلق" 
معنى الخلق الخاص فقطء بالرتم من أن ملامح الخلق التدريجي التطوري واضعة 
جلية في القرآن ومن حولنا. فعندما تقول إن الله عر وجل قد خلق إنساناء لم يلغ 
قولنا هذا ما مر به من أطوار جنينية (أثتها القرآن) حتى صار كامل الغو." قلت: 
أي خلق هذا الذي كان اصطلاحا فهم المفسرون منه كذا وليس كذا؟؟ اصطلاحا 
عند من وأين تعرضوا له؟؟ أنت من تريد أن توهم نفسسك وأتباعك بأن الصحابة 
والسلف تقيدوا "باصطلاح" فلسفي معين في معنى لفظة خلق لما سمعوها في القرآن» 
واليوم قد تغبر الحال في العلوم» وتبين أن مصطلحا آخر هو الصواب» فوجب المصير 
إليه! فا حقيقة الاصطلاح هنا؟ حقيقته أنه حد ميتافيزيقي فاسد على طريقة 


صفحة | 2/16 


الفلاسفة: قرصنة على الحقيقة اللغوية والعقلية الملازمة عند الناس للفظة "خلق" في 
إطلاقها لي . لتخول تك لف في تاه بلا لاس 
كلمة "خلق". في إطار الكلام على النشأة الغيبية التي لم يشهدها أحد أصلاء فبصبح 
متعينا عليك أن تتوجه بذهنك إلى المعنى الخصوص الذي تقرره النظرية التي وضعوها 
هم في ذلك ل اي وذافك» عل أحسيق الخوالك: أن 
بلتمس لك عذر بالجهل وبأنك لم تبلغك النظرية» أو لم تكن قد عُرفت في زمانك! 
فهؤلاء المفسرون معذورونء لأنهم كانوا إذا سمعوا كلمة "خلق". في هذا السياق 
الغيبي الحضء في كتاب رب العالمين الذي خاطهم بلسان العرب لا بمصطلحات 
الفلاسفة» لم يتصوروا إلا المعنى القديم الذي كان عليه الفلاسفة قديما! فتأمل كيف 
تفسد الفلسفة عقول الناس وألستتهم» وتدخل على الحقائق الكلية لألفاظ القرآن ما 
م يعرفه أهل اللسان الذي نزل به القرآن! 


ما معنى "ملامح الخلق ا لتدريجي التطوري' اللا ن الأنواع الحية تتغير 
أن تغيرات تدريجية حسوسة. سواء على سبيل ال لتكيف أو غير ذلك» ٠‏ فبآي علم 
ون ال ا ا امع 
وأمبا هي التي أنشأت جميع الأنواع الحية من أصل مشترك ؟ ؟ أين ومتى شهدم أنوا 
تنشأ على غير مثال سابق في أرض كهذه التبي ولدتم فيها؟ ؟ هذا خرف وهنيانء ما 
ترام بين أيديكم من المشاهدات التي تأولقوها بما يوافق ذلك! فما علاقة أطوار خلق 
الجنين في بطن الآم بأسطورة التطور الدارويني في "سلف الإفسان"؟ ؟ شنشنة لا 
طائل تحتبا! 


صفحة | 64/ع 


مساكين هؤلاء المفسرون الذين فهموا "معنى الخلق الخاص" فقطء مع أن التطور 
الدارويني حولهم في كل مكان!! كيف ل يروا في أطوار الجدين في بطن الأم "ملمحا" 


العجيب أن الدكتور يحاول إقناع قرائه بأن سبب ذلك الغلط التاريخي العتيق (قوطهم 
جميعا عبر القرون كافة وصولا إلى القرن الماضيء بأن الأنواع كلها خلقت في أزواج 
مستقاة) إنما هو تعلق هؤلاء جميعا بنظريات الطبيعيين الأولين» أو بما كان سائدا 
لدهم من علم طبيعي بأصول الأنواع» جعلوه مصدرا من مصادر العام بمراد رب العالمين 
من كلامه! وهذا كذب أقرع له قرنان» ليس على أمة المسلمين وحدها ولكن على 
جميع أتم الملل الكتابية كافة! علوم تاريخيا أنه لم يكن إدى أهل الملل في تلك القضية 
قبل داروين إلا ما توارثوه من دعاوى غيبية بشأن خلق العالم وخلق ما فيه من الأنواع 
الحية» كل منهم بحسب ما عنده! وهو ما لم يكن تراثا من نظريات الفلاسفة ولكن 
بقايا من تعاليم الأنبياء! وانما تفذلك بعض المؤرخين في القرنين التاسع عشر والعشرين 
الميلاديين في محاولة إثبات أن فلاسفة اليونا نكانت إديهم "نظريات" في نشأة الأنواع 
نشأة تطورية» يتأولون نظريات القوم الكلية في أصل بنية العالم وما يتعلق بهاء وكأنما 
بلفسون سلفا لداروين في تارية الفلسفة! فلا العرب قالت بما قالت به قبل داروين 
على أثر نظرية أخرى لفبلسوف مثله» ولا بناء على قياس أو نظر فلسفي ولا شيء 
من ذلكء ولا غيرهم قالوا بالخلق الخاص بناء على مثل ذلك! لم يكن إدى المسلمين 
معرفة تجريبية ولا تنظير فلسفي في "أساليب الخلق" حتى يكون قوهم "بالخلق 
المباشر" مأخوذا منهء وتأويلهم للقرآن مبنيا عليه! بل كانت البابة ولم تزل من أبواب 
الغيب المحضء التي ما قالوا فبها إلا بما جاء به القرآن والسنةء وبا كان عليه فهم 
الصحابة رضي اللّه عنهم لما في الكتاب والسنة! وقبل بعثة مد صلى الله عليه وسلم 


صفحة | 2/7 


كانوا في ذلك على ما ورثوه من ملة إبراهيم ودين إسماعيل عليم| السلام! أي أنه م 
يظهر في تارية الآمة من يجترئ على اخترام تلك القضية الغيبية تامة التغييب بالنظر 
القياسي, ولا من يقول فبها بشيء ما خلا الوحيين وما توارثه الناس من فهمهاء قبل 
مخانيث داروين في القرنين الأخيرين» ولا حول ولا قوة إلا بالله! 


قوله: "وعندما تقول إن الله قد خلق الأرضء لم يلغ هذا القول ثمانية مليار عام من 
التطورء انتقل فيها الكون من حال إلى حال حتى اكتمل تشكيل الكوكب الذي نيا 
عليه» إنه ولا شك الخلق التدريجي التطوري الذي آأثبته العام فها بعد." قلت: بل 
يلغها يا دكتورء لأن الله في دين المسلمين» وكا نجد خبره في القرآن والسنة وعليه 
إجاع المسلمين وهو مما علم من دينهم بالاضطرارء خلق الأرض في يومين من أيام 
تالمحو اعرد فلج عن لارام والأرض. أما ما جرى 
وما يجري وما سيجري بعد على طبقات الأرض من تغيرات وتحولات يدرسها 
الجيولوجيون, فلا علاقة له بجوادث خلق الأرض التي كانت في تلك الأيام الستة 
قبل الاستواء على العرش! الطبيعيون يعتقدون» إعالا لبداً الاسقرارية المطلقة 
راندتدهنه تآ الذي هو ركئ من أركان ديهم الطبيعيء أن تلك التغيرات كانت ولم 
تزل تجري على الأرض من بداية خلقهاء باطراد لا ينقطع» وأنهاكانت كلها فها مضى 
مااي سا ا وم ل 
كانت الأرض ول تزل "تتخلق" بالتطور الجيولوجي المطرد الذي لا بداية له في الماضي 
سي ل ل 
والانفجار) ولا نباية له في المستقبل! فأين على هذا الاعتقاد بدأت أيام الخلق 
الستة» وآأين انتبتء وكيف يقال على ذلك الاعتقاد إن الله قد أتم الخلق في ستة 
أيام ثم استوى على العرشء سواء كانت تلك الأيام الستة من أيامنا التي نعدها أم 


صفحة | /6/1 


كانت غير ذلك؟؟ الخلق عند الطبيعيين ل ينته ولح ية ام 
1 00 واه الأرض كانت ول تزل 0 لآن» تحت تأثير و 
» وأما على دين المسلمين فالأرض < ادبا وانصرمء ثم هي الا 

م السنن والطبائع التي ركها الله فيها تركبا! وهذه مسألة يحب أ ينها 
7 الخانيث والمفتونون» الذين خلطوا ديننا بدين الطبيعيين» وجاؤوا في الاعتقاد 

مجه أهل الملتين جميعاء يوهمون أنفسهم وغيرهم من ججحلاء المسلمين بأن بضاعتهم 
ا له العلم في قليل ولا كثيرء ولا حول ولا قوة 
إلا بالله! 


صل الدكتور انتحاله على القرآن فيقول: "بل إذا نظرنا إلى مم القضية 
0 عليه السلام؛ وجدنا القرآن الكريم يصرح بأنه قد خلق خلقا تدريجيا 0 
ألم تذكر الآيات الكرمة أن خلق آدم قد مر بأطوارء تراب ثم طين ثم لخار؟ ( وسمتى 
ال 0 الفخار." اه. قلت: خلق آدم عليه السلام ليبس 
هو باه لقضية", وإنا هو تلك المسالة د الكلية من بدعة 
ة لكثر أكبر ترج من لل ٠‏ نسأل الله السلامة! التراب والطين والفخار 
ام العرب بتلك الألفاظء وليسست رموزا لمراحل تطور القردة 
العليا وصولا إلى لى الإنسان كما يومئ ! ليه الدكتور بكلامه! هذه الباطنية في التفسير لا 
محل لها من الإسلام! نعم بتي أن نهم م التراب وما الطين وما الفخارء ولكن من 
أبن نأقي بذلك الفهم يا دكتور؟! من نظريات الفلاسفة؟؟ 


١ 


0 ل وان رخمت لاوس تاكن ىراه 


صفحة | //2 


ليس في البابة شيء يرقى لأن ا صل إلاتها جاء :يه التراة.وما حاءت 
به| لسنة» وان كره الدراونة وأذنامهمء والله له المستعان لا رب سواه! 

يواصل الدكتور فينقل عن صنوه مد سيم العوا 

"وقضية الخلق كلها من القضايا الغيبية» التي من أصول منهج السلف أن فر الآيات 
الكاضية يرا "3 زات بل عذال 020 ار مل في دقاتقها. 
حر ل روا ا الور ا البحث عن أصل 
الإفسان» وهو عام يتكلم أصحابه من واقع ما يعثرون عليه في الحفائر التي يقومون بها 
في مناطق مختلفة من العالمء ومن واقع نتاٌ أبحاث معملية وخوص بأنواع الإشعاع." 
اه. قلت: تأمل هذا التناقض المهجي الفح! كيف يتمع لأحدهم أن يقول إن قضية 
الخلق قضية كلها غيبية» لا تناقش تفاصيلها ولا يجادل فبها ولا يخاض في دقائقهاء 
وإنها تقرر فيها الآيات كما جاءتء ثم هو يقول في نفس الفقرة إن "أهل علوم العصر" 
تدخل تلك القضة عندهم في نطاق البحث في علم يتكلم أصحابه بأدلة من نوع كذا 
ونوع كذا.. إل فيجوز منهم تلك الطريقة ويقبل منهم كلام فيا على أنه "عل" ؟ ؟! 
ما معنى أن تكون القضية من قضايا الغيب عندك إن كنت تجيز للناس أن يأتوا فيا 
بالنظريات والفرضيات والاستدلالات التجريبية ؟؟ هذا واللّه من أعحب العجب» 
وهو ما يكشف لك شناعة وفداحة التناقض المبجي الذي غرق فيه جتممية العصر 
وهم لا يشعرون!! 

بعقب الدكتور على هذا الكلام المتناقض السخيف بما هو أسخف منه فيقول: "اذلك 
نؤكد مرة أخرى أنه ينبغي أن ينظر رجال الدين في الآيات الخاصة بخلق الكون 
والإنسان في ضوء حقائق العلم ونظرياته الراسمفة, ليفهموا عن الله عز وجل مراده؛ 
وأن يؤولوا من الآيات ما يحتاج إلى تأويل. ألم يؤول بعضهم ((الرحمن على العرش 


صفحة | 6/9 


استوى)) (طه:2) و((يد الله فوق أيديهم)) (الفتح: »)2٠١‏ أو أن يمتنعوا (كآخرين) 
عن التأويل::وَيقولوا "مراخل الخلق معلوفةة والكين تحهول »:والسؤال عنه بذعة": 
ثم يتركوا الأمر للعلمء لكن لا ينبغي لهم أن يصادموا حقائق العلم بإشارات القرآن." 


اه. 


قلت: حقائق العلم ونظرياته الراسمخة؟؟ الله أكبر! تأمل كيف يقرر الدكتور ويؤصل 
للمريج الجهمي البدعي في التأويل بكل أريحية! يقول ألم يؤول "بعضهم" الاستواء 
واليد وغير ذلك من صفات الله في ضوء نظريات الفلاسفة الذين عاصروهم؟ ؟ فا 
الذي يمنعكم من ت: تنكب الطريق نفسه اليوم؟ ؟ تأولوا ما شئتم» ولكن ما فعلتم» فإياكم 
أن تقفوا في وجه "العلم 0 أن تلفقوا التأويل ما استطعتم» فإن أعيام ذلك 

ضوا وقولوا لا ندري ما مراد الله من هذه الآيات» بل قولوا إن السؤال عنها بدعة 
إن 0 قال مالك رحمه الله في السؤال عن كيف الاستواءء ودعوا اقتحام تلك 
"البدعة" للسادة العلاءء علاء الطبيعة النبلاء! أما أن "تصادموا حقائق العاه" 
"بإشارات القرآن"» فلا وألف لا! قولوا لم يأت القرآن بشيء أصلا في تلك البابة» ثم 
0 أمر "للعلم"» أما أن تزعموا أن في القرآن ما يعارض ما جاء به أنبياء البيولوجيا 
والكوزمولوجيا من "نظريات راسمخة", فهذا هو الجهل بعينه! 


على هذا الكلام الي عقب به الكتور» يتين لا ن العوا ا قال إن موضوع تاك 
الآيات غيب محضء وأن منهج السلف قريرها ىما جاءت» فإفاكان يقصد التفويض 
والتعطيل الجهميين! تعطيلها عن كل معنى.يوثم ولو من بعيد بخلاف ما جاء به 
الطبيعيون من نظريات في نفس الأمر! فإن سئلنا عن معانيهاء قلنا "الله لله أعلمء لا 
ا 

تلك البابة من الطبيعيين وحدهم» فإن وجدنا في النصوص ما يوافقه حمدنا الله على 


صفحة | 6 


ذلك؛ وجعلناه هو مرادهء وان وجدنا ما قال الأولون في معناه بخلاف ما عند 
الطبيعيين» تأولناه وجوبا وحكمنا بغلط الآ الأولين فها فهموه وان كانوا هم جميع المسلمين 

من قرن الصحابة وإلى يومنا هذاء أو فوضنا 2 
بالكلية وأنكرنا على كل من يفسر! لماذا؟ لأنه لا علم في تلك القضية إلا ما عندهم, 
أما ما في القرآن "فإشارات" جملة لا يؤخذ منها علم ولا معرفة! نسأل الله السلامة 
ونعوذ به من الخذلان! 


والعجيب أن الدكتور لما تفلسف وحاول أن يحاكي قول الإمام مالك رحمه الله المشهور 
في الاستواء» جاء بعبارة هي حجة عليه من حيث لا يشعر! فقوله: "مراحل الخلق 
معلومة» والكيف مجهول» والسؤال عنه بدعة". لا نملك معه إلا أن فسأل: وفي أي 
شيء بخوض ويتكلم البيولوجيون والكوزمولوجيون عند تناوهم مسالة النشأة إذن؟؟ 
ألبس في "الكيف"؟ ؟ وهل لم كلام إلا في الكيف أصلا؟ ؟ تفصيل المراحل هذه 
عندهم ما هو تنظير في الكيفيات» وفي الآليات التي ذشأ عنها ذلك التطور المزعوم: 
مرحاة بعد مرحلة» وخطوة بعد خطوة! واذن فأنت يا دكتور مبتدع ضال كما شهدت 
به على نفسك بقولك "والسؤال عنه بدعة", فتأمل!! 


يقول (ص. 775): "وينبغي ألا يتحدى المعارضون العلماء الطبيعيين أن يفسروا وأن 
يؤولوا جميع آيات الخلق في ضوء حقائق العم الخالية» ثا زال أمام العلم الكثير 
ليكتشفه» وما يعجز العللاء عن تأويله اليوم قد ينجح فيه غيرهم بعد سنين» قصرت 
50 


قلت: وبهذا يتم المطلوب من جعل القرآن وفهمه وعلومه تبعا لما يأني به الطبيعيون, 
قام التبعية! فلا يجوز في دين الدكتور أن يقال للطبيعيين في شيء من نظرياتهم 
أخطأتم في كذا أو نظرياتكم غالطة في كذاء بحيث يكون المستند في ذلك هو القرآن! 


691١ | صفحة‎ 


كيف والقرآن - على مذهبه - لا يحصل للناس فهم له أصلا إلا بناء على تلك 
النظريات ؟ ؟ فلا يقولن قائل إن هذه الآية فيها أمور لا يقدر الطبيعيون على تفسيرها 
قاين الت الحالية"..فضلا عن أن يقال إن فيا اما يخالاق نهنا من ريات 
المعاصرين! هذا لا يجعل لك يا صاحب هذا الاعتراض أي مزية معرفية على أولئك 
"العلماء". ولا يجعل لديك زيادة علم على ما عندهم» فلا تجاوز قدرك! بل تظل 
مرا اك "الإشارات القآنية" الممة) إلى بضاعتهم حتى تفهم أنت هذه التصوص 
التي أردت أن تتحداهم بها! وعليك أن تؤمن إانا راسخا بأهم إن لم يكن لديهم الآن 
ما تفسر به تلك الآياتء فهم متوصلون غدا - لا محالة - "لحقائق علمية" تحسم 
الأمر وتبين لك أنت ولغيرك من المسلمين حقيقة المراد من تلك الآياتء ولو بعد 
حين! فقبلوا تلك الأيدي الطاهرة والرؤوس النيرة التي "سارت في الأرض ونظرت 
كيف بدأ الخلق", واشكروا لها أن جاءتكم مره علك هن :رن وروا 
الرسالة وإلى يومنا هذاء مع كوكم مخاطبين بطلبه والبحث فيه خطابا تكليفيا حاسم| 
وأنتم لا نشعرون! تعلقوا بأبواهم وتلقوا نظرياتهم في ذلك الغيب المطلق كا يتلقى 
الوحي ا 0 
وما يتعلق با | لبتة» وي عند إذن كعدما! 
هذاء أبها القارئ الكريم» هو منج التأويل الذي يعلمه الدكتور أتباعه ولا حول ولا 
قوة إلا باللّه! 


يقول ر(ص. /337): 
ولكن» ألا يتصادم تأويل آيات خلق الإنسان مع ثوابت العقيدة؟ انظر ما 
يقول الشيخ حسين الجسر (غزالي العصر الحديث) في كتابه "الرسالة 
لجيدية" منذ أكثر من ملثة وعشرين عاماء إن القوابت القرآنية التي علها 


صفحة | 6917 


مدار "العقيدة" في خلق الإنسانء» تتلخص في أ الله عر مع قن 
خلقه من تراب ومن طين» ومن حم مسنون ومن صلصال كالفخار» وورد 
أنه خلقه من ماء (وهي أمور أوضم العام فها بعد أنها تشير إلى مراحل خلق 
الخلية الأولى التي بدأت بها الحياة). ؟- خلق الإنسان بيديه (التي هي 
قدرته) 7- خلق الإفسان من نفس واحدة (أصل واحد) وخلق منها زوتما 
وبث منهما رجالا كثيرا ونساء. ويضيف الشيخ الجسر: وإذا كان ظاهر 
اللضوض :لبن زان انايو يدل كانه الأقيان :رن متا لون 3 
النصوص ما يفيد صراحة إن كان خلق الإنسان تم دفعة واحدة أم بتكوين 
مقهل. أما إذا قام الدليل القاطم على مذهب التطورء فمكن تأويل هذه 
النصوص والتوفيق بها وبين ما قام عليه الدليل» ولا ينافي ذلك عقيدة 
المسلمين في شيء. ما دام لأصل عبام ) أن الله تعالى هو خالق الإنسا 

في كل حال. 


قلت: هذا الكلام كذب باهت على الشيخ حسين الجسر رحمه الله وعلى رسالته 
المذكورة» واللّه المستعان! وفيه من التدليس الصرخ ما لا يخنى على كل من سبق 
أن طالع تلك الرسالة أو مر علبها مرور الكرام! فالدكتور ينقل كلاما للشيخ بتصرف 
فاحش» ثم يضع بين الأقواس كلامه هوء الذي قرر المصنف خلافه في الكتاب! ولا 
قبول خصمه لمذهبه يتوقف على إلصاقه ذلك المذهب بهذا الرجل بالذات! والأعحب 
من هذا أفي رأيت 00 0-7 00 0 المسلك 


صفحة | 297 


على أي حال فالشيخ حسين كانء على الرثم من صوفيته وأشعريته الغاليةء صاحب 
موقف صارم ضد نظرية داروين وضد فكرة نشوء الأنواع بالترقي والتطورء بل وضد 
مبدأ استعال النظر العقلي في البحث في غيب النشأة (خلق الكون وخلق 
الإفسان)» وتقديم شيء من ذلك على فهم المسلمين المجمع عليه لنصوصهم في نفس 
الأمرء وكلامه في ذلك المعنى في الرسالة الميدية صريم لا يحقل التأويل! 


خذ على سبيل المثل قوله رحمه الله (ص. 3588): "ولكن أتباع محمد عليه السلام؛ 
لا يلتزمون القول بهذا التفصيل الذي مر حتى تقوم عندهم الآداة 000007 
الكيفية التي قلتم بها في تكون الشمس وانفصال الكواكب والأرض عنهاء وا 
يقتصرون في الاعتقاد على ما تقدم ذكره من النصوص التي م 
ويتبعون رأي جمهور علائهم على ما في ذلك من الإجال» ويفوضون عم تفصيل ذلك 
إلى الله تعالى» لأنهم لم يكلفوا بالبحث في تفصيل ذلك» 500 
من كل مال يرد في شريعتهم تصرح فيه» ول تقم ال ا م 
ظنية» فإن كار 0 : ا 
تلك النصوص قالوا: بحقل الصحة ويحقل ا إذ هو أمر مظنون." | 


وكذلك قوله في الصفحة التالية مباشرة (ص. 75/84): "نصوص الشريعة تدل ظواهرها 
على طريق الخلق ولا تحتاج لتأويل". ثم قوله: "ثم المدار في اعتقاد أتباع مد عليه 
السلام في شأن عوالم الكون أن يعلموا علا جازما 0 حادثة» فلابد لها من محدث 
وهو الله تعالى» أحدتما عه من العدم» ونوعها إلى أنواعها التي تشاهد الآن» 
وان جميع ذلك لم يكن بتأثير طبيعة أو ناموس» والنواميس 0 
بعض الكائنات إنما هي أسباب 0 وضعها الله تعالى ذلك: وهو عَني عنهاء قادر 
على إحداث تلك الكائنات بدونهاء وهذا القدر من العلم الجازم يكفيهم في الاستدلال 


صفحة | 2911 


على وجود الله تعالى واتصافه بالقدرة واعلم وسائر الصفات التي تدل علها تلك 
الآثار" اه. ثم بعدما بين أنه سواء كان خلق الأنواع الحية خلقا مستقلا دفعة واحد 
أو على مملء أو كان بالتطوير من بعضها البعض» جُميع ذلك يقنضي القول بوجوده 
ضرورة (أي من حيث الحكر العقلي الغخرد) *"»قال (ض.559): 


لكن النصوص المعقدة في الاعتقاد» النتي وردت في الشريعة الحمدية في 
شأن خلق عوالم الأرض هذه خلاصتها: ورد أن الله تعالى جعل من الماء 
كل شيء حي» وأنه خلق كل دابة من ماءء وأنه بث - أي: فرق - في 
الأرض الدواب» وأنه خلق من كل زوجين اثنين» وأنه خلق من الأنعام 
أزواجا (أم ي ذكورا وار التفسير)» وأنه خلق الأزواح كلها (أي 
الأصنا ف كلهااك) في ال لتفسير أيضا)ء وأنه خلق الزوجين (أي الصنفين 
كافي اتغسير أيضا) الك ه والأتى: » وأنه جعل في الأرض من كل الرات 
زوجين اثنين (أي من كل نوع كما في التفسير لتفسير أيضا). فالنصوص الثلاثة 
الأولى يحقل ل لاسي عا أن ات الخلق أو مذهب 
النشوءء والنصان الأولان يوافقه| القول الحديث ّ أها الملديون: إن 
تكون المادة الحيوية من الماءء ع 0 
المتبادر منها هو أن الله تعالى أوجد أنواع العوالم بطريق الخاق» أي 
أوجد كل نوع منها مستقلا عن غيره لبس مشتقا من 1 
كرود عاد فى مول :كلاسن زه من يدري لتاربي اكد 
العربي» لآن من يقول مثلا: قدمت لضيفاني من الأطعمة أنواعاء يتبادر 
" وهذا غلط منهجي في مخاطبة الماديين» إذ هم ما قالوا بالنشأة التطورية إلا جريا على دهريتهم 
المنهجية كما بينا! فكيف يرام إقناعهم بأن نظريتهم تدل على وجود الباري مع أنهم ما انتهوا إليها 
إلا بعدما استصحبوا القول بعدم وجود غيب أصلا؟! لا يجوز التنزل في هذا المقام دون بيان ذلك 


الفرقان المنهجي الكلي العظيم» فلينتبه لهذا! 


صفحة | 2964 


يه 0007 8 مستقلا عن له وقدمه ليم وأما كه 


0 0 فهو معنى بعيد عن الإرادة لا يخطر في 
البال» وإن كان ن جائز الوقوع. 


ثم قال (ص. 3595-757): 


فعلى ما تقدم من ظاهر هذه النصوصء وبحسب القاعدة المتقدمة من 
أن الواجب في الشريعة الحمدية أن يعتقد أتباعها المعاني المتعينة أو المعاني 
الظاهرة من نصوصها المتواترة أو المشهورة ما لم يعارض المعاني الظاهرة 
دليلٌ عقن قاطمٌ يلجن إلى تأويلهاء يجب أن يكون اعتقاد أتباع مد عليه 
السلا اس للد و و ما الأرض مستقلاً ابتداء عن البقية 
وم يخلقها بطريق النشوء واشتق نوعًا من نوع» وإن كان قادرًا على كلتا 
الصورتين» وأما أما أن كل نوع خلقه دفعة واحدة أو #تمهل وترق بسبب 
نواميس وضعها الله له فهذا سبيله عندهم التوقفء حيث لم يرد في 
شريعتهم ما يفيد القطع بأحد الأمرين» ولا يسو طم بمقتضى حك شريعتهم 
كا تقدم أن يعدلوا عن اعتقاد هذا الظاهر إلى الاعتقاد بخلافه من نحو 
النشوء واشتقاق بعض من بعض كما تقولون أيها الماديون؛ لآن هذا 
كلام طا وض الللقدمةه ول بك عتيددايل :فاحل قاط إن 

تأوبلهاء والأدلة التي تذكرومها في كتبكم على النشوء ما هي إلا ظنون 
وفروض ل تخرج عن دائرة الاحتال الذي شاط بود الال 5 
بظهر من الاطلاع علبها مع خلو الغرضء وما دام الال كذلك فأتباع 
مد لا يصرفون تلك النصوص عن ظواهرها ولو مع اعتقادهم بآن هذا 


صفحة | 5917 


ا ل ل الحال كذلك» 
نعم لو قام الدليل القطعي القاطم على خلاف ظاهر تلك النصوص كان 
علهم حينئذ أن يؤولوها للتوفيق بينها وبين ما قام عليه ذلك الدليل جريا 
على القاعدة المتقدمة (وأخال أن دون ذلك خرط القتاد). 


ان رض 11 


فهذا ما أردت الآن إي لاوا موي ار داو ضر الناقتة 
يا ادش عرض الشريعة الحمدية» وقد رأيت أخصامكم قد خاضوا 
معكم في أبحاث لا حاجة لنا فيهاء فأنكروا عليكم تغير الأنواع» وتم تبرهنونه 
حتى بتغيرها الصناعي» وأنكروا وجود الحلقات بين نوع ونوع آخر تزعمون 
أنه نشاً عنهء فقلتم: إن الحلقات قد وجدت في البعض» ومنيتم أنفسكم 
بأها سوف توجد بالآكتشافات الجبلوجية في الباقي» وكل ذلك خبر يبحمل 
الصدق والكذبء فن منا رافق الجيلوجيين في اكتشافاتهم وشهد تلك 
الحلقات؟ فسبحان العليم بحقيقة الأمرء ان ال 
الاحتّال حاصلاً في أنها أنواع مستقلة ك| قدمناء فبقيت أدلتكم مظنونة, 
فبالاختصار لا داعي لنا إلى الخوض معكر فها خاضت فيه أخصاميى, 
ويكفينا ما قررناه لاعتهاد ظواهر النصوص الشرعية» ولو أردنا الخوص 
معكم في ذلك لأرينام قبمة تلك الآدلة التي اعقدقوهاء وأظهرنا لكم أن 
أساسها الوهم وأركانها الفروض» وان وفق الله تعالى كتبت في ذلك 
قلت: فبالله أين في هذا الكلام ما يؤخذ منه ذلك التدليس الذي نسبه الدكتور 
إليه؟ ؟ قوله فها بين القوسين "وه أمور أوضم العم فها بعد أنها تشير إلى مراحل 


صفحة | 691 


خلق الخلية الأولى التي بدأت بها الحياة". وقوله "التي هي قدرته". وقوله "من أصل 
واحد". كل ذلك تدليس وكذب على المصنف المنقول عنه الكلام, لأنه لم يبين أن 
ما بين تلك الأقواس هو كلامهء بل أوهم القارئ بأنه كلام صاحب النص المنقول 
(اأذي هو ليس نصا منقولا أصلا وائما عبارة الدكتور عما زع أنه كلام المصنف | 


بل 


ترى)» مع أن الرجل قرر خلافه؛ واللّه المستعان! 
واقع الأمر أن الشيخ المصنف (حسين الجسر) يثبت في هذا الكتاب تلبس الدراونة 
بما يسميه المناطقة المعاصرون بمغالطة غمعناوءدم00 عط؛ عصنصد كك وما يسميه 
فلاسفة العلم المعاصرون بتكاف الاستدلال بالمشاهدات -تعلمتآ 
صمتكغهمءوط0 زط تضمعط!' آه دمغهصتددعئعل.: وذلك بيان الاحتالات 
الأخرى الواردة في تفسير وتأويل تلك المشاهدات كلهاء التي أهملها القوم تحك) 
وتنطعاء لا لشيء إلا لات ل عورا واو ا بور ا 
بنسب إلى من هذا مذهبه ومنبجهء القول بجواز أن يظهر في يوم من الأيام دليل 
قال على صحة ما عليه الدراونة في خلق الأنواع الحية وخلق الإنسانء با يلجئن 
المسلمين لإسقاط 3 القرون الأولى على ما فهموه من ظاهر النصوص في نفس 
الأمر! ولكن الذي استجاز الكذب على رب العالمين» أي شيء بمنعه من الكذب 
على هذا 000 المسلمين ؟ ؟ 


ثم قال الدكتور: "خامسا: ينبغي أن يستحضر المفسرون للقرآن الكريم ما يقوله الإمام 
الغزالي من أننا قد بلغنا منزلتنا الإنسانية بالروح» وليس بالجوارح التي هي أتباع وخدم 
والات يوان !سيد 0 الروح» واليه والى و لى أصله الطبني تنسب الغرائز والشهوات 

والرغبات الحيوانية. ما والأمر كذلك » نما العجيب في أن ٠‏ تششابه نقاة جيل الرساق 
مع نشأة الكائنات الأخرى الأدنى منه؟" اه. قلت: كالعادة» يدلس الدكتور ولا يبين 


صفحة | /29 


أبن ينتبي كلام من يزع أنه نه ينقل عنهء ويبدأً كلامه هو! ونقول: 0 
الغزالي» فكان ماذا؟ ؟ ما أ ل 

خلق السماوات والأرض وما بنهما؟؟ يسأل الدكتور: ما في أن تتشابه نشأة 
جسد 0 7 نشأة الكاثنات الأدنى منه ؟ والجواب: 0 المراد بالتشابه هناء 
0 


ثم قال (ص. 0م؟ - كلم ): 


سادسا: يجب أن ندرك مجا لكل من العلم والدين. يتبنى البعض ما سبق 
أن.رددة (لؤناقوت ) أستاذ اللاهوت في لبيزج بسويسرا عندما قال 1 
فكرة التطور تنقض الحكمة الإلهية مناقضة تامةء فإن فكرة الخلق ملك 
للدين لا للعم | لطبيعي» وإن كل المفاههم الدينية تقوم على مذهب الخاق 
الخاص"!! لا شك أن هذا الفهم مردود جملة وتفصيلاء فسبق أن أشرنا 
إلى أن: -١‏ الله عز وجل أمرنا فقال ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف 
بدا الخلق...)) (العنكبوت: )٠١‏ فعرفة كيف بدأ الخلق أمر أوكله الله عر 
وجل للعلاء الباحثين في علوم الأرض والخلوقات. ١‏ - المهج الصحيح 
للتعامل مع القضايا العلمية التي تعرض لها القرآن الكريم هو أن يطلع 
المفسرون على كلمة العلم في هذه القضية» ثم يفهموا الآية القرآنية في ضوء 
ما وصل إليه العلماء من حقائق. "- ينبغي ألا تقلل من شأن العلم وكلمته» 
فبالرغ من التقدم العلمي المذهل الذي جعل الحسابات الفلكية دقيقة 
وبقينية» يدعي المفسكون بالرؤية البصرية لهلال رمضان أن الحسابات 
الفلكية تصيب وتخطئ! بالرنم من قول الله عز وجل ((هو الذي جعل 


صفحة | 2919 


الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب)) 
(يوفس: ©)» وبالرت من أنهم يعقدون على الحسابات الفلكية في باقي 
الغباذاك الوقوقة كتخدود :مواغية الضلواك: 4م إن وق العلاءاالنفنا 
الدؤوبة لفهم الكون والياة من حوهمء إنما هي قراءة لكتاب الله المنظورء 
الذي خلقه الله عز وجل طبقا لسنن وقوانين وضعهاء ثم أمرنا بالبحث 
والتعلم لنقرأ غوامضه. ولا شلك أن القرآن الكريم (كتاب الله المسطور) 
لن يختلف مع حقيقة واحدة من حقائق العلم (كتاب | لله المنظور)ء 
فصاحب هذا الكلام هو خالق هذا الكون. 


قلت: المسلمون يا دكتور لا يتبنون ما ردده أساتذة اللاهوت في سويسرا ولا في 
غيرها! واما يتلقون الدين والاعتقاد من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة! فا كان 
مني يي ل ا ل 0 
الوحيين» وما كان عند الأولين دينا فهو كذلك عند الآخرين! فإن | 0-0 
لاهوتي بما وافق الحق قبلنا منه ولا إشكال! فقول اللاهوتي المذكور بأن فكرة التطو 

تنقض الحكمة الإلهية مناقضة تامة. هو قول صحيح إجالاء وردك إياه هو 3 
جملة وتفصيلا! وقد ببنا في هذا الكتاب وجه ذلك بما لا مزيد عليه فلا نعيد! وكذلك 
قوله إن الخلق الأول من اختصاص الدين وليس العم الطبيعي, هذا حق قطعاء وهو 
مما احتدم الجدل عليه بين داروين 0 الآخرء 

في القرن التاسع عشر! وهو جدال ليس الت: 0 
وادء لأن موضوعه متقدم في العقل على مبداً النظر الطبيعي نفسه! تكلمك فيا 
كان يجوز للنظريات الطبيعية أن توضع في باب من الأبواب» من مبدأ النظرء . 


تحتج علينا بجهود العلماء الدؤوبة وانجازات العلم الحديث!! أنت لم تحرر محل النزاع 
ا 


قولك "الله عر وجل أمرنا فقال ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق...)) 
(العنكبوت: )٠١‏ فعرفة كيف بدأ الخلق أمر أوكله الله عز وجل للعلاء الباحثين في 
علوم الأرض والمخلوقات" قلت: تقدم بيا ن الجهالة والعجمة في هذا الفهم البدعي» فلا 
نعيد! قوله: ١"‏ - البح الصحيح للتعامل مع القضايا العلمية التي تعرض لها القران 
الكريم هو أن يطلع المفسرون على كلمة العام في هذه القضية» ثم يفهموا الآية القرآنية 
في ضوء ما وصل إليه العلماء من حقائق. " قلت: تقدم كذلك بيان فساد ذلك المنيج 
وجتحميته الحضة فلا نعيد! ليس في أبواب الغيب شيء اسعه "كلمة العام" يا دكتور, 

إلا أن يكون المراد بالعلم هو ما ورد في الكتاب والسنة وورثناه بفهم أصحاب مد 
لاه اسه حدم دح من تلك 

لشنشنة الجوفاءء فإنها لا تروج إلا في سوق المفتونين والجهلاء! قوله: " ينبغي 

تقلل من شأن العلم وكلمته» فبالرغ من التقدم العلمي المذهل 00 الحسابات 
الفلكية دقيقة ويقينية» يدعي المقسكون بالرؤية البصرية لهلال رمضان أن الحسابات 
الفلكية تصيب وتخطئ! بالرتم من قول الله عز وجل ((هو الذي جعل الشمس 
ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب)) (يوفس: 5)» وبالرحم 
من أنهم يعتقدون على الحسابات الفلكية في باقي العبادات الموقوتة» كتحديد مواعيد 
الضلوات," اه قلت: لا.قلل من ' كلمة العلم" واللهء بل لا يحترم العلم ولا يقيم له 
وزنه الصحيح» من كان منهجه المعرفي قَامًا على استعال الأقبسة التجريبية في 
الغيبيات الحضة التي يجزم العقل بآن طريق القياس فيها مقطوع أصلا! أنتم من 
نسيؤون إلى العم حقا وليس من يخالفكم! الذي فسدت اديه مصادر التلتيي المعرفي 


صفحة | ١.ه‏ 


على هذا الهج البدعي الفاحش هو من يقال فيه إنه "يقلل من كلمة العام" وكيف 
لا والحال أنك لا تجد كثيرا من عقائده الغيبية إلا قائة على الخرف والوهم والفروض 
القياسية الفارغة» كا أطلنا النفس في بيانه في هذا الكتاب وغيره؟ ويا ليته اكتفى 
بابتلاع تلك البضاعة ثم انزوى بها في قعر ببته! بل خرج علينا يدعو المسلمين» بل 
يدعو علاء التفسير ومن سماهم "برجال الدين". لآن يؤسسوا دينهم وفهمهم لكتاب 
رهم على ميثولوجيا الطبيعيين» ولا حول ولا قوة إلا باللّه! 
تأمل المغالطة الفجة وحاولة تسفيه موقف مخالفيه حتى لا يراهم قارئه إلا ثلة من الجهال 
خفاف العقل الذين لا يُعبأ يهم ولا يلتفت لشيء مما يقولون! أولاء ما علاقة ما نحن 
فيه بمسألة الأهلة والحساب الفلكي فيها؟؟ الكلام هنا عن مسألة غيبية محضة هي 
خلق السماوات والأرض وما ببههاء فبأي عقل وبأي "علم" يقال إن مبدأ استعال 
الحسابات الفلكية في تقدير مواقيت العبادات مساو - منهجيا 0 
بناء الدعاوى المعرفية في تلك الغيبيات المحضة؟؟ من الواضم بمبداً النظر أن البابتين 
شا العقلي لاستعمال أدوات الفلكيين 0 الإثبات 
والنني! فأي شيء هذا ! أن يكون ذرا للرماد في العيون؟! ثانيا: من من العلماء 
الذين منعوا من استعمال الحسابات الفلكية في إثبات هلال رمضان» الذين هم جميع 
لوي لض العلم» كان تعليله أو داعيه إذلك هو أن "الحسابات الفلكية 
تصيب وتخطىع"؟ ؟ نتحداك يا دكتور من اليوم إلى عشر سنوات أن تأتينا بمن جعل 
الحو ا 
ع ا ا وانما في التصريم الواضم في السنة الذم 
لا متسع فيه للتأويل» بأن الحكم بدخول الشهر وخروجه معلق بالرؤية 0 
بالحساب ولا بغيره! الرسول عليه 0 يأمرنا بالحساب وإنا أمرنا بالرؤية» ى) 


صفحة | 7.ه 


في قوله عليه السلام في الصحيحين "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيتهء فإن ثم عليكم 
فأكلوا العدة ثلاثين» فإن شهد شاهدان مسلان فصوموا وأفطروا", وعند مسام في 
ل قال: "إنا أَمَهُ أيْيَُ. لا كيب 
ليو الوك لوك مكنا وعد امام في الال ولو اك رك 
وهكذاء يعني مام ثلاثين". وعند أبي داود أن ابن عمر قال تراءى الناس الهلال 
فأخيرت الرسول عليه السلا م أني رأيته فصامه وأمر الناس بصيامه (صححه الألباني)؛ 

هذا لأ تورف السنةه ونيف إجاع انناف ءادا زه بجاح نو اليك 
بعده! هذا هو دين المسلمين» فلينظر كل امررئ عمن يأخذ دينه! 


قوله: "إن جتمود العلاء الشاقة الدؤوبة لفهم الكون والحياة من حوطم, إنما هي قراءة 
كناك ل لكوي اق كلل ماعن مكل مانا لكان وتران رطا 0 أن 
بالبحث والتعلم لنقرأ غوامضه. ولا شك أن القرآن الكريم (كتاب اللّه المسطور) لن 
بختلف مع حقبقة واحدة من حقائق العام (كتاب الله المنظور)ء فصاحب هذا الكلام 
هو خالق هذا الكون." قلت: هذا كلام خطابي أجوف لا يسمن ولا يغني من جوع 
فهو في هذا المقام حق يراد به باطل كما بيناه في تعليقنا على مسألة "كتاب الله 
المنظور" هذه في غير هذا الموضع! 

نم يقول: "سابعا: لا ينبغي أن تنصب من فهمنا لآيات كناب الله حك) في قضايا 
علمية متخصصة. كثيرا ما يطرح على رجل الدين سؤال حول رأي القرآن الكريم في 
نظرة التطور» إن هذا سؤال يطرح على غير متخصصء إنه تماماكأن أسأل عن ري 
الوم وس فر ارا واذا طرح هذا السؤال فينبغي أن 
تكون الإجابة ((فاسألوا أهل الذكر إن 0-8 لا تعلمون)) (النحل: 57)» وأهل الذكر 
هنا هم أهل العلم المتخصصون فيه." اه. قلت: هذا والله ضرب من التلبيس عظيم! 


صفحة | ”.ه 


والدكتور كثيرا ما يدندن حول تلك المسألةء يستعملها في ترهيب مخالفيه وايهانهم بأن 
نظرية التطور هذه باب من العام لا يجوز لغير المتخصصين فيه أن ينتقدوه ادلاك 
ا لد 00 اس و 
سلجت يسا 0 0 ديع د 
عدي ميم عر 
تأويل "آيات الخلق"؟؟ هل ترى نفسك من أهل الذكر في هذا العلم يا دكتور؟؟ 
سبحان اللّه! أنت من جتتنا بنظرية ميتافزيقية غيدية فاسدة جعلها أصحايها أساسا 
للتأويل والتفسير العلمي في أكاديياتهم البيولوجية المعاصرةء فقابلناك بييان فساد 
7 0 - 00 في بذاك تلك 0-0 وفي 0 الاستدلال 

اسمس ا ا يه عبان 
أنت وأمثالك! 


يوان اه زه وليف لا ذا زد الجاهل بتقليدهم ومتابعتهم عليه! 
على ذكر ولا على شيء أصلا 0 ا 

مم لغيب المحضء فافهم هذ الله! أرأيت لو قيل لك إن سأ 

عن صفة من صفات 5 اذهب فاسأل 0 اللاهوت النصارىء فهم أهل 7 

النين أمرنا الله بسؤالهم في القرآن» أفكنت تقبل منه ذلك؟ أبدا! لماذا؟ لآن موضوع 

العم نفسه موضوع قد انحصرت مصادر التلقي المعرفي المعقدة فيها عند المسلمين في 


صفحة | 5.5 


الكتاب والسنة دون غيرها! فكذلك يقال في تلك النظرية ونحوها من نظريات 
الطبيعيين وفرضياتهم وأوهاتحم في أبواب الغيب المحض! لا يحال الناس عليهم فيا ولا 
يقال إنهم هم أهل الذكر فيباء إذ ليست مصادر التلقي التي اعتمدوها في بناء الدعاوى 
المعرفية في هذه الأبواب مما يجوز للعاقل فضلا عن المسلم أن يستند إليه في ذلك 
الله المستعان! 


ثم يورد الدكتور مثالا يواصل به المصادرة على المطلوب» فيقول (ص. 5705): 
لما ين لاو 0 
فاه اقرف والأطلاء لح فعية ل الاتصاءمن اليك إن المريفن اه 

أعلن بعض شويذ | لأزهر ومفتي الديا 0 الأعضاء إلا إذا تحققنا 
من موت المتبرع. فسثلواء متى نحكم أن المريض قد مات؟ إذ إن اموت من الأمور 
لصيقة الصلة بالدين والتي تحدث القرآن الكريم عنها كثيرا وفسبها فعلا وتوقيتا الله عز 
وجلء فكانت إجابة الفتهاء الحكهة: هذا أمر من أمور العلم ومتروك للأطباء أن 
بحددوه. وبالقياسء لا ينبغي أن يتصدى رجاء الدين بفهمهم لآيات كتاب الله لتخطئ 
أو تصويب نظرية علمية شديدة التخصصء ربا لا يعرفون عنها إلا أقل القليل." اه. 


قلت: بالقياس؟؟ أي قياس هذا؟؟ هل مشكلتك يا دكتورء هي في نقص تصور 
بعض العلماء الشرعيين للنظرية التجريبية النني تصدروا للحكم علبهاء ومن ثم تخلفهم 
عن حدّ الأهلية للهوض بهذا الأمرء أم أن مشكلتك هي في مبدأ أن يتصدى العام 
الععرضى: (أز :ا هيه "رط النين "برل الأطالاق ) لقن طرة .من ريات 
الطبيعيين أو لردها وابطالها بحجج من القرآن والسنة» بحيث يقي فهم النصوص ديه 
مصادما لما عليه الطبيعيون المعاصرون في نفس الأمر؟ ؟ هذه هي المسألة أبها القا 

الكريم» وهي حقيقة دعوى هذا الرجل ومن على شاكلته. فانتبه! الدكتور لا يقول 


صفحة | ه.ه 


إن العلماء الشرعيين يحتاجون إلى كثير من التعام والدراسة حتى يفهموا النظريات 
العلمية الطبيعية» ومن ثم يتأهلوا لبيان موقف الشرع منهاء بالاستنباط من النصوص 
ل الناس بهاء وإنما يقول إنه لا سلطان للعلم الشرعي الموروث على 
تلك النظريات | 0000 الشرعي - بموجب أنه غير متخصص في 
0 أصلاء يستقل بأدواته هو لفهم النصوص 
والاستنباط منهاء وما ورث من أدوات وإجاعات الأولين» وإنما تترك النصوص 
الشرعية ذات الصلة بتلك النظريات للمتخصصين فها ليقرروا هم كيف تنهم تك 
النصوص فهه| حيحاء وكيف تستنبط الأحكام منباء ثم ليتتلمذ علاء الشريعة على 
أبديهم في ذلك إن أرادوا العلم الصحيح بما جاء في كتاب ربهم في نفس الأمر! أي أنه 
ل ل م ار 
لسنة المتعلقة بتلك النظريات, حتى تبلغ بأحدهم الجرأة أن بخرج على الناس ليقول 
إن هذه النظرية أو تلك تخالف لكاب والسنة ولا عبوز المصير إلى القول بها! 


سس 0 بر اميل اشير نين 
رف !4 فيا ل الي لأائل ولا حول ولاقوة إل بلله! وهو يقنضي عند التأمل: 
هري وام 3 هته المعرفية كعلم تخصصي له رجال هم أعلم | لناس 
0000 من أدواته وآلاته! إذ على هذا المذهبء يصبح الناس مطالبين 
عند طلبهم فهم نصوص الكتاب والسنة» بأن يأخذواكل نص منها إلى المتخصصين 
في هذا المجال البحثي أو ذاكء من مجالات ت العلوم الدنيوية ذات الصلة به! فا كان فيه 
قضية تاريخية» أخذوه إلى المؤرخين ليقرروا كيف تتأوله بما يوافق ما عندهم» فإن 
أعياهم ذلك أمرونا بالتفويضء وماكان فيه قضية سياسيةء أخذناه إلى علاء السيا 
ليقرروا لنا كيف نفهمه با يوافق أحدث النظريات عندهم, ا 


صفحة | 5.7 


أخذناه إلى خبراء الاقتصاد ليقرروا لنا كيف نفهمهء دع عنك ماكان موضوعه الغيب 
الحضء فهذا لا كلمة فيه تعلو على كلمة الكوزمولوجيين والبيولوجيين والجبولوجيين 
000 أهل التخصصات! فر على آيات في الزناء فنرجع إلى علاء الاجتاع 
ليخبرنا بعضهم بأن تقنين الزنا في عصرنا هذا هو الأحسن لتصريف شهوات الشباب 
المكبوتة» بالنظر إلى تأخر سن الزواج وتعثره» فنلتهس للنصوص التأويلات والمخارج 
حتى ينقلب تحريم الزنا إلى تجويز! وغر بآيات في تحريم الخفرء فنذهب بها إلى خبراء 
التغذية وعلاء العقاقير فيقول قائلهم إن العلم الحديث قد أثبت أن فوائد شرب الكحول 
مقدا ادن لود ارد يم الول كر رقو فاك رضن جل د 
الخمر بعدماكانت تحرمه! وهكذا! والسؤال الآن: أي دين يبقى لمن كان هذا دينه؟؟ ؟ 
وما فائدة الوجي الذي نزل على مد صلى الله عليه وسام عند من كان هذا 
منبجه ؟ ؟ ؟ 


ثم إن هذا المميج المعرفي يناقض ل 0 

في النقل الآنف! فجرد حقيقة أن الأطباء اجتمعوا برجال الأزهر ودار الإفتاء ليتوصلوا 
ا حكم شرعي في تلك المسألة التخصصية الدقبقة» هذا يدل على أن أولئك 
الأطباء يعترفون لعلاء الشريعة بأن للعلم الذي عندهم سلطانا معرفيا على القضايا 
المعيارية والأخلاقية المتعلقة بتلك المارسات الطبية الجديدة التي طرحت للنقاش في 
تلك الندوات» وأنهم هم المؤهلون لاستنباط الأحكام الشرعية من النصوص في ذلك» 
مستعينين بالتصور الصحيح الذي يفيدهم به أولئك المتخصصون في تلك المارسات! 
حتى قضية الموت هذه. التي فرح الدكتور بقالة المفتي فيهاء إنما سهد تعريفها 
بالأساس من علراء الشريعة ومن اعتقاد المسلمينء إذ يقولون إن الموت هو اتقطاع 
نفس الإفسان وروحه عن الاتصال بهذا العام المحسوس انقطاعا لا رجاء للرجوع بغدة: 


صفحة | لا.ه 


ٌ بناء على هذا التعريف» يُطلب من الأطباء أن يقرروا باستخدام أدواتهم التجريدية 
والحسية كيفية الوقوف على تحقيق ذلك الوصف في الإنسان الميت! "١‏ 


أما التصور المعرفي الذي ينتصر له الدكتور فليس فيه شيء اسمه عالم شرعي أصلاء 
وانما يصبح المتخصص في عم الأحياء هو المرجع الأعلى والأوحد في فهم جميع النصوص 
الشرعية ذات الصلة بنظرياته وأبحاثه التجرينيةء أيا ماكانت موضوعاتهاء وما ذهب 
القوم بها كل مذهب! فإذا عرفنا أن موضوع العام التجريبي المزعوم الذي ينتصر له 
الدكتور» إما هو موضوع غيبي محضء فإما أن تقدم فيه كلمة العالم الشرعي صاحب 
الفهم الموروث» أو كلمة المنظر الدارويني صاحب الميتافزيقا الطبيعية! أو بإيجاز نقول» 
هي قضية معرفية | ما أن يعتنق المسلم فيها مذهب أ هل السنة والماعة» واما مذهب 
البيةة داك :1 


ثم قال (ص. 77037): "ثامنا: علينا أن نفهم مدلول اصطلاح نظرية. يقول قائل: تقبل 
ما ذكوت عن "حقائق" العلم» ولكن ألبس التطور "نظرية" تحقل الصواب والخطأء 
ول تصل إلى مستوى حقائق العم ؟ يرجع اللبس في هذا الأمر إلى فهم العامة الخاطئ 
لتعريف النظرية» اذا أنقل عن فضيلة الدكتور الشيخ علي جمعة تعريفه للنظرية» إنبا 
"تلخيص المسائل الرئسية عن القضية الآم في مقولة جامعة معبرة» وتدور حولها 


” وبناء على هذا التعريف,ء نبطل قول تلك الفئة من الطبيعيين التي ذهبت إلى دراسة ما سموه 
بتجارب الاقتراب من الموت ععمع1/عم<«ع غ062 +2863 حيث بحثوا في حالات دخل فيها 
المريض في غيبة عن الوعي (غيبوبة) توقف فيها قلبه عن النبض لفترة» ثم عاد للنبض من جديد 
على أثر الإنعاش القلبي الذي أجراه عليه الأطباء. فيقول قائل هؤلاء بعدما يفيق» إنه رأى وكأنه 
في نفق مظلمء وفي نهايته ضوء ساطعء وكأنه يقبل عليه» أو رآى نفسه قبل ذلك وكأنه محلق في 
سقف الغرفة» ينظر إلى نفسه والأطباء يحاولون إفاقته! فكل ذلك لا يصح - شرعا ولا عقلا - 
أن يقال إنه كان تجربة موت أو اقتراب من الموتء؛ لأن الموت هو فقدان الوعي على نحو لا 
كات كشا سا ١‏ عو جد لم ل ام لوا و اج 
عرفرا الموث تعريفا ماديا لا حلاقة له بشيء مما عند أهل الملل الأخرى: فقد جعلوا لك الركائع 
مشاهدات تفيدهم في "فهم الموت' ' ومعرفة حقيقته وكيفية منعه أو عكسه. والله المستعان! 

صفحة | /.5 


المسائل الفرعية لهذه القضية". ولا علاقة لهذا التعريف بالصحة والخطأء فالنظرية 
صحيحة إذا قامت عليها الآدلة القوية» وخاطئة إذا لم تساندها أداة كافية. هل ممعنا 
من يقول إن "نظرية فيتاغورث" أو "نظرية الجاذيية الأرضية" مثلا تحقل اللا 
والفبرالن ان 0 ونظرية التطور ينطبق عليها هذا الفهمء فهي نظرية عيارية 
راسخة تلخص القضية الأم وتجيب على التساؤلات التي تثيرها المسائل الفرعية» وقد 
جعلت منها الآدلة القوية حقيقة علمية ينبني عليها عام البيولوجيا بفروعه الختلفة. """ 


اه 


قلت: بل واللّه فهمك أنت هو الخاطئ لمفهوم النظرية يا دكتورء وأنت بوصف العامي 
وشبه العامي في فلسفة العلم أليق وأحق ممن رميتهم به هكذا جزافاء والله المستعان! 
وآبة ذلك التي لا بخطتها أدنى القراء حظا من الاطلاع على تلك الأبواب» أنك لما 
أردت أن تأتبنا بتعريف للنظرية بده ط1» لم تستخرجه من كتب فلاسفة البيولوجى 
خاصة أو فلاسفة العلم الطبيعي عامة كياكان هو المتوقع ممن درس ما يلزم أن يدرسه 
في هذه القضية قبل أن يتصدر فبهاء وانما اخترت أن تنزعه من كلام للدكتور علي 
جمعة» مفتي الديار المصرية الأسبقء وكأنما نظن أنك بذلك تلزم مخالفيك بأن يقبلوا 
التعريف جرد أن صاحبه كان يشغل منصب مفقي الجمهورية في يوم من الأيام! با 
دكتورء هذا التعريف المجمل غبر المانع» الذي حرره الدكتور علي جمعة ليس هو 
تعريف النظرية عند البيولوجيين» ومن الواضم أنه ليس هو مفهوم النظرية اذ 
بنطبق على نظرية التطورء ومن الأوضم والأظهر أنه لا علاقة له بمبرهنة فيشاغورس 
يعلق عند هذا الموضع في الحاشية ويقول: "حديثي هنا عن التطور كحقيقة عملية» وليس عن 
نظرية التطور: الذارويني 0 "مو تقرير مده الفاسد في التفريق بين نظرية التطور 
الس اس سا ا ماكر ا بد كدي 
التي يسميها "بنظرية التطور الدارويني العشوائي"! وقد أطلنا النفس في نقض فلسفته المتهافتة في 
تلبيس نظرية التطور الموجه بلبوس الحقيقة العلمية. 


صفحة | 5.9 


صطعنةمعط1!' صدعءةه 2ط( (ولس "نظرية" فيثاغورس!! '")., ولا بمفهوم الجاذبية! 
هذا التخليط واللّه لا يقبله طالب في | لسنة الأولى من دراسة فلسفة العام في أي 
جامعة محترمة! 


دعناء أيها القارئ الكر: م » نبداً ببيان التعريف الأشهر للنظرية العلمية عتمعكء5 
00 عند أصكاب | ان والتجريبيات» فنقول لم هو مبثوث في الكتب 
الموسوعية وكتب التقديم لفلسفة العلم) إنها تلك الفرضية التفسيرية دمغ هصدام2 
كثوعط:هم117] لظاهرة أو اكثر من ظواهر العالم الحسوسة 12631221 
14 الت يستند في نسويغها على تأويل جملة من الحقائق والمشاهدات 
التى آثبتتها العادة والحس والتجربة غمعصصتءمعدظ لصه دمغهىءوط0. أو ص 
عة من الفرضيات 051]1025م260 المتناسقة فما بنباء الموضوعة لتفسير عدد من 
الحقائق والمشاهدات 65ع28. أو ضٍ الطريقة النظامية 04طغء1)1 عتهدمء ورك 
اقرخ الناو يلح خبلة فين للقائق: رامنا هداق + وق موسوطة ريات الممروفة بار 
النظرية العلمية على أنها "ذلك الهيكل الفكرى ي النظاي لمصمنعوعل1 عتتقصعؤورو 
511 3 النطاق» ان ينتجه الخيال 00 ي2 0 عائلة من القوانين 
النظاميات مشاهدة بصورة مباشرة أو مستنبطة من 0 اه. فعلى جميع تلك 
التعريفات ونحوهاء توصف النظرية بأمها فرض طني تخيلي» يوضع من أجل تفسير 
جملة من الوقائع المشاهدة والحقائق الواقعة تحت العادة الدشرية. وب بطبيعة الحال» فلس 
اولا ينقطن «خجبي: كيت يعد مبرفنة افيتاغورس :من جملة "النظريات العلمية", ٠‏ بل من نوع 
نظرية التطور بالانتخاب الطبيعي - فلا يفرق بين المبرهنة الجيومترية ممع/معط1 ع ماع ممع 6 
والنظرية التفسيرية بمامعط1 /إ1303+08ملاع -» من مرء ولو من باب القراءة العابرة» يوما من 
الدهرء على شيء من مصنفات فلاسفة العلم الطبيعي وكبار النظار في هذا الشأن» بل حتى من 
يعرف ما هي مبرهنة فيثاغورس هذه نفسها! انظر في حال نفسك لتعرف من "العامي" في هذه 


البابة حقايا دكتور» قزل أن ديم غيرك يما أنث أولى. النائن يهه.واله المتتفاذ ! 
صفحة | لزه 


وضع نظرية لتفسير حادث من الحوادث التِى اعتدنا نحن البشر مشاهدتها ومشاهدة 
ال ا حوادث هي من الغيب المطلق الذي 
لا نظير له في تجرتنا إلا ما يجعله المنظر الطبيعي نظيرا بالتحك الحض! 


هذا النوع الثاني» هو ما يغرق 0 
تكافؤ المشاهدات من حيث جواز استحداث التأويل لصا 00 
واستحدات دوياات خرف 8 أي نظرية أخرى تخالفهاء بالنظر إلى 
الفيللسوف الطبيعي لمستند استقرائي أو خبرة سابقة في تطبيقه للمنطق التفسيرة 
1 0 القضايا الغيدية الحضة»ء كك بنناه بتوسع في الب 
الثاني من هذا كابذني تطو توي من هذ الصنف. في أمثال تلك | سل 
0 من الوهم والتخمين والخيال الحضء لا يمكن التوصل إلى 
أو نفيه باستعمال آلة ال ا بي 04طغء1/! علتامعك5: ولا إلى تعضيده 9 
تضعيفه بالمشاهدات والتجارب والمراصد على أبا وجه طلب ذلك! هذا التكافؤ 
المبطل للاستدلالء ان نتبه إليه كثير من نقاد النظرية من هل القبلة من زما ن الشيخ 
لي ل ني والى يومنا هذاء وان لم يحرروا 
أصل الآفة العقلية والمغالطة | السو ا ا 
هؤلاء! ولهذاء يصيب مخالفوك - دكتور - كد الحقيقة» في كل مرة يقول قائلهم 
تبوينا وتضعيفا إن دعوى التطور والترقي من سل مشترك منحط هذه "ليست إلا 
نظرية"» بل أزيدك من الشعر بيتا وأقول» ليست إلا خرافة ميثولوجية دهرية» العام 
والمنبج العلمي التجريبي الصحيح منها براءء وان قامت عليها كافة أكاديميات وجامعات 
البيولوجيا المعاصرة في أقطار الأرض! فكفاك تبويلا وتلويحا بمسألة التتخصص هذه يا 
دكتور» إنه لا يخدم بدعتك في شيءء وكلامك هذا إنا يبن أنك أبعد المتصدرين 


صفحة | ١١ه‏ 


الممبجية الكلية دراسة أكاديمية 10 7 5 


وصدق القائل: 
دع غذلك الكاية لست هنا اددد واو مودت دوقت بالمداد 


ثم يقول الدكتور: "تاسعا: أصبحنا ملكيين أكثر من الماك: تعقد التفاسير التزاثية في 
تفسير آيات الخلق (إلى حد كبير) على سفر التكوين في التوراة وعلى شروحه. وما 
ال المفسرون المعاصرون المعارضون لمفهوم التطور يرددون هذه الشروحء ذلك 
بالرغ من أن الكثيرين من البهود والمسيحيين صاروا ينظرون إلى سفر التكوين 
باعتباره تصويرا أدبيا بليغا يشير بشكل رمزي لمعان نحمة في قصة الخاق» وليس 
باضا رط وم ةا فنا علدنا دقنا اأتدر اهن التق ودف 0 
بما نقلوه عنهم تحت اسم الإسرائيليات» ويدافعون عنها باستاتة كأنها من أ 
العقيدة." اه. 


قلت: هذا كذب صراح, والله المستعان! من أين لك الزعم بأن "التفاسير التراثية" 
تعقد في آيات الخلق» إلى حد كير أو صغير أو غير ذلك على سفر التكوين في 
التوراة وعلى شروحه؟ وما قعمة ما نزم نحن المسلمين أن الله قد أنزله علينا من العام 
في هذه القضية أو غيرهاء إن كنا لا نجد طريقا نفهم منه معاني تلك النصوص التي 
نزلت علينا في الكتاب [كلها أو بعضها) إلا أسفار الهبود والنصارى؟ أي شروح هذه 
التي لا يزال المفسرون المعاصرون المعارضون لمفهوم التطور (وهم جميع من يعتبر به 
من علاء الملة!) "يرددونها" يا دكتورء وما شأننا نحن بما صار إليه سفر التكوين من 
إجاع أصحابه على تضييعه وتحويل ما فيه من ذكر لأفعال الخلق الإلهي إلى رموز لا 


صفحة | 7١ه‏ 


حقيقة لوقوعها تاريخيا؟ وأي تعظم للقرآن ولجناب القرآن يتصور وجوده في رجل 
الغيبي» إلا بالتأسيس على نصوص محرفة, ل يعد أصحابها أنفسهم يمون لها وزنا أو 
يرفعون بها رأسا فها بيهم ؟ كيف ظن الرجل أن ذلك الكذب والهراء والافتراء على 
سلف الأمة قد يروج بين المسلمين؟؟ حسبنا الله ونعم الوكل! 


هو يريد أن يقول لقرائه: إذاكانت الكنيسة التي سبقتك إلى القول بظاهر النصوص 
في سفر التكوين» قد تحولت اليوم كلها إلى القول بامجاز والرمزء فا الذي يمنعك أنتم 
من سلوك نفس المساك مع آيات الخلق عندى؟ ؟ يقول ما حاصله: ألم تعتذر الكنيسة 
لغاليليو رمميا بعد ثلامئة وتسع وخمسين سنة ؟ م يصدر بابا الفاتيكان يوحنا بولس 
الثاني في أكتوبر ١137‏ تصريحا يعلن فيه أنه لا تضارب بين الإيمان بخلق الله الإنسان 
وبين الإقرار بأن ذلك قد حدث بآلية التطورء ما دمنا قد آمنا أن الله هو الذي ينفخ 
الروح في البشر؟ هذه هي الاستنارة وهذا هو العقل والعام! أعاد القوم النظر في 
الشروح التراثية والتقليدية بخصوص خاق الإنسان» وصاروا يشرحون السفر في 
ضوء ما "تكشف من حقائق العلم". فأين أنتم من تلك الاستنارة؟ ؟ 


ينقل لنا كلاما للاهوتي نصراني في القرمطة على سفر التكوين ثم يعلق قائلا: "ما 
أروع هذا الفهم! ألسنا نحن أصحاب النص المعصوم أولى بمثله. لكننا ما زلنا ممقسكين 
بما تخلوا هم عنه. ما زلنا مقسكين بالإسرائيليات." اه. 

قلت: أي نص معصوم وأي عصمة يا دكتور» تثبت لنص يجري عليه هذا الإقلاب 
والتحويل في التأوبل» ويثار على فهمه الموروث تلك الثورة الكاملة حتى لا يبقى في 
أهل الملة من يصحح فهمه القديم الذي ورثه الخلف عن السلف؟؟ وأي مزية أو 
فضل يكون لنصوص المسلمين على نصوص أهل الكتاب إن صحت تلك الدعوى 


صفحة | ١ه‏ 


الشاهينية الباهتة التي جعلتم بها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عالة على 
'الإسراثيليات" وعلى "شروحات سفر التكوين". لا يملكون إلا النقل عنهم حتى 
بفهموا ما جاء في كتاب ربهمء وكآن الله ما أنزل علههم كتابا ولا أرسل لهم رسولا 
أصلاء ولا خصهم بفضل ولا علم ولا حكمة» ولا أنزل في القرآن على أهل الكتاب 
أنفسهم فرقانا في بيان الحق من الباطل والصدق من الكذب فها بين أيديهم من أخبار 
الغيب» وإنما أخذ المسلمون دينهم عن كتب الأولين وزعموا الاتصال بالوحي كذبا 
وزورا كما يتهمهم به المستشرقونء ولا حول ولا قوة إلا بالله! والله ما بقي لكر يا 
أصحاب نظرية الإسرائيليات هذه إلا أن تصرحوا بأن كتاب المسلمين ليس إلا تقلا 
معربا عن كتب بني إسرائيل» كله من أوله إلى آخره! 


هذا هو مقتضى مذهبك الفاسد على أي حالء إذ ما فائدة كتاب ينزل على أمة من 
الأم ثم لا يكون بين أيديهم إلاكالطلاسم والرموز التي لا يقهمها أحد منهم إلا بالرجوع 
إلى اقكق ام سابنة علهم ؟ ؟ لا فائدة على الإطلاق! واذن يصبح الوحي والتنزيل 
عبثا ولغوا لا داعي لهء سبحان الله وتعالى علوا كثيرا! بل أنزل الله القرآن هنا على 
كتب السابقين» وفرقانا بين ما فبها من حق وباطلء وكشفا لما وقع فهها من التحريف 
والتبديل» كما قال جل شأنه: ((إِنَّ هَذَا 0 ل انِي م 
فيد لقُن )) [الغل : "/] وكا قال سبحانه ((وَولْا 0 
كاب واه 6د يتبال َل تيغ أَهْوَاءه عَم 
دوت الآية [المائدة : 48] فهم المفتقرون إل 00 لفل 
نبينا الخاتم صلى المعو مد رابوم وببان ورثه عنه الأصحاب وتابعوهم 
كما ورثوا النص نفسهء ولو كانت رسلهم وأنبياؤهم أحياء في زماز دام 

إلا اتباع محمد صلى الله عليه وسامء ' ولو بعثوا فينا اليوم ما لا الأخذ عن 


صفحة | :١ه‏ 


أصحابه ومن تبعهم كأ الله 5 قال عليه السلام فها م عنه "لو كان مومى حيا 
3 إلا أن يتبعني". وكا أ داه عن وني سيم التاق كا وقوه ((وَإِذ 

امور تر اوري 3 2 عا وقول تُصِرّق إها مك5 
نؤِْْنَ به وَلَتنصْريُّ َالَ أأفْرٌَ وَأَحَدْتمْ على دَلمْ إضري فلو أَفْرَزنا قَالَ فَاشْهدُوأ 
وَأَنْ مع من الشَّاحِدِينَ)) [آل عمران : !]8١‏ فتأمل أي ضلال وأي زيغ وأي ضياع 
بلغ بهؤلاء الزنادقة حتى جعلونا عالة على أهل التحريف والتبديل من أهل الكنا 
في فهم نصوص دينناء ولا حول ولا قوة إلا بالله! يقولون: ألستم قد أخذتم عنهم الدين 
والفهم من قبل ؟؟ فإذا كانوا هم قد تراجعوا عما قالواء وأجمعت كلمتهم على ذلك» فا 
بالك تتمسكون بما تخلوا هم عنه؟؟ أتريدون أن تكونوا ملكيين أكثر من الملك؟ ؟ 
فا قول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل! 


ولا يقولن قائل إن تفاسير السلف فيها من الأخذ عن بني إسرائيل ما لا يسعكم إنكار 

وجوده؛ فنحن لا ننكر مطلق وقوع م ا 
وقع في حدود ما أذن به الرسول صلى الله عليه وسلمء في إطار منهج رباني محم لا 
عكاس نازيها عولد اللو وا شوقن قل ,ضار اران رمي عل تن 
الأولين! وهذه قضية اعتقاد يجب أن يحررها المسلمون تحريرا جازما! فإنه لما اكقل 
الوحي في بيان الحق فها حرفه بنو إسرائيل ثيل» واكقل للمسلمين فهمهم لما جاء به القرآن 
من ذلكء جوز الني عليه السلام التحديث عن بني إسرائيل (حدثوا عن بني 
إسرائيل ولا حرج) من باب الاعتبار وببان علو الحق الذي أنزله الله على رسوله 
00 
ذلك! فأنت إذا تتبعت ما في كتب المفسرين المتقدمين من استئناس واستشهاد 
بالإسرائيليات» فلن تجده إلا نقلا في مقام تفصيل ما أجمله القرآن في بعض القصص» 


صفحة | ١١ه‏ 


وهي زيادة إما أن يكون الموقف قبولها لوجود ما يصدقها في مواضع أخرى من القرآن 
أو في السنة الصحيحةء واما أن يكون الموقف ردها لوجودا ما يكذيباء واما 
يكون الموقف فبها التوقف فلا نصدق ولا نكذب. أما النقل عنهم في مقام فهم معاني 
الألفاظ نفسها وتأويل نصوص القرآن نفسها فهذا 1 بقع أبدا لا في الأولين ولا في 
الآخرين! وأنا أتحدى الدكتور وأتباعه وغيرهم ممن وافقوا اي شاهين في بدعة 
اتباع | ا 000 
السلفء يستعان فيه بالإسرائيليات استعانة أصلية في فهم معاني بعض الألفاظ التي 
لا يحد المفسر طريقا لفهمها إلا ذك! أو بعبارة أخرى نتحداهم أن يخرجوا لنا تفسيرا 
لو أهملنا فيه النص الإسرائيلي لعجزنا عن فهم معاني الآيات باستعال آلات السلف 
والأمّة في التفسيرء سواء في آيات الخلق أو في غيرها! هذا لم يقع وما كان ليقع, 
سبحان اللّه عن وقوع ذلك العور في دينه الخاتم وتعالى علوا كيرا! 


فعندما يقول هذا الجهول: "لكننا ما زلنا متمسكين بما تخلوا هم عنهء ما زلنا ممقسكين 
بالإسرائيليات". فهذا عدوان ن على القرآن لم يسبق له نظير في تارذ الآمة» وما رأينا 
مثله إلا عند المستشرقين المجرمين» ولا حول ولا قوة إلا باللّه! 


ثم يقول (ص. :)7”6٠‏ "عاشرا: وأخيراء علينا أن ندرك أن العلم ليس شيطانا ولا 
ميء النية." ونقول: من جديد يكلمنا الدكتور عن "العام" وكأنه تهخص واحد أو 
واحدة» إما أن نركها كلها أ أو نقدح فيها كلها! ما تسميه بالعلم يا رجلء أذ نت والدكتور 
أحمد مستجير الذي تنقل عنهء خليط فيه ما هو علم حقاء وفيه ما هو كهنوت 
طبيعي وميثولوجيا دينية دهرية محضة! فن أتجب العجب أن يتبجح هؤلاء علينا 
مسألة العلم الزائف حتى يقول الدكتور (أو من تقل عنه): "إن أهم ما يميز العام 
الصادق هو قابليته للتكذزيب" اه. قلت: فتى كانت نظرية داروين في أصل الأنواع 


صفحة | 7١ه‏ 


قابلة للتكذيب الإمبريقي» ومافعان المكدريا عيدك ادكو ؟ الذي زع أن جمبيع 
الأنواع الحية على الأرض إما نات بالتطور عن أضل منشترك متحط» قبل بلايين 
السنين» هذا كيف الطريق إلى تكذيبه بالمشاهدة الصريحة في تصورك ؟ ؟ فإن ل يبق 
إلا المشاهدة المؤولة فا مستند التأويل إثباتا أو نفيا؟ عندما تكون جميع مستندات 
النظرية لال فلك أصحابها تأويلا متوهم| للمشاهدا ت بناء على قياس لا سلطان طم 

في اعتاده كفرض تفسيري من الأساسء» فكيف يكون هذا "علا صادقا", قابلا 
لمكي فل لك 1 نت ؟ هذه كهانة واللّه» وا وان ان قال قائلك ما قال! و م نأخذ منك 
ومن أمثالك في هذا على أي حال إلا الخطابة الجوفاء وذر الرماد في العيون» والله 
المستعان لا رب سواه! 


0 هذا الفصل بنقل كلام محمد سلم | ا 
لوي 0 ل 


ثم ينتقل الدكتور إلى فصل تال بوب له بقوله: "الفصل الثالث عشر: القرآن الكريم 
وف أصبحنا بشرا"! يفتتح الفصل بقوله (ص. 55 ”): "طرحنا في الفصول السا 

ما توصل إليه العلم بخصوص نشأة الإنسانء والآن» ماذا يقول القرآن الكريم حول 
هذه القضية؟" اه. قلت: إذا كان منبجك كا حررته في الفصل السابق يا دكتورء 
فلا قول للقرآن إذن إلا ما قاله ما تسميه "بالعام "! وإذن ثما فائدة عقد فصل مستقل 
بهذا العنوان؟ ؟ الفائدة هي الاستغراق في القرمطة والجناية على كل نص آه علاقة 
ولو من بعيد بمسآلة خلق الإنسان» حتى يتم للرجل مشروعه الفلسفي الجهمي الخييث» 
اوم يكم ال لل إلا تأوله بما يخدم 

فلسفته ونظريته» واللّه المستعا 


صفحة | /ا١ه‏ 


يبدأ الدكتور بنقل طويل عن الغزالي في الإحياء» يقرر فيه أن القلب هو الذي يعرف 
الله وهو الذي يحرك الجوارح في طاعة الله وآن 0 أتباعه وآلته. وهذا حق 
ولا شك “"تولكن لا يورده الدكتور لتقرير الحق وانها انما للانتتصار لعقيدته الداروينية 
المشوهة فها يتعلق بفضل الإنسان على سائر الدواب! فالإنسان في دينه ليس مخلوقا 
بيد الله على الحقيقة» ولا خلقه الله في الجنة» ولا خلق جسده من الطين اللازب 
والصلصال والفخار قبل أن ينفخ فيه الروح كما فهمته قرون المسلمين من القرآن 
والسنة, كل ذلك عنده من أساطير الأولين! وإنما فضل الله آدم عنده بأن نفخ فيه 
روحا وهو جنين في بطن أمه سليلة القردة العلياء أكسبته عقلا ميزه به لا بغيره على 
غيره من الأنواع الحية! فالرجل صاحب عقيدة أسطورية في نشأة الإنسان» أراد بها 


“ وإن كان قد نقل فيما نقل كلاما فلسفيا عن الغزالي في التفريق بين روح الإنسان وروح الحيوان؛ 
ما أنزل الله به من سلطان» خلاصته وحاصله أن الإنسان فيه روحان» روح نورانية وروح 
حيوانية: فراعه آن. ال ولي من خصوصيياك بدي اح والثائية ممائهر عام ف حم الخيواناك! ثم 
فرق الغزالي بين حقيقة هذه وحقيقة تلك» وخصص الوعي والإدراك وقابلية التكليف والعلم بحق 
الله تعالى بالروح النورانية الإنسانية (النوع الأول)» ا 
أرواح الحيوانات» وهذا خلاف ما هو صريح في القرآن من كون الأنواع الحية كلها تعرف لله 
حا ليها : :تكد و النيكز لد على دحو ١‏ تفقوف وما كاء صتريكا مز خطات تطويان كله السادم 
للهدهد والنملة! فلما وقع الدكتور على ذلك التفريق المتنطع؛ راق له جداء إذ رأى فيه ما يصلح 
أن يكون مدخلا لتقرير أن الإنسان إنما هو حيوان من جملة الحيوانات» قد اختصه الله بنفخ تلك 
الروح النورانية» فصار بذلك عاقلا عابدا مدركا مؤهلا للخلافة في الأرض! 

ويزيد الدكتور في اختزال معنى الروح وتخصيصها بالإنسان معطلا مزيدا مما يتعلق بها من 
معان ثبوتية عند المسلمين» فيجعل الروح الحيوانية تلك هي نفسها الحياة التي في النبات» حتى لا 
يبقى إلا أن يكون الإنسان مختصا بالروح المنفوخة» وأما ما سواه من الأنواع الحية» حيوانات 
ونباتات» فجميع ذلك لا روح فيه إلا تلك الحياة المادية الميكانيكية التي تنقطع بموت الخلايا! يقول 
(ص. 75 "إن الروح المدرك يفارق أجسادنا في النوم» فلا تكليف ولا محاسبة؛ وكذلك يفارقها 
عد البو جك و سد كد مه . 
الكتاب ركما حا قن النبذة أنها عكة الهد انا يقال لها "كر نى تن زباااد وحيها ير الكقن ار يكور 
ترابا! فكل ذلك يوجب أن يكون للحيوانات أرواحا غير مادية كأرواح الإنسان» تبقى بعد فناء 
اجعاد قاء ل عدر باكساد جديدع كيا نجش تمن يوع العدامة».ورتعاق بها حنابت وعتاب وقصصاضن 
في الآخرة كما هو الشأن معنا سواء بسواء! ولكن لأن للدكتور غرضا في تسوية جميع الأنواع 
الحية في الأصل الدارويني» فقد حرص على تعطيل وتحريف جميع ما من شأنه أن يباعد بينه 
وبين درونة ة أصول الأنواع الحية كلها وطبعنة نشأتهاء حتى تصبح كلها سواء في كونها إنما تنشأ 
بالتطور من اسلاف مشتركة» 

صفحة | /١ه‏ 


ار ب ا لج م 


تم رجع الدكتور للكلام على منج المفسرين بكلام يفضح حمله ويكشف عوار بدعته» 
فقال رب 10 


واذاكان علاء المسلمين قد قصروا في الاستجابة للأمر بالسير في الأرض 
والنظر في كف بدأ الخلق» فإن المفسرين شحذوا هممهم لبحث هذا الأ 


بالنظر في القرآن الكريم» وخرجوا علينا بالعديد من التفاسير التي تدور 
حول أحد اتجاهين: الاتجاه الآول: تفاسير التزمت بالمعنى الحرفي لكلمات 
آيات الخلقء واعتبرت القرآن الكريم كتاب علمء كل كلمة فيه مقصودة 
بمعناها. كما استعانوا (لاستكال الصورة) بما ورد في شروح آيات سفر 
الي ل ا سحاد م وال 
بالإسرائيليات» حتى إننا نجد في التفاسير عن بداية الخلق من الإسرائيليا 
أكثر مما نجد من القرآن الكريم. الاتجاه الغاني: 00 المفسرية 
أن ما جاء في القرآن الكريم عن خلق الإنسان إما هو إشارات لا ينبغي 
الالتزام بحرفيتباء وأن على علماء كل عصر مسمس 
لم من العلو 
قلت: تأمل كيف جعل الرأي المذموم امجمع على بطلانه وذم أهله منبجا مستحسنا 
عند المفسرين» مع أن هذا الذي زعمه منهجا مستساغا فها يتعلق بخلق الا 
خاصة: إِما هو بدعة كبرى أحدنها بعض المعاصرين ممن لا خلاق لمم عند أهل السنة 
والجماعة» واللّه المستعان! ثم تأمل قوله فها سمه بالاتجاه الأول (الذي عليه أَمّة التفسير 
كافة عبر القرون): تفاسير اعتبرت القرآن الكريم كتاب علمء كل كلمة فيه مقصودة 


صفحة | 19١ه‏ 


بمعناها! قلت: فهل يستساعغ في المقابل» منبح يعتبر القرآن غير ذلك؟ هل يسوع 
لمسلم فضلا عن عام من علاء التفسير أن يعد القرآن "كتاب جممل", فيه من الكلمات 
ما لا يراد معناه؟ إن ل يكن القرآن كتاب علمء يراد فيه معنى كل كلمةء فأي شيء 
هو على دينك؟ سبحان الله وتعالى عن تملك علوا كيرا! إن قابلته بهذا فلعله يدفع 
عن نفسه 3 أنا لا أقصد بنني كون القرآن كتاب علمء إثبات كونه كتاب ججمل, 
معاذ اللّهء وانما أقصد أنه ليس كنبا تخصصيا في علم الببولوجي أو الفيزياء أو الفلك 
أو غير ذلك من العلوم الحديثة» فلا نتوقع أن نجد فيه حقائق علمية صريحة من جنس 
اليك امرا عارد الاح وا ىلوتي وار بن 
تلك العلوم, انما هو كتاب هداية من رب العالمين» إلا أن فيه من الحقائق العلمية 
ما لا يطمع علم من تلك العلوم في الوصول إلى منزلته من حيث الثبوت المعرفي 
ومطابقة الواقع في نفس الأمر! كل ما قصه القرآن من قصص خبره فيه هو أصدق 
ما يطمع أصحاب علوم التأرية في التحصل عليه من أنواع المعارف والعلوم التاريخية 
على الإطلاق» ولن يجدوا ما هو أعظم مطابقة يه 
ذكره القرآن من حقائق بشأن السماوات والأرض وما بها فهو كذلك أعلى وأصدق 
المة من البشر في التحصل عليه من المعارف في نفس الأمرء ألا يعلم من 
خلق وهو اللطيف الخبير؟ ؟ 
عن عرف رن النالاة نان اتسين درس" السيعةن لهال وير الطاب وا لزان 
نعقد إجاعهم على فهم معين لهذه الآيةء أو يخبرك بأنه قد بنى السماء بناء ورفم 
ل أو بخبرك بأنه أتم خلق السماوات والأرض وما ينها في 
ستة أيام ثم استوى على العرش» وأنه خلق أول البشر بيده من صلصال من ح| 
مسنونء فكل ذلك لا يكون عند المسلمين "إشارات لا ينبغي الالتزام بحرفيتها", 


صفحة | .”ىه 


وإنما هي حقائق علمية معرفية مطابقة لواقم أعظم ما يرجو الإفسان الوصول إلى دركه 
من المطابقة في نفس الأمرء بل والله لا يرجو أن تصل به المعرفة من طريقه إلى 
نظيرها في قوة الثبوت بل إلى قريب منهاء حتى في توصيفه لأظهر ما هو شاهد بين 
يديه من نظاميات ١‏ لطبيعة التي غايته أن يقررها باستقراء العادة! ((أوَلَْ يكف با رَيُْكَ 
عل كل شئء هية) الآية [فصات : 67]! والله حى «حقيقة أن الأشياء إذا 
ركاه معان فى اليواء ان أن تفط إل الأرش» هته بيسنت ف مقرفكا باتو 
ولا أثبت (من حيث ثقتنا في اطرادها المستقبلي كنظامية كونية) من علمنا بصدق 
ما جاء به القرآن على ما فهمه القرن الأول من معانيه! فالعقل يجيز أن أترك كرة معدنية 
في الهواء فإذا بها ترق في السماء ولا تسقط إلى الأرض كا هو معتادء فإذا 9 
فسيشتد يبي ولا شك ولكن لن يذهب عقلي ولن أعده من وقوع المحالات! أما أ 
بقع خلاف ما جاءت به النبوة ف القرآن» فهذا يحيله العقل وعنعه أعظم المنع ولو 
ليه بل تعين علي - فيا لا 
قبل العقل السوي موقفا غيره - أن أكذب حواسيء كما قال عليه السلام: صدق 
الله وكذبت بطن أخيك! أقول لما أراه بعيني رأسي مخالفا لخر القرآن هذا حر أو 
وهم أو هلوسة بصرية» فا بالك بكلام غايته أن يكون تأويلا فوق تأويل على افتراذ 
فوق افتراض في أمر غيبي محض» يجعله أصحابه علما يمارزون به فهم الأولين لكتاب 
رب العالمين؟ ؟ ألا شاهت الوجوه! 


إن العاقل الذي يثبت لديه أن رب العالمين قد أخبر بشىء ما في كتابه» وينتبى إلى 
يعرف فهم مخالف في ذلك المعنى» هذا لا يماك إلا الإذعان والتسليم بصحة ذلك 


صفحة | ١7ه‏ 


المعنى الذي علمه الرسول نفسه لأصحابه وبأنه هو الحق المطابق للواقع وجوباء اأذني 
لم كد لو ل 0 
ولو من بعيد! هناء أبها القارئ الكريم: هو صمام | الأمان المعرفي والعقمي الأول عند 
من رضي بالله ربا 01 دينا محمد صلى ا 
كذلك طوق النجاة الذي لولاه لم نأمن أن نكون نحن اليوم؛ بعد أربعة عشر قرنا من 

بعثة الرسول عليه السلام على غير الدين الذي علمه ذلك الرسول لأصحابه! لما سكل 
د رضي الله عنه» فها جاء به الأثرء عن الإسراء والمعراج كيف صدقهء قال 
بكل ثقة رضي الله عنه وأرضاه: قد صدقته فها هو أعظم من ذلك. صدقته في دعواه 
لي أفلا أصدقه فى هذا؟! هذا هو إيان العقلاء النبلاء. 
الذي لا يقبل العقل السوي إيانا غيره! نما كان الخبر الغيبي في نصوص الوحيين محيرا 
للعقل» خارجا عن إمكان التصور وعن مشابهة ما في الحس والعادة» فلا ينسى المؤمن 
خبر من هو ومن أين جاء به وكيف انتبى إليه! هذا المعنى الذي نقرره في مقام الرد 

على الدكتورء هو من أصول الدين» إنه أصل الإذعان والتسلم والقبول» الذي هو 
رك من أركان الإمان لا يصح إهان المسلم إلا به! والا فكيف يصح إيمان من جعل 
شرط قبوله ما يأتيه من معان منسوبة إلى الوحيين أن تكون موافقة لما انتبى إليه 
نظر هذه الفئة أو تلك من الفلاسفة؛ طبيعيين أو غبرهم؟ ؟ من تظنون أنفسك يا 
هؤلاء وما ظدكر برب العالمين؟؟؟ ((قُلْ آَم غلم أم النه)) الآية [البقرة : ]١5١‏ 
سبحانك ربي ما قدروك حق قدرك! (لوَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقّ قَدْرِهِ وَالأَوْضُ جَميعاً 
َِصَمْهُ يوم الْقامَةٍ وَالسَاوَاتُ مَطُوِيّاتٌ بيعي سَبْحَاَهُ وَتعَالَ عَمَا يُشْرِكُون)) [الزه 
ا ] 


صفحة | 01717 


ثم إن الدكتور يتناقض - ععادته - إذ يقول إن تلك "الفئة" من المفسرين الذ 
تناولوا نصوص القرآن على أنها "علم" وعلى أن جميع الكلمات فيها "مقصودة بمعناها", 
قد استعانوا بما ورد في شروح سفر التكوين "لاستكال الصورة"! فأأي صورة تلك 
التي يطلبون "استكالها" والحال أتهم يعتقدون أن جميع ما في القرآن من الألفاظ 
مقصود بمعناه. مول على ظاهره؟ من كان هذا منهجه فقد اكمل فهم القرآن عنده 
من طريقه السلفي وبآلته الأثرية» فلا يعوزه شيء لتكميل الفهم والتصور لا من سفر 
التكوين ولا من غيره! خلافا لمن جعلوا النصوص كلها مجرد "إشارات لا يُلتزم 
بحرفيتها". فهؤلاء من يظل الواحد منهم لذ الدهر جاهلا بحفيقة مراد ربه من كلامهء 
بأتي في تأويله بالنظريات والآراء والأقبسة من كل مكان فلا تكفيه ولا تروي غليله؛ 
ولا يدري إلى أي نظرية أخرى يصير غدا لت 000007 
0 القرآن» كل عصر على فهم جديدء أما أئَة التفسير من أهل 


فلم يتبعوا هل الكتاب ولا غيرهم» قد أغناهم الله عن ذلك: ل 
رب 0 فلا ينقلون من أسفار بني إسرائيل إذا نقلوا إلا 
للعبرة والاستئناس! 


يفول الدكتور في بيان منج أصحاب تلك الزندقة التي سماها "بالاتجاه الثاني" (ص. 
7غ 35/8-7): "لذلك تدور تفسيرات هذا الانجاه حول الخطوط العريضة للخلق 
والنني 'تمثل في: - أن النصوص القرانية نشير إلى أطوار النشأة الإنسانية ولا تحددهاء 
وتبين لنا أن الإنسان مر بأطوار مسلسلة من الطين (كصدر أول) حتى أصبح بشرا 
(كطور أخير). - أن القرآن الكريم يكرم الإنسان ويقرر أن فيه تفخة من روح الله 
هي التي جعلت سلالة الطين بشراء ومنحته تلك الخصائص التي يختلف بها عن باقي 
الكائنات. - ير جنين الإنسان في قراره المكين بأطوار (نطفة - علقة - مضفة - 


صفحة | 7ه 


عظام - كسوة العظام لما) وبعد ذلك ينشأ الإنسان خلقا آخر بما أختص به من 
نفخة الروح." | 
قلت: ما معنى أن التفسيرات "تدور حول الخطوط العريضة للخلق"؟ ؟ وما معنى 
"نشير إلى أطوار النشأة الإنسانية ولا تحددها"؟ ؟ الرجل يحدث مصطلحات جديدة 
في علوم القرآن وكأنه أول من يتكلم في هذا الفن في تارية الأمة. ولا حول ولا قوة 
إلا بالله! هل المقصود أ: نبا مذكورة إجالا دون تفصيل؟ إن كان كذلاك» فهذا كذب 
على القرآن! فإن الله تعالى الذي قال: ((وَقَدْ خَلَتَمْ أَطُوَاراً)) [نوح : ]١5‏ هو الذي 
قال في نفس الكتاب: ((ا يما الاش إن كُنممْ في رَْبٍ مَنَ الث فَإنَا لقم يّن 
ثاب ثم من تُطَفَةِ ن من عَلمَةٍ نح من مُطْكةٍ مُحَلََةٍ وعرٍ مُحَلَتَةِ بين لك وَثيرٌ في 
لأحام ما ذقاء إلى أجل مُتئى ثم حك ملفلا م لتبأنوا دم وم من متو 
وَعِنَكم مّن يرد | ل أَزْدلٍ الغَمر ِكيلا يلم من بد عم سَيتا وَترى الأَيْض هَايدَة فإِذا 
ْنَا ليما الماء اث وَرَيَتْ وَأَمدَتْ م نك زوج يبج)) [الحج : 4] وقال: ((ث2 
ما ار ا 
عِطَاما فَكْسَْنًا الْعِظَامَ لخأ ثم أَنشأناة حَلْتا آخَر فَتباركَ الله أَحْسَن الْحَلتِينَ)) 
[المؤمنون : ]١ 5-١‏ وقال: الل ل اجا 
وَمَا تَِلُ مِنْ أنتى وَلَا تصَعْ إلا بعِلمِهِ وَمَا يمر من مُعَمَرٍ وََا ينض من عُمْرِِ إلا في 
كتاب إِنّ ذَِكَ عَل الله يَيِيرٌ)) [فاطر : ]١١‏ وقال: ((هُوَ الذِي خَلَفَمْ مّن ثاب 
ين لق ين عق يرجم ميفلا خ لتلثوا أذ ونوا شيوخا ومس 
مّن يوق من قَبْلُ وتوا ألا مُسَئّى وَلَعلَكمْ تَعْقِلُونَ)) [غافر : 77]» فكل من 
شم رائحة العلم بكتاب الله تعالى» يعلم أن هذا هو تفصيل الإجال في آبة نوح» الذ 
0 القرآن غيره! فالقرآن عند أهل العام به يفسر بعضه بعضاء وان كره الجاهلون! 


صفحة | 7ه 


والآثر عن السلف مستفيض بذلك المعنى بلا مخالف ”". وليس في ذلك ما يوهم 
ولو من بعيدء بالمعنى الدارويني للأطوار الذي يصر هذا الرجل ومن شكله من 
دراونة الجهمية المعاصرين على حشره في كتاب الله حشرا! 


قوله: "أن القرآن الكربم يكرم الإنسان ويقرر أن فيه نفخة من روح اللّهء هي التي 
جعلت سلالة الطين بشراء ومنحته تلك الخصائص التي يختلف بها عن باقي 
الكائنات" قلت: ليس هذا ما لأجله كُرم الإنسان يا دكتورء فكفاك اختزالا وتعطيلا 
لأفعال اللّه! الإفسان كرم بابتداء خلقه في الجنة, 3 بخلق الل إناه يده سان 3 
بتعلجه الأسماء كلها وأمر الملاعكة أن تسجد إه! 


ثم يقول: "ومع تعدد التفاسير لآيات الخلق في القرآن الكريمء فإن غالبيتها العظمى قد 
اللتزمت بمفهوم الخلق الخاص لكل كائن حي على حدة." اه. قلت: بل جمبيع التفاسير 
المعتبرة عند أهل الشأن قد قررت ذلك المفهوم» ولم يقل أحد من أهل التفسير في 
تارية الأمة بالنشوء والتطور من أصل مشترك! والدكتور يعم ذلك تنام العل» ولهذا 
ينتقل بعدما قرر ما يوهم بأن ثمة قلة من المفسرين قد قالت بخلاف ما يسميه بالخلق 


”5 قال ابن جرير الطبري رحمةه الله في نفسيرة: حدثني عليء قال: ثنا أبو صالح» » قال*' 
ثني معاوية» عن عليء عن ابن عباسء قوله: (و قد خلقكم أطوارا) يقول: نطفة» ثم علقة» ثم 
مضغة, حدثني محمد بن عمروء قال: ثنا أبو عاصمء قال: ثنا عيسى» وحدثني الحارثء قال: 
ثنا الحسن» قال: ثنا ورقاء» جميعا عن ابن أبي نجيح» عن مجاهد (وقد خلقكم أطوارا) قال: من 
تراب» ثم من نطفة» ثم من علقة» ثم ما ذكر حتى يتم خلقه. حدثنا بشرء قال: ثنا يزيدء قال: 
ثنا سعيد» عن قتادة (وقد خلقكم أطوارا) طورا نطفة؛ وطورا علقة» وطورا عظاماء ثم كسا العظام 
لحماء ثم أنشأه خلقا آخر» أنبت به الشعر» فتبارك الله أحسن الخالقين. حدثنا ابن عبد الأعلى» قال: 
ثنا ابن ثورء عن معمرء عن قتادة (وقد خلقكم أطوارا) قال: نطفة» ثم علقة» ثم خلقا طورا بعد 
طور. حدثت عن الحسينء قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد» قال: سمعت الضحاك يقول في 
قوله (خلقكم أطوارا) يقول: من نطفة» ثم من علقة» ثم من مضغة. حدثني يونسء قال: أخبرنا ابن 
وهبء قال: قال ابن زيدء في قوله (وقد خلقكم أطوارا) قال: طورا النطفة؛ ثم طورا أمشاجا حين 
خلقكم أطوارا) قال: نطفة؛ ثم علقة؛ شيئا بعد شيء. 

صفحة | ١7ه‏ 


اناتوم لج سجزنا ابتكم عتر ان" يالا قرول مدا ساون ةيعضو 
المفسرين"! فيرجع من جديد للتدليس على حسين الجسر رحمه اللهء ينقل عنه ما 
يوهم بخلاف مذهبه. ثم يعاق قائلا: "هذا الفهم العميق للعلاقة بين العلم والدين 
ودو ركل منهما يعود إلى أكثر من مائة وعشرين عاماء ليتنا نتبع الآن هذا المنبج عند 
نظرنا في القرآن الكريم." اه. قلت: أي منهج يا رجل؟ هذا تدليس في النقل خبيث 
كما ببناه آثفاء والله له المستعان! 


ثم يأتي بنقل من "ظلال القرآن" لسيد قطب وكأنه من أنمات كتب التفسيرء واللّه 
المستعان! ينقل قول قطب في آية السجدة ((وبداً خلق الإفسان من طين)) الآية 
(السجدة: 7): "قد يكون في ذلك إشارة إلى بدء نشأة الخلية الحية الأولى في هذه 
الأرضء وأنها نشأت من طين» ومن الخلية الحية نشأ الإفسان. ولا يذكر القرآن كيف 
تم هذاء ولا م استغرق من الزمن ومن الأطوارء فالأمر في تحفيق هذا التسلسل 
0 » فليس في هذا البحث ما يصادم ال: لنص القرآني القاطع بأن 
نشأة الإنسان الأولى كانت من طبن." اه. قلت: صدق القائل: الطيور على أشكالها 
تقع! كتاب الظلال يا دكتور معدود - عند من يعتد بكلاهم من علاء العصر من 
أهل السنة والجماعة - في جماة الكتب البدعية المغرقة في الزيغ والضلال» وهذا الكلام 
المنقول يشهد لا نقول» من لا يعرف الكتاب! 
ومع ذلكء» ومع أن الكتاب كما ذكرناء ومعلوم حال مؤلفه ات 
إلا أن الإنصاف يقنضي أ أن نبين أودالدكتون يكذ بن النقل عنهء ما كذب في النقل 
عن حسين الجسرء إذ لا يبالي بانتزاع الكلام من سياقه ولحاقه حتى يوهم قراءه 
بكثرة من يوافقهم ومن سبقوه إلى ما سماه ميخفا "يإرهاصات قبول مبدا التطور عند 
المفسرين"! يقول سيد قطب في الفقرة التالية لتلك التي نقلها مباشرة وفي نفس 


صفحة | 077 


اضرف "لون نه دنجت ريني الالينة <٠‏ لتو ان مقر لدو 
والارتقاء لدارون القائلة: بآن الأنواع تسلسلت من الخلية الواحدة 7 -0-0- 
أطوار متوالية: وأن هناك حلقات نشوء وارتقاء متصلة تجعل أصل الإنسان المباشر 
حيوانا فوق القردة العليا ودون الإنسان.. أن هذه انظرية غير صصيحة في هذه النقطة 
وأن كشف عوامل الوراثة - التي لم يكن دارون قد عرفها - تجعل هذا التطور من 
نوع إلى نوع ضربا من المستحيل. فهناك عوامل وراثة كامنة في خلية كل نوع تحتفظ 
اه بخصائص نوعه: وتحتم أن يظل في دائرة النوع لذي نش منهء ولا يخرج قط عن 
نوعه ولا يتطور إلى نوع جديد. فالقط أصله قط وسيظل قطا على توالي القرون ." 
اه. قلت: فلأمانة العلمية يا دكتور تقضي يإحدى خصلتين: إما أن تترك النقل عن 
سيد قطب بالكلية» في مقام تريد فيه | لمكاثرة بذكر من سبق أن مالوا إلى نظير 
تأويلاتك الداروينية» بالنظر إلى كون الرجل ما زاد في الفقرة المنقولة على أن زعم 
00 المعنى الدارويفي ال 0 مك 
1 النظرية في | ل فأبطلهاء وإما أن تنقل النص كاملا دون 
اجتزاء حتى لا يتوهم القارئ أن المنقول عنه كان 000 فضلا عن أن يتوهم 
كنه ممن قالوا بتطور نوع لم وإنما غايته أن يكون من مجوزة 
الخلق بالتطوير فها سوى الإنسان! ولكن هكذا رؤوس أهل الأهواء؛ وهذا هو عهدنا 
بهمء لا بيالي أحدهم عمن ينقل» ولا يبالي بنسبة المنقول عنه إلى غير مذهبه» المهم 
أن يثير من الرماد ما يكفي لإخفاء عوار بدعته عن أتباعه» والله المستعان! 


ثم يأفي بنفل 1 اخر من نفس الكتاب» ينتصر به لدعوى أ ن الإفسان والحيوان يرجعان 
إلى أصل واحدء وأن الإفسان إما تميز بنفخة الروح التي تصيره خلقا آخر في رحم 
أمهء فيقول: "كا نقرأ حول قول الحق تعالى: (( َلَنَْا انمه عَأَةَ محَآْا الل 


صفحة | لاه 


0 0 خَرَ فَتَمَارَكَ اللَهُ 
حْسَنٌ الْكَلتِينَ)) [المؤمنون : :]١5‏ "هذا هو الإفسان ذو 0 الميزة نين 
آخر في ١‏ 02000007 0 د فيتطور 
ىا الساة تطورا آليا 0 تقول 0 المادية - فهما نوعان مختلفان, اختلفا 
بتلك النفخة الإلهية التي بها صارت سلالة الطين إنسانا. إنما الإفسان والحيوان 
يتشابهان في التكوين الحيواني» ثم يبقى الحيوان حيوانا في مكانه لا يتعداه» ويتحول 
الإفسان خلقًا آخر م الكال" ,"اه 


قلت: هذه فلسفة واهية لا أساس لها! فلس سبب "ون الإنسان إنسانا "قابلا لما 
هو نميأ له من الكال" هو أن الله ينفخ فيه الروح في بطن أ لاس رض 
لها أرواح تنفخ فيها ثم تقبض منها عند الموت كما قدمناء وجميعها تعبد | لله وجميعها 
سحا رصعي ارا الب و حي ا عبد ييا دريو لد لقيا 
كا قدمنا ((وَمَا من دا في الأَوْضٍ ولا طَائِرٍ يَطِيرُ حاحب إلا مم ا 
في الكتاب من شَيْءٍ ثم إل ريم يحْشَرُونَ)) [الأنعام : 1"4] وإلما تميز الإإنسان بكون 
عقله نميا معرفياء وجوارحه نميئة عضويا للتكليف الذي خلق من أجله. فدعوى أن 
القيز الآدي نما يرجع كله إلى تفخة الروح» هذه فلسفة تخالف ما تدل عليه النصوص 
00 0 الحالفة» فالرجل يصرح في النص المنقول نفسه بأن الحيوان 
لا يمكن أن يتجاوز مرتبته اب الإنسان تطورا آليا كم| تقول نظرية 
داروين! ومع ذلك م 0 لجز - مع كونه ينقله بحروفه! - ويدعونا 
للنظر إلى قوله "اختلفا بتلك ١‏ اضفة الالهية التي بها صارت سلالة الطين إفسانا" 
لنأخذ منه "إرهاصات قبول مبداً التطور"! فإذا كان الإنسان لا يمتاز عن الحيوان إلا 


صفحة | /17ه0 


عدوت م عليه 1ه اصرف ون الوا ل 
روح فيهء حتى انتبى النسل أخيرا إلى تلك النفخة في آدم في بطن أمه المزعومة, 
التى صيرته إنسانا! 


ثم ينقل قولا آخر عنه إذ يقول: "وقد يثبت التطور على نحو ما يقول دارون أو على 
أي نحو آخرء ولكن يبقى النوع الإنساني مقيزا بأنه يحمل خصائص معينة تجعل منه 
إنساناء للست هذه الخصائص 00 لي إنما هي هبة مقصودة من قوة خارجية". 
وهذا صرخ في كون قطب يرى أن الإنسان خلق خلقا خاصاء بعيدا عا "قد يثبت" 
من تطور الأنواع لأخرى 0-0 من بعض! ومع ذلك يسوقه الدكتور في مقام 
الانتصار لما سمأه "بالإرهاصات" لقبول نظرية تطور الإفسان من نوع منحط عند من 
سماهم "بالمفسرين" ثم يقول بكل أريحية: "اليس هذا هو التطور الموجه؟؟"! ونجيبه 
فنقول: نعم يس ها هذا هو التطور الموجه! ومع ذلك, فلنفرض أنه كان تطورا 0 
كامل الأركان» وأن قطبا والجسر كنا تطويريين على نفس مذهبكء بل ولنفرض أنك 
قد اجقع بين يديك عشرون مفسرا (يمن هم متخصصون في علوم التفسير) يقولون 
بالتطور الموجه ويحملون عليه آيات خلق الإنسان» فكان ماذا؟؟ بدعة المبتدع 
و:تحمية الجهمي وزندقة الزنديق ليست حجة على إجاع المسلمين! 
ثم يمضي الدكتور ليرهب الخالف بدعوى أن الأصل التطوري المشترك لميع الأنواع 
0 النزاع» وأن "البيولوجيا الجزيئية" قد حسمت الأمر 
أخيراء واذنء فا أ 00 الأقدمين لم يعرفوا "أسلوبا للخلق" سوى "الخلق 
الخاص". واليوم أصبحت النظريات تفيد بأن الخلق كان "تطويرا", فلا عذر 
للمفسرين امعاصرين للبقاء على ذا لك الفهم القديم الذي يضع "العم " (بزعمه) في مواحمة 


صفحة | 079 


"الدين"! يقول: "لا ينبغي أن يتبرب الهتمون بالعلم وبالدين من القيام بواجبهم للخروج 
من هذا الصراع. لقد مضى وقت الفرار من حقائق العام إيثارا للسلامة وراحة الدماغ. 
وأصبح يلبغي عل كل ذي قدرة (علمية ودينية) أن ييذل أقصى “هده لفهم آيات 
خلق الإفسان في القرآن الكريم في ضوء العلم الحديث ثم طرح هذا الفهم على اكقين» 
ولن يكون جمده هذا ضائعا أبداء فإن أصاب فيه فله أجران» وان أخطأ فله أجر 


اه. 


ثم ينتقل الدكتور لاستعراض كتاب بعنوان "قضية الخلق" لكاتب يدعى الأستاذ 
الدكتور خسن خامد عطية 5" مقنيا عليه ومبينا أنه كتاب عميق في فهم كل من 
"العام" و"الدين" وأنه قد انتفع منه 00 ! فتحث عنوان "التطور الموجه وقصة 
خلق الإنسان في القرآن" » بشرع الدكتور في استعرا ض الكتاب بعباراته هوء فيقول 
(ص. 55١‏ "لا شك أن من معجزات 0 8 أنه يخاطب | لناس على 
حسب ثقافاتهم» سواء كانوا متزامنين أو متعاقبين على مر الأجيال. وكلما كشف الله 
سيا بوره 
الآيةء فيفسرونها تفسيرا أدق. لذلك حرص رسول الله صلى الله عليه وسام ألا يفسر 
من آيات كتاب الله عز وجل إلا أقل القليل» ومن ثم ينبغي (من باب أولى) ألا 
نقف عند تفسير السلف باعتباره التفسير الوحيد المعتقد!" اه. قلت: قوله "من 
افج نر جرت ليسي اتير وإ كاق قفد به أن التراة 
يفهمه المثقف لثقف المتعلم كما يفهمه الأني | الجلف. فصحيح ولا شك! ووجه الإمجاز في 
ذلك أنه لو كان مره عيضن اللمء لجاز أو يوجد في الم الخاطبة به عبر الزمان 
المكان من يتعلم لسان القرآن ومع ذلك لا يفهمه, كله أو بعضهء أو يخفى عليه شيء 
” وهو كتاب خامل الذكر لكاتب عقلاني دارويني عمنة لوالا أن أسشن عليه الدكتور فصل كارا 


في مقام التأصيل لتلك الزندقة ما رددنا عليه ولا التفتنا إليه» وإلى الله المشتكى! 
صفحة ]| .٠ه‏ 


من معانيه حتى بعدما تعلم معاني الآلفاظ العربية كما استعملها الخاطبون الآ 
بالقرآن! لوكان مد صلى الله عليه وسام فيلسوفا أو عالما لاهوتيا منشقا عن أحبار 
هل الكتاب» كما يزعمه المنصرون والمستشرقون ومن شكلهم» لجاء القرآن كتاب 
لاهوت فلسفي محشوا ؛ رد العالم واثبات الصانع والمناظرة والخصام لسغي 
. إلء وإذن لما انتفع به أ ع اذ كتابا سهلا مسرا لاذك والتد 
والفهم والاتباع» يخرج منه كل عاقل ممن يفهم لسانه عبر القرون والأمصار يلقم ننه لمعه 
والعمل نفسه. ما اختلف مقدار العلم والدراية و"الثقافة" وكذاء عند الفرد وعند 
مقع دل ذلك على أن الذي أنزله هو العليم الحكيم الذي يعلم السر وأخفىء ويعام 
ما تخني الصدورء ا العقول» الذي بعث رسوله بالحق الجلي الواصم 


الذي يطابق تلك الفطرة اللي ركها في آدم وذريتهء من يوم أ ن أهبطه على الأرض 
وإلى يوم أن يرتها ومن علبها سبحانه! هذا هو الإتجاز في كون القرآن يخاطب الناس 
جميعا بما يفهمونه! 


أما إن كان مقصود الدكتور هو أن ألفاظ القرآن قد أنزلها الله بحيث تختلف معانها 
ومراداته منبا عند كل إنسان بحسب ثقافته وفلسفته» فيخاطب كل إفسان بخلاف 
المعنى الذي يخاطب به غيرهء حتى يكون ما عند أحدهم من العم بمعاني ألفاظ القرآن 
خلاف ما عند غيره» ويكون الميع - مع ذلك - مصيبين» فهذا كلام باطل قطعاء 
لأنقواه اردق ١‏ عاوق أني اى فقون الاتنة ها عد اللزانةيون أضان 
نسبية الحقيقة» الذين لا يقولون بواقع موضوعي واحد في الخارج تطابقه معارف 
العالمين به من الناس! فإن قدرنا صحة ذلك الزع بشأن معاني القرآن» لزمت إحد 

خصلتين لزوما ضروريا لا فكاك منهء فإما ألا يكون لألفاظ القرآن متعلق واقعي في 
الخارح تطابقه معانهاء بيث يصيب من يفهمها على تلك المعاني المطابقة» ويخطئ من 


صفحة | ١ه‏ 


يبخالف ذلك» ونا أكون 4 ولع سكديا لخارج في تلك الموضوعات التي خاطب 
اله فهها البشر بالقرآن» ولكنه قصد أن يضلل أكثر امخاطبين بكلامه فيجعل أكثرهم 
يفهمونه على خلاف ذلك الواقع! 

وسواء هذا اللازم 3 ذاكء فكلاها محض إلحاد و سبال آل لله السلامة! و 
أرتاب في كون الدكتور قد استشعر خطورة هذا الكلام (أو على الأقل على صاحب 
الكتاب الذي نقل عنه هذا الكلام)» إذ يقول: "وكلما كشف الله عز وجل ليل ما 
عن علم جديد رما تغير تبعا أذلك فهم رجاله لنفس اللفظ ونفس الآية» فيفسرونها 
تفسيرا أدق." فتأمل قوله "تفسيرا أدق"! لم يجرؤ على التصريم بأن حقيقة مذهبه 
هي إبطال التفسيرات 3 بالكلية! 


ولعله استشعر أن جعل مدار الأمر على "تطور العم" الذي عليه قيام الفهمء كم) 
نوه عخائيث الطبيعيين عامة أنه تجري عليه نظريات القوم في قلك الفيبيات (أنها 
تتطورء فتكون في كل قرن أقرب إلى مطابقة الواقع في نفس الأمر بماكانت عليه في 
القرن الذي قبله)» يقتضي جعل الفهم الأصم والأدق على الإطلاق لكلام الله تعالى 
أمرا ممتنعا لم يصل إليه أحد من المسلمين إلى يوم الناس هذاء ولن يصلوا إليه ما 
تطاولت بهم القرون! فكما أن الطبيعيين لا يرون نظرياتهم إلا وصفا تقرييها للواقع, 
يرجى له الزيادة في "الدقة" والتفصيل كلما تراككت بضاعة القوم في ذلك, فكذلك 
يلزم من يجعل فهم القرآن مشروطا بتلك النظريات! بالأمس كانوا يرون أن البشر 
وغيرهم 0 الحية قد خلق كل نوع منها خلقا مستقلاء 0 
كلها بالتطور التدريجي من أصل مشتركء فالله أعلم ما لذي تنتبي إليه نظرياتهم 

وواقع الأمر أنهم لا يقولون إن ما صاروا إليه بعد داروين هو "أدق" مما كانوا عليه 
قله بل يقولون إنة عو الخو رونا كوا علد ياطل كان التق كن "بزل ال 


صفحة | 17 7ه 


"علموا"! "" فكذلك يازتمم أن يعتقدوا أن الثورة التنظيرية القادمة في علم الأحياء 
(إن قدر وقوعهاء وهذا أمر نستبعده جدا لعظم ما تأسس على نظرية داروين من 
نظم اعتقادية دينية غالية عند الطبيعيين) ستطيح بنظرية داروين بالكلية كما أطاحت 
نظرية داروين بماكان قبلهاء وستثبت بطلان ما نحن عليه الآن! أو على الأقل ستزيل 
كثيرا من تفاصيل الاعتقاد في أصل هذا النوع أو ذاك لتضع غيرها في محلهاء أو 
ستقلب تصورات الطبيعيين لآليات الارتقاء المزعوم وتذيها في 6 إذابة ما جرى 
في الداروينية الجديدية» مقارنة بالنظرية الأولى عند داروين! وإذن فأين المعرفة المطا 

للواقم التي يرجو أصحاب ذلك المذهب الفاسد الانتهاء إليها في لعل معاني ألفاظ 
القرآن؟ ؟ لا حصول لها إلا الأمانى» واللّه المستعان! 


وإذن يصبح التكليف بالسير في الأرض ومارسة النظر التجريبي في طلب العلم بكيفية 
بدء الخلق (كما في بدعة هؤلاء أن الله كلفنا به!) تكليفا بامحال» حتى وان زعموا أن 
المقصود به لبس النظر في ا لكيفية التي خاق الله بها الحياة في 0 
أصول 00 ني ترعت عبا رص أ لبسوا قد فرقوا تحكاء وقالوا إن 
نفسها في الخلية لو سه 
الطبيعيين» 57 المزعوم في آية به العنكبوت لا يطاله ولا يشمله؟؟ نما الذي 
3 0 ف 0 في تفصيل 00 النشأة المزعومة عندهمء إن كنا نجوز (من 
ا 0 أوله إلى آخره رأسا 
” ولهذا فمهما سمعت الدكتور عمرو يقول إن العلم الحديث قد كشف عن "أسلوب في الخلق" 
جديد إلى جانب "الخلق المباشر" وهو "الخلط التطوري"؟. فاعلم أنما يلبس عليك تلبيسا! فهو لا 
يعتقد أن ثمة أسلوبين في الخلق» قد كنا نعلم أحدهما ونجهل الآخر فصرنا نعلمهما جميعا! أبدا! 
وإنما يعتقد أن ما يسميه بالخلق المباشر هو أسطورة من أساطير الأولين» إنما دخلت إلى علوم 
المسلمين من طريق "الإسرائيليات" والأخذ عن سفر التكوين» بينما الحق وما انتهى إليه "العله" 


إنما هو انحصار نشأة الأنواع الحية كلها في "الخلق بالتطوير"! 
صفحة | 7ه 


ما آل إليه جممد الأولين قبل داروين من الانقلاب في سلة ممملات الطبيعيين؟ ؟ 

ليبق العم بمعاني كافة الآيات المتعلقة بأفعال الخلق الإلهي إذن معلقاء معطلا أو 
مفوضا فيه إلى أجل غير مسمىء أو على أحسن الأحوال ملعبا للتخمين والافتراض 
لوعن لماوعو راع رت كا يطبي لزه الاو رقيدانا 
بأن ديننا لا يورثنا الجهالة والخرافة» واللّه المستعان! 


قوله: "اذلك حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يفسر من آيات كتاب الله 
عز وجل إلا أقل القليل» ومن ثم ينبغي (من باب أولى) ألا نقف عند تفسير السلف 
باعتباره التفسير الوحيد المعتهد", قلت: هذا - والله -كذب أقرع! يا هؤلاء» النبي 
صلى الله عليه وسلم لم الم 0 آيات القرآن» لأن الصحابة كانوا عربا 
القاحاء أغنتهم سليقتهم العربية الأضيلة عن أن يسألوه عليه السلام في أكثر معاني 
القرآن» إذ أنزله الوط وب امم ٠كما‏ في قوله تعالى: ((هَإِنَّمَا يَسّرْنَاُ بلِسَانِكَ 
لِبَشْرَ به مين وَتدذِر به قوم أنَا)) [مريم : 37] وقوله ((بِلِسَانٍ عَرَبِيَ مِينِ)) 
[الشعراء : !]١54‏ وما سألوه فها أشكل وما تشابهء وهو قليل! فلما تأخر 0 
واننشر الإسلام في الأمصار والبادان» وغلبت العجمة على اللسان» ظهر الد ّ 
ا عد اير ا 
للسؤال عن معناه أصلا! فظن أمثالكم من المتبوكين في كتاب الله لا وجدوا مطولات 
التفسير يجتبد أصحابها في شرح وبيان كل آيةء أن السلف كانوا أمثالهمء "يجتبدون" 
في تفسير كل آية يتنازعون فيها وكأنما ورثوا الكتاب من قرن آخرين تفصلهم عنهم 
قرون من اعوجاج اللسان! 

وهذ ال لت الى الأولى في علوم القرآنء والله المستعان! فأصحاب 
المطولات في التفسير من أمّة ذلك الفن» إنما أطالوا النفس فبها وبسطوا البحث في 


صفحة | 7ه 


كل آية لأن مطلوبهم إفاكان - بالأساس - أن يتوصلوا إلى معرفة ما فهمه هؤلاء 
العرب الألخاح من القرن الأول معرفة دقيقة» وتحقيق ما كان عليه لسانهم وتلقهم 
للخطابء لا ليناطحوهم ويبارزوهم ويراجعوهم فيا فهموا منهء فافهموا قاتلكم اللّه! علم 
التفسير إنما نشأ بالأساس لهذا الغرضء لغرض أن يعرف المتأخر المبتلى بالعجمة 
وبانقطاع الوحي» كيف فهم الأولون أصحاب لسان التنزيل» الذين سمعوا من رسول 
الله صلى الله عليه وسام نفسه بلا واسطة» كلام الله الذي ما نزل علءهم إلا بلسانهم! 
هذا هو السبب في وجود تلك المطولات التي صنفها المفسرونء التي اتخذها النوى 
من خلف الخلف هؤلاء ملعبا للرأي وللافتيات على الرسول صلى الله عليه وسلم 
وأصحابه. ولا حول ولا قوة إلا بالله! فالني لا يفهم هذا المعنى» ولا يراه مدخلا 
للتعامل مع تلك المصنفات» فليس له الخوض في ذلك الشأن أصلاء ولو اتقى الله 
في نفسه وفي المسلمين لترك ذلك العام لآهله! 

أنتم وآباوم من قبلك وأولادم من بعدى »كلك عالة في فهم كتاب ربكم على آثار السلف» 
وإن رغمت أنوفك! فا أجمع عليه هؤلاء الأطبر من أصحاب النبي عليه السلام 
وتلامذتهم في ببان معاني القران» فهو الحق الذي لا يجوز للمسام مجاوزته طرفة عين 
ولا أقل من ذلكء سواء كان الإجاع على قول واحد ما عُرف ينهم غيره» أو على 
عدم القول بخلاف جملة من الأقوال المعينة التي اختلفوا علبها وما خطر يبال أحدهم 
- مع ذلك - أن يكون المراد بالنص على خلافها كلها! فعندما يقول القائل: "ومن ثم 
ينغي ألا نقف عند تفسير السلف باعتباره التفسير الوحيد المعتقد", فهذا واللّه ما 
يدري ما علم التفسير وما مرته وما موضوعه وما غرض أهله من الاشغال به وما 
صنعة المتخصصين فيه وانما يريد أن يحدث لنفسه طريقة يؤخذ فيها كتاب الله وكأنما 
عُثر عليه بالأمس القريب في لفافة في قاع بئر أو في جوف كيف, فتفك "طلاسمه" 


ه٠‎ ١ | صفحة‎ 


و"رموزه" بالرأي والتخمين الذي لا فرق فيه بين الأولين والآخرين» ولا بين الصحب 
والتابعين ومن جاء بعدهم» وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا باللّه! فالواجب 
0 ينتبه 0 00-7 اث 07 0 فقط مغردين غارج شك يقال 
00 ل الله ما أنزل لله بها من ساطان ول علاقة لها 
0 70 الذي 0 الله باتباعه! 00 لهم الباب للقول في كتاب الله بتلك 


ولا يقال هنا - كما قاله بعض من لا خلاق لم ولا ديانة» وبئس ما قالوا! - 
خلاف الصحابة في فهم كثير من آيات القرآن يدل على أن النبي عليه السلام تعمد 
00 هايا د ييه "الآيات | 00 
ا أدى أ ا م ا ول حول ل 
إلا بالله! ونقول: إفاكان أكثر خلاف السلف في القرآن من خلاف التنوع حيث 
يصح فهم الآية الواحدة على جميع ما أثر عن السلف من أقوال فيباء وتكون تلك 
الأقوال كلها داخلة تحت مراد الآية بصورة ما أو بأخرى! وأما ماكان من خللاف 
التضاد أ كل واي 0 
0 آدم اي ون مده 
لو و لاحو ا 


صفحة | 7ه 


لا تحقق له إلا من طريق أدوات التفسير والفهم التي كانوا جمعين عليهاء لا من طريق 


ثم يقول الدكتور تحت عنوان "وذ إنهان أم بشر!": 


جاء في سورة الحجر: ((وَلَقَد حَلََْا الإفتتان من صَلْصَالٍ مِّنْ حم مّسْئُونٍ . وَالْجَنّ 
َلَقَْاُ من قبل من نَارٍ السّمُوم . وَإذْ قَالَ رَبّكَ للْمَلابِكَةِ إن حَالْقٌ بَشَراً ين صَلْصَالٍ 
مّنْ حم مَسْنُونٍ . فَإِذا سَوَيْتُةُ وَمَحْتْ فيه من رُوحِي قَتَعُوا أ سَاجِدِينَ)) [الحجر : 
19-7] في هذه الآيات يخبرنا اللّه عز وجل أنه خلق "الإنسان" من صلصال» 
وأنه أخبر الملائكة أنه خالق ((بشرا)) من صلصالء فنظر المفسرون إلى كلمتي إفسان 
وبشر ككلمتين متزادفتين تحملان نفس المعنى. 

قلت: أولا يا دكتور» ليس المفسرون هم من نظروا إلى اللفظتين على أن 000 
واحدء وانما جرى ذلك على لسان الصحابة والتابعين الذين خوطبوا بتلك الآيات» 
فلم يفهموا منها إلا ذلك الترادف, ا 0 
وأمثالك! البشر والإفسان اسمان لنوع واحد عند العرب الذين نزل عليهم كتاب اللّهء 
وهكذا كان عند جميع من جاء بعدهم من قرون المسلمين ممن نطقوا بالعربية وصولا 
إلى يوم الناس هذاء وهو فهم لم يخالف فيه إلا مخانيث الدراونة الذين أكلت قلوهم 
الفتنة بتلك النظرية الخبيثة في القرنين الأخيرين» ول يتكلفوا اختراع ذلك الفا 
المزعوم بين اللفظتين إلا رجاء استنقاط القرآن بموافقتها تنطعا وتعسفاء واللّه المستعان! 
فالذي يزعم أن لعالم من علاء اللغة في هذا العصر أن "يجتبد" فينتبي إلى التفريق بين 
ا وري ا ولا 
كامة! والعجيب ار 0 -0- 
ل ا 2 استخراجه لمعنى كل من لفظة ' ولفظة 


صفحة | لالاه 


"بشر" من تاج العروسء فلا ينتبي إلا إلى تقرير ما لا يخالف فيه عاقل من عقلاء 
ار انق ان انرق 50 الع كوا اهن لس وبالانها ونون 


واحدا! 


ثم يقول في تلك الحاشية إن لفظة 00 إلا في اللغة العريبة فقطء وأ 
لهذا السبب لم يحد مترجمو ا لمصحف الذين نقلوه إلى اللغات الأخرى (؟” ترجمة 
حتّى سنة 3٠٠١‏ ميلادية. على حد قوله) إلا أن يترجموا كلتا اللفظتين بترجمة 
واحدة» فيجعلوه| دائًا بمعنى "إنسان"! ولا ينتبه الدكتور - وهو يقتحم علا آخر 
ليس له فيه ناقة ولا جملء آلا وهو عم المعاني اللفظية في اللغة [12.ه.آ 
وعناسدد؟ - إلى أن هذا الذي قرره من عرز المترجمينكافة عن نقل لفظة "دشر" 
إلى أي لفظ (أو عبارة لفظية) في أي لغة أخرى إلا ما يحمل معنى "إنسان". هذا 
بقنضي إما جممل جميع المترجمين بمعنى لفظة "بشر" في لسان العرب نفسهء ومن ثم 
اضطرارهم إلى التسوية بننها ويين لفظة إنسان من باب المرادفة» وإما افتقار جميع 
اللغات الأخرى التي نقل توه إليها هذا اللفظ في القرآن» للفظة أو عبارة تفيد بمعنى 
لفظة "بشر" عندناء وهو ما يلزم منه أن يكون افتراق معناها عن معنى لفظة 
"فسان" ضربا من الوهم لا حقيقة له, لامتناع أن تستقل لغة واحدة من لغات 
البشر بمعنى لا يعقله أحد من أهل اللغات الأخرى ولا يجدون في لسانهم ما يعبرون 
به عنه» ولامتناع أن يقع ذلك في شيء من ألفاظ القرآن (إن قدرنا جوازه سجانطيقيا 
من حيث المبدأً) لكون رسالته رسالة عالمية تخاطب جميع البشر على اختلاف ألستتهم 
كما في قوله تعالى: ((وَمَا أَرسَلَتَاكَ إِلَا رَحْمَةَ ِْعَالمِينَ)) [الأنبياء : ٠١17‏ ]! 


ولا مجب من أن ينسب جميع مترجمي القرآن إلى الجهل بمعنى لفظ من ألفاظ العرببة» 
من نسب جميع من يُنقل عنهم فهم القرآن من القرون السالفة إلى الجهالة والضلالة في 


صفحة | 7ه 


نفس الأمر! كلنا معاشر الناطقين بالعربية» من أولنا إلى آخرناء علاؤنا ولغويونا 
ومفسرونا ومترجمو القرآن وغيرهم» كنا 5 وجحمالة عريضة لم يزل أباؤنوا 
أجدادنا يتوارثونها قرنا بعد قرن صعودا إلى ما قبل زمان التنزيل نفسه, إذ نتوهم أن 
البشر والإفسان في لغتنا 0 أخيرا من يقول إن 
000 العرب كلهم كانوا مخطئين واهمين في استعال لفظة من 
لذاذا قري ابد اه لبود ل 00 
يدري ما اللغة وما الوضع للغوي وما وطيذة اللفظة عند من يستعملوهاء فضلا عن 
أن يقال إنه من علاء العربية؟ يخرج رجل على أمة من الأمم ليقول لها: "لقد هلكت 
جنيع قرونك_ 0 يفرقون التفريق الصحيح بين كلمتين متشابهتين في 
لغتبي, حتى جتتهم أنا أخيرا يبيان ذلك!". فلا أدري والله أأضحك أم أي من ذلك 
السخف المبين» وانا لله وإنا ! ا 


تأمل كيف توصل الدكتور حسن حامد هذا إلى ذلك التفريق السخيفء الذي لا 
صلة له بما يعرفه العرب من لسانهم فل كور عرو الاعه لم بس 06 
سه لى التتابع الزمني لأحداث الآيات من خلال قواعد اللغة العربية. 
ن الله عز وجل يقول ((خلقنا الإنسان)) فعل ماضء ثم يخبر | 0 أنه ((خالق 
بشرا)). وخالق اسم يدل على | 2 أو المستقبل القريب» لكنه عز وجل يؤكد 
000 وا ذا سويت :د تشقان الاي أن" لجان كو دان قاذ 
قبل أن يخبر اج يك لس الإنسان (كلاه| 
لمحي ا ارس ري ا ا 
كثيرة في القرآن بلفظ الإنسان. وفي نفس الوقتء يخبر الله عز وجل الملاتكة أنه 
سينفخ في هذا البشر من روحهء عندهاء على | لملايكة أن تقع ساجدة له." اه. 


صفحة | 9ه 


قلت: هذا المنطق في الاستدلال» قد نقبله ممن يفك رموز بردية هيروغليفية أو لغة 
قديمة ميتة لا تزال تكتتشف الألفاظ فيها اكتشافا أثرياء ثم يتأمل الباحثون في كفية 
التوصل إلى فهم معاني تلك الألفاظ! أما لغة (بل لغات) العرب في زمان التنزيل» 
فقد كتب الله لها الخلود بنزول القرآن بهاء فها من لفظة في ذلك الكتاب إلا اتصل 
سند المسلمين بمعناها ومصدرها ومشتقاتها وجميع ما في مادتها من ألفاظء على 
اختلاف قبائل العرب في نطقها ورسمهاء اتصالا متواترا تواترا مطلقا لا اتقطاع فيه 
ولا اضطراب! فإذا قال قائلنا إن اللفظة كذا لم يعرف العرب في زمان التنزيل لها إلا 
المعنى كذا وكذاء أو لم يفرقوا بينها وبين لفظة كذا المرادفة لها بهذا التفريق الذي أحدثه 
فإذا انضاف إلى ذلك حقيقة أن إجاع القرن الأول في معاني القرآن حجة على من 
يأني بعدهم إلى قيام الساعة» لما هو معلوم بالضرورة من حجمية إجاع الصحابة رضي 
اللّه عنهم في دين اللّه تعالى» انحسم الأمر انحساما تاماء وأصبح من حق أحدنا أن 
ونقول تنفلا - وإن كنا قد قطعنا الوتين بسيف الإجاع قطعا لا اندمال له - إن 
استدلال الدكتور بأزمنة الأفعال من أوهى ما يكونء. من حيث النظر في معاني 
ولفظة إنسان متغايرين من حيث النوع المخلوق الذي تدل عليه كل منها (نوع بني 
أنه يبدأ بقوله "إن الله عز وجل يقول ((خلقنا الإفسان)) فعل ماضء ثم يخبر الملائكة 
أنه ((خالق بشرا))» وخالق اسم يدل على المضارع أو المستقبل القريب» لكنه عز 
وجل يؤكد زمن الاستقبال بقوله» فإذا سويته." قلت: إن سلمنا تنزلا بأن التصريج 


صفحة | .غ0 


بخلق الإنسان هو في اللغة ذكر لحادث مخالف للحادث الذي يفيد به التصريم بخلق 
البشرء فكلا الحادثين وقعا في الماضي بالنسبة للمخاطب بالقرآن! وإذن فن أين لك 
الزم بأن قوله "خلقنا الإفسان" لبس عبارة عما وقع في الماضي من خلق البشرء وأ 

مخاطبة الملائكة بقوله (إني خالق بشرا) ليست عبارة عا كان بعد أمرا مستقبلا 
بالنسبة للملاعكة من خلق الإفسان؟؟ ليس ف المضارعة في لفظة (خالق بشرا) إلا 
ما تقتضيه مخاطبة الملائكة من تقرير الاستقبال بالنسبة للوقت الذي وقعت فيه 
مخاطبتهم بذاك المعنى» وليس في الماضي في لفظة (خلقنا) إلا ما يقرر كون خاق 
الإفسان ماضيا بالنسبة لنا نحن فأين ما يؤخذ منه الترتيب الزماني بين الحادثين 
(خلق البشر وخالق الإنسان) بالنسبة لنا نحن إذا كانت جحمة المضي والاستقبال 
(من حيث النسبة) منفكة في الخطاب ينك ترى ؟ ؟ فقولك بعد: " إذأء تبين 
الآية أن الإفسا نكان قد خلق فعلاء قبل ا ل 
بشرا من نفس مادة الإفسان" هذه مغالطة ظاهرة يمجها العقل السوي ويأباها اللسان 


المستقيم! 
ثم إنه على تأويلكم هذاء يلزمكم مخالفة نظرية داروين التي ذهبت بعقل أحدك وبدينه 
كل مذهب! ذلك أن الله تعالى يقول: ((لَقَدْ خَلَُنَا الإشاوى أَحْسَنٍ تفُويم)) [التين 
؟] فإن سلمنا تنزلا بصحة ذلك التفريق الواهي بين النوع المراد بالإفسان والنوع 
المراد بالبشرء لزم أ أن يكون "الإنسان" مخلوقا من أول يوم على أحسن تقويم كا 
تنص عليه آية التين صراحة» وإذن ثما وجه أن يكون "البشر" قد خلق منه تطورا؟ ؟ 
لا تطور إذن ولا تغير أصلاء إذ ليس بعد تحقق "أحسن تقويم" ما يرجى أن يكون 
العمل متعديل لآم نوتقارق للبوة وفك الوك إلا ارول عن للك لااراة: 


صفحة | ١ه‏ 


أو على الأقل الانتقال إلى حال أخرى تكون في نفس المنزلة لا في منزلة أحسن منها 
أو أكثر تطوراء فتأمل! 
ثم يأتي بشبهة أخرى هي في الوهاء كسابقتباء فيقول: "ويؤكد فضياة الشيخ حمد 
متولي الشعراوي اختلاف معنى الإفسان عن معنى البشر بقوله إنه لا توجد مرادفات 
ف كانه الله كل كلمة لها معناها الدقيق» وا ارسج ورد 
اه. قلت: هذه المسألة» هل يقع الترادف في لقرآن أ م لا يقع الخلاف فيها عند علاء 
للغة وعلاء القرآن قديم» وليس قول الشعراوي فبها هو المرجع عند أهل ذلك الشأن! 
0 الكلام ل يحد إلا أن ينقل كلام الشعراوي» هذا يشعرك بأن غاية 
بضاعته في علم التفسيرء سماعه لحلقات تفسير الشعراوي التي تبثها الفضائيات» واللّه 
الندها؟! 
تقول إن الخلاف في تلك المسألة قديمء فن علاء اللغة كالفيروزابادي وابن السكيت 
وأببي مسحل الأعرابي وغيرهم من ذهب إلى وجود لاك رن لك ل 
هلال العسكري في "الفروق اللغوية" وابن جني في الخصائص والثعابي في فقه اللغة 
وغيرهم. ولكنء ومع ذلك» فسواء على مذهب المانعين أو مذهب المجيزين» فلا مدخل 
البتة لتقرير ما يريد هؤلاء الدخلاء تقريره في الفرق اللغوي بين اللفظتين "إنسان" 
و"بشر". حتى على التسليم تنزلا بعدم ثبوت الإجاع! ذلك أن الترادف الذي ينتنفي 
وقوعه في القرآن عند النفاةء هو تعدد الألفاظ المفردة (غير المركمة) الدالة على شيء 
واحد على سبيل التطابق التام في الدلالة واتحاد المعنى اتحادا كاملا باعتبار واحد! أي 
أن تكون اللفظتان مشتركتين في المعنى اشتراكا تاما من كل وجهء متطابقتين تطابقا 
تاماء بحيث يصح استعال إحداهها في محل الأخرى في كل مناسبة وفي كل حال 
والصواب انتفاء وقوع ذلك في شيء من ألفاظ القرآن, لأنه يلغي الحكمة بما نجده فيه 


صفحة | 0117 


من تباين الاستععال اللفظي مع إرادة معنى مشترك بين موضع وموضع! والذي يظهر 
أن إثبات كون التباين في الاختيار اللفظي بين موضع وموضع راجعا إلى فوارق دقيقة 
في المعنى» هو أحكم وأبلغ واكل في حق الله تعالى من اعتقاد كون التباين في اختيار 
الألفاظ غريا عن ذاكهدوالله أعاء ! 
ولكن» وهنا بدت القصيدء ينبغى التنبه إلى أن كلا الفريقين (مثبتة الترادف ونفاته) 
يتفقان على مطلق وقوع الاشتراك المعنوي بين بعض الألفاظ في القرآن في إرادة شيء 
احد (إجالا)؛ فنهم من يثبت ذلك مع إثبات فوارق دقيقة بين اللفظتين (وهم نفاة 
التزادف)ء ومنهم من يثبت ذلك مع نفي تلك الفوارق (وهم مثبتته). فصحيح إن 
ام الا قام المطابقة من كل وجه وفي كل 
استعال كا تقوله المثيتة بحو سو ع يد شتراك 
اسسلم افأ وأو من لاكو اهراد يب 5 
سبيل الإجال! أي أن العام بالعربية» سواء أثبت وقوع الترادف في القرآن أو نفاهء 
فلن تجده يخالف في كن المراد بكل من لفظة "بشر" ولفظة "إفسان" هو آدم وذريته! 
وإني لأقطع بأنك يا دكتور لو سألت الشعراوي نفسه الذي نقلت كلامه وقررت 
مذهبه في المسألة: "هل ترق أن لفظة إنسان ولفظة بشر تختلفان في كن إحد 
بشار بها إلى آدم وذريته والأخرى يشار بها إلى غيرهم ؟", فاكان ليجيبك إلا بالنفي 
القاطع ولاستغرب منك ذاك السؤال أعظم استغراب! إن لم يكن آدم إنسانا وكذلك 
ذريته قن هو الإفسان؟ وإن لم يكن هو وذريته بشرا فن هم البشر؟ 
والعجيب أن الفوارق الدقيقة بين اللفظتين "بشر" و"إنسان" قد أورد بعضها الدكتور 
نفسه في الحاشية المشار إليها آنفاء بما يدل دلالة ظاهرة على أصل الاشتراك المعنوي! 


صفحة | 0517 


فإثبات مواضع الافتراق يقتضي ا بداهة! فلفظة بشر تطلق 
0 ل المفرد والمثنى 0 لسواءء خلافا للفظة 
ن التي لا لا المفرد» ولا تثنى» وتجمع على "أناسي"! ولفظة بشر يراد 
ود المي ا لجاد الأملس الذي لا يكسوه 
الفرو أو الشعرء وفي ذلك ! لومي انوع بخلقة حسنة لا يشاركه 
فيها غيره من الأنواع! ولفظة إفسان فيها معنى المؤافسة (التِي عبر عنها الدكتور بقوله 
إق الإسان :عش كواءات وم النسيان كذلكء وكلا المعنيين لا 
تنطوي عليها اللفظة "بشر"! والقصد أن كلتا اللفظتين يراد بها النوع نفسه (نوع آدم 
وبنيه) وانما تختلفان في اشتال كل واحدة منها على الإشارة إلى صفات معينة في 
الشىء نفسه الذي تشتركان في إرادته, لا نشل عليه الأخرى. ونظير ذلك اشترا 
لفظة أسد ولفظة غضنفر في إرادة الحيوان نفسهء وانما تختلف اللفظتان في كون لفظة 
غضنفر يشار بها خاصة إلى الأسد الضخم عظم الجنة! وتختف لفظة ليث عنها 
جميعا في كونها تفيد معنى الشجاعة والقوة» فالأسد القوي الفتي يقال له ليثء» وهكذا. 
ونظير ذلك الفارق بين لفظتي عام وسنة» فاللفظة "سنة" تشتمل على معنى الجدب 
والشقاءء ببنا لفظة "عام" فيها معنى الغاء والرخاءء ولهذا فرق الله تعالى بين 
الاستعالين في قوله: ((ثالَ تؤْرَعُون سَبْعَ سين أب ما حصدثم فَدَرُوه في ستياه 
إل ليلا ه يَكا تَملُونَ أي ين بغ مَلِكَ سَبِعٌ شِداد يأثلن ما قدفم أ َهْمَ إلا ليلا 
مَعَا نُحُصِنُونَ . نه أت من بَغدٍ ذَلِكَ عَامٌ فيه يُقَاثُ الئاس وَفِبَهِ يَعْصِرُونَ)) [يوسف 
: /59-41]. فكلا اللفظتين تشتركان في إرادة مدة زمانية واحدة» مقدارها اثنا عشر 
شهراء ومع ذلك فكل من اللفظتين تشمل على وصف إضافي لتلك المدة يختلف عما 
تشقل عليه الأخرىء فناسب استعال إحداها ما لم يناسبه استعال الأخرى! 
ونظيره الفرق بين الفعل والعمل» فكلاهم|ا يشتركان في الدلالة على معنى الا 


صفحة | 5ه 


فعل الشيء أي أحدثه, وعمل الشيء أي أحدثه كذلك. ولكن العمل فيه معنى زائد 
على مجرد الفعلء فقيل إن فيه مهلا وتريثاء خلافا للفعل الذي فيه إشعار بالسرعة 
والمعاجلة» وقيل إن العمل أخص من الفعل من جحمة أن فيه تشريفا للمفعول» فكل 
ذلك ىا ترى تفاوت في صفة إضافية على أصل معنى الإحداث الذي تشترك فيه 
اللفظتان. ولهذا نظائر كثيرة. 

ثم يقول الدكتور: "ويؤيد هذا الفهم أن الله عز وجل لم يطلق على أي من رسله 
وأننيائه لفظ إفسان» بل نحدث عنهم دامًا بلفظ بشر عبر عشرات الآيات القرآنية" 
قلنقه الأتوابته ل "يويك فهمك الدارويني بحال من الأحوال» وانما يؤيد ما تقدم 5 
من كون لفظة بشر تشتمل على معان تتعلق بالصفات الخلقية الظاهرة التي تمبز ذلك 
النوع عن أنواع الدواب» كا لا تجده في لفظة إنسان! وهذا ولا شك يناسب خطاب 
كل نبي من أنبياء الله تعالى لقومه بأنه مخلوق من نوعهم لا من غبره» كما في قوله تعالى 
((قل نا أنا بشر مثلكى)) وقوله تعالى ((ما هذا إلا بشر مثلك)) وقوله ((فقالوا أنؤمن 
لبشرين مثلنا)) ونحو ذلك. 


ثم يقول في مختتم تلك الجزئية: "إذن فالله عز وجل لم يأمر الملاتكة أن تسجد 
لإنسان» لكن لبشر سواه ونفخ فيه من روحه. على هذا يصبح البشر مرحلة تالية 
للإنسان لا يعام إلا الله مقدار الوقت بينها." اه. قلت: أفلو سألناك الآنء يا دكتور» 
هل ترى نفسك إنسانا أم لاء أفيكون جوابك بالنفي ؟ ؟ ألا شاهت الوجوه! 
وفي الحاشية» يعلق الدكنور على هذا الكلام فيقول: 
يختلف هذا المعنى مع ما طرحه د. عبد الصبور شاهين في كتابه "أبي 
آدم" الذي تحدثنا عنه في الفصل السابق. فالدكتور عبد الصبور شاهين 


صفحة | 4ه 


بى أن البشر هو المرحلة الأولى» وأنه خلق خلقا خاصا من طين» ثم 
صار إنسانا استتحق سمجود الملائكة بنفخة الروح.. ويسوق د. عبد الصبور 
استدلالاته القرانية واللغوية على ذلك. ونحن نرى أن طرح د. حسن حامد 
عطية الذي ساق عليه الآدلة في كتابه ' 'اقضية الخلق" يخشى مع السياق 
لاني بشكل أكثر سلاسة ووضوحا. وهذا الاختلاف في الطرحين 
(وكلاهما لعالم فاهم لمعاني القرآن ولغة العرب) يوّكد أهمية الرجوع إلى كلمة 
العلم والاحتكام إلى حك العقل عند التصدي لآيات القرآن الكريم فيها 
وتفسيرا. لهذا كلفنا الله بالسير في الأرض والنظر إذا أردنا أن ندرك كيف 
بدأ الخلق (وغيره من القضايا) وألا نكتني بالفهم الجرد المباشر لآيات كتاب 
الله عز وجل. 


لك اباو انا حورو دواري الل يام اا رن لون اهنا 
على أساس أن تخصصك الدقيق في مجال الجراحة» يؤهلك جرح وتعديل من يكتبون 
في القرآن وفي لغة العرب» فتجعل هذا علما وذاك جاهلا؟؟! نعوذ بالله من كبر 
الفلاسفة! ((إنّ الينَ يجَادِلُونَ في آياتٍ الله بعر سُلْطَانٍ أَنَامْ إن في صَدُوره إلا 
كر مّا هم افيه فَاسْمَهِذْ بالله إَِّهُ هْوَ السَمِي الْمَصِيرُ)) [غافر : 07] سامنا تنزلا 
بأن كلا الرجلين يصح وصنه| "بالعام" في علوم القرآن والتفسير وفي علوم اللغة 
فا شو دوي الات ملم كف اسنرفل لقم ا 
كا بينا)؟؟ وهل ترى أنت نفسك علما مثلهاء فاه| كفهمه| لمعاني القرآن ولغة 

اويل الاق بجاو (اللموافين 4 افسي ان دكا كام اميت د كواها 

وشروط صارمة تحمي ذلك العم | لبارك من ا الدخلاء عليه؟ ؟ لو جاز لكل من هب 


صفحة | 7ه 


ذلكء وأي دين هذ كن ينبني عليه؟ ؟ 01 00 


ما معنى "يتفشى مع السياق القرآني بشكل أكثر سلاسة ووضوحا" هذه؟ وما حد 
"اللقشي مع السياق القرآني" ومعيار التفاوت فيه؟ وما حد السلاسة والوضوح في 
ذلك عندك؟؟ لا شيء على الإطلاق» والدليل قولك في : 0 9 
الاختلاف في الطرحين (وكلاهما لعالم فاهم لمعاني القرآن ولغة العرب) يؤكد 
الرجوع إلى كلمة العام يد اك 1 - عند التصدي لايات القران 3 
فها وتفسيرا." قلت: تقرأ هذا الكلام, لقارئ الكريم: ٠‏ وأنت لا تعرف حال 
الدكتور» فتتوهم لأول ل 5 سن 0 كلمة العام", عام النة 0 
القرآن» والأدلة التي بها تح قَكلمة العلم في ذلك الشأن» فتمتاز ع نكلمة الجهل وأهله 
لكنه في واقع الأمر إنما يقصد أن علاء التفسير والقرآن مطالبون عند وقوع الخلاف 
ينهم (في هذا النوع من المسائل على الأقل) بالرجوع إلى كلمة العلم الطبيعي 
ععصعك5 1ه1دة1 (أو ما يتوهمه هو عل) طبيعيا) والطريقة التجريبية عتامع ك5 
غ6 التي هي مقصوده "بحك العقل"! 
وعليه» فدعونا فسأل الدكتور» كيف رجع هو "لكلمة ار 
كما يطالبنا أن قعله؟ عندنا مذهب يفول صاعيه إن لفطلة “إفسان" مما هرت 
في القرآن فإفا تظهر للدلالة على نوع القردة العليا التي يزعم داروين أنها كانت هي 
ا بها يراد "بالبشر" نوع آدم وبنيهء الأكثر تطورا من الأول! وعندنا مذهب 
مقابل - مضاد تام المضادة - يقول صاحبه | ةرمل يراد بها في القرآن 
تلك الأنواع التي تطور منها الإفسان داروينياء ببها يراد بلفظة إنسانء آدم وذريته! 
كلا المذهبين دارويني محضء وكلاهما زيغ وضلال محضء مضاد لما عليه سبيل 


صفحة | 011 


المؤمنين» مناقض لصريح القرآن ولما هو معلوم من الدين بالضرورة» كما أطلنا النفس 
في بيانه في هذا الكتاب بحول الله وقوته. لكن نحن نسأل الدكتورء ما نوع الآدلة 
التي استددت أنث إليها حتى قلت بأن المذهب الأول "نفشى مع السياق القرآني 
بشكل أكثر سلاسة ووضوحا" من المذهب الثاني ؟؟ ما قلته من زعم صاحب 
المذهب الأول بأن الماضي في قوله تعالى "خلقنا الإنسان" والمستقبل في قوله "إني 
خالق بشرا": يدلان على أن خلق الإفسان تقدم زمانيا على خلق البشر؟ لبس هذا 
منك أكتفاء "بالفهم الجرد المباشر لآيات كتاب الله عز وجل"؟؟ أليس الح بأن 
هذا - (جعل آدم وذريته في القرآن من نوع البشر لا من نوع الإنسان) أكثر 
مع السياق القرآني". وأكثر "سلاسة ووضوحا" - أيا ماكان ما تقصده بتلك 
مدا ت والترائّب - من القول الخالف (جعل آدم وذريته في القرآن من نوع الإفسا 
لا من نوع لبش ألبس هذا حكا مبنيا على ما يزع كلا الرجلين (الدكتور عبد 
الصبور والدكتور حسن) أنه "الفهم المباشر الا الله" ؟؟ فإن 0 
كذاكة فين المرح الخارج عن "الفهم المباشر لكتاب الله" الذي استعنت أنت به 
في الترجيح بين المذهبين» وتزع أن كلا الرجلين استعانا به في نفس الأمر؟ ؟ وكف 
وعلى أي أساس يكون مثله مرجحا على مذهبكء يا من جتنا بمنبج "علمي" تريد أن 
تحمل عليه علماء التفسير واللغة؟؟ أحد الرجلين قال إن البشر في القرآن هم الهومينيد 
والإنسان هو آدم وذريتهء والآخر قال بعكس ذلكء قال إن الإنسان في القرآن هو 
الهومينيد» والبشر هم آدم وذريته! فأين 'كلمة العلم" التني ترح أنت بها بين المذ 
إن كنت فاعلا؟ ؟ 


و١‏ اليتان لبا الضبيان» لبا القارك لخاد هونا 9 إليه علم القرآن على 
أبدي هؤلاء» فا تقول إلا حسبنا الله ونعم الوكل» وانا لله وانا إليه راجعون! 


صفحة | /1ه 


ثم يرد الد 0 مشهورة عند جميع الجهمية الدراونة المعاصرين تحت 


عنوان 


قلت: أولا 


"ثانا 


عليه السلام ني مصطفى من قومه" فيقول: 


0 السارة رضن 00 1) كيف فهمنا أن آدم كعيسى 
عله السلامء ذرية لآباء وأجدا نظر إلى قول الحق عز وجل: ((إنَّ 
الله اضطتى آدَمَ وَنُوحا وَآلَ إِيرَاهِمَ . عمرَانَ عَلى العَالمِينَ . ذَرَيَهَ فضا 
من بَعْضٍ وَالنَهُ سَمِيمٌ عَلِمْ)) ل عاد دكت 

الكرمتان أن "آدم ذرية", أي أنه ذرية لإفسان يسبقهء مثل نوح وآل 
الو سم السلا م.كما نصت | لقان عل 1 ن الله عر وجل 
قد "اصطفى آدم". أي ي اختاره وفضلهء ولا يكون الاصطفاء إلا من بين 
أقران له. وهذا المعنى للقي ] أقرب من القول بأن الله اصطنى آدم كب 
للبشرء ثم اصطفى من ذريته نوحا وآل إبراهيم وآل عمران. ويؤكد المعنى 
السابق قول الحق عز وجل: ((وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبم 
وفلف خفن بعد ها ايناد اك أحضاء موود رية قرم الخرين)) (الأعاء 
33 ). فالآية تبين أن الخالق الكريم قد أنشأنا نحن الوا 
آخرين (الإنسان). وهذا أقرب من القول بأن القوم الآخرين هم آدم! أو 


انهم أجدادناء فأجدادنا لا يوصفون بالآخرين. 


: راجم ما مر معك من الرد على تأويله الجهمي لقوله تعالى ((إنٌّ مَل عِبتَى 


عِندَ الله كَكَلٍ آدَمَ خَلََهُ مِن ثُرَابٍ ثم قَالَ له كن فَيَكُونُ)) [آل عمران : 55]ء ثانيا: 
قوله إن قول الله تعالى: ((ذرية بعضها من بعض)) فيه بيان أن آدم "ذرية". فهذا 
تمل بلسان العرب ولا شكء إذ لا يقال على الفرد الواحد إنه "ذرية"! وانما يقال هو 
"من ذرية" فلان» أو من ذرية قوم كذا أو قوم كذا! فلفظ "ذرية" في الآية يتناول 


صفحة | 9ه 


جموع المذكورين» أن الله قد جعلهم ذرية بعضها من بعضء فآل عمران من ذرية آل 
إبراهيم» وآل إبراههم من ذرية نوحء ونوح من ذرية آدمء الذي هو بداية السلسلة! 
ففي الآية بيان منة الله تعالى على بني آدم أن اصطفى الأنبياء فيهم من ذرية معينة 
من ذرارهم المنتشرة في الأرضء وقد كان بوسعه سبحانه آلا يجعل بعضهم من بعض 
ذرية! ولكن اقتضت حكىته أن لم يأت بعد آدم ني إلا من ذريته» ول يأت بعد نحو 
ني إلا من ذريته» ول يأت بعد إيراههم ني إلا من ذريتهء وهذا ولا شك فيه من 
المنة على أولئك الأنبياء الكرام صلوات ربي وسلامه علهم ما فيه! أما أن يقال إن 

هذا المعنى (الاصطفاء) يقتضي جعل آدم عليه السلام فردا من ذرية قوم سابقين» 
كبا كان الأنبياء المذكورون من ذريته» فهذا متمل ومغالطة لم يقل بها أحد من عقلاء 
المسامق قا قبل شولا التراوئة الملداة! 


ثالغا: قوله "كما نصت الآيتان على أن الله عز وجل قد "اصطفى آدم". أي اختاره 
وقطانه و لا لكو معاد سنن 7 ل 
يكون إلا من بين أقران له» من الذي قال إن لئك الأقران يلزم أن يكونوا قوما هو 
من نسلهم» أو 0 للنبوة! بل من الذي قال إنه يلزم 
أن يكونوا من نوعه» حتى يصح أن يكون قد اصطفاه الله منهم ؟ ؟ ألا يصح أن يكون 
قد اصطفاه من أنواع خلقه على اختلافها؟ ألم يكل الله كل شالف الماكيكة: ((وَاذ 
َالَ رَبّكَ ِلْملابِكَةٍ إِيْ جَاعِلٌ في الأَرْضٍ خَلِيمَةَ فَالُوأأتَجْعَلُ فيا مَن مُفْسِدُ فيا وَيَسْفِكُ 
اليِمَاء وَنَحْنْ سبح بحَمْوِكَ وَنَُدِسُ أَكّ قَالَ ‏ ف أَعْلَ ما لا تعْلَمُونَ ع )) [البقرة : ١٠7]؟؟‏ 
ففهوم الآية ل أفراد نوعهء ولكن من بين أنواع خلقه 
الذين عاصروه عليه السلام؛ ليجعل فيه ابتداء الخلافة في الأرضء وابتداء النبوة 
الب د الول ةي ف 11 11 


صفحة | .06 


الأمر من دونهم واصطفاه له من دونهم» وهم الذين يقدسونه ويسبحون بحمده آناء 
الليل وأطراف اي العرب أن يقال إن الله اصطفى آدم 
عن دن يد قرا نفع انين 01و وومقة لق يطافاء سيوداه اياوه ااه 
فو أرق اناد 0 وأول النوع البشري بكليته» وقد كان قادرا سبحانه على أن 

يخلق غيره ليكون هو الإنسان الأول من نوعه, الذي تسجد له الملائكة بأمره سبحانه, 
والنبي الأول الذي تخلق جميع الأنبياء والرسل من ذريته! وهذا كه إلى 
بيان» ولا نعام أحدا من د 

الله من أنواع المخلوقات الذين عاصروه من الملائكة والجن» فقد اصطفاه كذلك من 
نوعه هوء ليكون هو أوطم الذي يتلقى العام بالأسماء كلها من رب العالمين سبحانه لا 
من أب ولا آم» ثم يورث ذلك العام لذريته من بعده! فهو أول ني معام مكلم» عليه 
وعلى سائر النبيين أفضل الصلاة وأتم التسليم! وقول الرجل "وهذا المعنى للآّية أقرب 
من القول بأن الله اصطنى آدم كأب للبشرء ثم اصطفى من ذريته نوحا وآل إبراهيم 
وآل عمران." يدل على أنه قد سمع من علاء الملة جوابهم عن شبهته الكاسدة تلك 
ومع ذلك لم يعجبهء فزع أن ما ذهب إليه "أقرب" من جواب علاء المسلمين» بل 
أقرب مما هو معلوم من دين العامة بالاضطرار من كون آدم عليه السلام هو أول 
البشر وهو أول إفسان! فكيف وبأي عقل صارت تلك السفسطة الداروينية "أقرب" 

مما ذكنا ؟ ؟ سبحان اللّه! 

وكذلك قوله: "ويؤكد المعنى السابق قول الحق عز وجل: ((وربك الغني ذو الرحمة 
أقونها يتهك ويستخلف مق يعد ما بساء كا الماك فى اذرية قوم اخرين)) 
(الأنعام .)١77‏ فالآية تبين أن الخالق الكريم قد أنشأنا نحن ارم قوم 
آخرين (الإنسان). وهذا أقرب من القول بأن القوم الآخرين هم آدم! أو أنهم أجدادناء 


606١ | صفحة‎ 


فأجدادنا لا يوصفون بالآخرين" قلت: هذا العبث ليس بقول أصلا حتى يكون 
"أقرب" أو أبعد من غيره من الأقوال!! الخطاب هنا يا دكتور»ء فيه تخويف للمخاطبين 
بالقرآن (إجالا) بأن الذي أنشأهم من ذرية قوتهمء قادر على أن يذهههم ويجعل في 
٠ 0‏ ينشئهم بعد أن لم يكونوا شيئاء | أنشأ هؤلاء المخاطبين من غيرهم! 
ما يفهم منه أن المراد إذهاب بني آدم كلهم » يستخلف من بعدهم ما يشاء كما 
0 الهومينيد المزعوم ؟! أي عاقل صحيح اللسان هذا الذي يفهم من قوله 
تعالى "ذرية قوم آخرين". أي ذرية نوع من أنواع الدواب ؟! ومن الذي قال "إن 
أجدادنا لا يوصفون بالآخرين"؟ وما مستند الرجل في ذلك التحكم العجيب» 0 
م يسبقه إليه أحد من العالمين؟! وأي شيء يدعوه إلى ذلك الفهم المعوج السمجء إلا 
د اسيم رع انيه ق كيد القرآن» بحاول 
محاولة المستّيت أ أن يستنطقه ببا؟ ؟ نسأل الله لله السيلامة والعافية! لا يفهم من هذه 
الآية أن الله يخاطب ب: بني آدم بأنه قادر على أن ينثئ نوعا جديدا يحل محلهم كا 
ا القرآن في تصريحه 
بأن آدم إفا خاق بيد الله تعالى من طينء لا من ذرية قوم آخرين» فتأمل! 
م يقول: 
ويفسر هذا المعنى أيضا تساؤل الملائكة ((وإذ قال ربك للملائكة إفي 
جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء 
ونحن فسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)) (البقرة:٠").‏ 
فكيف عرفت الملائكة أن البشر (الذين لم يخلقوا بعد) سيفسدون في 
الأرض. ويسفكون 'الدماء».بخاصة أن. الملامكة لا يعلمون الغيب؟ لقد 
طرحت التفاسير التراثية عدة إجابات عن هذا التساؤلء منها أن 


صفحة | 17ده 


وجل قد أطلع الملاتكة على ذلك» ومنها أن الجن كانوا يسكنون الكهوف 
في الأرض وا أنهم كانوا يعيثون فيها فسادا (ذلك مع علمنا من القرآن الكريم 

أن الجن ليس للم تأثير مادي في عام الشهادة 1 يسفكون دماء كائنات 
أخرى» وليس عندهم دماء ليسفكوها في صراعات ينهم وبين بعضهم)» 
ولا شك أن هذا التفسير متأثر كثيرا بالأساطير عن الجن التي كانت 
سائدة فها مضىء» وما زالت سائدة في القرى وعند البدو حتى الآن. إن 
التفسير المباشر والأقرب من ذلك كله أ ن إنسانا:سابقا للبشر كان يسكن 
الأرض ويقترف هذه الأفعال (قد يكون إفسان نياندرتال)» وقد رأته 
الملائكة مرأى العين. 


قلت: سبق أن ببنا أن تساؤل الملاتكة إنما يدل على أن الله اصطفى آدم علهم وعلى 
غيرهم من أنواع 0 وقد كانوا يرون أنفسهم أجدر بخلافة الأرض لخلوهم من 
أسباب سفك الدماء ولكونهم لا عمل لهم في الليل ولا في النهار إلا عبادة الله سبحانه. 
أما كيف عرفوا أ سسا سيد وه 
خلقوا بعدء فلا شك أن الله قد أعلمهم بذلك والا ما علموه! أ أما “كفنأ أعلمهمء فهذا 
ل ل ل ا ل لل 
به لجاء ذكره في الكتاب أو في السنة صريحا على ما يلزم من التفصيل» ولكن أين 

فاكن كذلك من مر الغيبء فالسؤال عنه مذموم 0 


ولاألجاه الو نيه شدي شود ل رو يعي ان 
لوزيو دري و انرق طن توعان لامي بهار انزو قارو ب جين 
بالضرورة! اللّه تعالى أخيرنا صراحة بأنه خلق آدم بيديه وأنه خلقه (هو بعينه) من 
الطين اللازب» ومن الفخار ومن الصلصال من حمأ مسنونء في نصوص محكمة لا 


صفحة | ده 


متسع فيها للاحقال والتأويل! فيأبى هذا الزائغ وأمثاله إلا أن يجعلوا تلك النصوص 
كلها متشاببات مختملات. ثم تراهم يتكلفون حملها على فرضيات ما أنزل الله بها من 
الو الي 0 
ن اتخذها طريقا لتأويل تلك النصوص الحكمة وصرفها عن ظاهرها على أ 
1١‏ ن ذلك» ل لى الحكم بأن آدم قد خلق من ذرية "قوم آخرين"!! 
القارئ الكريم هي طريقة أهل الزيغ والأهواء من جحهمية القرون» لا 1 
0 _ يأني أحدهم على النصوص الحكمة تامة الإحكام, التي لم يعرف في المسلمين 
مخالف في معناهاء فيجعلها من المتشابهات بزعمه. حتى يحملها تعسفا على المعنى 
الباطل الذي يريدء ثم ينتصر ذلك الباطل الذي جاء به بالتلاعب في معافي نصوص 
0 لا م لاء يزعم أن فيها جميعا 
ما يدع تأويلهء ثم تراه ينقض إجاع السلف والأمُة السابقين على خلاف ما ذهب 
إليه» إن لم ينقض مبدأً الإجياء نفسهء ك] تراه في تطاول هذا الرجل على "التفاسير 
الترائية"+:والله السهاد! 7 


4 قال الدكتور محمد باسل الطائي؛ في مقال له بعنوان "هل يتعارض القرآن مع النشأة التطورية 
للإنسان؟". نشره في موقع "الحوار المتمدن" العلماني اليساري في سنة ٠٠٠١‏ الميلادية» بعدما 
ساق نصوصا من القرآن في بيان أن آدم قد خلقه الله من ترابء يتأولها على أن المراد: "خلق 
الإنسان أي انسان وذلك من خلال الدورة الغذائية التي أصلها التراب والماء والذي يصير نباتاً 
يأكله الناس أو الحيوان فيكون غذاءً ينشأ عنه المني والبيضة التي يكون منها الإنسان": "على أن 
النظر الدقيق في هذه الآيات يبين أن القرآن الكريم يخفي تعابيره في قضية الخلق على نحو يجعلها 
قابلة للتفسير بأكثر من وجه. وقد ورد عن الإمام على عليه السلام قوله عن القرآن "حمال وجوه", 
وهذه مسألة يقرها جميع المفسرين. فالقرآن يحمل المحكم والمتشابه. أما المحكم فهو في الأوامر 
والنواهي وأما المتشابه فهو غالبا في الأمور الغيبية والأمور التي تخص نشوء العالم والإنسان." 
اه 

قلت: القول بأن محكم القرآن الكريم في الأوامر والنواهيء وأما أخبار الغيب فمتشابهة» وأن 
المتشابه هو كل ما يقبل التأويل في كل زمان على معنى غير المعنى الذي فهمه أهل الزمان 
المتقدم عليه. هذا كفر محض بلا توقف ولا ارتياب! وصاحب هذا القول أضل وأفسد دينا من تلك 
الفئة التي قال الله تعالى فيها: ((فَأَمَا الَّذِينَ في قُلَوبِهم رَيْعْ فيَتَبْعُونَ مَا تشَابّة مِنْهُ ابْتِعَاء الْفثْنَةِ وَابْتِعَاء 
تأويله)) الآية [آل عمران : 7]» فمثل هذا لم يكتف باتباع ما تشابه منه يتأوله بهواه دون حمله 
صفحة | 055ه 


على المحكم في نفس الأمرء بل جعل أكثر محكمات الكتاب التي بها قوام الملة نفسها من قبيل 
المتشابه» ولا حول ولا قوة إلا بالله! ذلك أن جميع أركان الإيمان المقررة في القرآن» التي لا يكون 
المرؤ مسلما إلا بالإيمان بهاء ألا وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره 
والبوع الأكرة بهذه كلها من "الأمور العبية": ومنها الانماق بآن انم “عليه الام .كى أزل البقدة 
الذي خلقه الله بيده من طين في السماء وأسجد له الملائكة ثم أهبطه إلى الأرض بعدما عصا وتاب 
فتاب الله عليه. فعندما تصبح تلك القضايا كلها من المتشابه الذي ليس في القرآن ما يحكمه. بل 
يخفي فيها "تعابيره" (!!) بما "يجعلها قابلة للتفسير بأكثر من وجه"» فلا يبقى لشيء من تلك 
الأصول - إذن - ما يحفظها في الأمة على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه 
من فهمها والإيمان بهاء ويصبح الإسلام في كل عصر دينا غير الدين الذي كانوا عليه» ولا حول 
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! فإذا كان ذلك الهذيان الذي قرره الرجل في تفسير خلق الإنسان من 
طين وخلق آدم من تراب» تفسيرا معدودا من وجوه التأويل المستساغة على أصول المفسرين» 
فليس إذن للمفسرين أصل يحفظ لهم صناعتهم ولا ضابط يضبطهاء والقرآن إذن كتاب لا زمام له 
ولا خطام» وأركان الإيمان (على تلك الزندقة التي قررها الدكتور في مسألة المتشابه) ملعب لكل 
جاهل» يصطنع لنفسه من الدين ما يحلو له (في كل عصر بما يناسب أهواء الفلاسفة الأكاديميين 
فيه)» ثم يقول: أخبار الغيب كلها متشابهة» والقرآن حمال وجوه؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي 
العظيم! 

0 "من المنطقي القول بأنه لم يكن بالإمكان الإفصاح عن المضامين المتعلقة بالخلق 
وغيره من المسائل التي هي على قدر كبير من التطوراة في الفيم والكنقة د هل عون لا تعهم 
تلك المضامين ولا تتقبلها. فلو أن القرآن أفصح القول في تلك المسائل لتطلب الأمر كثيرا من 
الشرح والتقديم لعلوم كثيرة ومعارف جديدة ولعجز الناس عن تقبله وفهمه. لذلك تبدو الآيات التي 
تتعرض إلى هذه المواضع مبهمة. فنحن نعرف المعاني غالبا على وجه الإجمال ولا نستطيع 
القطع بالتفصيل. ومثال ذلك ذكر السماوات السبع وخلقها ومصيرها فقد عرضت آي القرآن في 
هذه المسائل نصوصا محيرة لتفسيراتها وجوه كثيرة» ونحن لا نستطيع القطع بأي منها بل يبقى 
أمامنا الترجيح ممكنا حسب. وقد قمت ببحث هذه المسألة تفصيلا بالمشاركة مع زميل مختص 
باللغة العربية وقد نشر البحث في مجلة أكاديمية محكمة." اه. 

قلت: من المنطقي؟؟ أي قول هذا الذي لم يفصح عنه القرآن لصعوبة فهمه على من ذكرت؟؟ 
القول بأن السماوات والأرض نشأتا من مادة جرم حار مضغوط انتفخ ولم يزل ينتفخ» أم القول 
بأن آدم عليه السلام خلق من نسل أشباه القردة؟ أي شيء كان يمنعهم من فهم هذا المعنى إن كان 
حقا في نفسه وكان مما يرام ذكره في القرآن؟! هذا الكلام تكذيب لقوله تعالى: ((وَلَقَدْ جنْنَاهُم بِكِتَابٍ 
فَصَلْتَاهُ هُ عَلَى عِلْم هُدَى وَرَحْمَة لَقَوْمِ يُؤْمِنُونَ)) [الأعراف : 57] وقوله: اللاو وا عزني 
َعلَكُمْ َحْقِلونَ) ) [يوسف : ]١‏ وقوله: ((بلِسَانٍ عَرَبِيَ مُبِينِ)) [الشعراء ] وقوله: ((كِتا 
فُصَِلّتْ آيَانهُ فرْآناً عَرَبِيَا عَم يَعلَمُونَ)) [فصلت : "] وقوله: ((وَلَو جَعَلْنَاهُ قزاناً أخجييا لوا لول 
فُصَِلَت آَيَائَهُ أأعجَمِيٌ وَعَرَبِيٌ فل هُوَ لِلَذِينَ آمَنُوا هُدَى وَشِفَاء)) الآية [فصلت : 4 5] وقوله: ((إِنَا 
جَعَلْنَاهُ ُ قُرْآناً عَرَبِياً لَعلّكُمْ تَعْقلونَ) ) [الزخرف : "] إلى غير ذلك مما في معناه! الله تعالى يقرر أن 
القرآن مفصل تفصيلا بلسان عربي مبينء والدكتور يقول إنه جاء مبهما لم يفصح فيه القول في 
مسائل خلق السماوات والأرضء فما نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل! أنت الحيران يا دكتور 
وليس علماء الملة وأئمة الدين! وإنما احترت وضللت لما تشبعت به من ميتافزيقا الدين الطبيعي 
في تلك البابة الغيبية المحضة! ولا يغني عنك شيئا أن نشرت بحثا في "مجلة أكاديمية محكمة" 
ولو ملأت الأرض أبحاثا وكتباء ومهما جئت فيها بمن شئت من اللغويين ممن هم على دينك 
وشاكلتك! أي علم بالدين والشريعة هذا الذي يكون عند باحث لغوي يقبل أن يشترك في بحث في 
صفحة | هده 


قوله: " لقد طرحت التفاسير التراثية عدة إجابات عن هذا التساؤلء منها أن 

عز وجل قد أطلع الملاككة على ذلك؛ ومنها أن الجن كانوا يسكنون 6 ف 
الأرض وأنهم كانوا يعيثون فيها فسادا (ذلك مع علمنا من القرآن الكريم أن | 

هم تأثير مادي في عام الشهادة فلا يستكون :دماء كثدات أخرق» ولسن عندهم دماء 
ليسفكوها في صراعات ينهم وبين بعضهم)ء" 


قلت: أما القول الأول الذي ذكره الدكتور فهو مروي عن ابن مسعود وابن عباس 
والحسن ومجاهد وقتادة وابن زيد وابن قتيبة» وهو معنى ظاهر صحيح كا ترى» إذ 
نما كان للوالائكة رمن علم: فلايت. أن م ا 

((سَبْحَائكَ لآ عِلمَ نا | إلا مَا عَلَمتِنَا إ ع َعَلِمْ الْحَكِيم)) الآية [ البقرة : 0 


فلا علم لمخلوق إلا ما يعلمه الله إياه! وأما القول الثاني فهو كذلك رواية عن ابن 
عباس ومقاتل وغيرهاء فإن صحت الرواية» لزم أن يعامل كلام ابن عباس رضي 


تفسير كتاب الله تعالى مع أستاذ فيزياء» بحيث تكون خلاصته هي تلك النحلة التي حررها الرجل؟ 
الله المستعان! 

والدكتور يكرر في المقال مرارا وتكرارا قيام اعتقاده الغيبي كله على الاحتمالية الأنطولوجية في 
مذهب كوبنهاغن في ميكانيكا الكم؛ وأنه بناء على هذه الفلسفة» فإنه يكفي إثبات الفعل الإلهي على 
المستوى الكمومي في "الترجيح بين الاحتمالات الكمومية"؛ ومن ثم قبول الميثولوجيا الطبيعية 
المعاصرة كلها بحذافيرها بكل أريحية على أساس القول بأن الله يرجحها كموميا! 

يقول: "في الحقيقة لا أجد أن تكون هذه الآلية (يعني الانتخاب الطبيعي) متناقضة مع الاعتقاد 
الديني إلا في القول بأن الطفرات الحاصلة هي عشوائية تماماً. فإننا إذا أقررنا عشوائيتها فإننا 
كأنما نجعلها مستقلة عن إرادة الخالق. لكن ما يبدو عشوائيا ليس بالضرورة هو كذلك. فإن ما كنا 
ذكرناه في مقالاتنا السابقة حول عمل القوانين الطبيعية (الفطرية) وحقيقة أن نتيجة عمل هذه 
القوانين إنما هي إحتمالية وليست حتمية بحسب أرقى توصلات العلم المعاصر وإثباتاته» إنما ينفي 
العشوائية وينفي استقلالية عمل القوانين الطبيعية. بالتالي ليس من خشية على دور الله في آلية 
التطورء هذا الدور الذي يدخل أصلاً إلى العملية من خلال حاجة القانون الطبيعي (الفطري) إلى 
مشغل وحاجة القوانين المتضاربة إلى منسق. وإلا لم يكن هنالك نتاج مثمر. هكذا أجد أن إعادة 
تفسير آلية التطور بضوء نتائج علم الفيزياء الكمومية يعطي دعما لقبول آلية التطور السابقة." 
اه. قلت: فعلى هذا يكون الدكتور على مذهب عمرو شريف في القول بالتطور الموجه كمومياء 
وإذن فما حررناه في الرد على الثاني يتجه إلى الأولء» والله المستعان عليهما جميعا! 


صفحة | 7هده 


الله عنبها على أنه موقوف له حك الرفع» لأن مثله لا يقول في مثل هذا بالرأي» بل 
لا بد أنه ممعه من رسول الله صلى اللّه عليه وسلمء وإذن كان نصا في المسألة لا عبرة 
بما يخالفه ولا التفات إليه! 


وأما اعتراض الدكتور بقوله "علمنا من القرآن أن الجن ليس لم تأثير مادي في عام 
الشهادة" فهذا حمل فاصم , وتكذيب: ادال لصريح القرآن! فقد صرح الله تعاللى 
رم اموي و بمرض الى اذى لسلايطور يقرا ريشا ((يَعْمَلُونَ 
هُ مَا يَشَّاءْ من محَارِيب وَتَمَائِيلَ وَجِنَا ن كَلْجَوَابٍ ب وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعَمَلُوا آلَ دَاؤُودَ 
0 وَقَلِيلٌ مّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)) [سبأ : ]١7‏ وقوله: ((وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بََاء 
وَعَوَاصٍ)) [ص : 707] وقوله: ((دَالَ عِفْرِيتٌ من الْحِنّ أنَا آنبكَ به قَبْلَ أن توم بن 
مَتَامِكَ وإ عَلَيهِ لقَوِي أَمِينَ)) [الفل : 3] وقوله: ((وَاتبعُوأ مَا تثلوأ الشّيَاطِينُ 
عَلى مُأكِ سُلَيمَانَ وَمَا كَثْرَ سُلَيِمانْ وَلَكِنّ الشَّياطِينَ كُمْرُوأ يعَلْمُونَ الئاس السَخْرَ 
وما نز عَل الْمَلَكيْنٍ بابل هَارُوت وَمَارُوتَ)) الآية [البقرة : ]٠١7‏ وكيا في قواه 
تعالى: ((وَأَنّهكآن ال من الإنٍ يوون برجالٍ مِن الجن اذوه وَهتا)) [الجن : 
]١‏ وقوله: )لد نَ يأكُونَ الرَّْا لآ يَقُومُونَ لأ قوم / الي يَتحَبَطه السّيِطَانْ مِنَ 
الْمَيّ)) الآبة [البقرة : ©1؟] وغير ذلك! فليت شعري عن أي قرآن يتكلم هذا 
الرجل؟؟ أهو هو الذي نجده في مصاحفنا؟ ؟ سبحان الله العظيم! 
ثم ينتقل الدكتور للقرمطة على ما في دين المسلمين من خلق آدم عليه السلام وزوجه 
في الجنة! فيقول: "إن هذا المعنى (لو ثبت) يدحض بحق كل ما قيل عن الخلق 
كوول للإنسانء فالتطور يتطلب أن يكون + خلق الإنسان قد ثم على الأرض من 
فدات طافيك فيا يله" أطقات داه للد البياك قن قررزرك] فيل قل[ مذهنا 
مفاده أن آدم وذريته هم البشر وليسوا من نوع الإنسان؟ ؟ المفترض إذن أن تقول 


صفحة | لاده 


بتطلب أن يكون خاق خلق البشر قد تم على الي د 

م تعلق الإساولام لأن عل لزاع ب ديام إذا كا 
وذريته قد خلقا في <١‏ لجنة أم على | لأرض! وعلى مذهبكء يكون خلق 0 
هو الذي لاي سي 
انان" أرأيكتيا مكو كن الك هرا كلف ان تسنسلع التدري بين شين 
"الببشر" و"الإفسان" في إرادة آدم وذريته؟؟ نعوذ بالله من أهواء تفسد اللسان 


والعقل والفطرة جميعا! 


ثم إنه على مذهبك في التأويل» فلا يمكن - منهجيا - أن يثبت في القرآن أي معنى 
يدحض الخلق التطوري المزعوم أصلا! ذلك أنك أسقطت جميع التفسيرات "التراثية" 
لآيات الخلق» وأحلتها على الطبيعيين ليتأولوها هم بما يناسب آخر ما انتبت إليه 
نظرياتهم في ذلك! فإذا كانت نظرية التطور هي آخر ما انتبى إليه القوم في مسالة 
أصل الإنسانء فلا يتصور إذن أن ينبض أحد بشيء من القرآن يعارضها به | 

لا هي ولا أي نظرية يتصور أن يأتي بها الطبيعيون غدا لتحل محلها في اعتادهم 
الأادهي! لا سلطة للقرآن على نظريات الطبيعيين على مذهبكء لأن فهمه ومعرفة 
مراد الله منه مرهون عندك بتلك النظريات, يدور معها حيئا دارت! واذن فلا وجه 
لهذا الكلام إلا أن يكون ذرا للرماد في العيون» وتلبيسا على الأتباع حتى يتوهموا 
أنك قد أبقيت للقرآن شيئا من السلطة المعرفية 3 إليه في هذه الأبواب» ولو 
نظريا! أو أن يكون غلطا غير متعمدء يكشف لنا آية أخرى من آيات التفريط 
والتباون في تحقيق المذهب المعرفي الذي حررته في 0 وفي تحقيق مقتضياته 
العقدية والبجية» واللّه المستعان! وعلى أي حال فلا أرى تفسيرا لأن يطلق أحد 
قلمه بمثل هذا التبوك والعدوان المهلك على كتاب رب العالمين» غير مكترث با يقتضيه 


صفحة | /0ه 


كلامه وما يترتب عليه من هدم وتحطيم في دين المسلمين لمسلمين» إلا أن يكون قد أشر 
لبي لا الها أيه 500) 
بِعَيْرٍ سْلْطَانٍ أَنَاهْْ كَيْرَ مََْ عِندَ الله آتثوااكتاك يطبي الله عل كن قلي 
متَكبْرٍ جَبَارٍ)) [غافر : 70] 


تأمل كيف يشرع في جمع كلام هو لا يبالي به أصلاء ولا يرى له أي قهمة معرفية من 
حيث طريقة الاستدلالء حتى يقنع قارته بأن القول بكون جنة آدم في السماء قول 
مرجوح! يقول: "لكن ليس هذا هو القول الأر. عن مسرح الأحداث, فقد أكد 
الكثيرون من المفسرين أن ليس هناك دليل على أن جنة آدم وحواء كانت جنة سماء» 
بل كانت جنة أرض فبها كل متطلبات الحياة. جاء ذلك في تفسير الرازي» وقال به 
الإمام مد عبده والشيخ مد متولي الشعراوي." قلت: اجمع ما شئت من الأقوال 

في الزع بآن ا 7 أهبط منها ل إلا حصورة في 
أمثالك من أهل التفلسف والكلام ومن شاكلهم ومن تأثر بهم! وأما أهل السنة أهل 
الحديث والآثر» ورثة الأنبياء الذين لا يفرقون بين الكتاب والسنة كصادر للتلتي في 
بناء لاح لجنة التي أهبط منها آدم 
إغا هي جنة الخلد التي في السماء! ثن ل ير : 0 
فليس من الإسلام في قليل ا ن القرآن نفسه صري في إثبات أنما 
جنة الخاد وليست مجرد حديقة من حدائق الأرض! 


قال تعالى: ((وَفلكَا يا آدَمْ اسكُن أَنت وَرَوْجْكَ الْجَنَهَ كلا مِنَْا رَعْدا حَيِثْ شِليما 

ول ثرا هذه الجرة فك ين الْلِين)) [لبقرة : -] فلآية ها امتنان على 
آدم تح هاا نز لاع ا مدو الكل بها ركذا حدق قا ءا فل كان تراك الخدة 
في الأرضء فا وجه الامتنان علهها بها وحدها دون غيرها من جنان الأرض؟ ؟ وما 


صفحة | 59ده 


وجه معاقبتهم بالإهباط منها إن كان بوسعهم الانتقال إلى غيرها من حدائق الأرض ؟ ؟ 
ل ل ا 
لكان نقلا أو ترحيلا أو نفيا لا إهباطا! وقال سبحانه: ((ا بتي آدَمَ لآ يفْتِتَم الشَّيِطًا 
ال الْجَنَةِ)) الآية [الأعراف : 77] فأين هي تلك الجنة 1 
كانت من جنان الأرضء» وهل يجوز عندم أن يسكتها اليوم أحد من البشرء وقد 
مضى حك الله على آدم نفسه بالإخراج والمنع منها ما دام حيا على 00 
كانت على الأرض» فأي شيء كان يمنعه من أن يرجع إليبا بعد الإهباط منها؟ ؟ وإذ 

كنا اليوم لا نرى شيئا بمنعنا من اقتحام أي جنة من جنان الوا 
يمنعه هو على مذهبك ؟ ؟ الهبوط واعاطين دعا ون لمن عال إن 
أسفل! وقال جل شأنه: (فَكُلنَا يا آدَمْ إِنّ هَذَا عَدوْ أكَ وَِرَوْجِكَ فَلَا يخْرِجَدَكًا من 
الْجََةِ فَتَشْتّى)) [طه : »]١1077‏ فأي جنة من جنان الأرض هذه التي ينتفى فيها ما 
انتفى في جنة آدم من | احرص اود واس لمن 
تكرما؟ ؟ وقال سبحانه: ((فَأرلُّمَا الشَّيِطَانُ عَيْنا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَاكانَا فيه وَقْلْنَا اهْبظوأ 
َعْضّك لِبَضٍ عَدُوٌ وَل في الأَرْضٍِ مُسْكرٌ وَمَتَاعٌ إلى جِينٍ)) [البقرة : 7] فلو صم 
أن كانت الجنة التي أخرج منها آدم جنة من جنان الأرضء لا كان من وجه لأن يقال 
له واذريته "ولكم في الأرض مستقر"! وإنها يستقيم ذلك المعنى بكون الجنة التي أخرج 
منها آدم وأهبط إلى الأرضء هي جنة السماء! وكذلك قوله تعالى: ((فَالَ اهْبطوأ 
بعص لبَعْضٍ عَدُوٌ وَلَمْ في الأَرْضٍ مُسْكفٌَ وَمََاءٌ إلى حِين)) [الأعراف : 4 7] فنص 
على أن الإهباط من الجنة فيه تحويل الهم من المكث في النعيم» إلى القرار في 
الأرض ومتاعها إلى حين» فكيف يستقم | الكلام ! إن قدرنا كون ام لجنة التي كان فهها 
آدم جرد جنة من جنان الأرض؟؟ 


صفحة | له 


وفي حيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أ بوتي كني السّلام 
احتجا عند ريما ٠‏ خجّ آدمُ موسى. . قال موسّى أنتّ نت آدم الَنَي خلقَكَ الله بده وف 
فيكَ من روجِهء وأمجد لَك ملايِكْتهُ وأسكتكَ في جيه م أهبطت النّاس بخطيئتكَ 
إلى الأرض. فقَالَ آدمُ أنت مومى اأَني اصطفاك اللَهُ برسالتهء ويكلامه وأعطاك 
الألواح فيها تيبا نكلّ شيءء وقيبَكَ نميا فبك وجدت الله كنب التوراة قبل أن أخلق 
قال موسّى بأربعينَ عامًا قال آدمُ فَهَلُ وجدت فيها "وَعَصَى آدَمُ رََّهُ فَمَوَى". قال نعم» 
قال أفتلومني على أن عَلْتُ عملا كتبَة الله علِيَ أن أعمله قبل أن يلقي بأربعين سنة 
قال رسولْ الله صل وت أدمُ موسى. 


الاو لس كروها عل جل اله ومتاعهم إلى 
حين! فل وكانت الجنة التي أخرج آدم منبا مجرد جنة من جنان الأرضء ما وجه أن 
يلومه موسى علبه| السلام على أن كان سببا في إهباطنا جميعا إلى الأرض ؟ أما كان 
بوسع موسى أن يبحث عن تلك الجنة التي أهبط الله منها آدم فيباجر إلهها ويدعو 
الناس لينتقلوا إليياكذاك؟ لوكانت لا تزيد على غيرها من بقاع الأرض إلاكما تزيد 
أي جنة أخرى من جنان الأرض على غيرهاء ما وجه اللوم والعتاب إذن» والآرض 
ملأى بالجنان والأنجار والأنبار من كل صنف ولون؟! 

أ ا سه ا مي 
ينظر ما هوء فلا رآه أجوفًء. عرّف ا 00 
الجنة على سبيل العلمية هكذا إفرا دا دون إضافة» ودون عهد ذهني ا 


صفحة | ١1ه‏ 


لوصحو لسار ب ا مل اه 
"صور الله آدم في الجنة 001 "صور الله آدم في الأرض"! فلوكان ن خلق آدم 


في جنة من جنان الأرض لكا لآق بامديث. إذ هو لوق من عن 
والطين من الآ رض » فناسب 1 0 "لضو اند لله آدم في الأرض" لا "3 " فى الجنة", 
فتأمل! 


هذا واجاع السلف منعقد على هذا المعنى من قديم» ول ينقل عنهم خلافه ولم يعرف 
عندهم نزاع فيهء وإنما قالت الفلاسفة والمتكلمون من الخلف بجعل جنة آدم في 
الأرضء وفشا قوطم بين المسلمين حتى عده بعضهم خلافا مستساغاء وليس كذلك 
البتة! وقد ببنا أن الدكتور قائل بآن خلق الإنسان الأول كان على الأرض (في إفريقيا 
تحديدا) أيا ماكان ما في القرآن» ثم إنه حامل جميع النصوص التي تناولت خلق آدم 
على ذلك الاعتقاد تأويلا وتحريفا لا محالة! مع أنه يلزمه أن بنفي وجود رجل امسعه اد 
أصلاء لآن أول إفسان على ما تقتضيه النظرية (بداية ما يسمى 5مع1م52 هدده11): 
م يكن إلا قردا من القردة العليا (هومينيد) نشأ في كيف على أيدي قردة منحطة» 
تم كان تطور النوع منه تطورا تدريجياء عبر آلاف السنين ومئات الطفرات» وصولا 
لها اهلية لفقت لارام مييق 0 العقلية والبدنية الام فلا يتصور 
على مبدأي الانتخاب الطبيعي والطفرات التدريجية (سواء كانت عشوائية أو موحمة 
كا هو مذهب الدكتور) أن يكون 7 الذي أسحجد الله له ملائكته وكرمه كما 
تواترت به النصوصء وجعله أول ني مكلم معلمء هو ا إنسان» لأنه ليس في 
النظرية إنسان أول أصلاء وإنما فهها نشأة تدريجية "لأنواع الإفسان", أو "أنواع 
البشر" (إن شئت!)كا بسطنا الكلام على بيان تلك المتقضيات في غير هذا الموضم! 


صفحة | 05717 


اصل الدكتور عرض تلك البدعة الجهمية» فيقول: "وقد جاء لفظ الجنة في القرآن 
لكريم للإشارة إلى حديقة أرضية في ثلاثئة عشر موضعاء جاءت بالإفراد والتثنية 
والمع. ونذكر هنا أن الاستخدام الأصيل للفظة الجنة في اللغة هو الإشارة إلى 
السيعات الأرضي» أما أما ستخداا للدلالة على نعيم يم السماء فهو الاستخدام المجازي." 
ل 0 0_0 
الجنة التني في السماء والجنان التي في الأرض! ولا مستند للقول بأن هذا 
الاستعال حقيفي وذاك مجازي (على 1 0 امجاز في القرآن وهو ضعيف)! بل 
يجوز ألا يكون ثمة جنة في السماء أصلاء وا لله المؤمنين بعد الحشر أن يدخلوا 
حديقة جميلة هنا على الأرضء والله دم 
الله حال المومين: ((وَبَِرِ لذن آمَئُوأ وَعُوأ الصَالِحَاتٍ أَنّ لَهُمْ جََّاتِ تَجْرِي من 
تتا الأَمازُ كلما َا رقو مِنَْا من كَمَرَةٍ رَرْقا َالو هَدَ هَدَا اأَنِي رُرِقنا من قَبلُ وتوأ به 
0 وَلَهُمْ فيا أَزْوَايٌ مُطَهَرةُ وَممْ فيا حَالِيُونَ)) [البقرة : 15] فكيف تحك أنت 
ن تلك الجنات التي تجري فيا الأهارء ليست حدائق هنا على الأرضء حتى مع 
رضي ادل وحن وعضل علي كلا و ا 
وكذلك قوله: ((ثُل تدك بير ين ذلك لل اتعَوا عد رَيَمْ جَنَاتٌ تجْري من تخت 
الأَارُ حَالِينَ فيا وَأَروَاثٌ مُطَهَرَةٌ وَرِضْوَانٌ من التهِ وَالنَهُ بَصِيرٌ بالِّبَادِ)) [آل عمران 
]١6 :‏ وقوله: ((أَوْلَيِكَ جَرَآوه مَغْفْة ين يَيَّمْ وَجَنَاتٌ تَجْرِي من تخا لجار حَادِينَ 
فيا وَنعم أَجْرُ الْعَامِلِينَ)) [آل عمران : ]١75‏ وقوله: ((وَلأَدْخِلبمْ جَدَاتٍ تَجْرِي من 
ل 00 من عِندٍ الله وَالنْهُ عِندَهُ خُسْنْ التَّوَاب)) الآية اران 15 
وقوله: ((لكِنٍ اَذ انمأ ْم لهم جنات تجْري من تخا الأَارُ حَايِينَ فيا ثزلاً ينْ 
عِندٍ الله وَمَا عِندَ الله خَيْرٌ بار )) [آل عمران : ]١134‏ وقوله: ((تِلْكَ حَدُودُ الله 
وَمَن بط الله وَرَسْوهُ يُدْخِلِه جَنَاتِ نجْرِي من خَختنا الأَجَارُ خَالِيِينَ فيا وَدَِكَ الْقَورْ 


صفحة | 0577 


الْعَظِم)) [النساء : ]١‏ وقوله: ((وَلَوْ أنّ أَهْلَ الكتاب آمَئوأوَاتَوا كرا عي 
سَيْتَاتيم لأا جَنَاتِ اليم )) [ [المائدة : 50] وقوله: ((فَأَايمُمْ الله با قَالُوأ 
جَنَاتِ تَجْرِي من تخا الأمارُ حَِدِينَ فببا وَذلِكَ جَرَاء الْمُحْسِيِينَ)) [المائدة : 85] 
وقوله: ((يتَضَره ريم يرَحْمَةٍ ينه وَرِضْوَانٍ وَجَنَاتٍ لَهُْ فيا تير مُقِيمٌ)) [التوبة : ١‏ ؟] 
وقوله: ((وَعَدَ الله الْمَؤْمِنِينَ وَالمْؤْمِناتِ جَنَاتٍ تَجْرِي من تتا الما حَاِيِنَ فيا 
وَمَسَاكْنَ طَيبَةٌ في جنَاتِ عَذْنِ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله كبر دَكَ هو امور لْحَظِمٌ)) [التوبة 
: 7] وقوله: ((أَعَدّ الله لَهُمْ جَنَاتٍ تَجْرِي من تخا الأَثمارٌ حَالِيينَ فها ذَلِكَ الْقَوْ 
الَْظِمم)) [التوبة : 5] وقوله: (والشلثون ' 5 الأو ِنَ الْمَُاجِرينَ وَالأَصَارٍ والَذِينَ 
اللو شتا رمو الله عَنْنُمْ وَرَضُوأْ ء عَنُ وَأَعَدّ لهم جَنَّاتٍ تَْرِي تحبا الأمَازٌ 
خَاِينَ فا أبدأ دَلِكَ الْمورْ الْعَظِيم)) [التوبة : 1٠٠١‏ وقوله: ((جَنَاتْ عَدْنِ يَدْخْلُويا 
َمَنْ صَلَحْ مِنْ آبائيم وَأَرْوَاجمْ وَدْرْيَِمْ وَاللديِكَةُ يَدْخْلُونَ عَليُْم يمن كُلّ تاب)) 
[الرعد : :1] وقوله: ((إِنّ المَتَقِيَ في جَنَاتٍ وَعْبُونٍ)) [الحجر : 45] وغير ذلك؟ ؟ 
من كان مذهبه أن أبوابا كاملة من أبواب خبر الغيب في القرآن متشابهة كلها لا إحكا 
فيهاء وأن السنة في نفس تلك الأبواب إسرائيليات كلهاء وأن إجاع الآمة على صحة 
ما صححوه منها (رواية ودراية) لا حجة فيه ولا وزن له» وأن فهم السلف غير ملزم, 
بل ولا نكارة في مخالفة ما عام من دين المسلمين بالاضطرار» من كان هذا مذهبه. 

فن أين له حمل الجنات التي تجري من تحتها الأنهار في جميع تلك النصوص على ما 
زع أنه المعنى امجازي للجنة (أن المراد جنان السماء وليس جنان الأرض)» مع أن 
الحفيقة أقرب إلى الذهن من ١‏ ا ن ينقلب غدا إلى ني 
وجود تلك الجنة وجودا حقيقيا في | لخارح بالكلية, فلا تكون في السماء ولا الأرض» 
ومن ثم يقول بنظير ما عند النصارى من اعتقاد النعيم الروحي والمعنوي دون الحسي» 


صفحة | 716ه 


ثم يقول لوا باك الآيات إنما الكلام فبها على سبيل الرمز والتقريب الذهني لا 
على سبيل الحقيقة أو المجازء فيصبح على دين ويبيت على غيره» يديع دينه بعرض من 
ا ا لق 
كهذا؟؟ نسأل اللّه العافية! 


ثم يقول: "وعن هبوط آدم وزوجه من الجنة يقول الإمام مد عبده إن الهبوط هو 

الانحدار والسقوط من مكان | 21 أو من مكانة ومنزة 0 
أن الجنة التي خلق الله فيها آدم كانت على نشز مرتفع من الأرض." اه. قلت: | 
أكبر! ما أسهل هذا! بل أسهل من هذا أن تقول | يس خية حت 
2 ذهب إليه بعض اللاهوتيين المعاصرين في تأويلهم لسفر التكوين *", 
وإنما هو وقصته كلها رمز للإنسان ولما يقع عليه من أثر المعصية من "هبوط" إلى 
منزاة حيوانية بعدماكان في منزلة ملائكية سماوية» ونرخ رؤوسنا من قصة آدم هذه 
كلية! فأين في مذهبكم يا أعداء أنفسكم, ما يمنع من قبول هذا القول ويرح عليه ما 
تذهبون إليه؟؟ بل فلنجعل القيامة والبعث والنشور واليوم الآخركلها رموز 0 
دنيوية عارضة (ك) قال بعض الفلاسفة إن الجنة هي سعادة القلب في الدنيا وا 

والجحيم هو ضد ذلك)» وإذن فيكون خاق العام مجا جازا ورمزاء وتكون قيامته وآخرته 
كذلك مجازا ورمزاء وإذا بنا قد أصبحنا على دين أرسطو اليوناني أو كونفوشيوس 
الصيني أو سبينوزا الآلماني» فإذا أنكر أحد عليناء قلنا إن القرآن متشابه حمال أوجه. 

ابد عفان ورهن كلها من الإدرقلراكة وتلماب انوي ناج إل يق 
وباب الاجتهاد مفتوح فلا تغلقوه! 


” كأليستر ماغراث الأيرلندي مثلاء صاحب كتاب: "وهم دوكينز" في الرد على "وهم الإله"! 
صفحة | 16ه 


0 ثنى الدكتور فها مر معك على "استنارة" اللاهوتيين النصارى الذين 
لوا سفر 0 يته إلى الرمز والمجاز؟ ؟ نعوذ 3 من الزندقة والضلالة! 


ثم قال: "وعن الهبوط أيضا يقول فضيلة الشيخ الشعراوي إنه هبوط من التكريم 
والراحة والنعيم إلى كد وكدح وعداوة. ويشبه ذلك قول المولى عز وجل لقوم موسى: 
((...اهبطوا مصرا فإن لك ما سألتم ...) (البقرة: .)5١‏ فلا شك أنه ليس هبوطا 
من السماء إلى أرض مصر!" قلت: ,ونه هبوطا من الراحة والنعيم إلى الكدح 
والعداوة. هذا صحيح قطعاء لكنه إفاكان كذلك بموجب #ونه هبوطا من جنة الخإد 
التي هي دار النعيم الخالص في السماءء إلى الأرض التي هي دار الكدح والتعب 
والابتلاء! وإلا فلو كان هبوطا من موضع على الأرض إلى موضع آخر على الأرض 
كذلكء فأي شيء ينع ذرية آدم من معاودة "الصعود" إلى حيث كان أبوهم أو إلى 
نظيره من جنان الأرضء أو بمنعهم من الفوز بنظير ماكان فيه أبوهم قبل الإهباط 
وجا در حد ك ا لأزر اتعياا انار ارم عور ار نجل 
شأنه: ((قَالَ اشبطوا فبطوأ َك لِبَعْضٍ عَدُوٌ وَل في الأَوْضٍ مُسْكرٌ وَمَمَاءٌ إل حِينِ)) 
[الأعراف : 5 ؟]؟؟ على على مذهبك لا شيء يمنعهم من أ أن يكونوا أعداء ف 
الأرض التي أخرج اللّه منها أباهم بزعمكى. كما يكون بهم العداوة في الموضع الذي 
أهبطوا إليهء وهذا واضه! 
والقصد أن التفاوت النوعي بين طبيعة الجنة التي كانوا فيها وطبيعة الأرض التي 
أهبطوا إلهاء ار بين جنة من جنان الأرض وموضع دونه من مواضع 
الأرض. بل هو تفاوت بين دار رخاء ال لام ولا يعرى ولا يظما فيبا 
ولا يضحى)» وبين دار الجوع والعري والظماً والضحو! فن لم يفهم من هذا وحده أن 
الجنة التي أهبط الله منها آدم إِنما هي جنة الخاد في السماءء فلا عقل له ولا فهم! 


صفحة | 717ه 


ثم قال: “كذلك أت التاكد على أننا خلقنا في الأرض (وليس في السماء) في آيات 
قرآنية أخرى: ((منها خلقنام وفبها نعيدم ومنها نخرجك تارة أخرى)) (طه: 58) - 
((والله أنبتكم من الأرض نباتا)) (نوح: 17). وتؤول التفسيرات الترائية مثل هاتين 
الآيتين بأننا قد خلقنا من طينة الأرض التي حملها ملك الموت (أو جبريل عليه السلام) 
إلى السماء» ولا شك أن المعنى المباشر للآيتين» وهو أننا قد خلقنا على الأرض أقرب 
كثيرا من هذا التأويل." اه. قلت: أولاء ليس عند علاء الماة شيء اسمه "المعنى 
المباشر" أصلا! وبين ما عند أ هل العلم وما جئت أنت به كما بين العلم والجهل لجهلء وكا 
بين السماء والأرض! هذا الذي تجده في "التفسيرات التراثية" لا يعرف في تار 
المسلمين فهم للقرآن غيره» فبصرف النظر عم لم يثبت في السنة من كون جبريل عليه 
السلام أو غبره من الملائكة قد جمع التربة البيضاء والمراء والسوداء من أنحاء الأرض 
ليخلط بها الطين الذي خلق منه آدمء فاختلفت أعراقهم وألواهم ومعادنهم على أثر 
ذلكء فالمعنى المراد من الآياتء الذي عليه إجاع المسلمين» ولم يخالف فيه أحد 
قبلى» هو أن الله تعالى خلق آدم في السماء من طين الأرض! هذا ما جرى عليه 
فهم صحابة النبي صلى الله عليه وسم مجموع النصوص! ولا يقال إن غيره أقرب منه 
(لغة), لأنه لو كا امس ا و 0 
وليت شعري كيف يكون المعنى الأقرب ناقضا لحكبات أخرى في كناب الله 
السنة مفادها أ أن آدم وزوجه قد خلقا في الجنة ثم أه هبطا إلى الأرض ل 
يعجبه فهم الصحابة الذي عليه أ- رك رع سوط انها دا ار 
الذي لم يعرف فيه مخالف مهمء فليبحث له عن دين غير هذا الدين» فنحن إما 
أشنينا يننا عل إجاع هؤلاء النبلاء. رضي الله عنهم وأرضاهم» ولولا إجاعهم ما 
وصل إلينا القرآن نفسهء ولا اتفقنا على ما بين دفتي المصحف من الأساسء فافهم 
هذا يا تكتور قبل قبل أن يغلق باب التوبة» ثم لا يجدي الندم! 


صفحة | 71ه 


ثم قال: كما تؤكد آية سورة نوح ان أن الإفسان متجذر في الأرض كالنبات» ولا شك 
أننا نستشعر هذا التأكد من ((أنبتم .. نباتا))." قلت: أي معنف هذا ؟ ؟! على هذا 
الفهم الأمحمي يلزمك أن تعتقد أن أول البشر كان مرة سقطت من جرة» أو بذرة 
0 ا رسيت ساس مودس ترد 
تريدء لأن النظرية تنص على أ ا الأرض إنما هو الخلية 07 
المزعومة وليس أول البشر! نشأت | 000 من الأحماض الأمينية (في الحبطا 

في بحيرة أو نحوها وليس في الطين أو ل أو التراب!) ثم لم تزل 0 
منها بالتكاثر والتناسل والتحول | الح ا 
عا عن ومملدا رلك كوو الراك من ارش مرزد نا أن الافتاداطاق 
"متجذرا في الأرض كالنبات": فلا علاقة لذلك بنظرية الأصل المشترك التي حرفت 
نصف دينك من أجلها! 


ولابد أنه انتبه إلى هذاء إذ قال: "كذلك تؤكد الآية مفهوم التطور بتشبيهنا بالنبات» 
فالإنبات يبدأ بالذرة التي تخرح جذرا وساقاء ويتفرع الأخير ويتفرع إلى فروع عدة 
وفريعات» حتى يِأقي الإنسان كالثرة لهذه البذرة." اه. قلت: فتأمل القحل والتلييس 
السخيف! جاء داروين بما سمي بشجرة الحياة» وجعل الإنسان ثرة من مراتباء واللّه 
يقول "أنبتكم من الأرض نباتا". فلابد أنه يشير إلى شجرة الحياة الداروينية! وبهذا 
يكون القرآن قد سبق د داروين إلى هذا المعنى بمئات السنين ن» ويصبح هذا من من إتجاز 
القرآن!! ثما تقول إلا حسبنا الله ونعم الوكمل! إنباتنا 075 
الأرض يا رجلء فكفاك تمحلا واتق اللّه!! 


ثم قال تحت عنوان "رابعا: إنهم أتم أمثالنا": 


صفحة | /71ه 


إن الإنسان البشر هو واحد من مخلوقات الله عز وجلء التي لا يعدها 
حصر على هذا الكوكبء فهل خلقنا في السماء بمعزل عن باقي الكائنات ؟ 
ينفي القرآن الكريم ذلك في آيات كثيرة: ((... وجعلنا من الماء كل شيء 
حي أفلا يؤمنون)) (الأنبياء: )””١‏ - ((وَالَهُ حَلَقَكْلَ دَابٍْ يمن مّاء فوم 
اول 0 [النين: 48] اك 
((وَمَا من داب يفي الأَيْضٍ وَل طَائِرٍ بَطِيرٌ يحَتاحَيّه إلا مخ مالك ما فوَطلتا 
في الكتاب من شَيْءٍ ثم إلى يم شَرُونَ)) [الأنعام : <] - ((والمه 
نك يِنَ الْأَوْضٍ تباتأ)) [نوح : 17]ء إن الله لم يفصل الإنسان عن باقي 
او و ا ا اي 
الأرضء بل إنه بحكمته بدأ مخلوقاته جميعا بداية واحدة بأن خلق من الما 
كل شيء حي» و دواب تدب على الأرضء ومنها 
الإفسان الذي يمشي على رجلين. كذلك فإن علاقة الإنسان ليست مع 
الكائنات الحيوانية وحسبء بل يشير الله عز وجل إلى ما بيننا وبين 
النبات من أواصرء فكلانا نبت من الأرض وخلق من الما 


قلت: لاكونهم (أي أنواع الدواب على الأرض) أمما أمثالناء ولاكوننا وإياهم قد خلقنا 
من الماء جميعاء يلزم منه تعطيل كافة محكات القرآن بل ونقض معلوم من الد 
بالضرورة بشآن خلق الإفسان!! فقول الدكتور "إن الله م يفصل الإفسان عن بافي 
امحلوقات" قول مل لا شجة له وما حرره بعده من قوله "وم يخلقه خلقا خاصا في 
2 باطل صريخء وقوله "في ظل قوانين تختلف عن قوانين الأرض" عدوان على 
لغيب وتنطع لا نلتفت إليه! الله ذكر أنه خلق آدم بأن صوره بيديه من الطين ثم 


صفحة | 19ه 


نفخ فيه من روحهء فهل خضع شيء من ذلك لها يمكن تسميته "بالقوانين" أصلا أم 
لم يبخضعء هذا غيب محض لا يعامه إلا اللهء ولا دخول لنا فيه! أما ذلك الهذيان 
بشأن الأواصر بيننا وبين النبات» فقد تقدم الرد عليه. 


ولا يفوتني التنبيه على تناقض الدكتور - من جديد - في قوله "الإفسان البشر"! 
ألبس قد شرّق وعرّب وذهب كل مذهب فها تقدم من كلامه انتصارا لنظرية حسن 
حامد في كون نوعنا هو "البشر" وليس "الإنسان" وأننا إنما تطورنا من نوع 
"الإنسان"؟ ؟ شا وجه قوله هنا "الإنسان اشر" إذن؟ ؟ يبدو أيه ريك أن يلس 
لفظة إفسان بمعنى لفظة 0م110 اللاتينية التي استعملها التطوريون في تسمية جميع 
مراحل التطور المزعومة لنوعناء وصولا إلى 5ع 1م52 محده1] (الإنسان المعاصر). 
الذي يجعله مرادفا اذلك التركمب العجيب (الإنسان البشر)! وهو ما يلزم منه - عند 
التحقيق - إسقاط ما انتصر له من هذيان لغوي عند حسن حامد وعند عبد الصبور 
شاهين على السواءء من حيث منطق الاستدلال نفسه. ليأني في محله بهذيان لغوي 
آخر مستقل! إذ على هذا يكون البشر هو الإنسان» ويكون ينها عموم وخصوص» 
فالبشر نوع من أنواع الإفسان (الإفسان البشرء على غرار "إفسان نياندرثال" 
و"الإفسان المنتصب" ونحو ذلك!)» وهذا خلاف ما ذهب إليه كلا الرجلين جميعا 
كا لا يخفى» وهو بهدم عله| جميع ما بذلاه من جمد في التفريق الصارم بين اللفظتين 
في القرآن» فتأمل! 

ثم قال: "ونضيف إلى هذا المعنى الذي طرحه القرآن الكريم أن النبات يقوم بعملية 
التفثيل الضوثي التي يستبلك فيها طاقة الشمس والماء وغاز ثاني أكسيد الكربون, 
ويخرج غاز الأوكسوجين الذي لا غنى عنه للإفسان في تنفسه, ثم يخرج الإنسان في 
زفيره غاز ثاني أكسيد الكريون الذي يستعماه النبات في تقثيله الضوثئي» وهكذا. ما 


صفحة | .لاه 


آيات ا ولاشكء فكان ماذا؟ ليس فيه ما يلزم منه منه اعتقاد الأصل 


الدارويني المشترك بين الإنسان والنبات كما هو ف 


غ غلك عنواق "خاضناء السلسل: اهل نلق "رنيذا اأدكتون بذك عن 
الأرض عند الطبيعيين» ثم يقول "ويبين ا أن نشأة 0 اغية قل و كامرث 
من المراحل". ونقول: بل يفترض الطبيعيون افتراضا غيبيا محضاء وليس هو 
"العام" الذي "'يبين", ولا 00 ن ذلك! فيروي الدكتور أأسطورة التاريد 0 
الداروينية بداية من ظهور الخلية الحية الأولى المزعومة منذ حوالي سبع وثلاثين أ 
لبون سنلة 1 فووا قاذ" نكي 200 اللافقارية ثم الفقا 00 الشدييات 
التني كان آخرها ظهورا في الميثولوجيا الداروينية الإنسان. ثم يقول "والان نقف مع 
آيات خلق الإفسان في لقرآن الكريم ا بجلاء ووضوح وبساطة 
في ضوء مفهوم هذا الخلق التطوري." قلت: بل قل: "والآن» وبعدما قررنا اعتقاد 
تلك الأسطورة الطبيعية» فلننظر في كل ما له علاقة بخلق الإنسان في القرآن نحرف 
معانيه تحريفا حتى نبين لكل تطويري دارويني كيف ينتصر لفلسفته الميتافزيقية 
الداروينية ولاعتقاده الطبيعي الصرف هذا بنصوص القرآن!" 


ومن ثم يشيع الدكتور في في ابتداع التأويل الجهمي لآيات خلق الإنسان على نحو يرجو 
أن يوصله إلى استيعاب تلك الأسطورة ولو إجالاء فيقول: "سلفنا الأول من طين. 
يقول الحق عز وجل: ((ولقد خلقنا الإفسان من سلالة من طين)) (المؤمنون ))١7‏ 
نشير الآية إلى أن الإفسان لم يخلق من الطين مباشرة» بل من سلالة خلقت من 
طين» وهذه السلالة هي الكائنات التي خلقت من مادة الأرض وتسلسل ظهورها 
حتى وصلنا إلى الإفسان." اه. قلت: تأمل العجمة الفاحشة في فهم ألفاظ القرآن! يا 


صفحة | ١لاه‏ 


دكتور لفظة "سلالة" في القرآن» كغيرها من ألفاظ القرآن» ليست جارية على 
الاصطلاح البيولوجي الأمجمي المعاصرء وإنما على لسان العرب في زمان التنزيل! 
فالسلالة في لغة العرب وفي جميع المعاجم والقواميس المتعمدة في بان لسان العرب 
في زمان التنزيل» هي الشيء المستل أو المنتزع من شيء آخرء فعندما يقال "سلالة 
من كذا" أي شيء مستل أو منتزع من كذا. فلوكان المراد من لفظة سلالة هناء 
الذرية المستلة من سلف لها (مثلا) لقال: "من سلالة من دواب سابقين" أو "من 
سلالة من بشر غابرين" أو "من سلالة من أشباه بشر منقرضين" أو نحوا من ذلك! 
ولكن اللفظ صري في أن المراد ببان أن المادة التي خلق منها الإنسان (بعينه) منتزعة 
الملا 


والحق أن على هذه النظرية التي اعتنقها الدكتور» فليس في أسلافنا شيء مستل أو 
م فل امام الأو ما نشأت عندهم ف ف الماع والأستطورة هيا 
تبة على ذلك الفرض 0 فعلى عفيدته الخرافية تلكء وعلى المعنى اللغوي 
ال ا جاخ لوا ا جالد الام قييى: سلف 
فالرجل يلزمه أن يأتينا بنص فيه أن "سلف الإنسان" (وليس الإفسان نفسه) خاق 
"من سلالة من ماء" (وليس من طين)» أو على الأقل ما ينافي ما هو ظاهر جلي 
من اختصاص الإنسان باستلال مادة خلقه من الطبن» ولكن هيبات! فتأمل كف 
أن بين العقيدتين في خلق آدم» عقيدة المسلمين وعقيدة الدراونة التطويريين» كما بين 
المشرق والمغرب» وما حاول الرجل أن يتفلسف ليثبت لنا أن أسطورة النشأً 
الداروينية (التي قبلها بحذافيرها) تنسع لتغيير الفرض في نشأة أولكائن حي» وجعاه 
لوقا - جريا على قوانين الكهياء الحيوية المعروفة حاليا - بالانتزاع من شيء من 


صفحة | لاه 


ل د لتكلف والتنطع وما لا يقبله منه أحد 
0 التطوريين الأكاديميين البتة بج 


وإلا فهل يعقلء يا من تتابعون هذا الرجل على بدعته وتنتصرون له في كل مناسبة» 
أن يفسّر لفظ في القرآن باصطلاح طائفة عصرية من أهل فن من الفنون اتفقت فيا 
بينها على استعاله في معنى معينء لا علاقة له بالمعنى اللغوي الذي كان عليه لسان 
العرب في زمان التنزيل» ثم يقول إن هذا المعنى الاصطلاحي هو مراد رب العالمين 
باللفظ؟ ؟ هذا كذب وافتيات على رب العالمين! يعني لو جئت أنا اليوم واتفقت مع 
جملة من أقراني من الباحثين في مجال من المجالاتء على أن نستعمل لفظة معينة 
0 استعال لا علاقة له باستعالها في القرآن» فكيف وبأي عقل 
يصح لي أنا وأقراني أن نز أن المراد باللفظة حيها ظهرت في القرآن هو هذا المعنى 
ل ا ا 0 
السلامة! 


ثم قال: "ب- خلية ثم بيضة ثم جنين في رح ثم خلقا آخر": يقول الحق عز وجل 
((وَلَمَدْ خَلَقَْا الإنسان من سْلَالَةٍ مّن طِينِ . م جَعَلَئَاهُ نُظَفَةٌ في قَرَار مَكِينٍ . ثم حَلَيْا 
النطمَةَ عَلََةَ محَلمَْا الَلتَهَ مُضْعَةً فَحَلَْنا الْمُضْعَةَ عِطَاماً مَكْسَوَْا الْعِطَامَ لخأ ثم اناه 
خَلَْا آخَرَ فَقبَارَكَ الله أُحْسَ؛ الْكَالِقِنَ)) [المؤمنون : ]١ 5-١7‏ تأمل هذه الآيات: 
0 م ل ل 8 اذ ارق 
دون تراخ» و ئن الواحد في مراحل نشآته." 

قلت: لا يسمع هذه الآيات عاقلء مما كانت اسار مام 


صفحة | "لاه 


أن الآية الأولى تقرر 00 الأول (آدم عليه السلام) من طين» ثم 
تأت الآية الثانية لتبين 0 مما سوى آدم من نطفة في الرحمء ثم 
ني لآيت الالثة لتيين. مراحل خلق الإفسان في الرحم من تلك النطفة» وصولا إلى 
نفخ الروح! هكذا فهمها المسلمون كافة بلا منازع من يوم أن نزلت وإلى يوم النا 
هذا! ومع أن هذا وحده دليل قاطع على بطلان وفساد هذا الهذيان 00 
الدكتور ومن شكلهم من دراونة ا لجهمية المعاصرين» عند من شم راتحة ة العام بدين 
الله تعالى» إلا أننا نطيل النفس في هذا الجزء في بيان أوجه الفساد المنبجي والوهاء 
العقمي والشرعي واللغوي في استدلالات الدكتور بصرف النظر عن مسألة الإجاع, 
حتى نجعل من كتبه عبرة لكل من تسول إه نفسه الاجتراء على كتاب الله بمثل ذلك 
العبث والزيغ والضلال» ورجاء أن يكون في التفصيل فوائد منهجية كلية سابغة ينتفع 
بها طلبة العلم في تحليل وتفكيك ونخل بضاعة الجهمية العصريين عامة عند الرد علههم» 
على اختلاف النظريات الطبيعية التي اعتنقوها 0 والملة» والنصوص 
الشرعية التي اعتدوا عليها بالتأويل والتحريف من أجلهاء والله الموفق المعين! 


الرجل يقول إن حرف العطف "ثم" يفيد التتابع مع التراخي (والصواب: الترتيب مع 
التزاخي)» بيها الفاء تفيد التتابع مع السرعة (والصواب: الترتيب مع السرعة)» وهذا 
حق ولا شكء ولكن الخرف كل الخرف, في تطبيقه تلك القاعدة على الآيات! فهو 
بقول إن مجرد ثبوت التراخي بثم في ذكر بعض مراحل الخاق 0 للإنسان المذكورة 
في تلك الآيات» يحيل المعطوف به إلى أن يكون من مراحل التطور الدارويني من 
0 نه ليس في التصور تراخ م التطور 
الدارويني» التي تمتد الواحدة منها لمئات الآلاف من السنوات» بل لملايين السنين! 
فيقال له: من أين جئت بضابط التراخي والسرعة في استعال الحرفين في هذه 


صفحة | ]لاه 


لسرب وروي موسي عابر 
لجنين المذكورة في الآيات لأسابيع عدداكما هو معلوم! فإذاكان ذلك كذلك» لزم آلا 
0 استعال الفاء هنا دالا على السرعة» وإذن فلا فرق بين استعالها واستععال 
"ثم" في هذا المقام أصلا! 
والا فنحن نسألهء إن صم أن كان استععال "ثم" والفاء في وصف أطوار خلق الإنسان 
7 هذا الشرط الذي زعمتهء والتوجيه الذي وحمتهء فكيف تصنع بقوله تعالمى: ((يا 
يما الاش إن كن في رَْبٍ من البغثٍ فنا حلم من ثراب ثم من تُطَفة ثم من عَم 
0 ير في الْأَرْحَام مَا دَشَاء إلى أَجَلٍ مُسَتَى 
رج طِفلا ثم لِتئلموا أَشْدَةْ وَمَِكم مّن يتوق وَمِكم من يرد | ل أَزْدَلٍ الْغمْرِ 
لكَبْلَا يعم من بَعْدٍ عِلم شَيْئا وترى الْأَرْض هَامِدَةَ قدا نا علَيَْا الماء اهْيَتْ وَرَيَتْ 
أَِث مك زوج ببيج)) [الحج : 9]؟ وكيف تصع بتوله تال ((هو أي 
لدم ين ثزاب ثم من لُظئة م من عَلتة م مجك لذلا م لتبلخوا أ 0 
شيوخاً وَمِدكٌ من يتوق من قبل وَلِتئلموا ال ار 
63]؟ على فهمك الأتحمي الدارويني هذاء يلزم أن يكون بين النطفة 0 
السنينء وبين العلقة والمضغة مثل ذلك» وبين هذه واخراج الإنسان طفلا مثل 
000 الطفولة وبلوع الأشد مثل ذلك وبين هذا والشيخوخة م: 0 
أين لك بالتفريق بين المعطوفات بذلك الفارق الفاحش في السرعة والتراخي والحال 
0 
اعلم أن أكثر النحاة وأهل اللغة - الذين اقتحمت أنت صنعتهم ببدعتك وتطاولت 
عليها بجهاك! - لا يرون منهوما للسرعة في استعال الفاء في آيات سورة "المؤمنون" 
التي علقت عليهاء لأنه من الواضم أن رادل لون لا يومف الاق ارارق 


صفحة | هلاه 


جاءت تلك المراحل نفسها معطوفة بثم في سورة الحج وسورة غافر كما مرء فلا وجه 
للتفريق بين الفاء وثم من حيث السرعة والتراخي في هذا الموضع أصلا! ولهذه النسوية 
(أعني نيابة الفاء عن ثمء واههال الدلالة على السرعة) نظائر في كلام العرب» كقول 
الشاعر "إذا مسمع أعطتك يوما مينه ... فعدت ضدا عادت عليك شالها"! فإذا 
تحقق هذاء كان كل ما بديته أنت من هذيان في التأويل على ذلك التفريق» كلاما لا 
أساس له في لغة القرآن! 


ثم إنه من الواضم أن الآيات كلها تخاطب البشر الذين نزل علههم القرآن» ببيان أ 
عاق وعم بداحاق أممم من واب م عاتم م ابن علي 0 
بفهم العربي القح سليم اللسان والعقل» السام من زبالة الدراونة» أن التراخي هما 
طالت منته بين تلك المراحل» يفيد في آيات سورة المؤمنون )١4-١7(‏ التحول من 
نوع من أنواع الكائنات الحية إلى غبره ثم غيره وصولا إلى آدم عليه السلام ؟ ؟ الآيات 
تبدأ بذكر خلق آدمء وهذا يجعلها تنتبي إليه! فتأمل كيف تقلب الأهواء فهم أحدهم 
لكلام ربه رأسا على عقبء فتجعل أوله آخره» وآخره أولهء وقل امد لله على نعمة 
السنة! فني جدول مخيفء يفصل صاحبنا بين أجزاء الآيات فيقول معقبا على كل 
جزء منبا: 

((ولقد خلقنا الإفسان من سلالة من طين)): وتبداً هذه السلالة بخلية واحدة - 
البكترياء تسلسلت عا الكائنات البسيطة وحيدة الجنس التي 0 له كينا 
كالإسفنج. 

قلت: هذا تكذيب لصرخ القرآن! فالله تعالى يقول: خلقنا الإفسان من سلالة من 
طين» وهذا يقول إن المراد الكائنات أحادية الخلية» هي التي خلقت من الطين! 


صفحة | 1/اه 


ثم يقول: "((ثم جعلناه نطفة في قرار مكين)): تشير الآية إلى التطور إلى الكائنات 
التي تتكائر تكاثرا جنسيا عن طريق تكوين ال: 00 - لفترة - 
في أعماق الإناث» ومنها الفقاريات البيوضة (الأسماك * ثم البرمائيات 3 الزواحف 3 
لطيور)" اه قلت: وهذا تكذيب آخر للقرآن» إذ الضمير في جعلناه يعود على نوع 
الإنسان» الذي يخاطبه ربه بهذا الكلامء فإنه لما خلق الله بشرا من أبهم آدمء خلتهم 
من نطف في رحم حواءء ثم لم يزل البشر يخلقون في أرحام أحاتهم إلى يومنا هذا! 
وأما صاحبنا فيجعل الضمير عائدا على كل كائن حي يتكاثر جنسيا!! هذه الأنواع 
التي يصفها الدكتور ليست هي الإنسانء وإنما هبي أنواع تطور بعضها من بعض بحسب 
النظرية» ثما علاقة ذلك بالآية التي تنسب تلك الأطوار كلها إلى الإفسان نفسه كما 
هو واكم ؟! مخف وتنطع قل نظيره! 
ثم يقول: "((ثم خلقنا النطقة علقة لقنا العلقة مضغة خلقنا المضغة عظاما فكسونا 
العظام لما)): هذا هو الطور الأخير من الفقاريات وهو الثدييات التي تمر أجتتها 
هذه المراحل في الأرحام. ويرتب القرآن الكريم التقلب السريع بين هذه المراحل في 
الكائن الواحد بحرف الفاء. وأعلى الثديبات هي الرئيسيات التي منها الإفسان الطين." 
اه. قلت: الإفسان الطين؟؟ خيبك اللّه! لا أدري واللّه أأضحك أم أبكي من هذا 
الهراء! صدق القائل بأبي هو وأي: إذا لم تستح 2 ما شدّت! الآية 0 ف 
وصف ما يكون في رحم المرأة من نساء البشرء وهذ يجعلها وصفا "للطور الأخير 
من الفقاريات» التي تطورنا نحن - بزعمه - منها"! فأين يأني خلق آدم بعد هذا 
كله؟ ؟ يقول: "((ثم أنشأناه خلقا آخر)): فهذا هو خلق الإنسان البشرء الذي تيز 
بعد فترة (ثم) كطور منفصل عن الثديبات وعن الإفسان الطين بنفخة الروح." اه 
قلت: الله أكبر ! الإفسان الطين المزعوم هذاء لم تكن نيه روم إذن! كان مثالا من 


صفحة | لالاه 


الفخار على هيئة قرد أو شبيه بالقردء يتناسل ويتكائر بلا روح» ثم اتفق أن خلق 
في رحم أنثى من إناثه "الإنشان النشنر' بدوداك "بنفخة الروح"! فا أقول إلا حسبنا 
الله ونعم الوكل! 

هذا الخرف المثثر للضحكء أيها القارئ امحترم» لا أبعد النجعة إن قلت إنه قد تجاوز 
حدٌ التأويل الجهمى إلى القرمطة الباطنية الحضةء نسأل اللّه العافية والسلامة! 


صل الدكتور عبثه وتلاعبه بالقرآن وبلسان العرب فقال (ص. 508): "مرة 


كج دك اس ام ف لو ولي 
الساجدين)) (الأعراف: :)١١‏ أ 0 تشير إلى اه خلق ) 0 اخية” 


اه. 


فلت: الله أكبر! هذا على أساس أن المخاطبين بالقرآن هم جميع الكائنات المية» البشر 

والقردة والخنازير والطيور والحيتان والحشرات والبهاتم .. إ! والا فإلى من يرجع 
ضير الخاطبين في 007 ن المراد كما تزعمء هو خلق السلف : 
منه خلق كل نوع حي ؟ يقول: "وتشير ((ثم صورناك)) إلى تطور هذه الكائنات عبر 
فترات طويلة حتى وصلنا إلى الإنسان الطين. وبعد فترة طويلة أخرى ((ثم)) نفخ 
الله في الإنسان الطيني من روحه فصار إنسانا بشراء أمر ملائكته بالسجود له. نا 
نفهم من قول الحق عز وجل ((يا أيها الإفسان ما غرك بربك الكريم . الذي خلقك 
فسواك فعدلك . في أي صورة ما شاء رككك)) (الاتفطار: “-85) أنها تبين الخلق 
والتسوية والتعديل في الرحم لكل إنسان على حدة» إذ يستخدم فها القرآن الكريم 
حرف الفاء الذي يفيد العطف مع التتابع السريع." اه. قلت: تقدم نقض هذا التفريق 
البدعي بين الفاء و"ثم" في هذه الآيات فلا نعيد 


صفحة | لاه 


ده كلاما يداعب يا قرائه 0 "ا 6 * 1 5 0 
7 ا ادا ...ا ل لي اه. فل 0 
إ " وتعجب وارتعد ما بدا لك يا دكتورء فلن يصحح ذلك من هذيانك شيئاء 


ثم قال: لقد جاء الربط بين التسوية ونفخة الروح في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع: 
الموضع الأول سورة الحجر الآية 259 والموضع الثاني في سورة ص الآية ”لاء وقد 
ولا شك أ لاعن تان انوة وفة لبج لي ل 
شلكة ماساء 0 الذي أذهب عنك الشك في حعة تأويلك 
السخيف هذا 00 0 ا 
ا لب يك أرت ور المعارض على أبما مذهب ينتبى 
من - لجان ليقن الا 00 ليه من طريقك / أصلا! ادر 
يفهمون هذه الآية على أن المراد: إذا أقمت تسويته وركت فيه الروحء فاسجدوا له 
بأمري! أي إذا أنقمت خلق آدم فاسجدوا له! وهم مؤمنون ببذا المعنى إبمانا رامعخا 
منصرما لا تردد فيه ولا يرد عليه المعارض! أما على دين عمرو شريف الحالي (إذ لا 
ندري إلى أي ملة ينقلب غدا)» فالمراد بحسب نظريته الحالية: إذا طورت الهومينيد 


صفحة | ولاه 


بالطفرة بعد الطفرة (وليس أتممت تصوير الإنسان الأول)» فانتبيت أخيرا إلى 


وطعامة5 ممدوآعء فالجدوا له! 


ثم قال: "وقد جاء في التفاسير التراثية التي تتبنى مفهوم الخلق الخاص في معنى هذه 
الآيات: ((وبداً خلق الحا د من سلالة من ماء ممين)) 
تتحدث الآيتان عن آدم عليه السلام. بيها تتحدث الآية ((ثم سواه ونفخ فيه من 
م اا الروح فينا في الرحم. وفي ضوء ما توصل إليه العام 
عن الخلق التطوري, يمكن فهم آيات سورة السجدة في نفس سياق آيتي سورني 
لور ع ارو ا ا البشر وليس عن 
أطوار الأجنة في الأرحام: لالسمرا لعطف "ثم"." اه. 00 هذا 
أسسته على أداة العطف "ثم" ؟؟ يا لله العجب! المطلوب منا الآن أن نعتقد أن 
"المفسرين التراثيين" كما تسميهم» جحملوا كلهم بهذا الااستععال 0 لأداة العطف 
"ثم" الذي اكتشفته أنت أخيرا في تلك الآيات» فضلوا وزاغوا وأفسدوا اعتقاد 
المسلمين كافة منذ زمان الصحابة وإلى يوم الناس هذا في مسأآلة خلق الإنسان؟؟ 
أحمّا تصدق - أنت نفسك - هذا الخطل يا دكتور؟ ؟ سبحان الله العظيم! 
نم يقول في جدول آخر: "((وبداً خلق الإنسان من طين)): تشير الآية إلى بداء 
خلق السلالة التي نشأ منها الإفسان من مادة الأرض 0 لحية الأولية 
لمكو الا الما لم ا ا نسان الطلين 
الذي ظل يتكاثر عن طريق النطف المذكرة لي د ما قل أد ملع 
الروح المدرك - ((ثم سواه ونفخ فيه من روحه)): وبعد فترة أخرى 0 قام الله 
عز وجل بتسوية الإفسان حتى أصبح بشرا حسن حسن التقويم وأهلا لنة لنفخة الروح - 
((وجعل لك السمع والأبصار والأفئدة)): هنا فقط تنتقل الآيات للحديث عن كل 


صفحة | ١٠/ه‏ 


ار 00 من عملية تشكيلنا في الأرحام." اه قلت: الله تعالى يخبرنا 
صراحة عن أبينا آدم عليه السلام وكيف أنه بدأ خلقه من طينء ثم جعل ذسله وذريته 
ل نتزاعا من مائه وماء زوجهء وهذا ما فهمه الصحابة 
وتابعوهم وتلامذتهم وجميع المسلمين من يوم نزول الآية وإلى يومنا هذا! ولكن لا علينا 
بهؤلاء جميعا وبالطريقة التي فهموا 271010007 
ساي ؛ محدودة مداركهمء فاكانوا يعلمون باستعالات "ثم" المدهشة في لغتهم التي 
اكتشفها الدكتور أ+ خيرا في كتابه العبقري هذا بفضل تشاراز داروين! صدق القائل: 
000 


تأمل قول الدكتور عند هذا الموضع في حاشية (ص. :)5٠0‏ "إن المتصدي لقراءة 
التفسيرات الترائية لآيات خلق الإنسان يلاحظ منهجا يتبعه المفسرون لوضع الآيات 
في إطار الكلق الخاض. افيقولون عن بعضن الآيات إنها خض ]دم» ثم يخبروننا عن 
آيات أخرئ أعا تتحذث عر :درية ويعودون بآيات ثالثة إلى أدم وهكذا..: دون 
الأخذ في الاعتبار الاختلاف بين أداتي العطف "ف" و"ثم"" اه. قلت: مساكين 
المفسرون هؤلاء! يجعلون الآيات عن َ ثارة وعن ذريته تارة أخرى», يتقلبون بين 
ذلك وهم جاهلون كلهم "بالاختلاف بين أدوات العطف"! ولو أنهم وقفوا في زمانهم 
عل وطارياف: لط عيبي لنقنة: الوم افيا :ا لوكدوا كلهم في داك القلط الغري 
الفاحش يتوارثونه وكأنه هو الحق المبين! 0 المد للهء قد أنقذنا المسلمين أخيرا 
وأصلحنا لهم عقيدتهم بل ولغتهم نفسهاء قبل فوات الأوان بقيام الساعة! 


ان دأ خلق الإنان من طين" اراد با على التي ا هو خاق 
ل ار لحيةء من مادة اخرلا ميم را 
50 "بدأ خلق الإنسان", وأن أهل اللسان كافة ل يفهموا هذا الكلام | 


صفحة | ١/ه‏ 


على أن المقصود: بدأ خلق نوع الإنسان» أي خلق أول إنسانء بعينهء من طين! هم 
مخطئون واهمون كلهم! العرب كلهم ما كانوا يعرفون لسانهم معرفة صحيحة. حتى 
جئناهم نحن أخيرا بما يصلح ذلك! فاكانوا يعرفون أنه يجوز في لغتهم أن يقال "الإفسان" 
ويكون المراد بذلك أ أنواع أخرى متقدمة على الإنسان» وليس الإفسان نفسه! وما 
كانوا يعرفون أن الضمير في لفظة "نساه" في قوله تعالى ((ثم جعل نسله من سلالة 
من ماء مين))» وإن كان عائدا على الإنسان المذكور صراحة في السياقء إلا أن 
استعال "ثم" في أول هذه الآية ينقله لإرادة "سلف الإنسان" و"الأنواع المتقد 
0 داروينياء وليس الإنسان نفسه! وما كان 0 يعرفون أن قوله "سواه" التي 
أن الضمير فيها عائد على آدم أيضاء الصواب أن المراد منها هو سلف آدم 
0 00 السلف "الطيني' اللا 0 
في لغتهم "بالإفسان" إلا بعد نفخ "الروح المدركة" فيه! وسبب ذلك كله هو ججملهم 
بالاستعمال الصحيح لأداة العطف "ثم"! 


فالخلاصةء ويناء على هذا "اتكتشاف اللفوي" العبقريء ينهي الرجل إلى 
الآيات "تبين" أن رضن 55:2 "الإشدانا البسر" هذا قي عرد "الإنساق؟! 3 
بنفخة الروحء التي استحق بها جود ا الملاعكة! فبالله أ أو يغنه لعي( "أضلة كف 
يحصل الانتفاع بهذه الآيات» إذا كان الصحابة او وار جاء بعدهم قد خوطبوا 
جميعا باستعال لحروف العطف لم يجدوا في لسانهم واللغة الحارية فيا بهم ما يفهمونه 
به على وجتمه الصحيح, ول يخطر يبال أحدهم طرفة عين أن ينهموا الآيات على هذا 
الفهم» حتى جاء رجل في القرن الرابع عشر الهجري لينههم إليه؟؟ ألا شاهت الوجوه! 


ليس في لسان القرآن اكتشافات ولا اختراعات يا دكتورء وإئما فيها الأثر الحفوظ! 
ل ا 0 


صفحة | 7/ه 


تراث محفوظ لا تجديد فيه ولا اختراع ولا اكتشاف لشيء خني على السابقين» وان 
رغمت أنوف أهل الزيغ والهوى! من ذا الذي له أن يزعم اليوم أنه أعلم من قرن التنزيل 
وما تلاه من قرون العرب بمعاني الألفاظ | الني كانوا هم يتكلمون بها في ليلهم وهارهم ؟ ؟ 
أويعقل أو 008 هذا أصل؟؟ 


ولا يبرح الرجل هذا 3 حتى يتقرمط على تفريق القرآن يبن "التراب" و"الطين" 
و"الصلصال" و"الفخار" ونحوها من ألفاظ استعملها الرب سبحانه في مواضع شتّى 
عند الكلام على خلق آدم. فيقول: "هل هذه الأطوار مراحل تتابعت بعد أ ن أصاب 
التزاب ماء فصار طيناء ثم تخمر فصار صلصالاء ثم جففته الشمس فصار كارا كا 
تقول الكثير من التفاسير التزاثية؟ هل هذا التسلسل الساذج الذي يعرفه كل صانع 
خارء بل كل إنسانء هو الذي أفرد له المولى عر وجل هذه الآيات وغيرهاء وأخذ 
يقلها ويعيدها على البشر في كتابه الكريم؛ يتعبدون بها حتى قيام الساعة! وحتى لو 
قبلنا المعنى الظاهر البسيط لهذه الكلمات (تراب - طين - صلصال) ألا يشير ذلك 
إلى تطور الخلق؟ لا بأس من أن نشرح الأمر بهذا الشكل لعوام الناس» لكن ينبغي 
أن نجتيد كل] انسحت مغارفنا وأن فستخدم ما من الله عز وجل به علينا من علم 
لتقترب أكثر وأكثر من فهم مقاصد أخرى للقرآن الكريم من هذه الاصطلاحات." 


اه. 

قلت: الصحابة والسلف واكّة المسلمين فهمهم فهم عابي ساذجء هما تقول إلا حسبنا 
الله ونعم الوكيل! عندما يخرج فيلسوف جاهل بمثل هذا الهراء الذي جاء به الدكتور» 
ثم يتهم قرون المسلمين بما فههم خير القرون رضي الله عنهم وأرضاهم بالسذاجة. هكذا 
اال د لا القرع على الرأس ولا كرامة» وإذن فلا 
ملام علينا إن رددنا وقلنا: بل أنت العاي الساذج الجاهل على التحقيق» فاتق الله 


صفحة | 7/ه 


ماي دي ام 
التزاب ماء فصار طيناء ثم تخمر فصار صلصالاء ثم جففته الشمس فصار خارا" فلا 
ندري كيف تتابعت ولا على أي ترتيب» هذا أمر غيبي محض لا فلك أن نقيسه على 
شيء مما في عادتنا وتجربتناء وانما تقف على ما جاء به النص ولا نزيد! ولا تقول ممخرية 
وتبك| "ثم جففته الشمس"! ونقول: فلنفرض أ 00 عليه السلام 
1 ت صانع الفخار» فكان ٠‏ ماذا؟ أي 2 ذلك 
ول ل ل 
تسمه وأنت تقول: لا يمكن أن نهم الكلام على أنه خلقه من 
صلصال على الحفيقة لآن هذا تصور ساذج! ثن ثن المتهم بالسذاجة هنا (لزوما واقتضاء) 
با عقلاء المسلمين» إن لم يكن هو صاحب الكلام نفسهء سبحانه وتعالى علوا كيرا ؟ 


او لاا الفيلسوف الجهمي يعطل 0 بدعوى 
التنزيه» فيأبى ربه إلا أن يعامله بنقيض قصده. فيوقعه فها هو أشنع ما فر منه من 
الطعن والحط على رب العالمين» وللّه المد أولا وآخرا! 

وتأمل كيف يومئ الدكتور إلى بدعة الباطنية والفلاسفة القدماء في أن القرآن إنا 
بخاطب العوام بما يناسب أفهاتحم» وأن الحق الذي يراد من تلك الألفاظ إنما هو على 
خلاف تلك المعاني المتبادرة كلهاء بل ببنه وبيها كما بين السماء والأرض! وهو مراد 
لا يزال "العلماء" أو "الخاصة" يبحثون ويتفلسفون في استكشاف بعض جوانبه, 
تلك الجوانب التي لا ينبغي لم أن يصدموا بها العامة! فأين سمعنا نظير هذا الكلام 


صفحة | 05/1 


من قبل؟ سبحان الذي قال في أهل الأهواء والزيغ: ((كَدَِكَ قَالَ الذي من قَبْلهم 
َثْلَ فلم تَشَاييَتْ فُلَويمع قد ييا الآَاتِ لمم يُوقئُونَ)) الآية [البقرة : ]١١1‏ 
يأتي الدكتور في سناجة بالغة بشيهة من شهات الدهرية يعترض بها على معاماة 
أصل الخلقة الإنسانية على أنه هو الطين والفخار والصلصال على الحقيقة لا المجاز, 
بدعوى نقد ما يأف به بعض كتاب "الإعجاز العلمى" من مقارنات بين مادة الطين 
ومادة جسم الإنسانء فيقول إن الطين والتراب الغالب فبها السلكيون وجسم 
الإنسان يخلو من السليكونء فلا يمكن أن يكون التراب والصلصال هو الأصل 
المباشر الذي خلق منه الإنسانء ونحن 0 قال إن الله تعالى 
خلقنا بتفاعل سميائي» حتى تتوقع أن تجد بعض مادة التراب والطين عالقة في 
أجسامنا؟؟ أنت من حملته سذاجته ورقة دينه على تشبيه أفعال الله بأفعال البشرء 
على طريقة الفلاسفة الذين تشرب بكلاهم! فلا بدأت بتشبيه الفلاسفة انتبيت إلى 
ا 1 ن نجد فيه شعلة نا مس 0 
خلق الملائكة من نورء فهل 00 ن نجد 00 تجري بين أوصاهم ك) تجري 
الدماء في عروقنا مثلا؟؟ ما هذ الله أعلم كف خلق الإنسان من طين 
ومرة خلضال: وكف بغول :ذلك 00 مادة أجسامنا كا نجدها الآن! فهلا 
أمستك عن مثل هذا يا دكتور» واتقيت الله فى نفسك وق المسلمين؟؟ 

ل: "إن التراب والطين والصلصال مركمات من مواد الأرضء لذلك نفهم من الآيات 
انعا قة ا ن الله عز وجل خلقنا من مادة الأرض: ومادة الأرض تشهل بالإضافة إلى 
العناصر غير العضوية على المرككات العضوية والكائنات الحية الدقيقة أيضا. يشير 


صفحة | 4ه 


القرآن الكريم إلى العناصر غير العضوية في قشرة الأرض بلفظ الترابء ثم أسماها 
طينا بعد أن اختلطت بالماءء وهذه 00 14 ص 5 المركات العضوية 
الهبدروكربونية. وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه المركئات باصطلاح الطين اللازب» 
آي الطين الرخو للزجء لما فيه من مواد مخاطية عضوية. وقد 1 من هذه 
المركات الهبدروكربونية مركمات الحياة (البروتينات - الأححاض النووية - 
الكربوهيدرات - الدهون)" اه. قلت: فن أين لك أنت العام هنذا أشهد 

خلق آدم إذ خلقه؟ أأوقفك في معمل من المعامل على عينة من ذلك الطين وذلك 
الصلصال المذكور كيف كان قبل أن ا ل 0 
التكوين 5 شين اسه لمي دي أنه يتكون من نفس مكونات الطين والصلصال والما 
المسنون التي نعتادها في تجربتنا البشرية؟ أأشهدك مخلوقا حي الإنساد و 
ويسويه منها بيديه سبحانه فعرفت أي مادة من مكوناتها تبقى وأي مادة تفنى وأي 
مادة تتحول؟ ما هذا الهراء وبأي سلطان معرفي أذنت لنفسك بالخوض فيه كما 
خضتء تنسبه إلى فعل الله تعالى في خلق آدم من الطين والفخار ؟! ((مَا أَشْهَدتم 
خََقَ السَمَاوَاتٍ وَالْأرْضٍ وَلَا حَلَقَ أو وتاكث مكية الْمُضِلِينَ عَضْدا)) [الكهف 
]0١ :‏ فنعوذ بالله من كبر هؤلاء! صدق الذي قال فيك وفي أمثالك: ((الَذِينَ 
ُحَادِلُونَ في آيَاتٍ الله بعيْرٍ سَلْطَان تاه كير مَقْناْ عِندَ | نَّهِ وَعِندَ الَذِينَ ع آمَنُوا كَذَلِكَ 
يَطَبَم الله عل كل قَلْبِ مُتكَيْرٍ جَبَارٍ)) [غافر : ] 


ثم ختم الرجل هذا الفصل الخبيث بجزء جعاه تحت عنوان "هل هيئتنا الحالية هي 
آخر مشوار التطور", لَيآتي بمزيد من القرمطة على مفهوم الاستبدال في القران» 
يجعل المراد منه التطوير الموجه لنوع الإنسان» حتى يصبح نوعا آخر يحل محل بني 


١ 


آدم إن قدر أن أراد الله أن يذههم ويستخلف من بعدهم قوما آخرين! وتقول إن 


صفحة | 7/ه 


جميع الآيات التي ساقها ليس فيها إلا أن الله قادر إن شاء على أن يذهب ما على 
الأرض الآن من بشر يكفرون بهء ليخلق في محلهم خلقا يعبده ويوحدهء فأين في 
ذلك ما يفهم منه ولو من بعيدء إن الاستبدال والاستخلاف يكون بالتطوير 
0 بني آدم؟! يا رجل كفاك تمحلا وتلصيقا لنظريتك الساقطة تلك 
بكلام ربكء واتق الله في نفسك قبل آلا يجدي الندم! ثم يقول “كذلك فإننا نعتقد 
00 لطبيعة من ظروف طبيعية وسميائية شديدة التأثير على الجينات (كإجراء 
داري ا بالإضافة إلى تجارب الهندسة الوراثية (التي قد لا تلتزم بأخلاقيات 
لبحث العلمي). يكن أن تؤدي إلى أنماط تطورية في بنية الإفسان قد لا تخطر لنا 
عل بال" اهقلت: لا عيبي أن كون ةا ملاعلاه مف ليك عليه اليا 
داروين المزعومة في إنشاء نوعنا نفسه من سلف منحط! ولكننا سآله: إن قدرنا 
وقوع ذلك تنزلاء فهل ستعده آنت تطورا أم تشوها؟؟ إن عددته تطوراء فقد 
كذبت قول الله تعالى: ((لقَدْ حََمْنَا الإنتسان في أَحْسَنٍ تقُويم)) [التين : 4]» بل 
ل 
برام! وان عددته تشوها وانحداراء أو على أحسن الأحوال تباينا في إطار ما يسمح 
و ل فراد النوع نفسه. يستحيل معه 
أن يحصل تحسن وتطور وزيادة في صفات نوع الإفسان نفسه بكليته, أو صيرورة ما 
هو "أحسن" (نوعا)» إن قلت بذلكء: لزمك الخروج من نظرية التطور كلهاء أولها 
وآخرهاء فتأمل! 


خم بترا "زف ننماية: التصلة نوكه ألا يكن امع يذخ نيبن كل اما نجاد :ني 
القرآن الكريم عن خلق الإنسان إلا من خلال مفهوم التطور الموجه. وقد أظهرت 
دوك صو 4ك ادرو ار وجي در قرولاو عازه اطلينه 


صفحة | 0/1 


الله عز وجل للبشرية من علوم ومعارف." اه. قلت: واذن نؤكد على أن الرسول 
عليه السلام لم ل بس 
ما أدى أمانة التبليغ» ولم يبال بترك أصحابه يفهمونه على تعارض وتعسف ويجر عن 
المع الدقيق بين الآياتء مضي قرنهم والقرون التي تأقي من بعدهم على حمل بحقيقة 
مراد الله تعالى من تلك النصوص حتى تظهر نظرية التطور الموجه!! فبالله هل هذا 
كلام يقواه مسام يتقي الله في نفسه وفي المسلمين؟؟ 


حسبنا الله ونعم الوكيل. 


وفي كتابه "خرافة الإلحاد". أخذ الدكتور تحت عنوان "نشأة الكون في القرآن الكريم" 
رضن: 0 اعتصار النصوص ولي أعناقها 8 (على طريقة صنوه زغلول النجا ر 
وخد الات سق لسو انهاه امحفيان لكر فق ضوريها امداق لق 
طعم نم2 2 فافتتح بقوله: 


في ظل هذه المفاهيم (يعني ما زع أنه كان سائدا من مخالفة للنظرية) جاء 
القرآن الكريم: مؤكدا أن الكون مخلوق وله بداية» وستكون له في يوم من 
الأيام نهاية. ومؤكدا أن جميع أجرام السماء في حركة دائبة وجري مسقر, 
وأن السماء ذاتها في توسع دائب إلى أجل مسمى. كما أن السماوات والأرض 
كانتا في الأصل جرما واحدا ففتقه| اللّه عز وجل فتحولت مادة هذا الجرم 
الأول إلى البخان "التي خلقت منه الارض, والسناء» كذلك يكيرنا الثران 
الكريم أن هذا الكون سوف يطوى ليعود كهيئته الأولى جرما واحد 

ثم ينفتق هذا الجرم مرة أخرى إلى غلالة من الدخان تخلق منها أرض غير 
أرضنا | الحاليةء وسماوات غير السماوات التي تظلنا في حياتنا الدنياء وهنا 
تتوقف رحلة الحياة الأولى وتبداً رحلة الآخرة. 


صفحة | //ه 


قلت: تأمل كيف يزع بكل جرأة, كذبا على الله تعالى» أن القرآن "يوكد" كل هذا 
الذي ذكر! والحق أنه لم يأت في القرآن ما يفيد أن السماء في توسع دائم كما زع لا 
إلى أجل مسمى ولا إلى غيره» وليس هذا هو معنى قوله تعالى ((وإنا لموسعون)), 
ولا أن السماوات والأرض كانتا جرما واحدا ثم فتق (إلا على قول مرجوح في تأويل 
اي و رادل 0 للق علت كام 
الأرض والسماء! وإنما جاء في السنة أن عرش الرحمن كان على الماء قبل خلق العالم» 
ا بام 1 لبخاري» في قوله عليه السلام: 

ا وكان عرشّةُ على الماءء وكتب في الذَكْرٍ كل شيءء 
5 السماواتٍ والآرضٍ"؛ فلم يكن ثمة "جرم" خلق منه الدخان ثم السماء والأرض» 

كا أوهم الدكتور نفسه وقراءه! 


ثم إنه لم يزل يتكلم في الأقسام السابقة من كتابه عن "الفردية" في بداية الانفجارء 
فهل الفردية في كوزمولوجيا الانفجار جرم كان رتقا ففتق يا دكتور؟ ؟ لابد أن يجعلها 
كذلك بأبما طريقء حتى يلبسها بقوله جل شأنه: ((كاكتا رَْقَا فَمَتَفْتَاهْمَا)) الآية [الأنبياء 
والضطيتية اله واطيية لل اعلا تكهنيه اللمضاحية التجارة قل رض 
٠‏ )إن استعال لفظة رتقا "يشير إلى أن هذه المرحلة أعقبت فتقا سايق أي كونا 
سابقا"! قلت: فأين هذا مما علمه الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه فها كان قبل 
هذا العام الذي نعرفه» وقد جاء الخبر بالعرش والماء والقام وأن هذا هو ما كان قبل 
خلق السماوات والأرض ؟ ؟ وهل نصدق رسول الله صلى الله عليه وسام فها أجاب 

به عن سؤال صر في تلك المسألة» أم نصدق نظرية الافسحاق الدوري (انفجا 

انسحاق ثم انفجار ثم انسحاق) التي تزعم أنت أنها هي ماكان فك بح 
الله! وكا أنه ليس في الكتاب والسنة ما يوافق زعمه أن العالم كما نعرفه قد خلق 


صفحة | 9ه 


بتفجير فردية ناشئة عن انسحاق عام سابق» فكذلك ليس فيه ما يدل على أن 
القيامة ستقوم بانسحاق هذا العالم ليرجع "فردية" أخرى كلأولى المزعومة!! بل فيه 
التصريم بخلاف ذلك! فقوله “كذلك 0 لقرآن الكريم أن هذا الكون 00 
يطوى ليعود كهيئته الأولى جرما واحد ', هذا كذب بارد على القرآن» والله 
المستعان! أين وجدت في القرآن د العالم يجعله الله "جرما واحدا مفردا" 
يوم القيامة؟ ؟! يزيد الدكتور كذبا فوق كذب فيقول: "ثم ينفتق هذا الجرم مرة أخرى 
إلى غلالة من الدخان تخلق منها أرض غير أرضنا الحالية» وسماوات غير السماوات 
التي تظلنا في حياتنا الدنياء وهنا تتوقف رحلة الحياة الأولى وتبدأ رحلة الآخرة." فأين 
تجد في كتاب الله أن العالم سيجعل جرما يتحول يوم القيامة إلى دخان تخلق منه 
تلك الأرض التي قال الله فيها: ((يَوْم بدّلٌ الأرْض عَيْرَ الأرْضٍ وَالسَمَاوَاتُ وَبَرَرُوأ 
انَهِ الْوَاحِدٍ التوّارِ)) [إبراهيم : 6 ]؟؟ كل ذلك لآي شيء تكلفه؟ لأجل أن يلبس 
هذه الآية بنظرية الانسحاق العظيم طعصتمن عذ8! 
مد تعالى: ((يَوْمَ توي السّماء كَطَيَ التِجلٍ كنب 5 بَدَأنا أوَلَ حَأق 
تعِيدُهُ وَغْداً عَلَيْئَا إَِا كُنَا فَاعِلِينَ)) [الأنبياء : 5 ]٠١‏ (ص. )١١١‏ إن فيه: "حفية 
عودة 5 إلى جرم ابتدائي واحد مشابه للجرم الأولي الذي ابتد 
الخلق (مرحلة الرتق الثاني أو طي السماء أو الانسحاق الشديد للكون). وحقية فتق 
هذا الجرم الثاني أي انفجاره (مرحلة الفتق للجرم الثاني). وحتقية تحول الجرم الثاني 
بعد فتقه إلى الت يسن الكوى." اه. قلت: فهل رأيت جرأة على كتاب الله 
فوق هذا ؟ ؟ أين في الآية أن الكون يعود إلى جرم ابتدائي واحد مشابه للجرم الأول 
الزعوم؟' وكف ؛ ا ل "نطوي السماء"؟ ؟ وإذا كان المي 
قد أتجبك ما ألصفته به من كذب على رب العالمين» فأين أنت من قوله تعالى: ((وَإذَا 


صفحة | .و 


السّماء كشِطَتْ)) [التكوير : ]١١‏ وقوله: 0 الأنض مُدّثْ . وَلقَثْ ما فيا 
وَتَخَلتْ)) [الانشقاق : 5-7 ]» وقوله: ((وَإذَا البحاز فْجَرَتْ)) [الإنفطار : *1] وقواه: 
((وَإِذَا الْكوككبُ اكثرّث)) [الإنفطار: ”] 5 ((وَدَا النُجُومْ انَكَدَرَتْ)) [التكوير 

؟] وقوله: ((وَإذَ ذا اموز بعْرَثْ)) [الإنفطار : 5] وغير ذلك من تفصيل ما يجري 
يوم القيامة؟ ؟ هل الأرض تمد وتخرج ما فيها وتتخلى وتبعثر قبورهاء والسماء تكشط 
وتطوى وتصبح وردة كالدهان والبحار تفجر والكواكب تنثر والشمس تكور والنجو 
تبعثر وتنكدر والجبال تنسف وقر مر السحابء إلى آخر ما جاء به 0 
تصريخ بما يجري على أرضنا هذه والسماوات من تبديل الهيئة والخلقة في يوم الحشرء 
كا أخبر رب العالمين» أم تسحق الأرض والسماوات كلها في جرم صغير ضتيل ك| 
يدعي الدكتورء يفجر على نفس وتيرة الانفجار الكبير المزعوم» ليرجع "كنا" جديدا 
كماكان؟ ؟ لو قرأ الدكتور هذا الكلامء فلا أتوقع منه إلا أن يتقرمط في محاواة المع 
بين هذه النصوص كلها وما زعمه من جريان خرافة الانسحاق العظيم على يوم 
القيامة» ىا هو الظن بكل جحممي, والله | 


8 


ثم يأني أخيرا بقوله تعالى: ((يَوْم بدّلُ الأزض عَْرَ الأَرْضٍ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَرُوأ لله 
1 007 لإبزأ 0 : 8غ] فيتحفنا بقوله: "تشير الآية إلى: إعادة خلق أرض 
0 في الحاشية: "قد يحدث ذلك عقب انسحاق "#وننا الحالي» أو عقب دورات 
من الانسحاق والانفجارء لكن في النهاية ستبداً رحاة الآخرة"! فهل رأيت جرأة على 
الله وعلى غيب الآخرة أعظم من هذا؟؟ دورات من الانسحاق والانفجار قبل 
"رحلة الآخرة"! ما شاء اللّه! وم دورة يا ترى ؟؟ عشرة؟ مئة؟ بليون؟؟ واذاكانت 
الدورة الواحدة هلك فيها العالم بما فيه لعياد بناؤه من جديدء كما هو اعتقادك, فم 


0595١ | صفحة‎ 


"يوما آخرا" تثبت أنت في دينك إذن يا دكتورء وما معنى كونه هو اليوم الآخر 
سبي ا ا 0 
الله السلامة! يا دكتور ارجع إلى صنعة الطب والجراحة التي أنت أستاذ 00 ولا 
00 مار 
ردابو دوا 

: 1 اك ماس ةك لكلية الجامعة لهذا | احوة ١‏ 3 العظمء وياد 
رع 1 اك والزيا انطرة لكين ادن كرون في خاق 


القرن 0 7 ما أنه الله تعالى في آخر كتبه» وعلى خاتم أنيائه ورسله. 
مللشوعن لحوين لفعال الحلذة رارك التسال »من قبل السووارير انكام السطينه: 


هذا السبق 0 الذي تتوافق معه ثماما نظرية الانفجار الكوني الأعظم." اه 


قلت: أضحكت علينا التكالى يا دكتور بهذا التلبيس العريض في ذلك الغيب المحض» 
ولا حول ولا قوة إلا بالله! هذ كا لكام واد أسخف مأ ور الكلم 
عن مواضعه وتحميل القرآن ما لا تحقل» وتقديم المعقول والمنظور على المنقول والمأثورء 
ذلك الأصل الذي هو أساس البلاء عند الجهمية في كل عصرء وهو واللّه كلام من 
شأنه ألا يزيد "الفلكيين والفيزيائيين والمفكرين". من ملاحدة وغيرهمء إلا تسفيها 
للقرآن واجتراء عليه وتكذيبا له! فلا رؤوس الملاحدة كسرت»ء ولا دين الله نصرت» 
ولم تأت إلا بالكذب على رب العالمين» واختراع عقائد جديدة للمسلمين» ولا حول 
ولا قوة إلا باللّه العللي العظيم! 


صفحة | 0597 


كلامه في أصل الحياة 

بنتقل الدكتور بعد ذلك (في الباب الخامس) للكلام على أصل الحياة» ملتزما تحميته 
الوضعية الطبيعية في التاس العام مغيب من طريق "العم الطبيعي" أولاء ١‏ 
التجهم على النصوص لها على ما يوا اليد تراه يحرص على البحث 
فها إذا كان "العلم" يرح كفة الأصل العشوائي للحباة أم "الخالق الذكي" الذم 
"يتدخل بشكل مسقر" ليخلقها ويحفظها '*! ولست ا 
الدكتور أن حقيقة الحياة والروح هي من المغيبات الحضة التي لا علاقة لأدوات 
البحث التجريبي والطبيعي با البتة؟ ؟ يعني من المتصور دخول الشية على مثله في 
مسألة أصل العالم وخلق السماوات والأرض» #اعرحي 0 سبي ني 
تأولا لآية 0 (كُلْ سِيرُوا في الْأرضٍ فَانظرُوا كنف بتا الْحَلقَ ثم الله مُنئ 
لَه اْآخِرَةَ إن اللّه على كل شَيْءٍ قَدِيرَ)) [العتكبوت : ]٠١‏ وههي تلك الشبهة 
التي أشبعناها اا ولكن كيف يتصور دخول الشة عليه في مسالة 
الروح وخلق الحياة في المادة الميتةء التي قال الله فيها صراحة: ((وَيَسلُوكَ عَنٍ 
الوح قُلٍ الوح مِنْ أمْرِ رَيْ وَمَا ويم من الل له قليلاآً)) [الإسراء : 80]؟؟ 
هو في هذه المسألة يريد ره العلم الطبيعي يمكن أن يكشف لنا عن أصل 
الحياة أنطولوجيا (أي يثبت لنا افتقار التحول من مادة ميتة إلى مادة حية» إلى الخالق 
الذي الذي يتدخل -ذلقه) ولكن بشرط أن نجتنب في طرحنا الفكر المادي واختزاليته 
المبجية! فيقرر أن يرفع عقيرته بمخالفة من سماهم بالدراونة في نقطة ابتداء الكائن الأول 

* وقد بينا في غير موضع ما في وصف لله تعالى "بالذكي" من محذور شرعيء وما في وصفه 
"بالتدخل" من تتقصن فاكدن:من :ريوبيته:وسلطظانه على مز الستماوات والأرضن» ستنحان الله وتعالن 


علوا كبيرا! 


صفحة | 0597 


الأإسطء كما خالف الكوزمولوجيين في نقطة الفردية التي بدأ عندها الانفجار المزعوم 
(الكسر الأول من الثانية الأولى من عمر الكون)! مع أن ما ألزمناه به من لازم منبجي 
في مسألة أصل العالم» يلزمه ها هنا كذلك في مسألة أصل الحياة ولا فرق! 


يا دكتور أنت أصلا ما وصلت إلى القول بكائن أول في أصل الأنواع كلها هو الأبسط 
على الإطلاقء إلا من طريق نظرية داروين» وقياسها للمغيب المطلق على ما في عام 
الشهادة تحى)! فا الذي 0 عن مزيد من طرد ذلك النوع من القياس في الماضي 
وصولا إلى ما هو أبسط وأبسط: إلى مادة أولية ميتة لا حياة فيها أصلاء ومن ثم 
تصبح عقيدتك في الخلق هي أن "الإله تدخل" فنفخ في بنية الخلية الحية الأولى (التي 
سبق أن تركت بالصدفة وتحت تأثير قوانين الطبيعة العمياء) نفخة الحياة» مثلا؟ ؟ 
بل وما يمنعك من أن تزداد تشبعا 0 الدارويني وجريا 0 0 الطبيعية 
فتقول كما قالت طائفة» إن ذلك التعقيد الفيزيائي البالغ في الخلية الحية الني تجري 
تظلمها فل ما اده م رم ا لم حولت 

"النظام الفيزيائي" إلى "نظام ببولوجي يجري على القانون الطبيعي الذي خلقه الله 
من قبل» جريا مغلقا مستكملا أسبابه في داخله بدون أي "تدخل" لإحدانهاء ولا 
أي سبب غيبي أو "فائق للطبيعة" 181ن286,عمنا5 على الإطلاق؟ ؟ 


ما الذي يمنعك يا دكتورء على أصواك التي قبلت بها نظرية داروين» من أن تعتقد 
أن تجربة ستانلي ميلر (مثلا) في مجال ما يقال له دراسة "خلق الحياة مما لا حياة 
فيه" ابوس قد أصابت - 7 : 1 لهاب 0 نشاك ةيا احياة 
0 ياة في 00 لت 
إن هذا الصنف من الحوادث ونظيره الذي كان قبل بلايين ن السنين سببا طبيعيا في 


صفحة | 05951 


ظهور الحياة على الأرضء إنا هو عندي من خلق اللهء لأنه هو الذي خلق قانون 
لطبيعة الذي منه استقدت كل نشأة جميع أسبابها ؟! ألبس هذا لمعن اكد مكيف 
منطقيا لا سلمت أنت به من صحة نظرية داروين في نشوء جميع الأنواع ذشأة طبيعية 
من أصل مشترك ؟ 
فإن قال: نعم ليس أكثر ملاءمة» لأن نشأة الحياة في المادة الميتة غيب لا نرى له 
نظيرا البتة» قلنا له: فهل نشأة أنواع الطيور من أنواع الزواحفء أمر له في تجربتنا 
الشرية نظير؟؟ وكذلك إن قال إن ا اك 
عادتناء قلنا له: فهل نشأة القمر من الأرض كا زعمواء أو نشأة الأرض من الشمس 
كا وهمواء شهادة قد لا بل ل جا هر اط ا عندك وبآي 
0 داخلا في مطالب ال لسو ل 
قال: إن الخلية الأولى لابد أنبا كانت تتركب كات الجريئية الد 
تي لا تصور عقلا أن تكون قد نشأت 00 واحدة دون ا 
ولا تطور ولا تطفرء قلنا له: فهل يتصور في العين البشرية أو في المخ أو في القلب 
أو في غيرها من الأعضاء التشريحية, 5-7 وظائف الجسد البشري التي تشمل 
00 عواز أل تكون عل عل قبطم خله قد ناك ع فك امس 
لعبث الذي زعموه لها وسلمت أنت لم به؟؟ وهل الملايين المملينة والبلايين 
وه "الدي إن إيه' بعري اه 
الحية ار 0 و.. إلء هل في شيء من ذلك ما يمنع 
لمنظر الطبيعي من إعمال أصوله الكلية التي أنت توافقه عليهاء في الاس التفاسير 
الم ام هو أمجب منه من بدائع صنع الل 1557 بدا! فلاذا 
قبلت مسلكهم الدهري في تفسير خاق الأنواع طبيعياء وخلق | لالح طبيعياء ول تقباه 


صفحة | 05950 


في خلق ا الحياة و 2 فى المادة المبتة عق وفي خلق الفردية الانفجارية المزعومة نفسها؟ ؟ يدا 
بإخراج فعل الباري من جميع آحاد وقائع الخلق والتصوير أولاء ثم تأتي لتقول: لعله 
اودر اك 35 ركذو لأه الع" أى لاله دعن أن كوي اشير وض 4 
واللّه لا تسم من التناقض يا دكتور حتى تنخلع من الميتافزيقا الطبيعية جملة واحدة» 
أو تغرق فيها جملة واحدةء أما المع بين المنبج الدهري ومنهج المسلمين في تلقي 
المسلمين إلا بالزندقة والتحريف! "١‏ 


'” ولأنه يصر على أن يرفع البحث الطبيعي وآلة التجريب فوق جميع العلوم» وجعلها هي مصدر 
التلقي المعرفي الأول في كافة المسائل الوجودية» غيبا كانت أو شهادة» ولأنه - مع ذلك الا 
يقبل ممن سماهم بالماديين نفيهم وجود شيء "غير مادي" يقال له الروح (فيتناقض تناقضا بينا 
من حيث لا يشعر بالجمع بين هذين الأصلين) »لم يجد الدكتور إلا أن يتورط في خرافات فئة من 
الباحثين التجربيبين تخصنصت ‏ في معاملة مزاعم: الكهان: والقائلين بتجرية الاقتراب.من الموث 
وهذه الأشياء على أنها ظواهر طبيعية يمكن الوصول إلى استكشاف "الروح اللامادية" أو 
"الباراسايكولوجية" على اصطلاحهم؛ من خلال تطبيق أدوات البحث التجريبي في دراستها! فساق 
إلى قرائه (في كتابه رحلة عقل وفي كتابه كيف بدأ الخلق وغيرهما) أبحاث هؤلاء الجهال على 
أنها حجة في إثبات وجود الروح اللامادية» مع أنها تعاني من نفس "الاختزالية" 7 
نفاة الروح» ومن نفس الفساد المنهجي في اقتحام الغيبيات بالقياس التجريبي (من حيث المبدأ) أيا 
ما كانت الفروض المطروحة في ذلك القياس؛ ولا ينتبه إلى أن الروح على هذا المسلك تكون 
مجرد تأويل افتراضي يجب عليه أن يجوز لمخالفه ردها وإسقاطها بفرضية مقابلة! 
ثم إنه من جهله باعتقاد المسلمين؛ لا يمانع من قبول أبحاث استند أصحابها في إجرائها على البحث 
في دعاوى فئات من الدجاجلة الذين يزعمون الاتصال بأرواح الموتىء تلك المزاعم التي هي على 
وصف من اثنين لا ثالث لهما: إما الزعم الكاذب بوجود شيء في الغيب يتصل به الواحد من 
هؤلاءء واتباع حيل وألاعيب لفظية يعرفها نقاد هذه الأمورء كمسألة القراءة الباردة 010© 
8 والاستعانة بمعرفة سابقة عن الميت ونحو ذلك؛ وإما أن يكون ثمة ما يتصل به الواحد 
منهم بالغيب تحقيقاء ولكنه لا يكون في الحقيقة إلا شيطانا قرينا للميت يعرف عنه ما لا يمكن أن 
يعرفه ذلك "الوسيط" إلا من طريقه» وهو مع ذلك يوهمهم بأنه هو الميت نفسه! أما أن يكون 
الوسيط المزعوم قد قام باستحضار أو استدعاء "روح" الميت من عالم البرزخ فهذا نؤمن نحن 
المسلمين بامتناعه وبأنه لا يكون أبدا! فالوسطاء هؤلاء إما كهنة مشعوذون وإما كذبة محتالون» 
ولا نتفق مع من يسميهم الدكتور بالماديين على شيء كاتفاقنا معهم في النكير على هؤلاء ومن 
شاكلهم وتسفيههم وتسمية بضاعتهم بالعلم الزائف ©005616006با556! ومع ذلكء يأتي الدكتور 
ببضاعة باحثين تجريبيين قد اعتنوا بالبحث في مزاعم أولئك الدجاجلة ودراستها بحثا عن الروح 
وحقيقة الروح» ويقدمها للقراء على أن العلم التجيريبي ينبغي أن يسلك تلك المسالك حتى تكتمل 
رؤويته وتصوره للعالم "اللامادي" الذي توجد فيه الروح» وإذا بالدكتور يقف موقفا يذمه الفريقان 
صفحة | 05957 


جميعا وسائر العقلاء معهم: أولئك الذين أخذ من دينهم القول بوجود الروحء وأولئك الذين جعلوا 
من دينهم نفيها وإخراجها من نطاق الدعاوى المعرفية بالكلية! 
قال في كتابه "كيف بدأ الخلق" (ص. :)5١05‏ 
كان طبيعيا ألا يقف العلم التجريبي في موقف المتفرج تجاه قضية "العقل وحقيقة الذات 
الإنسانية". ومن العلماء الكبار الذين اهتموا بهذه القضية "د. جاري شوارتز 6217 
”3127 الذي رأس مركز أبحاث الطاقة البشرية بقسم الطب النفسي بجامعة 
أريزونا. ومجال اهتمام د. شوارتز هو ما وراء النفس (الباراسيكولوجي - 
لاع0اهطاع/اوم053:3)» ويهدف المركز إلى إثبات أن المخ البشري يعمل كمستقبل 
]ع/اأععع 3-8 مرومع]0ىم للذات الإنسانية» وليس كمصدر للذات ,0غ3ع0» ويقوم كذلك 
باختبار فرضية أن جوهر الإنسان يبقى بعد موت الجسد. وينطلق د. شوارتز في 
نظريته عن الذات الإنسانية من مفاهيم فيزيائية ومنطقية. فجميع أفعال الإنسان تنطلق 
صورها في الفضاء على هيئة موجات كهرومغناطيسية ولا تفنىء إذاً فأفعالنا باقية بعد 
موتناء تماما كالضوء الذي يأتينا من النجوم البعيدة التي ربما تكون قد انفجرت وتلاشى 
وجودها المادي منذ ملايين السنين! وتعتمد دراسات د. شوارتز على أسلوب معروف 
في الباراسيكولوجيء وهو اتصال بعض الأشخاص الوسطاء 1/16010505 بأشخاص 
ماتواء ويؤكد أن هذه هي الوسيلة الأفضل (حتى الآن) لدراسة القضية» بشرط الالتزام 
بالمنهج العلمي في التأكد من مصداقية الوسطاءء وفي تحليل النتائج. ويؤكد د. شوارتز 
أنه إذا كان العلم هو الوسيلة لمعرفة كيف يفكر الإله» فإنه أيضا الوسيلة لمعرفة حقيقة 
"الذات الإنسانية" التي يطلق عليها المتدينون اسم الروح. 
قلت: : قوله "كان طبيعيا ألا يقف العلم التجريبي في موقف المتفرج تجاه قضية "العقل وحقيقة الذات 
الإنسانية"؛ إن كان المراد "بطبيعيا" أي من الضروري بالنظر إلى طبيعة موضوع ذلك الصنف 
من صناعات العلوم؛ فباطل ولا شك! أما إن كان المقصود بقوله "طبيعيا". أي جاريا على وفق 
مسلمات الدين الطبيعي؛ أو منسوبا إلى الطبيعيين» فحق ولا شك! وأما أبحاث غاري شوارتز 
المذكور هذا فليست من العلم في شيء البتة! فالرجل يعتقد أن الروح والأرواح إنما هي نوع من 
أنواع الطاقة التي تخرج من الميت فتعلق في الغلاف الجوي بصورة ما أو بأخرى. ولهذا اضرب 
ذلك المثل السخيف الذي فرح به الدكتور في قوله: "فجميع أفعال الإنسان تنطلق صورها في 
الفضاء على هيئة موجات كهرومغناطيسية ولا تفنى» إذاً فأفعالنا باقية بعد موتناء تماما كالضوء 
الذي يأتينا من النجوم البعيدة التي ربما تكون قد انفجرت وتلاشى وجودها المادي منذ ملايين 
السنين"! ولهذا تراه يأتي بالدجالين والمشعوذين من مدعيي الاتصال بأرواح الموتى» لا سيما من 
ظهر منهم أن له اتصالا بالجن والشياطين (التي توهمهم وغيرهم بأنها هي أرواح الموتى)؛ 
يخضعهم لتجارب يريد منها أن يثبت أنهم إنما يتصلون بمجالات للطاقة بام؛عمع تحتفظ بوعي 
وذكريات الموتى مخزونة عليها كموجات الراديو التي تلتقطها أمخاخ الوسطاء هؤلاء على نحو 
لا يزال "العلم" لم يكتشفه بعدء فيبدو الميت (في عين نفسه على الأقل) وكأنه قد فارق جسده 
وانتقل إلى "عالم آخر"!! فيطلب الرجل من "الوسيط" أن يطلب من "وعي" الميت فلان (يناديه 
باسمه) أن يدخل - مثلا - في صندق أسود معتم؛ وأن يمكث فيه حتى يصور هو داخل الصندوق 
بكاميرا دقيقة مصممة لالتقاط أدق كمية من الفوتونات يمكن أن تظهر في الفراغ في المحل الذي 
ترصده. فإذا ما جاءت نتيجة التجربة بزيادة ملفتة فى عدد الفوتونات المرصودة حال وجود 
"الروح المبحوثة" داخل الصندوقء كان ذلك دليلا على وجود تلك الروح وعلى استجابتها لطلب 
الوسيط وعلى أن لها تأثيرا في العالم المادي! 
فإذا كان هذا العبث هو المراد بالباراسيكولوجي /اع010طع/5!9م533»: فليس اختصاص الرجل 
إذن وليست أبحاثه إلا ضربا من الخرف والعلم الزائف لا يقل ضياعا وإفسادا للعقل والدين عن 
بضاعة المنجمين لاع85+0108: وإن كان هذا الذي سجلته تجاربه أثرا حقيقيا "لأرواح غير مرئية 
صفحة | 091 


في الأجزاء التالية من الفصل نفسهء يزعم الدكتور أن مشكلة الماديين الأساسية في 
فهم الحياة بل وفي التعامل مع الطبيعة بعموم, ص في ١‏ ختزالهم لجانب "المعلومات" أو 

"الذكاء" في نظرياتهم التفسيرية! فيقول ما ملخصه أنه إذا كانت قطعة الخنشب 8 
من بروتونات ونيوترونات والكترونات وكذلك عقل أينشتاين يتركب من نفس 
البروتونات والنيوترونات والإلكترونات» فلابد أن يكون السبب في ذلك الاختلااف 
الفاحش بين الشيئين المركيين من نفس المكونات: راجعا إلى معلومات يدفع بها إلى 
تاك العناصر فتركيا مم تلات الطاقة المازمة لها على غمو يقي عنه ذلك التنوع 
الواسع في أنواع الذكاء الذي يظهر في النظم الطبيعية والحيوية الختلفة! ثم يحسب 
الدكتور أنه قد اننصر على الماديين بالضربة القاضية عندما يقول إن هذه المعلومات 


بالعين المجردة" والله المستعان! ولعل قائلا هنا أن يقول: أنت تؤمن بأن أرواح الموتى في البرزخ 
ولكنك تؤمن بالجن والشياطين وبأنها تتواصل معنا أحيانا وبآن كثيرا من الوسطاء هؤلاء 
يستحضرونهاء فلماذا لا تقبل تجارب شوارتز مع تأويل نتيجتها على أنها دليل على وجود الجن 
وإمكان الاتصال بهم (وليس روح الميت)؟ ‏ , 

فنقول: لا نقبل بتأويل النتائج على هذا النحو لأن التجربة إنما صممت من الابتداء بالتأسيس على 
فرضية باطلة مفادها أن الأرواح هذه إنما هي حقول من الطاقة يستدل على وجودها حيثما توجد 
برصد تأثيرها الفيزيائي الملازم لها على الوسط المادي المحيط بها مباشرة» كما يرصد الكائن 
الحي في ظلمة الليل بنظارات ترصد الموجات تحت ت الحمراء المنبعثة من جسده مثلا! ولكن هذا 
يستصحب بالضرورة الفرض بأن إحداث ذلك التأثير الذي يرصده شوارتز في تجربته ملازم 
"للروح" ملازمة طبعية لا تنفك عنهاء وهو طبع لا أساس لافتراضه (ولا غيره مز من "طبائع 
الروح") في عادتنا حتى نفترضه من الابتداء! نحن نعلم من قبل الشرع بأن الجن نوع من مخلوقات 
لله ايض ولا يري عن ظر يفتاه واد نظرر له في الأنواع الكية التي تشملها لعاداذا خدى يكاين 
يختاروا التأثير في محسوساتنا تأثيرا ظاهرا ندركه (من غير أن يمنعهم مانع غيبي من ذلك)! فإذا 
كانوا قد كذبوا على اليجل حي و اقموة تانكم هم أزواع المودى الذين أراد الاتصال بهم عن 
طريق "الوسيط", فكيف يأمن أن يكون ما يظهرونه له في كاميراته وأدواته خداعا كله وكذبا 
كله؟؟ لذا عممنا وقلنا إن كل بحث يروم استكشاف "عالم الأرواح" هذا باستعمال الطريقة 
التجريبية» هو بحث فاسد منهجياء والعلم المبني عليه علم زائف كله ععمع1ع005بنع55 ولا 
كرامة! 


صفحة | /9ه0 


85 


يناطحها الماديون فتبلي رؤوسهم" على حسب عبارته! يقول (ص. :)١55‏ 
مما سبق ندرك أن نظرة الماديين إلى ظاهرة الحياة والى الطبيعة بصفة 
عامة باعتبارها وجودا يخلو من الذكاء نظرة قاصرة للغاية. واذا كنا نعرف 
الذكاء بأنه القدرة على معالجة وتخليق المعلومات» فإن ظاهرة الحياة وكذلك 
الطبيعة لبست إلا شبكات متصلة من النظم الذكيّة التي تظهر لنا في 
أربعة مستويات: -١‏ ذكاء منطمر (خني) ععمعع نلاعغم] لعللعطصط 
وتقارسه النظم الذكية التي تتبع قوانين فيزيائية معينة» لكنها ببست ذاتية 
التصرف. ومثالها الذرة وأمواج البحر. ؟- ذكاء ذاقي 220115مصماناكم 
ععمعع نلاءغم] أو ذكاء نشط ععمععنااءغم1 عحناعك وقارسه 
الكائنات الحية. فهي موجودات مستقاة» ترعى نفسها وتتكائر» وتتفاعل 
مع الوجود وتتعام منه وتؤثر فيه. " - ذكاء مدرك أذاته عنهوحشقعاء5 


وتلك الصور من الذكاءء محرد وجودها في الطبيعة وفي الحياة يشكل "أشكلة كأداء 


»دعم 11آءغم1 وهو خاص بالإنسانء الذي همي بأنه مدرك لنفسه. قادر 
على التفكير المجرد وله حرية واختيار. 5- الذكاء المطلق عانصلقم1 
ععمعع 1 1أءأمآ وهو مصدر الثلاثة أنواع السابقة» وهو من صفات الوله 
الخالق عز وجل. 
قلت: يا دكتورء الذكاء في اللغة وصف ينسب إلى صانع النظام» لا إلى النظام نفسهء 
والمعلومات المتعلقة بالنظام هبي كل معلوم عند من يحصل إديه العام بالنظام! ولكن 
إن جعلت الذكاء على هذا التعريف الذي ذكيته "القدرة على معالجة وتخليق 
المعلومات", فلن يخالفك الدهرية الطبيعيون (أو الماديون كا تسميهم) في إثبات 
الأقسام الثلاثة الآولى» أو المستويات الثلاثة الأولى منه! وإنما يخالفك بعضهم في 


صفحة | 05939 


الأخيرء وبعضهم يثبته على طريقة إله سبينوزا وأينشتاين! فن ذا الذي قال إنهم لا 
يثيتون "ذكاء" في العالم على هذا التعريف الذي وضعته» أو حتى "معلومات" كينا 
عرفتها؟ ؟ يثبتون ذلك كله قطعاء ثم يتفننون في تأويله طبيعيا | هي نحلتهم في تفسير 
كل شيء1 ثم إن التفريق بين ذكاء الإفسان وذكاء الدواب الأخرى من حيث كون 
الأول "مدركا لذاته" هو من اختزاليات الدهرية الطبيعيين (الماديين) التي تزعم أنك 
تنكرها عليهه! والا فن ذا الذي قال إن الدابة الهماء لا "تدرك ذاتها" (على إجال لا 
بخنى في قوم "تدرك ذاتها")؟ ومن 0 لالبروائلا مواقي عإب عزن" 
الوعي الدهرية الطبيعيون (الماديون) أنفسهم الذين زعموا أن الوعي ليس إلا عمليات 
0 اه 7 موجود ماء إلا بإدراك أثره في ساوك 
ذلك الموجودء والربط بين ذلك الا لل السلوق ونشاط ا المخ المادي! أما نحن المسلمين 
فنثبت الوعي والذكاء والحكمة لأنواع الدواب» وإن كنا لا نثبت لها استعالا للعقل 
كابنيق لذ" كو الكلدين: للنولنا ل :سيك اوقترا ماق “شورة الل وعدها نمق 
حوار بديع بين الهدهد ومليكه ليان عليه السلام» ٠‏ وتستخرج ما فيه من معام 
الحكمة والدهاء عند الهدهدء لتعام أن الأمر عندك يرجع إلى منبج الطبيعيين الماديين 
مجك الور الا ام 0 
جار على مصادر تلقي المعرفة لديهم! ووالله ما أظن بك إلا أنك إن جالست عالما من 
علاء البيولوجيا الغربيين لاستحيدت أن تذر أمامه قصة الهدهد أو الفلة التي سمعها 
سلوان في القرآن» مخافة أن يسخر منك وبهزاً بكء ولرها إن سئلت عنهاء حملت 
الأمركله على المجاز وضرب المثل» تكذب كلام ربك الصري وتحرفه فرارا من تسفيه 
قوم هم والله أحق الناس بالتسفيه والتجهيل» وأجدر الخلق بالنسبة إلى الحرافة 
والأسطورة» تلك الأسطورة العملاقة التي لم يعرف تارية البشرية أسطورة غيبية 


نفقة في 0 وفي حشد ا الواهية للانتصار لهاء واللّه المستعان! 


قال الدكتور تحت عنوان "'ذاتية التحك" 1011011037لم: "تحتاج ا 
مصممه الى (الله 0 0 على 0 0 0 0 000 
أمده بالآلية اللازمة للحصول على الطاقة من الغذاء والأوكسوجين» 0 أهد 
ل " اه. قلت: هذ لاس أ انهه جل ار 0 ا 
احتاجت إلى من يصنعها فكذلك احتاج الكائن كه ولا فرق من 
حيث “مطلق. معنئ. المصنوعية! :وانما كانت الكيفية الى ,صبعت .يها السيارة تليق 
بصانعهاء والكيفية الني صنع بها الخلوق الي تليق بصانعه! فوجود الآلية اللازمة 
للحصول على الطاقة من الغذاء والأوكسوجين والغريزة التي توجه الخلوق لا فيه 
منفعتهء لا تنتفي به حاجته إلى غيره» لا في صنعه ولا في إمداده بأسبات البقاء! فا 
فلا ويفضي بصاحبه 0 9 باتكلا ل عاد علق 0 0007 


وقال تحت عنوان "القدرة على التكائر" #وانآنطهءنامع8 (ص. 58 :)١‏ 
التكائر آلية أساسية للتطورء لأن حدوث الانتخاب الطبيعى يقتضى تكاثر 


7.١ | صفحة‎ 


الذي أوجد التكائر كما ب الدراونة! أي 0 الذي يجر 
عربة الانتتخاب الطبيعي 50 ولأشكف أن ةلاد ثر الجنسي 

من الآدلة القاطعة على أن التطور قد حدث بتخطيط مسبقء إذ يتطلب 
ذلك ظهور صفات جديدة متوافقة بدقة شديدة فى كل امن الذ والاق» 
فكيف تتم هذه التغيرات المتوافقة بالصدفة في كل من الجنسين على حدة؟ ! 
كذلك فإن وجود التكاه كلمة انضاكة الحياة .2 تكد أن ظهور الحياة ل 
يكن أمرا عشوائياء بل يوكد أن هناك تخطيطا مسبقا ييدف إلى اقرار 
وجود الكائنات الحية من خلال صغارها. 


قلت: أولا التكاثر ليس آلية للتطور وإنما هو آلية لحفظ النوع! ثانيا: الصواب أن يقال 
"حدوث الانتخاب الطبيعي يتطلب حدوث التكاثر" ولس "يقتضي التكائر" لأن 
الثاني الأول مترتب على الثاني منطقيا وليس العكس! ثالثا: ليس في الدراونة من يقول 

إن الانتخاب الطبيعي هو الذي أوجد التكاثرء فضلا عن أن يروج له» ولا أذري 
من أين جاء الدكتوز بنيذا الكلام ؟! التكائر عندهم راجع في أصله إلى الطفرات 
العشوائية لا إلى الانتتخاب! ولا شك في وجوب أسبقية ظهور ذكر وأنثى كاملي 
الخلقة بجهاز تناسلي كامل التوافق ا 0 

فاك انهاه فق جد كد طريق الك هو التناسل الجنسي! 
ولكن يا دكتور هذا أمر لا يمكن أن يقع إلا إذا ل 
على الأقل (أي ي الفي تتكاثر جنسيا: من ذكر وأنثى )كانت نشأته الآولى في أ زواج من 
حك مدر و ما تسميه 0 


صفحة | 1.7 


كذلك لظهور نسل وافر من الزوج الأول وسلامته من الأخطار الماحقة» ولاننشار 
ذلك النسل ذكانا واناثا في المحل نفسه با يظل معه ذلك النوع الجديد آمنا من 
الاستئصال» قبل أن يصبح ذلك النوع جزءا من الوجبة اليومية لأنواع أخرى من 
الوحوش الضواري التي تتغذى على أمثاله! 
فلو أنك دققت في هذا الاعتراض الذي ذكرته اقتضابا يا دكتور إذ تثبت زوجا أول 
متوافقا أشد التوافق» تريد أن تبطل به الأصل الدارويني المزعوم لعملية التكاثر نفسها 
في الحشوة الحية» لوجدته هادما للسبب الذي دعا داروين ووالاس للقول بالأصل 
ا فإنه لو قدر للرجلين أن كانا يقولان بهذا المعنىء معنى العنا 
الإلهية السابغة والتقدير لمحكم لكل شيءء واحسان الخلق من أول يوم» وخلق جميع 
الأنواع المتزاوجة في أزواج محفوظة مصونة مضمون لها البقاء من أول يوم» إلى غير 
ذلك من معاني التدبير الإلهي التام النني عبر عنها رب العزة تبارك وتعالى 0 
مثل قوله: (دَالَ رَبُنا الي أَغطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْتَهُ م هتى)) [طه : 0 
لما أن كان هذا المعنى البدهي الفطري من دينها واعتقادهماء لما قالا بالطفرة 
والانتخاب والأصل المشترك ولما ظهرت تلك النظرية أصلا يا دكتور! فإنه يجب أن 
امع نر ل 0 
هذه إما وضعت من أجل اختراع أسطورة طبيعية طويلة طاترا/! عناونلستط هلح 
في تاري لأواع بحيث لا ينا أي نوع جديد ! ل 
مرح و الم ار لاسرم 

تلك التغيرات التي يتفق لها اتفاقا أن تجد في الطبيعة في كل مرة 0 
في الحوض الجيني فتبقى» وإلاكان الأمر على الأصل المزعوم من العشوائية والعبثية 
والفوضوية المحضة» فلا تولد الكائنات الحية إلا على مخز ونقص وعورء حتى يتفق 


صفحة | 71.7 


وي سن ل ال 

" والفوضى ثم التدرج بالترقي والتطور والتعقد خطوة بعد خطوة, لنجعل 
اه الدهري القول بالخلق الحك ال الاي م 
أحسن ما يناسب المقصود من خلقه, لما بتي لمعنى التطور نفسه أي وجه أصلا! 
واذن فلا يبقى في سؤالك: "فكيف تتم هذه التغيرات الور 
الجنسين على حدة" أي أساس لاعتقاد كونها "تغيرات" أصلاء لا تطورا ولا تطويراء 
ا 


ومع هذاء ومع وضوح ما في أصل النظرية من وهاء»ء يصر الدكتور هد 
إثبات الفوضى الوجودية كأصل أولي» إما خلق الله ما خلق من الأنواع الحية 
"بالتدخل" فيها حيا رأى أن النظرية تسمح بإثباته! فيقول (ص. :)١15١‏ "من أكبر 
الأخطاء 0 الكثيرون هو اعتقادهم أن الفوضى الخلاقة والتنظم الذاتي عملية 
عشوائية» والحقيقة أنها تخضع لقوانين شديدة الدقة ا 
متابعتها. ! 0 أن تقدمه الفوضى الخلاقة (إذا سامنا بها جدلا) هو يجا 
بعض الانتظام 070162. كآن ترم الرياحج خطوطا على رمال الصحراء (وإن كا 
هذا لا يخلو من قوانين تنظمها). أما خروج "المنظومات 5دمع]وتز5" كناء قصر من 
هدم الزقاليه اوناع الروك اك كن الجا فو اللعيكدة واد 0 00 
القواعد النيتروجينية فتعجز عنه الفوضى الخلاقة بلا شك." 
قلت: تأمل تناقض الدكتور هداه الله» إذ ينفي الفوضي كحقيقة عينية وجودية (يجعلها 
حفيقة ذهنية معرفية وحسب)» ل 
حقيقة وجودية! ذلك أن قوله "والحقيقة أنها (يعني الفوضى الخلاقة المزعومة) تخضع 
لقوانين شديدة الدقة والعتقيد بحيث لا يمكن للعلاء متابعتها", هذا الكلام يفهم منه 


صفحة | 7.2 


أن الظواهر التي توصف بأن وراءها في الواقع أسبابا فوضوية 01806 إنما لها في 
الحقيقة من الأسباب المعقدة ما بلغ من التعقيد ما لا تحجيط عقول الباحثين به تتبعا 
وتنبؤاء أي أنها ليست فوضوية على الحقيقة وئما يظها الناس من جملهم كذلك! فى 
وددت لو أنه أراد هذا المعنى وقرره! لكنه بكل أسف يرجع عليه بالنقض إذ يقول 
عقب ذلك مباشرة: "إن أقصى ما يمكن أن تقدمه الفوضى الخلاقة (إذا سلمنا بها 
جدلا) هو إيجاد بعض الانتظام (....) أما خروج "المنظومات 5تده هزه" كناء 
قصر من هذه الرمال» أو بناء البروتدنات من الأححاض الأمينية وبناء الشفرة الوراثية 
من القواعد النيتروجينية فتعجز عنه الفوضى الخلاقة بلا شك" اه. فعلى طريقة 
اللاهوتيين الطبيعيين الذين تأثر الدكتور بقراءتهم» تراه يفرق وجوديا بين نوعين من 
النظم» يسمي أحدها بالمنظومات المعقدة» والأخرى يسميها بالسسيطة! فأما الأولى 
فيجب عنده أن تكون ناشئة عن "تدخل إلهي" سافرء خلافا للثانية» التي يكفي 
فيها أن تكون ناشئة عن قانون طبيعي سابغء "شديد الدقة والتعقيد, فلا يمكن 
للعلاء متابعته"! ولس له أن يرد ها هنا بأن يقول: "قد قلت إذا سلمنا بها جدلاء 
فلا تلزموني بما لا أسلم به أصلا!", فقد تقدم عند الكلام على أصل العالم تصريحه 
بمسألة الفوضى الوجودية اللحضة التي يخلق منها النظام! 
ولا تجب من إثبات الفوضى الوجودية بصورة ما أو بأخرى عند دراونة اللاهوتيين 
ودراونة أهل القبلة تبعاء فإن الذي يؤمن بأن الرب يخلق إذا خلق بالتطوير 
والتحسين» هذا لابد أنه يؤمن - بالضرورة - بأنه إنما بدأ الخلق كله من أصل بالغ 
منتبى الانحطاط وغاية الضعة» من مادة سابقة عليه كانت لا تتحرك ولا تتقلب ولا 
تتحول إلا بعشوائية وعبثية تحت سلطان قانون أعمى كان متسلطا علبها من قبل 


صفحة | 7.5 


ابتداء فل الخلق قسه '*. فأنشأ ذلك الصاع "المتدخل" ومتصعبمعامآ 
0101 الذي يقولون بهء من تلك المادة الفوضوية ما أراد أن يخلقه من صور 
النظام ترقية وتطويرا تحت ذلك القانون المطرد وجريا عليه» لخلق الكون نفسه 
"بالتطوير" أولاء ثم الأنواع الحية على الأرض ثانياء على آخر ما انتبت إليه أسطورة 
الطبيعيين الارتقائية في ذلك كله مع حصول "التدخل" منه بالخلق الخصوص في 
تلك المواضع المعينة من أسطورة النشأة التي لما يتفق الطبيعيون إلى الآن على تصور 
طبيعي تطوري لهاء لا سها ماكان في ابتداتها! 


وهذا يقتضي عند التدبر (ويا ليت الدكتور وأتباعه يتأملون في هذا المعنى مليا) أن 
يجعل لنوع القانون الطبيعي وضع وجودي غيبي خاص تختلط فيه صفة الرب بصفة 
المربوب» وحقيقة الخالق بحقيقة الخلوق» فيكون شيا عينيا قديما لا يُعلم ما هو ”” 
وهو ما يورث التلبس بشرك الربوبية (إذ يصبح القانون ربا والصانم ربا آخر) أو 
بوحدة الوجود الطبيعية على صورة من صورهاء كالصورة الأرسطية أو النيوتونية أو 
ما شايههاء إذ يلزم أن يكون للقانون هذا سلطانه القديم الذي تتعلل به الحوادث 
كلها تعللا تاما من حيث الأصل (على ما عند الطبيعيين من سبيية طبيعية مغلقة 
ومتسلسلة من الأزل)» إلا ماكان خاضعا "لتدخل" الصانع بخلقه على نحو خارج عن 
سلطان ذلك القانون» فيكون ذلك "التدخل" إذن هو تعليله التام على خلاف 
الأصل! أي أن فعل الخلق يصبح جريانا للحوادث تحت سلطان "الطبيعة" ونظاهما 
لا أكثر, تلق احلوقات كلها بفعل تلك القوانين وتأثبرها المستقلء إلا في أحوال 


” وهو ذلك القانون الذي أثبتوه فيما قبل نشأة العالم كما نعرفه» بطرد بعض ما يظهر لهم من سنن 
الأسباب الحالية في جهة الماضي طردا مطلقاء وفي أنحاء العالم طردا مطلقاء تحكما بالهوى! 

0 وهو قديم ما دام وجوده متقدما على ما يجعلونه هو أول حوادث الخلق على الإطلاق؛ وهو ما 
يقتضيه مسلك الطبيعيين في إثبات حادث النشأة الأول وتوصلهم إلى تصوره من طريقهم كما بيناه 
مرارا في غير موضع! 
صفحة | 1.5 


مخصوصة حيث "يتدخل" الصانع ليخلق بأفعال خارجة عن القانون أو لا يوصل إلهها 
من 0 07 7 عم 0 0 -< القانون عا على الصا 


والقصد أ 0 تلك الفوضى المزعومة تحت القانون الطبيعي في أصل العالم وأصل 
الحياة يقتضي إشراك القانون الطبيعي بالله تعالى في الربوبية» يجعل خلقه سبحانه 
كخلق 0 ارايت أخرى خاضعة لنظام كوني لا 
سلطان إه عليه ولا حك أه على تصريقاته للحوادث» فيكون فعله في الخلق محكوما 
بقانون الطبيعة السببي الذي يفترض فيه (أي في فعل الخلق الإلهي) أن يكون هو 
الذي أحدثه أصلاء وهو ذلك الدور المنطقي وتشبيه الأفعال الذي بسطنا الكلام 
عليه في هذا الكتاب عند كلامنا على الد ين الطبيعي وحقيقة ما فيه من شرك الربوبية. 
هذا هو الاعتقاد الذي يقتضيه ** مذهب الدكتور هداه ل 
الطبيعيات المعاصرين في تصور كيفية الخلق (أي قوهم بأن الله خلق العالم ترقية 

الأحط إلى الأرقى تحت قانون 0 
أهل اسن في مانا أن يوه لم وان تبه بين غملا بقوله جل شأنه ((وإ3 حر 

الله مِيكاق الْذِينَ أوتُوا وأ الكتات لنت لئاس وَل تَْبْمُوتهُ)) الآية [آل عمران : ]١17‏ 
ا 0 000 
تلبس عامة أهل الكتاب من الدراونة والكوزمولوجيين المعاصرين بصورة من صور 
وحدة الوجود الطبيعي <«واع ص2 812211566 أو من صور الربويية درونء2] 
أو بخليط منها. وهو ولا شك - وكما يتعين علينا كذلك أن نبين - لازم لا يظهر 


:© وأقول يقتتتنية وإلا قلازم القول اليدن يقوك 'حتى يلتزمه تشاحبه كما هوا معلوة». فائتيد! 
صفحة ١‏ /ا.5 


لأكثر المشتغلين بالطبيعيات من المسلمين ممن تلبسوا بذلك المذهب الدهري الخبيث, 
فن أصر عليه منهم بعد البيان فهو مبتدع ضالء متوعد بما توعد الله به الفرق النارية, 
مع بقائه على أصل الإسلامء واللّه الهادي إلى سواء السبيل. 


فإن قالوا: ولكن نحن نقول إن القانون الطبيعي نفسه مخلوق للهء فلا يكون عندنا 
تعليلا تاما وانما يكون هو جاع الأسباب الحادثة التني يخلق الله بها بعض ما يخلق» 
كا يخلق الزرع في الأرض والآجنة في الأرحام» قلنا للهم: هذا وانكان هو قولكم الذي 
تصرحون به في كل مناسبة» إلا أن مذهبكم الذي قلدتم عليه الطبيعيين في باب نشأة 
العام بكليته وذشأة الحياة (وذلك القياس نفسه الذي ذكرقوه) يقتضي خلافه تحقيقاء 
وهو ما يلبسكم بالتناقض من حيث لا تشعرون! قولوا ما شئتم من إثبات الكال لله 
ومن تنزيهه عن الكفء والمثيل» فها بقيتم على تلك النحلة الطبيعية الارتقائية في 
نشأة العالم ونشأة الحياة فأنتم مشهونه بخلقه لا محالة» متنقصون منه سبحانه أعظم 
التنقص لا محالة» معطلونه عن تلك الكالات التي زعمتم أنكم تثبتونها له لا محالة, 
متناقضون في أصول الدين غاية التناقض! فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بالأسماء والمباني 
كما يقولون! 


تأمل بي شىء انتقد الدكتور تجربة ستانلي ميلر عندما عرض بذكرها في كتابه! قال 
(ص. :)١57‏ "وعندما تمكن ستائلي ميلر في تجربته الشهيرة عام ١1517‏ من الحصول 
على بضعة أحماض أمينية ‏ رأى البعض ف ذلك إثباتا لفرضية العالم الروسي أوبارين. 
ولكن قبل انقضاء الفررق العشرين» نبي العللاء عض هذه الاستنتاجات» إذ تأكد 
السائدة هي النتيروجين وثاني أكسيد الكريون وبخار الماء» بالإضافة إلى كيات كيرة 
فق الأركيون نك فيه لاكنينة وإتلاف المركمات التي تننج أولا بأول." اه. قلت: 


صفحة | /.7 


الواصسلي وه سودي الا ري 
التجارب نحاكاتهاء ومن 3 التوصل إلى "خلق' ' الحياة في المعمل كيا يطمعون, ٠‏ وانما 
المشكلة في أن كوزمولوجيا الطبيعيين التي قبلها 0 أصحابهاء تزع حالا 
للأرض يوم "نشأت" فيها الحياة لا يسمح لها بأن تنشأ على النحو الذي فرضه ميلر! 
م الخرج إذن؟ تعديل الفرضية ولا شك! وهو ما ذكر الدكتور أنه حصل بالفعل» 
بظهور فرضية مفادها أن تكون الخلية الحية الأولى قد نشأت ل 
بعد بلاي واس م لعشوائية! ولكنه لا تعجبه تلك الفرضية 
كذاك طبيعة الحال» لأنه ييشترط فرضية تناسب إثبات "المصمم الذي" الذي يريد 
حشره في أصل الأسطورة الطبيعية ومبتدتها **, جريا على شرط الفيلسوف 
بي اد والنفي في أمور ذلك الغيب العظيمء فيجتهد في جمع ما وقف 
عليه من اعتراضبات الطبيغيين عل فرضية | 527 قبل الحيوي هذه 21نل: مصعم 
بي 0 زم الجبولوجيين 
دلالة طبقات الأرض على خلو عصر "ما قبل الكامبري" مما يكفي من عنصر 
النيتروجين لجريان حوادث نشأة الحياة على ما هو مفترض في نظرية الحساء قبل 
الحبوي! ونقول له: ثما الذي يضمن صحة الفرض الذي به حكم الجيولوجيون بأن ما 
فاسوه من كيات النيتروجين في تلك العينات التي استخرجوها من تلك الطبقة 
بعينها حيث أجروا تلك القياساتء إنما يرجع إلى نقص النيتروجين في تلك الطبقة 
بعمومء في جو العام بعمومء في ذلك العصر بعمومء 0 قلة ترسبه في تلك 
0 ذاك يكني أو 
يكفني لنشأة الخلية الأولى كما زعموا؟ ا الأولى المزعومة 


* ولا ينقضي عجبي من شكوى هؤلاء من اتهام خصومهم إياهم بأنهم "يحشرون" إلههم في 
فجوات نظرياتهم» مع أنهم هم من يصفون إلههم بأنه "يتدخل" تدخلا إلهيا 6مآ/ز0 
مأ مع/امعغم1| في مفاصل تلك النظرية! 

صفحة | 1.9 


على ما قاسوها عليه - أيا ماكان - حتّى يحكوا بالكفاية في ذلك من عدمما؟ فرضيات 
فوق فرضيات فوق فرضيات» أوهام بعضها فوق بعض طبقاتء وهذا يأتي بها يجعلها 
دليلا - وتأمل - على بطلان دعوى من زع أن الحباة نشأت نشأة عشوائية في 
بطن الحيطء فليت شعري كيف انصرف ذلك الهذيان في عقول القوم حتى صاروا 
فيه أساتذة متخصصين ؟! لا دلالة في شيء من ذلك الغيب إلا التناسق المنطقي 
الداخلي بين تلك الفرضيات والأقيسة الوهمية كلهاء في ميثولوجيا غايتها أن تكون 
مادة كثيفة لرواية خيالية خرافية مخيفة» وهذا يقول: العلم أثبت والعام كشف والعم 
أظهر .. إلء يؤمن إانا رسخا بأن ما بين يديه في ذلك علم حقا ومعرفة حقاء والله 
المستعا نلا كول ولأاقزة الأاياننه! 


بأن يتوقف لوهالة 0 نفسه: من 0 يق ينذا المقزاد الاتجوالية حورت امو 
كهذا؟؟ لسنا نتكلم عن أمر لا نظير له البتة في تجربة البشر ولا عادتهم (أن رأوا 
ذلك المركب العضوي المذكور يتكون بالصدفة والعشواء) وحسبء بل إذنا نتكلم عن 
عندما يكون موضوعها شيعا خاضعا للعادة والتجربة البشرية! يقال مثلا: ما احتالية 
سقوط الأمطار على هذه المنطقة غداء فتقدر الاحتالية بالنظر إلى تارية تلك المنطقة 
وسوابق سقوط الأمطار فبها وفي المناطق المحيطة بها في ذلك الموسم من كل سنةء 
أو بالنظر إلى اتجاه الرياح وسوابق حركة كثل السحاب في الهواء في خبرة الراصدء 
ومقارنة ذلك بما عليه حالها اليوم في تلك المنطقة وما حولها! فإذا قيل - مثلا - إن 


11١١ | صفحة‎ 


0 000 للاحتالية الراضة وأسااى اه 
0 عفدا يد معينة ! أما هذه ١‏ 9 فيه موه لاحتالية نشوء ذلك الركي انون 
شاه اعشيو انيد 3 ها أساس تقديرها ومن أي مقدمات نيجت ؟؟ كثير من المشتغلين 
بالرد على الدهرية المعاصرين تعجهم تاك التقديرات الاحقالية الوهبية (عشرة للأس 
السالب ستين» وللآس السالب مئتين وللآس السالب أربعين آلفا.. !!!) يرونها 
لاد متحي ل ار 
من بعيدء ولا يزيد استعالها معهم إلا قرارا لحم على أصول دهريتهم» وإلى الله 
المعيى! 


تأمل كيف يواصل الدكتور فيقول (ص. 187 ): "واذا وضعنا في الاعتبار أن الفترة 
المتاحة بين تبرد الأرض بعد نشآتها وبين ظهور أول حفريات الكائنات الحية تبلغ 
حوالي مائة مليون سنةء فهل هذا 0 لتكون بروتدنات الخلية الحية 
بالصدفة ؟" اه. قلت: ما شاء الله! دع عنك البد هة التي تقضي بأن أقدم حفرية 
اكتشفت على الإطلاق ليست هي بالضرورة رمة أول مخلوق يموت على الأرض» بل 
إن نظرية داروين نفسها تمنع من ذلكء لآن أقدم الكائنات الية في شجرتهم المزعومة 
لا عظام لها وها كنت لخاد - حفريات أصلاء دع عنك هذا وذعنا سبال 
الدكتور: أرأيت لو أنهم جعلوا تلك الفترة الزمانية مائة بليون سنة أو بليون بليون أو 
أكثرء أفتراها أ: لي ا إذن يا دكتورء وإنا لله 
وإنا إليه راجعون! فإن قال الدكتور: أنا لست أقبل اعتقادهم بأنه لو طال امتد 

الزمان بما يكفي فإن الخلق يمكن أ من ع النوشى ولسوا 6 
أبين بطلان مذهبهم على أصوطم همء وأ أن التشتاليات إن حسبت بأدواتهم هم فلن 


311١ | صفحة‎ 


تخدهم كا زعمواء بدليل قولي في نفس الصفحة مستنكرا: "وا نكان عوام البيولوجيين 
ما زالوا يعتقدون أننا لو تركنا الأحماض 0 السنين فستيزغ 
0 00 ن بطلان مغالطة الامتداد اليس 
ا أن الول بأصل د 'الكون ر السصراد 
صور 0 ة الوجودية القبيحة ؟ ؟ وأين بيانك بطلان مغالطة استعمال 
لمق الال ف لات م9 كف تسل ليا عي 
ال 


ات لتو جا بجع فلكي اورسك فزن ان لاض الروك 
في محلة واحدة لتتعرض لتأثير قوى | 0 الزمان» فلابد أن 

مداه جايس را هدمو مود لعي و 1 ئن الأول المزعوم 
أحادي الخلية هذاء لو ترك لمدة كافية من الزمان يتعرض لقوى الطبيعة وقوانبها ولا 
أنشأته فيه وفي ذريته من آليات | رف ار ا ملووسن اليه 
حيء وصولا إلى الإفسان؟ ؟! إن قلت أنا قبلت التطور التدريجي لأني أتصور وراءه 
فعلا إلهيا وترتيبا ربانياء قيل لك فاقبل إذن النشأة العشوائية وتصور وراءها فعلا 
إلهيا 0 7 م والا تناقضت! ليكن اعتقادك 
أن الرب لما أراد أن يخلق الحياة» ترك القوى الطبيعية والقانون الطبيعي يضرب في 
اوكا 0 السابحة في بطن الدب المشواء ل قو الا 
حتى نشأ الكائن الي الأول بالسببية الطبيعية الصرفة» بعدما اتفق له من الأسباب 
ما يضمن ظهور جميع تفاصياه ا 00 


صفحة | 7117 


بعد ذلك ما انتخبته الطبيعة من فسله من أنواع جديدة بصورة طبيعية! وليكن هذا 
خلقا إلهيا وذاك خلقا إلهيا ولا فرق! وان قلت قد قبلته لآن وراءه أدلة عند أصحا 
خلافا إدعاوى "الماديين" في أصل الحياة تفسهاء قبل لك فكي قبلت مبدا الااستدلال 
بالمحسوس على ما في ذلك الغيب المطلق» الذي هو مبداً من سميتهم بالماديين في بناء 
الدعاوى بشأن غيب خلق السماوات والأرض فيلزمك قبوله في هذه أيضا ولا فرق! 


والله لا تملك أمام قول الدكتور (ص. :)١54‏ "إن من يتمسك بنظور العشوائية 
والصدفة فى تفسير نشأة الحياة لا ينبت إلا مله الشديد بقوانين ن الصدفة" إلا أن 
تقول: لا تعليق!! 

قال الدكتور (ص. )١54‏ منتقدا نظريات الارتقاء الكمياق لمءنصعط0 
0 عند الباحثين في مسألة نشأة الحياة في المادة الميتة: فإذا كان للانتخاب 
الطبيعي دور نحم في تطور الكائنات الحية على المستوى البيولوجي (أي بعد ظهور 
هذه الكائنات إلى الوجود) فن المستحيل أن يلعب دورا قبل نشأة الحياة (على 
المستوى الكهياقي). ذلك أن التطور (حتى لوكان سميائيا) يتطلب تكاثر الكائنات 
حتى بمرر الانتخاب الطبيعي الصفات الورائية الأفضل إلى أجيالها التالية» إذً لحدوث 
الانتخاب الطبيعي يتطلب التكائر الذي يحتاج وجود الشفرة الوراثية» فكيف يكون 
له دور في نشأة هذه الشفرة» وك,ف يكون له دور في نشأة الخلية الحية؟!" اه 
قلت: أولا من المعيب للغاية أن تنقل ردود من أتبك كلام من البيوتميائيين 
النصارى الأمريكيين دون أن تعزوها إلهم يا دكتور! ثانيا: سلمنا بأن الانتيخاب 
مو و يي 0-6 ؛ وبأهم قبلوا منك هذا المسلك في 
النقدء فهل تتصور يا دكتور أ نهم - إذن - يقبلون منك البديل الذي عندك؟؟ 
أبدا! ليس لأهم ملاحدة دهرية وحسبء 5 لآن الطبيعية الممهجية الني التزمتبا 


صفحة | 717 


أنت في تلقي المعرفة بتلك القضية تنقض عليك ذلك البديل» وتلزمك بطريقتهم هم في 
تكلف التفسيرات الطبيعية الحضة ذلك الحادث (نشأة الحياة من مادة ميتة) كا 
تكلفوه في غيره من أمر الغيب وتابعتهم أنت عليه! 

وقد كان منهم بالفعل محاولات أخرى لتطبيق المنبج نفسه في تلك المسألة. بخلاف 
فرضية الانتخاب الطبيعي قبل الحيوي تلك, فقال بعضهم - على سبيل المثال - بما 
سمي في الآدبيات بقوانين التنظيم الذاقي 5«عمآ 21ده8ه2تصدع 5120 لنوع 
المركات الكهيائية الحيوية دهآده 3/1016 لهءنسعطءه8. فقالوا إن ظهور الحياة من 
أثر تكون الأححاض الأمينية الأساسية التي يتكون منها البناء الكهاوي للخلية الحية» 
واجتاع تلك الأحماض في وسط واحدء هو أمر حتقي ضروري (فها يعرف عند 
بعض الفيزيائيين بالحقية البيولوجية «مونصتصدديعء7 [معءنعه1ه81): تحت تأثير 
عامة قوانين الطبيعة الجارية في العالم» التي منها ما زعموه من وجود طاقة معينة تكون 
في حالة عدم اتزان قبل حصول ذلك الاجتاع, فإذا حصلء انتقلت تلك الطاقة فيا 
بين جزيئات الأحماض الأمينية على نحو يوصلها إلى الاتزان» الذي لا تصل إليه إلا 
وقد نشأت منها خلية حية! أي كأنها طاقة تسلك نظير المسلك الذي تسلكه الحرارة 
في قانون الديناميكا الحرارية الثاني من وجهء وعكسه من وجه آخر. فهو نظيره من 
حيث كون عناصر النظام المغلق تبدأ بعدم اتزان للطاقة ثم تثتبي بهء وهو عكسه 
من حيث كون العملية تنئبي إلى مزيد من الانتظام والوظيفية وليس إلى تبدد وظيفة 
النظام وفوات نفعه كما يكون في الحركات الحرارية. 

فالسؤال الآن: ما الذي يمنعك أنت يا دكتور من أن تجوز (ولا أقول تقبل) فرضا 
كهذا من جانهم في تلك القضية؟ إن قلت إن مانعك هو اعقاد النظرية لأصل 
الفوضوية الوجودية كأساس لنظام الخلية» فأنت محجوج بما سبق منك قبوله من كون 


صفحة | 114 


الى ناه الزن كلها اتوي .اناس فضي الظزيطة قل الزن 
عندك) ما يصلح للبقاء لتبقيه! وإلا فإن لم تكن الفوضى والعشواء واللانظامية هي 
الأصلة فن أي شيء يحصل "الانتخاب" إذا حصل على عقيدتك إذن ؟! وان قلت 

تلك النظرية تعانى من مشكلات في تفصيل القياس الذي اعقدته في الفرض 
التفسيري» كما ذهب إليه تقادها من البيوسميائيين النصارىء إذ قالوا إنه لو صم أن 
كان في الأمر طاقة خفية تنتشر في جموع الأحماض الأمينية انجتمعة في الحل» فبصرف 
النظر عن مصدرها فلا وجه لأن تتفاضل في تأثيرها في الربط بين آحاد تلك الأحماض 
كما نراه في شريط الدي إن إيه مثلاء فنرى روابط قوية بين حمضين ومنعدمة بين 
أحدها وحمض ثالث» مع كونه مرتبطا بالثاني كارتباط الأول بهء وهكذ ذا! فلو صم 
الفرض» للزم أن تكون جميع الأحاض مترابطة متلامحة بنفس القوة والمقدارء واذن 
لا نشاً ذلك التفصيل الدقيق البديع في بناء المادة الوراثية» ولما تفاوتت المعلومات 
النني تحملها تلك المادة ذلك التفاوت العظيم بين الأنواع بل بين أفراد النوع الواحد 
إن :قلت كقالة هؤلاء؛ قلنا لك لااشك أن.هذا المواب: يبدو وجيا وقويا 0 
نقد تلك الفرضيةء ولكنه في اتهاية لا يعدو أن يكون نقدا للقياس الطبيعي المسلواد 
في تلك الفرضية بخصوصهاء جريا على قياس طبيعي مقابل! 

ولا شيء أهون على صاحب تلك النظرية اه 
لنظريته تحىا بالهوى 0 ولا فرق» كأن 
يزع آلية عشوائية لالتثام الأحماض بعضها ببعض في تلك الب لبيئة الأمينية ١‏ 0 
ينشأ عنها ذلك التفاضل! ولم لا؟ أليس قد سبق منه أ 0000 ار 
كآلية عشوائية في ظهور الصفات الجديدة عبر الأجيال في إطار ذلك الشريط نفسه؟ 
فإن قلت يا دكتور إننا نقبل الطفرة ولكن نع من كونها عشوائية» بل ننسهها إلى فعل 


1١١5 | صفحة‎ 


الرب» فقل مثل ذلك في تلك الآلية قبل الحيوية ولا فرق! وأنت على أي حال 
مطالب (بالنظر إلى منبجك في النقد) بأن تظل تقبل من القوم مبدأ اقتحاتهم كل 
غيب من غيوب العالم المكانية والزمانية لح ا ا 
ما يحوزونه هم من أنواع الاعتراض على نظريتهم المعرفية» حتى إذا ما اتفق 0 
من فرضياتهم أن صارت هي العم المعقد | 0 
ع7 مع أصحابها والمضي معها إلى حيث تمضي! إن شئت أن تقول - 
فها ينك وبين نفسك والمقريين إليك من أهل ملتك - إن الرب الذي تؤمن به هو 
الذي يفعل هذا ويفعل ذاك ويخلق كل شيءء فلا شأن لم بذلك ولا 0 وانما 
يرفضونه منك ويتهموذك بالتناقض (وصدقوا) عندما تأني لبعض نظرياتهم الغيبية تردها 
بدعوى أنها تقر أصلا فاسدا قد سبق منك شعاد 
الغيبية أيضا! فافهم هذا يرحمك اللّه! 


قال الدكتور في حاشية ص. :١155‏ "فسر بعض العللاء ظهور الحياة على كإكب 
الأرض بأن الفضاء الخارجي مليء ببذور الحياة (من أين جاءت؟!!) التي تبدأ في 
الو عدن الوضول: إلى الكوكب المناست» وادعى هؤلاء أن هذه البذون:قنغرث 

الأرض همولة على النيازك» متجاهلين أن الحرارة الهائلة والإشعاع الذي ستتعرض له 
هذه الكائنات الدقيقة كفياة بالقضاء على جمبيع أشكال الحياة." اه. قلت: فتأمل وجه 
الاعتراض! يقول من أين جاءت! ونقول: لعلها جاءت من حيث جاء الانفجار الكبير, 
الذي جاء بدوره من حيث جاءت انفجارات أكوان أخرى» وهو السبب الطبيعي 
الذي سبقه سبب آخر لا يزال القوم يتنازعون في افتراضه من نفس الطريق الذي 
منه فرضوا الانفجار نفسه! فكان ماذا؟ ثم يقول إن الحرارة الهائلة والإشعاع الذي 
ستتعرض له هذه الكائنات الدقبقة كفيلة بالقضاء على جميع أشكال الحياة, مع أنه لم 


صفحة | 117 


يسمع منهم فرضيتهم الوهمية في تفصيل صفة تلك البذور المزعومة التي لا أحسهم 

يزعمونها لا تزال سابحة في بحر الكون من زمان الانفجار المزعوم! ثما 0 
أن يقولوا - مثلا - إنها قد اتفق لها أن تحصنت بمجال من الطاقة يحميها من تلك 
التأثبيات» وه تلك الطاقة نفسها التي إذا ما دخلت تلك البذور في الغلااف 0 
للأرض» أحدثت فيها من التفاعلات الكهيائية ما يخلق منها الخلية الأولى؟ أو 

يقولوا بغير ذلك من أنواع الأقسة الني إذا سما من 
الإمبريقية» قالوا إن عندنا علا كاملا مختصا بالبحث في صور الحياة في الفضاء 
الخارجيء ا زلنا نبحث ونفحص؟ وأهم من هذا: ما الذي يمنعك أنت من التسليم 
- على الأقل - بمعقولية هذا الفرض ونحوه وجوازه؟ بل ما الذي يمنعك من قبول 
فرضية وضعها الفيزيائي بول ديفيز (الذي استندت أنت إلى بعض كلامه في تلك 
القضية) مفادها أن الانتخاب الطبيعي خرف عل ا الأمينية قبل 0 
دمناءع1ء5 121نة[! عنامزاءءط (خلافا لما تصر أنت عليه) بالنظر إلى 

أن يكون لتركيبات حمضية معينة خاصية النسخ الذاتي الكهيائي 5614 [هعندسعط0 
ده نام»: دون حياة» على نحو يمكن أن يفسر به آليات الاستنساخ الجيني 
نفسها كميائياء وظهور الحياة نفسها داروينيا؟ ؟ 


ما زلت تصول وتجول بدعوى أن "العام الطبيعي" (هكذا) يمنع من أن يجري مفهوم 
الانتخاب الطبيعي إلا بعد وجود أنواع حية تتكاثرء أي بعد وجود حياةء وهذا رجل 
جاء بنظرية مفادها أن الانتخاب الطبيعي قد يحري على المادة الميتة قبل ظهور 
الحياة» بما يتصور معه أن يوصل إلى درجة التعقد الكافية (عند الدراونة الدهرية) 
لظهورها عميائياء فا الذي ينعك من الحم على نظريته تلك بأنها "نظرية علمية" 
»نخمعك5 مستساعة (على الآقل)» جريا على شرطك أنت فيا هو علم وما لبس 


صفحة | 711 


بعلم ؟؟ ليس لك - على منبجك في حدود العلم الطبيعي وتطبيق الآلة التجريبية - 
أن تدفع بكون أمثال تلك النظريات "غير علمية" أو أن "العم" قد أبطلهاء إلا أن 
تكون في ذلك جاريا على م: منبج دهري يوجب عليك أن تقبل احتال ظهور المعارض 
ومن ثم جواز أن تزول في المستقبل عن اعتقادك بأن الحياة قد خلقت في يوم من 
ارهد كام )وا جيياا لسر اا ارووايةا 


إن المشكلة الممسجية لوحا ١‏ بجوم مر ناير مل ان 
بني جادتناء هي أن ذلك النقد الذي يوحمه اللاهوتيون الطبيعيون من معهد 
ديسكوفري في 1 وغبره لفرضيات الأحيائيين والبيوهميائيين الطبيعيين التي لا 
تناسب نظرياتهم التطويرية وعتعوعط]: نان او عتاقتهط1. وتراه يعجب 
أصحابنا هؤلاء غاية الإمجاب ويروجون له أوسع التروج بالترجمة والنقل وكذاء إنما هو 
نقد طبيعي صرف «وك 210 ع1اوذلهد81260 في الحقيقة من حيث منج النظرء 
ما زع أصحابه أنهم متنبيون للفلسفة | المادية ١‏ لطبيعية التي تحرك أ أصعاب تلك الأبحاث 
وتحملهم على تكلف وضع الفرضيات بالعارنات في تلك القضية! وأعني بكون النقد 
"طبيعيا". جريانه على كثير من مسلات الطبيعية المهجية في قبول مبدأ وضع 
الافتراضات والأقسة | التفسيرية الطبيعية ونقدها في تلك الأبواب من الأساس» ٠‏ وي 

تلك المسلات التي لو رفضوها 4 رفض نظرية داروين ومبدأ الارتقاء كله من أوله 
لآخره. ورفض عم الكوزمولوجيا كله جملة واحدة» وهو ما لا يتصورونه ولا يحرؤون 
عراف ترقت "كرفي مزتعي يبعالو بالفيل بدو لطي ادس 
الاكاضي بالأرى وتع ريه اقوش عدا كر يادي "توه" كي رانف هين :دالت 
الحرب التي وصلت بهم في أمريكا إلى أروقة احا كما بينا! 


صفحة | /71 


فلا شك أنهم إن قالوا لجماهير المفتونين بالعلوم الطبيعية إن ما جتناك به هو نظرية 
علمية 0 علنامعك5 تستحق نفس المنزلة ا الي أنزلها الطبيعيون 
لنظرياتهم : تلك الأبواب, فسيكون قبولهم لها وانتصارهم لها على أساس ديني» 
أرجى من أن يأتوا إلهم بدعوى مفادها أن مجرد مبداً وضع الفرضيات التفسيرية 
والنفارياك الدلية الميكية رق فضية للش لتر قرعا بن العاف القالئة معنا 
فاسد فلسفيا وعقليا من أساسه! وهذه كما ببنا في غير هذا الموضعء ليست السابقة 
الأولى من نوعها تاريخيا عند اللاهوتيين من أهل الكتاب في ان ل قن 
لسع د الغيب في عصرهم» حتى لا ينفلت عقد 
السياذة. ا#“جواعية والفكرية على هل الملة من بين أيدي الأحبار والكهنة 
مشووة يه يصبح أحدهم مادة للسخرية والتسفيه لبقائه على 
دينه الذي ظهر "العم" عليه فأبطله بنظرية كذا ونظرية كذا! 


فعندما يتكلم ناقد نصراني كويليام دمبسكي مثلاء ببيان المآخذ "العلمية" التي لديه 
على نظريات الدراونة في محاولتهم إيجاد تفسير علمي (طبيعي) لنشأة الحياة نفسها من 
مركات جميائية ميتة عانآ ,ه وصنون0 لمعنسيعطن. فلا ينبغي بحال من الأحوال 
أن نغفل عن دوافعه لالتزام ذلك المساك الذي يلتزمه في نقده تلك النظريات» وعن 
السبب في كونه إنما يحرص على انتقادها بنفس المعايير المعتمدة أكاديميا عند الطبيعيين 
في نقد النظريات التفسيرية في تلك البابة بعموم! فهو إنما يريد أن يقدم ما لديه من 
"تفسير بديل" في ثوب النظرية العلمية الطبيعية ع/6معك5 عكتتهصمع]1[ىم 
دصنون:0 ؟ه دمعط1» التي يرج لها أن تقبل بمعايير الأكادمية الطبيعية في نقس 
الأمرء وهو ما أفضى به التزامه إياه في تأسيس مذهبه في تلك القضيةء هو وأصحا 


صفحة | 119 


مايكل يبي وفيليب جوذسون ومايكل دينتون '* وغيرهم (الذي أصبح يعرف إجالا 
بنظريات التصمم الذكي 5عنممعط]" سونوء<1 غصوعة1لءم1) إلى لوازم ومقتضيات 
يق بل :وال الفعره رمطة افك لحك رمو عاتن ةيما لزب رامت الماتيعية 
الراونة ألا رصان ما نيوا ليلدو نان لان لكان مخيرا لك منياة إذتجواوا الصراية 
التي يدينون بها إلى دين طبيعي دارويني صرفء واعتدوا على صفات رهم سبحانه 
وتعاللى وتقدس بالتعطيل الفاحش وتشبيه الأفعال على نمو لا أبالغ إن قلت إنه يفوق 
ما في قوطم باتخاذه الولد من شناعة وعدوان» كما ِأقِ بيانه عند تناول عقائد وأفكار 
طائفة القائلين بالتصمه الذي في قسم لاحق إن شاء الله تعالى» واللّه المستعان ولا 
حول ولا قوة إلا بالله! فهذا المستنقع اللاهوتي العصري الجديد الذي هو أليق بأن 
يقال له المذهب اللاهوقٍ الطبيني تغط" عتاكتلهمت ه81 منه بعام اللاهوت 
الطبيعي 1م11 1121نة8[1: أصبحت النصرانة معه دينا طبيعيا نحضاء ٠‏ بلغ من 
تعطيل الباري عند الوب خا المثل في موضعه من هذا الكتاب - ما 
م يكن يحم به داروين نفسه يوم كتب كتابه "في أصل الأنواع", وإنا لله وإنا إليه 
راجعون! وأنا بطبيعة الحال لا يعنيني أي ضلال جديد ساحت فيه قلوب وأذها 

الغربيين من أهل الكتابء يخترعون لأنفسهم دينا جديدا كل يوم يفصلونه على 
لاني" الك نطوم شو أن لصون جه نو را لعلهم يرضوا! وا 

يعنيني ويفزعني ما صار | ليه الأمر من وقوع تلك البضاعة بين أيدي المفتونين من 
أهل قبلتناء وظهور تلك الفرق والنحل الجهمية الجديدة على أثرها في بلادناء ورواج 
بضاعتها على أنها هي مصنفات 0 ف الإمتعن تيده روفن مطرو البننا 
لإنقاذ المسلمين من برائن الإلحاد (ككتب الدكتور عمرو شريف وغيره)» وي في 


” الذي صرح مراراء خروجا من التهمة "بالخلقوية". بأنه دارويني ارتقائي غوامه]ناام/اع ولا 
يقول بالخلق الإنجيلي 01623110 81|1231 أصلاء وآن المصمم الذكي عنده ليس إلا عاملا طبيعيا 
محضاء قابل - مبدئيا - للرصد والاختبار التجريبي! 

217 ٠ ١ صفحة‎ 


الحقيقة فرق اعتقادية جديدة خطيرة صار من المتعين على العاخرين 0 طلبة العام 
9 بن بالعقيدة 0 في القضايا 07 00 أهل السنة 0-0 ف 


فالخطب جلل والخطر عظمء وا لغر واسع فسيح ذسأل الا لله العون عليه» وأن يضع 
ليذ فد لقن 1ن لعو رك بعت ورف وان للقن امن لني وي 
من طلبة العام من يتأهل حق التأهل لأن يظهرهما بالحجة والبيان على تلك الطرق 
الخبيثة التي تشبع بها الأكثرون من شباب المسلمين في بلادنا من حيث لا يعلمون, 

لا تزال تتشعب وتتفرع بين أيدهم يوما بعد يوم من حيث لا يشعرونء إنه هو 
2 الوكل. فإن الفتنة بتلك النظريات والفلسفات اللاهوتية الوافدة عظئة 
للغاية» واليوم قل أن تجد من يقبل منك من المفتونين بالطبيعيات أن تحدثه بمعشار 
ما حررته في هذا الكتاب الضخم من نقد منهجي كليء ولا نتوقع أن نرى الكافة من 
المسلمين في زماننا يقبلون بياننا هذا لحقيقة الدين الطبيعي :1ه 
#ستتناء00] وسعينا في تطهير العلم الطبيعي 6ء2ءك“5 21261581 منه ومن القيام 
على أصوله الكلية والمبجية» صيانة لدين المسلمين واعتقادهم أولاء وحفظا لعقوطم 

وأموالهم وترشيدا ا لمطالب ومقاصد البحث التجريبي نفسه في جامعاتهم ثانيا! ولن 
يسم صاحب مثل هذا النقد فوق النظااي / #تتمصتامك12015مناك 
نهصنامنت11»21015 للمنبح الطبيعيء ولا شكء من الاتهام في عقله بأنه السفيه 
عدو العم والتقدم وكذاء بل ورا يتهم في دينه بأنه ملحد متخف أو بودي متستر 
يريد أن ينصر الملاحدة على المسلمين في معركة التوفيق بين "العام" و"الدين"» ولكن 
والله للحق أحب إلينا من أموالنا وأنفسنا وأهلينا والناس أجمعين» واللّه حسيناء 
هو نعم المولى ونعم الوكل! 


77١ | صفحة‎ 


وبعد كلام للدكتور في مسألة المعلومات وكيف أنها هي "سر الحياة" بزعمه وليس 
ا 
مفاهيم دارون (منتصف القرن التاسع عشر) - التي تجهل أهمية المعلومات - في 
القرن الحادي والعشرين. لا شك أن دارون لو كان معنا لما قال بالتطور العشوائي 
لتفسير تنوع الكائنات» ولا بالتطور اكهياني ضير ظهور ال الخزاة ".ا نفلك تام 


السطحية في تناول تلك النظرية وفي إدراك الأصول الفلسفية الطبيعية لطبيعية التي تقوم 
عليها غنك أصكاءباء ولا حول :ولا قوة إلا بالله! 
لا يقولن قائل إن هذا الكلام الذي يحرره الدكتور في الرد على الدهرية هو من قبيل 


التنزل مع لامر ل الام 
في تأسيس الاعتقاد بصفات الباري جل وشأنه بناء على ما "أثبته العام" ؟ ؟ وكيف 
وهو ينتقد نظريات القوم بهذا ال: 0 
التأسيسء وآفة أصحاب الكلام من كل عصر وفي كل ملة أنهم يزعمون أنهم إما 
يستعملون 0 الفلاسفة المعظمين في زمانهم في نقض الدهرية والإلحاد من باب 
التنزل عند الخصومة والجدل لا غيرء مع أنهم في الحقيقة يؤسسون علبها دينهم كله 
يجعلونها هي البرهان العلمي والمعرفي الأعلى لإثبات صحة الدين نفسه بين أيدي 
الخصوم ' وهو ما يجعل الدين من أوله إلى آخره تابعا لتلك النظريات معرفيا بالضرورة» 
ثم إذا هم آخذون في استخراج مفردات الاعتقاد في صفات ربهم جل شأنه وأفعاله 
مما تفضي بهم إليه تلك البراهين نفسها من لوازم وقيود وشروط على صفته وفعله» كم) 
ترى الشأن هنا عند الدكتور في مسألة "التدخل" هذهء وغيرها بما يأتي بسط الكلام 
عليه بتوسع في قسم لاحق من هذا الباب! فالتنزل إنما يكون لنقض الباطل الذ 
عليه الخصم, مع تأسيس الحق بأدلته الصحيحة في نفس الأمر! م 


صفحة | 777 


عفيدته على أصول ذلك الباطل نفسه. ثم ينقض على أصحابه بعض فروعهم مسا" 
تلك الأصولء ثم إذا ستل قال أ نا أتنزل وأسام لهم بما عندهم تنزلا حتى أرده علهم» 
فهذا جمل واسعففاف بالعقول! 


قال الدكتور (ص. 375): "وعندما استشهدت ببذين القولين في إحدى المناظرات 
(يعني ما نقله من أ قوال الفلاسفة المعاصرين في مسالة نشأة المعلومات المطلوبة لابتداء 
الحياة)» سألني مناظري: ما القول إذا توصل العلماء إلى تشكيل الحياة صناعيا داخل 
المعمل ؟! أجبته من فوري: سيكون ذلك دليلا قويا على وجود الإله الخالق للحياة! 
إذ إن الأمر قد حدث في المعمل بجهود العلاء الذين يتوفر لهم الذكاء والمعلومات 
والإمكانيات» ولم يحدث عشوائيا بالصدفة!!" اه. قلت: الله أكبر! وإذن يثبت كذلك 
أن الإفسان قادر على أن يقوم بعمل ذلك الإله وأن يحل محلهء يحبي ويميت ويبعث 
ويحشر ويرزق ويمنع ويقبض ويسط .. !ل! فهل خطر في بال الدكتور ذلك اللازم 
المدمر الذي تلبس به من حيث لا يشعرء وهو مزهو بإلخام خصمه؟؟ أبدا! لا هم 
ما صفة الإله الذي نثبته وما يقتضيه المسلك الذي أثبتناه من طريقه؛ المهم أ ا 
غاية الذكاء والنبوغ عند الخامة» وأن نبرع في إخام الخصم الدهري والزامه بالقول 
بالصانع» المهم العلو في الجادلة بأبما طريق! وهذه هي آفة الجهمية في كل عصرء فإنا 


١ 


لله وانا إليه راجعون! 


قن لتك قن اراح متك ولو رطا سيل الوك الى اعر :اليه 
حتى يثيت فى التأسيس | لسبب الصحيح في اعتقاده امتناع ذلك واستحالة وقوعه! 
فإ فاو الا إل شرقاها اجا كرو ان رن الأرواح من مكون غيبي تمتاز به المادة 
الحية من المادة الميتةء فإن البداهة وضرورة العقل قاضية بامتناع العلم بحقيقة ذاك 
المكون في حقناء فضلا عن العم بكيفية محكاته وخلقه على أيدينا! فإن خلق الأرواح 


صفحة | 777 


وبثبا في الأجساد ثم قضبها منباء أمر غيبي محض راجع بالبداهة والضرورة إلى غاية 
ومقصد الباري من خلق الحياة في هذا العلم» على اختلاف صورهاء فكا أنها تحدث 
بغير حكم ولا سلطان ولا اختيار من المحلوق» فإنها كذلك تقبض بغير حكم ولا 
سلطان ولا اختيار من المخلوق! ولو قدر أن صار للمخلوق سلطان في ذلك لصار 
شريكا لخالقه في صفات ربوبيته» منازعا إياه في الغاية التي من أجلها خلق كل شءء 
وهذا محال بداهة! وهذه كلها ىا ترى معان متلازمة بدهية كلهاء لا يماري فيها إلا 
جاحد مكابر! والقصد أنها هي السبب الصحيح الذي من أجله يقطع العاقل السو 
بامتناع أن يخلق البشر بشرا أمثالهم في يوم من الأيام» بل واللّه ولا ما هو أدنى من 
ذلك 0 الَينَ تَدْعُونَ يمن دُونٍ 
الله أن يَخْلمُوا دابا ول اجتمُوا 4 وان يَشذْيمع الذَابُ طَبئئا لا يستنِدُوه مِنّْهُ صَعْف 

الصالِبُ وَالْمَطُلُوبُ)) [الحج ل ينافيت غالقة بق 
صفاته وأفعاله» ولا ييلغ أن ينازعه سلطانه مما بلذ! فإذا أثبتنا هذا المعنى بقوة وحزم 
ووضوحء فلن نجتاج - أصلا - إلى أن تقابل فرضية الملحد الجاحد بمثل ما قاله 
الدكتور! وانما يقال حينئذ: حتى لو سلمنا جدلا من باب التنزل بأن ما يشبه أن 
سا ل د ل له 
أصولكم وطريقتكم في الإثبات والنفي والقياس» أن تجعلوا صنعة الباري على نظير ذلك 
- على الأقل - من الشروط الأول لية والضوابط الصارمة التي التيما من صنعوا تلك 
الحياة في معاملهم ومصانعهم» لا على ما زموه من الفوضوية والعشواءء أي يلزمكم 
إذن إثبات ا وما زدتم بذلك على أن عطلتم عنه صفاته وشجيتوه بخلقه, 
اناق لتاق .و ضبق باككية لكا ولا ترون رفيو خإك العط ل ولية عن 
ل 0 البابة كما هو واجب على 
كل عاقلء إلا بأن تنخلعوا من استعمال تلك الأقسة الطبيعية والفرضيات التفسيرية 


صفحة | 7374 


في ذلك الغ لغيب العظي بالكلية, وأن تقفوا حيث حيث أوقفك الرب سبحانه في كلامه وكلام 
رسوآه 5 اللّه عليه وسام! والا ذعاقبة الجحود وخمجة يوم القيامة» فسأل الله 
السلامة! 


هذا ما يمكن أن يقبل من التنزل في الرد على هؤلاء في تلك القضية دفعا لشرهم عن 
المسلمين (وليس في المناظرة كا فعله الدكتور» فالمناظرة معهم ممنوعة شرعاء كم| بسطنا 
الكلام عليه في غير موضع)» يؤسس الحق تأسيسا ظاهرا جليا لا التباس فيه» يتقرر 
في ضوئه حدود التنزل بقصد نقض الباطل وإبطاله» مع بيان فساد المنبج الكلي نفسه 
الذي يتبعه الخصم في الوصول إلى دعواهء أما أن يكتفى بما قاله الدكتور هد 
ويقال هذا من التنزل» فلا يصح بحال» بل هو من التلبيس واللّه المستعان! 


00 ملية المي فيا من تعد بمعسها 
0 0 الا دا ون ا اسك ول رادها 50 

0 لا يخالفنا فبها الخصم الدهري أصلا! وانما يخالفنا وينازعنا نحن المسلمين في 
تأويلها وتفسيرها الغيبي أولاء وفي المسلك المعرفي الذي يتبعه هو للوصول إلى ذ 

التفسير ثانياء وهذه الثانية هي الأهم والأخطرء لأنها هي محل النزاع بيننا وبين الجهمية 
والدهرية جميعاء وليس الدهرية وحسب! فبينا يوافقنا الدكتور في الأولل» أي في 
إثبات الصانع سبحانه فها وراء ذلك كله إلا أنه يخالفنا في مسألة الهج والمسلك 
المتبع في الإثبات والنفي في الغيبيات المطلقة, وه تلك الخالفة التني بدنا مرارا أنها هي 


صفحة | 770 


الفرقان الأظهر بين طريقة السلف وطريقة الخلف في تأسيس الاعتقاد بالغيب وما 
فبهء وبصفة الباري جل شأنه النني هي أصل أصول الدين» وعلبها النزاع بين أهل 
الملل وبين الفرق والطوائف الاعتقادية من أهل الملة الواحدة» فانتبه لهذا أيها القارئ 
الكريم حتى تنزل النزاع بيننا وبين الدكتور في منزلته الصحيحة بلا تفريط ولا إفراط, 
واللّه بهدينا واياه إلى سواء الصراط ! 


إن الفارق المبجي المشار إليه يظهر جليا عندما يأتي الدكتور في هذه المسألة نفسها 
بآية سورة الحج التي أوردناها آنفاء ثم يتأول معنى قوله تعالى "يخلقوا ذبابا" تأولا 
بدعيا لا سلف له بهء بل هو ناقض لعناها تحقيقاء من أجل أن يفتح الباب لقبول 
احقالية أن يأتي يوم يصنع فيه الطبيعيون في معاملهم كائنا حيا أو خلية حية مستكماة 
لأسباب الحياة» من طريق الحكاة وما سماه "بالتقليد"! قال الدكتور (ص. )١517‏ 
متوسعا في مثال الموتور الذي ضربه للمسألة: 


على من يريد أن يخترع موتورا أن ينشئ شيئا جديدا بآليات جديدة. ثلا 
كان هناك الموتور البخاري الذي يد الآلة بالطاقة من الخارجء 3 اخترع 
موتور الاحتراق الداخلي الذي يقوم بإنتاج الطاقة من داخله» ثم اخترع 
الموتور النفاث. كل من هذه الأشياء اختراع ديد كاماء امعتس» جدود 
كناك لاله 0 الدنن حاضيا ريات عتلها وعدن 
الوراثية قد تم خلقها واد تبى الأمر. فإذا قام العلاء بتجميع هذه الأجزاء 
(المخلوقة بالفعل بجميع خصائصها) فدبت الحياة في الخلية» 0 
قاموا بتجميع الخلية الحلية» ولا ينبغي أن تقول إنهم قد 1 000 
ألم يتحد الله عز وجل الكفار تجتقعين أن يخلقوا ذبابا؟ ألا يعني ما ذكرنا 
أنهم يستطيعون ذلك؟ وصلنا إلى أن ما يحاول العلاء القيام به هو تجميع 


صفحة | 777 


الخلية الحية» وليس خلق الخلية» ولا حتى تقليدها. فإذا أرادوا أن يخلقوا 
ابا (والخلق هو الإيجاد من عدم على غير مثال سايق) علهم أن يخارعوا 
منظومة جديدة تاما للحياةء مثل أنواع الموتورات التي تحدثنا عنها. علههم 
أن شقنفوا موادا 1 ولية جديدة من العدم؛ علهم أن يخترعوا ويفعلوا القوانين 
التي تحكم هذه الموا لمواد الأولية وهذه المنظومة الجديدة. عند ذلك يكونون قد 
خلقوا منظومة حية» و لا أظنهم يفعلون. 


قلت: قوله في الخلية الحية "قد تم خلقها وان: ل ' فيه تفصيل. فالخلق الإلهي 
للكائنات الحية يأتي 00 مرتبتين» فأما المرتبة الأولى» فهي الإبداع على غير مثال 
سابق» وهو إحداث أول مخلوق من نوعه كأول إنسان وأول ملة وأول نخلة وأول 
حوت في البحر وأول طائر في السماء إلى آخر ذلك. وأما المرتبة الثانية فهي الخاق 
من بعد خلق» أي على مثال سابق» كخلق الجنين في رحم أمهء وخلق النبات بعضه 
من بعضء» وخاق الطيور بعضها من بعضء وسائر الدواب. فعندما يقرر الدكتور 
إخراج النوع الثاني من معنى الخلق» فهذا باطل ولا شكء والقرآن طَاخ بخلافهء | 
في قوله تعالى: ((حَلَتَمْ يّن تَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثح جَعَلَ مِنْها روجا وأَرلَ لم مّنْ الأنقام 
ماه أَرْوَاحِ يَخْلئَمْ في بطو أُمُهَايمْ حَلََاً من بَعدٍ حَأَقٍ في ظأْمَاتٍ ثلاث دَلْمْ الله 
َك له امك لا إل إلا هْوَ قن نُصرَفُونَ)) [الزمر : ] وقوله تعالى: ((وَمِنْ آثاته أنْ 
َلَنَ لم من أشي أ ُوَاجا لَتَسَكنوا إلا ليا وَجَعَلَ يندم مَوَدَةَ وَرَحْمَة إنّ في ذَلِكَ لآياتٍ 
توم يتفَكَرُونَ)) [الروم : ١‏ 7] وقوله: ((وَمِمَنْ حَلننا مه ينْدُونَ باحق وبِهِيَغلُون)) 
[الأعراف : ]١8١‏ وقوله: ((وَعْرِضُوا عَلَ رَبَكَ صَهَا لَقَدْ حِثْثمُونا 5 حَلَفْتاه أَوَلَ مََةٍ 
ل رَعَنْ آلّن َجْعَلَ لم مؤعِداً)) [الكهف : 48] وقوله تعالى: ((مِْها حَلقَْاة وفيا 
بده وَمئًْا جك تار أخرى)) [طه : 55] وقوله تعالى: ((نمّ حَلَنَْا التطلمَة علي 


صفحة | 7171 


فحَلَمْا الْعَلقَهَ مُضْعَةٌ فَحَلَْنَا الْمْضِعَةَ عِطَاماً فَكْسَوْنًا الْعِظَامَ لخأ ثم أشنا حَلْقَاً آخر 
تارك الله أَحْسَنُ الَْاِينَ)) [المؤمنون : ]١4‏ 0 تعالى: ((قل يبا الي 
َنسَأَهَا أَوَلَ مَرَةِ وَهُوَ يكل خَأقٍ عَِيمُ)) إيس : 1"] وقوله: ((وَالنَه خَلَدَةْ وَمَا 
تَعْمَلُونَ )) [الصافات : 45] وغير ذلك. 5 الدكتور في خلق الله تعالى 
الجنين في بطن أمه - مثلا - إنه "فسخ" أو "تقليد" أو "تصنيع لا إبداع فيه" 
على أساس أن الإنسان سيا الأمر؟؟ 

فقول الذكور “كذلك اياف إن ل لخلية الحية بتفاصيلها وآليات عملها 
وشفرتها الوراثية قد ثم خلقها وانتبى الأمر. فإذا قم العلماء بتجميع هذه ذه الأجزاء 
00 الحياة في الخلية» فسنقول إنهم قاموا بتجميع 
الخلية الحية» ولا ينبغي أن نقول إنهم قد خلقوا الخلية." هذا فيه نزع لاسم الخلق عن 
خلقك أنت نفسك يا دكتوو :لو تأملئه! فالإفسان؛ الوحيف النى خلق غل كلامك 

هذا إِمما هو آدم عليه السلامء وأما من جاء بعده فإنها هي فسخ معدلة! 


والحق أن هذا خلق وذاك خلقء وكلا النوعين يمتنع على الإفسان أن يأف بمثله نما 
بلغ به علمهء والآية جاء فيها التحدي بالنوع الثاني أو المرتبة الثانية ولسن الأولى 
وحسب! فالخطاب فيها قد حدد مخلوقا بعينه. آلا وهو الذباب» وتحداهم بأن يخلقوا 
مثلهء فسمى محكة الخلق خلقاء فى عهم القدرة عليه تيا صريهما! فإذا حمل الي 
هنا على نفي القدرة على أن يخلقوا أول ذبابة ا 
من نوعها). فكيف يحصل معنى التحدي في هذا؟ إذا كان نوع الذباب قد أحدٍ 

خلقه على غير مثال سابق بالفعل وقضي 00 أن يتكلفوا هم ! 5-5 
جديد إن أرادوا! بل إن الآية تتحداهم بما هو أحقر من ذلكء تتحداهم بأن يستنقذوا 


ما تسلبهم الذبابة إياه بوقوفها على أ بشارهم» » يستخرجوه منبا بعدما التقطته! وهذا اولا 


صفحة | /77 


شك أهون من خاق الذبابة نفسها (بالحكاة أو بالتقليد)! ومن الواضم أنك إن مجزت 
عن استنقاذ ما تسلبك الذبابة إياه بوقوفها على رأسكء فأنت عن محكاة خلقها وصنعها 
وأنت ترى لها مثالا بين يديك (الخلق من المرتبة الثانية) أعجز ولا شكء وإذا كنت 
عاجزا عن ذلكء فأنت عما فوق ذلك أمجز ضرورة (وهو أن تخلق نوعا حيا جديدا 
بالكلية تحدثه على غير مثال سابق)! 


ا يك ث على غير مثال سايق» هذا باطل مردود 
عليه ولا شك. واما تكلفه - نتبه - لأنه خشي أن يحكم بامتناع تمكن القوم من 
ا أحدهم في يوم من الأيام بأول مخلوق حي قد 
صنع في المعامل بالكامل من أوله إلى آخرهء فينقض عليه غزله ويهدمه هدما! ولولا 
أن تمكنت الفتنة بالطبيعيات من تلابيب قلبه ما تلبس بذلك التنطع على كتاب ربه» 
الله المستعان! 


وجما يجدر ذكره ها هناء أن مذهب الدكتور الجديد هذا في معنى الخلق» ينقض عليه 
عقيدته في 3 الله يخلق بالتطويرء لأن الذي ينشأ بالتطور على عقيدته الداروينية 
إما هو استحد ث الأنواع ٠"‏ "الأعقد" من ذرية غيرها من الأنواع 0 ". فعل 
تفصيله هذا في معنى الخلق» فلا يكون الخلق إلا إحداث الخلية الحية الآولى 
وحسبء التي "صعمت" وركب فههاكافة آليات الاستنساخ رم 
أمر خلق الحياة معهاء فهاكان بعد ذلك من نسلها فكله تعديل وتطوير وليس بخلق! 
فكيف إذن يكون الله خالقا بالتطوير على هذا المعنى ؟ ؟ 


لب0 ظنه إلا سيصر على أنما هو يتنزل مع الخصم 


صفحة | 779 


نفيه الروح عما سوى الإنسان 


جالتطل ونضة ارس اه عي ووو ساعن ب عر ا "الدع" نامر اا 
يعقل ويختص بخصوصيته بين الأنواع الحية على أثر نفخ الروح فيه أصبحت الروح 
نفسها من خصوصيات بني آدم في دين الدكتور وأتباعه. هداهم اللّه! مع أن الله تعالى 
بقول: ((وَإِذَا الْؤخوش حُشِْرَتُ)) [التكوير : 5] والحشر يقتضي روحا للمخلوق 
تبعث ويخلق لها جسد جديد تحشر به يقتص الل ل 
ثم تكون ترابا كما جاء في ل ا سب أن يكون لها 
ا 0 إذا جاء يوم 0 
بنو آدم! ! وفي الحديث الذي أخرجه الإمام مسام في صحيحه عن | بن عباس رضي 
لخي دل هيك رنيو الله صلى الله عليه وسام يقول "كل مصور في النا 
يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جتمام» وقال: إن كنت لابد فاعلاء فاصنع 
االشجر وما لا نفس له." وفي رواية "إن أببت إلا أن تصنع فعليك بهذه الشجر وكل 
شيء ليس فيه روح". فدل على أن كل ما فيه حياة بما سوى الشجر والزرع أو 
النبات بعامة خياته روح ونفس! 


أما الدكتورء فيقول (ص. :)١7‏ 
لا ينبغي أن ننبي هذا العرض لمفهوم الحياة دون أن نبين مفهوما ماء وهو 
ن "الحياة غير الروح" التي يخبرنا القرآن في مواضع متعددة أن الله عر 
وجل ل جنة الإنسان جميعا. إن هذه 
النفخة هي الروح وليست ليست الحياة! نعم هناك فرق بننها. فالروح خصوصية 
اك الكائنات واستحق بها الخلافة من الله عز وجل 
فالا رضن أما المياة فهي ما تحدثنا عنه في هذا الفصلء» » وض معة جميع 


717٠. | صفحة‎ 


الكائنات الحية» تختلف بها عن المواد غير الحية» إذا يحب أن ننتبه إلى هذا 
الفرق جيدا عند النظر في آيات القرآن الكريم. إذن يمكن القول أن إد 
الإفسان روحينء روح حيواني وهو الحياة التي تشاركنا فيها جميع الكائنات 
الحية» وروح مدرك وهو نفخة إلهية يز با عن سائر مخلوقات الله م 
وجل» ولهذين الروحين علاقة بالموت. انظر إلى قول الحق عز وجل: ((اللّه 
يتوفى الأنفس حين موتها والتني لم تمت في مناتما هسك التي قضي عليها 
الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لوم يتفكرون)). 
نفهم من الآية أن التوفي عملية تحدث للإنسان في حالتين» عند النوم وعند 
الموت: أي أن التوفي شيء آخر غير الموت. وفي ضوء هذا الفهم نرى أن 
الإفسان عند النوم تفارقه الروح المدركة مع اسقرار الحياة في جسدهء أما 
عند الموت فتجري عليه عمليتان» عملية بيولوجية هي الموت الذي يجري 
على سائر الكائنات الحية» وعملية التوفي التي يقوم فيها المولى عز وجل 
عن طريق ملك الموت باسترداد وديعته (الروح المدرك) التي شرف بها 
الإفسان. 


قلت: قول الدكتور ”فالروج خصوصية للإنسان قيز بها عن جميع الكائنات واستحق 
بها الخلافة من الله عز وجل في الأرض" هو تخصيص فاسدء إذ جاء في الكتاب 
والسنة نسبة الروح والنفس إلى جميع الدواب (الحيوانات) بلا استثناء كا بينا! ولا 
شك أننا لا علم لنا بحقيقة الروح ولا يكون كلامه إلا رجا بالغيب 00 ودجلا 
من قال إن روح الإفسان تختلف عن روح الحيوان في كذا أو »مالم يكن إديه 
في ذلك سعع صحيح! ولا يشفع للدكتور اتخاذه سوسوي روحين» 
إذ العبرة بالدليل لا بغيرهء ولا نجد في النص إلا أن الروح واححدةء يحيا الإنسان (وغيره 


77١ | صفحة‎ 


من الدواب ذوات الأنفس) بنفخها فيه ويموت بقبضهاء وقد قال اللّه تعالى فيهاء قاطعا 
للع النعروى بو مررية مهما ون الإلساى: معي الي لذ يزان القلايةة 
يتجاوزونه ظلءا وعلوا: ((وَيْانُوتكَ عَنِ الوح قل الوح مِنْ أَمْرِ رَيِْ وَمَا أوتدثم من 
الل إلا قليلاً)) [الإسراء : 85]! فأمر نبيه الخاتم ورسوله الأعظم صلى الله عليه 
وسام بألا يرد على من يسأله عن أمر الروح إلا بقوله 1 من مر ربيء وما أوتنتم 

بق انحل إلا قيالةا هيل اريت اهبر دكور عيرق أن أرق الفرال فين كيك 

لكالل :بروج اام لكان معن ل اناعد وي ترد 
ل سبحان اللّه! 


غايتنا هاهنا أن تقول إن الإنسان لا يعد حيا حتى تكون فيه روحهء أو على الأقل 
يكون لجسده اتصال بها! فالروح تقبض على مراتب لا على مرتبة ا 
في النوم فيذهب بالوعي ويبقي ما سواه ا لين 
والعادة مع بقاء اتصالها به على نحو لا يعلمه إلا اللهء وأما قبضها في الموت فلا يبقي 
للجسد أي نشاط محسوس البتةء لا الوعي ولا النشاط | الحلوي ولا غير ذلكء ولا 
يكون الاتصال إذن إلا غيبيا محضاء في القبر في عام البرزخ كما جاء به الخبر! أما 
الزعم بأن الميتة الكبرى تجري فيبا "عملية ببولوجية", فهذا كلام فاسدء يفتح الباب 
لأصحاب لبيولوجي ليضعوا نظرياهم في حقيةة الموث رجاء تفسيره "طبيعيا"! وهو 
يريد بالفعل أن يفتح هذا الباب ليجعله مستنده في إثبات الروح نفسهاء وفي تحويل 
البحث فبها إلى موضوع علمي إمبريقي» كما تكلفه في بعض كتبه وكيا أصل له فلسفيا 
في هذا الكتاب فها مر معك بيانه ونقضه! 


والحق أن الموت انقطاع لكافة "العمليات" الِي يدرسها الطبيعيون تحت ع البيولوجيا 
على اختلاف مستوياته وموضوعاته في جسم الإنسان» سواء منها النشريحي 


7177١ | صفحة‎ 


والفيسولوجي والبيوسميائي وغير ذلك! إذ يصبح الجسم إذن كتلة ضخمة من المواد 
العضوية بالغة التركب والتعقيد عميائياء التي لا يربط بين أي جزيئين منها ذاك الرابط 
الوظيفي والغائي الذي به كان كل جزيء منها عضوا في نظام الجسد الي من قبل» 
فلا يعود فيها إذن ذلك العامل الغيبي المتخلل السابغ في جزيئاتها على جمي 
المستوياتء الذي كان يحرك جزيئاها في خلاياها حركة الحياةء وهسك بعضها يبعض 
فيجرها بإذن الرب جل شأنه على ذلك النحو الخصوصء كل جزيء منها بعمله 
ووظيفته الدقبقة التي لا يكون الجسم حيا بدونهاء يحفظ تلك المواد كلها من التفكك 
والتحلل من بعضها البعضء ومن التفاعل مع البيئة الكهيائية والفيزيائية الحيطة» وفها 
يا ينها وبين بعضهاء كا تفاعل أمثال تلك امركات الكهيائية المعقدة للفيةإذا قدر 
أن جمعت كلها إلى بعضها البعض في بدئة الأرض من غيرما حياة تنظمها وتضع كل 
جزيء منها في ذلك المحل الخصوصء وهو ذلك التفاعل الكهيائي الذي لا يسام منه 
جسم ميت (إلا أن يشاء الله بأسباب غييبة محضة لجئة من الجئث آلا تأكلها الأرض» 
كما يكون لآجساد الأنبياء والشهداء)! فالذي يحدث هنا هو انقلاب مادة الجسم من 
غال عرق ليه لمق السيوة الخاعل الزاة ينضها مو بع عل ونين .إن 
حال مختلفة اختلافا جذريا في ذلك! وهو حادث تنقلب به المادة الحية (التي هي 
موضزة كر المبولينها) | ماد مه لا عياء نيا ككياى كر "عليه ارسي" 
كما سماه الدكتور؟؟ 

هو انقطاع لعمل عامل غيبي محض لا نظير له عندنا يقاس عليه! فبعدماكانت قوانين 
الفيزياء الجزيئية والكهياء (على مستوياتها وأنواعها وتصانيفها العلمية المعاصرة)» 
خاضعة كلها في تاك الجئة لتدير وظيفي فائق بالغ الدقة يمرك تلك الم لمواد كلها في 
إطار تلك القوانين على تلك الصفات والنظم التي بها تقع عمليات الحياة في الكائن 


صفحة | 7177 


المي وتبقى ما شاء الله لها أن تبقى ”*. أصبحت بعد الموت مسلطة على مادة 
الجسم نفسه تسلطها على جملة من المركات الكهيائية الساكنة التي لا يحركها شيء 
إلا ما يقع على الجسم من خارجه! هذا العامل التدبيري الدقيق (أو "المحرك الحيوي 
الكلي" إن جاز التعبير) الذي لا تخرج عنه ذرة في جسم الكائن المي» هو أمر 

د لى استكشافه من طريقهم بالضرورة ثم| عملواء لأنه غيب محض» 
ملازم لحقيقة الروح التي لا نعلمها ولا نجيز التطلع للعام بهباء ٠‏ فلا تقبل من الدكتور 
01-7 الملدة الحية إلى مادة ميته "بالعملية البيولوجية". ولا مسعاه الخبيث 


في البحث والنظرء واللّه المستعان! 


كما تخضع قوانين الكيمياء لغايات وأفعال الكيميائيين التي يمكن عقلا أن يتخلفوا عن الإتيان 
بها 2661005 +ماع 0001108 في معاملهم إذا أرادواء كأن ينقل أحدهم جملة من جزيئات عنصر 
ما ليخلطها بمركبات عنصر آخر في دورق التجاربء فتجري قوانين الكيمياء إذن في ذلك الدورق 
على ما تخرج به مخرجات ذلك التفاعل» على نحو ما كان ليقع قبل ذلك التحريك ولا بدونه! 
فالمقصود بخضوع قوانين الكيمياء وسننها السببية لذلك العامل الغيبي» » أنه هو الذي يضمن (أو 
إن شئت فقل: يرجح) لتلك المادة بالذات لا غيرها أن تتحرك تلك الحركة بالذات لا غيرها وتختلط 
مع تلك المادة الأخرى بالذات لا غيرهاء في تلك الأحوال المعينة لا غيرهاء فتجري إذن قوانين 
الكيمياء التي نعرفها على ذلك الاختلاط بالقدر المطلوب في الوقت المطلوب بلا زيادة ولا نقصان! 
ولهذا نقول إن قوانين الكيمياء والفيزياء لا يمكن في العقل أن تكون هي التي تُحدث تلك الحركة 
الدقيقة للغاية في كل جزيء من جزيئات الخلية» لأنها ليست أكثر من طبائع ثابتة ة في تلك المواد 
وفيما تتركب منه من جسيمات وطاقة» تفتقر إلى أسباب فائقة عليها لتحفظها هي نفسها أولا في 
تلك المواد» ولترجح, ثانياء حصول ذلك التأثير منها على غيرها حيث يحصل لا غير ذلك! 
صفحة | 7172 


تأسيسه لبدعة التطور الموجه (التطوير الإلهي)! 


في ضوء ما تقدم» يمكن تلخيص مذهب ١‏ لجهمية الوضعية الذي ابتدعه الدكتور عمرو 
شريفت في كتبه كبا مر معك» ومشروعه الفكري المدمر القاكم عليه في الكليات 
الخمس التالية: 


تقوم العام لطبي على "البرهان التجريبي" و"البرهان الرياضي", وهها أقوى 
أنواع البراهين المكتسبة 6,1013:وهم-ى على الإطلاق» بل أقوى أنواع الأدلة 
على الإطلاق بعد مسللات المنطق الأولى (كبدأ عدم التناقض مثلا) التي 
ليس من المتصور أن تكون الدعوى النظرية التي يتفق الأكاديميون على قبول 
الدليل الحسي والرياضي المستند إليه فيهاء مناقضة لها بوجه من الوجوه. 
© إفا أتي الطبيعيون من قبل نفبهم الغائية» ومنعهم الصارم من القول بالتدخل 
الإلهى «م6صعوع)م1 عمتوزطة في الحوادث الطبيعية, 0 هم على 
افتراض العشوائية الوجودية كفرض تفسيري في محله. على أثر اختزاليتهم 
الوتحوقرة:. «الوا حيري التتقال: إلى :نما سمي الدكتون "بالطبيفية الؤليية” 
مكتلمعتطدآظ عتاوتعط 1" (وهو مصطلح مختلف عليه بين طوائف الفلاسفة 
ويستعمله الدكتور استعالا خاصا بهء يجمع بين وحدة الوجود الطبيعية 
والربوبية الطبيعية والتدخل الإلهي الغيبي في نظام الطبيعية» معا في نظام 
اعتقادي واحد!). التي يكون فها الإله هو مرح احتالات الكوانطاء وهو 
مصدر المعلومات الكونية» وتكون جميع الأسباب طبيعية لدمتطه/< على 
أساس أن الإله هو منبعها إجالاء بحيث يكون هو التفسير الهائي 
دمغ مممامدظط عتمصسةان] 9 ما يأقي به الطبيعيون من نظريات في 
قا :ال فويصية اكرى كنال عرف شوق كرو الاين 


صفحة | 10 


الطبيعية التي هو مصدرهاء ولا سبب إلا السبب الطبيعي 130131 
©5ناة0 مع كن الأسباب كلها هبي عمل الإله في العالم! أو على حد عبارته في 
حلقة من حلقات براجه على اليوتيوب "قوانين الطبيعة هي آليات كن فيكون" 
(وحسبك بهذه الكلمة عدوانا على ربوبية الله عز وجل واختزالا لأفعاله جل 
شأنه )! 
© العلم الطبيعي يجب أن يكون هو الأساس المعرفي الذي عليه يقوم التصور 
الوجودي كله شهادته وغيبه على السواءء وألا تسبقه "أيديولوجيا" أو 
فلسفة ميتافزيقية أو عفيدة غيبية معينة متلقاة من أي مصدر معرفي آخر 
بحيث تجعل تلك العقيدة أساسا للبحث فيه أو قيدا لما يقبل وما يرد من 
نظريات الطبيعيين. فبالنظر لكون الطبيعة هي 'كتاب الله المنظور", فلابد 
أن يصل بنا الاستنباط الصحيح منها إلى إثبات الاعتقاد الغيبي الصحيح 
الموافق "لكتاب الله المسطور"! فإن أغرقنا في ذلك الاستنباط وبذلنا فيه 
غاية الوسعء فإننا إذن تكون قد عملنا بقوله تعالى ((قُلْ سِيرُوا في الْأَرْضٍ 
روا كنق بدأ الحأ ثم الله يذخ انمأ الآخرة | لهل رخن 
َدِيرٌ)) [ اكوك 1٠‏ وإذن نصل إلى تأسيس الاعتقاد في صفة الإله 
وفي العلاقة ببنه وبين العالمء نؤسسها على أساس "علمي"! 
© القطع العقلي الوراتي ع ا ا ا لاسي عر 
اعرد ا 16 جروا لتنظير المتفق عليه! فإن خالفه شيء من فهم 
السلف للنصوص عندناء وجب إسقاط ذلك الفهم وإعادة التأويل» ض 
0 السلف بأننا اليوم أعلم منهمء ويأنهم لو علموا ما صرنا اليوم 
مر السماوات والأرض لما قالوا في التفسير بما قالوا! 


صفحة | 77 


بناء على تلك الكليات الجهمية الخبيثة» التي أطلنا النفس في نقضها فها مر معك من 
أجزاء هذا البحثء وبيان أنها تستصحب كليات الملة الطبيعية الدهرية وتستلزم 
تعطيل صفات رب العالمين على طريقة اللاهوتيين الطبيعيين المعاصرين الذين تأثر 

بهم الدكتورء كان من الطبيعي والمتوقع أن يكون مذهبه في أصل الكون وأصل الحا 

هو المذهب | ابي ين "التدخل الإلهي" في كل موضع من تلك 
النظريات يزعم فيه الطبيعيون "العشوائية الوجودية"! ثفن غير المستغرب على 
الإطلاق» أن ينتبي الدكتور إلى ا بمذهب التطور الموجه 1064© 
100 وأن يصبح رأسا في الدعوة إليه! فلعلنا لا نبالغ إن قلنا إنه لم يظهر في 
أدبيات الجهمية المعاصرين من اعتنى بالتأصيل الفلسني للتطور الموجه كهناية هذا 
الكل .وائله المسعان! 


ولا الغ كذلك إن قلنا إن الخطورة على دين المسلمين من تلك الأصول الفسفية 

نفسها للعام الوم الققيو هر فدهت 2 
الذي كان ول يزل هو غاية ما يعرف به الدكتور عند من يعرفونه! فهو - كغيره من 
"تحمية الطبيعيات المعاصرين» الذين رأينا أبرزهم» ولا مجبء أساتذة جامعيين في علوم 
الطبيعة كباسل الطائي ونضال قسوم - يرى أن عل, الكلام الموروث من المتكلمين 
الأوائل ل لاد الناس لم تعد تفهمه ولا تعب أصلا بمحاولة 
فهم مصطلحاته وخلفياتها الفلسفية القديمة» فبات من الواجب بناء عام كلام جديد 
على نظريات الطبيعيين (وهو ما سماه الطائي "بدقيق الكلام الجديد"). كما بنى 


صفحة | 711 


الأولون كلامم على نظريات الميتافزيقيين الأوائل! ** قال الدكتور في مقدمة كتابه 
كيف بدأ الخلق": 


تدور الأيام وتتبدل. كان المسلمون الأوائل يفهمون عفيدتهم بشكل سهل 

مباشر من القرآن الكريمء ثم تعقدت الأمور وطرحت على الفكر الإسلائي 

قضايا فلسفية شديد التعقيد طالما حيرت الفلاسفة الأسبقين والحضارات 

الحيطة» فثلت تحديا قويا للعقل المسم. وقد تصدى لهذه التساؤلات 
والشبهات رجال قاموا بالتوفيق بين الصحيح منها وبين العقيدة الإسلامية, 

وردوا البعض الآخر. وقد تأسس على ما طرحوه من أدلة 0 ما صار 

يعرف "بعام الكلام", وصار هو الطرح الأساسي للعقيدة الإسلامية. 

وتتبدل الأيام» ونصل إلى عصرنا الذي صارت فيه اصطلاحات علم الكلام 

وأسلوبه في الاستشهاد على درجة كيرة من الغموض وصعوبة الفهم. 

ولحسن الحظ وصل العلم في نفس الوقت إلى آفاق سامقة من المعرفة» 
ام الكثير عن أمور كانت تعد من الغيبيات (مثل أن هذا الكون 

له بداية وأنه قد نشا مر من العدم)» ما هذا بأحد علاء الكونيات الأفذاذ أن 

يقول قولته الشهيرة: لقد صارت الفيزياء اليوم تحيا في تخوم الميتافيزياء. وكلم| 

تأملت قول الله عز وجل: ((سنرهم اياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى 

بتبين لهم أ نه الحق ..)) (فصلت: 2)57 أدركت أننا نحيا في زمان هذه 

الآية» نحن في زمان صارت فيه مكشتفات العلم من أكبر الأدلة على وجود 

لله الخالق عرز وجل» وادراك بعضا من صفاتهء وبذلك صار العام | الحديث 

“ وقد بينا في غير موضع كيف أن أشباه المتكلمين من جهمية العصر هؤلاء؛ يتفاوتون في الجهل 
بالكلام الموروثء ببراهينه وحدوده وتعريفاته ونظريات أصحابه والأصول الفلسفية التي قام 
عليها عندهم؛ وهم مع ذلك متفقون على ضرورة "تجديده" وإعادة تأسيسه على ميتافزيقا الطبيعيين 


المعاصرين» التي هي عند هم "لغة العصر"! 
صفحة | 77/7 


بابا واسعا لفهم العقيدة الصحيحة كا أنبأنا القرآن 0 طرح 
هذا المفهوم والااستشهاد على ححته أ حد الدوافع لإخراح هذا | | الكتاب 


قلت: فلا ندري ما معن معنى "الطرح الأساسي للعقيد 5 الإسلامية"؟ هل المقصود أن 
ليس فيه "كلام" أو لا يقوم على "عام 6 
الإسلامية"؟ قوله: "ولحسن الحظ وصل العلم في نفس الوقت إلى آفاق سامقة من 
المعرفة» كشف فيها الكثير عن أمو كانت تعد من الغيبيات (مثل أن هذا الكون له 
بداية وأنه قد نشأ من العدم)ء" قلت: هذا الكلام تليبس محضء فإنه ليس ما جد 
من اختراق الطبيعيين للغيبيات الزمانية الكبرى ناشئا عن "الآفاق السامقة من 
المعرفة" التي بلغها "العام" (هكذا!)» وانما هو ناشئ عن جريان القوم على أصوا 
الدهرية المبجية ددكتلدس6د8 لمءنع10ه000ط»21 في الافتراض والتنظير 
ل ا طلنا النفس في بيان تديهم بها تدينا في هذا الكتاب 
بحول الله وقوته! وضع أينشتاين نظرياته ومفاههه في الكليات الميتافزيقية للطبيعة» 
كفاهيم الزمان والمكان وسرعة الضوءء بناء على تصورات دهرية لا محل فيها لغيب 
ولا لقاقة ولا خلق ويهاذ وحسات تامور سر لوواضمر 
لنفسه أن يضع أول تصور لتارية الكون بتطبيق معادلات الذ لنسبية العامة على "زمكان 
د اخذ في التوسع بداية من نقطة كثيفة, مستند فى ذلك - أيضا - إلى 
ثوابت الدهرية المنهجية» ثم جاء إدوين هابل بتأويل الانحراف الأحمر للأشعة الواردة 
ذو :لجو النغيدة كهابد ديه بزو اول "لقليل قري "تفل تطبه واغرقى :العدد 
الكوني المطردء وإذا بالقوم على وضعيتهم الدهرية يتبيأ لحم الاعتقاد بأن أمورا كانت 
فها مضى من محض الغيب قد صارت اليوم "شهادة", وحسب أحدنا أن ينظر 
بمرقاب قوي في نجوم السماء البعيدة حتى يشهدها بعينيه وهي تقع تحقيقا! 


صفحة | 7179 


والا فلا يزال الغيب غيبا والشهادة شهادة, 3 يزال العدوان على الغيب مرفوضا 
لمسلمين اليوم كما كان مرفوضا قبل أيذ نين ينشتاين وكوزمولوجيا لجيترا ولا فرق ولا 
0 


يا دكتورء عندما يقول أحد "علاء الكونيات الأفذاذ" كما وصفته: "لقد صارت الفيزياء 
اليوم تحيا في تخوم 0 '"» فإن هذا إن دل على شيء فإما يدل على تردي عم 
الفيزياء وانحطاطه العقبي العظيم في القرون الأخيرة» لا سيا من بعد أينشتاين» لا 
على تطوره وترقبه في "فاق المعرفة"!! وليس هذا الخرف الميتافزيقي الذي غرق فيه 
الفيزيائيون المعاصرون داخلا - البتة - في قوله تعالى ((سنريهم آياتنا))» ومن اعتقد 
ذلك فهو مبتدع ضال! فإن كنت يا دكتور لا تدرك أن الانفجار العظيم المزعوم لم 
يكن "اكتشافا" 1015077 على غرار اكتشاف قانون الطفو على يد أرشثعيدس 
مثلاء أو اكتشاف القارة الأمريكية على يد كولومبوسء أو اكتشاف نوع جديد من 
أنواع القردة في غابات إفريقياء واما هو فرضية 0 محضة جوزتها معادلات 
لجال لأينشستاية: ار ل بل المشاهدات ا يوافقهاء إن كنت لا 
تدرك هذا الأمر نماكان لك أن تخوض في هذه المضايق أصلاء واللّه المستعان! هذا 
الباب "الواسع" الذي فتحته لفهم العقيدة الإسلامية واستنباط صفات رب العالمين» 
ليس - والله - باب علمء وإنما هو باب خرافة دينية طبيعية وجممل عظيم وزندقة لا 
يخرح منها أصحابها باعتقاد المسلمين أصلاء وإنما بخليط شيطاني بين اعتقاد المسلمين 
واعتقاد الدهرية الطبيعيين» نسأل الله السلامة! فاتق الله في دين المسلمين يا دكتورء 
واشتغل بما تحسنه رحمك اللّه! 


لقد صرح الدكتور في غير م بأن 00 ا" متوجه 0 إلى 


صفحة | 15 


أسباب الإلحاد النفسية في نظرهء ذلك الموقف العدائي الصارم الذي يتخذه المتدينون 

من "نظريات علمية" معينة قد صارت في الأكاديميات العلمية اليوم بمنزلة المسلمات 
الكبرى » كنظرية التطور: مثلا! يأقي الشاب من هؤلاء المفتونين» الجهلاء بعقيدة 
الإسلام ومنيج 1" السنة؛ فيغرق إلى رقبته في دراسة نظرية داروين» ثم يسمع 
الشيخ في المسجد إن نظرية داروين إلحاد وخرافة» فينقم على الشيخ وعلى 
الدين كله من أوله 0 ويخلع ربقة الإسلام من عنقهء وإذن يصبح الشيخ هو 
السبب في ردته والحادهء وليس الخال التي وصل إليها قلب ذلك الهالك من قبل من 
حيث لا يشعرء من غرقه في الفلسفة الطبيعية الدهرية! فا الحل إذن؟ أن يخرج من 
الأكاديميين المسلمين من يتبنى مشروعا فكريا تلفيقيا كيراء يؤسام به نظرية داروين 
ويجعل من التطور الدارويني "تطويرا إلهيا" ومن الطفرة العشوائية "تدخلا إلهيا"؛ 
به خلق كل نوع حي» ولا حول ولا قوة إلا بالله! 


قال الدكتور في صدر الفصل السادس من كتابه "خرافة الإلحاد" (ص. :)١27/‏ "! 
لمفهوم الذي تتبناه ونسعى من خلال هذا الفصل لإثباته هو قبول القول 9 
الكائنات من الأدنى إلى الأرى» مع رفض أن تكون العشوا لعشوائية هي آلية ذلكء بل ينبغ 
أن يكون وراء التطور إله حكيم قادر." اه. قلت: حسبك ما في هذه الفقرة وحدها 
من تناقض صارخ» إذ يقول "تطور الكائنات من الأدنى إلى الأرى", ثم ينسب ذلك 
إلى "إله حكيم قادر"! فكيف يكون من كال الحكمة وكمال القدرة أن يبدا الصانع 
بكائنات أدنى وأحقر وأحطء ثم يرقهها طفرة بعد طفرة عبر بلايين السنين بآليات 
وأسباب طبيعية ؟ في أي دين وبأي عقل يكون هذا 0 3 والقدرة ؟! 
سبحا والمروسانس فهر 15 زا كرو ذا خلق الناقص العاجزء 
الذي لا يملك إ اع ع ا رات - 


711١ | صفحة‎ 


مثلا - ينتج السيارة في أول اختراعها على أحط وأسخف ما يُتصور لها من تصميم 
وهيئة وبناءء لأن هذا هو منتهى علمه وغاية قدرته في ابتداء التصميم» فإذا ما صنعها 
واستعملها الناس ثم كثرت الشكوى بأن فيها عيبا في كذا وخللا في كذا ونقصا في 
كذاء أخذ في مراجعة التصمم بلتعديل والتحسين (التطوير) لذتج "موديلا" أحدث 
يكون أحسن حالا من سابقه في القيام بوظيفة 5 
خطوة بعد خطوة» في حدود علمه الناقص وقدرته البشرية المحدودة! هذا هو التطور 
وما لجل يمال الماع اللكرقي لماو التصدم و التطني م1 ككل تسبي ذلك 
إلى ربك الذي أحسن كل شيء خلقه. سبحانه وتعالى» الذي هو بضرورة العقل 
صاحب كل كال المنزه عن كل نقص ؟؟ 
ينبغي أن يفهم أصحاب تلك النحلة البدعية أن الصنع بالتطوير لا معنى له إلا أن يكون 
كل طور جديد أحسن من الطور المتقدم عليه لانكشاف عل, جديد للصانعكان خافيا 
0 وإلا لصنعه على أكل ما ينبغي من أول مرة دون حاجة 
إلى "تطوير"! أي أن التطوير لا يكون إلا من حاجة مستجدة تدعو الصان للإصلاح 
أو التعديل بالإضافة أو الحذفء لانكشاف نقص يراد اد تكميله أو قبح يراد تحسينه» 
أو لزيادة القدرة لديه على تحقيق هدف كان مرادا للصانم في التصميم الأول ولم يحرزه 
إلا في حدود قدرته حالئذء فيقع ذلك منه مرة بعد مرة (طورا بعد طور) في خدمة 
الغاية الكلية نفسها النيي من أجلها صنع النوع الأول ابتداء. وهو ما يلزم منه إن أجريناه 
على خاق الأنواع الحية تشبيه الأفعال وفسبة النقص الفاحش إلى الله تعالى كما لا 
يخفى. إذ ئيس خلق الله تعالى ما يخلق محاولة منه لحل مشكلة ميكانيكية لم يكن 
يتوقعها أو معالجة نقص تصمهي كان يخفى عليه» كا يقتضيه مطلق معنى التطوير في 
الخلق» سبحان الله وتعالى علوا كبيرا! 


صفحة | 7117 


وأقول إن التطوير يكون تحسينا "في خدمة الغاية الكلية" أو "الوظرفة الكلية الدوع". 
لأن اختلاف الوظيفة انوعية الكلية الأنواعالمصنوعة بعل امفاضاة يها في درجات 
التعطور الصناعي ات يريا لبه الدكور بقوله بالتطوير الإلهي أمرا لا معنى له أصلا! 
فإنه لا يقال في الغوا صة إنها أكثر تطورا من الطائرةء ولكن يقال في الطائرة النفاثة 
إنهبا 0 لطائرة الشراعية ومن البالون (المنطاد)! فليس الحوت في الم 
امار وخر ام ا ا 
هذا وذاكء وليس الزا حف البرمائي أكثر تطورا من الحوت! وانما خلق هذا لغاية 
ونحل من ا 
واحد منبها - على عقيدتنا نحن المسلمين - على أكل ما يناسب محله الذي خلق فيه 
ووظيفته الكلية والغايات الإلهية من خلقه من أول مرة! 


ولكن لأن الدراونة ألغوا الغائية ترعه1ه16ه! والعاملية عع له إلغاء تاماء وقصروا 
التعليل على القانون الطبيعي والحركة العشوائية» فقد جعلوا معيار القول بالدنو والعلو 
في درجة "التطور" هو الزيادة الوظيفية أو العضوية أو ارو ومن ثم كان 
امخلوق البرمائي عندهم أكثر تطورا من امخلوق البحري (المائي)» وليس العكس! 
ولأهم لم يجدوا إلا أن يمدؤوا أسطورهم ب بالخلية العشوائية الهائة في الماء» حتى 
حصون وجوه 1 ة تصلح مل المخلوقات الحية الأولى واعانتها على التكاثر والاننشار 
يا من قبل أن تظهر فيبا آليات 7 والانتقال» كان لزاما أن تكون الحيتا 
0 هي سلف البرمائيات والزواحفء وليس الثديبات مثلا! فيصبح الترتيب: 
سوا برمائيات ثم منها تنش بريات» وليس العكس! وبناء على تلك 
المسلات الفلسفية الأولى» تعامل القوم مع المستحاثات تأويلا وتفسيرا وتأريخا 
8ن حتى صيروا الأسطورة إلى ما هي عليه الآن عندهم! 


صفحة | 117 


أن التطور على هذا التصور الذي يذهب إليه الدكتور وغيره من دعاة التطور 
اعنم لواحره م رام لدارويني 
أو شجرة الأصل المشترك لم تقم عند داروين على مبداً التطوير والتحسين الوظيفي 
إطار النوع الواحدء ولو كان هذا هو فرض ذاروين الغيبي وتصوره الفلسفي 
للمسألة من الابتداءء للا بدع آليئي الطفرة العشوائية والانتخاب الطبيعي من 
الأساسء وإذن لما جرت أسطورة التارية الطبيعي عنده هو وأتباعه على نحو ما 
جرت عليه! فهي إنما بنبت من أولها إلى آخرها بتأويل المشاهدات كلها على ما يحقق 
المفهوم الدهري الحض للتطور عند داروين» بل وباختراع المشاهدات اختراعا لخدمة 
النظرية (ك| يكون عندما ينتقى ضرس أو شطية من فك أو قطعة من جمجمة لرمة 
من رمم القردة وجدت في طبقة من طبقات الأرض الغائرة» فيتكلف مكتشفها تحويلها 
إلى حلقة تطويرة في السام المزعوم» بناء على فلسفة الترقي التدريجي في درجات التعقد 
الوظيفي والرقي المورفولوجي)! ** بل لو كان هذا هو اعتقاد داروين الغيبي ومفهومه 
التطورء لقال في أصل كل نوع بجعله مخلوقا مستقلا من زوجين» يخلق على مراد 
الصانع منه حال صنعهء ثم يطور نسله وذريته في ! طار الغاية الكلية من صنع ذلك 
انون د والوظليةةالووعية للمزرة. ادعو عيرم دن الأنراده ,عونا ل تقواعي اموي 
والتحسين طورا بعد طور! وهذا لا قائل به من الدراونة لا من 5 ولا من 
التطوريين ولا من غبرهم كك لا يخنى ! 


فالذي يعتقد مفهوم التطور الذي يعتنقه الدكتور عمرو (حتى يصيره تطويرا إلهيا 
بالتدخل مرة بعد مرة)» يتناقض إن اعتنق دعوى الانتخاب الطبيعي ودعوى الأصل 


ولا شك أنه من الخلف العقلي الظاهر والدوران المنطقي الجلي - كما بيناه في غير موضع - 
أن تفيين المقباهداك يناء, على الفركن الغيدي» » ثم تتخذ تلك المشاهدات نفسها بتفسيرهاء دليلا على 


ذ صفحة | 346 


المشارك» وإن قبل ميغولوجبا التاريخ الطبيعي التي يزع الدكتور عمرو بكل ثقة وحزم 
أن الآدلة قد استفاضت با يثلتها ثبوتا باتا لا بُتصور معه معه المعارض! فإنه لا شيء عند 
الدراونة يقررون به ذلك المعنى (معنى التطور الذي صيره الدكتور تطويرا) إلا خرافتهم 
في التفاوت في درجة التعقد :دعام دهن التي 0 معك بسط الكلام على نقضها 
في قسم لاحق من هذا الباب! فالنظام الحيوي أو الكائن المي 00 يكو 
عندهم أ أكثر تطورا *4ع[ه' 2ه]/3 إذا كان 7 "تعقدا" وظيفيا وعضويا 
0 سلفه | 00 ينحدر منه "انتخابا" بزجمهم» بصرف رعو مسالة 
أو الوظيفة الكلية و الداعي للصنع أو نحو ذلك» فإن هذا الباب عند الطبيعيين 

"3 ا أصلا! 0 صانع السيارة» صاحب الغاية الكلية في صنعهاء إذا أراد 
أن يطورها فلن يصيرها طائرة أو صاروخا أو غواصة كا أشرنا آنفاء وإنما تظل سسيارة 
(نوعا) مع التعديل والتحسين! ويقال كذلك إن الصانع صاحب الغاية والغرض لا يلزم 
أن يكو "ساو بره " للا يصنع بزيادة التعفيد أو بزيادة الأعضاء أو بزيادة الحجم 0 
العناصر 9 و بزيادة عدد الوظائف الداخلية أو بالزيادة في بعض الخصال 
والصفات على أبما وجه كانتء بل قد يكون الحذف والتقليل أحسن واكل من 
الزيادة أحيانا في النوع الواحد! ولكن هم 0 بترقية عشوائية لا صاحب لها ولا 


غاية ولا قاتم عليهاء تترام فبها الزيادات العشوائية ترآكما تدريجياء فلزم أن يكون 
بتداء بأصل منحط وضيع؛ والانتباء 0 معقدة بالغة الغاية في التعقيد 
والتنويع! 


من هنا يتبين لك» أبها القارئ الكريم» أنه إذا كان القول بالتطور الموجهء أو الخلق 
بالتطوير» بالف ام 0 الشرئ 
الذيء وتشبها لآفعاله بأفعال المصمم الميكانبكي في تطويره صنعته الناقصة وتحسينه 


صفحة | 115 


إياها خطوة بعد خطوةء فإن هذا القياس المعطل لصفات الرب جل في علاه ليس 
هو ما تقتضيه نظرية الأصل المشترك ومفهوم 0 صم 1م81 
دمتاءعلء5 لدسستطدل8 تزاء واما تقتضي قياسا أحط منه على | لحفيقة وأبلغ ف 
تعطيل صفات | ا 00 القياس 
البشري الأليق بها هو قياس الباري على صانع بشري أعبى لا يدري ما يفعل» أو 
للدقة لا يريد من صنعه هذا النوع أو ذاك غاية معينة» فلا وجحمة معينة تظهر في 
لتغيرات التي تطرأ على صنعته بحيث يكن أن يقال عنها إها "تطوير وظيفي" على 
المعنى الذي يزعمه صاحبنا الدكتور عمرو ومن 00 أهل الكتاب! فلا 
يك حل احا روا ففل عله لقره و ادل ره أل الدو تافل رن انا 
الأمر (الفردية 3 ا" م ركة أولى تنبأ بأمها إذا تركها 
وشأنها خضي بتواداتها السبيية الطبيعية المستقلة عنه بالكلية, مضيا حقياء فستصل 
في الهاية | ذلك لوقك ل 
أهل الكتاب, وتابعهم نضال قسوم كا يأتي بيانه في موضعه! فإن مبدأ الاتتخاب 
الطبيعي الذي عليه جرى تأسيس أسطورة التارية الطبيعي» يجعل من -00 
الوجودية وانتفاء الغاية في التناسل والتكاثر 0 لاقام لل مين 
ملل حك ين مدا ام وا أن يكون وراء تلك العلمية 
التاريخيةفاتحفنة الطول» المقرقة: فى العبقية.والفوضروية. غايات مفضيلية إذى - 
غيبي يوصف بكمال العلم وا لإرادة والحلق! لأنه إذن لرتب الأسباب كلها من أجل 
تتحقق غاياته ومراداته التفصيلية من خلق الأنواع اليا ارك بيهم 
غير أن يكون الأصل في المخلوقات ذا ك الهلاك والضياع والعبث المبين» وإذن لا صم 
أن تكون قصة النشأة على ما زعموه» ولا أن يقال فيها بفكرة "الانتخاب" هذه أصلاء 
كما ببناه بتوسع وبسطنا عليه الكلام في قسم سابق من هذا الباب! فلا يستقيم 


صفحة | 117 


لصاحب القول بالنشوء والارتقاء بالاتتخاب الطبيعي من ذرية سلف مشتركء إلا 
أن يبلغ من تعطيل الباري عن صفاته والحط عليه ما بلغه داروين نفسه أو قريما منه» 
وجول لاقي الاتبامله] 
ولو أنا أسقطنا لوهلة مبدأ تسلسل الأسباب الطبيعية في الماضي عند الدهرية 
الطبيعيين» ذلك الإسقاط الذي يشعرنا به بعض ما كتبه داروين عن مصدر الكائن 
الحي الأول في كتابه "في أصل الأنواع" (إذ جعل للحياة سببا - بدا من كلامه أنه 
كان يقصد به إله النصارى الذي ل مبداً السببية 
الطبيعية المغلقة (أو حقية لابلاس) عند الطبيعيين» ثم أضفنا إلى 0 
الحياة تلك أسطورة نشأة الكون بكليته عند الكونيبين» تلك الأسطورة الانفجارية 
التي نجزم بأن داروين لوكان حيا في زماننا هذا لما وسعه إلا أن يؤمن بهاء للزم أن 
يصبح الاعتقاد المعقد عند من يقول بهذا ل لاضويد ١‏ نقيت 
صانعا ما بالغيب» أن يجعل مبدأً العالمكله (بما فيه نشأة الحياة) إنما هو "فعل" صدر 
عن ذلك الصانعء فنشأ عنه حادث الانتفاخ الكوني الأول المزعوم من مادته الأولى» 
الني إما أن يرجع إلى أصل تسلسل الأسباب الطبيعية فيجعلها غير مخلوقة أصلا 
وما أثر فيها الصانع من خارجما (وهو ما يجنح به غلبا إلى القول بصانع أرسطو 
وسبينوزا الذي هو عين المصنوع: دونع اغصوط 0و1 لهم د2[2): أو أن يخرح منه 
ويقول 0 0 فلابد أن يجعله هو من 
ركب فببا طبائعها وستها السببية وحدد ثوابتها الفيزيائية» ببيث أحدث فيها ذلك 
الانفجار المزعومء جرت الطبك في التآثير على تلك المادة ده على نحو يضمن 
نشوء الياة على الأرضء في تلك القصة الطويلة التي تنتبي بنشوء الإنسان» ولم يكن 
من الممكن أن تجري على غيرها بالنظر إلى ثبوت تلك الطبائع واطرادها المطلق في 


صفحة | 711 


أنحاء الزمان مع انحصار أسباب الحوادث كلها فيهاء وهو إذن ما يجنح به إلى | 
بصانع داروين الربوبي >ع>له3/1 عاو 0]! 

وبالنظر إلى انغلاق السببية الطبيعية» فإن ذلك الصانع إما آلا يكون له (على المذ 
الأول) دور ولا فعل في جريان حوادث العالء بما في ذلك نشأة الحياة في المادة 
الميتة؛ مسد بيه 0 النحو الوحيد الذي 
ا ل التي لم يكن هو من خلقها أو أحدتهاء وإما أن يكون 
غاية دوره وفعله أن حرر 00 والسنن كلها بحيث إذا أحدث الاتفجار المزعوم 
على المادة الأولى المزعومة» فلابد أن تتتبي الأسباب الطبيعية بتلك المادة المتناثرة 
إلى خلق كل شيء كما نراه الآنء بما في ذلك خلق الحياة في المادة الميتة» وخلق 
الأنواع كلها ومنها الإفسان! واذن فلا يزيد فعله بعد الحادث الأول» إن قدروا له 
فعلاء على أن يراقب ويشاهد جريان | لغلتة التي صنعهاء لا أكث ولا أقل! وإ 
0 لهأ لمحاسرده لاض ا 
الآلة السببية المغلقة» ومن ثم يسميها الدكتور ومن قادهم "بالتدخل الإلهي"" للزم أن 
يؤدي ذلك إلى عواقب وتبعات وتولدات سببية ماكانت لتجري لو لم يقع ذلك 
التدخل! 

وإذن للزم أن يكون الصانم علها من قبل بأنه "سيتدخل" في يوم كذا بالحادث كذا 
في امحل كذاء حتى تتتبي الأسباب كلها مع ذلك التدخل إلى خلق العالم والحياة فيه 
على ما كان يريد من الابتداءء لا على خلافهء وهو ما من شاه أن يفتح الباب 
للسببية الغيبية الني تلجع الطبيعيين لمصادر معرفية أخرى بجانب العلم الطبيعي حتى 
حنرنا: رهوها لالكارة.» ذ لو فتحوا له الباب لما أمكنهم أن يستنبطوا شيئا في 
ذلك لغيب الماضي العظيم (غيب النشأة) من طريق طرد السنن لسان السببية الطبيعية 


صفحة | /115 


وصولا إليه» لآنه إذن تصبح احقالية وقوع حوادث في الماضي (كطوفان نوح مفلا!) 
نخرم ذلك الاطراد (كم| هي نهايتهم في فهمه وتصوره) وتعطله, مكافئة لاحقال العد 
واذن لسقط بناء نظرية داروين ونظرية الانفجار على رؤوسهم جملة واحدة» ولكان 
تنظيرهم في مسألة النشأة كعدمه (في إفادة العلم)! من هنا لزم أن يكون الصانع معطلا 

عن الفعل بالكلية وعن إحداث الحوادث في العام (أو "التدخل" بأي وجه كان) من 
بعد إحدافه الحدث: الأول» ا المعقد هو جريان تاريخ الكون على نحو 
ما حرره الطبيعيون من تفصيل لأسطورة النشأة الطبيعية! 
ولهذا كان ذلك الصانع الربوبي العدمي عكله/2 عنون1 هو غاية ما قال به داروين 
نفسه من باب التزلف للمقريين إليه من النصارى» كزوجته وغيرهاء لا أكثر ولا أقل, 
كا بنناه في غير هذا الموضع! فالتصور الدارويني لقصة التطورء العشواء الوجودية 
متجذرة فيه ضرورة» ولا متسع فيه على التحقيق لصا إلا أن يكون هو الذي وضع 
الطبائع في المادة وحركها الحركة الأولى بعشوائية محضة, ثم تركها لتمضي بتلك الطبائع 
ال ها اقب على كما لفوضوة وعن احتكاا يعضها لبعض من تلات 
وتوادات سببية تجري وتترآم في الكون كينها اتفق! والعجيب أن الدكتور عمرو يثبت 

تلك الفوضوية الابتدائية بالفعل في فردية الانفجار 90 فبأي منطق قبلها في 
الكوزمولوجا ثم أصر ذلك الإصرار الصارم على رفضها في البيولوجيا؟ ؟ 


أن التطور في نظرية داروين» أبها القارئ الكريم: إما يقصد به زيادة التعقد 
0 والعضوي والمورفولوجي» بناء 0 آلية لا غاية لها ولا قصدء وإنما تحضي في 
إضافة الزيادات العشوائية بلا ضابط ولا رابطء فإذا اتفق للمخلوق الذي فيه الزيادة 
أن تمكن من أسباب التناسل والتكاثر والانتشار» كان إذن نوعا جديدا قد "انتخبته 
الطبيعة". أيا ماكانت "الوظائف" التي قدر له أن صارت أعضاؤه الجديدة تقوم بهاء 


سد 


صفحة | 7149 


ما استجد فيها ما لم يكن في سلفه من وظائفء وإلا هلك وكأنه لم يكن! والأسطورة 
الداروينية كلها في أصل الأنواع إيما بديت على ذلك المعنى! فليس هو تطويرا ولا 
تحسينا ولا شيء من ذلك كا يزعمه التطويريون» وليس في نسبته إلى رب العالمين 
إلا تعطيل صفاته كالعام والحكمة والخلق» بل وسبه وشتمه سبحانه وتعالى علوا كميرا! 


فإن قال الدكتور: ولكن التطور عندنا ليس عشوائياء بدليل أنه انتبى إلى خلق 
الإنسان الذي هو أرق الأنواع الحية يإجاع العقلاء» وهو ما يدل على أنه من حكمته 
وعلمهء أخذ يحدث الطفرة بعد الطفرة على نحو خصوص حتى يصل الأمر في النهاية 
إلى ظهور الإنسان! قلنا له: لا حكمة ولا علم ولا وجه أصلا لأن يخاق الباري الأنواع 
بعضها من بعض بالترقية انتخابا على نحو ما زعمتمء يترك نسل النوع الواحد هملا 
ليلك كله حتى ينقذ بعضه أخيرا "بالتدخل ا ل 
في آخر لحظة! وقد بينا أن معنى العشوائية الوجودية يثبت على الأسطورة الطبيعية 
قن لاسرا يدا 4 افا ال أل عونا عاوقل بواكن وااو 
بالترك الحمل هذا لاما بأن الأصل في ذرية النوع الواحد الهلاك والعجز عن التكيف 
والتكائر حتى يأتي التدخل الإلهي بالطفرة الموجمة» واما نرى أن الطفرات لم تزل تأتي 
ما ينشأ عنه يكل مرة نوع جديد صا للبقاءء كاكان سلفه صاا للبقاء من قبل 
سواء بسواء! قيل إه: هما معنى الاتتخاب الطبيعي إذن وعلى أي شيء يعمل 
عندك ؟ ؟ الانتخاب لا يكون إلا بأن يبقى ما جعلته الطفرة صالخا للبقاءء خلافا لما 

سواه بما تبلكه الطبيعة إهلككا! فإن كان الميع لا ينشأ إلا صالخا للتكيف والبقاء من 
حيث الأصل ومن الابتداء» فلا انتخاب إذن! 


وإذن يصبح السؤال: إذا كان الآمر كذلكء نما الداعي لقبول تلك الأسطورة الملحمية 
الطويلة في أصل الأنواع (أسطورة "التارية الطبيعي" كما تسمى) الي بدأت بالخلية 


صفحة | .50606" 


الأحادية الضئيلة ثم تدرجت في الزيادة والتعقد حتى بلغت ما بلغت؟ فإن قال: 
الداعي هو ما في السجل الحفري وغيره من دلائل على صحة التدرج التاريخي الدارويني 
لظهور الأنواع على الأرضء قلنا: هذا قلب للآية وعكس للاستدلال! فإن داروين 
عندما وضع نظريته وبدع بدعتهء لم يكن ذلك عنده من أثر تتبعه للسجل الأحفوري 
لرمم الحيوانات المنقرضة كما هو معلوم! وانماكان غاية ما لديه مشاهداته للحيوانات 
الحية في رحلته على مثن البيغل» وربطه بين صفات الأنواع التي شاهدها وأحوال 
البيئات التي تعبش فيهاء إلى جانب تلك الطيور التي كان يجري عليها التبجين في 
حديقة ببته! فالقوم لما قبلوا منه نظريته أولاء أخذوا بعد ذلك - لا قبله - (أي بعدما 
صارت فكرة الأصل المشترك نظرية علمية على يد داروين) في القاس التأويل 
الدارويني للحفريات الي سبق اكتشافها لأنواع منقرضة » وفي استخراج المزيد مما 
يحري على التأويل الدارويني» وماكان ليعجزهم ذلكء بالنظر إلى مشكلة التكافؤ في 
الاستدلال بالمشاهدات م تهممعءوط0 نط دمغ هصتدسعئغء06:0م11 على 
صحة الفرضيات الغيبية الحضة. التي بسطنا الكلام علبها في الباب الثاني من هذا 
الكتاب! 


والعجيب أن الدكتور نفسه يقول في الصفحة التالية (ص. 178): "وقد توصل 
دارون إل نظريته رم من قلة الأداة العلمية المتاحة ال لوه ا 
ذلك إلا لأنه بدأ بالهجوم على ذلك الأمر الغيبي الحض بوضع الفروض التفسيرية 
الخيالية والأقيسة الوهمية» ثم جاء من بعده بجمع المشاهدات التي تأولوها على ما 
يوافق تلك الفروض والخيالات والأقسة. فصارت عندهم بذلك "أدلة" على صعة 
تلك الفروض نفسهاء وصارت نظرية تبلغ منزلة الحقيقة 


70١ | صفحة‎ 


فإذا كان الأساس الفلسفي الذي أقام 0 نظريتهم» ومن ثم مفهوهم للتطور 
نفسهء ومعه كافة الآليات الطبيعية التني زعموا : أن الأنواع الحية كلها قد نشأت بهاء لا 
نبوض للعقل السوي به ا بتداء» فأي داع يبقى إذن للتسليم بصحة أسطورة | لتاريخ 
الطبيعي المزعوم عند أي عاقل يحترم عقلهء فضلا عن الزعم بآن ما جمعه الدراونة 
لأنفسهم عبر قرن ونصف من الزمان منذ أن نشر داروين كتابه الملعون» يصح أن 
يعد من جنس "الآداة العلمية" في بنائها وتشييدها؟؟ هذه هي المسألة التى لا يريد 
الدكتور وأتباعه أن يعقلوها! يا دكتور إذا سقطت فلسفة الطفرة العشوائية وسقطت 
فلسفة الانتخاب الطبيعي وسقط معنى "التطور" ومفهومه في خلق الأنواع» وسقط 
الأساس المعرفي والمسلمات الميتافزيقية الكلية التي جمع داروين الأنواع كلها تحت أصل 
واحد أو بضعة أصول بالبناء عليها (كسلمة ال“سقرارية المطلقة والاطراد المطلق 
ومسلمة السببية الطبيعية المغلقة وغيرها)» فأي سبب يبقى إذن 7 أسطورة 
التاريد الطبيعي عند العاقل الحر الذي لا يرضى لنفسه بالتبعية والتقليد الأعمى ؟ 
سواء جاء النص عند المسلمين بثىء في هذه 000 
5 من تلك 0-7 0 لفساد 0 الميجية 0 أدت 0 إلا 
ا م 0106 قوة إلا 6 

ومرة أخرى تقول إن التحول من نوع إلى نوع ليس داخلا في معنى التطوير للنوع 
0 قيس 0 عناصر أ 0 000 7 
أراد ا لح لعالم | 0 0 

لخلق بالغ الدقة والإتقان من خالق عليم حكيم, فلم يجد إلا أن يعتنق فكرة الأصل 


صفحة | 7017 


0 (التي كانت من قبل قد ظهرت في 7 الثامن عشر الميلادي)» ويجعل 

منشأ الأمر كله تدرجا بالطفرات والزيادات لضيئاة المتوافرةء خطوة بعد خطوة» في 
عملية عشوائية بدأت من أحط | سي السنين» 
كل ذلك رجاء أن يصل إلى تهميش دور الباري جل شأنه وتنحيته بالكلية عن أظهر 
ما يضرب به العقلاء المثل على طلاقة قدرته سبحانه في الخلق والتصوير! فلولا هذا 
المطلب الدهري الخبيث عنده وعند من سبقوه إلى فكرة الأصل المشترك تلك» ما 
فرض داروين فكرة "التطور" على ذلك المعيار الواهي وبذلك الترتيب الوهمي الذي 
لا يصح في العقل أن ينسب إلى صانع حكيم ذي علم ٠‏ فضلا عن أن ينسب إلى رب 
العالمين جل شأنه! 


والسعيتب أن اكور يتنه ف سناقنية: وا شعن :الصفغة ناور" لمن قية” 
ابتة بأدلة علمية مباشرة» بل إنه غير خاضع للملاحظة على الإطلاق» فيقول: "يعتبر 
الكثيرون أن مفهوم التطور من الأهمية لعلم البيولوجيا كفهوم كروة الأرض ودورانها 
حول الشمس بالنسبة لعلم الفلك. ولنا تحفظ كير على هذا الوصفء فدوران الأرض 
عرل لقي معنا لاقلا اللي الب اشروبسولا وى تسريه مور 
خاضع للملاحظة على الإطلاق. كقونا | إن الطيور والندييات نشأت من الزواحف» 
إن التسوية بين المفهومين طرح غبر علمي بالمرة» يقف وراءه موقف 00 
رافض للتفسيرات الأخرى." اه. قلت: لا أدري كف 0 الدكتور أن 
الطبيعيين في الجزم بكون الأرض كما سيارا يدور حول الشمس 0 
والكواكب من حولها نجا من جملة النجوم تسبح فها يسمى بالمجرة» ييلغ أن 
مشاهدة صريحة لا تأويل فيهاء أو ما يبدو أنه يقصده بقوله "الأداة | 0 
ق عقيل ١‏ "فض للملافضة عل الإمالى “من ورغ معاون المسبونة إن 


صفحة | 707 


العلم الطبيعي! يبدو أنه يظن كا يظنه كثير من الناس» أن رؤية الأرض وهي تدور 
في كاميرات الأققار الصناعية ومن فوق القمر وغير ذلكء أصبح يقوم مقام المشاهدة 
المباشرة الصريحة التي لا تدع مجالا للشك في هذه المغالة نولا ينية إن أن.هذا 
بالضبط هو ما نتوقع أن نراه بأعيننا كذلك إن صم أن كانت الأرض ثابتة في مركز 
الكون كا نزعمه نحنء وكانت سائر الأجرام والنجوم كلهاء هي التي تدور وتتحرك, 
بالخلاء الذي يتخللها معهاء بالنسبة إلى حدود الكون! بل هو بالضبط ما نتوقع أن 
نراه لو قدرنا أن كان القمر الصناعي هو الثابت في مركز الكون وكانت جميع الأجرام 
تدور من حوله! 

قد بسطنا الكلام على هذه المسألة في غيرما موضع من هذا الكتاب فلا داعي للإطالة 
بالتكرار» ولكن القصد بيان سطحية التناول العقلي والفلسفي الذي يدخل به 
الأكثزون من بني جادتناء حتى من المتخصصين الأاديميين: إلى قضية تقدير القهة 
أو القوة المعرفية (إفادة العلم) في مختلف فئات الدعاوى عند التجربيين وأصحا 
الطبائعيات على اختلاف مجالاتهم البحثية! فهو يريد أن يخبرنا بأن زع بعض "أصضعاب 
الأبديولوجيات" بلوغ مسألة التطور الغاية في قوة الثبوت المعرفي (أن تعتبر حقيقة 
منصرمة لا شك فيها ولا يرد علبها المعارض) هو زعم ساقط متبافت» وصدق في 
ذلك ولا شك (وإن كان ناقض ذلك القول في مواضع أخرى من كتبه)ء ولكنه .| 
أراد أن يضرب المثل إذلك المستوى الأعلى في الغبوت المعرفي عند الأكادميين 
الطبيعيين» الذي زعموا ثبوته لمسألة التطورء جاء بمسألة هي كذلك من أدق مواطن 
الغلط عندهم في زمانناء ومن من أخفى صور التلبس بغالطة تنزيل ما في الأذهان على 
ما في الأعيان عند الفلكيين» لا لشيء إلا لآنه لا يعرف أحدا يخالف فيهاء لا من 
الطبيعيين الدهرية ولا من أهل الملل الأخرى من المشتغلين بالفلك والعلوم التجريدية! 


صفحة | 101 


على أني حال» فالذي يعنينا هاهنا أن ننترع منه الاعتراف بأن "مفهوم التطور" ليبس 
حقيقة علمية منصرمة» وانما يجعلها كذلك من يعانون من التعصب الأيديولوجي! ومع 
ذلك يقرر الدكتور قبولها لا لشيء إلا لأنبا هي الموقف الأكادمي السائد حاليا! فيقول 
تحت عنوان "نقبل التطور ونرفض الداروينية" (ص. :)١79‏ يعتبر الاتحاد الأمريكي 
لتقدم العلوم 5 .كش أكبر تجمع علمي في العالمء وفي التاسع عشر من فبراير عام 
5 أصدر الاتحاد بيانا جاء فيه: "لا يوجد في الأوساط العلمية خلاف ذو بال 
حول قبول مبدأ تطور الكائنات الحبة» بل إن التطور يعتبر الآن أقوى وأكثر المبادئ 
9 في علم البيولككيا ".ونيا اتاد الأمريى يفعلاث عزن "مبذا أو 0 

" أما عندما يطلق اصطلاح ' الداروينية أو نظرية التطور". فهو يشير إلى 
000 عناصر: أو : لا: الأصل ال ا المتلفت ل 20 
:دع قل.... ثانيا: الطفرات العشوائية 5مهم86غ1/]1 ددملصدظء ... ثالثا: 
الانتتخاب 0 ممنءع1ء5 لوتتخدلل .." اه. 


قلت: لا شك أن الفصل بين "التطور" و"الداروينية" على ذلك النحو الذي تكلفه 
5 اه لا حقيقة له إلا في عقله هو وأتباعه! فقد ببنا أن معنى التطور 
الذي يدعو إليه ويروج له في كل محفل (أو التطوير غ«عدممهاء1(©7). لا علاقة 
له البتة بمعنى التطور 270101105 الذي قامت عليه النظرية بجميع آلياتها وأسطورتها 
التاريخية الطويلة» 00 الانخلاع بالكلية من خرافة الانتخاب الطبيعي وخرافة 

لسلف المشترك إن أراد السلامة من أصل العشواء الوجودية واللاغائية! فإن فعل 
ل 
بل سيلزمه أن يصطنع لنفسه نظريته الخاصة في التارية الطبيعي وفي أصل الأنواع» 
يجعلها على أبما نحو يشاء! فلا يصح مساك الدكتور في الفصل بين دعوى تطور جميع 


صفحة | ه70 


الأنواع من أصل مشتركء وبين الآليتين المزعومتين لتلك الشجرة الخرافية العملاقة 
لمسماة بالتارية الطبيعي» بحيث يقبل الدعوى الغيبية نفسها ويرد آلياتها عند أصحابيا! 
فنظرية داروين هي الانتخاب الطبيعي بالأساسء والداروينية هي الاعتقاد بتطور 
الأنواع بعضها من بعض بالانتخاب الطبيعي للطفرات» فبدون تلك الآليات»: على 
التصور الطبيعي المحض الذي وضعت عليه: فليس يبقى للطبيعيين أي داع للقول 
"بمفهوم التطور عن أصل مشترك" البتة» واذن لا يبقى لدى الدكتور أي أساس 
"علمي" اذلك ب أوهم نفسه (على تعريف الطبيعيين للعام وما يحصل به 
العام في تلك القضية الغيبية)! 


فإن قال: كلاء بل بقي إدي القول بجريان الانتخاب لطعي على الطر لطفرات الإلهية 
الموجممة تبعا لغايات الصانع ومقاصده من خلق الأنواع الحية» وهو المفهوم الصحيح 
للتطور كا ندعو إليهء قلنا له: ليس ذلك التفسير الفائق د 116141 م511 
دهن هصمامعدظ ما يقبله أصحاب الأكاديميات البيولوجية» كما تعلم ذلك تام العلم» بل 
وليس يتحصل منه القول "بآلية" «تونصهاء»3/1 أصلاء جريا على قياسهم الميكانبكي 
لنشأة الأنواع الحية على الأرضء بتولد بعضها من بعضء ولا يكون "للاتتخاب 
الع نب بجعا كا باذ تاسومة نون وم أ ذك ةسدنه ايوق 
هذه أصلا إلا بالتأسيس على عشوائية الطفرةء ذلك الحادث الفوضوي الذي يتفق 
به ظهور صفات وراثية جديدة في ذرية النوع الواحد من آن لآخرء بحيث إذا هلك 
من تلك الذرية ما هلك (بطفراتها وتغيراتها الوراثية) من غير أن ينشأ منها نوع جديدء 
وقع أخيرا في تلك الذرية عدد من الطفرات التي تتزام تدريجيا (سواء بالتدرج المطرد 
البطيء عبر ملايين السنين» أو بالتدرج السريع في آلاف السنين كا في نظرية 


سعط سوط 0ع غه6تعصتط لغواد والدر يدج). حتى يذكياً منه نوع جديد صاح 


صفحة | 107 


لأن "يتخب للبقاء" فتتكاد 1 وينتشر وييقى! فالني يجعل من تلك 3 
المزعومة "تدخلا إلهيا", فلا معنى لأن يجعل الأصل فهها أنها تأت بالفوضوية والعبثية 

إذ الأصل في الصانع المراد إثباته أنه يدري ما يفعل وما يريد! وإذن فلا معنى للقول 
بتدرج الطفرات النافعة» التي "تتتخب" كلها تباعا وصولا لاق النوع الجديدء لا 
بالتدرج البطيء ولا السريع» ولا معنى للقول بالانتخاب أصلاء لاكالية مطردة» ولا 
حتى كحالة استثنائية! 


فإذا كان النوع الجديد لا يصير نوعا في اعتقادم إلا بالخلق الإلهي المرتب على غايات 
ومقاصد معينة» فلا يخلق الإله كل نوع من ذرية سلفه إلا إذا حدث في علمه ما 
يقتضي خلقه كنوع مستقل '*., فأي شيء يعجزه عن أن يخلقه كاملا من أول مرة 
ل ا ل ظهور الداعي لذلك» بحيث لا 
يتخلف تام الفعل عن حصول المشيئة الموجبة له (بالنظر إلى كمال قدرة الباري)» 
فيخلق النوع الجديد في زوجين معا يتناسلان وتوفر لما ظروف الانتشار 
ل م 
حكها قادرا ينشئ نوعا جديدا بارا الوك عليهء أليس كذاك؟! واذ 

فليس ثمة ما "تنتخب" منه الطبيعة ما يصاح للبقاء» لأ ا 
أول يوم كزوج كامل الخلقة صاط للبقاء وال لتكائر والاننشار ! واذن فليس ثم ما يدعو 
للقول بأصل واحد لميع الأنواع #زتادعع دق ددهدصدم00 ولا لآلية تطورية على أي 


٠‏ وقد مر معك بيان أنه ليس يُتصور أن يستجد في علم الله تعالى حادث يقتض إنشاء نوع جديد 

من أنواع الكائنات الحية» فإنه سبحانه يخلق ما يشاء ويختارء ولا مستكره له على الخلق والإبداع؛ 
ولا موجب له ولا قيد عليه! ((وَرَبْكَ يَخْلْقَ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَهُ مسُبْحَانَ الَّهِ وَتَعَالَى 
عَمّا يُتْرِكُونَ)) [القصص : 18] فلا وجه للقول بظهور "المقتضيات" لخلق الأنواع الجديدة تباعاء 
إلا على مقتضى قياس الباري سبحانه على الصانع البشري الذي يخلق ما يخلق من الأنواع الجديدة 
تبعا لعلم يحدث له اكتسابا» طورا بعد طورء سواء بالحاجة الداعية لابتداء تصميم جديد أو للتعديل 
على تصميم قديم! 
صفحة | 701 


كذلك على أن ينشئ كلا من الحوت والبرمائي من ذرية 5" أنواع الندييات أو 
حتى الطيور! 

فإن قال: ولكن قد دلتنا المكتشفات الأحفورية والمستحاثات على تدرج عائلات 
الأنواع في طبقات الأرضء بحيث كان "الأبسط" منها هو الأقدم والأعقد هو 
الأحداثء قلنا له: قد تقدم الإشارة إلى أن انتقاء ما يصلح لأن يكون اكتشافا حفريا 
قابلا للاعتاد والنشرء إنما يحري عند أصحابه على أصل الاعتقاد الدارويني في مفهوم 
التطور وما يتطلبه من آماد زمانية طويلة (بناء على فلسفة الطبيعيين في زيادة 
الاحقالية بتطاول الزمان)» فإن قُدر أن وقع لبعضهم استخراج رمة أرنب أو جرس 
من النحاس أو ملعقة خشبية مثلا في طبقة البريكاميريان» فلن يعدوها إلا حفرية 
شاذة ععهاط 4ه غ01 / لزووه 5ناه[ةدصوصف: إنما ظهرت في غير محلها بسبب 
تزوير متعمد أو "تلوث" (غلط في إجراءاء' ت استخراج الحفرية) همه صمنصسمغخمه) 
0 ا ا 0 
بحفظ لم 0 1 تجد وسائل تقدير الأعار له عندهم 0228آ 
85 إلا جارية في فرضيات نظرياتها على التوفيق مع نظرية داروين كذلك 
ظرات لاوجت فارع ارش .ا عل جل مسلات الي انر 
08 وبلغ الأمر بهم في 5 والخيال 0 يؤول ضرس مكسور (كما في خرافة 


صفحة | /710 


"إفسان نبراسكا"! '*) على أنه من بقايا مخلوق وسيط بين القرد والإفسان» كان 
طوله كذا وحجم جمجمته كذا و وكذاء بل وهيئته وصورة وجههومشيته ومطعمة ومشريه 


كثيرا ما يؤتى بهذا المثل - عند عامة المشتغلين من أهل قبلتنا بالرد على الدراونة - في إطار 
الاستدلال على ما يكثر عند القوم من صور التدليس والتزوير في الحفريات من أجل إثبات الحلقة 
الانتقالية بين الإنسان والقردة العليا المزعومة (أو ما يسمى بالحلقة المفقودة)» ولا يشار إلى مسألة 
الدور في الاستدلال» ولا إلى مسألة فساد المنطق التفسيري 13034100ماع +وع8 مغ عءمعمع4ما 
المتبع في تأويلاتهم لتلك المكتشفات؛ مع أنه (أي هذا المثال) من أظهر الأمثلة على فساد منطق 
الدراونة في التعلق بالمشاهدات لنصرة أسطورتهم الغيبية! فأما الدور فقد بينا وجهه! وأما فساد 
المنطق التفسيري» فبالنظر إلى مسلكهم في بناء التفسير الغيبي لضرس مخلوع وجدوه حيث 
وجدوه؛ء لا على الاستقراء الذي اطردت به عادتنا الحسية في مثل ذلك» ولكن على تصور وهمي 
مفترص لموجود لا نعلم له نظيرا في تجربتنا الحسية البتة» بل نعلم بالضرورة والبداهة والفطرة 
أن داعينا لافتراضه داع باطل فاسد! 

فلو أنك اتفق ق لك أن وجدت ضرسا مخلوعا في الطريق في يوم من الأيام» فإن آخر ما يخطر 
ببالك من تفسير لتلك الوجادة أن يكون صاحب ذلك الضرس رجلا خلع ضرسه بالمفك أو الزرادية 
وهو راكب سيارته ثم رماه من شباك السيارة ومضى! لماذا؟ لأنك لم تر في حياتك من يفعل ذلك؛ 
ولا سبق لك أن سمعت به! فعلى أي أساس يكون هذا هو افتراضك في تفسير المسألة؟ لا أساس 
عَلَى الاطلاق! فما:التفسير الأقرب إذن؟ الأقرب أن يقال لعلها سقظت من :نفايات مستشيفى أو 
مركز قريب من مراكز طب الأسنان - مثلا - أو من سيارة قمامة تحمل فيما تحمل مخلفات من 
إحدى المستشفيات أو عيادات طب الأسنان! هذا مع أن العقل يجيز أن يقع في يوم من الأيام من 
أحدهم أن يقف في وسط الطريق» ا ل رم ال 1 
نقول إنه مجنون مختل العقل؛ لكن لا نمنع من ذلك (من حيث الإمكان العقلي)»؛ وإنما نجعله احتمالا 
مرجوحا للغاية (من حيث الاحتمالية)» لعدم حصوله في عادة الأكثرين! وأغرب من هذا وأغرب» 
أن يأتي من يروم تفسير ذلك الضرس اللقيط فيقول لعله نبت من الأرضء أو سقط من الفضاء 
الخارجي مغلفا بصخرة صغيرة احترقت وتفتت من حوله وهو يخترق الغلاف الجوي! هذا أبعد 
في الاحتمالية بأضعاف كثيرة» لأنه ليس له سابقة مشابهة في تجربة أحد من البشر البتة! فهل نقبل 
منه هذا التفسير؟ أبدا! لا يقال في مثل هذا إنه التماس لأحسن التفاسير غ865 0+ ععمعمع6ما 
30م ! وإنما هو التماس لأوهاها وأبعدها عن العادة والخبرة البشرية 0+ اه6م0م/ 
30 و5و8356165! ولا أرتاب في أن صاحبه سينظر له نظرة استهزاء ولن يحمل كلامه 
على محمل الجد أبدا! فكيف إن قال قائل: هذا الضرس ليس ضرسا لإنسان أصلاء وإنما هو 
ضرس سقط من كائن هجين بين الإنسان والأورانغوتان؟؟ هل سبق أن رأى أحدنا نوعا هجينا 
بين الإنسان والأورانغوتان» كما أن البغال هجينة بين الحصان 5 مثلا؟ أبدا! والسؤال الأهم 
هو هل وقع في خبرتنا ما يدل على جواز أن يقع ذلك الهجين أصل! أبدا! فكيف يستساغ مثل هذا 
التفسير؟ 

الآن هب أننا عثرنا على نفس هذا الضرس مدفونا تحت الأرض على عمق عظيم جدا! فما التفسير 
الأقرب لأذهان العقلاء الأسوياء إذن؟ أن يقال إنه إما أن يكون من بقايا رمة إنسان مات قديما 
وتحللء أو إنه من بقايا رمة لفرد من نوع من القردة مما نشهد أفراده اليوم (كالأورانغوتان مثلا)! 
هذا ما استفاضت العادة والخبرة البشرية بنظائره»ء بسرف النظر عن العمق الذي عثر فيه على 
ذلك الضرس! أما أن يقال إنه من بقايا حيوان هجين عمره ملايين السنين» وسط بين الإنسان 
والقردء كان هو السلف المشترك لكل من الإنسان والأورانغوتان (مثلا)» فبالإضافة إلى وهاء 
الفرض التفسيري وافتقاره الظاهر لأي نظير في الخبرة البشرية يسوغ الذهاب إليه» فإن هذا 
صفحة | 109 


على نحو كذا وكذاء ثن زم من الدراونة أنه من الوارد أن تظهر لحم مشاهدة في يوم 
من الأيام تثنههم عن القول بالأصل المشترك وتحوطم عنهء فهو كذاب مستخف بعقول 
مخالفيه» أو جاهل لا يدري عن أي شيء يتكلم! 


ليس في الاستدلال بشيء مما يقال له "السجل الحفري" على صحة قصة التاري: 
الطبيعي في نفسها إلا حض الدور كما بسطنا الكلام عليه في غير موضع؛ وليأتوا من 
ذلك بما يحلو لهم فلا غيرة بيه غندنا! .ولولا أن كانت :«نظرية' النشوع: ولا رتقاء “هن 


3 


البارادايم المعقد في جمإة عظهة من العلوم الطبيعية المعاصرة» وكانت لها تلك المنزلة 
الدينية العليا عند عامة الطبيعيين المعاصرين» لت فلاسفة العلم المعاصرين يتقو ن 


على إنزالها منزاة التنجيم والسهياء والفونغ شوي وغيرها من العلوم الزائفةء والله 
المستعان! 


والحاصل أننا تقول: إذا كان دين المسلمين لا يتسع إذلك الزع الجهمي الاختزاللي بأن 
الله إنما يخلق الأنواع الجديدة "بالتطوير والتحسين" على أنواع سابقة» ودين 
الطبيعيين كذلك (أصوطم المبجية في مسألة النشأة وفي المعارف الغيبية عموما) لا 


الفرض يقوم على مقدمة خفية في صورة دعوى غيببية كلية مفادها أن الأنواع الحية كلها نزلت 
عبر التاريخ من أصل مشترك! وهذه الدعوى باطلة لقيامها على اعتقاد ديني طبيعي وعلى جملة 
من المسلمات الطبيعية التي لا يقبلها العقل ولا يملك أصحابها طريقا لإثباتها البتة! وإذن فالتفسير 
على هذا النحو مردود على صاحبه لفساد المنطق التفسيري ولقيامه على قياس غيبي فاسد في 
الأسس التي يقوم عليها عند أصحابه! فكيف إذا جيئ بذلك التفسير في مقام الانتصار لتلك الدعوى 
الكلية نفسها (دعوى الأصل المشترك) يتخذه أصحابه دليلا على صحتها في نفس الأمر؟؟ لا شك 
أن في هذا الاستدلال من الخلف العقلي والدور المنطقي ما إذا انضاف إلى تلك الجنايات العقلية 
التي ذكرناها في تطبيق المنطق التفسيري» صار جريمة في حق العقل البشري يستحي منها عبدة 
الطوطم في أحراش إفريقيا الوسطى!! 

فإن قالوا: ولكن قد سبق أن وجدنا مثل هذه الوجادة في مواضع شتى كلها على نفس الطبقة من 
طبقات الأرضء فلابد أن يكون في ذلك ما يعضد تفسيرنا لها على ما فسرناها به» قلنا لهم: أيدا! 
لا تعضيد ولا شيء البتة! فالخرافة الواحدة تبقى خرافة؛ ولا تصبح حقيقة ولا تقترب من الواقع 
إذا انضاف إليها مئات الخرافات الأخرى من مثلها! ومن مستصغر الخرافات تنشأ معظم 
الأساطير! 


17٠. | صفحة‎ 


متسع له فيه فلست على شيء إذن يا دكتور بتلك النحلة التلفيقية التي جئت بباء 
لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاءء, فافهم هذاء وكفاك تمحكا في فلسفة القوم وتنقصا من 
ربك وتشيها لأفعاله كما شيهواء يرحمك الله! دع عنك الافتتان والاغترار بتلك 
"الأدلة". فإن غايتها أن تكون شيهات وأوهاماء لا تسمن ولا تغني من جوع! 
ولآجل أن ينتصر الدكتور لدعوى عدم التلازم بين القول بما سماه "بمفهوم التطور من 
أصل مشترك" وبين العشوائية الداروينية» رأى الدكتور أن يحاول إقناع قرائه بأن 
داروين نفسه لم يكن ملحدا! بل كان التطوير الإلهي هو مذهبهء أو قريبا من أ 
يكون مذهبه! فقال (ص. :)١18١‏ 


لا تعني المفاهيم | لدارونية أن دارون كان ملحدا كما كما يدعي الكثيرون» انظر 
إلى قوله: "لا أرى مبررا لآن بهز مفهوم التطور عقيدة المتدينين", كما ننقل 
عنه ما ذكره في سيرته الذاتية» عسى أن تبرئ هذه الكلمات ساحته وتكون 
كرنا هائلا ككونناء وبه مخلوق #متع بقدراتنا الإنسانية الهائلة» قد ذشأ في 
البداية 3 الصدفة العمياء» أو لآن الحاجة أ م الاختراع. وفيدها أت 
حولي عن السبب الأول وراء هذا الوجود أجدني مدفوعا إلى القول بعقل 
2 م ني أؤمن بوجود الإله. 


قلت: سبحان الله! 0 متدينين هؤلاء الذين لا بهز دينهم "مفهوم التطور" الذي جاء 

به داروين؟! إن كان المقصود بالمتدينين هو من يثبتون صانعا ماء ولا يعنهم أي صفة 
0 عنهء فلس هذا هو وصف المتدينين إلا على دين داروين نفسهء 
ذلك الدين الربوبي المحض 10015126 ع1256 الذي هو صورة من صور الإلحاد 
ليسي الفلسفي. وإن رغمت أنف الدكتور عمرو! وأما المتدينون من أتباع الرسل» 


771١ | صفحة‎ 


فلس د ينهم إثباتا جردا للصانم! هذا تدين الفلاسفة يا دكتور! * خن المسلميقكنت 
الصانع إثبانا فطريا لا فلسفياء ولا تكون مسلمين بمجرد ذلك» كما يعلمه أصغر صبي 
من صبية المسلمين! بل لا يمتاز الإسلام عند المنتسبين إليه عن غيره من الملل حتى 
يشبت المسلم ما أثبت الله لنفسه من الصفات وأثبته له رسوله» وينفي ما نفاه عن 
نفسه ونفاه عنه رسولهء ويصبح تبعا للرسول عليه السلام في العلميات والعمليات 
جميعاء ٠‏ فلا يشتبه عليه معبوده بالصانع الذي يتبمه داروين: أو الني يثبته أينشتاين 
أو غيرهم من "المتدينين" الذين زم داروين أن خرفه وهذيانه في تلك الغيبيات المحضة 
لا يضرهم ولا بهز دينهم!! والعجيب أنك أنت نفسك يا دكتور لا تقبل دين داروين» 
بدليل حرصك على رفع اسم "العشوائية" عن الطفرات التي أثبتها في نظريته» حتى 
تصبح "تدخلا إلهيا"! فلماذا سلكت ذلك المساك التزقيعي الذميم (قلب "التطور" 
تطويرا)؟ لأن فطرتك (أو ما بي منبا حيا على الأقل) أبت عليك أن يكون ربك 
الذي تسجد له في كل صلاة» وتقر ا كلامه بين دفتي المصحفء موصوفا بأنه لا يدري 
ما يفعل ولا غاية إديه مما يخلقء وانما تيخب إه الطبيعة اتفاقا ما يبقى من خلقه وما 
بفنى! فكيف يكون مفهوم التطور عند داروين غير مؤثر في عفيدتك أنت؟ ومن أي 
شيء تريد الآن أن تبرئ ساحة داروين يا هداك اللّهء وأنت تصرح م 
ديفا ونا ؤي رجفا الروكحد ريا للع خا لب ينيل 

بأن يثبتوا أي إله يا دكتور؟ ؟ إله داروين؟ ؟ أهذا هو الإله الذي تعبده أنت وتدعو 
002 


نسأل الله السلامة! نسأل الله السلامة! نسأل الله السلامة! 


إن اقيق ذم لازو رن عن الإلادق وير رمز ااه كيه ان ده 
صاحب موقف واحد من رب العالمين» فتارة تجده يميل لإثبات صانع ماء وتارة تحده 


صفحة | 17117 


يتكلم بما حاصله أن الأسباب الطبيعية (سواء التي أثبتها هو في نظريته أو 0 
من غيره أن يواصلوا إثباتها فها وراء نشأة الحياة) تغني عنه ولا تترك له دورا البتة 
ومعلوم أنه كان نصرانيا متدينا في أول حياته» ثم انتهى | ى"القول بالل اذوية! والسقب 
في ذلك كا ببناه في غير هذا الموضعء جبن الرجل وخوفه من التصريم بالدهرية 
لطيو لف إلى كن ددرا 1 ليع ااي اج نجه رفيا 
البحث فيها! فهل صرنا نحتاج الآن إلى أن نأتي بالنقولات من كلام داروين حتى تقنع 
الدكتور بأن الرجل مات ملحدا 00 وهل برأ الإنسان من اسم الإلحاد» إن 
اكتفى يإثبات خالق ربوبي 0768608 عوك<1 كالذي كان يقول به داروين حين 
كتب هذا الكلام؟؟ 


على أي حالء فالظاهر أ ن الدكتور ل يقرأ رأ بنفسه كتاب السيرة الذاتية لتشارلز داروين 
الذي تقل منه هذه الفقرة» ولعله وقف علبها منقولة عند بعض النصارى التطوريين 
الذين تابعهم في الدفاع عن "إمان داروين"! ذلك أنه لو أكل القراءة في نفس الصفحة, 
لوجد داروين يقول في الفقرة التالية مباشرة: "هذه النتيجة (يعني ضرورة وجود صانع 
للعالم وللحياة فيه)كانت قوية في ذهني حول ذلك الوقت الذي كتبت فيه "في أصل 
الأنواع", في حدود ما أتذكرء وقد أخذت.ء رويدا رويدا وبكثير من التقلبات» في 
ل ل ا 


عندما يصل إلى تلك النتيجة العظهة (إثبات صانع ما)» 0 عتقد اعتقادا 
الاق طيعا جنل ا الضعة مبلغ ذلك العقل 0 
أنواع الحيوانات ؟" اه. 15 


0 | 05 اضر 05 ,110 186 آلا01 05 10170 لز( (أ 510179 05ثلا وأكنااع 0مك كز78 1 
1801 11176 1801 722 أ5 ذأ ]أ 00 زواع 6م05 مأو 0 186 ]01لا | معانلا راع ادمع جرع 
0 آلاق .لعنلا 0106ء66 05 [آهنااعنااكر لزمهط! (عأأننا لزأأون 0100 لدعلا 5ط ]| 
صفحة |[ 115 


قلت: فإذاكان الرجل قد كتب يقول ويصرح بنفسه بأن هذاكان اعتقاده فها مضى» 
و عي ادو 
الاعتقاد بسبب ما أثبته له من التطور عن أصل منحطء فأي شيء يكون نقل 
الأولى من كلامه بمعزل عن الفقرة الِي تليها مباشرة في نفس الصفحة» 00 
سلك هذا المسلك في النقل» سواء كان هو الدكتور نفسهء أو كان من نقل عنه 
الدكتور ذلك الاقتباس المبتور؟؟ يا دكتورء لقد صرح داروين في تلك الصفحة 
نفسها بما بهدم به نظريته نفسها لو تأملت! فقد صرح بأن قناعته الراسخة بارتقاء العقل 
البشري من عقل حيواني منحطء قد تركته فاقدا للثقة بأحكام عقله نفسها وبمطابقتها 
الواقع في تلك القضية العظهة, ولهذا لم يعد يرى الإيمان بالغيب وما فيه عند البشر 
إلا إرثا من عصور قديمة كانوا فيها "أطفالا" من حيث تطور عقوم وقدرتها على 
ستعراف واستكشاف أمر العالى فكانوا في ابتداء تطور عقوم يتخوفون مما لا 
يعقلونه» ثم لما نضجت عقوطم الكشف لم أ ن اعتقادهم بالغيب لا داعي له أ أصلا! 
هذاء يا دكتورء هو الإمان الذي هلك عليه داروين» وهو مثبت في نفس الصفحة 
النني فرحت بمجرد ظهور كلمة 11156 في موضع منها! لخبرني بربك, أي أساس 
يبقّى عند العاقل للثقة في صحة نظرية إن وثقت في صحتباء فقدت الثقة في مصداقية 
عقلك نفسه, إذ حينئذ لا ييقى لك مستند تحكم به بما إذاكان قد ترق بالفعل وتطور 
بما يكني ليرى الواقع على ما هو عليه حقاء ويدرك أصل العالم وأجوبة الأسئاة 
الوجودية الكبرى كا هي على الحقبقة (على أي درجة من درجات الظنء دع عنك 
معط بعناءذاعط يراب | كه ركهط طعتطنن رمه زه مادم عم موع نهل عط كعوزرو 


© ,0011701 غ65 //ا0| ©18 لز 055265560 1801 05 نلا0! 05 17110١0‏ 0 0ك (60 6م ماع /ا06 
2 05 أو ناأء ©011١‏ 01010 «أعناد 5لنا0 !0 ]أ اع ]نالا أ0 512لا 


صفحة | 17116 


0 م ل 1 - 00 ذأخذ يدندن في 
كتبه حول ما سياه برفع الوعي» وبأننا قد ترقينا أخيرا حتى وصلنا - على الأقل - 
السرعة الى لذن هري سر يمن ركه اللمودها اشم و ايد 

الع ا يو ا تنبه إليها كذلك 
0 والقول بالتطور! فكان 0 أراده الدكتور» أن يثبت أن نظرية داروين 
لا تصح إلا في إطار الاعتقاد بوجود الصانم» لأنه إذن يكون هو الضامن الوحيد 
لسلامة قدراتنا الذهنية وقواعدنا ١‏ 0 ومسلات اللغة الطبيعية» حتى 


- 


لضامن 0 لعقل. وعقتده أن | الم أصل منحط! 
فالزع بارتقاء النوع البشري (با في ذلك العقل البشري)» ا 
أصحايها ضرورة وبداهة! ولهذا عتمسك أكثر أ هل الكتاب بأن العقل البشري لم ينشأ 
تطورياء خلافا للجسد البشريء وإنما نفخ الباري الروح (بالتدخل الإلهي) في فرد 

أفراد القردة العليا تفخة خاصة وركها فيه تركيبا خاصاء صيره أرقى عقلا من نوع 


* ولو قبلنا من دوكينز هذا الموقف السخيفء أن عقولنا كانت منحطة ثم بدأت أخيرا بالترقي حتى 
انكشفت لها حقيقة الأصل التطوري على يد الفذ الأوحد فريد نوعه» نبي الطبيعيين تشارلز داروين» 
للزمنا أن نسقط جميع الأصول العقلية الكلية التي ورثها داروين وورثها من ورثها هو منه» التي 
قام عليها منهج النظر الطبيعي نفسه 1/6000 501601+1612! وإذن لم يبق لدوكينز ما يسوغ له 
الحكم بأن ما انتقلنا إليه من حال على أثر ظهور نظرية داروين هو ترقي للوعي 
8أ/ااه0/اع / عمأؤ5أ8 00651005055 وليس انحطاطا أو عبثية عقلية محضة! أي أنه يلزمه 
القول بنسبية الحقيقة إن أبى إلا التمسك بالزعم بأننا قد ارتقت عقولنا أخيرا من أصول منحطة» 
فتأمل! 

صفحة | 116 


القردة الذي ترق منه! واذن صار هذا هذا هو "ادم" الذي تثبته كنهم! وقد أطلنا 
النفس في نقض هذه الدعوى الكفرية فها مر معك من أجزاء هذا الباب فلا نعيد! 
وحسبنا هاهنا أن نشير إلى أن صاحب ذلك الاعتقاد متناقض منبجيا تناقضا عظياء 
إذ يتعلق يإثبات مصدر غيبي لأصول الخلوقات (وجوديا) ولتلقي المعرفة بتلك 
ا ا 0" 
وجوديا ولا تترك لأي دعاوى منسوبة إلى وحيه أي منسع (معرفيا)! 


فلا مخرج من تلك الأزمة العقلية المدمرة التي اعترف بها داروين نفسهء إلا بترك 
النظرية بكليتباء والبراءة من تلك المسلمات الدهرية الوجودية والمعرفية (الهبجية) التي 
أدت بأصحابها إلى القول بها ابتداءء وقطع الطمع بالكلية في الوصول إلى معرفة شيء 
ما في ذلك الغيب المطلق باستعال أدوات النظر الطبيعي والتجريبي» والوقوف في 
ذلك على ما 1 به السمع الصحيح وترك ما سواه! إما هذا المنهج الحازم الصارم» 
واما الغرق في التناقض المبجي المبين» والتلبس بالقرمطة على السمعيات والزندقة 
في أصول الدين» وتأسيس عقيدة المسلمين على دين الطبيعيين» وهدم قواعد العقل 
نفسهء حتى تكون نهاية أحدهم كنهاية داروين في ال برب العالمين» ولا حول ولا قوة 


إلا باللّه! 
أطلفها 7 1170 لا لها" أي كاثنا 


غيييا معبوداء فهو لم يكن يعبد شيئا على الإطلاق» بشهادته هو نفسه! فلا يصح أن 

وسنو ارون 1 ادمارت جاع مسر دل لفك لامعال وليه و دا 
للفظة "ملحد". أو على المعنى الشائع للفظة 6156 ]4 عند الغربيين» ثم| شسب هو 
نفسه للتأليه ممواعط1! فأما أنه ملحدء فلأنه انحرف بدينه حتى انخلع من ملته 


صفحة | 1717 


النصرانية بالكليةء ومات كافرا بكافة الملل التي يُعبد فيها إله ما بالغيب» بعدما أسس 
لنفسه أساس الشك في وجود الباري وترم لديه الظن بأنه لا يعدو أن يكون إرثا 
قديما من "طفولة النوع البشري", أي من أسلاف كانت عقوهم بالنسبة إلى عقولنا 
كمقول الأطفال السنهاء. يحعل من ذلك الأساس "علا طبيعيا" ععصعءك5 21ن126< 
7 تسوه رح ا فد 0 في الأكادهية الغربية إلى تأسيس عقائد الملة 
الطبيعية تأسيسا أكديميا! وأما أنه 6واعطغىء فاللفظة إن كان المقصود بها المعنى 
اللغويء فهو باللاتينية (من لا يتأله غ5اءط1-د210) أو من لا يتخذ لنفسه إلها 

ولا شك أنه ما من وصف أآليق من هذا بالملة التي هلك عليها داروين» فهو 
كن سد ديا الاق ل ا 


كذاك! فهو ملحد على جميع التقديرات! 


ونقول إنك إن تثلنث بالغيب ( إلها تعبذه وتلجا تلجأ إليه بالدغاءء قلسية '"متألها" (وهو 
المعنى المنتشر للفظة 156ء1) ما زعمت أنك تثبت صانعا بالغيب» وما وصفته 
بكالات الصفات! ** ولهذاكان عامة الفلاسفة ملحدين 85وذعط4. وإن أثبتوا صانعا! 
وهذه مسألة نحمة ينبغي الانتباه إليها في هذا المقام! فعلى الرغ من أن "أنتوني فلو" 
١00‏ حا إل به المطاف قبل موته إلى إثبات 0 20101 ونسب 0 
لك الصانع كثيرا من صفات الكمال التي ينسبها إليه أهل الملل الكتابية» إلا ) 
؛* وإن لم يكن تألهك متوجها إلى الرب الواحد الأحد الذي لا يُعبد بحق إله سواه» ولم يكن له كفوا 
أحد» تتألهه وخده لا شريك له. لم يجز أن يقال لك "موحد". وإن سماك الفلاسفة غوزع طغأ0 ١/0‏ 
نسبة إلى ملة من الملل الكتابية التي يزعم أصحابها أنهم يعبدون إلها واحداء فلينتبه لهذا أيضا فإنه 
مهم! لا يقال للذي يثبت صانعا واحدا إنه "موحد"! فإن توحيد الربوبية لا يسمى صاحبه موحدا 
ولا يغني عنه شيئا حتى يثبت مقتضاه ويعمل به (ألا وهو توحيد الألوهية)! ولا يقال للذي يعبد 


ثلاثة في واحد إنه موحدء ولا للذي يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم ويأبى التسليم بصحة رسالته! 
صفحة | 771 


بصح أن يقال إنه مات متألها +وذع 1 مثبتا لإله 804 لأنه هلك وهو من ألد الناس 
عداء مجرد فكرة أن يكون ذلك الصانع سميعا بصيرا مجيبا للدعاء» ألها لأن يعبد! فالرجل 
عاش ملحدا ومات - على التحقيق - ملحدا كذلكء وانها تحول مع إلحاده من نني 
الصانم إلى إثباته! وقد يقال في هذا المقام إن الغربيين - لا سما الفلاسفة منهم - 
اكثرهم يطلقون لفظة 112156 وهم يريدون معنى من يثبت الصانع بإطلاق» وليس 
فقط من يتألهه أو يجعله كائنا مستحما للعبادة (ترجى رحمته ويخشى عقابه ويطاع في 
ب ونبيه ويتوجه إليه بالدعاء.. 0 0 هذا 00 فيه 1 : والدليل أبن 
37 سوم 45 , ذ 1 0 0 0 
000 (سواء مها . من يثلتها أ أم يتألطها). خلافا للفظة 5مع15 اليونانية الي 
يراد بها الإله أو المعبود 304! وحتى | ن ل يكن ذلك التفريق صحيحا لغة» فهم في 
0 يفرقون بين مزواء 10 الي ص إثبات صانع دون إثباته معبدوا ا مألوها أ و 
قابلا للتأليه اضيا وبين مروتعط]' الي ص إثباته إلها فاعلا ذا إرادة! فإذا كان الملحن 
عندنا معاشر المسلمين هو من لا يقصد إلها ما بالعبادة. كان الريوبي 10156 عندنا 
ملهذاء وكذاك المتوقف ع61وممع لك (الذي بيع كديا أنه لا يدري ويسمى نفسه 
"اللأدري"), وكذلك اللادينى كتمع ناءعس] أو ونع ناء خ1مه2< (الذي يزعم 
كذيا وججملا نولا و له)ء وعدو الإله أكاءطخغخمم وعدو الديق 011015 
وغبر ذلك من أسماء اخترعوها لأنفسهم لا طائل تحتها في الهاية إلا جد صانعهم 
وبارهم حقه في أن يعبدوه وحده لا شريك [ه! بل حتى من معى نفسه 116156 وهو 
في الحقيقة لا يعبد ربه ال ان ذا عندنا ملحد! 0 
2 و"أنتوني فلو" كذلك مات ملحداء وإن رغمت أنف الدكتور عمروء هذ 


صفحة | /71711 


اسعه عندنا سوا اء لحفت به لفظة غو1عط)غى انكل يزيا ب أ أو غمتعط]' 7 غير ذلك من 


ألفاظهمء فتنبه لهذا فإنه نهم! 
إثباته آلية التوليد العشوائي ددونصقطءء21 دهت همعمءى مدملصمظ في 
رده على دوكنز! 


في كتابه "كيف بدأ الخلق", وتحت باب "الداروينية الحديثة وصانع الساعات 
الأعمى ". يقن الدكدون عكرية عبد الدارويية الحديئة المقغلة عنده في ةله 
على أساس أن داروين كان "مؤمنا", وداروينيته التي كانت هي السائدة في القرن 
التاسع عشر الميلادي لم تكن "ملحدة", خلافا لداروينية دوكنز المعاصرة! ولا ينتبه 
الدكتور في نقده إلى أن تلك المبادئ التي حاول أن يردها على دوكينزء هي من نقاط 
الاتفاق بين نظرية التطور | وضعها داروين» وما وصلت إليه اليوم فها يسمى 
بالداروينية الجديدة دمستصتموصدحآ معآا. 

ولا ينتبه كذلكء وهذا هو الأهم» إلى أن نقده لا ينفي العشوائية عن خلق الله تعالى 
اك افيه بع وصور عا نعل لقلر:ة لك قاين قامس انس قد عر نزاوه 
الدهرية! فهو يورد كلام دوكنز (في ص. 177 وما يليها) في سعيه لإثبات أن 
الانتخاب الطبيعي ليس عشوائياء وفي رده - مع ذلك - على برهان صانع الساعات 
الثيولوجي الطبيعي عند ويليام بلي بيليء إذ يحاول إقامة الحجة على أ نه لو قدر ثبوت 
صانع ما كعلة غيبية وراء عملية التطور الدارويني فلن يكون إلا صانعا أعمى لا يدري 
ما ينشأ عن آلته العشوائية» ولا يعم ما يبقى ولا ما يهلك من الأنواع التي تنتجها 
تلك الآلة! فينقل كلام دوكئنز عن برناجه الحاسوبي الذي صممه لمحكاة مثال القرد 
الشهير الذي ضربه توماس هنري هاكسلي في القرن التاسع عشر الميلادي لبيان أنه 
هين عابي الراك الحدرا به الج الروك العا د 


صفحة | 1719 


تنتبي في النهاية» ولو بعد حينء إلى إنتاج رواية من ورايات شيكسبير! فبه زع 
دونز أنه أثبت بالمحكاة و12 نحمز5 أن ظهور التعقد البالغ تراقك [مصدمء داع ذ1] 
في الأنواع الحية يكون شبه محال من حيث الأرجحية الاحقالية إن قدر وقوعه على 
مز واجدة (أن فل ما يقر ل الفائلون بالق المناضر) خاؤفا خا ل قنونا: أمرا متدريها 
على خطوات كثيرة» بحيث يضاف في كل خطوة من خطوات التوليد العشوائي 
"تعديل جديد صا" لأن تبقيه الطبيعةء فيقرب النظام خطوة من الصورة 
المستهدفة» ثم يتفق مع مزيد من التعديلات أن يصل الأمر في النهاية إلى كتابة رواية 
شكسبير! أو أنه كلم| أدخل القرد بالنقر العشوائي على لوحة المفاتيح في برنامج 
دوكنز حرفا يتفق اتفاقا أن يقم في محله الصحيحء فإن البرنامح يبقيه ويغبته في محله! 
وبذلك يجري 0 العشوائي لميع الأحرف حتى يثبت كل حرف منها في محله 
وتكتقل المل رات ويتم توليف الرواية! لا شك - على حد قول دويكنز حدق 
00 ولكنه لن يكون رقنا فلكيا خارقا للعقل والتصور | 

الشأن لو طلبنا من القرد أن يملا صحفات الرواية بالنقرات العشوائية مرة بعد 
مرة» واننظرنا منه أن يأتي في مرة من تلك المرات بنص الرواية كاملا كما كتبه 
ولا شك أن هذا القياس من دوكينز فيه حجة عليه من حيث ونه يقتضي إثبات 
مبرمج ماء كان 0 معين» قام بتصمي البرنامج أو الآلية التوليدية التي 
تتوإن غتنا أحراو نواد عقواتياء مم0 الصحيح إذا اتفق 

له الوقوع فيه! كا أنه صمم - كذاك - آلية التوليد العشوائي نفسهاء التي هي في 
مثال دوكئنز: نقرات القرد المي سس جد اد 
امحكاة ينني الصانع نفيا مطلقاء فهو كاذب مكابر ولا شك! وهذا النقد نتفق فيه مع 


صفحة | 0106 


الدكتور! ولكن عندما يقبل الدكتور مبدأ الاستدلال بالاحتالات الرياضية في هذه 
القضية الغيبية من الأساسء» فيقر دوكينز على مبداً قياس نوع حوادث الخاق الأول 
على نوع حوادث نشوء الكلمات بالانتخاب الحاسوبي في محكاة دوكينز» ويعترض فقط 
على طريقته في تقدير الاحتالية في أصل القياس (عمل القرد على الحاسوب) ومن 
ثم نقلها إلى فرعه (حوادث الخلق الإلهي). فهذا ما لا تقبله بحال من الأحوال! 


بنبغي أن يكون مفهوما لدى القارئ الكريم أن قول القائل إن احقالية أن تخلق الأنواع 
1 بطفرات عشوائية متتابعة هي كاحتالية أن تنشأ مسرحية كاملة لشيكسبير 
بنقرات متتابعة لقرد على لوحة المفاتيح, كلتاه| تساوي »**٠١‏ فهذا أيضا سوء فهم 
لمنطق الاحةالات يشترك فيه الدكتور مع الدهرية الطبيعيين من حيث لا يشعر! 
صحيح إن دوكينز مغالط في فهم الاحتالات الرياضية (كها نيت عليه يا دكتور 
مشكورا)» إذ يقول إننا لو جتنا بعدد ٠١+“‏ قردا وطلبنا منهم جميعا أن يضربوا ضرب 
العشواء على لوحة المفاتيح» فلابد أن يني أحدهم بنص مسرحية من مسرحيات 
شكسبيرء إلا أنك مع ذلك تشترك معه في مغالطة كلية في مبدأ تطبيق المنطق 
الاحةالبي نفسه. هي أعظم وأظهر في العقل من ذلك الغلط! ألا وه مغالطة إدخال 
نوع حوادث خلق السماوات والأرض وخلق الحياة والأنواع الحية على الأرض من 
غير مثال سابق» تحت جنس الحوادث الخاضعة في تفسيرها للترجيح الاحتالي 
(مبدئيا)» الذي هو راجع بدوره إلى مجاري العادة والاستقراء! إن منشأً قدرتنا على 
تقدير القهة ٠١‏ لاحتاليات النقر العشواق في مثال القردء هو وجود خلفية 
معرفية في العادة تفيدنا بطبيعة التكرار /ءدعناوع:2 لحوادث النقر من يد من لا 
يعقل ما يصنع؛ ومن ثم تقدم لنا أساسا رياضيا لتقدير تلك الاحقالية» خلافا لمساة 
خلق الحياة والأنواع الحية على الأرضء التي هي مسألة غيبية مطلقة لا فلك ما به 


71١ | صفحة‎ 


نزم لها مفردات وخطوات تناظر كذا أو تشبه كذا أو يجوز أن تقاس على كذا هما 
هو واقع تحت عادتنا من أنواع الحوادث! تماكان هذا شأنهء فلا يقال فيه بالاحتالية 
أصلا! لا مدخل للاحتالية الرياضية في الغيبيات عامة والإلهيات خاصة! وهذا ما 
كان يذبغي أن يرد به الدكتور على دوكينز في أصل فكرة المحكاة نفسهاء وليس فقط 
يبان بطلان وتبافت دعوى أن طول العبث ينشئ نظاما لا محالة ولو بعد حين» وأن 
القرد لابد أن ينتبي في يوم من الأيام لتكابة نص مسرحية ماكيث ولو بعد حين! لا 
يقال إن خلق الأنواع بطفرات عشوائية هو أقل في الرجان الاحتالي 0/105 
عاطدطهءصص] (أو أكثز) من أن تخلق بطفرات موجمة إلهيا! كلا الفريقين (الدراونة 
الدهرية والدراونة التطويرية) مغالطان في ذلك التطبيق للمنطق الاحتالي الرياضي 
مغالطة منبجية ظاهرة! 


والسبب في دخول تلك المغالطة على الدكتور هو كونه يريد من جحمة أن يثبت أصل 
آلية التوليد العشوائي التطوري الدارويني (الذي هو عشوائي بموجب قبول فكرة 
الانتتخاب الطبيعي ك| ببنا)ء ومن الجهة الأخرى يريد أن يقول إن متولدات تلك 
آلية ليست عشوائية, بل موجمة كلا توجيها إلهياء وخاضعة لنظام ببوسميائي مخلوق 
خلقا إلهياء وهذا تناقض ولا شك! فلا يريد الدكتور أن يقتنع بحقيقة أن العشوائية 
الوجودية متجذرة في مجرد 0 أن تكون 0 قد ترقت خطوة ؛ 0 
ولس ا سي ا 
الجية ذلك المبلغ المذهل الذي نراه **! يظن أنه لو جعل السلف الأول مخلوقا 
"بالتدخل الإلهي" المزعوم » وجعل كل طفرة في الأسطورة الداروينية لا تكون إلا 
** وهو ذلك التجذر الناشئ عن التسليم بصحة قياس الباري على الصانع البشري الذي يصنع ما 


يريد بآلية التوليد العشوائي! 
صفحة ١‏ 00 


"تدخلا" إلهيا (وهو ما يقتضي القول الدهري بانغلاق السبيية من حيث الأقل؛ على 
لسبب الطبيعي)» فإله يكون بذلك قد أزال العشوائية من أصل النظرية, 
تنتج الخلوقات بالتوليد العشوائي الذي غاية فعل الرب فيه أن يكون قد وضع له من 
قبل "خطة" نابتة بحجيث تنتبي الطفرات ما طال بها العبث وخبط العشواء وإنتاج 
00 00 ا 0 لني ا نوعا بعد نوع بحيث 
10 0 الساعات ١‏ 00 التحفيق» ولا حول ولا قوة 
إلا باله! فإن دوكنز لما كره قياس "صانع الساءعات" عند اللاهوتي الطبيعي ويليام 
0 لد ولا إرادة ا 
0 فا الذي فعله 0 ه الله ؟ أ اقسا 0007 جميعاء وحرر في 
0 ىا سن 0 : 00 أن يكون 
هؤلاء وهؤلاء جميعا! 
اعلم يا هداك الله أن الرب ذا الأسماء الحسنى والصفات العلا سبحانه» الذي لا 
يتطرق إلى صفاته النقص بوجه من الوجوهء والمفترض فيك أنك تعبدهء هذا لن 
يكون أول خلقه الابتداء بترائّب منحطة للأححاض الأمينية بحيث ترققى بعد ذلك 


صفحة | 71/7 


وخالق آلية توليد الطفرات» وخالق الطفرات» وخالق كل شيء! ((إَِّما أَمرْهُ ذا رَادَ 
شَيئاً أن يقُولَ له كُنْ فَبَكُونُ)) [يس : 87]» بل يجب أن يكون خلقهكل نوع جديد 
من أنواع المخلوقاتء على الأحسن والاكل في الوفاء بمقصوده من خلق ذلك النوع 
من أول يومء ((لا تزى فيا عِوَجأ وَلَا أَمْتأ)) [طه : !!]٠١7‏ إذ لا وجه لتخلف 
المعلول (خلق الأنواع الحية) عن علته التامة الموجبة له (حصول المشيئة الإلهية مع 
ما سواها من أسباب)» فلا يتصور 0 الرب أن يخلق طائرا يطبر في 
السماء بجناحين (مثلا)» فلا يصل إلى إنفاذ تلك المشيئة إلا بالتطوير بالطفرات 0 
بعد طور عبر ملايين السنين؛ بالتحويل 507 ولا جناح له؛ 

أن يكون عاجزا عن إنفاذ إرادته في الخلق والتصوير فوراء 5200 
ما يريدء سبحان الله وتعالى عن ذلك كله علوا كبيرا! 


تأمل قوله: "اذلك وصف علاء الرياضيات ما يعرف بمقدار الاحتال الملزم 
لصناه8 تزناتطهطاهء2 لودمرعخنمن] وهو الاحتال الذي إذا قلت عنه أي عملية 
فلا بكن نسبها إلى ال ٠“‏ اه قلت: فلا يبالي الدكتور 
من أين جاء هؤلاء بتقدير مقدار الاحقالية المذكورة» ولا من أين يأتي التفريق 
(وجوديا) بين ما فوقا وما دونهاء ولا من أين يأتي التسليم الأولي بمعنى "الصدفة 
الوجودية الذي يثبته أصحاب ذلك الكلام! المهم أن يقبل منهم حدا غيبيا طبيعيا في 
الاتعرالر يفيت إد ذا استطاع أ أن يقدر احتالية حوادث النشأة بلا صانع عند مقدار 
معين دون ذلك الحد المزعوم»ء حصل له المطوب من إثبات الصانع نفسه! فهل هذا 
كلام من "يفهم" نظرية الاحتالات الرياضية ومجالات تطبيقها؟ 
قال 0 في جزء لاحق 7 )١197‏ مؤسسا لبدعته التطويرية: "ومن هذه 
ت التي لا تحصىء الآدلة ال لبي قدها هذا | | العلم (يعني علم البيولوجيا الجزيئية 


صفحة | 71714 


رو هاهخ8 مدانهء1[ه/3) على وجود السلف المشترك وحدوث التطور بصفة عامة 
والتطور الموجه بصفة خاصة» حتى يمكن القول إن التطور أصبح الآن من علوم 
البيولوجيا الجزيئية!" اه. قلت: قد بسطنا الكلام في هذا الكتاب حول الفساد العقللي 
والمغالطة في منطق الاستدلال الذي يسلكه الدراونة (على اختلاف طوائفهم» ما 
بين دهرية وكتابيين ومنتسبين إلى الإسلام) في جميع ما يجعلونه دليلا من ا 
المحسوسات, على مزاعمهم بشأن الأصل المشترك والنشأة التطورية للأنواع الحية 

وهو ما يدخل فيه استدلالاتهم الجزيئية والجيفية “؟ وغير ذلك! فا يستدل به 


“* عقد الدكتور فصلا كاملا في الكتاب جعله بعنوان: "قراءة الجينوم وحكم لا يقبل النقد", حاول 
ذه يك فنك أن لحن القار ىا رأن 721-717 القائمة على دو ابة الكراوه اراق وردان :#5 يجينات 
من سلف مشترك! فما الذي جاء به فرانسيس كولينز وأصحابه في إثبات التطور على التحقيق؟ 
هل جاءونا بمشاهدة صريحة مباشرة لنوع من الأنواع وهو تترقى عنه من سلالته أنواع شتى؛ 
على نظير ما زعموه في أسطورتهم الداروينية الطويلة للكائن الأول أحادي الخلية؟ أبدا! فكيف 
وبأي عقل يقال إن الأدلة التي جاؤوا بها منصرمة و"لا تقبل النقد"؟؟ عندما يحصي القوم عدد 
الجينات في الإنسان وعددها في القرد (مثلا ) ثم يأخذوا في مقارنة الجينات التي تقوم بوظائف 
معينة لا وجود لها في القردء بنظيرها عند القرد» ثم يقولوا إن التشابه يدل على السلف المشترك» 
والتفاوت يدل على اختلاف كم وكيف الطفرات التي تعرض لها نسل السلف المشترك المزعوم؛ 
فنشأ من بعضهم القرد ومن بعضهم الإنسان» ثم يأخذ الواحد منهم في وضع معادلات تقدر عدد 
الطفرات ومعدلاتها وكذاء بناء على فرضية التطورء عندما يسلك الدراونة هذا المسلك, فكيف 
يقال فيما انتهوا إليه إنه أعظم دليل على التطور من سلف مشترك؟؟! 

هي نفس المغالطة السخيفة والتطبيق الفاسد للمنطق التفسيريء» وإنما تختلف عن أدلة الدراونة 
القدماء في كونها أوسع وأضخم بكثير في كمية المعلومات التي يخضعها المنظر الدارويني للتحليل 
والمقارنة» وفي دخول النمذجة الحاسوبية المعقدة في بناء التصورات والتفسيرات التطورية 
المفترضة عند القوم عبر مئات الأجيالء لا أكثر ولا أقل! فنقول لهؤلاء: أنفقوا ما شئتم من الأموال» 
واجمعوا ما شئتم من المعلومات» فسيظل العقلاء مطبقين على أننا مهما حصلت لنا المشاهدة (س) 
ثم فسرناها بالفرض التفسيري (ن)؛ فلن يكون الاستدلال بالمشاهدة (س) نفسها لإثبات صحة 
النظرية التي استخرج منها (ن) هذا إلا ضربا من الدور المنطقي والاستدلال بمحل النزاع! 

قال الدكتور (ص. 386): "لقد كان الماديون يعتقدون أن فك الشفرة الوراثية المحمولة على دنا 
(دي إن إيه) الإنسان سيؤدي إلى دعم نظريتهم في التطور الدارويني العشوائي؛ بينما كان معظم 
المتدينين يتعشمون في أن يتمخض ذلك عن نفي مفهوم التطور تماما. لكن الرياح أتت بما لا 
تشتهيه سفن هؤلاء ولا هؤلاء." قلت: ليست الرياح هي التي أتت تت يا دكتور» وإنما التأويلات! 
تأويلات فراسنيس كولينز تحديداء في كتابه الذي نقلت أنت عنه! أتت ت تأويلات الرجل بما اشتهته 
نفسه ونفسكء بطبيعة الحالء وبما يوافق عقيدتكما التطويرية» وإلا لرأيتها على خلاف ذلك! ولا 
شك أن أولتك "المتدينيق” الذين تشير إليهم إجمالاء جهال لآ يعزفون الطريق الوحيد المعتير 
لاكتساب العلم بشيء مما في ذلك الغيب المحضء ألا وهو السمع الصحيح, وإلا ما جعلوا "الجينوم 


صفحة | ه71 


البشري" من مظانه! العلم في هذه البابة هو قال الله وقال الرسولء بفهم الصحابة والتابعين» لا 
علم غيره» وإن رغمت أنف الدكتور وأمثاله! 

تأمل في "الحقائق" التي يسوقها الدكتور بعد تلك المقدمة المستفزة» التي يقول إنها "أكدت مفهوم 
التطور والسلف المشتركء: وكذلك فسرت كيف حدثت التغيرات العضوية التي أوصلتنا إلى ما 
نحن عليه من بنية ووظيفة". قال: "أولا الجينوم لغة المختصر المفيد" ثم ذكر تحتها أن جينوم 
اسان قد بين أنه لا يكون ين نه ألف جين أو اكثز كما كان الملبيعي ن يعتقدرن .كدييياء يز 
ثبت أنه يتكون من عشرين ألف جينا فقطء وأنه لا يزيد كثيرا في عدد الجينات عن الشفرة الوراثية 
في النباتات البسيطة والديدان والذباب! قلت: فأين في ذلك ما "يؤكد" التطور من سلف مشترك؟؟ 
وابويما يس هارجم الدكتون إن "حقائق الجينوم" تفسره؟؟ المشاهدة وحدها لا تقدم في مطلوب 
القوم شيئا ولا تؤخرء وإنما يأتي التأويل الدارويني بالمطلوب! ثم تحت عنوان "ثانيا: متشابهون» 
لكن أجدادنا مختلفون!" يقرر الدكتور حقيقة أن الجينوم البشري لمختلف السلالات يتطابق بنسبة 
84» خلافا للأنواع الأخرى التي يصل التفاوت الجيني تحتها إلى نسب أعلى من ذلك بكثير! 
قلت: سلمناء فكان ماذا؟! 

ثم يقول: "وفي نفس الوقت. توصل علماء وراثة الأجناس البشرية (من خلال الحسابات الرياضية 
لمعدل الطفرات ونسبة التباين) إلى أن سكان العالم الحاليين (5,5 مليار إنسان) قد انحدروا من 
حوالي ٠٠٠٠١‏ جد عاشوا في الأرض منذ حوالي ٠٠١‏ إلى ١٠١‏ ألف سنة. وتتمشى هذه النتائج 
مع القراءة في سجل الحفريات» والتي تشير إلى أن أسلافنا قد ظهروا في هذا الوقت تقريباء وأنهم 
قد جاءوا من شرق أفريقيا." اه. قلت: لا عجب من أن "تتمشى". فالحسابات كلها إنما قامت على 
فرضيات مستمدة من مسلمات سجل الحفريات نفسه (إجمالا)! وإلا فمن أين لهم القول بأن الطفرات 
(إن جازت التسمية) التي تقع لدواعي التكيف في إطار النوع الواحدء إن طردناها في الماضي 
فلابد أن تصل إلى إضافة المعلومات للحوض الجيني وتحويل الأنواع من نوع إلى نوعء؛ نزولا 
عن سلف مشترك؟؟ هم وضعوا الفروض الداروينية ابتداء» وكيفوها تكييفا بما يلائم الأصول التي 
قام عليها السجل الحفري إجمالاء ثم أعملوا معادلاتهم على تلك الفروض فتوصلت بهم - ويا 
للعجب!! - "للتمشي' ' مع السجل الحفري!! فإذا كان الاستدلال لإثبات التطور من سلف مشترك» 
يقوم على التسليم ابتداء بحصول التطور من سلف مشتركء فأي شيء يكون هذا عند العقلاء إلا 
محض المغالطة والدور؟؟ والطريف أن الدكتور يذكر في حاشية في نفس الصفحة ما كان من 
القوم من ثمانينيات القرن الماضي من محاولات للتوفيق بين فروضهم وحساباتهم في تلك المسألة 
وبين السجل الحفريء؛ فسمى الحسابات الأحدث "دراسات دقيقة". خلافا للحسابات الأقدم؛ مع أنه 
لا فرق بين هذه وتلك إلا في الفروض الموضوعة تحكماء المبنية كلها على نفس النظرية المراد 
إثباتها! 

ثم تحت عنوان: "ثالثا: قائد أوركسترا الجينات" يذكر الدكتور خرافة الدي إن إيه الساقط أو المهمل 
ه6اددال ثم يستدل بنظريات من فسروا وجوده بأن له عملا فوق جيني 18606+1مع 
0ع على بطلان نظريات من قالوا إنه لا عمل له» فلا أدري أين في ذلك ما يدل على 
صحة التطور!! ثم يقول بعد ذكر التفاوت في الدي إن إيه بين الأنواع الحية: "إن ذلك يبين بوضوح 
أن الفوارق الأساسية بين الكائنات الحية لا تكمن في الجينات في المقام الأول» بقدر رجوعها إلى 
الدنا المسؤول عن تشغيل وإبطال هذه الجينات» والذي كان يعتقد حتى وقت قريب أنه لا وظيفة 
بينها يستحق الان إن وطها يانه كانه أوركسترا الجينات." اه قلت* سلمناء اكويام 
يأتي في "رابع" ليقول "العشوائية تثير السخرية": فيذكر أن معدل الطفرات هو ستون طفرة في 
جل ذا سلسس مني ما جيك لس لحي ا ايد الذي كان يقل له انيمق؟ را رن توي 
تبين مدى "ندرة" الفطرات التي وصفها "بالمفيدة المسؤولة عن التطور في كل جيل"؛ ثم يجعل 
تلك الندرة المزعومة بمحض التحكم دليلا على ضرورة أن تكون تلك الطفرات النادرة "موجهة" 
حتى "تسمح بنتائج تطورية ذات بال"! قلت: هذا على أساس أنك قد سبق لك فعلا أنت ومن تقلدهم» 
صفحة | 7177 


الوقوف على "طفرات مفيدة" مسؤولة عن نشأة النوع الجديد من سلف متقدم عليه؟؟ سبحان الله! 
ثم إن تقديمك بما قدمت به لهذا الاستدلال على كون تلك الطفرات الأسطورية الموصوفة بأنها 
"المفيدة النادرة جدا" كلها "موجهة". يلزم منه إثبات عشوائية ما سواها من الطفرات» عشوائية 
وجودية. وهو مازعمت أنك قد خلصت "مفهوم التطور" منهك» فتأمل! 
ثم ساق (ص. 3588) تحت عنوان "خامسا: لا فرق بين التطور داخل النوع والتطور من نوع إلى 
نوع" رد فرانسيس كولينز على من يفرقون بين ما يسميه القوم بالتطور الصغروي (داخل النوع 
الواحد) م10 باه0/اع-1/160 والتطور الكبروي (من نوع إلى نوع) 100غنااه/اع-1/360» بقوله 
إن الكبروي ليس إلا نتاجا لتراكم عدد كبير من الطفرات التطورية داخل النوع الواحد! قلت: فبالله 
هل هذا أمر اكتشفه الرجل في الجينوم البشري؟؟ هذا ما ادعاه داروين نفسه قبل قرن ونصف من 
الزمان» وهو اليوم خرف ومحض خيال كما كان عند داروين خرفا وتوهما ولا فرقء والله 
المستعان! ثم يأتي الدكتور بالاستدلال الأقوى حتى الآن! 
فيقول "سادسا: السلف المشترك حقيقة بيولوجية!" قلت: الله أكبر! المفترض أن أقتنع الآن وأسلم 
من فوري! يقول: "تؤكد القراءة الأولى للجينوم البشري ومقارنته بجينوم الشمبانزي والفار أن 
الإنسان يشترك في سلف مشترك مع عدد من الثدييات" قلت: يا دكتورء والله لو استعملت كلمة 
"تؤكد" هذه في كل جملة من كلامك من اليوم إلى قيام الساعة» ما نهضت بضاعتك بشيء مما 
تريدء فكفاك تهويلا واحترم عقول القراء تكرما! ما الفرق بين مقارنة جينوم الإنسان وجينومات 
القردة والفئران» ومقارنة الهيئة التشريحية للإنسان وتشريح القردة والفئران؟؟ هو نفس مسلك 
الاستدلال الفاسد ويرد عليه نفس النقد والاعتراض ولا فرق! يقول: "وإذا عرفنا أن ترتيب الجينات 
على الكروموسوم ليس مهما لقيامها بوظائفهاء فلم وجد نفس الترتيب في هذين الكائنين الثديين 
المختلفين كثيرا؟؟ لا يكون ذلك إلا لوجود علاقة نشوئية بينهما!" قلت: هذا استدلال بالجهل» فأنت 
لا تعلم الحكمة والغاية من ترتيب الجينات على هذا النحو أو ذاك» والواجب عليك كمسلم أن تسلم 
بأن له غاية وسببا علمت به أم لم تعلم! أما أن يقال إن وجود الترتيب نفسه في كائنين مختلفين 
كثيراء لا يكون إلا لوجود علاقة تطورية بينهماء فهذا محض تحكمء واستبعاد في التفسير 
لاحتمالات أنت لا تحصيها ولا تتصورهاء ولا تملك من طريق العادة ما ترجح به بينها أصلا! 
ويؤاضل الذكتوز 'التهويل'فيقول: "ليينهذا وحده الدليل على اليلف المشترك» بل يأتى- الذليل 
الدامغ من خلال دراسة المناطق الواقعة بين الجينات: انظر إلى ما يعرف بالعناصر العتيقة 
المتكررة التي هي تتابع من القواعد الناشزة التي زرعت نفسها بين الجينات في أماكن مختلفة من 
الكروموسومات عبر التاريخ السحيق دون أن تقوم بوظيفة محددة. إن هذه العناصر العتيقة موجودة 
في شفرتي الإنسان والفأر في نفس الأماكن وبنفس التتابع! ليس الأمر كذلك فقطء بل لقد وجدت 
تشوهات في هذه العناصر بنفس الشكل وفي نفس الموضع في جينوم كل من الإنسان والفأرء ليس 
هناك تفسير لهذا التطابق إلا أن تكون هذه العناصر قد زرعت وأن يكون ما أصابها من تشويه قد 
تم في السلف المشترك لكل من الإنسان والفأرء ثم انقتل إلى كل منهما. هذا بالطبع إذا استبعدنا ما 
بقوله الكثيق من الخلقويين من أن الكائق يتعمد كداعنا ليو همنا نحدوت التظور لتحتيز إيمانتا" اهب 
قلت: تأمل الكلام الطافح بالبدوران والمغالطة! هذا هو ترتيب استدلال الدكتور: 

مقدمة :)١(‏ ثمة مواد وعناصر معينة في الجينوم البشري يصفها "بالناشزة" وبأنها 

"زرعت" في الإنسان عبر التاريخ السحيق دون أن تقوم بوظيفة محددة. 

مقدمة :)١(‏ توجد نفس تلك المواد في الفأر كما توجد في الإنسان وفي نفس المواضع 

ونفس الترتيب. 

النتيجة: الفآر والإنسان يرجعان إلى سلف تطوري مشترك قديم» ورثا منه تلك المواد 

دون أن يرثا معها وظيفتها التي كانت فيه. 
فهل تقوم المقدمة ( )١‏ إلا على التسليم بصحة ما في النتيجة؟؟ أو للدقة. هل تصح المقدمة )١(‏ إلا 
بالتسليم بصحة نفس المبادئ الكلية التي يلزمك إثباتها أولا إن أردت أن تثبت صحة دعوى السلف 
صفحة | 71/1 


المشترك؟؟ أنت من أين لك الزعم بأن تلك العناصر "ناشزة" وبأنها "زرعت عبر التاريخ السحيق" 
وبأنها لا وظيفة لهاء وفيها تشوهات .. إلخ؟؟ ألا تقوم تلك المقدمة على نفس المنطق الدارويني 
الدهري في الافتراض الغيبي الذي تقوم عليه دعوى الدي إن إيه المهمل 00/8 »ابل التي لو لم 
يأت أصحاب البيولوجيا الجزيئية باعتراض عليهاء لعددتها أنت من جملة أدلة التطور من سلف 
مشتركء كما استدللت بهذه المسألة سواء بسواء؟؟ كلا المزعمين يقومان على مغالطة "عدم العلم 
دليل على العدم"؛ وعلى التسليم بأن في الأنواع الحية مواد وأجزاء ونظم عشوائية لم تزل تتوارثها 
الأنواع (عبر التاريخ السحيق) دون أن تكون لها وظيفة في أي منهاء وإنما كانت لها وظيفة في 
السلف المشترك المزعوم ثم بطلت في ذريته! هذا هو الفرض الذي به حرر الدكتور مقدمته 
الأولى كما ترىء ثم أراد أن ينتهي إلى نتيجة تثبت صحته هو نفسه؛ بل تجعله من الأدلة "الدامغة" 
غلى ضحة التطور من سلف مشترك! أي أنه يتبت صحة دغوى السلف المشترك والأصول التي 
تقوم عنيا باشتصيفاب: دعر السلفا المشترك والأصول التي تقوم عليها! فسبحان الذي بيده 
العقول والقلوب يقلبها كيف يشاء! 
اخلع عنك يا دكتور الزعم الدارويني الدهري بأن جهلك بوظائف تلك المواد الوراثية المذكورة 
في كل من الإنسان والفأر يجعلها لا وظيفة لها في أي منهماء وسترى من فورك أن ذلك التشابه 
لابد وأنه يرجع إلى وظائف متشابهة» علمنا بها أم لم نعلم» في جملة من الحكم والمقاصد الإلهية 
من ذلك التشابه» التي أقطع بأن من بينها استدراجك أنت وأمثالك إلى هذا الضلال المبين» على 
أعقاب داروين ومن قلدوه» وليس "خداعكم ليوهمكم بحدوث التطور"! أنتم من كذبتم الكذبة ثم 
صدقتموهاء فرضتم الفرض الغيبي المحض بلا سلطان ولا أثارة من علم؛ » ثم أخذتم في تأويل كل 
لبي بناء عااي مضكية اد الوهم والخيال» ثم جعلتم ذلك كله دليلا على صحته هو نفسه؛ فأي 
عقل وأي علم هذا الذي لالصيوز اليه؟؟ وابق انتم هن امنطق الاستداول. الستفيع» ونا نه يكون 
الدليل دليلاء حتى تكلمونا عن "الدليل الدامغ" و"الدليل القاطع" .. إلخ؟؟ قاتل الله الهوى وأهله! 
ثم يذكر مسألة الفارق بين عدد التوريو وات في جينوم الإنسان (ثلاث وعشرين زوجا) 
رض في جينوم الشمبانزي (أربع وعشرين زوجا) وحقيقة أن الجينات في آخر كروموسومين 
عند الشمبانزي تجتمع عند الإنسان في كروموسوم واحدء يبدو وكأنه مركب من نفس 
الكروموسومين المناظرين عند الشمبانزي» وحقيقة أن في كرومسوم الإنسان "المزدوج" هذا 
عنصر (سموه بالسنترومير ©06014/0506/6) يبدو مزدوجا بلا داع إذ لا يظهر في أحد زوجيه 
المركبين في الكروموسوم نشاط كما يظهر في الآخرء فيقول إن التفسير الأليق بذلك كله هو أن 
يكون كل من الإنسان والشمبانزي قد نزلا من أصل مشترك كان فيه أربع وعشرون زوجا من 
الكروموسوماتء وإنما اتفق للفرع الذي نزل منه الإنسان أن اندمج الكروموسومان الآأخيران فيه 
عند منطقة التيولمير والسنترومير فصارا كروموسوما واحداء خلافا للفرع الآخر الذي بقيت 
كروموسوماته كما هي! فإذا اتفق ق لهم هذا التفسير الدارويني الخبيث» أصبح - هو نفسه - دليلا 
"دامغا" على صحة دعوى التطور من أصل مشترك. والله المستعان! مع أن العقل يجيز أن يفسر 
نفس ذلك التفاوت بين الكروموسومين بعكس ما ذهبوا إليه. طني ل العبثي! 
أي أن يكون الإنسان هو الذي خلق أولاء بثلاث وعشرين زوجا من الكروموسومات» ثم نشأ 
الشمبانزي من نسله انحدارا 4100 لاه0617 لا تطورا 00إ41ناام/اع بانفصال الكروموسوم الأخير 
في منطقة التيلومير إلى كروموسومين» وظهور وظيفة جديدة في خلاليا الشمبانزي للسنترومير 
الذي كان من قبل خاملا في سلفه الإنسان! يل إن العقل يجيق. كذلك أن يفن نفس الأمر .بأن ما 
في جينات ذلك الجزء من جينوم القرد من موافقة لنظيره عند الإنسان إنما يرجع إلى اتفاق وظيفي 
أو عضوي أو حيوي ا غير» وأن الاختادف إنما ترجع :إلى شيء مق النباين في تلك الوظيفة 
الحيوية» وأن الخمول الظاهر للسنترومير عندنا إنما يرجع إلى وظيفة معينة لا تتم على وجه 
التمام إلا به» وإن كنا لا نعلمهاء كر قدا محو دا ا دفي لطر والشمبانزي 
مخلوقا هنا على الأرض خلقا مستقلاء بلا سلف ولا عمومة ولا خؤولة ولا تطور ولا شيء من 
صفحة | /717 


ذلك الهراء! بل والله لا يمنع العقل من أن يكون السنترومير الخامل هذا ما خلقه الله على هذا النحو 
إلا استدراجا للدهرية المجرمين من أذناب القرد داروين» دون أن تكون له أي وظيفة عضوية 
على الإطلاق! ولم لا؟؟ الله أحسن مكرا بكل فيلسوف دهري ماكر يسلك طرق القياس الدقيق في 
الغيبيات حتى يوصل الناس إلى نفي وجوده بالغيب سبحانه» من أن يترك هؤلاء دون أن يزين 
لهم سوء عملهم! فالمكر بهؤلاء الجحدة ة المجرمين من كمال حكمته وعدله جل شأنه؛ جزاء وفاقاء 
وهو الظن به سبحانه! ((وَإِذْ يَمْكْرُ بكَ الَذِينَ كَمَرُوأ لِيُنبنُوكَ أؤ يَفْتلُوكَ أو يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ 
وَيَمْكُرُ الله وَاَهُ خَيْرُ الْمَاكَرِينَ)) [الأنفال : ]"١‏ 
فلماذا يتعين علينا أن نقبل منكم تفسيركم الدهري المنحط هذا؟؟ 
تحكم في التأويل واستدلال بمحل النزاع» في جميع استدلالاتهم ب بلا استثناء» ولا حول ولا قوة إلا 
بالله! 
لقد بلغ الإغراق في التحكم بالتأويل الغيبي بالدراونة على اختلاف عقائدهم مبلغا صاروا معه - 
كما مر معك في مقدمة ( )١‏ التي تقدم نقدها في "الدليل الدامغ" عند الدكتور - لا يفرقون بين ما 
هو تفسير وتأويل من أكياسهم وما هو حقيقة حسية صريحة! تأمل قول الدكتور (ص. )١17‏ بعد 
ما "دمغنا" به من الاستدلالات المفحمة: "اكتشفت عالمة الإحصاء الحيوي كاترين بولارد عام 
5 تتابعا (يبلغ طوله ١١6‏ زوجا من القواعد النيتروجينية) كان موجودا في الفقاريات بشكل 
كام لوال كضوات العاديين من السنين» وظل خاملا في الشمبانزيء لكنه نشط في الإنسان» وقد 
ثبت في عام ٠٠١5‏ أن هذا التتابع له دور حيوي في زيادة ة تلافيف القشرة المخية للإنسان» مما 
يزيد من حجمهاء وهذا فرق جوهري بيننا وبين القردة العليا." اه. قلت: والحق الذي لا يخفى 
على كل عاقل مدقق » أن هذه المذكورة لم "تكتشف" إلا وجود نفس التتابع المذكور في الانواع 
المذكورة» على عجز عن معرفة وظيفته في أي منهاء إلا ما لوحظ في ٠٠١5‏ من ارتباط 
م31اع0)0 بينه وبين نمو القشرة المخية في الإنسان خاصة! هذا ما يبصح أن يبسمى بالاكتشاف 
]0156016 هناء وهو مبلغهم من العلم فيما ذكره صاحبنا! أما مسألة أنه كان موجودا في "أسلافنا" 
قبل ملايين السنين في حالة "خمول" ثم نشط عندنا بما أدى إلى تطور القشرة المخية عندنا تطفرا 
ومن ثم "تطورنا" لنصبح بشراء فهذا كله خيال في خيال؛ ووهم في وهم؛ واستدلال بالجهل» ورجم 
بالغيب ما أنزل الله به من سلطان! فعندما يروج ويحرر هذا التأويل على أنه هو موضوع الاكتشاف 
نفسه؛ فهذا ولا شك ضرب من التلبيس عظيم! 
ثم يسوق الدكتور مسألة الجين 20767 وكيف أنه موجود عند الشميبانزي وغيره من الأنواع 
الأخرىء لكنه بزعمهم خامل فيهاء وإذا تعطل في الإنسان فإنه تتعطل معه وظائف اللغة» فكيف 
يتأول الدراونة تلك المشاهدات؟ الجواب واضح! لابد أن يكون الجين المذكور هو الذي كان لابتداء 
نشاطه في الإنسان الفضل في تمكنه من ممارسة اللغة كما نعرفها! ومن ثم ينضاف هذا التفسير 
إلى جملة "الأدلة الدامغة" على التطور من سلف مشترك!! 
يقول في الحاشية (ص. ”351): "كان التنشيط على هيئة تحور طفيف في الجين (لم يحدث عليه 
في أي ثديي آخر)»؛ أدى إلى تغير في حمض أميني واحد في البروتين الذي يشفر لبنائه» فتحول 
الحمض الأميني ثريونين في الصيغ غير البشرية إلى حمض أسباراجين. وقد أدى ذلك إلى أن 
يطور الإنسان بنية الوجه والفك وأيضا القدرة على التحريك الرهيف للفهم والحنجرة» ليتمكن من 
الكلام." اه. قلت: من أين لمن نقلت عنهم بكل هذا؟؟ هل رأيتم التحور المزعوم هذا حال وقوعه 
بأعينكم؟؟ أبدا! غاية ما رأيتموه أن المنظومة تتشابه في الأنواع المذكورة كلها إلا في حمض 
أميني واحد يختلف في الإنسان عما سواه! ولا بأس في إثبات أن يكون ذلك الاختلاف مرتبطا 
سببيا بصورة ما أو بأخرى باختلاف القدرات اللغوية واللفظية عند الإنسان عما عند غيره من 
الأنواع المذكورة» ولكن أين في هذه الحقائق ما يقتضي ثبوت تلك الأسطورة التطورية المذكورة 
في تفسير كون الأمر على هذا النحو لا على غيره؟ مزيد من مغالطات المنطق التفسيري التي 
حق للعقلاء أن ينبذوها كلها نبذ النواه» والله المستعان! الأمر كله على هذه الوتيرة: جينات وجدنا 
صفحة | 7179 


ارتباطا بينها وبين وظائف معينة في النوع البشري هي أعقد أو أدق من نظيرها في أنواع القردة» 
فلما قارنا جينوم البشر بتلك الجينومات وجدنا نظاما جينيا مشابها إلا في تفصيلة دقيقة» وهذا القدر 
بدهي ومتوقع بالنظر إلى التشابه الوظيفي المعزو إلى تلك الجينات في كلا النوعين» ولكن تأتي 
هنا - لا محالة - قفزة الإيمان الدارويني طغ31 04 م623١‏ 030/1013 لتفسر ذلك التشابه كله 
- تحكما - بأنه راجع للاشتراك في سلف تطوريء وأن تميز الإنسان (اختلافه جينيا) إنما جاء 
من طفرة نشطت فيه ما كان خاملا في السلف المزعومء أو خملت بعدما كانت نشيطة فيه أو 
أضافت في الإنسان ما كان ناقصا في سلفه!! 

فما من شيء أسهل من أن ثُتأول جميع التشابهات والاختلافات بين الأنواع» في ظواهر هيئاتها 
وفي جينوماتهاء على هذا المسلك الخرافي نفسه (وهو ما كان بالفعل)» ثم يقال إن للنظرية مئات 
الآلاف من الأدلة التى يعضد بعضها بعضا! 

إن الأمر الذي يأبى الدراونة أن يفهموه» هو أن تكاثر أمثال تلك التأويلات والشطحات والأوهام 
والخيالات بين أيديهم لا يزيد من قوة التأويل الواحد منها طرفة عين» فضلا عن أن "يعضد بعضه 
بعضا" كما هي دعوى الطبيعيين» أو يرجح النظرية نفسها التي استمدت منها تلك التأويلات كلهاء 
على ما يخالفهاء بالنظر إلى طبيعة المسألة التي اقتحموها بالتنظير والافتراض والتفسير! ولا 
عبرة بكون تلك التأويلات كلها متناسقة فيما بينهاء فإن التناسق الداخلي لا يعدو أن يكون شهادة 
بأن الاعتقاد الواحد لا يناقض جملة الاعتقادات الأخرىء ولكن مجرد نفى التناقض بين آحاد 
الاعتقادات في نظام اعتقادي معينء لا يلزم منه مطابقة ذلك الاعتقاد للواقع في نفس الأمر! بل 
نزيد من الشعر بيتا ونقول إن تصحيح اعتقاد واحد في نظام اعتقادي ما (أي ثبوت مطابقته للواقع 
إن قدرنا حصوله) لا يقتضي بالضرورة تصحيح النظام الاعتقادي الغيبي بكليته لمجرد حقيقة 
أن تلك الدعاوى لا تتناقض فيما بينها! وإن كان ثبوت صحة أي اعتقاد واحد من تلك العقائد أمرا 
ممتنعا في مسألتنا (مسألة النشأة) بالنظر إلى كونها من الغيب المحض كما بينا! 

تأمل قول الدكتور (ص. )١15‏ معلقا على جملة من الجينات زعم القوم في جملة تأويلاتهم الدهرية 
الخبيثة أنها كانت لها وظيفة في أسلافنا ثم صارت عندنا هملا لا وظيفة له: "وإذا تركنا جانبا 
فكرة خداع الإله لنا! فلن نجد تفسيرا لوجود هذه الجينات المشوهة في شفرة الإنسان الوراثية إلا 
مفهوم التطور عن أصل مشترك مع باقي الرئيسيات. ويرتبط مفهوم الجينات الكاذبة بظاهرة 
مهمة» وهي أن بعض الجينات التي تعمل بصورة جيدة في ا 
الأمراض قد تدهور أداؤها فق البشرء فأصبحنا عرضة للإصابة بهذه الأمراضء» التي منها 
الألزهايمر والإيدز والملاريا وسرطانات المعدة والقولون والثدي والبروستاتا." اه. قلت: تأمل 
أيها القارئ الكريم في هذا الكلام وخبرني بربكء أهذا كلام رجل ينزل رب العالمين منزلته اللائقة 
به» ويشهد له بكمال العلم والقدرة والحكمة» وبأنه لا يضع الشيء إلا في موضعه الصحيحء علم 
بذلك من علم وجهل من جهل؟؟ سبحان الله وتعالى علوا كبيرا عما يقوله الدراونة وأذنابهم! فعلى 
دين الدكتورء لا بأس باعتقاد أن الله تعالى قد خلق نوع الإنسان بأعضاء مهملة لا عمل لها وليست 
إلا بقايا تطورية من سلف قديم» وبجينات كاذبة تعطلت في عمليات "التطور" فلم تعد تعمل بصورة 
جيدة» وهو ما أضعف مناعة نوع البشر وعرضهم جميعا للأمراض المميتة والأسقام الفتاكة (وليت 
شعري بأي عقل فرق الدكتور بين هذه الدعوى ودعوى الدي إن إيه المهمل .01/8 >ابال» فقبل 
الأولى ورفض الثانية!!)! فهل هذا إلا اعتقاد من يؤمنون بعشوائية التطور وعبثية الطفرة 
المزعومة؟؟ افهم هذا يا دكتور واتق الله وتب إليه قبل ألا يجدي الندم! وإلا فهل قولك (رص 
6 "ولا شك أن هذه التفاعلات والعلاقات تقف وراء جميع مظاهر الحياة في الكائن الحي» 
ومن ثم تعتبر علوم الإنترأكتوم هي المسؤولة عن دراسة أدق مستويات الحياة» ودارسة كيف 
تخرج الحياة من جزيئات المادة غير الحية". هل هذا القول يصدر عن رجل يؤمن بالغيب» وهو 
صادق في محاربته المادية الدهرية واستنقاذ المسلمين منها؟؟ نسأل الله السلامة! 


صفحة | 0 


التطوري الدهري (أعني من مكتشفات أصحاب البيولوجيا الجزيئية) على مذهبه في 
النشأة» يستدل به هو نفسه (بالقوة أو بالفعل) نفاة التطور من اللاهوتيين النصارى 
الأمريكيين ومن لف لفهم من القائلين بالتصميم الذي اللادارويني "*, على بطلان 
التطورء وعلى أن المخلوقات الحبة ماكان من الممكن إلا أن يخل قكل نوع منها مكقل 
الخلقة من أول يوم! 


فن أجل أن يؤسس الرجل لبدعة التطوير أو التطور 0 0 الدكتور محاولة 
اممستيت أن ينتزع أسطورة التارية الطبيعي من جذورها ا لفلسفية التي نبتت مهاء 
أبقهها على عقائد أخرى لا علاقة لها بها ولا قيام للميقولوجيا الداروينية عليها! فتراه 
ينتقى من انتقادات من سماهم باخلتوون نقدهم لآلية الطفرة العشوائية, لا 00 3 
7 ما يبدو - إلا لآن اممها "عشوائية" «ةم4وصهة8! فظن الدكتور أيه 

تلك الآلية, ٠‏ فساتسام له نظرية التطور من ال لفلسفة الدهريةء أولها اشرما ومن ثم 
يتمكن من بنائها على أ أسس توافق عفيدته الغيبية! وقد ببناء كا مر معكء» وهاء الظن 
بأن إسقاط إحدى الآليات الداروينية لا يذهب بالنظرية بكليتباء ولا سقط معه 
أسطورة التارييخ الطبيعي الطويل المبتدئ بكائن أحادي الخلية! 
قال الدكتور (ص. )١197‏ تحت عنوان "ثانيا: خدعة الطفرات العشوائية": 


ليست الطفرات العشوائية إلا "أخطاء' م الخروف (القواهد 
000 ات)ء الي 5 (الدنا - ك4رالا7آ), 


أي الذين يستندون إلى الثيولوجيا الطبيعية لبيلي في نفي وقوع التطور بالكلية» وإثبات جريان 
قصة الخلق على ما في سفر التكوين» خلافا للتصميميين الدراونة (القائلين بالتطور الدارويني مع 
إضافة "التصميم الذكي" كآلية ثالثة للنظرية). وسيأتي معك الكلام بشيء من التفصيلء بعون الله 
تعالى» على ثيولوجيا ويليام بيلي وعلى مذاهب التصميم الذكي. فالمقصود بالاستدلال هناء طريقة 
اللاهوتيين الطبيعيين 156010815165 0134131 في استعمال مقدمات تستصحب إثبات الفوضوية 
والعشوائية في بعض المخلوقات» من أجل أن تثبت بالمقارنة بهاء وجود "الذكاء" و"التصميم" في 
مخلوقات أخرى!! 

7/1١ | صفحة‎ 


وينبغي لهذا التعديل أن يقع في الخلايا التناسلية (الخلايا التي تنتج الحيوانات 
المنوية والبويضات)» وليس في أي من خلايا الجسم الأخرى. والسؤال المهم 
هنا هو: هل يمكن لهذه الأخطاء العشوائية أن تحدث تحسنا في الشفرة 
الوراثية يؤدي إلى تعديلات مفيدة تظهر في ذرية الكائن الحي ؟ يقدر علاء 
البيولوجيا أن معدل حدوث الطفرات يبلغ 5 طفرات في كل ٠٠١‏ ألف 
حيوان منوي أو بويضة» كما يقدرون أن 54/ من هذه الطفرات كون 
ضارة» وربما تكون ذات فائدة في /١‏ من الحالات. هل يمكن لهذه النسبة 
الضئيلة جدا من الطفرات المفيدة أن توجه تطور الكائنات الحية؟ خاصة 
إذا أخذنا في الاعتبار أن أي تعديل في وظيفة ما يحتاج إلى العديد من 
التغيرات التي تعمل في تآزر وتوافق. وإذا كان تطور الحصان - كم يخبرنا 
الداروينيون - قد احتاج إلى 14 مليون سنةء وهو تطور في إطار النوع 
نفسه. أي بتي الحصان حصانا ولم يتبدل إلى نوع آخرء فهل يكن عمر 
الحياة على الأرض لكي تتطور الأحياء من كائنات ذات خلية واحدة إلى 
هذه الملايين من الأنواع المعقدة والراقية من الحيوانات والنباتات ؟ إن الأرقام 
والحسابات تفضح ناما وبقطعية رياضية لا تدع مجالا لأي تأويل أو عذر, 
مدى تهافت فرضية التطور الدارويني العشوائي ومدى بعدها عن الواقع 
وتعارضها مع العام. 
قلت: هذا النقد الذي يقرره الدكتور هاهناء يستعين به من يسمبهم بالخلقويين في 
نقض أسطورة الأصل المشتركء وابطال دعوى أن جميع الأنواع الحية قد ذشأت 
بالتطور التدريجي من ذلك الأصل المزعوم! وقد ذكر الدكتور في غير موضع أنه يوافقهم 
في انتقادهم تلك الآلية» لكنه يراه نقدا متوجحما إليها هي بخصوصهاء أو للدقة: إلى 


صفحة | 7/17 


'العشوائية" فيهاء ولا أثير له على فكرة التطور نفسها! وهذا ولا شك غلط محض! 
وذلك أنه يقول: "هل يمكن لهذه الأخطاء العشوائية أن تحدث تحسنا فى الشفرة 
الوراثية يؤدي إلى تعديلات مفيدة تظهر في ذرية الكائن ابي ؟" قلت: يلزم إذن 
إبطال مبدا القياس (أعني القياس على الطفرات الوراثية) الذي به زم داروين إمكان 
0 الصفات الوراثية لنوع متقدم» بحيث ينشاً عنه نوع 
جديد! مبدأ العطور عبد دراوين 0 أتباعه على اختلااف نحلهم وعقائدم ((ومنهم 
الدكتور نفسه) يقوم على دعوى أن الأنواع لم تزل تتغير تغيرات تدريجية طفيفة في 
صفاتها البيولوجية عبر الأجيال» 0 من الأنواع القدية أنواع جديدة» يبقى 
منها ما يتفق له أن يكون قادرا على مع الظروف البيئية الي ينشاً فيهاء 
ويبلك وينقرض ما سوا «اماوعية جبكتو4 ن السنين من 
التغيرات المتتابعة» الي تجري بصورة طبيعية» قياسا على عمليات التهجين والانتخاب 
الصناعي ونحوها التي قام بها داروين في ببته وعلى متن البيغل» ومن ثم استطاع 
تغيير بعض الصفات في الطيور الي أجرى عليها تجاربه. فأين ترى في الحشوة الحية 
تغيرا وراثيا يحدث بدون تدخل بشري أو توجيه صناعي (ومن ثم يقال له "طبيعي" 
لهتنه81)؟ تراه فها يسمى بالطفرات الوراثية 2/16264025! فهي طفرات من 
حمة كونها تغيرات لخائية غير متوقعة في الصفات الوراثية لا تقع بفعل الإفسان أو 
تخطيطه! فبدون فرض الطفرات؛ فلن يكون إدى البيولوجيين داع للقول ين تغير 
"طبيعي' "لمكم أن اتلشا به الأنواع | الجديدة من ذرية أنواع أخرى متقدمة عليهاء وا 

فلن يوجد ما يجري عليه الاتتخاب اا 
شيء من ذلك! 


صفحة | 7/7 


وإذن فالدكتور يلزمه حتى يعتنق دعوى التطور التدريجي من أصل مشتركء أن 
يعتقد أن سلسلة طويلة (أو بالأحرى شبكة واسعة) من الطفرات الوراثية المتد 
095 كنت هي السبب بصورة ما أو بأخرىء في نشأة 9 الأنواع لني 
نراها اليوم من ذرية ذلك الأصل الم: لمنحط المزعوم! فإن قال إننا لم نر أبدا طفرة وراثية 
ينشاً معها عضو جديد (وصدق)» وأن نشوء النوع الجديد يتطلب تنسيقا واسعا 
وعملا تعديليا شديد التعقيد حتق تنشأ نظم حيوية جديدة ووظائف عضوية جديدة 
متكاملة لتحل محل نظم أخرى وتكاملات أخرىء بما لا يمكن اختزاله في طفرة واحد 
أو طفرتين أو حتى ملايين من الطفرات تقع في جيل واحد (وصدق).» إن قال بذلك» 
فالني يسقطه يهنا النقد ليس "العشوائية" في تلك الطفرات وحسب كي يتوهم, 
وانما يسقط فكرة حصول التطفر الورائي التدريجي عبر التاريخ الجيولوجي الطويل» 
كير انزو هيا نالك ون يدض مدر بون اه ولف ا ان :لقن 
عليه فجت ميثولوجيا 0 0 عند البيولوجيين من أولها إلى آخرها! إذ لن 
يكون نشوء النوع الجديد - إذن - مرهونا بالتطفر التدريجي عبر آلاف بل ملايين 
00 زكمه داروين» 9 ظ خأةء بالخلق المباشر في رح أننى» ظهورا كامل 
خلقة, مؤهلا للتناسل والتكاثر مع أنثى من نفس نوعه من أول يوم! 
واذن فلبست هذه "نشأة طبيعية" ولا تدريجية (من حمة أ ن الأنواع تبدأ بسيطة 
منحطة ثم تتطور وتزداد تحسنا بالتدرج جريا على الأسباب الطبيعية المزعومة 
لحصول ذلك التطور)» لأنه إذن يكون خاق خلق النوع الجديد كاملا 05 يوم» مواعًا 
عامزالوايتة اللبلئة لى يذاق شراء مناسما الذرطق سرع اق سرك عاو بلا مااضار 
نوعا أصلا وما بقي! ! ولكن لو جوزنا أن يكون الأصل في المسألة ألا تواد الأنواع 
المتطفرة إلا مشوهة ومتهاوية» إلا ما تنتخبه الطبيعة ليصبح نوعا (ك| هو مقتضى 


صفحة | 71/11 


إثبات مبداً الاتتخاب الطبيعي) للزمنا القول بعشوائية التطفرء وهو ما يرفضه 
الدكتور! فهل آل مذهب الدكتور إلى القول "بخلق خاص" (على اصطلاحه هو 
وأصحابه) للأنواع الجديدة في أرحام الأنواع المتقدمة عليها؟ 


القصد أنه بدون التطفر العشوائي المزعوم» فلا ييقى للدكتور أي أساس طبيعي 
فقصسه6 عققدعك5 (جريا على الطبيعية المبجية [مءع10هلمطء/7 
دوتلهسةه]< التي التزتما في مذهبه 55 0 منها) للقول بدعوى السلف 
التطوري المشترك لميع الأنواع! واذن يصبح كالمعلق» لا يتلقى اعتقاده لا من الآلة 
التجريبية الطبيعية 2/©]04 ع5 التي يصر على إعالها في تلك البابة الغيية 
الحضة» ولا من خبر الغيب في نصوص الأة التي ينتسب إلهاء ولا يقيم اعتقاده إلا 
على الترقيع بين ملتين! تأمل قوله: "هل يمكن لهذه الذ لس من الطفرات 
المفيدة أن توجه تطور الكائنات الحبة؟ خاصة إذا أخذنا 5 الاعتبار أن أي تعديل 
في وظيفة ما يحتاج إلى العديد من التغيرات التي تعمل في تآزر وتوافق." 


تأمل هذا الكلام وقل لي بربك» أي فرق تراه ببنه وبين كلام من يسمهم بالخلقويين» 
الذين ينصبون تلك الحجة نفسها في إبطال أصل مبدا التطور من سلف مشترك ؟ ؟ 
أبن تجد في مبداً التطور (بالانتخاب والطفرة) مسآلة "العديد من التغيرات التي تعمل 
في تآزر وتوافق" هذه يا دكتور إن كنت صادقا؟؟ هذا التصور التليولوجي لم توضع 
فكرة التطور إلا من أجل هدمه أصلاء ولو قدره داروين وتصوره؛ لما ذهب إلى 
جعل جميع الأنواع قد نشأت من بعضها البعض بحيث تكون الأنواع الأقرب في الهيئة 

والخلقة نازلة عن سلف مشترك هو الأقرب إلها في | لهيئةء وهذا بدوره مشترك مع 
غبره مما هو أقرب إليهء في النزول عن سلف قريب كذلك: أي بحيث يكون الأقدم 
أفل عورا قرو اتقو ون "لطاب در و اق والالتطيتاه وضلا و الاق ل 


صفحة | 7/5 


مخلوق أول هو الأحط على الإطلاق» فافهم هذا ير حمك اللّه! هذا الترتيب التصاعدي 
(إجالا) بداية من خلية أحادية ووصولا إلى الإنسان (وهو تحقيق التطور المزعوم في 

التارية الطبيعي)؛ ما يقوم على افتراض داروين أ 00 تزل تتولد من بعضها 
البعض توادا عشوائيا لا تضبطه وتمة ولا غاية» فإذا اتفق أن جاءت الطفرات بنظم 
جديدة أو أعضاء جديدة: وأصابت تلك ا البقاءء صارت تلك النظم 
نوعا جديدا أكثر تطورا! فإذا قبل له كيف تفسر هذا التنوع الفاحش بين الأنواع 
الحية» وف يتصور حصواه كله بهذا التطور الطبيعي العشوائي المزعوم» أجاب بأن 
ملايين السنين تكفي الطبيعة حتى تأتي بالعجائب وتصنع المعجزات! 


قوله: "واذا كان تطور الحصان 2 يخبرنا الداروينيون - قد احتاج إلى 15 مليون 
سنةء وهو تطور في إطار النوع نفسهء أي بقي الحصان حصانا ولم يتبدل إلى نوع 
آخرء فهل يكفي عمر الحياة على الأرض لكي تتطور الأحياء من كائنات ذات خلية 
واحدة إلى هذه ا الأنواع المعقدة والراقية من الحيوانات والنباتات؟" قلت: 
أجبنا بلاء وقلنا إن عمر ا ان ا ا 
لأسطورة ل اروينية» ثما الذي يلزمك أنت يا دكتور من هذا الجواب ؟ يلزمك إبطال 
أسطورة التارية الطبيعي» إما من جتمة بطلان الزع بخطوات تطورية تنسلسل من 
نوع إلى نوع» ومن ثم يلزم القول بأن الأنواع الحية لم تخلق بالتطور كا تعتقدء وانها 
لقن د عام تر زر ماسر فيا ا عفد البزا شو ين تدرف 
لأعار الحفريات وخلو أكياسهم من العام والمعرفة في ذلك على أيما اعتبارء ما زعموها 
لأنفسهم وهو ما يقنتضي هدم أسطورة التارية الطبيعي كذلكء وإما من كلتا الجهتين 
جميعا. أي أنك بهذا الكلام» يلزمك يا دكتور أن تنضم إلى صفوف منكري التطو 
كسبب تاريخي لنشأة الأنواع الحية (الذين ينفون مطلق دعوى أن يكون قد ذشأ نوع 


صفحة | 71/87 


ونث "بالتطور" تاريخيا)» لا أن يكون موقفك هو نفي "العشوائية" عن الطفرات 
مع إثبات حصولها في الأنواع الحية على نفس الترتيب التاريني المعقد عند القوم» 
الله المستعان! خلق 0 الحية على الأرض لم يزحف في خطواته عبر تاريخها 
0 هذا الزحف الدارويني الباس إلا عند القائلين بالطفرة العشوائية» فإن هم 
نفوها وأثبتوا الغائية الإلهيةء فأي داع يبقى للقول بالتطور أصلاء ومن أين يأني تحقيق 
معناه ومفهومه عند من يقول به؟ 
قوله: " إن الأرقام والحسابات تفضح قاما وبقطعية رياضية لا تدع مجالا لأي تأويل 
أو عذرء مدى تهافت فرضية التطور الدارويني العشوائي ومدى بعدها عن الواقع 
وتعارضها مع العلم" قلت: فن أبن يأتي القول بفرضية لتطور "غير دارويني" إذن 
وعلى أي أساس يقوم ؟ على أساس تأويلات الدراونة لجميع المشاهدات التي يستدلون 
بها لنصرة مذهههمء التي هي من الأصل مسترة من ذلك المذهب الذي تنقدهء قامّة 
عليه قياما كليا؟ ؟ أتحسب يا دكتور أن ما بين أيدي الدراونة من "أداة تجريبية" يعد 
داقر طون :زواع أكليا دن يعضو انعط وصولة 31 لان 
مشتركة؟ ؟ ليس ديهم إلا التأوبل يا دكتورء والتأويل التطوري للمشاهدات (أو 
تفسيرها الذي يصيرها عندهم "أدلة" على صحته هو نفسه!!) لا قيام له إلا على 
الفروض الداروينية! فعلى أي أساس تقيم أنت يا دكتور تطورك اللادارويني 
(بزعمك)» إذا كنت لا تقف على أي أساس فلسفي 7 بالتأويل التطوري للسجل 
لني إلا بإثباث الآليات الداروينية نفسها التي تريد الآن أن تسقطها إسقاطا؟ ؟ 
التارية التطوري المزعوم للحياة على الأرض إنما هو تأويل 0 للحفريات 
0 الأحثائية بناء على تلك الفرضيات الكلية التي تظن أنت أنك إن عدلت 
عليها بنفي كلمة "عشوائية" ووضع لفظة "إلهية" في محلها فسيسام لك الأمر ويتم لك 


صفحة | 7/1 


المطلوب! فلا تحدثنا عن مخالفة "الداروينيين" للعلم وادعائهم وكذا وكذاء ومناقضة 
"التطور الدارويني" لقطعيات العلم والرياضيات والفيزياء .. إ» فإنه يلزمك ما يلزثهم 


3 ينقل 00 بعض من يسميهم هو "بالخلقويين" في نقضهم على التطور 
0 مسألة "ا نفجار الكاميري' ال ممتء سن في السجل الحفري» 


إن الميوانا تكلا التي عثر عله في تلك الطبقة, التي لا ل إلا عشرة ملايون 

سنة من عمر الأرض (بحسب نظريات ا الأرض)» إا عثر عليها 
قاذ لاريم و لرياويى الملقات امارد اوها إل سني اص ديد كل 
الوح لووك تر ادر اي رك ل و 
المنع - على المنيج الطبيعي - من افتراض أن تكون جميع الأنواع قد تطورت 
بع ل ا 0 
شئت ففي خمسة ملايين» أو خمس ذلك أو أقل من ذلك؟ ؟ يقال إذن إن "محاسن 
الصدف" (ك] تسميها أنت في نقدك من سميتهم بالدراونة)» كانت أحسن مما ظنواء 
وينتبي الأمر! 


ما الذي يمنعهم من أن يقولوا إن الطفرات العشوائية ليس لها معدل ثابت في الحصول 
وفي إضافة المعلومات الجينية (على التسليم بصحة زعمهم أنها تضيف شيئا!): بالنظر 
إلى كنبا عندهم عشوائية بالأساس ؟ إن قالوا بهذاء فهو يكفههم في إسقاط اعتراضك 
أ معدل شمو الف وافوا اهو كاوه نابو حكينا ادير فية ولا غدات 
من شاهده هو كذا وكذاء وعليه فيلزم أن يكون عمر الأرض أطول بكثير حتى يجري 
الأمر على وفق هذا المعدل! هم يقولون إنها عشوائية أصلاء فبأي معدل تريد أن 

تلزنهم ؟ ؟ كما فرضت أنت فرضية تحكبية 44-110 في غيب الماضي مفادها أن 


صفحة | //7 


المعدل الذي ترصده الآن لابد وأنه اطرد كا هو في الماضي السحيق وصولا إلى أول 
كائن حي حصل له تناسل وتكائر, فكذلك يقابلونك هم بفرضية تحكهة عه4-81ىم 
في الغيب نفسه مفادها أن المعدل لم يطرد كا تقول» وإنما اختلف وتغير على امتد 
التارية الطبيعي, بدليل ما حصل في حقبة الكامبري المزعومة» تلك الحقبة نفسها - 
وتأمل! - التي تريد أن تحتج بها علبهم!! * واذن فلا ترجيح ولا علم ولا معرفة ولا 

يء من ذلكء» وائما نظم اعتقادية غيبية وميثولوجيات طبيعية يقال في منتبى 
الخصومة بين أصحابا: لكم ديتكر ولي دين! 


ثم ينقل الدكتور قول البيولوجي التصمهي الأمريكي "جوناثان ولز" بأن مؤسسة عامية 

أمريكية ماء قد قد أعلنت في ستينات القرن العشرين أ نه "لس هناك دليل واحد على 
أن خليط الغازات الذي استخدمه ميلر كان هو السائد وقت نشأة الحياة". قلت: 
فهذا هو وجه الاعتراض يا دكتور ؟ ؟ أنه ليس هناك دليل واحد؟ ؟ طيب هل ننتظر 
ع جو ل يدا لبوا تيو نول عدبلا رع سار مقا فا 
يتعلق بالأحوال الفيزيائية والكهيائية التي نشأت فيبا الحياة بزعمهم؟؟ ما هو نوع 
الدليل الذي تشترط أنت ومن نقلت عنه ظهوره عند القوم حتى تقبل منهم تنظيرهم 
في أصل الحياة؟ ؟ وكيف توافق الختصين الذين نشروا في مجلة ععمءك5 (كما نقلت 
عنهم بعد) عن منطق الترجيح الذي ملكو في زحمهم ات الجو التناتك وقث نشأة 
الجياة كان يحتوي على كيات ضثيلة من الهيدروجين (لأنه خفيف ويرتفق بعيدا عن 

* وقد كان من فرضياتهم التحكمية في تفسير زيادة معدلات التطفر المزعومة في حقبة الكامبري 
المزعومة:» قولهم بأن الأحوال البيئية كانت قد تغيرت في مسطحات المياه بزيادة نسبة الأوكسوجين 
فيها الناتجة عن زيادة عمليات التمثيل الضوئي على أثر انتشار النباتات في قاع المحيطء وهو ما 
وفر ظروفا أكثر ملاءمة للتكاثر ومن ثم عجل بحدوث الطفرات! وكذلك زعمهم بأن ظهور العين 
في طفرة من الطفرات كان سببا أيضا في سهولة التغذي والتكاثر ومن ثم زيادة معدلات التطفر. 
والقصد أنهم لن يعجزهم شيء عن اختراع الفرضيات التفسيرية التحكمية التي تبدو وجيهة للغاية 


لكل من سلم لهم بطبيعيتهم الوجودية والمنهجية وبصحة مسلكهم الكلي في الافتراض التفسيري 
في مسألة نشأة الأنواع الحية! 


صفحة | 7/5 


7 0 وبخار الما 


قال الدكتور (ص. )١97”‏ "وذكيت المجلة أن ميلر إذا استخدم هذا الخليط فلن 
يحصل على أحماض أمينية ولكن على الفورمالدهيد والسيانيد وه مواد سامة لكل 
أشكال الحياة» ولا 0 أن تكون مصدرا للمركمات العضوية الحيوية كا يعتقد 
البعض" اه. قلت: فيا رجلء كيف لا ترى أ د اي 
ميلر» يلزمه أ 0 - وبنفس المنطق حي بر 

في نفس الأمرء إن قدر أن سلمت من ذلك الء: 0 
كم القوم ببشأن الظروف التي يجوز أو لا يجوز أن تكون 
الحياة قد خلقت فيهاء من تحكم فاسد في الأسباب التي خلق اللّه بها شيئا هم يعلمون 
أنه لا قياس له على ما يقع تحت تجارههم البتة؟ من الذي قال إن الله لابد وأن يكون 
قد خلق الحياة أو غيرها من أنواع خلقهء على غير مثال سابق» جريا على "قوانين 

الكهياء" أو الفيزياء أو غيرها من السنن الكونية التي ترونها جارية الآن على هذا 
الشطر من العالم الذي خبرقوه في عادتكم وتجربتكم البشرية؟؟ هذا غير لازم بل غير 
معقول أصلا! والذي يقول إن الظروف الكهيائية لم تكن تسمح بظهور الميا 

(أي بأسباب من نفس نوع الأسباب التي فرضها ميلر)ء هو كالذي يقول بأنباكانت 
تسمح بذلكء كلاهم|ا صاحب عدوان فاحش على محض الغيب, واستدلال ونظر ما 
أنزل الله به من سلطان! 


فسواء منطق ميلر في الاستدلال» أو منطق من ردوا عليه ةا بكتحيد اادكيون 
جراي كام امتطق الاامسدر زو تادر إل صادن» الخلتي تزف بولاراج فين 
الاستدلال لا مدخل لها أصلا في تلك البابة لا إثباتا ولا نفياء لا تأسيسا ولا نقضا! 


19٠. | صفحة‎ 


ل ا 
أو يننى ما في الغيب المحضء ولا تكون المشاهدات والتجارب فيه إلا متكافئة في 
الإثبات والنفي ضرورة! ولكن لأن الدكتور قد اعتنق الطبيعية المنبجية في أصل مبداً 
التنظير الطبيعي في الغيبيات المحضة» لم يسعه إلا أن يرح بطلان نظرية مير بطريقتهم 
وعلى استحياء» رجاء أن يبجخرج من ذلك بفسحة يقول فيها إن أصل الحياة لا يمكن 
أن يكون أصلا طبيعيا! 


ولهذا نقول له: يا دكتورء ما التزمته في مسألة أصل الحياة» يلزمك هو نفسه (منبجيا) 
في مسآلة النشأة الغيبية ميع الأنواع الحية على غير مثال سابق» فإما أن تجوّز النظر 
الطبيعي في نشأة الحياة كما جوزته في نشأة الأنواع الحية كلهاء على أساس أن نوع 
الاستدلال الطبيعي (بوضع الفرضيات ثم محاولة الانتصار لها بتأويل المشاهدات) 
في هذه البابة مقبول منهجياء واما أن قنع النظر لنظر الطبيعي في نشأة الحياة وفي نشأة 
الأنواع الحية كلهاء على أساس أ ل 
الأقبسة المستعماة في وضع الفرضياتء أما أن تفرق بين القضيتين فتقول إن إحداهم| 
جعل من نظرية داروين وفكرة التطور من أصل مشتركء دعوى "علمية" 
عالتاصمعك 5 (نوعا)ء فهذا يلزمه أن يجعل من تجربة ميلر وما يناظرها من تجارب في 
قا اه انقاء | الحياة 5ع عم أطل و لوي 5 
تناقض ! 

فعندما ينقل عمن ينقل عنه في هذا الجزءء قوله "وحتى لو صحت التجربة فهي لا 
تدل على النشأة الععشوائية للحياة", فهذا منه وممن نقل عنه تناقضء لأن لخالفهها أن 


19١ | صفحة‎ 


يقول كذلك: نما صحت مشاهداتم الأحفورية والمايكروبيولوجية والتشريحية وغير 
ذلك» فليس في شيء منها ما يدل على نشأة جميع الأنواع بالتطور من أصل مشترك! 
فبأي شيء يحيبانه ؟ ؟ إن قالا إن مرجعها في رد دعاوى الدهرية في مسألة نشأة الحا 
في مادة ميتة» هو أننا لم يسبق 000 
أن شاهدتم نظريا لخلق بسي الحية بالتطور من بعضها البعض وصولا 
إلى "سلف" مشترك ؟؟ الجواب لا! وان :قالا | إن مرجعهه| في ذلك هو الامتناع العقلي 
لنسبة أصل النظام إلى العشوا ل الأصل التطوري المشترك 
ينقضها الامتناع العقبي لآن يكون صنع الباري (واجب الوجود واجب الكمال) جاريا 
على تلك الصورة الذمعة 000 00 والحكمة واما 
في القدرة وإما فهما جميعا! والقصد أن الدكتور ليس معه - على مذهبه في مصادر 
لتلقي في تاك البابة» وعلى نظريته المعرفية الطبيعية - ما يمنع به أقرانه من النوض 
في مسآلة أصل الحياة» ولو حاول أن بمنعهم لتناقض! فليس لمثله أن يكلمنا عن 
"الدراونة" :وفياذ' اسغدلال" الدراونة" والنه المسعهاق ابل أعب هو هذا أن الرضل 
ينقل نقد مخالفيه لفكرة نجرة الحياة عند التطوريين ولما يسمى بالسجل الحفريء يجعاه 
قدا "للدراونة" (يعني القائلين بالطفرة العشوائية, على حدّ تسميته) لا لأصل دعوى 
النشأة | ار أصل مشترك! فيقول (ص. )3٠١-١1914‏ في كلام ينقض أوله 
آخره» على عادة الرجل: 
رهم دارون في كتابه "أصل الأنواع" نجرة» تمثل الخلية الحية جذعها 
الرئيسي كسلف مشترك لميع الكائنات» ومن الجذع تتفرع الأغصان 
وتتفرع» حماة بمختلف الحيوانات والنباتات حتى نصل إلى الثراء الرهيب 
الحالبي في الكائنات الحية. وتبعا لهذه الشجرة ينبغي أن نجد في جل 


صفحة | 7197 


الحفريات ججموعات متتالية من الكائنات الحية التي تربط ببنها حلقات 
وسطى. وإذا كانت بعض امجموعات من الحيوانات كالطيور والكابوريا تظهر 
في خرياتا الحلقات الوسطى بوضوحء فإن الكثير من المجموعات تفتقر 
بشدة إلى هذه الحلقات. ويعترف دارون أن غياب الحلقات الوسطى من 
جل الحفريات هو العقبة الكبرى التي تواجه نظريته» ويتنبأ بأن التنقيب 
كفك ناوا العدود فى هذه الللتاكى برقن اكتشق برعضتها بالنعل: 
وبالرغ من ثراء ممجل الحفريات الآن (أكثر من مائتي أ لف نوع) فإن الصورة 
التي يظهرها ليست الشجرة التي تتفرع أغصانها تدريجيا من الأدنى إلى 
الاكثر تعقيدا وتحتاج لملء بعض الفراغات الانتقالية» ولكن يظهر سمجل 
الحفريات على هيئة ججموعات من الكائنات الحية غير المترابطة وتفصلها 
متا عانت مغ انف ل د اندو نف اتبيه ميرت تراد نت ك1 
تحتاج إلى ملء. وقد وقعت المفاجأة الكبرى عندما ثبت لعلاء الحفريات 
أن انفجارا أحيائيا كيرا قد حدث في العصر الكمبيري» وأن جميع الكائنات 
الحيوانية ظهرت خْأَة في هذا العصر (منذ 04٠‏ مليون سنة). وبدلا من 
أن تشبه شمجرة الحياة العظمى لدارون هرما مقلوبا يقف على رأسه (وهو 
الخلية الحية الأولى) أصبح الوضع الحاللي هرما مستقرا على قاعدة عريضة 
جداء تشكلها و الكائنات الحيوانية التي ظهرت في العصر الكمبيري. 
ولاستكال النظرة إلى مفهوم الحلقات الوسطى» ينبغي أن نشير إلى أن 
بعض هذه الحلقات موجودة ككائنات حية ما زالت تدب على الأرض! 
فالبرمائيات تمثل حلقات وسطى بين الأسماك والزواحف! فهي تضع بيضها 
في الماء يبنا تتنفس الهواء الجوي بالرئتين. بل إن هناك أسماكا تتنفس الهواء 
الجوي بأعضاء تشبه الرئتين في فصول الجفاف, وتعتبر بذلك حلقة وسطى 


صفحة | 7197 


م الأ لجرك بو روات اوقا ل جنر اجر مندافة ارو ار 
الثامن عشر عندما اكتشف البيولوجيون في أستراليا حيوان "منقار البطة 
- مسمرهاط 1164ز8اعن© عطلط". إنه حيوان في حم الأرنب وله 
فراء ويرضع صغاره كالثدييات» وفي نفس الوقت فهو يضع الب لبيض وله اجمع- 
6 كلزواحفء وله أيضا غشاء بين أصابعه كالطيور تُستفيل منه 
عَدَد التتباجة في الماء. ل يصدق البيولوجيون في لندن بوجود هذا الكائن 
الك - طير) إلا بعد أن أحضر طم الأستراليون بعض أفراده. 
وفي 7 تم تصنيف منقار البطة (مع أكل الفل - وو1انلصصة) في 
وف مقط اة من التليزاتي وف الديزات الببرظةةا ويه ذلك مائزال 
الخلقويون يرفضون اعتبار هذه الكائنات (وكذلك الحفريات الانتقالية) 
حلقات وسطىء ويتملصون بأن يعتبرونها جموعات منفصاة من الكائنات! 


قلت: قوله: "وبدلا من أن تشبه تشمجرة الحياة العظمى إدارون هرما مقلوبا يقف على 
رأسه (وهو الخلية الحية الأولى) أصبح الوضع الحاللي هرما مستقرا على قاعدة عريضة 
جداء تشكلها جميع الكائنات الحيوانية النني ظهرت في العصر الكمبيري." قلت, ليست 
هي إذن نجرة واحدة تنبت من أصل واحدء ولا هرما مقلوبا على رأس واحدة» بل 
وعلى كلامك هذاء ليس للأنواع فها سلف مشترك أصلاء وإنما ترجع أصول كل 
35 إلى نوع مشابه له مستقل (نوعيا) عن الأنواع الأخرى» مما وجدوه في حفريات 

حقبة الكامبري (وليس "الكمبيري"!)! أي ي أن صورة الأمر باتت تبدو وكأئما هي مئات 
الشجراتء شمجرة لكل نوع! ومع ذلك ترجع في الفقرة التالية مباشرة لتستنكر اعتراض 
من معيتهم "بالخلقويين" على دعوى الأصل المشترك للأنواع, وه القول الذي يجمع 
عليه جميع التطوريين (وأنت ملزم بقبول إجاعهم)» بأنها كلها قد تطورت من بعضها 


صفحة | 71914 


البعض رجوعا إلى كائن واحد أحادي الخلية عاش على الأرض قبل ثلاثة ونصف 
بليون سنة! فالذي يعتقد أ ن الأنواع كلها انحدرت من كائن أحادي الخلية, هذا يلزمه 
ضرورة أن يقول بشجرة واحدة عملاقة؛ أصلها ذلك الكائن الأحادي المزعوم» ومنه 
تفرعت جميع الأنواع التي اكتشفوها في طبقة الكامبري, التي منها تطورت - بزعمهم 
- جميع الأنواع التي تدب على الأرض اليوم! ومع ذلك لا يزال القوم يتلاعبون 
بتأويلات المشاهدات سواء على المستوى الجزيثي والجيني أو على المستوى التشريحي 
الأحفوريء فتارة تميل بهم أهواؤهم ليجعلوها شجرة واحدة» وتارة يجعلونها شمجرات 
عدةء تارة يجعلوا كائنا من الكائنات سليلا لنوع ماء وتارة يجعلوه سليلا لغيرهء تارة 
يجعلونه حلقة وسطى بين نوعين» وتارة ينفون عنه التوسط ينهماء يزعمون أنهم في 
ذلك كله إنها يتبعون "الدليل' ' ععصعلتظء مع أنهم ليس عندهم | لا التحكم بالأقيسة 
في الافتراض والتأويل» بما يغرقهم تام الإغراق في تكافؤ الأدلة وسقوطها كلها رأسا! 
0 من الكائنات تعيش في البحرء وأنواعا أخرى تعيش في البرء وأنواعا 
تعيش في البر والبحر معاء فأبى هؤلاء إلا أن يقولواء بمحض التحكم لا غير: هذا ما 
تتوقع أن نه إن ع أن كان جنس الخلوق البحري قد تطور منه جنس الخلوق 
البري» مرورا بجنس البرمائيات» وهو إذن دليلنا على صحة ذلك الفرض! فا أسهل 

مركن ماكو قي جره أن نراه كذلك» إن ل يصح ما تزعمون» 
بل هو عين ما نراه إن ص أن خلق الله جميع تلك الأنواع خلقا مستقلا لا من بعضها 
البعضء فبدأ خلق ما اقتضت حكمته وغاياته من أنواع الدواب أن يجعله في البر في 
ا ال ن يجعله في البحر في البحرء وبداً خلق ما 
اقنضت حكمته أن يجعله متقلبا بين البر والبحرء في | م 
ا فهذا الذي نشهده من تلك الأنواع ومن كنبا لا 
تناسل فيا بننهاء هو عبن ما نتوقع أن نراه إن م ما تقول! 


صفحة | 7965 


فا جوابكم يا أدعياء العلم والعقل؟ ؟! 


عثر القوم على حفرية لشيء يبدو وكأن فيه من صفات الزواحف وفيه كذلك من 
صفات الطيورء فقالوا لابد أن يكون هذا هو النوع الوسيط الذي نشأت من سلالته 
جميع الطبور تطورا من الديناصور! ونحن نقول: ليس بلازمء وهذا واحع! ثفن الذ 
قال إن ترام أمثال تلك التأويلات التحكمية الحضة التي يقتحمون بها غيبا لا نظير له 
في عادتهم» يفيد علا أو يقوي بعضه بعضا أو نحو ذلك مما يزعمون؟؟ الكذبة فوق 
الكذبة لا تزداد بصاحهها إلا إغراقا في الكذبء ولا تورث الصدق أبدا! بناء الوهم 
فوق الوهم لا يزيد صاحبه إلا تشبعا بالوهم» ولا يصل به به إلى العلم أ بدا! هذا ما يحب 
أن يفهمه هؤلاء! ولهذا نقول لهم والله ولو جتقونا بمئ الأرض "أدلة" ما قبلنا منكم 
صرفا ولا عدلاء ولا رفعنا بخرفكم رأسا! أ أنتم لا تعقلون معنى الدليل ولا تفرقون بين 
ما يصح الاستدلال به وما لا يصح. فافعلوا ما شئتم لا شأن لنا بكم ولا كرامة لكر 


عندنا! 


يضرب الدكتور في حاشية الصفحة التي ذكر فيها حفرية الأروبتزيكس هذه (ص. 
٠‏ المثل الشهير الذي يضربه الدرونة على اختلاف طوائفهم وتنوع نحلهم وفرقهم 
(ما في ذلك طائفة الدراونة التصمهيين من أتباع يهبي ودمبسكي وغيره|)» ونقضناه 
من قبل في غير موضعء ألا وهو مثال الخبر السري أو المفتش الجنائي! وقد مر معك 
فصل كامل عقّدناه في الباب الثاني من هذا الكتابء نبين فيه أن المنطق التفسيري 
دمنء 1ل طث الذي هو عمدة المفتشين الجنائيين في 00 ما يستنتجونهء وهو 
كذلك (في حدود) عمدة الباحثين الأثريين في دراسة آثار الحضارات القديمة» هذ 
0 مج دي لا قيام له 
إلا على أقسة ا 


صفحة | 197 


الفرضيات التفسيرية التي يشرع بعد ذلك في المفاضلة فيا بيها لينتبي إلى تر 
التفسير الأفضل والأقوى احتاليا! والحال أن القضايا مطلقة ال 
الأولى مميع الأنواع الحيةء هذه لا يملك البشر فهها سابق خيرة ولا مشاهدة لنظائر 
أو أشباه تقاس عليها حتى تكون هي مستندهم في الافتراض والتفسير! 


يسوق الدكتور هذا المثال ثم يقول إن المفتش الجنائي لا يكون موضوعيا في كل 
حالء بل يرد عليه الميل والتأثير بتحيزه و"تصوراته المسبقة". على حد عبارته! ثم 
يضرب أمثلة ليبين لقارئه أن الهاس التأويلات الموافقة لميول وعقائد الباحث 
للمشاهدات نفسهاء هو 0 بقع كثيرا في حياتنا اليومية وعند الباحثين في مجالات 
شتىء على أساس أن التعصب والتحيز "يتريصان لنا في جميع تصوراتنا" على حد 
عبارته (ص. 0 الخلقوي (كا يسميه) متعصبا متحيزاء إذ يتأول 
اكتشاف الأرموبتريكس هذا على أنه مجرد نوع مستقل اتفق أن كانت له صفات 
كةو رفنت والذاترو اين ع يا لقلا زلا ل روأ 
الدارويني الذي يعتبر ذلك الشيء نفسه حلقة تطورية وسطى بين الزناحف والطائر 
في أسطورة التطور الدارويني عندهء فهذا بيس متعصب ولا متحيزء وابما هو يتبع 
الدليل العلمي ويتجرد من العقائد والأهواء في استعاله آلة البحث التجربي! فأي 
دليل هذا الذي أوهمتم به أنفسك , 3 جتيوزا ل 0 الا“عتقاد بالغيب وما 


فيه ؟ ؟ 

ثم يرجع الدكتور للاستناد من جديد إلى رسومات "إرنست هيكل" سيئة السمعة 
الي تناولنا الرد علبها في غير هذا الموضعء ويبنا أنه عق عل فتراض صحة دعوى 
تشابه أجنة الثدييات كلها ف مختلف أطوارها ف الرحمء فإن ذلك لا يصلح دليلا 
بحال من الأحوال» على مرور كل و منها بمراحل تطورية من أسلاف له متتابعة 


صفحة | 791 


كما يزعمه الدراونة» بحيث يعكس تقلب أطوا طوار الجنين ما يحري في على تلك الأسلاف 
التطورية المزعومة من تغيرات! هذا خرف محض لا نرى في العقل ولا في الحس ولا 
في العادة وجما للزع به! وذكرنا كما مر معك أن الدراونة المعاصرين أصبحوا بمزؤون 
بتلك الدعوى ولا يتممون لها وزنا! ع ذلك يتعلق بها الدكتور وكأنما يرى فبها طريقة 
لاسقالة الجهلاء والسذج من قرائه واستدراجهم للتأمل في تلك الصور لمراحل الجنين 
بنفس المنطق الذي يتأملون به في صور المراحل التطورية المزعومة للإنسان» والله 
المستعان! فإذا ما فعلواء قبل لمم: فهذا تطور وذاك تطورء فلاذا قبلتم هذا ورددتم 
ذاك؟؟ 

ثم يذكر ما يسمى بظاهرة التائل #رعه1هصده11 أي حقيقة تشابه النبية الداخلية 
للأعضاء المتشابهة بين الأنواع» في جملة الأدلة على التطورء فيقول (ص. :)5١7‏ 


واذا كان قد ثبت أن هذا القائل يرجع إلى جينات متشابهةء فسيظل 
السؤال مطروحا. هل يرجع القائل إلى "تصميم مشترك - «همتددده0 
مم6 التزم به الخالق عندما خلق كل نوع خلقا خاصا (كا يقول 
الخلقويون) أم يرجع إلى "أصل مشترك - نرهغوععصة «مصسصمهك" (ك| 
بقول التطوريون)؟ وا اذاكان يمكن إرجاع كل أ أشكال التشابه بين الكائنات 
إلى التصميم المشترك أو إلى الأصل المشتركء فلا شك أن وجود التشابه 
بين كائنين مع وجود "أعضاء ضامرة" في أحده| مشابهة لأعضاء عاملة في 
الكائن الآخر يرح بشكل قوي منهوم السلف المشترك. فإذا أرجع 
الخلقويون التشابه بين الإنسان والشمبانزي مثلا إلى التصميم المشترك 
فعلهم أن يفسروا لاذا خلق الإله العضلات الضامرة في صوان أذن 
الإفسان» والتي تشبه العضلات العاملة في الشمبائزي» هل هذا التشا 


صفحة | /719 


من باب الرغبة في خداع الإنسان كا يقول بعضهم أم لاختبار قوة إهاننا كما 

يقول آخرون ؟! 
قلت: أولا: لا يقال إن الله "التزم" بكذا أو بكذاء فالله لا يوصف إلا بما وصف به 
نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسام! وكذلك فلا يُخِرَ عنه سبحانه إلا 
بمعاني تلك الصفات أو بما تقتضيه تلك المعاني» بألفاظ واضحة لا إجمال فيها ولا اشتبا 
فا معنى أن يقال إن الله تعالى "التزم بتصميم مشترك" عندما خلق كل الأنواع؟؟ 
إن كان المراد أنه سبحانه قد اقتضت حككته أ أن يقع التشابه ببن الأنواع فهذا معق 
صحيح ظاهر إجالاء لا مرية فيه على تفصيل في أوجه التشابه والافتراق. والا ما 
المقصود ؟ ؟ وهل يتصور عند المصممين البشريين» أيا ما كان ما يصممونهء أن يُتخذ 
"تصميم مشترك" لنوعين مختلفين؟؟ حتى الترس الواحد إذا ركب في ماكينة ماء كان 
هذا تصمها بخلاف ما يكون إذا ركب هو نفسه في ماكنة أخرى من نوع آخرء وان 
م يزد في كلتا الكِنتين على أن يكون ترسا! فكيف برب العالمين سبحانه وتعالى» 
الذي لا يوصف خلقه "بالتصميم" أصلاء كا بينا ذلك في غير موضع؟؟ 


ثانيا: تأمل كيف يعترف الدكتور صراحة بأنه "يمكن إرجع كل أشكال التشابه بين 
الكائنات إلى لى التصمهم المشترك أ أو إل الأضل'المشترك"+ فبفض: النظر عن المراد 
بالتصميم المشتركء فالرجل يستشعر تلك الآفة ا الظاهرة في استدلالات 
التطوريين وكثير من خصوتهم من أهل الكتاب ومن أهل القبلة على اختلاف فرقهم 
وطوائفهم: فها يتعلق بمسألة أصل الأنواع, ألا وهي تكافؤ الاستدلال بالمشاهدات 
ف الترجيح بين الفرضيات السببية الموضوعة لتفسيرها في غيب الماضي المطلق ! ومع 
ذلك تامل بأي شيء رخ بين الفرضين! رح بينها بدوران 0 4 2 
0102 عط يستدل بالشيء على نفسهء يقول: "فلا شك أن وجود التشابه 


صفحة | 7199 


بين كائنين مع وجود "أعضاء ضامرة" في أحدهم| مشابهة لأعضاء عاملة في الكائن 
ار سر الاي لحرو الا ات ا 
- بأن تلك الأعضاء "ضامرة"؟ هل شهدتها وهي تضمر؟ هل أطلعك الله على 
خلق ذلك النوع أو ما يشبهه من نوع متقدم عليهء بطريق اشتملت على إضمار هذ 
افعو ال وانما جعلتها كذلك بناء على دعوى السلف المشترك المزعوم 
نفسها! فكان أن اعتقدت أولا صحة دعوى التطور من سلف مشتركء ثم قلت لابد 
وأن تكون لأعضاء المشابهة التي لا أعلم لها وظيفة في جسد هذا الكائن» هي البقايا 
الضامرة لما كانت عليه في جسد سلفه التطوري! فتحصل من ذلك أنك استعملت 
اضرق النستلفب امقر ليها ققدم لاذرات: ظدة اذعوى ابلك المقارك وترحننها 
على خلافهاء فتأمل! وهكذا الشأنء أيها القارئ -- في جميع استدلالات القوم 
التي أغرقوا فيها أنما من الباحثين في تخصصات شتىء وأنفقوا فبها من الأموال ما من 
شأنه لو جمع أن يكفي لإطعام فقراء الأرض لمئات السنينء ولا حول ولا قوة إلا 


١ 


بالله ! 


ثالئا: كف يخنى على مسلم عاقل ما في دعوى الأعضاء الضامرة عدية الفائدة هذه 
من انتقاص ظاهر من كمال رب العالمين جل شأنه؟ ؟ الإله الذي تؤمن به يا دكتور 
عمروء أنقص في العم والحكمة والقدرة من أن يخلق نوعا جديدا خاليا من العيب» 
وف الأخراف لق 1 يفك لها تاقوألا وظينة فيل هذا خوترت اليك 1 
يؤمن به المسلمون ؟ ؟ فإن قال: "معاذ اللهء بل أنا أؤمن بأن الله كامل العلم والحكة 
والقدرة سبحانه» وأرى أن من كاله أن خلق الأنواع كلها من بعضها البعض على 
تنوعها البالغ الذي نراه!" قلنا له: فبأي عقّل يكون من الكبال في الصنعة أن تخلق 
أنواع جديدة فلا تخلق إلا بالتطوير والتحسين على أصل حيوي في غاية الوضاعة 


٠/٠.٠١ | صفحة‎ 


والالحطاط (كا هو اعتقادك)؟ ؟ ثم بأي عقّل يكون من الكمال في علم الصانع وقدرته 
أن يظهر في هيئة النوع الذي صنعه عيب نوعيء ونقص نوعي (أي لا يخلو منه فرد 
من أفراد ذلك النوع)؟ ؟ وهل يكون وجود أجزاء ضامرة عدية الفائدة في بناء النوع 
المصنوعء ليست إلا بقايا لأعضاء كانت لها وظيفة عضوية في نوع آخر صن النوع 
الف عدر كل :ل كو هذا لا قدا الا ينض لطر 0 
ما لك كيف تحكون؟؟ سبحان الله وتعالى عا تصفون! 
الدراونة الذين نين ترع يا دكتور أن نك بريء منهم ومن يد وعشوائيتهم الوجودية» إما 
قالوا بالأعضاء الضامرة تلك لما سبق من اعتقادهم عشوائية النشأة البيولوجية 
وأسبابهاء وهو ما يعني انتفاء الغايات والمقاصد والح وهم ا 
وراء أجزاء الكائن المي وأعضائه وجميع ما فيه من نظم حيوية! هو تفسير دارويني 
صرف مبني على ذلك الاعتقاد الدهري نفسه! وهم به لا يفسرون واقع تلك الأعضاء 
0 وترون لور لوو لكر اا رزو الذي جحدوه 
بوا به ((بَل كَذَبُوأ يما لم ييطُوأ عله وَلَمَا يَأ نين تأويأة)) الآية [يوفس : 9؟]! 
ميو لا يثبتون شيئا وجوديا - أيا ما كان - إلا بالقياس على 
ما يشعرون به ويتصورونه من نظام العالم المادي المحسوس! فإن لم يروا في هذا العضو 
أو ذاك ما يعرفون له قياسا على ا وي 
بالكلية! دع عنك نفهم الغائية والحكمة والتعليل الإلهي عن العضو الضامر وعن غره! 
ل ل 


الو وس يه 0 


عا 00 َ مولي 00 ١‏ 1 خَلَقنَاهُ 


٠,7١١ | صفحة‎ 


بَدَرِ)) [القمر : 45] وقوله ((َنِي لَه مأك السَعَاوَاتِ وَالْأَرْضٍ وَلَمْ يكَخِدْ وَإدا ول 
كن لَهُ شرِيكٌ في الْمَأكِ وَحََ ىَكُلّ شَيْءٍ فَتَدرهُ تقييرً)) [الفرقان : ؟] وقوله: ((اأَذِي 
3 خْسَن كل شَيْءٍ خَلََهُ وبَأ خَلْقَ الإنشانٍ من طِينِ)) [الشهدةة 97" ست دده 
تلك الحكم والغايات في علم الباربي سبحانه وتعالى» سواء علمنا بها أم لم تعلمء وسواء 
شعرنا بها أم لم نشعر! فلا يكون من مسم عاقل أن يقول لنوع من أنواع الخلوقات 
لا يعم لماذا خلق الله فيه جزءا معينا فركه حيث ركه. ولا يدري ما غاياته من خلقه 
كا خلقه: "لابد أنه بقية من أ أجزاء نوع آخر كان لها فيه وظيفة ثم فقدها في النوع 
الجديد الذي خُلق منه بالتطويرء فبقيت هكذا بلا وظيفة» ثم أخذت في الضمور 
جيلا بعد جيل!". معاذ الله أن نظن ذلك الظن بربنا سبحانه! 


رابعا: : قوله "فإذا | أرجع الخلقويون التشابه بين الإفسان والءة لشمبانزي مثلا بت التصميم 
المشترك فعلهم أن يفسروا لماذا خلق الإله العضلات الضامرة في صوان أذن الإنسان» 
والني تشبه العضلات العاملة في الءة لشمبائزيء هل هذا التشابه من باب الرغبة في 


* وتأمل كيف أن الجهمي لا يستدل بآية من كتاب الله أو يتأولها على ما يريد إلا كان فيها هي 
نفسها ما ينقض عليه استدلاله وتأويله! فكما كان السابقون منهم يستدلون بقوله تعالى "ليس كمثله 
شيء" على نفي الصفات وتعطيلها بدعوى أنها تقتضي التمثيل والمشابهة في الكيفية والحقيقة 
ويتجاهلون ما في لفظها من نفي المماثلة (التي هي المشابهة في المعنى والكيفية جميعا) وليس 
نفي مطلق الاشتراك مع بعض الخلق في معاني بعض الصفاتء وكذا ما في تمام الآية نفسها من 
نقض عليهم إذ يقول جل شأنه "وهو السميع البصر"؛ فيثبت لنفسه السمع والبصر مع كونه سبحانه 
ليس كمثله شيءء فكذلك ترى الجهمية الدراونة في هذا الزمان يتأولون قوله تعالى "وبدأ خلق 
الإنسان من طين" على أن المراد خلق الأصل الدرويني المزعوم للنوع البشري (الخلية الأولى) 
من مادة الأرضء متجاهلين ما هو صريح من كون الإنسان نفسه هو الذي ابتدأ خلقه من الطين؛ 
وليس سلفه المتقدم عليه؛ وما في ابتداء الآية من قوله تعالى "أحسن كل شيء خلقه" إذ يثتي رب 
العالمين على نفسه بأنه ما خلق شيئا إلا بلغ في إحسان الخلق أكمله وأتمه: فلا يعقل فيمن هذه 
صفته أن يخلق بالتطوير المطرد من أصول أقل حسناء ذلك التطوير الذي يلزم دراونة أهل القبلة 
أن يعتقدوا أنه لم ينته ولم يتم» وأنه لا يزال - بعد - ثمة ما هو أحسن وأكثر تطورا من الإنسان 
نفسه؛ فيكون غاية يرجى له أن يتطور إليها كما تطور هو نفسه من نوع أنقص منه (وقد صرح 
الدكتور كما مر معك باعتقاده أن التطور لم ينته» وآن الإنسان ماض إلى مزيد من التطور والتحسن 
النوعيء فالقول بأن من أنواع الدواب ما قد يكون أحسن خلقة وتقويما مما عليه الإنسان» هذا 
صريح مذهب الرجل وليس لازمه)! فسبحان من مضت سنته في أهل الزيغ والهوى بلا تبديل 
ولا تحويل! 

٠/١7 | صفحة‎ 


خداع الإنسان ك| محا لاختبار قوة إعاننا كمأ عا قلت: من 
الذي قال إن على نفاة السلف المشترك أن يقدموا تفسيرا طبيعيا عنمءعكء5 
بديلا عن تلك الخرافة في جواب السؤال:. لماذا خلق الإله العضلاات 
التي تسمونها كذبا وعدوانا "ضامرة" في صوان أذن الإنسان ؟ ؟ هذا الشرط المعرفي 
مم أي حقة ابه يا 0 وبأي سلطان اشترطته علينا؟؟ الجواب» أبها لتارئ 
الكريم: من "الطبيعية بيك لمنبجية" التي تشبع بها الدكتور وأمثاله» التي هي المنبج المعر 
أو نظرية المعرفة 500008 ؟ه بتمعط1' عند الطبيعيين الدهرية! فففي دين 
الطبيعيين» لا يجوز أن تترك هذه المسألة بلا "نظرية تفسيرية", تجري على المنبج 
الطبيعي «موذلهمد126< 1هءنع2/16:00010 في وضع فرضياتهاء وعلى الطريقة 
التجريية الإمبريقية 4هطاء2 ع5 في القاس المشاهدات التي ينتصر بها 
لاك الفرضيات! والواجب على المعترض على أني نظرية من نظرياتهم في إجابة ذاك 
السؤال» أن يقدم لها بديلا يكون ين 0 انبج نفسه 
وتلك الطريقة نفسها (الطبيعية الممبجية التي اغتصب أصحعايها آلة البحث التجريي 
اغتصابا )! أما أن يقال إن هذا السؤال لا يصح إخضاعه لتاك الريطة واذلك البح 
أصلاء ولا يتلتى الجواب فيه من ذلك المصدرء لأنه ليس صالحا للإفادة بالمعرفة في 
مسألة النشأة بكليتباء فهذا في دين الطبيعيين كفر وهرطقة! 


أما نحن المسلمين فنقول إنه لا يلزمنا بحال من حوال» أن نجري على طريقة 
الطبيعيين | الفاسدة 1 في اقتحام | الغيبيات ١‏ المطلقة بالتنظير التفسيري الطبيعي! بل نر 

ذلك المسلك عند الطبيعيين هو محض السفاهة كي لير 
إساءة تعرض لها اسم "العام' ' في تاريد ا لبشرء وهو اغتصاب وعدوان عظم على آلة 
البعت التجريبي لمطغعك/ط! عكتامعن5 الي ما فتح الله علينا باكتشافها من أجل 


٠7.7 | صفحة‎ 


أن نستعملها في النظر في الغيبيات» وفي التخرص عليه سبحانه والعدوان على صفاته 
وأفعاله وعلى حكمته وتعليله على هذا النحو الدهري اليوناني الخبيث! فعند المسلمين 
من أهل السنة والجماعة, لا يجوز أن يطبق المنطق التفسيري ع07غء13 طلم 
8 في التاس الفروض التفسيرية لحوادث هي من الغيب المطلق الذي 
نقطع بأنه لا نظير له في عادتنا وتجربتناء ولا يجوز أن تستعمل آلة البحث التجربي 
(وأعني بها تصميم | لتجارب» وجمع المشاهدات من المراصدء ثم 0 ستقرا 
السنن السببية والنظاميات الطبيعية وفي اختبار صحة الفروض التفسيرية) في هذه 
البابة أصلا! فاكان من سعم (نص شرعي صحيح) في أمر الغيب فهو العامء وإلا فلا 
نبوض لأحد بشيء من المعارف فيه البتة» والواجب فيه التفويض! 

ولهذا فالسؤال: لماذا خلق الله في أذن الإنسان عضلات تشبه تلك التي في أذن 
الشهبائزني ' مع كوننا نرى تلك التي عند اله لشجبائري تقوى با فيه الكفاية لتحرك أذنه 
خلافا لتلك التي عندنا التي لا تكاد تحركها على الإطلاق؟ هذا السؤال إما أن يأذن 
الله لنا بأن تكتشف له جوابا جزئياء فتظهر لنا بعض الوظائف العضوية لتلك 
العضلات في المستقبل (كم| حصل في كثير من تلك الأعضاء والنظم الت يكان الدراونة 
القدماء يرونها عديمة النفع والوظيفة)» ٠‏ وهو ما يحصل بالتتبع والاستقراء الصحيح, 
أو تظهر لنا حكم أخرى من ذلكء وإما آلا يتيين لنا شيء على الإطلاق! أما أن يقال 
إن عدم العلم يساوي العلم بالعدم» ثم يفسر ذلك العدم المزعوم بأنها ليست إلا بقايا 
لعضلات كانت لها وظائف في أسلافنا التطوريين المزعومين» فهذه أوهام ومغالطات 
مخواقون يعض طناك[ وحي يز الدين الطبيعي ومصادر التلتي فيه على التحقيق» 
ليست من العام الطبيعي في شيء البتةء وهذا ما كتبنا هذا الكتاب من أجل ببانه 
للمسلمينء والله الموفق المعين! 


٠/١5 | صفحة‎ 


خامسا: لنفرض أن كان من غايات الباري وحكىه في خلق تلك الأعضاء التي لا 
يظهر لنا وظيفة تقوم بباء أن يبتليكم أنتم معاشر الطبيعيين وأذناهم من أهل قبلتناء 
بنظرية داروين وبالدهرية الطبيعية التي يتخذ أصحابها من ججحملهم بالحكم والغايات 
الإلهية دليلا على عدم | لحكمة وعدم | الغاية وعدم وجود الصانع نفسهء فكان ماذا؟ 
أي شيء بمنع من ذلك في عقول الأسوياء الصادقين» الذين يقدرون الله حق قدره؟ ؟ 
ولنفرض أنه قد اقتضت حكمته أن يخادع الجحدة المستكبرين من فلاسفة الطبيعيات 
ليغرقهم في الضلال بما كسبت قلوبهم النجسةء كا في قوله جل شأنه ((إِنَ الْمَُافقِينَ 
يحَادِعُونَ الله وَهْوَ حَادِعْهُمْ)) الآية [النساء : 57١]ء‏ فكان ماذا؟؟ هذا من كال 
الحكمة الإلهية عند من قدر الله حق قدره وفهم عنه سبحانه حق الفهم» نسأل الله 
أن نكون منهم! مجازاة الفلاسفة المستكبرين بنقيض قصدهمء واستدراجهم ل 
يستحقون من الضلال والضياع» وأزيد من أسباب تزيين 7 الظاهر الجلي 
لأنفسهم ولأتباعهمء هذا من كال المكمة والعدل ولا شك! من أبت عليه نفسه 
المستكبرة أن يُخضع رقبته لرسول من رسل اللّه تعالى» ا 
ويرضى» كان مستحقا أذلك الاستدراج أتم الاستحقاق وأكله» بل والله لم يجز أن 
نظن في رب العالمين سبحانه إلا أن يمكر بهؤلاء أتم المكر وأحكمه. جزاء وفاقا! 
((أُقَن ريْنَ لهُ شوغ عَمَهِ قرَآه حَسَنا فَإِنَ اللّهَ يضِلُ مَن يَشَاءُ وَيَئيِي مَن يَشَاء فلا 
07 نَْسْكَ عَليْمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ الله عَلِيمْ ما يَضتعون)) [فاطر : ]! فقول القائل 
إن السلف المشترك لابد وأن يكون حقاء وإلا كان الله يخدع الناس (هكذا) با 
يظهره لم من علاماته مع أن الحق على خلافه. هذا القول لا يقوله إلا دارويني 
محترق! أنتم من تخدعون أنفسك بما انتفخت به قلوكم من الكبر والهوىء قاتلك اللّه! 
والا فالحق جلي واضخم لا يشتبه على عاقل سليم النفسء والمد لله أولا وآخرا! 


٠١٠ | صفحة‎ 


ثم ينتقل للكلام على الصورة الشهيرة لأشباه الإفسان وه تنتصب قامتها تدريجياء 
ويذكر أن الحفرية المسماة بإنسان جاواء ليست في الحقيقة إلا عظمة لخذ وثلاث 
أسنان وجزء من عظمة اللمجمة» "مع قدر كير من التخيل بطبيعة الحال" على 
حسب قوله (ص. )3١7”‏ فنقول: ما وجه إيراد هذ | النقد في مقام الانتصار للتطور 
اموجه ؟ الس هذا توهينا لآدلة القول بالأصل المشترك نفسه؟ ؟ ألست هذه الحفرية 
من الحفريات التي .يقوم علهها (إلى جانب حفرية إفسان بكين المزعوم وغبرهما) إثبات 
التطوريين لها موه بالهومو إريكيتوس 5نلاءءم 110220 الذي هو عندهم السلف 
المباشر للإفسان المعاصرء الذي يلزمك أنت أن تعتقد - على مذهبك التطوري - 
أن آدم عليه السلام قد خلق في رحم أنثى من إنانهم؟ ؟ فإذاكان هذا الاكنشاف 
الذي يظل اكتشافا مما عند القوم ولا يلتفتون إلى قول من ينتقده علهم» إذا كان 

هذا يعتريه ذلك النقد المدبجي الخطير (القول بأن طبيعة الحال هي دخول "قدر كمير" 
من الخيال على تصورات القوم للهيئة التي كان علي الحلوق صاحب تلك الرمة)» 
فلابد أن يكون ذلك النقد واردا على جميع المشاهدات التي اتبع فيها ذلك اليج 
الخيالي في التأويل» سواء كانت حفرية أو تشريحية أو جزيئية أو جينية! إذا كانت 
المشكلة تكمن في طريقة التأويل المعتهدة للمشاهدات والاكتشافات عند القوم (حمل 
جميع المشاهدات على أنسب كول يخدم النظرية» ثم جعلها بذلك التأويل من جملة 
أدلتها!!)ء فأي قهمة تبقى لمبجهم في الاستدلال يا دكتور؟ ؟ 


لقد كان كثير من البيولوجيين في بدايات القرن العشرين الميلادي يعتبرون تلك 
الحفريات إما لآحاد أو أنواع من القردة قريية الشبة بالإنسان» أو لاحاذ او أ 0 
من البشر قربي الشبه بالقردةء ومن الواضم أن هذا التفسير لا يزال اما إلى 

(وهو الحق الذي لا محيد عنه لعاقل)» 1 


٠/١7 | صفحة‎ 


الدارويني الخصب على امجتقع الأاديي الغربي الذي تسوده النحلة الدهرية ١‏ الطبيعية» 
وامحسار مذهب الخالفين أكاديميا واجتاعيا! فا بينا مرارا في هذ ١‏ الكتاب» فإنه ما 
تراكت التأويلات التحكمية المغالطة عند القوم فإنها لا ترح قولا على قولء ولا 
تنصر مذهبا على مذهبء كما أغرق القوم أنفسهم في الوهم والخيال! 

ومع ذلك يقول صاحبنا: "لقد سبق أن كلفت مجلة عنطمدععومء© لمدمتغدلح 
أربعة فنانين لرسم تصور 0 
لقد خرج علينا الفنانون بأربع رسومات مختلفة تماما!" ويقول معلقا (وتأمل!!) (ص. 
"إن ذلك لا يعني أننا نجاري الخلقويين في نبذهم لحفريات أشباه الإفسان» 
فقد ظهرت أدلة حفرية أخرى تجزم بحدوث التطورء مثل وجود جاجم لهذه الكائنات 
تتدرج في س0 (وبالتالي حجم المخ الذي يشغلها) من 45٠‏ مم مكعب (تساوي 
حجم مخ ال لشمبائزي) ثم 50٠‏ سم مكعبء ثم 9٠١‏ سم مكعبء ثم ١١٠١‏ سم 
للحي لك سم مكعب تقريبا. لا 
احتارت حفريات الإنسان القليلة بين التطوريين والخلقويين» ما بين إثبات التطور 
سنناريو التطور." اه. 


قلت: أدلة حفرية تجزم ؟؟ الله أكبر! من أين يأقي الجزم يا دكتور؟ ؟ هلا احتره 

عقول قرائك على الأقل؟؟ تدرج الْماجم المكنشفة في سعتها لا يدل على شيء البتة, 
واغا هو إغراق في التأويل نفسه الذي به جعلتم هذه المجمة لقرد وتلك لشبه قردء 
وهاتيك لشبه إنسانء والأخرى لإنسان! أنتم من جعلقوه تدرجاء تحى| واستدلالا 


صفحة | /ا١٠٠‏ 


في السم التطوري المزعوم» ومن ثم م تكون أقرب إلى مشابهة القرد منها إلى الإنسان» 
ثم تنزل وتلتمس من الحفريات ما شئتء فإذا وجدت حفرية قرد أو ما شابهه في 
طبقة عميقة وحفرية إنسان ا جعلت الأول سلفا للثاني 
على سام التطور المزعوم» وإن اد تفق أن وجدت حفرية إفسان في الطبقات الأعمق أو 
حفرية قرد في الطبقات الأقربء أهملتها أو تأولتها وضمرتها بما لا يسقط النظرية ولا 
ل ا وما يغير في بعض تفصيلاته 
دناه شرن راف ع كر شار ا هد الراك ابر كوج 
لهء ومن أين يأتي الظن فيه فضلا 5 أين يأفي الجزم وقد قلت بنفسك 
"لقد احتارت حفريات الإنسان القليلة بين التطوريين والخلقويين» ما بين إثبات 
التطور ونفيه» ذلك فإن عظمة صغيرة تكتشف هنا أو هناك يمكن أن تغير من 
تفاصيل سيناريو التطور"؟ ؟ سبحان اللّه! على عادته» يبدأ الفقرة بكلام ثم ينقضه 
في آخرها! 
تأمل قوله (ص.  :)7١‏ "يهذا يننبي عرضنا لأدلة التطور العشوائي التي ملا الدراونة 
بصورها كتب الويف حتى صار العامة (ومعظم المتخصصين) يتصورون أنبا 
معلومات صحيحة مائة في المائة. وبال رن من اقتناعنا بالتطور فقد فندنا بموضوعية ما 
في هذه الأدلة والرسومات الكلاسيكية من تجاوز وأخطاء. ووضعنا الصحيح منها 
في موضعه. ونكرر مرة أخرى أن معظم هذه الأدلة قد أصبحت في ذمة التاريةء 
وانتقل التطور إلى ملعب البيولوجيا الجزيئية جملة وتفصيلا. ومن ثم أصبح رفض 
الخلقويين لمفهوم التطور بناء على تفنيد الأدلة السابقة لا لزوم له ولا دلالة لنتائجه, 
فقد جاء علم البيولوجيا الجزيئية بالأدلة الأقوى والأبقى والني لا تدحض". اه 


٠/١8 | صفحة‎ 


: أي "تطور عشوائي" هذا اذي "فندته" يا دكتور؟! أنت جئت أولا بكلام 

ييل الشجرة التطورية التي قال بها داروين إلى نمجيرات متفرقة» وانتصرت له ثم 
رجعت لتثبت شجرة واحدة من أصل واحد! ثم تقدت تجربة ستائلي ميلر بنقد لا يمنع 
غيره من أقرانه من الهاس نظرية أخرى في نفس الأمر بنفس المهج الطبيعي الدهري 
(العشوائي) الذي انتهجه ميلرء بل يقرهم ار 
لها بكلام في مسالة تطور الأجنة لم يعد أحد من البيولوجيين يرفع به رأسا أصلاء ثم 
أدخلتها في جملة ما سميته بالأدلة | لتاريخية اساي در 
مستند التطوريين في إثبات نظربتهم! وجمعت تحت اسم "الآدلة ١‏ لتاريخية". جميع 
استدلالات القوم في الحفريات والتشريم ونحو ذلك ثم نقدت كل قسم منها بنقد 
(الني ما عاد قارئك عند هذا الموضع يدري على أي شيء تعتقد أنت أما تدل!) لا 
داعي لنقدها كما يتكلفه من سعيتهم بالخلقويين لأنها "أصبحت في ذمة التارية", مع 
أنك لا أردت أن تنتقد شيئا لتسقط مسالة العشوائية» لم تر لنفسك إلا أن توجه 
النقد 07 ما زعمته نقدا) لتلك "الأدلة". ومع أنك توافق من تسميهم "بالدراونة", في 
ر "التطور الموجه". على تلك القصة الطويلة التي انتهوا إلى بنائها على اعتقادهم 
0 وعلى العشواء الوجودية» وعى تلك "الآدلة" نفسها نفسها التي جمعتها في هذا 
الفصلء وتعتقد أ 00 0 توكدها (أي تلك الة لقصة التطورية) بأدلة هي 
٠‏ وليت شعري ما معنى أن يقال على ثلة من "الأدلة" إنها "الأبقى" في نظرية هذا موضوعهاء 
بل.وفي سياق الكلام على أدلة أخرى عند أضبعاب النظرية لنسهاء كانت - بحسب المؤلف - فيما 
مضى معتبرة ثم أصبحت "في ذمة التاريخ"؟؟ ما تصور الدكتور لتلك الأدلة (المستمدة من 
البيولوجيا الجزيئية) وكيف عدها هي الأبقى؛ وأنها لا يمكن أن يرد عليها ما ورد على غيرها من 
الاستدلالات التي يزعم هو نفسه أنه فندها؟؟ هل نظر القوم في الجزيئات في الخلية الحية» فشهدوا 


بأعينهم الإنسان وهو يخلق من نسل الهومينيد المزعوم مثلا؟؟ الجواب لا! فهل شهدوا فيها السلف 
صفحة | ”7 


فبالله أي دوران وروغان وتخليط وأي عبث بعقول الخلق هذاء وما الذي نخرج به 
منه؟ ؟! لقد أثبت الدكتور بجد بجدارة أنه لا يدري ما هي "العشوائية" التي زع أنه 
يفندهاء وما فلسفة الاستدلال في نظرية التطور التي اعتنقها اعتناق الدين والملة, 
وما محل النزاع بين طوائف القائلين بباء فلا يضبط حدا صححيحا لمن سياهم "بالدرانة" 
ولا لمن سماهم "بالخلقويين". يسوغ له الزعم بأنه يقف موقفا وسطأ بين الفريقين ويرد 
علي معا "موضوغية"كا يدحيء وإلى الله المضنيى ولا حول ولأ قو إلا باه 


يقول "بعد أن حللنا أدلة الدراونة على حدوث التطور العشوائي» نعرض عددا من 
الظواهر البيولوجية المهرة التي يعجز الدراوثة عن تفسيرها من خلال منظور 
العشوائية والصدفة» والتي لن يجد لها العلم تفسيرا ماديا ثما تكشف له من معارف 
في المستقبل." اه. قلت: الذي "حللته" يا دكتور هو أدلة الدراونة على حدوث 
التطورء ولا حدوث للتطور على المعنى الدارويني» إلا بناء على التصور الدهري 
10 الوجودية» كى) بسطنا عليه الكلام في موضعه من هذا الكتاب! فكل نقد 
لى "التطور العشوائي" فهو موجه إلى مبداً التطور نفسه ضرورة» وهو إذن 
موجه 0 لسنا نرى في "تحليلك" ما يعده العقلاء 


الأول المزعوم لجميع الأنواع الحية وهو يورث مادته الوراثية لجميع المخلوقات الحية على 
الأرض؟؟ الجواب لا! هل جاءهم من طريقها وحي من رب العالمين يخبرهم بأن المخلوقات كلها 
قد خلقت بالتطور؟؟ الجواب لا! فكيف يقال في أدلة البيولوجيا الجزيئية إنها "لا تدحض"'؟؟ يا 
أخي حتى المشاهدة المباشرة عند التجريبيين تقبل الدحض أحياناء فيقال إنها خطأ في تصميم 
التجربة أو في تدوين المشاهدة وتوصيفها م100غ+0556/0/2 عط عمأغ01م86 أو أن إبصار 
الراصد قد أوهمه بما ليس هنالك» أو حتى إنه تعرض لهلوسة بصرية على أثر مرض في مخه 
وجهازه العصبيء فرأى ما لا يراه غيره عند تكرار التجربة» إلى غير ذلك من أمور يمكن - من 
حيث الجواز العقلي - أن تهون من استناد التجريبيين إلى حواسهم المباشرة في الإثبات والنفي! 
نريذ أن نبين أن المشاهدة المباشرة يرد عليها المعارض في التقرير والتوثيق التجريبي» فإن كن 
ضئيل الاحتمالية» فكيف بتأويل المشاهدات جريا على فرضية تفسيرية» بل وكيف والفرض 
التفسيري موضوعه كموضوعنا؟؟ ولهذا لم يجرؤ أي منظر من منظري التطور الدهرية الكبارء 
حتى ريتشارد دوكينز نفسه» على أن يدعي لنفسه من الثقة والقطع المنصرم بصحة "أدلة التطور" 
ما بلغه هذا الرجلء وإلى الله المشتكى! 


7٠١ | صفحة‎ 


تفريقا في نقد الاستدلال بين ما يمكن على مذهبك أن يسمى تطورا عشوا ما 
تسميه تطورا موجحما أو إلهياء حتى يخرجوا منه بنفي الأول وإثبات | يك م 
مطلبك! وما آنك تقرر بكل ثقة وحزمء أن البيولوجيا الجزيئية قد أثبتت وقوع التطور 
كا يزع الدراونة أنه وقعء بدقائقه وحذافيرهء "إثباتا هو الأقوى والأبتى الذي لا 
يدحض". وبالنظر إلى الطبيعية المهجية التي تعتنقها أنت تقليدا للقوم» التي تفتح 
فية اق اللنداوااك والا رشو ردا نيزي الللشرين: المي الطرقه إلنديروك أن 
تسوي بين هذين النوعين من الأدلة (الآدلة الي تقدتها ووهنت منهاء والأدلة اللي 
اعقفدتها وجعلتها غير قابلة للدحض) من حيث منطق الاستدلال نفسه ودلالته على 
العشوائية وانعدام الغائية (موجب مسلات الطبيعية الممهجية نفسها التي قام عليها 
الاستدلال كا بيناه في غير موضع)! يلزمك أن تعلن استعدادك التام لقبول "التفسير 
الطبيعي" المحض الذي ينحي الباري وأفعاله عن المسألة 00 إن قدر ظهوره 
عندهم في المستقبل 0 أنه ليس لدبهم منه الآن شيء). لتلك 
المشاهدات التي أ أمهرتك في ال ا الحية! فإذا كانت أ أدلتهم في إثبا 
العشوائية الوجودية هي نفسها أدلتهم في إثبات التطورء لزمك أن تقبل منهم الآن لا 
في المستقبل» لأنهم يجعلون من جميع تلك المشاهدات التي أبهرتك دليلا على التطور, 
وأنت توافتهم على ذلك! 

بنتقل الدكتور بعد ذلك إلى نقل اعتراضات أصحاب نظرية التصمهم الذي وغيرهم على 
دعاوى النشأة التطورية لبعض الجزيئات البروتينية في الخلية الحية. فيذكر أولا تقديرا 
احتاليا تخمينيا لا أساس له عند أصحابه» لفرصة "تكون سلساة واحدة من سلاسل 
جزيء المجوغلوبين الأربعة من طريق التراص العشوائي"؛ وهو ما يننا مرارا وفي غير 
موضع بطلانه منبجياء وأن اعتقاد المنطق الاحتالي في الموازنة بين النشأة العشوائية 


7١١ | صفحة‎ 


والنشأة الغائية (الخلق الإلهي) يقتضي التجويز العقلي المبدئي للنشأة العشوائية, 
كاحتال مقابل للخلق الإلهي» وهذا ناقض للبداهة والفطرة ولاعتقاد المسلمين 
بالوجوب العقلي لوجود الباري جل شأنهء وجودا أزليا يليق بهء ومخلوقية (حدوث) 
كل ما سواه من موجودات العالم! ثم إنه عدوان على المنطق الاحتالي نفسه بالنظر 
إلى كن الاحتالات لا تقدر إلا بواقع الخبرة والعادة البشرية ومحصول الاستقراء 
البشري في المحسوسات! فأين وقع في محسوس أحدهم من قبل» أن شهدوا عوالم تنشأً 
فيها أنواع حيةء فشهدوا في بعضها خالقا يخلق: وفي البعض الآخر فوضى وعشوائية 

هي التي تخلق» فنظروا في 0 عالمنا هذا ففسروا ظاهر حاله وما فيه باللتزجيح 
الاحتالي لآن يكون عشوائيا أو لأن يكون له صانم؟؟ هذا - إلى جانب نقض 
الضروريات كا تقدم - تطبيق لمنطق الاحتالات في غير محلهء كما بسطنا عليه 
الكلام في غير هذا الموضع! 


ثم ينقل اعتراض التصمهيين بقوطهم إن جزيء الهموغلوبين لا يمكن أن ينشأ بالتطور 
على أجزاء لأنه لو لم يوجد كاملا بجميع الأحماض الأمينية التي تتركب منباكل سلساة 
اام وأربعون حمضا) مركة في محلها تركبا صحيحاء فلن 
يعمل» وإذن فلن #فكن امحلوق من التكاثرء ولن يوجد ما يعمل عليه الاتتخاب 
لطبيعي؛ وهذا هو مبداً التعقد غير القابل للاختزال باع امصصون علط ع1 
يكل يبيء الذي يأقي معك بسط الكلام عليه عند تناول مذهب الدراونة 
التصمهيين القائلين بالتصميم الذي (11. فن الواضم ابتداءء أن هذه النظم "المعقدة" 
0 النيي لا يصح في العقل أن تعمل في خدمة الغاية النفي صنعت من 
أو الوظيفة التي خلقت من أجل القيام بهاء إلا بكمال أجزائها من أول يوم! 

يصح هذا المعنى في النظام الجزيئي الحيوي (جزيء الكينة الجزيثية كا تسمى) | 


7١١ | صفحة‎ 


يصح في جميع الأعضاء والنظم البيولوجية على المستوى التشريحي» بل وعلى 
المستوى الإيكولوجي الأشمل (كا في 0 الدورات الغذائية مثلا 2004 
وستةطن )! يحب أن يبدأ كل نظام او مركا من جميع النظم الحزيثية والأجزاء 
والأعضاء والآلات اللازمة لقيامه بكافة يات والوظائف والمقاصد التي من أجلها 
صنع حيث صنع,ء وإلا كان في البابة من النقص والعبث ما يفسد الصنعة على صانعها. 
والنداظة والقعارة واللنسس والعاذة السعيونة مدهد كي جهره ضام الدالم عع :ذاك! 
(مَا توى في حَأْقٍ الرحْمْنِ من تقَاوْتٍ فارْجع الْمِصَرَ هَلْ تزى من فُطُورٍ)) الآية [الملك 
0 


ولكن لأن اللاهوني الطبيعي يريد أن يؤسس برهانا نظريا قياسيا لإثبات الصانع؛ 
يجري به على شرط الخصم الطبيعي الدهري في الإثبات والنفي» فلم يجد إلا أن يسام 
له بصحة المقدمة الأولى التي مفادها أن النظم الحية أو المبتة في هذا العالمء التي لا 
نعم لها وظيفة أو غاية معينة, فلا وظيفة لهاء ومن ثم يصح (مبدئيا) الحكر بأنها لا 
صانع لها أصلا! فإذا اتفق مع خصمه على تلك المقدمة» سعى بعد في أن يثبت له أن 
ثة مخلوقات معينة فيها من علامات الوظيفية (أو التصميم على حد عبارتهم) ما نعلم 
له قياسا ظاهرا في عادتنا (بالقياس على مصنوعاتنا نحن) وإذن يتتفي الحم عليها 
بالعشوائية الوجودية» ويلزم إثبات صانع لهاء ومن ثم بحصل إثبات الباري! وسنيين 
بحول الله وقوته بتفصيل في قسم لاحق أ ن الصانع الذي يثبت من طريق ذلك 
البرهان (برهان الثيولوجيا | لطبيعية» أو برهان ويليام ببلي)» لا يكون هو رب العالمين 
ا إلا بقدر معلوم وبنظام حك تام الإحكامء ولا 
بخرجح شيء من حوادث العام ولا موجوداته من ملكه وسلطانه وخلقه وتدبيره 
سبحانه وتعالى» وإنما يكون صانعا ناقص العام والقدرة» لا يخلق إلا كما يصنع البشر 


7١1 | صفحة‎ 


وخلقه 3 واغا و 57 3" (قدغاةا1) وترك مااسواها العشواء 


فنظير ذلك أن يأتي أحدهم فيقول: أرأيتم هذا النظام الحبوي بالغ الدقة والتعقد؟ لولم 
ود اراي نا ل رنيو ا ماي سبوا اكور 
يتكائر أو أن يصبح نوعا مستقرا! فن أين لهم الحكم بأن الحياة ماكانت لتحصلء إلا 
بأن يكون هذا ع هذا النحو الذي يرونه لا على غيره؟ ؟ الأنهم 
جربوا تعطيل جزء وإزا 0 ما يحصل للنظام الآن على أثر 
اول دل رن وسننه التي ركها الله في العالم! أما ما يجوز عليه وما لا 
ما لا با روه 
علمنا - إلا أقل القليل» فهذا دخول فيا لا دخول لبشر فيهء والعام فيه لله وحده! 
وهو تحكم واختزال لعلم الباري وحكمه وغاياته! فنحن نجزم بأن جميع النظم الخلوقة في 
العالم لم يكن لها أن تركب من أول يوم إلا على أحسن تركب يحصل به المقصود من 
خلقها على أكل وجهء وعلى أنسب ماكان عليه نظام العالم الني خلقت فيه يوم 
خلقت! هذه حقيقة نعلمها علا إجاليا نقطع به بداهة وضرورة! أما التفصيل» كيف 
بدأ الله خلق هذا النوع أو ذاكء وهل بدأ في أول خلقه على هذه الهيئة وهذا التركب 
للخل أ عل باحسو ينل الله و سركي اورف هيه ال :امت اليل كله 
غيب الله أعلم ل هو الذي يحصي الغايات 
والحكم من خلقه ما يخلق حيث يخلق وعلى الكيفية التي يخلقه عليها! فعلى سبيل 
المثال» يخيرنا النص في | لسنة الصحيحة أن آدء : دا لها وطق اليل دسحو 
طوله ستون ذراعاء ثم ل يزل الخلق يتناقص حتى اتتبى البشر إلى هذه الهيئة التي 


7١5 | صفحة‎ 


نعرفها. فهل كان النظام الحيوي على المستوى الجزيئي في جسم آدم 0 
أهبطه الله من الجنة» على نفس ما عليه نظام أجسامنا اليوم؟ هل كانت عملية 
القثيل الغذائي في خلايا جسدهى] هي في خلايا أجسادنا نحن؟ وهل كانت الأرض 
كا وجدها آدم عليه السلام وزوجه يوم هبطا إلههاء على نظير ما نجدها نحن اليوم؛ 
من قارات متباعدة يكسوها ما نراه من النبات ومن أنواع الدواب ؟ ثم كيف كان حال 
وهيئة الدواب الني تغذى عليها آدم والأنعام الني رزقه الله إياها وهو على هيئته التي 
دكن ؟ ا 0 نغده» وما استتيعه 
ذلك من تغيرات في نظمها وسلتها الكونية سوا في النظم الجامدة أو في النظم الحيوية ؟ 

هذه كلها ونحوها أسئلة غيبية لا وصول 1 أي طريق إلا السمع! وليبس 
في السمع إلا ما يحتاج إليه الإنسان من عل بما في الغيب حتى يحصل المقصود الإلهي 
من خلقه وتكليفه في الحياة الدنيا! 


فليس لنا أن نضع القواعد القياسية ونقول إن أول فرد من نوع كذا أو نوع كذا من 
0 الحية لابد أن كانت خلاياه تحتوي على هذا النظام أو ذاك على ما نراه عليه 

وإلا ماكانت خلاياه - أصلا! نعم لنا ولا شلك أن نقول بأن الحلوق الذي 
روس هن 0 0 07" ووذاكء فسيبلك لا 
الو قفر ان ! ا لضام 
ع5 ا تددء؟ 1101 غير هذا الذي نعرفه» كأن يكو ن جزيء 
الهموغلوبين هذا فاقدا سلساة من سلاسله الأربعة التي نعرفهاء أو زائدا سلساة 
خامسة أو مركا من مئة حمض أميني فقط وليس من مئة وستة وأربعين حمضاكا 
نراه الآن» أو غير ذلكء فلن #مكن ذلك الخلوق الجديد من البقاء تحت نظام العالمء 


٠/١١ | صفحة‎ 


وسيبلك من قبل أن يتكاثر حتى يصبح نوعا منتشرا في الأرض؟ ؟ الله 00 
بدأ خلق هذا النوع أو ا ا 0 وما إذ 
كانت قد تغيرت أو تبدلت أنظمتها الداخلية لأسباب غيبية لا يعلمها إلا ٠‏ أم بقي 
اختوب ا اهما لوعن بج نا دن 0 
هذه الصفة! التصمهيون الدراونة يصرون على أنه إنها نشأ على نفس النظام الحيوي 
الذي نراه اليوم» في بنية الخلية وما يجري فا من تفاعلات سميائية» لأنهم لو جوزوا 
أن يكون على خلاف ذلكء للزتهم القول بأنه خضع للتطور الدارويني بصورة ما أو 
بأخرى» وإذن ينهدم عليهم مطلهم في إثبات آلية إضافية للنشأة البيولوجية إلى جانب 

آلبتي الطفرة والانتخاب الداروينيين! 


فكي| سيأق معنا بيانه في موضعه !إ شاك امم شان فقد محمد ببي من أجل أن 
بثبت أن الآليتين الداروينيتين المعروفتين لا تكفيان لتفسير يع حوادث النشأة 
الحيوية بلا استثناء! وإنما تصلحان لتفسير نشأة الأعضاء الجديدة تشريحيا لا أكثر! 
أما تلك النظم الحيوية الدقيقة التي انتبى إلى اكتشافها الباحثون في مجال البيولوجيا 
الجزيئية في نبايات القرن العشرين الميلادي وما بعدهاء فهذه لا يمكن أن تفسر نشآتها 
- بحسسبه - باستععال هاتين الآليتين» على أساس أنه لو كانت نشآتها نشأة تدريجية 
على حسب نظرية داروين» لما قامت بوظائفها التي ننسهها إليها الآن» لأنها لا تقوم 
بتلك الوظائف إلا وض كاملة الترهمبء تلك الوظائف التي لا حصول للحياة في 
الخلية الحية (فها يظهر لنا من حالها الآن) إلا بها! وإذن» فلابد أن تكون تلك النظم 
قد خلقت كلها خلقا مباشرا لا تطور فيه ولا ترقي» وهو ما يوجب وجود "مصمم 
ذي" خلقها من أول يوم على تلك الصفة! ولو أن يبي اكتفى بأن قال إن مبدأ نشوء 
النظام الدقيق الحم من طريق التطور والترقي على أصول منحطة ناقصة وعشوائية 


7/١7 | صفحة‎ 


هو مبداً مضاد للعقل مناقض للبداهة والضرورة والفطرة» ولا يجوز في حق الباري» 
ثم تنفل بأنه لا يعقل أن يكون النظام المخلوق لغرض ووظيفة معينة إلا مستككملا 
أجزاءه كلها حتى يقوم بتلك الوظيفة» أيا ماكانت تلك الأجزاءء فإن قدر أن تغيرت 
الوظيفة تغيرا جذريا (كالفارق بين الطيور والزواحف مثلاء أو بين الزواحف 
والحيتان في البحر)» فلابد من إعادة خلقه وتغيير نظامه كله حتى يصاح لآن يقوم 
بالوظيفة الجديدة» وهو ما لا يتصور وقوعه بالطفرة العشوائية» لو أنه قال هذا الكلام 
وأكتفى به لأصاب كد الحقيقة لحفيقةء ولصح | عتبار كلامه نقضا لنظرية داروين بكليتهاء 
من أولها إلى آخرها! ولكنه لم يرد أ أن ينقض نظرية ذازوين كأ بتوهمه كثير من الناس» 
وما أراد أن يعقدها (بعشوائتها الوجودية التي هي من أركانها عنده وعند كل من 
النظرية حق الفهم» خلافا لأصحاب التطور الموجه!) مضيفا إليها آلية ثالغة سماها 
"بالتصميم الذكي"! ولهذا تراه يقر داروين وأتباعه في كتاباته على دعوى تطور العين 
المزعوم عضويا ووظيفيا (خلافا للدكتور عمرو الذي يرى الحواس كلها أعقد من أن 
انها بالطور!)» ولكن الهم خا يتا بلنطل الجرينية في الخلية»افيتؤل إن يات 
داروين تصلح لتفسير النشأة على المستوى التشريي ولا تصلح أذلك على المستوى 
الجزيئي» متخذا من طريقة اللاهوتيين الطبيعيين في إثبات الخلق (أعني مقارنة النظام 
الطبيعي امخلوق بالنظام الطبيعي "العشوائي" في زعمهم) مدخلا لإثبات "مصمم ذكي" 
بنسب إليه "التدخل" بخلق نظم معينة دون غيرهاء ثم يجتبد في بيان صفات النظام 
الحلوق (الذي تظهر عليه "علامات التصميم" كما سموها!) مقارنة بالنظام العشوائي! 


فسألة التصميم الذي هذه عند أكثر طوائف القائلين بها من النصارى الأمريكيين؛ لا 
55 عند بي ضاي :مداه تنه اممدهب عأطكعسلعءس] هذه ا يأتيك 


مزيد من ال لمسط والتفصيل فيا لاحقا ! واشناء النه مال حك ليريدة دغرة للبامن دن 


صفحة | /ا١/ا‏ 


.م لخلية الحية فيستحضروا ما هو مركوز في 
نفوسهم وفطرهم من تعظهه والشهادة له بكال علمه وطلاقة قدرته جل شأنه ثم 
يحتجوا بهذ ا 00 ولا على العنصر العشوائي 0 
فهاء كما يريد الدكتور أن يسلكه في كتابه هذا! وانما هي دعوة يقر أصحابها الدراونة 
الدهرية على قوهم بالأصل العشوائي في الحشوة الحية» ليثبتوا من طريق المقارنة 
بالحلوقات ذات الأصل العشوائي (التي أقروا القوم على القول بنشأتها عشوائيا)؛ 
وجود مخلوقات "مصممة" كذلكء فيجعلوا من تلك المقارنة مستندا لإثبات "التصميم 
6 إلى جنب مع التطور العشوائي! هذه هي دعوى "التعقد غير القابل 
"» الي لا نبوض لأصحابها بها من طريق المهج التجربيء إلا بإثبات نظم 
00 هي عندهم غير معقدة أصلاء أو تعقيدها قابل للاختزال عآطئءت0ع8]! ولهذا 
ترى فلاسفة العلم وفلاسفة البيولوجيا بصفة خاصة يفرقون بين القائلين بالتطور 
الموجهء والقائلين بالتصميم الذكي يجعلونها طائفتين منفصلتين» لما بيهما من اختلافات 
عفدية وفكرية دقيقة» وان دخلا جميعا تحت اسم اللقويين 215 عندم 
(لقولهم بالخالقية أو بالصانعية إجالا)! 


فعندما يأتي الدكتور عمرو بهذا المبدأ في سياق الانتصار للتطور الموجهء والرد 1 
دعاوى ملازمة "العشوائية' لنظرية التطورء فهذا يدلك على أنه كغيره من العوا 

وأشباههم في هذه البابة حاطب بليل لا يدري على أي شيء يقبض بيديه» وانما 
ال رعرع ا ويا اماما عل بجر ناك دوين 6 
المعاصرين بصورة ما أو بأخرى! ففي الجزء التالمي من الكتاب» تراه يجمع بعض المسائل 

التي يرى فيها "إبهارا" في الكائنات الحية» ثم يقول ما حاصله: لا يمكن أن يكون هذا 
قد نشأ بالتطور! ففها تقدم» تكلم عن "الإمهار في البنية" ثم تناول جزيثي المموغلوبين 


7١8 | صفحة‎ 


والكلوووفيلة لمترن أبن لذ يكن أن كوا 0007 والانتخاب الطبيعي! 
0 "الإمبار في الوظيفة", فيتناول الحواس الس ليقول إن نشآتها ليست 
مرا سهلاء ولا يمكن أن تتحول "عشوائيا" بعض خلايا الجلد إلى أعين مبصرة! ثم 
يقول: "إن دراسة أمينة متعمقة للتعقيد المذهل لهذه الحواسء» ومقدار ما في أعضائبا 
من توافق مبهر بين البنية والوظيفة» يرينا دون أدفى شك سذاجة وانحياز مثل هذا 
ا 00 
المسألة» فبه نفسه ننقض نحن عليك في كل ما قبلت منهم قوهم بتطوره من أ 
منحط من أنواع المخلوقات» ولا فرق! وكذلك ما ذكرته بعد مما سميته "بالإيبار في 
0-0 إذ تورد 3 القارئ مسألة تزاوج الكابوريا امراء على جزيرة كريسماس 
حيط الهنديء و5 0 العام 0 
7 خارجة عن إطار البنية الجينية للنوع المذكورء فتقول إن هذا التناسق 
المذهل لا يمكن إلا أن يفسر 0 الذي"! ونحن نسألك: وماذا عن مستعمرات 
الغل» وماذا عن بيوت النحلء» وماذا عن الإبل في الصحراء بل وماذا عن ذبابة 
الفاكهة ؟ ؟ لماذا تختص هذه الأمثلة التي ضربتها بأنها لا تفسر بالآليات الداروينية ولا 
يفسرها إلا "التصميم الذي" ؟ ؟ الدراونة الدهرية الذين ترد عليهم كانوا أصدق منك 
في نبذ ذلك التفريق يا دكتورء وفي طردهم مذهههم على جميع ما في العالم من مخلوقات 
ومن نظم حيوية! فإن مجرد الانبهار ليس مستندا لترجيح دعوى نظرية على دعوى 
مخالفة لها! وكذلك انهارك بهجرة الطيور والأسماك ويف تعرف طريقهاء وبجركاتها 
الزوقة عقي ا متخا مل وك رشان الاك لخاسيية رض 


كل ماكان من خلق الله للأنواع الحية في الأرض مذهل باهر يا دكتور» فائق في 
أسبابه لقدراتنا على القياس! اللهم إلا إن كنت قد اتخذت لنفسك مسلكا تفرق بيه 


7١9 | صفحة‎ 


ووو ع ليور ارال وتيا لع مش مهل لي احاشية 
عرو ترط تؤاك للج نقد حلق "امنيا" (طل مره عاين سلف عن 
ولبس "تطورا". هو حصول الانهار! وهذا التفريق يقتضي - ولا شك - 
القوم على قوطم بعشوائية م أو نظام حيوي ينسبونه إلى التطورء 
لاحك راي "أعقد" من أن يننى عنه معنى 0 
نفوه في غبره» فتأمل! وإنني لأتجب والله من مذهب بهي وأمثاله في جعلهم الخلية 
الحية أعقد من أن تكون قد خلقت خلتا خاصاء بين العين أو اليد أو الجناح ليست 
معقدة بما يكففي لينتفي عنها الآليات الداروينية! ألا برون في تلك الجوارح والأعضاء 
كيف أن الواحد منها يأتي مركا من الآلاف المؤلفة من تلك الخلايا التي انهروا من 
"تعقيد" الخلية الواحدة منهاء وأنها فوق كنها مجموعة من تلك الخلاياء فإنها تحتوي 
على ما الله به عليم من آليات للتنسيق فها بين تلك الخلايا وجمعها (بمئات الآلاف) 
على القيام بوظيفة كلية ل ل ب 
بشط العقل من محاولة إحصائها؟ ؟ لابد - ضرورة وبداهة - أن تكون اليدء بل 
الأصبع الواحد منهاء أعقد بآلاف المرات من الخلية الواحدة التي تتركب منها أنسجته 
وإذن فالواجب على العاقل أن يكون أعظم انهارا بالأعضاء التشريحية منه بالنظم 
الريك افيض اعون دروي نهنا افو باعةارلي لا أ نمال للكرارنة ران 
الداروينية على المستوى التشريحي دون المستوى الجزيئي! والقصد أننا نلزم 

الدكتور - الذي يبدو جليا تأثره بكتابات هؤلاء - بنظير هذا الاننهار في كل ما زعم 
الدراونة أنه نشأ بالطفرات والانتخاب الطبيعي! فإن كنت يا دكتور لا تذهر إلا من 
هذا الذي ذكرت: فكبر على عقلك وقلبك وفطرتك أربعا! 


صفحة | ْ7303غ 


والعجيب والملفت أنه يقرر "انهاره" بحقيقة التكاثر الجنسي نفسهاء ويطرح السؤال 
الذي طالما طرح على الدراونة 00 جوابء ألا وهو كيف ظهر أول زوج في 
التارية (من ذكر وأنثى) وكيف اتفق أن رت في الذكر آلة دكورته وفي الأنثى آلة 
أنوثتا ا مه الآلتان اندماج المفتاح والقفلء على هذا النحو 
المذهل الذي نراه ه في جميع الأنواع | لحية, إن حم مذهبكم في نشوء الآنواع الجديدة 
تطورا بالطفرة والاتتخاب؟ ؟ 00 إلا بكثير من الخرف 000 
التحكمية الزائفة على عادتهمء فلا يعنينا النظر في جوابهم على أي حالء وإنما أردنا 
م ني قضرب في صعم من التطور من 0-0 
الذي يعتنقه الدكتور وينتصر له! ثما معنى أن يأتي بها الآن يوردها مورد الأمر الباهر 
المذهل الذي لا تفسير له إلا "التصميم الذي" ؟؟ وكذلك ما ذكرته من "إبها 
التعايش النفعي بين نوعين 5ذوهةطتمر5, كالكيفية التي تتبادل بها مر 0 
ا ل و عقني والكاريا 
وكذلك مسألة التوافق بين أنواع عدة كظاهرة التطفل» هذه كلها تعدها أنت دليلا 
على وجود "تصميم ذَكي" ونعدها نحن 7 د وا 
الخلق بالتطوير على أصول وضيعة! والعجيب أنه يزع أن تلك القضايا الممبرة كلها 
تعجز من يسمههم بالدراونة عن 00 » مع | لا كن فبها (والدوريات 
العلمية مشحونة بذلك) لوجد ديهم من التفسيرات الدراوينية نظير ما قبله منهم في 
غير تلك المسائل! فعلى أي أساس قبل ما قبل ورد ما رد؟ ؟ على أساس الانهار ؟ ؟ 
بخان الذذ! 


الملفت أنه يأقي بعد ليقول (ص. :)3٠١‏ "فكيف يفسر الداروينيون هذا التوافق؟ 
عندما يؤيد بعض العلاء والفلاسفة إقناع الآخرين بفكرة هم أنفسهم و كدي ا 


077١ | صفحة‎ 


فإهم يطلقون علها مصطلحا عستهصهغف»010 فيبدو الأمر كأنه حقيقة!" اه. 
لدو ا اب ساد حوداك و هر مع لفظة "تطور" 
ده 1ه يا دكتور ؟؟ ما ا لفرق ين أن أمعي نشأة نوعين متوافقين بالتطور 
المشترك ه86 11ه00-87 وبين أ ع نشأة نوع من نوع متقدم عليه بالتطور 
ممغن 1م ؟ كلاه| برجع إلى فرضيات واهية لا أساس لها! فرض القوم فرضية 
خرافية في نشأة الأنواع الحية سموها بالتطورء ثم إذا بكل تغير يحصل في نوع من 
الأنواع من جيل إلى جيل يسمى "تطورا" (بما في ذلك نشأة الأنواع المتوافقة تلك 
التي انهرت أنت بها!) مع أن حقيقة الأمر لا علاقة لها في الحقيقة بخرافتهم الغيبية 
تلك في أصل الأنواع إلا ما زعموه هم بقياسهم الذي لا يلزمنا أن تقبله! سعوا الأمور 
بغير أسمائها! أعطوها اسما فصارت كما مموها! هذا بالضبط ما فعلوهء وتابعتهم أ 
على أصله عندهمء ثم كرهت منهم أن يفرعوا عليه! وإلا ثما المتعين على كل عاقل 
صادق مع نفسه إذن يإزاء : الا اس ب واضعء إلا لمن ذهبت الأهواء 
ببصيرته» نسأل الله السلامة! ((أرَأَيْتَ مَنِ الخد إِلهَهُ هوَاهُ أت تكون عَلَيِهِ وكيلا)) 
[الفرقان : 277 ] 


الداروينيون كتهنصذ؛12:0: أيها القارئ الكريمء هم من يقولون بالتطور النوعي في 
الخلوقات الحية من طريق فكرة "الانتخاب 000 التي ابتدعها داروين في كتابه 
"في أصل الأنواع". بصرف النظر أثيتوا "الطفرة العشوائية" (كتفسير للتخير الورائي 

المزعوم سس نوع إلى نوع) أم : يثبتوها! ولس في العام من يقول بالتطور ووامم ذلك 
بيبطل دعوى الانتخاب الطبيعي ويردها بالكلية ىا هو معلوم! ليس في الأرض 
تطوري إلا وهو قائل لا محالة بالاتتخاب الطبيعي» سواء عممه في جميع النظم الحيوية 
أو قيده في بعضها دون بعضء وهو قائل لا محالة بالنشأة من طريق التغبرات الوراثية 


٠/7١١ | صفحة‎ 


في ذرية سلف مشتركء سواء سماها طفرات عشوائية أو غير ذلك! فأي شيء يقال 
لمن يقول بذلك إلا أنه تابع لداروين في تطوره الطبيعي ؟ ؟ فلا يصح عند من يروم 
التحرير الصحيح لأسماء الطوائف والنحل المعاصرة» أن يفصل بين القول بالتطور 
30 وبين الدار, وينية <اكتصتم#حتومل وكأنما يعيران عن طائفتين 
منفصلتين! كل قائل بالتطور من أصل مشترك من طريق الانتخاب الطبيعي هو من 
أتباع داروين» شعر بذلك آم لم يشعر! فإذا كانت أنت تقول بذلكء» فأنت إذن 
دارويني» وان أصررت على نفي الداروينية عن نفسكء ونفي العشوائية عن التطور! 


أن الذي رضي بالقول بأن الأصل في الأنواع الحية الهلاك والضياع إلا ما 
- أن تنتخبه لب الا مر ا يلزمه قبول 
القول بأن تلك التوافقات العجيبة التي انبهر بهاء ليست إلا انتخابا طبيعيا كذلك» قد 
اتفق أن كان مزدوجا في نوعين معاء لا في كل ام 
الأصل الذي ارتضاه من قبل! فهم يقولون إنه قد اتفق أن حصل بين أفراد من النوعين 
تعاون وتبادل منفعة انتخبت الطبيعة من اشتركوا فيه من النوعين» على حساب من 
م يحصل لم ذلك التعاون! فالذي يُرجع نشأة الأنواع كلها إلى التطور من أصل 
مشترك بالانتتخاب الطبيعيء يسميها تطورا 6100نا[58070, فأي شيء يحجزه - في 
منهجه - من أن يرجع تلك النشأة المتوافقة العجيبة إلى الاتتخاب الطبيعي هي 
الأخرى» ويسميها «هغتآه87-ه© 5) سموها؟؟ إن قال إن هذا أمر باهر 
ومذهلء قلنا فكذلك نشأة كل نوع من الأنواع الحية» فيلزمه في هذا نظير ما قاله في 
ذاك ولا تناقض! أم تراك يا دكتور تذهر من تلك الأشياء التي ذكرتهاء ولا تنير من 
بديع خلق الله تعالى فها سواها؟؟ 


صفحة | 771 


ثم يختم الدكتور بإيراد أسكلة "وجودية" غايتها تعجيز من سهاهم بالدراوينيين عن 
ل ل ا 
وفي فهم حقيقتبا وكيفيتباء وفي تفسير التعقد المتداخل في البنى الحيوية الدقيقة والتوازن 
الشامل في ال بكليته» وفي تفسير حدوث تور نفسهء وفي تفسير هيز 
الإفسان على ما سواه من الأنواع بما فيه من قدرات عقلية ونحو ذلكء مع أنه يعلم 
أن لديهم أجوبة مخترعة جميع ذلك ونحوه من الأسئلة الأنطولوجية العلياء وأنهم سلكوا 
فها نفس الطريق التي سلكوها في التوصل إلى تفصيل أسطورة الأصل المشترك 
نفسهاء التي قبلها هو منهم بكل أريحية» ثم جاءنا يدعونا لنبني عقيدتنا وفهمنا لنصوص 
ديننا علها! ثما القول شمن يقبل منطق القياس الطبيعي في الغيبيات المحضة في مواضع 
ويرده في مواضع أخرىء, بدعوى أن القول به ممتنع فيها وأن أصحاب تلك الطريقة 
"عاجزون" عن الإتيان فيها بمثل ما جاؤوا به في غيرها لأنها من الغ لغيب انحض؟ ؟ من 
جوز استعال المنطق التفسيري في بعض قضايا الغيب الحض 5 
ومن رأى الطبيعيين "قادرين" على الإتيان منه 9 معرفية معتبرة في تلك القضية 
الغيبية الحضة» فإنه يتناقض تناقضا صارخا إن تجرهم عن استخراج المعارف منه هو 
نفسه في| سواها من قضايا الغيب امحض! ١١١‏ 


يذكر الدكتور عمرو (ص. 757) حيثيات حكم القاضي في قضية أركانساس المعروفة في 
سنة ١987‏ الميلادية» بالمنع من تدريس "التصميم الذكي" في المدارس بوصفها "دعوى غير 
علمية"؛ فيجمع تلك الحيثيات ثم يعلق عليها بما يوصل إلى إدخال نظرية التصميم الذكي في دائرة 
العلم الطبيعي» وهذا مردود غير مقبول؛ بل الصواب إقرار القاضي على عدم اعتماد نظرية 
التصميم كنظرية علمية تجريبية ,75860 0+1616م16ع5: وإلزامه بإصدار الحكم نفسه على نظرية 
التطورء وعلى كل ما يتكلفه الطبيعيون من تنظير في مسألة النشأة! فكما أن دعاوى التصميميين 
تتناول حوادث غير خاضعة للملاحظة؛ فكذلك دعاوى التطوريين تتناول نفس الحوادثء وكما أن 
نظرية التصميم تفسر حادثا فريدا لا يتكرر في تجربتنا وعادتنا البشرية (نشأة الأنواع كلها بعد أن 
لم تكن) فكذلك نظرية التطور تفسر نفس الحادث, وكما أن نظرية التصميم لا يمكن اختبار صحة 
فرضياتها ولا تكذيبها تجريبياء فكذلك نظرية التطورء وكما أن نظرية التصميم تتجاوز بتفسيرها 
صفحة | 7/١5‏ 


عبثه بالمصطلحات: من لم يقل بالخلق الطبيعي التطويري المزعوم 


مهاه عتامتعط]' فهو "الخلقوي " أقتط ه01 عنده! 


ومقاطعه على اليوتيوب عن "الدراونة" 25قتئص20ة10 وكأنه لبس منهم» وعن 
"الخلقويين" 5دنصغهء02 كذلك وكأنه لبس منهم» وهذا وحده تلبس مستقل! 
فالدراونة | أسلفنا هم القائلون بنظرية التطور في أصل الأنواع بالاتتخاب الطبيعي 
ولا ينني نسبتهم إلى داروين ونظريته الدهرية ولا يغض منها كنهم يجعلون في محل 
العشواء فيا "تدخلا إلا" ويجعلون العطور فها "تطويرا إلهي"! فالدكيور وأتباعه 


حدود الطبيعة إلى ما وراءهاء فكذلك نظرية التطورء إذ ليس منشأ الطبيعة وأصل النظام الطبيعي 
نفسه مطلبا بحثيا طبيعيا عند العقلاء» ولا عبرة بمن جعلوه كذلك وإن كانوا أكثر أهل الأرض! 


وأنا لا أدري حقيقة من أين جاء الدكتور بتلك الحيثيات في جدوله (ص. 757)» هل هي إعادة 
صياغة أو تصرف من جانبه مثلا؟ فالمشهور أن القاضي جعلها كذلك: الدعاوى العلمية يحكمها 
القانون الطبيعي ولها قدرة تفسيرية بالرجوع إلى القوانين الطبيعية (وهذا لا ينطبق على أي من 
النظريتين» إذ لا مستند لقياس حوادث نشأة النظام الحيوية على حوادث النظام الحيوية وإخضاعها 
لنفس القوانين» إلا التحكم الدهري والطبيعية المنهجية)» وهي قابلة للاختبار إمبريقيا بالنظر إلى 
ما في العالم من ظواهر محسوسة (وهذا أيضا لا ينطبق على أي من النظريتين» إذ لا يمكن 
إخضاع نشأة الأنواع كلها للتجريب والاختبار المعملي)» واستنتاجاتها ظنية وليست بالضرورة 
كلمة نهائية منصرمة (وهذا ينطبق على النظريتين جميعا من وجه؛ ولا ينطبق عليهما من وجه؛ 
فهو منطبق بالنظر إلى طبيعة آلة النظر والاستنباط المستعملة فيهماء فالمصمم الذي يثبته القوم لا 
يزالون يكررون ليل نهار أنهم يقبلون نفيه إن جاء مخالفوهم بتفسير طبيعي أفضلء» وهو غير 
منطبق بالنظر إلى طبيعة موضوع النظرية نفسه» إذ نقطع بأن الدارويني الدهري لن يزول عن 
قطعه وجزمه بصحة نظريته في النشأة العشوائية» كما نقطع بأن النصارى القائلين بالتصميم لن 
يزولوا عن نظريتهم في النشأة "التصميمية"!) وهي فوق ذلك كله قابلة للتكذيب ©516301اجع 
(وهذا لا ينطبق على أي من النظريتين» وإن رغمت أنف "جي بي هالدين" صاحب تحدي أرنب 
البريكامبريان غ531 13/طمموءعمح5 الذي علقنا عليه في موضعه من هذا الكتاب). 


والقصد أنه بينما يتعين على الدكتور عمرو أن يبين أن كلتا النظريتين» التصميم الذكي والتطور 
الدهري ليستا إلا فلسفتين ميتافزيقيين دينيتين» تراه يحرص على اعتماد الأولى كنظرية "علمية" 
ونفي الثانية» مع أن العلم التجريبي الصحيح بريء منهما جميعا! 


٠/١١ | صفحة‎ 


دراونة بامتيازء شعروا بذلك أم لم يشعروا! وهو ما يعني أنه ليس كل الدراونة 
ملحدين» بل كثير منهم من أهل الملل الكتابية» يعتنقون 0 داروين ولا يشعرون 
بما تقتضيه من الدهرية الطبيعية ومن تعطيل صفات باربهم جل وعلا! وأما لفظة 
"خلقوي" +15ه016210) فهي - على الاستعال الشائع في أدبيات أصحابها من 
الغرييين - تعني كل من يثبت صانعا ما #عمع 1051 /01غ2ع2/).: "يفسر به" (على 
مفهوم الطبيعيين للتفسير) نشأة الحياة أو نشأة الأنواع كلهاء أو نشأة العالم نفسه أو 
جميع ذلك» أو تفصيلات معينة من قصة النشأة دون غيرها (على طريقة بعض 
طوائف التصمهيين أو أصحاب التصممم الذي كما مرت الإشارة إليهء وكا يأتي بيانه 
عند الكلام علهم بتفصيل بإذن الله تعالى). وليس يختص بهذا الاسم عندهم من 
يقولون "بالخلق المباشر" ويرفضون نظرية داروين بالكلية | هو جار في اصطلاح 
الدكتور! 


ومع ذلك يعرف الدكتور "الخلقويين" تعريفا جاء به من كيسه. غير مكترث بالتنبيه 
على ذلكء فيقول في كتابه "كيف بدأ الخلق" (ص. )١185‏ مقسما محر عر ْ 

الدارويني إلى طائفتين: "المجموعة اأولى: تدكر حدوث التطور كلية» وتؤيد مفهوم 
الخلق الخاص الذي قام به الإله الخالق لجميع أنواع الكائنات» كل حدة. ويطلق 
على القائلين بذلك اصطلاح 000 165 ه. والمجموعة الثانية: تقر 
بحدوث التطورء ولكنها ترى أن العشوائية والصدفة لا يمكن أن يفسرا حدوثه؛ وتمثل 
هذه المجموعة من العلماء مدرسة التطور الموجه 5850116102 0ع]عء:101." اه. قلت: 
لس في القائلين بالتطور الموجه من الغربيين من يسميه 870106105 0عاءع101: 
وإغا يقال له هتاه 4ء04نن© وهو فرع من فروع ما يقال له إجالا عتاونعط] 
دمنساووظء وأما المصطلح صوناد1ه57 64ء6مزآ فيطلقه المتخصصون 


صفحة | 7/77 


بالهددسة الوراثية على عملية صناعية يقومون فيها بعملية اتتخاب صناعي لتطوير 
البروتينات والأحماض النووية وصولا إلى غرض معين. وكذلك استعال المصطلح 
0155 في أدبيات الغربيين (وهو ما ترجمه المترجمون إلى لفظة "خلقويين" 

و "خلقيين") ليس استعاله محصورا على هذا المعنى الذي حرره الدكتورء ك) 
تقتضيه تلك القسمةء بل القائلون بالتطور الموجه 13602ه20 0104© على 
اختلاف مذاههم داخلون كلهم تحت المصطلح 026281021968 عند من أحدثوا 
استعاله 0 وما كنت لأعقب على مسألة الاصطلاح هذهء لأن العبرة في 
الغباية بالرسم لا بالاسم, وبالحقائق لا بالأسماءء فا دام يخبرنا بما يقصد من كل 
00 وعليه يجري الأخذ منه والرد ليد زع أن 
هذا ما "إطلاق" تلك المصطلحاتء هكذا! فيا دكتور إن أببت إلا أن تخترع 
0 0 ا الفا ل اصطلاح 
مخالف عند أصحاهاء 0 أنه اصطلاحك أنت,ء ولا تقل "يطلق على 
القائلين بكذا وكذ ذاء المصطلح كذا مي 
ا 0000 
على تلك الفئة أو الطائفة المرادة بهذا الاسم أو ذاكء ثم يقعوا على مصنفات الغربيين 
التي لا تجري على اصطلاحك أنت وإنما على اصطلاحمم هم فيحصل لم من ذلك 
التباس وغلط بل وظلم في الأحكام أنت نت السبب فيه! وهذه مسألة لا أدري كيف لا 
ينتبه إلهها أستاذ جامعي مثلكء واللّه المستعان! 


فالواقع أ 0 إننا يطلق لفظة "خلقوي" على من يقولون بما يسميه هو وغيره 
00 ص" 0 9 4 00 بالانحدار التطوري من أصل 


صفحة | /1ا/ا 


تحكم منه في الاصطلاحء لأن الأدبيات التي ظهر فبها هذا المصطلح عند الغر, 

وشاع بين ال 0 إنشاء ره 
الحية على الأرضء بصورة ما أو بأخرىء سواء كانوا دراونة أمثالهء يقولون بالنشوء 
ولاقام فلن وين الوتيو» أ انا ون ال العسطوي: ا اقول هذا يكين 
ريسيد روزا لت لعرنادنيه كه عن ل درون 
والقائلون بالتطور الموجه عند القائمين على | الأكادمية | لطبيعية الغريية وعلى النشر 
والتدريس فيهاء كغيرهم من الخلقويين» لبسوا أصحاب 7 علي" عقتاصعءك5 
0510 ولا قريب منهء وما كانوا ليقبلوا منهمء على تنوع عقائدهم الغيبية 
سعيهم في إحداث "ثورة" على الأكاديميات | الغربية كتلك التي يرجو الدكتور عمرو - 
موافقا في ذلك أستاذه روبرت شيلدريك - أن يراها ل في المستقبل القريب! 


قال الدكتور في مقطع له على اليوتيوب بعنوان "مأزق الخلقويين". يكشف لك عن 
مدى إغراقه في الجهمية الطبيعية: 


في الوقت اللي بنجد إن هناك إجاع علمي بنسبة 14/ على مفهوم التطور 
البيولوجي» نعم إجاع علمي بنسبة 2/55 وده الرم اللبي قالته مؤفسسة 
ديسكوفري اللي هم مش تطوريينء اللي هم خلقويين» في هذا الوقت» 
بنجد إن الاتجاه المعارض للتطور اللي بمثله //١‏ اللي هم الخلقويين يشنوا 
حملة شرسة على العلم وعلى العلاء القائلين بالتطورء واتهموهم بالتواطؤ 
وععاداة الدين وبتوجممات أيديولوجية و .. و. إلى آخره. وبيلجأوا في كده 
إلى أنهم .يسوقوا بعض النقاط المعارضة للتطور. بالفعل قر بأن هناك 
معارضات للنظرية. هو الفهم الساذج إن أنا أظن إن وجود أي معارضة 
للنظرية تسقط النظرية! الكلام ده مش صحيح! كل نظرية لها مؤيدات ولها 


صفحة | 7/71 


معارضات. وعلينا أن نوازن. والذي يستطيع أن يوازن بين المؤيد 
والمعارضء» هم أهل التخصص. ما يجش م 
ضثيل للغاية» ما كان دراسته لا يقارن بعلاء البيبولوجيا الكبارء ويقول 
لك لآ المعارضة الفلانية تنسف النظرية! الكلام ده لا أصل له ولا وجود 
له! فالتوجه أو ظن أن... ودي نقطة منبجية في الهج العلمي بقى.. العام 
كله قائم على الموازنة بين المؤيدات والمعارضات! ما فيش حاجة إسمها فيه 
معارضة تسقط النظرية! إلا إذاكان معارضة مع جذور النظرية! ده موضوع 
منتبي! ومن ثم يشغل الخلقويون أنفسهم بأنهم يبحنوا عن المعارضات 
للتطور. ويظنوا أنهم لو ساقوا معارضات كفية» ونحن تقول لهمء عندك 
معارضات .. ومعتبرينها يعني معارضات قوية للغاية! طب ليه أصحاب هذه 
المعارضات يعني اللي طرحوها علمياء ما أخدوهاش إلى المحافل العلمية 
والمؤتمرات الدولية» وعارضوها وأسقطوا النظرية؟ لأنهم فاهمين! اللي أثارو 
هذه المعارضات» فاهمين إن دي معارضات مقبوله على المستوى العلمي! 
ما الخلقويين بتوعنا هم اللي مش فاهمين كده! يعني ما سألوش نفسهم ليه 
اللي طلعوا هذه النظريات المعارضات» وعندما يطرحونها ما يطرحوهاش 
في كتب بيولوجيا 16001 كتب مراجع بيولوجياء يطرحوها في كتب 
جانبية لا تصنف ككتب بيولوجيا! ده غايب عنهم هذا المفهوم! شغلوا أنفسهم 
بالبحث عن معارضات للتطور. تقول لهمء ألم يكن من الأولى» وأنتم تتبنون 
الخلق الخاصء أن تبحثوا تنفقوا جمدم ووقتكم في البحث عن أدلة على 
الخلق الخاص؟ ؟ عشان يبقى طرحك طرح علمي! هو أدلته على الخاق 
الخاص» فهمه لآيات الخلق في القرآن الكريمء نقول له ل هذه ليست أداة 
كافية علمياء وافهم من القرآن الكريم كما تشاءء الآدلة العلمية معروف 


7١9 | صفحة‎ 


منبجها وأشاوها باختلاف طبيعة كل .علر] لم يقدم حت بالآن الخلقويون 
دليل علمي واحد على الخلق الخاص! هم يظنون أنهم لو قدموا أدلة سقط 
التطورء يمقى ده إقرار بالخلق الخاص! ل! تصوروا؟! لو قدموا أدلة تسقط 
التطورء هانقول إيه؟ ونسأل بآأه العام بعد ما سقط التطورء ما تقولون؟ 

مش هانؤول بالخلق الخاص! لأن لس عليه أدلة علمية! هانؤول سقط 
فلوو وعيدا أن الماك من بجيدية. مسقي دوك انوع الكانات 
الحية! مش هانؤول إن هو الخلق الخاص! نؤمن به دينيا كما تشاؤون» كم) 
نشاءء بقدر فهمنا من النصوص .راد الله عز وجل» ولكن يظل الخلقويون 
محتاجين أن يسوقوا لنا أداة على الخلق الخاص اللي لغاية النهاردة لم يسوقوا 
ولا دليل واحد عليه! 


قلت: أولا يا دكتور, إذاكانت نسبة القائلين بقول ما هي تسع وتسعون بالمائة» فلا 
يقال في هذا إنه "إجاع"! ليس عند العقلاء في آي عام من العلوم معنى لكلمة "إجاع 
بنسبة كذا"! وانما يقال إنه اتفاق جاهير هؤلاء لا إجاعهم! ثانيا: مؤسسة ديسكوفري 
هذه هي جمع المنظرين الكبار لحركة التصميم الذكي في أمريكاء فهم لا يحاربون نظرية 
داروين ولا ينكرون التطورء وإما يزعمون أن "مصما ذكيا" ما يتدخل في حلقات 
محورية للتارية الطبيعي؛ أو يتولى خلق الخلية الحية وتشغيلها "بالتدخل الإلهي" في 
- النظام الدراويني» كذلك التدخل الذي تثبته أنتء بل سيأقي معك بيان أنهم 
شد إنبانا للآلية العشوائية في الطفرات كحقيقة وجودية أصيلة في النظرية من 
الدراونة الدهرية أنفسهم» تلك العشوائية ك1 نت التدخل الإلهي بديلا لها! 
فبأي شيء جعلتهم هم "خلقويين". وأنت "غير خلقوي"؟! 


صفحة | .0غ 


قوله "الفهم الساذج إن أنا أظن إن وجود أي معارضة للنظرية تسقط النظرية! الكلام 
الس 0 وعلينا أن نوازن." قلت: بل 
ع انيم 0 
يقال إن أدلة أصعابها تنبض بها نبوضا تعضيديا غ1هممنا5 0021ه مكمه © 
0 بالضرورة! هذه 0 لا أساس 0 0 0 0 . ل 
لمشاهدة من المشاهدات إنها دليل مؤيدء ولمشاهدة أخرى إنها دليل معارض! ثم إن 
من السذاجة كذلك أن يظن في المشاهدات التي يزع الدراونة تأييدها للنظرية» أن 
متعلق من العادة والخبرة! بل لا تكون المشاهدة دليلا عندهم على صحة الفرضيات 
الغيبية في النظرية» حتى تؤول تأويلا قامًا على تلك الفرضيات الغيبية نفسها! فإن م 
كن هذا دورا منطفيا عذوه.آ 132ناه01 فليس في المنطق شىء يقال له الدور 
أصلا! 


00 
واحد نصيبه 7 البيولوجيا يعني ضئيل للغاية» ما كان دراسته لا يقارن بعلاء 
البيبولوجيا الكبارء ويقول لك لأ المعارضة الفلانية تنسف النظرية! الكلام ده لا أصل 
له ولا وجود له!" قلت: هذا | | الكلام فيه نظر وتفصيل ضروري! فصحيح ! ن الموازنة 
بين الآدلة لا تكون إلا لمن يفقههاء وصحيح إن ذلك لا يكون لأحد فوق ما يكون 

ا الذي قال إن العم بالكيفية التي خلق الله بها أنواع 


١ | صفحة‎ 


الدواب في الأرض هو من اختصاص علاء الأحياءء أو أنه يطلب من طريقهم 
وبآلتهم؟؟ من الذي فتح الباب لهؤلاء ليخوضوا في تلك القضية أصلا ومن 
الابتداء ؟ ؟ إنهم الدهرية الطبيعيون يا دكتور! الملاحدة الذين تزع ب و 
معهم (لا سها "الدراونة" منهم)» هم الذين جعلوا تلك الغيبيات من اختصاص أصعا 
الطبائعيات» فافهم هذا يرحمك اللّه! وإلا فالنظرية موضوعها غيبي محضء» 0 م 
كان هذا موضوعهء فالبيولوجيون هم الذين يزاحمون غيرهم بالكلام فيهء وليس 
العكس! البيولوجيون هم الدخلاء على هذه المسأآلة على التحقيق» وليس من كانت 
في الأصل موضوعا لبحثهم ودراستهم من علاء الدين» المتخصصين في دراسة خبر 
الغيب عن رب العالمين» رواية ودراية! هؤلاء وحدهم هم أهل الاختصاص في أمر 
الغيب وما فيه! 


وحتى على النسم قزل بن قري داروين هي حتا نظرية "عمة" ما يمل بع 
الأحياء أن يشتغلوا ببحثه والنظر فيه» وبما يرجى من بحثه على أب ام 
للناس بصورة ما أو بأخرى, أي حتى على المفهوم الدهري الطبيعي للعلم الطبيعي 
»ك5 وحدوده وموضوعاته» فالموازنة بين مراتب الأدلة في علم الأحياء د 
من اختصاص البيولوجيين وحدهم (أكاديميا)» وإنما هي من تخصص الفلاسفة كذلك! 
والمتخصصون في منامج البحث 045 طغ]»]/! ل في كثير من جامعات العالمء 
أكثرهم من أساتذة فلسفة العلم ع©مءع ك5 ]0 00 والإبستولوجياء وليسو 
من أصحاب التخصص الدقبق في البيولوجيا! ثم إنك أنت نفسك يا دكتور لست 
متخصصا في البيولوجيا التطوريةء لست مثلا من أساتذة علم الحيوان رع 20010, 
أو الإحثاء #وع15ه+ده»ع221 أو الوراثيات 5عناعمء© أو البيولوجيا الجزيئية 
وماهذ8 عدلدهءء1ه/1 أو حتى عم التشري المقارن ع«تدمدم ده 


١ | صفحة‎ 


تمدص ظة! ونا أنت أستاذ في الجراحة البشرية! هذا هو تخصصك الذي درسته 
دراسة نظاميةء وبلغت فيه منزلة الأستاذية! فلو أجرينا عليك أنت ذلك الشرط 
الصارم الذي اشترطته للترجيح في تلك القضية (ألا يكون إلا لعلاء البيولوجيا الكبار) 
لمنعناك أنت نفسك من الكلام فيهاء وان كنت ممن درسوا قدرا من البيولوجيا وعلم 
التشريج في إطار دراستك للطب ا فتأمل! بل لو أننا أجرينا ذلك الشرط 
على داروين نفسه لا قبلنا منه نظريته! فالرجل لم يكن متخصصا في عم الأحياء يوم 
كتب كتابه "في أصل الأنواع", وإنماكان قد درس الطب البشري في جامعة كامريدج 
قبل أن تأخذه أهواؤه وميوله الدهرية في رحلة البحث في أصول الأنواع! وهذه العلوم 
المذكورة أكثزها لم يظهر كجال أكادمي تخصصي إلا بعد ظهور النظرية على أي حال» 
لا قبلهاء فلا يمكن أن تكون قد قام تأسيس منطق الافتراض والانستدلال فها على 
شيء ما تخصص فيه أصحاب تلك العلوم! 


إن كو جا انا ست ار عاك الشية فك ملسي على سيل 
الإرهاب الفكري 8 وغل حر لوه !ل الف راق علد الغا ءامن 

عا رارسا لكا درل الجا د الشخيص وطن أل لمحن ال 
تلزموننا ل 7 والسنة» ولا تلتزمونه أنتم في هذه العلوم ؟" والحق 
أن احترام التخصص على التحقيق ا 0 
الوحيين بأن يكفوا ألسلتهم ويحجموا عن الكلام في تلك القضية بالكلية وأن 
على علاء السنة في تلقي العام بهاء إن دلا مها لق ميدسلة 
لا يتلقى العام فيها إلا من السمع وحده! هذهء أبها القارئ امحترم هي الحقيقة التي من 
نكي الت 13 اكاب ا م ونا أعل أنهم لن يقبلوها إلا أن يشاء الله! 
أمر الغيب لا مدخل فيه للقياس والنظر أصلاء وإنما هو السمع وحده! نسمع ما جاء 


٠/8 | صفحة‎ 


عياب لد جراولة بل الأرفي :والنرا زاك رونا يني ينه كانه 

الأول من الصحابة والتابعين وتابعيهم» رضوان الله علهم أ- جمعين» وكا نقله 
00 لسنة رحمهم 0 "العام" الحق 
في ذلك لمن أراد فيه علماء وإلا فالتخريف والهذيان ببناء الوهم فوق الوهم» والتخرص 
ولاس هن كرها احانى>ق فاك العوات الم 7 550000 
الطبيعيين الدهرية في غيب السماوات والأرضء هذا أمر لا يحسنه البيولوجيون 
وحدهم» بل يحسنه كذلك "الأطباء" و"الجراحون" والفلاسفة وغيرهم» وهو بحر 
واسع لا ساحل له وإلى اللّه المشتكى! 


فقول الدكتور: "ما فيش حاجة إسعها فيه معارضة تسقط النظرية! إلا إذاكان معارضة 
مع جذور النظرية! ده موضوع منتبي!" يقال له: صدقتء وهذا هو ما نزم نحن أنه 
عندنا من أنواع المعارضة للنظرية! معارضة منهجية كلية تأتي على جذور النظرية 
وأصولها الفلسفية بالنقض والإبطال 005غهغ1جطع18 لمغصعحصدلصتط» فاقبله منا يا 
هداك الله إن كنت صادقا! فليست هي في الحقيقة نظرية علمية أصلاء وا 
2 رة دينية طبيعية غيبية استخدمت آلة آلة العام التجريبي 1/1600 ل 
معيتانا وعدا ستصية وج كانه انيد هاه انوي خخراقة واتاجاورة واو أيه 
0 ا أركان الأرض على قبولها والقول مها! 


وأما قوله: "تقول لمم: ألم يكن من الأولى: وأتم تتبنون الحلق الحاض» أن تبحفوا 
تنفقوا جمدم ووقتكم في البحث عن أداة على الخلق الخاص ؟ ؟ عشان يبقى طرحك 
طرح علمي! هو أدلته على امخلق الخاص. فهمه لآيات الخلق في القرآن الكريم» نقول 
له لأ هذه ليست أدلة كافية علمياء وافهم من القرآن الكريم كما تشاءء الآدلة العلمية 
معروف منبجها وأسلوبها باختلاف طبيعة كل علم! لم يقدم حتى الآن الخلقويون دليل 


صفحة | 7 


علمى واحد على الخلق الخاص!" فيكشف لك عن منشأ هذا الخلف العقلي والممجى 
عند الدكتور ومن تابعهم ومن ابتعوه! فهو يرى» كما يرى أساتذته الغرييون» أن الطرح 
لا يكون "طرحا علميا" في أي مسألة كانتء, حتى يكون قامًا على القياس التجريبي 
الطبيعي (أو "الدليل العلمى" عع عكلتامعءق5 5 يسمونه)! وهذهء 5 
القارئ الكريم, هي الجهمية الوضعية المنطقية بحذافيرها! تلك النحاة الفلسفية البدعية 
الني يعتنقها كو وج فأ يث ا دس كانه راطأ 
"الخلقوي" في القرآن في آيات خلق السماوات والأرض وخلق الأنواع والنصو 
ل 
أي حال إلا ما وافق "العله"! إن شئت أن نجعله "إيانا دينيا" فلك ذلكء أما أن 
نجعله معرفة وعلاء فلاء حتى تقيم "الدليل العلمي" عليه! فتأمل جرأ 0 
العالمين سبحانه إذ يرد الاستدلال بالقراآن بقوله "ل هذه لست أداة كافية علميا"! 
لبست كافية على دين من يا دكتور؟ ؟ أما على دين الدهرية الطبيعيين الدراونة فنعم 
ا لالد بع ا 4 
00061 0 0 2200028 


يجب على المسلم المتصدر في هذه القضايا الخطيرة أن يكون محققا مدققا ملا بأنواع 
الأدلة وكذلك بموضوعات العلم محل النظر لس في شا تلك الأدلة 
وتليق بهاء وأن يكون مدركا كذلك مراتب تلك الآدلة ومنازلهاء يحسن التفريق بين 
0 العام المنصرم الذي لا يقبل احتال ل الأحوال (كالبدهيات 

الأولى الني لا بخالف فبها عاقل» » وضرورات ملة التي لا يماري فيها مسلم)ء 


صفحة | ها 


ما يفيد الظن الراح على مراتبه ودرجاته» التي تبدا بالقطع الذي يقبل احتالا ضعيفا 
لظهور المعارض (كلقوانين الطبيعية التي علمت بالاستقراء المستفيض)» وتتتبي 
بتقارب الأدلة وصعوبة الترجيح (ك! في كثير من المسائل النظرية التي اشستد فيها نزاع 
الخبراء المتخصصين فيها)! فإذا قدر أن مر بمسألة تتكافاً فيها الآدلة (ومن ثم لم يصح 
أن يقال لها أدلة أصلا) أدرك ذلك فورا وأدرك سببه ومورده والمخرج منهء وانتبه إلى 
العلاقة بين موضوع البحث في المسألة وطبيعة الأدلة المستحضرة للحكم فيها! واذا 
0 بحث 0 في ذلك العلمء كانت إديه ملكة نقدية تمكنه (ولو يإجال) من 
اشرزويا ]ا كان اليل سدع ها زطانيب توه ةرورضو ءالا باسية 
عط بور الأخوال أن يدعو 0 
أو ذاك (عند أهل هذا العلم التجريبي أ )عل أ لالض انكل 
يعدو أن يكون مقلدا في جملة المسلات الكلية الوجودية والمعرفية التي يقوم عليها 
منطق الاستدلال عند أصحابه! فإن لم يكن الباحث المسلم متشبعا في ذلك بأصول 
2500 بس ا 
فراط ولا تفريط» بصيرا بحدود العلوم وشروطها وضوابطهاء ودوائر التقاطع فيا بينهاء 
0 وافتراقهاء وطبيعة ذلك التداخل وضبط منازل الأدلة عند وقوعه. 
قادرا على إجراء الأبحاث البينية طعمهءوع2 بصمصنامككنل ص1 من غير أن 
يتجاوز حدوده فها لا يحسنه إلا الملتخصصون ف هذا العام أو ذاكء مفرقا ببن الدعوى 
العلمية الطبيعية والدعوى الدينية الطبيعية تفريقا صحيحا محكاء يدري معه أين ينتبي 
العام وتبداً | لخرافة» لخير له أن يقعد في بدته وأ أن يدع ذلك ا لشأن لمن يحسنه. حتى 
يسلم من تبعة إضلال المسلمين وإفساد دينهم يوم القيامة» وإلى الله المشتكى ولا 
حول ولا قوة إلا باللّه! 


٠/٠ | صفحة‎ 


والحق أن هذه الآفة يعاني منها أكثر الأكاديبين المسلمين في عصرناء كما بسطنا الكلام 
عليه في غير موضعء ولا حول ولا قوة إلا بالله! يؤقى بالنظرية أو البارادايم المعتهد في 
الأكاديمية الغربية لا لشيء إلا لأنه هو المعقد في الآكاديمية الغربية» فيعامل معاملة الحق 
المبين واجب الاتباع مجرد ذلكء بالنظر إلى كنهم (أي الغربييين) قد سبقونا بفراس 
في العلم بأسباب الأرض وفي شتى أنواع الصناءات! ودار الهندسة في 
بريطانيا - مثلا - تدرس فبها مقررات كذا وكذاء وعلوم كذا ا وكان قد تقرر 
أن تخصص الهندسة تخصص مفيد إجالا ونافع ومطلوب 0 منافع شتى للنا 
لا تتحقق إلا من طريقه (وهذا حق ولا شك).؛ أصبح الواجب علينا أن نبتعث من 
نهباء شبابنا من يتعلم تلك العلوم ويتقنها ليأقي - مع بعض أساتذته كخبراء منتدبين 
حالزنقاء اول كلية قامّة بتدربس الهندسة في بلادناء ينسخها نسخ المسطرةء ينقلها 
بحذافيرهاء بأقسامحا بموضوعاتها البحثية ومجالاتها التطبيقية بل والمصانع المستفيدة منها 
كنهاكانتء بصرف النظر عن تفصيل الحاجة اتجتقعية الفعلية في ذلك الوقت» وما 
إذا كانت المشكلات الداعية لإثارة تلك الأسئلة ١‏ لبحثية التي تأسس في ضوئها 
ولخدمتها هذا العام التراككي أو ذاك عع160:مه1 0020 امجتقعات 
الأجنبية المشركة الخالفة في الدين والثقافة والعادات ت والقيم والأخلاق وفي نط الحياة 
المرتبط بجميع ذلك» قد وجد أو سيوجد نظيرها في مقعاتنا المسلمة في يوم من الأيام 
أم لا! فترتب على ذلك أن أصبح مبدأ التأسيس الأادمي عندنا هو مبدا الناقل 
للمعارف ولأصولهاء اانيتاينه تجهد فيا أن يتزع عييا بحسب المصلحة (التي غالبا 
ما ككون مصلحة الباحث نفسه الساعي في أسباب الترقي الأكاديمي الذي لا طريق 
له -كيا نقلناه من أكادبمياتهم - إلا النشر ثم النشر ثم النشر)! لا وقت في هذا 
الإطار الناقل لتكلف أي قدر من التفكير النقدي الجذري في مباني وأصول تلك 
المعارف الأكادمية التي تقلت إليناكما هي: ولا حتى فها إذاكانت هذه المسألة أو تلك 


صفحة | /اثالا 


ما يهمنا نحن كرب مسامين أو ينفعنا أن ننقل عنهم مجاري البحث والجدال والسجال 
الأكاديي في إجابتها أم لا! ففي لإطار عقلية "أنقل أولا ثم انقد لاحقاء إن كنت ولابد 
فاعلا”: التي غلبت علينا في القرن التاسع عشر الميلاديء كان التأسيس الأكاديمي 
في بلادنا جا ب الس ع ب يه واد "الضية 
0-7 الالو بن الأفغاني وطه حسين وغيرهم من 

لمصلحين امخربين الذين قالوا صرا رالا لى أن نكون على مثل تقدم 
الغربيين في الصناءات الدنيوية حتى نستوفي النقل عنهم في كل شيءء ولا حول ولا 
قوة إلا باللّه! 


من هناكان من غير المستغرب على الإطلاق» أن ترى أمثال الدكتور من تربوا على 
فلسفة الأكاديمية | الغربية المنقولة بحذافيرهاء وعلى تلك العلوم الحديثة التي لم يشاركا 
بأنفسهم (من حيث هم مسلمون) في مسيرة بنائها المعرفي» يحملوننا الآن حملا على 
تقليد "البيولوجيين الكبار" الذين ن لا تبلغ نحن أن تكون منهم حتى يأذن لنا اتجتقع 
الأاديمي الغربي بالمساهمة بالنشر عندهم في دورياتهم هم 0 000 
هم وأسكلتهم هم التي كانوا هم من طرحما ابتداءء جريا على البارادايم الأكاديي السا 

الذي كانوا هم من أسسه لا غيرهم! واليوم أ صبح 0 
الدرجة العلمية في جامعته التي ينتسب إليها حتى ينشر نشرا دولياء أيا ماكان مجال 
اشيوامة فاطو الى بريه لحك د07 زايد انف كافون انيار 


1 وهذا ولا شك غلو فاحشء فمع أن من موضوعات البحث العلمي ما تدعونا الحاجة الملجئة 
التي توشك أن تبلغ منزلة الضرورة إلى أن ينخرط بعض باحثينا في استيعاب المسيرة البحثية 
التي جرى عليها بناء المعرفة التراكمية فيه عند الغربيين وفي الإضافة إليها والمشاركة فيهاء إلا 
أن من موضوعات البحث العلمي كذلك ما لا ينفعنا الانخراط في أبحاث الغربيين فيه» بل إن منها 
ما ترجع مشاركتنا فيه بالضرر على ديننا واعتقادنا أو على أخلاقنا وقيمناء والله المستعان! ومنها 
ما تكون أحسن أحوال المشارك فيه أن يكون لاغيا متنطعا بتعمق 06011236100غ/01/6 مما لا 
نفع فيه! والقاعدة عند المسلمين أن ما لا نفع فيه بوجه من الوجوه فهو ضرر محضء وأدنى 
صفحة | ٠/٠‏ 


يعاني أشد المعاناة في محاولة تليبس مقصوده البحثي - أيا ماكان - بأهداف ومطارح 
ومقاصد النظر الجاري النشر فيها في أي دورية علمية غربية رفيعة الشأن» رجاء أن 
يجدوا هم في موضوعها ما يدعوهم لقبول نشرها عندهم! وهو ما ترتب عليه من 
0 جية المقاصدية ما بلغ أ ع اسع ا 
ابر ل و جملة من المسائل ذات الصلة التي 
لجدال فيها والنقاش ا 
سه لبحثية المطروحة هنالك بصرف النظر عن منابت تلك الأسئلة ودواعيها 
العا ل اف م 0 
منه إلى تلك الدورية بنشر ما يلقى قبوطهم! حتى التوجه إلى النظر في حواتجنا ودواعينا 
الللشيالا با م اك با ري 0 
والأكاديميات الدولية 9 لا لمطالبنا نحن» وإلى الله المشتك ! 
قل ف قلا موي القع ينطاق يفيت رد وتسور وان 
النشأة الاستنساخية المشؤومة 0 العليية'الغرية: ىق الفرون الماضنين مريب 
علهها أن لتبعية الفكرية وا من الشمول وا لتجذر والاستحكام 2 وعي 
سم 0 العقلىء ما يجعله من غير المستغرب إطلاقا أن 
2 فكرة "أسلمة نظرية داروين" على ذلك الهج الذي أصل له الدكتور عمرو 
شي قد وك ين الأكادهيين المسلمين المتخصصين في العلوم ذات 
الصلة بنظرية داروين! فلا شك أن مواصاة الانخراط في النشر الدوللي الأكادمي في 
مجاري البحث والنظر عند البيولوجيين الغربييين» الحكومة كلها عندهم بالبارادا 
النيوذارويتي الذهري: هي أسهل وأرجى لتحصيل مطالب الباحث العربي الشا 
مفاسده أن يكون صرفا للمسلم عما هو أولى وأنفع! ولهذا النتعاة الرسيول عليه البيلام مق عله الا 


ينفع» فإن الاشتغال به يضر في الدين والدنياء والله أعلم. 
صفحة | وا 


انوي ررق انيه الس انرو بتعا لزه اراسي لوو ل 
ماع ]1 متمسصتامكدتلمئغء11 لمغمعصسملصط الذي ا حه نحن في هذا 
الكتاب! فلا يحتاج أحدهم إلى أكثر من أن يقنع نفسه بأن التطور حقيقة منصرمة, 
وبأن الله هو الذي خلقه كنم كانت صفته التي ينتبي إليها بحث القوم» واذن يصبح 
باحثا ببولوجيا مرموقا | يطمعء وفي نفس الوقت يسام من التهمة بالزندقة وفساد 
الذين! أي بالختضياره 5 باحثا داروينيا متخصصاء ولا عليك إلا أن تحول (ولو في 
ذهنك أنت 7 لفظة 5م2ط0 ولفظة ععصقطن ولفظة مدملصهظ إلى عصتحزدآ 


ا ل ا ه الله في هذا الكتاب, 
- أتكلفه مع غيره من دراونة الجهمية المعاصرين (كهدنان 0 الذي جل 
ثلاثين حلقة في التغزل في نظرية داروين وعبقرية داروين!!)» لأني أراها قد لاقت 
رواجا واسعا بين فئة الباحثين التجريبيين المسلمين عامة, والأكاديميين منهم خاصة» 

الس سات ا ا ل 
لا إلى مزيد من الرواج» وقد دخلت بالفعل إلى أروقة الأزهر طهره الله والله 
00 


قوله: "هم يظنون أنهم لو قدموا أداة تسقط التطورء يبقى ده إقرار بالخلق الخا 

لأ تصوروا ؟! لو قدموا أدلة تسقط التطورء هانقول إيه؟ ونسآل بأه العلم بعد ما 
سقط التطورء ما تقولون؟ مش هانؤول بالخلق الخاص! لآن ليس عليه أدلة علمية! 
هانؤول سقط التطورء و علينا أن نبحث من جديد على تسفير لحدوث تنوع | الكائنات 
الحية! مش هانؤول إن هو الخلق الخاص! نؤمن به دينيا كما نشاؤون »كنا فشاءء 
بقدر فهمنا من النصوص راد الله عز وجلء ولكن يظل الخلقويون محتاجين أن 


صفحة | ”,3غ 


لور الخاص اللي لغاية النباردة لم يسوقوا ولا دليل واحد عليه!" 
أولا: لو صم أن كانت هذه المسألة بما يبحث باستعال أدوات البيولوجيين» 
لقبلنا منك قولك بأن إسقاط التطور لا يقتضي القول بما تسميه بالخلق الخاص! ولكن 
ليست المسآلة مما ينسع عند المسلمين لخرافات الطبيعيين أصلاء لا التطور ولا غيره 
من نظريات يق بها من طريقهم! فإذاكانت الأدلة الشرعية والنصوص يفهم مها أن 
الله تبارك وتعالى قد خاق الأنواع كلها أزواجاء يحدها على غير مثال سايقء ثم ينبا 
في الأرض بثاء وتتابعت قرون المسلمين على ذلك الفهم بلا مخالف ولا داعي لجرد 
تصور فكرة أن يخلق الله أنواع الدواب والطيور والحبتان بعضها من بعض بالتحوير 
والتعديل» من زمان الصحابة وإلى القرن الثالث عشر الهجريء إذاكان ذلك كذلك» 
فسواء قلتم بالتطور أ أو تركتوه أو جعلتيوه "تطويرا ا" فلستم عندنا إلا على باطل 
وخرافة! بل وسواء ثبت بالسمع الخلق المباشر من أزواج أم لم يثبتء فلا تأخذ منكم 
ظرياتم في ذلك» ولا نقبل تتحمكم للغيب بأقبستم الواهية» ولستم عندنا على 
شيء أيا ماكان ما تنتبي بكم إليه أبحاتكم ونظرياتك» والله 
ثانيا: تأمل قوله "نؤمن به دينياكيا تشاؤون» كبا نشاءء بقدر فهمنا من النصوص اراد 
اللّه عز وجلء ولكن يظل الخلقويون محتاجين أن يسوقوا لنا أدلة على الخلق الا 
البي لغاية النهاردة لم يسوقوا ولا دليل واحد عليه!" قلت: فيا عدو نفسك. 7 
اللي عند لابين انس بعل دنا تناو خرن بولآ تعن ها تاماه لتخم رواها ضن أن 
يكون على الحق كما جاء به الرسول صلى الله عليه وساءم! ايعان بالغيب في ديننا 
ليس بالنشهي ا 0 أن يؤمن في أمر الغيب بالحق 
المطابق للواقع! ولا طريق إلى ذلك إلا النص وفهمه السلفر لسلني الصحيح, رضيت به يا 
ا ا 0 


صفحة | 2722 


قاف ارا ل م السؤال! أما أن يقال: 

منوا من القرآن بالخلق الخاص كا يحلو لكم» ولكن سيظل الواحد منكم محتاجا لآن 
سوق دلي "لاني" عله حت نل نه كل هذا يني ني معن العم وم 
المطابقة للواقع عن موضوع الإيمان الديني الذي يؤخذ من القرآن» نسأل الله السلامة! 


في كتابه "كيف بدأ الخلق". حرر الدكتور جوابه عما سماه "باعتراضات الخلقويين" 


غياب الحلقات الوسطى في الحفريات: يتطلب حدوث التطور وجود كائنات 
بين بين! تحوي صفات من الكائنات الأحداث لكنها لم تستكمل كل صفاتها 
الجديدة. وتسمى في عم الحفريات بالحلقات الوسطى. ولا شك أن جل 
الحفريات كان ناقصا بشدة أيام دارون» وكان فقيرا جدا في هذه الحلقات. أما 
الآن فهو يحتوي على أكثر من ٠٠١‏ ألف نوع تتشهل على الكثير من الحلتا 
الوسطى» كالثعبان ذي الأرجل (كحلقة وسطى بين البرمائيات والزواحف) 
والأرموبتيركس (كحلقة وسطى بين الزواحف والطيور) والعديد من أشباه 
الإسيا. 


قلت: أتفق مع الدكتور في توهين هذا ا يشترط على 
الدراونة الإتيان بالمزيد ثما هم غارقون في اخترا 0-0 000 والهوى» 
ا لسحااي” ث المزيد من تأويلات 
المشاهدات واختراعها اختراعاء ليس مما يعجزهم أصلاء بالنظر إلى كن موضوع 
اي ولا يقال إنهم يسلكون ذلك المساك على سبيل التنزل مع 
الخالفء فإن المتنزل لنقض كلام الخالف ينبغي أن يكون في كلامه ما يبدو منه 
فرط اسروك امم ودلا بو را وفع الال اك نمه للقي ارقن 


71١ | صفحة‎ 


مطنالعتوطخ لخ متعسلءع ]]! الاق أ أننا ' نر خصوم 3 من نفاة ١‏ 0 


من بعيد! 


تقول ونكرر: ليس في إثبات التوسط أو لقم ب فى الشبه [هعنعه[مطمعءه/1 
انحومط بين أي نوعين من الأنواع الحبة» أي دليل على أن أحدهها خلق من 
ذرية الآخرء ولا على أن كلها يرجعان إلى سلف مشتركء لا تطورا ولا تطويرا! فإذا 
كان وقوع الحادث (أ) في الماضي يستتبع وقوع (س)» وكذلك وقوع (ب) ووقوع 
(ج) ووقوع (د) وغبر ذلك كله يستتبع أيضا وقوع (س).» وكانت (أ) و(ب) و(ج) 
و(د)كلها حوادث من نوع تي محض ليس في عادتنا ولا تجربتنا نظير له بالضرورة. 
كا 0 قعة الآ.: ن بالفعل تدل على وقوع (أ) في الماضي تحديداء 
من التحك بالهوى والمغالطة الجلية! فإنه ليس من الممكن والحالة هذه أن نجد 
ارم وسو من المشاهدات! هذا ارسي 
باطل وممتنع رأساء لا نقول إنه ضعيف من حيث الاحتالية أو غير وجيه أو ليس 
بقوي» بل نقول إنه باطل وممتنع البتةء لعدم الأساس الموجب له في عقول العقلاء! 


هذه هي المغالطة البجية الكلية التي لا يزال الدراونة مغرقين فيها في جميع ما بين 
يدهم قن 31[ ولا 0 خصوكم يقرونهم 1 بأمثال تلك الاعتراضات السخيفة 
من حيث لا يشعرونء واللّه المستعان! فليكن أننا رأينا ثعبانا له أرجلء أو حتى له 
أجنحة وريش ومنقارء فكان ماذا؟ ؟ ولنفرض أنهم عثروا على رمم لقردة قريبة الشبه 
بالبشرء ولبشر قريبة الشبه بالقردة» فكان ماذا؟ ؟ ما تحقيق وجه الدلالة في شيء 
من كلكا عا فاك الآنطورة الميثية لاخرية أي 98 :هذا مالم وأن تعزن بصيحعنه 


صفحة | 741 


ما عملواء لأن موضوع لد سا ا د 
#سندهقمء 2 علناء نطق عليه من الابتداء! فلا يكون تكلف الإتيان بفروض 
تفسيرية في مثل ذلك إلا ضربا من الخرف والهذيان من حيث المبداً العقبي! دعوهم 

| بتلك الرمم التي تفننوا في تلبيسها بأسطورتهم الدهرية الواهية» ولا تطالبوهم 
بالإتيان بالمزيد من تلك التأويلات والتخرصات. لأنها لن تزيد المفتونين الجهلاء إلا 
فتئة فوق فتنة» واللّه المستعان! 


في عام ٠٠٠١5‏ الميلادي: نشر الداعية الماسوني التري المدعو عدنان أوكتار 
(المعروف - أو بالأحرى المعروفة فرقته أو جاعته - باسم "هارون يحبى") كتابا 
سماه "بأطلس الخلق" 60و02 ,ه 125غش ونشره بالجان في أنحاء أورويا وأرسل 
منه نسخا مجانية إلى مكتبات جامعاتهاء وأى فيه بعشرات من الحفريات القديمة» التي 
يزيم الدراونة رجوعها إلى ملايين السنين قدماء ثم أرفق كل صورة من صور تلك 
الحفريات بصورة لنظيرها من الأنواع الحية جيه الوجوةة في عالمنا اليوم» يريد أن يقول: 
أبن هو التطور الذي تزعمون أنه قد وقع؟ ؟ ثم أنى بتركيبات على الفوتوشوب لبعض 
الأنواع المختلطة ليقول: لن نصدقكم حتى تأتونا بحفريات لهذه الأنواع الوسيطة! وعلى 
الرثم من أن هذا النوع من الاعتراضات يلقى رواجا كميرا بين المسلمن في بلادنا وفي 
بلاد الغرب على السواءء إلا آنه اعتراض واه لا ينبض بالمطلوب ولا يأني بشيء يعجز 
الدراونة عن الرد عليهء ولا يزيد الدراونة إلا تسلطا وعلوا يباطلهم على التحقيق! 
فالآمر الذي لم ينتبه إليه مؤلف الكتاب أنه إذا كان يريد أن يستدل بتلك الصور 
الحاشدة على أن 1 قد خلقت خلقا مباشرا في أزواحج مستقلة, لا من أصول 
مشتركة ولا من بعضها البعضء فهذا - أيضا - فرض تفسيري غيبي من جانبه» لا 
أساس له في المشاهدات ما توافرت» ويرد عليه نفس النقد المنبجي الذي نوحمه إلى 


صفحة | 715 


المنطق التفسيري المتبع عند الدراونة في بناء أسطورتهم ولا فرق! ولو أنه قال - 
مثلا - إنه أورد هذه الأمثلة ليبين أن الاستدلال بها هي نفسها على ما يزعمه الدراونة 
ا ل ا 0 وأنه لا يقر هذا المنطق 
في الاستدلال وا أراد أن يثبت وهاءه البجي» قام إذن بالمقصود من الرد 
والإبطال! 3 تربى في مدرسة اللاهوت الطبيعي في نقد الداروينية عند أهل 
الكتاب» وروج لبضاعتهم في كتبه كما ببنا ذلك في محله من هذا الكتاب. 


بنتقل الدكتور بعد ذلك إلى نقطة أخرى في النقد على "الخلقيين" فيقول: "افتقاد 
الدليل التجربي: يحتج المعترضون 1 دوف اللظلوى بام ا بيزوا ريه مات : 
أشكلا كثيرة مد كه الغلال 00 إنتاجا والأشبر عل 57 
ا 0 0 لى أن ل يي 
ترام| لمثل هذه التغيرات التي تحدث في | طار النوع الواحدء لذلك فإنه يستغرق 
الملايين من النسارة" اه 


قلت: هذا الاعتراض من خصوم الدراونة لعله هو أقوى ما :هضوا به من نقد للنظرية 
فها قرأت لم! أو لادقة: هو أقرب ما وقفت عليه من انتقادات للنظرية إلى أ 
الفساد الفلسفي والمهجي الكلي الذي تقوم عليه النظرية عند أصحابهاء وفقدانها 
لأساس معقول يقوم عليه منطق الاستدلال بالمشاهدات فيها! وبقليل من التأمل 
يتبين لك تلبس الدكتور بنفس المراوغة التي يسلكها أساتذته الدراونة الدهرية فرارا 
من وجه الاعتراض المنبجي الظاهر هناء يستدلون بمحل النزاع إذ يقول 0 
قال الدكتور: هذا الذي نشهده من تغيرات في ! طار النوع الواحدء لو تصورنا ترا 

عبر ملايين السنين» فسنحصل لا محالة على ايع ياه 


صفحة | غ7٠‏ 


تطالبوننا بإثبات مشاهدة لا نتوقع حصولها إلا بعد ملايين السنين ؟! فيقال لهم: هذ 
بالضبط هو سبب قولنا إن نظريتكم تلك ليست نظرية علمية أصلاء أ 0 
يصح اعتباره من جملة دعاوى العلم التجريي الإمبريقي ععمء5 له تعةمصد» وإنغا 
هي فرضية خيالية ميتافزيقية حضةء لا يوصل إلى إثباتها من 0-0 المشاهدة المباشرة 
أبدا! ليس بين أيديم | لا أماني وأوهام لا تصمد أمام القحيص لعقلي الصحيح, ولا 
تزن شيئا في سوق الأداة نما كثرت! 


فافهموا وجه الاعتراض ودعكم من المراوغة! فإن من شرط العلم التجريبي أن تكون 
فروضه التفسيرية قابلة - ولو مبدثئيا -- للإخضاع للفحص التجريبي» حتى يُتصور 
إمكان التحقق - بطريق عقلي صصح - من صحة العلاقة السببية المفترضة! فإذاكا 
الفرض التفسيري السببي لا يمكن الوقوف على نظيره في يوم من الأيام ولا يرجى 
ذلك وكان ل ا ل ل الدشرية 
البتقء ثا الفرق - إذن - بين ذلك الفرض الغيبي مطلق التغييبء وبين خرافات 
أهل الملل الباطلة في تلك الغيبيات؟ أي مزية إذن تكون 1 العام التجريبي 
»عصعك5 على أساطير الأولين يا دكتور ؟ ؟ إن كان مبداً الاستدلال عند هو أن 
مطلق التناسق المنطقي بين دعاوى النظرية وتأويلات المشاهدات فيهاء بما في ذلك 
وسائل التأريذ الأرولوجي 005طغء3/1 وصتنها يدل بجملته على وقوع التطور 
الدارويني دهن[ه»ظ: حيث تبدأ الأنواع بالأصل الأعقد وتنتبي عند الأإسط 
والأحطء فكيف وبأي شيء يرح ذلك على قول من أراد أن يستدل بنظير ذلك 
أن التارية الطبيعي في أصول الأنواع جرى على عكس ذلك بالكلية» أي على 
0 دي 52ن1[ه12©7 من النوع الأعقد (الإنسان) إلى ما هو دونه» وصولا إلى 
الخلية الأولى» أو على أنه كله قد ظهر بطفرات متتابعة عبر عدد قليل من الأجيال 


صفحة | 717 


فها لا يزيد على ألف سنة (مثلا)؟ إذا كانت الدعوى الغ لغيبية الحضة لا قيام بها عندة 
إلا ببناء التأويل فوق التأويل» فين في مومع ذلك ما ا منه الدليل» وبآي شيء 
يحصل الترجيح بين منظومة التأويلات الداروينية (البارادايم الدارويني) وما يناظرها 
ما يتصور وقوعه عند غير الدراونة؟؟ وهم فوق وهم وكذب فوق كذب وخيال 
خصب ليس في جموعه عندكم من العم إلا اسعه, فلا تجيبونا بأن الأمر يتطلب ملايين 
السنين حتى وض نوفا بجديدا ينها عن نوع قاكم فها يقال له دمت [ممعمىق2/ل 
مد الله في أععارنا وأععارم» فإن الأمر يظل رجا بالغيب وخرقا لشرط العلم التجريبي 
الذي لا يمتاز عند العقلاء عن أساطير الطبيعيين وغيرهم من أهل الملل الباطلة إلا 


به! 


بل نزيدك من الشعر بيتا يا دكتور فنقول: حتى لو قدرنا تنزلا أن وقع لنا أن عشنا 
نحن وأنت لمليون سنة, ثم ظهر أخيرا بين أيدينا نوع جديد فيه أعضاء جديدة 
ووظائف جديدة على غير مثال سابق» فلن يكون من المعقول أن يفسر ذلك بأنه 
إلى تراك الطفرات الدقيقة, لأنه إذن لا يكون تطويرا وتحسينا على نوع قائم وانما 
يكون إحداثا لنوع جديد بالكلية» والإحداث على غير مثال سابق شيءء والتطوير 
على مثال سابق شيء آخر بالكلية» ولا يشتبهان إلا على بماحك! وحتى على تقدير 
0 وقع 3 من التاويك ما به جعلتم نشأة ذلك النوع الجديد بوظائفه الجديدة ومحله 
الجديد من بدئة الأرضء متولدة عن ترام الطفرات الدقيقة في إطار النوع الأول الذ 
رأتموه يواد من نسله فلن يكون في ذلك ما يدل على أن هذا ما به خلق 5 
الأنواع على غير مثال سابق في ابتد أغ الأمرية لأ هيدا القياس الغيبي نفسه فاسدك| 
ببنا! أي حتى إن وقعت تلك المشاهدة (نشأة نوع جديد بالكلية تحت حسنا 
ومشاهدتنا المباشرة)» فلن يكون فيها ما يسوغ لك قياس النشأة الغيبية ميع الأنواع 


٠741 | صفحة‎ 


5" 
وكا النازة القاه عدا 7 والفرع! فالواقعة (أو الوقائع) الني قستوها 
كانت في ابتداء الأنواع لسكا اء نظاتما الكلى عتومطوه81 الذي لا نجد 
مستندا في عادتنا لتصور الطريقة 0 
اليومء وهذه الواقعة التي قستم عليها إنما هي حادث أو جملة حوادث وقعت في إطار 
ذلك النظام الحيوي القائم بالفعل» وهو فارق مؤثر قطعا في علة القياس» فافهموا هذ 
لمعنى إن كنتم تعقلون! لهذا : قلنا إننا لا ترتضي منكم قياسا | لا أن يكون استقرا 
ف" عام المشابية لمان اي شهدم اكوا بالل 5 
ملايين السنين (كما تزعمون أنه وقع عندنا) نشأة الأنواع الحية كلها والنظام الخيوي 
كله بعد أن لم يكن! فإن تحصل لكم ذلك, خينئذ وحينئذ فقطء نقبل منكم أن تقولوا 
إنه لابد أن تكون الأنواع في الأرض قد نشأ تكلها بنظير ذلك الذي شاهدناهء جريا 
على نظام سبي ثابتء قد حصل لنا إثباته بالاستقراء. 0 
إمبريقيا مقبولا مبدئيا لنشأة الأنواع الحبة وتنوعها على الأرض! ولكن أيكم بذلك 
زعي ؟ ؟ 
ولهذا لا يزال الدراونة يحلمون باكتشاف كوكب من الكواكب السيارة تكون على 
سطحه حياة أو آثار لحياة» أو حتى بعض مقدمات الحياة كالماء مثلاء حتّى يصلوا 
أخيرا لأن يقولوا: انظروا ما نشاهده الآن بأعيننا على سطح #وكب كذاء فهذا ما نزع 
أن الياة على الأرض كانت مثله قبل أن تترق وتتطور! والواقع الذي لا يرد القوم 
الاعتراف بهء هو أن مستنداتهم في الاستدلال من الوهاء والتبافت بما لا يسعهم 
معه حتى إن قدر لهم الوقوف على كوكب يشبه الأرض وعليه من صور الحياة نظير 
ما على الأرض أو قريب منهاء أن يقولوا إن هذا يسوعغ لنا اعتقاد أن الحياة على 


صفحة | 711 


الأرض قد نشأت بالتطور الدارويني! لأنه إذن لا يعدو أن يكون قياسا آخر لا 
مستند له يزيد ميثولوجياهم الدهرية انتفاخا بالتأويلات الوهمية التي تظل تفتقر كلها 
إلى ما يسوغها من حيث مبداً القياس نفسه! 


ثم يسوق الدكتور اعتراض "الخلقويين" الثالث فيقول: 


هل توقف التطور؟ يرى الخلقويون أن حدوث التطور البيولوجي يتطلب 
أن نر الكائدات يحول تحت أعيتنا نناء وبوسع أي فرد أن يدرك ألا يحدث. 
برد التطوريون على ذلك بأن الطلور الطبيعي يسير ببطء شديد بحيث لا 
يمكن رؤيته بالعين المجردة» ولكنه يرى في طبقات الحفريات. ويستشهدون 
العا ترف اما ويفا وتات ل 
رفوم نسل ككل الال بومنناك اليظة اانه عمسا ميات ارو لب 
والعدييات: ومكل اللرمائنات وخيسة الأسماك والزواحف. كذلك 
يرى بعض أنصار التطور الموجه أن عملية التطور أو توقفها منوط 
بإرادة الخالق وتدخله لدفع التطور أو 21 
قلت: قوله "يرد التطوريون على ذلك بأن التطور الطبيعي يسير ببطء شديد بحيث 
لا يمكن رؤيته بالعين المجردة» ولكنه يرى في طبقات الحفريات" قد تقدم الرد عليه 
ما لا مزيد عليه, إلا أن تقول: لستم ترون تطورا في طبقات الحفريات يا دكتور, 
انما ترون ما تتأولونه على أنه تطورء فكفام تلبيسا! قوله: "ويستشهدون أيضا بأننا 
رونا يج بن نندت وميك راج فل بيطت القن دشن كن الل 
ومنقار البط الاذين يجمعان صفات الزواحف والثدييات» ومثل البرمائيات التي تجمع 
صفات الأسماك والزواحف." قلت: مزيد من 00 والتأويل المتعسف! قوله: 
'كذلك يرى بعض أنصار التطور الموجه أن عملية التطور أو توقفها منوط 


صفحة | 145 


بإرادة الخالق وتدخله لدفع التطور أو إيقافه." قلت: يجيب قوله "بعض"! فهل أنت 
من هذا "البعض" أم لست منه؟ ؟ المسلمون لا يثبتون لشيء في العالمين وقوعا ولا 
حدوثا إلا تبعا لإرادة الباري سبحانه (وليس "لتدخله"!!), فا موقفك أنت؟؟ 
سبحان الله! ثم كيف لا ترى أن هذا الكلام الذي نسبته إلى "بعض أنصار 07 
الموجه". رجم بالغيب عريضء لم يتكلف أصعابه ولا حتى محاولة الدليل؟ ؟ ولو أنك 

أرذة أن تنه أو تتفية بالدليل+ فا نوع الدليل ومن أين تأت به؟؟ وتحت أي عم 


من العلوم يكون هم ذلك إن كان دكؤر؟ سان الله العظيم! 
ثم قال في الاعتراض الرابع: 


"يردد الخلقويون أن التطور لا يخرج عن كونه "نظرية" قابلة للإثبات أو للنفي»ء ومن 
ثم لا ينبغي الاهتام به! ولا شك أن هذا القول يحمل قدرا كيرا من اللبس. فالعامة 
ينظرون إلى أي نظرية باعتبارها نوعا من التخمين! وأن القول بها يعكس نقصا في 
الآدلة» بها ينظر العلماء إلى النظريات على أنها "تلخيص المسائل الخاصة بالقضية 
الأم وتدور حولها المسائل الفرعية", ولا علاقة للاصطلاح بالصحة أو الخطأء فهناك 
نظريات أصبحت بثابة الحقائق العلمية» كنظرية الجاذبية والنظرية النسبية اللتين لا 
بشك في صحتما أحد. هذا بالإضافة إلى ما ناقشناه في مقدمة الك اي 
علم البيولوجيا تختلف عن العلوم التجريبية والرياضية» وأنها تعمد على طرح النظريات 
وليس على سوق البراهين التجريبية والرياضية." اه. 


قلت: لا والله بل التلييس كل التلبيس هو في تصويرك أنت يا دكتور لنظرية داروين 
ولدعوى التطور من سلف المشتركء على أن لها في سوق الأدلة مستند أو أساس 
يرفى فوق منزلة "التخمين"! ثم إن خصومك الذين يقولون إن التطور "مجرد نظرية" 
جره 13 كورود لمن كمد قال واف فوع عل يسارك يران 


صفحة | 00 


العلمية.ومراتهاء .وما يرق منها لأن يكون مفيدا للمعرفة الظدية».وما لا يعدو أن 
0 ل 


في كتاب من الكتب أن نظرية داروين نظرية "تاريخية راشا 100 ار 
ممتكغهصماصدظ ئوء8 مغ ععمعمع صل ومع ذلك 3 اه ص إلى مصنفات 
فلاسفة العام والمناطقة المعاصرين ف مناقشة ذلك الصنف من الأدلة ومنطق 


الاستدلال التفسيري نفسه 2هء4010 وطريقة الاستبعاد مه صنصناظ التي 
يفترض 00 أنبا تطبقه تطبيقًا صحيحا! ولس أدل على سطحية تناول 
الدكتور لتلك لهمة التي هي مربط الفرس وأصل العطب في فلسفة 
الاستدلال الدارويني 0 (و همع وام سقنسمصة0]): من ذلك الموضع 
لذي أحال عليه الدكتور في مقدمة كتابه. في فلسفة علم البيولوجيا وطبيعة 
الاستدلال فيهء حيث قال (ص. :)5١-1١9‏ 


أولا: طبيعة العام الحديث: ذكرنا أن ما عاناه العلماء في العصور الوسططى 
من قبل الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا قد انعكس على تعريف العام 
والبرهان الرياضي» ويكون قابلا للتكرار معطيا نفس النتائج» كما يرفض 
أي تفسير غير مادي للظواهر. 0 المواصفات أصبح تفسير جميع 
الظواهر الطبيعية محسوما لصاح التفسيرا ت المادية ضد التفسيرات الدينية 
الغيبية. ثانيا: طبيعة عم البيولوجيا: تتراوح حية الآدلة التي يواجحمها 

في الجاع من أدلة تثبت أ ن المتهم مذنب بلا أدى شكء إلى أدلة واضحة 
مقنعة» إلى أدلة راجحة. وبالمثل يتزاوح 0 العلمي في حميته. فالعلوم 
الفيزيائية والكهيائية والرياضية تسعى دامًا إلى التوصل إلى الأداة القاطعة 


صفحة | ١ه‏ 


مقثلة في البرهان التجريبي والبرهان 0 أما البيولوجيا لخانب كير 
منها يحلق بالعلوم التاريخية! خاصة بعد أن ار 
نا العلم. لهذا يلجأ علاء البيولوجيا 0 فة لون نحا الكو 
والحياة إلى دليل يلجا إليه المؤرخونء هو برهان "الترجيح بين أ 
الشبيرات”" 5-90-0 أوء8 عط1' 16 ععمء2عام]1 وفيه تدرس 


كل الفرضيات سس ل 


الور ل امو كاد ماف نو الخارا لجسي 
درسنا مثلا قضية "اه الكو " » نجد أن الماديين 0 إلى فعل 
ل 000 لى الإله 37 فإذا ثبت الشأة 0 


محري 0 أن هذا الدليل ل 
الأدلة التجريدية والرياضية,. ولا شك أنه يترك مجالا لوحمات النظر 
الشخصية. من ثم أصبحت قضايا علم البيولوجيا والعلوم الي تدرس نشأة 

الطراغو ا لتكذة لقن ]تق :فنا لاون البريية وارزراطية. 
قلت: هذا الكلام واللّه لو قاله طالب في السنة الأولى في فلسفة العام والإمسهولوجيا 
في أي جامعة من | الجامعات ١‏ امحترمة في | 7 0 لرسب! قوله: "فالعلوم 
الزاية. الكهيائية 0 لى التوصل إلى الأدلة القاطعة متمثلة في 
0 عه القوم من القطع والاستدلال القطعيء إنا تطلق عند 
الفلاسفة المعاصرين ويراد بها معق اللفظة الاتكليزية 26001 وليس ععصعل8]10! 
والحال أنه لس عند فلاسفة العلوم شىء يقال له "البرهان التجريى" 2621 تنمآ 


٠75١ | صفحة‎ 


م20 أصلا: وانما يتكلمو ن عن الدليل التجر: بي ععصع لت لمعستمصطط! وذلك 
لآن التجريب المبجى 02هزءو0 عتأهصعئؤوترة لا 0 منه في العلوم 
المذورة إل برها" آموعط, وا وانما يوصل منه إما إلى تعضيد للاستقرا او تعر 
التفسيرية ععصمء1710 00 /حامتة مكمه 0 تضعيف لها 


00000 ممه 1015 مناه سمسدمنؤو1(] لا أكثر! 


0 لديل ل اه 
أن تكون دلالته عند التجريبيين بمنزلة دلالة ل وهذا ليس 
بشىءء لأنه لا تخلو مشاهدات التجارب من التأويل بصورة ما أو بأخرى بالضرورة 
حتى تصبح دليلا على ثبوت المطلوب! حتى عندما يجرب أحدهم أن يلقي بكرة إلى 
أعلى لينظر هل ستسقط الأرض تحت تأثير انكاذبية كا جرت يها العادة | أم لاء 
فهو يؤول مشاهدته - لا محالة - إذا رآها نسقط بأن ذلك را جع إلى قانون | الجاذبية. 
وبأنه دليل على اطراده واسقراره في الجريان في هذا الموضع من الأرض على الأقل 
تاكن كرفا ونا نما وعم دوك - ا 
انظ يصفه في اللغة إلا السقوط! هنا 0 0 ا 
الدكتور يرفعها فوق أنواع الأدلة الأخرى في كل مناسبة!)! ولكن ما دلتنا أعيننا 

على سقوط ملايين الكرات» فبدون تأويل استقرائى معين ع67ع لم1 
1 لن تكون ل: لتلك المشاهدات في مجردها أي نفع للباحث التجريبي» 
وأن يخرج منها بشيء يخدم مطلوبه من التجريب! ولهذا تكلم ' بيير دوهم" عا سماد 
بتلدس المشاهدة بالتأويل دتعصمع لآ دمعط1' في العلوم | لطبيعية والتجريبية على 


٠/07 | صفحة‎ 


نحو ضروري لا انفكاك منهء | تكلمنا عليه في غير موضع. وصحيح إن الاستقراء 
قد يكون مستفيضا لا يكاد ينخرم إلا في النادر جداء كما في مسألة سقوط الكرات 
إلى أسفله هذه. إلا أن دلالة كل مشاهدة جديدة بعينها على صحته إنما تثبت بالتأويل 
في كل مرة» لا بمجرد المشاهدة» وهذا واضم | ببنا. فلا يجوز أن يقال في الدليل 
التجريبي إنه "برهان" فيا يترجم في الاصطلاح الفلسني إلى اللفظة 22004! يمكن 
أن يقال إنه دليل حسي معدء8:14, أما البرهان 1دمء2 فلا! 


وكذلك استعال الطبيعيين والتجريبيين حتى الفيزيائيين 1 للمعادلات الرياضية» 
فليس في شيء من هذا ما ييلغ أن يقال له "برهان رياضي". ونا تستعمل المعادلات 
الفيزيائية في الاستنباط 5هءل126 و الاشتقاق «١‏ 0 لا في البرهان 
001! البرهان الرياضي إنا يكون في المسائل القبلية 0 كا في بعض 
مبرهنات المنطق الآولي 112606505 أو مبرهنات الهددسة التحليلية أو نحو ذلك. 
والبراهين القبلية عموما #همء2 4و2-ى هي تلك البراهين أو 9 لني إذا 

صحت مقدماتها وجب بالضرورة العقلية لعقلية أن تصح نتاتجهاء وليس في التجريبيات 
والطبيعيات ذلك النوع أصلاء لآ 500 والكهيائية لست قبلية -ه 

ه10 في موضوعها وإنما بعدية 21011ع4-2056. حيث تستعمل المعادلات 
الرياضية لنمذجة الواقع الخارجي والعبارة عنهء لا للعبارة عن حقائق بدهية تعرف 
صحنها بموجب المعرفة اللغوية بمعزل عن العادة والحسء كقولنا 3 دم 00 
نصف الاثنين يساوي ثلث الثلاثة) مثلا! والذين يزعمون أن المعادلات الرياضية 
ن يضعها الفيزيائي في نظرية مر ال م 

معينة دك لهعزوتقط2 وظهرت صعتبا في الربط بين متغيرات تلك العلاقة 
في إطار لين الو ندمب ا ره يحب أن تصح في 


٠755 | صفحة‎ 


كل مكان من العالم وتحت جميع الظروفء هؤلاء مبتلون بمسلات الملة الطبيعية 
كالاختزالية السببية والطرد الكوني المطلق للنظم السببية المحلية وغير ذلك! وما أكثر 
ما أثبت التجريب وهاء مزاعمهم العريضة المرة بعد المرة» كفساد نتاء معادلات نيوتن 
عند استعالها في وصف بعض ما تصفه معادلات أينشتاين من علاقات الجاذبية 
مثلا! والذين يزعمون أن مجرد اهتداء المنظر الفيزيائي إلى المعادلة وتلقي أقرانه إياها 
بالقبول هو دليل ضتها في نفسها ودليل على وجوب -خضوع العام لهاء هؤلاء مصابون 
بمذهب المثالية الرياضية دم15[هء14 2[1ء6ةدمعط:812: الذي هو صورة معاصرة 
من صور المثالية الأفلاطونية التي تجعل للمعادلات الرياضية وجودا خارجيا مستقلا 
في الأعيان» فكأما توجى تلك المعادلات من فضاء وههى توجد فيهء إلى الفيزيائي 
أشبعت ردا وابطالا في هذا الكتاب وغيرهء عندنا وعند غيرنا! وكذلك الذين يزعمون 
أن الهاذج الرياضية التي يضعونها لتوصيف الظواهر الفيزيائية تصح في نفسها بموجب 
5 تسم به من تمائل رياضى تأت تمتصتز5 أو تناسق مع النظريات الأخرى 
[عصع أو تقصه0 لمصععئارظ أو بلاغة ف العبارة الرياضية عءمعع»21 أو غير ذلك 
معهم إلا الأماني والأوهام! وغاية أحدهم أن يكون كالمصورين والنحاتين والشعراء ومن 
! 


كلب اانا ري االو براه ال قعل الس اعون رار لد 


صفحة | هده 


بتلاييب قلوب المفتونين من أمثال الدكتور هداه الله بل نفصل وندقق وتنزل كل 
دعوى في منزلها اللائق بها بلا إفراط ولا تفريط» والمد لله أولا وآخرا! 


ثم إن في كلام الدكتور خلطا واضحا بين ما عليه واقع تلك العلوم وما يرجوه لها 
المشتغلون بها من حال! 00 الفيزيائيون "يسعون دائًا" إلى التوصل للآداة 
القاطعة» فإلى أي شيء يسعى البيولوجيون وغيرهم من أصحاب العلوم إن لم يكن 
الوصول - كذلك - إلى الأداة القاطعة؟! ما يسعى إليه الباحثون في يجال من 
المجالات شيءء وما ينتبي إليه بحنهم واجتبادهم شيء آخرء والذي يعنينا في هذا المقام 
هو واقع الحال الذي عليه أنواع الآدلة التي انتبى القوم إلى استعالها تحقيقاء لا ما 
كانوا يطمحون إليه! 


1 لها لجا عماء ابوأوجيا والفلاسفة اهمون بنش لكون اليا إلى دليل 

لبه المؤرخون» هو برهان "الترجيح بين أنسب التفسيرات" 0 مم »مم1 
0 +865 ع1 وفيه تدرس كل الفرضيات المتاحة لتفسير قضية معينة 
ويتم ترجيح الفرضية التي تملك القدرة على تفسير أكثر عدد من الظواهر التي تطرح 
علهها تباءا." قلت: من جديد يخلط الدكتور بين البرهان (في الاصطلاح الفلسفي 
والمنطقي ) وبين الدليل» فالأول أخص من الثاني» ولا يقال في الترجيح أو في طريقة 
ا 0 
ا ا 
الااستدلال! وهو النوع الثالث من أنواع الااستدلال العقلي عند المناطقة المعاصرين 
من بعد تشارلز ساندرز بيرس في القرن التاسع عشر الميلادي» آلا وهي الاستنباط 
2 والاستقراء 12011102 والتفسير . ومن الواضم جدا 
أن الدكتور لا يدري إذ يسوق هذا المصطلح حقيقة مسماه! فقوله: "وفيه تدرس كل 


٠/57 | صفحة‎ 


الفرضيات المتاحة لتفسير قضية معينة» ويتم ترجيح الفرضية التي تملك القدرة على 
تفسير أكثر عدد من الظواهر التي تطرح عليها تباءا." هذا أول ما يورده على ذهن 
العاقل منا هو السؤال: من أين يق بالفرضيات التي وصفها الدكتور بقوله "المتاحة", 
وما حدود المتاح وغبر المتاح» وما معنى "القدرة على تفسير أكبر عدد من الظواهر" 
وما شرط الفرضية التفسيرية ا 7 
هذه الأسئلة التي أطرحماء أيها القارئ الكريمء لا أضعها تعجيزا لأتباع الدكتور, 
لست مي سسا | أول جواب متعجل في تلك القضايا المهجية التي 
أنهم لم يخطر ببالهم أن يبحثوها من قبل البتة! وإنما أدعوهم صدقا للتدبر 

وطول التأمل في هذه القضية ة المهمة لآن لباه ونا افر ادن البعطا روود 
الدراونة على اختلاف فرقهم وطوائفهم» يرجع على التحقيق - من حيث منهج 
الافتراض والتنظير نفسه - إلى تلك الفئة من الأسئلة الكلية! تلك الأسئلة التي 
أجبناها نحن على ما نزم أنه جواب أهل السنة» فقدمنا الدليل العقلي الجلي على 
كن نظرية التطور وما تفرع علبها من تطور موجه وتصميم ذَكي وغير ذلك من بضاعة 
الخلقويين الطبيعيين» من جماة العلوم الزائفة وعءدءك1005اء2 بجدارة واستحقاق» 
وإن أطبقت أكاديميات الأرض كلها على تدريسها ونشرها والتروج لها! لخرروا أنتم 
معاشر التطويريين من بني جادتنا موقفكم من هذه الأسئلة بوضوحء واعلموا أنه لا 
يغني عنك ولا يجزتكم في ذلك أن تفتحوا كتب فلاسفة العلم الدهريين أو اللاهوتيين 
الغربيين وتنقلوا عنها نقل الببغاوات» بعزو وبغير عزوء كما سلكه الد تور في عامة 
كتبه! 

يا دكتورء القدرة التفسيرية هذه إنما تنشاً عن الخبرة والعادة الاستقرائية عند صاحب 
الفرضية» لا عن الأوهام والأماني والأحلام! أي يجب أن يكون قد استقر في عادته 


صفحة | /اه/ا 


الظواهر كلها إِما تجقع إذا اجتمعت, على أثر نظير ذلك العامل المفسر الذي 
0 لمعينة التي بين يديه (الني هي موضوع التنظير 
التفسيري من جانبه)! فالباحث الأركولوجي - مثلا - عندما يعثر على قطعة أثرية 
يرى علبها نقوشا معينة ويجدها على هيئة معينة وفي منطفة معينة» فإنه يفسر وجودها 
على تلك الهيئة وتلك الأحوال بأنها تثقي إلى الفترة التاريخية كذا وكذاء أو إلى الأسرة 
الحاكة اللاية أو نحو ذلك! فعلى أي أساس وضع الفرضية التفسيرية وبأي شيء 
اعتضد حتى يقوي من ثبوتها لديه؟ على 0 من خبرته السابقة 0 النقوش 
والهيئات الصناعية 5اع119ى ١‏ الني | تفق أقرانه على انتائها إلى تلك الحقبة التاريخية: 
والى الحضارة القديمة المعينة التي هو معتن بدراستهاء فبناء على تلك الخلفية وحدهاء 
بنطلق ذلك 20000 إلى وضع فرضيته. ثم يستعين بخبراته الأخرى 
في تأويل كافة المشاهدات ذات الصاة لوحي الفرضية» بما 
يقوي نظريته ويعضدهاء حتى يظهر له - من واقع الخبرة الاستقرائية كذاك - ما 
يدعوه لتوهين تلك النظرية أو مراجعتها وتعديلها! 1 شك أن النظريات التفسيرية 
لمبنية على تلك الطريقة تتفاوت في قوتها وإفادتها الظن الراح. بحسب قوة ما تمتها 
من استقراء العادة والخبرة المتخذ ةكأساس لوضع الفرضية نفسها ولاستعالها في تأويل 
المشاهدات! فعندما يكون موضوع النظرية التفسيرية هو حادث له نظائر صريحة 
ممائلة مستفيضة في تجربة الناحتء كقال عدرفة السرقة الذي ضربناه في الباب الثاني 
من هذا الكتاب» فإن فرضياته التفسيرية تكون لها حالئذ في خبرته ا 
مستند استقرائي قوي» يغطي جميع تفسيراته وتأويلاته التفصيلية لما هو واقع تحت 
مشاهدته من الظاهرة المراد تفسيرها. فإذا قال - مثلا - إن الشباك ترك مفتوحا 
بالنظر إلى أن الجاني فعل كذا وكذاء فإنه يكون إديه أساس مستفيض من عادته 
0 جنائ بنظائر تلك الخالة بعينها! 


٠751 | صفحة‎ 


وأكن عندما يكون موضوع النظرية التفسيرية حادث تاريخي قديم» لم يشهده الباحث 
نفسهء ولا شهده أحد من معاصريه, خينئن نسور الفرضيات التفسيرية من وثائق 
وآثار قد تتنازع كل واحد منها احتالات شتى في تقرير صحة نسبته إلى صاحبه وصعة 
دلالته على ما فهمه منه الباحثون» على ما هو معلوم عند دارسي التاري من فقر 
الأسانيد وانقطاعها إجالا. وحينئذ تجد النظريات يعتريها قدر من التحكم في التأويل 
والترجيح » وهو ما عبر عنه الدكتور بعبارة عامية في قوله: "ولا شك أن هذا الدليل 
أقل قطعية ودلالة من الآدلة التجريبية والرياضية» ولا شك أنه يترك مجالا لوبحمات 
النظر الشخصية"! ومن الواضم أنناكلم| أغرقنا في الرجوع إلى الماضي» ازددنا فقرا في 
الأثر الموثق والتراث المتصل والخبر الموروث» وازداد مقدار ما في تأويلات المؤرخين 
ونظرياتهم من فروض تخمينية فقيرة في مستندها الاستقرائي » وتضاءلت احقالية أن 
ل ل ا 
أحوالهم في واقعنا المعاصر أو حتى في التارية القريب منه! ولهذا ذكرنا في آلة 

اليه | الكتاب أنه كلما كان الحادث المراد تفسيره أبعد في بحمة الماضي» 
كان افتراض اسسغرارية النظاميات السببية 21]065ة[ناعء1 0211531 سواء كانت 
إنسانية أو طبيعية» واطرادها كما نجدها الآنء وصولا إلى ذلك الحادث» افتراضا 
أضعف وأ وأوهن 8 الاحتال رفي مقابل احتالية تبدل تلك السان أو أو تغيرها كلها أو 
مار عع هن إن قدا رناب سا وسو نويف انيد رن لبور لا 
(كحوادث نشأة العالم نفسه وما فيه), خينئذ يصبح من غبر المعقول ولا المقبول أن 
يتكلف الباحث شيئا من الفياس أو أن بدعي لنفسه حظا من الخيرة والعادة بنظائر 
اكه اللواذت الوك بسي" بعلم الجاع هيا نطارية تير غدل فيا تلكا 
الطريقة الاستدلالية! 


٠759 | صفحة‎ 


هي المرتبة الصحيحة والطريقة المرضية التي يعمل بها المنطق التفسيري 
8 11117 طل أو ما يسميه الطبيعيون بالاس أحسن التفاسير 2181 
وهذه هي حدوده كما ينبغي أن تكون عليه عند 2 حق الفهم 
بره حو راعذ تعيرن عال يمن الأحول أل من الصيعون استطام 
ذلك المنطق في قضية خلق السماوات والأرض وخلق جب الأناع المية على | لأرض» 
ومحاولة الوقوف على حوادنها ووقائعها وتفصيلاتها مطلقة التغييب! نعم البيولوجيا 
التطورية /رع81019 “زتهده81[ه87 علم تاريخي من حيث النوع» ولكن إذا كا 
منطق الاستدلال عند أككعابه فاقدا للأساسن العقلي الصحيح, فبأي شيء نعده من 
جملة العلوم أصلا؟؟ بل لا يكون إلا ضربا من الخرف الميثولوجي الحض! ولهذا 
غندما يقول: الدكتور: "فإذا رسن مدلا :قفية "نشأة الكون "ين أن ن الماديين 
يرجعونها إلى فعل الطبيعة! ينها يرجعها 000 لى الإله الخالق. فإذا ثبت أن نشأة 
الكون كانت مصحوبة بأمور خارقة لقوانين الطبيعة» ترح عندنا أن 5 الإله هو 
الخالق ولس الطبيعة." فإننا نجيبه ونقول: أنت 5 تفهم أساس وحقيقة هذا المنطق 
الاستدلالي الذي اغتصبه داروين وأتباعه اغتصابا يا دكتورء بل تابعتهم عليه تقليدا 
بلا تحقيقء ولا حول ولا قوة إلا بالله! 
فأولاء أنت هذا الكلام تجعل خلق الله تعالى لهذا العالم "فرضية تفسيرية" 
كزوعط:هم117 :زدهغهصدامظ / وصدعنامءدط. وهذا باطل ببداهة العقل 
وضرورته! فإذا كانت الضرورة تمنع من استعال ذلك المسلك في تلك المسآلة» لأنها 
قنع من اعتبارها مسألة نظرية أصلاء فاذا يبقى بعد؟؟ ثم إن اتخاذ هاتين الفرضيتين 
المزعومتين في مسألة نشأة العالم لا ينبغي أن يكون له أساس عند صاحبه - حتى 
يتسقيم منهجياء بالنظر إلى ما حررناه وبيناه من حقفيقة هذه الطريقة وأسسها في 


صفحة | 7غ 


العقل السليم - إلا أن يقوم على عادة وخبرة لدى الباحث بمشاهدات مستفيضة لعوالم 
كعالمنا هذاء بعضها قد شهد بعينه أن اللّه خلقهء وبعضها شهد بعينه أ نه لم تخلقه إلا 
الطبيعة (!!)؛ «تص فون الوارد إذن» من حيث الاحقال» أن يكون عالمنا هذا قد 
خلقه اللهء كما يرد أن يكون قد خلقته الطبيعة» ويصبح الأمر مفتقرا إلى تنبع 
المشاهدات في هذا العالم التي تر أحد الفرضين على الآخر! ويكون أساس الترجيح 
هو مقارنة ما عليه أحوال هذا العالم بما تكون عليه العوالم التي خلقها اللّهء والعوالم التي 
خلقتبا الطبيعة! 
هذا هو المنطق التفسيري عتندهددء1 ع#"ناء طش من أراد أن يسلكه في تلك 
المسألة» وهو ممتنع تمام الامتناع كما ترون» فتأملوا يرحمكم اللّه! أما أن يقال "فإذا 
ثبت أن نشأة الكون كانت مصحوبة بأمور خارقة لقوانين الطبيعة» ترح عندنا أن 
يكون الإله هو الخالق وليس الطبيعة.". فليس هذا من المنطق التفسيري الصحيح 
في قليل ولا كثير! ثم إنه لا يُنصور أصلا أن يثبت من طريق الطبيعيين شيء خارق 
لقوانين الطبيعة أو لنظامية الطبيعة 7ع20© 81:د26]< يإججالء خرقا مطلقاء إذ لولا 
استعال الأقيسة الطبيعية (قياس ما في الغيب على ما في الشاهد) وطرد النظام 
الطبيعي ومبداً السبيية الطبيعية 02059802 516321 إجالا في جمة الماضي بلا 
عور لديا قال ان لق لقالا لاي ل ولا أن أخرى غبار فى 
عشرينات القرن الميلادي الماضي معادلات النسبية العامة على فرضية "زمكان" لم 
يزل ينتفخ ”2 فادعى ابتداءه "ببيضة عونية" أولى لم تزل تنتفخ, وجاء هابل 
بمشاهدات لاحمرار الأشعة | الوافدة من النجوم البعيدة؛ فتأولها هو ولهيتر على ما 
وهو ذلك الانتفاخ الذي وضع أينشتاين ثابتا كونيا في معادلاته لتعطيله؛ حتى يمنع أنموذجه 
الرياضي من أن يقتضي انتفاخ العالم أو انسحاقه تحت تأثير الجاذبية» ثم جاء بعد ذلك وأزاله من 
معادلاته» بنفس السهولة التي وضعه بهاء بعدما تلقى أقرانه خرافة النشأة التوسعية الليمترية 


بالقبول» واصفا إياه في مقولة شهيرة بأنه كان أعظم أخطائه ,ع0مب!ا8 +وع+623/و! 
صفحة |[ الا 


يوافق تلك النظرية» ما ظهر ما يدعو الطبيعيين للقول بأن الكون كا تعرفه إما بدأ 
بشيء ما قد انتفخ أو انفجر أو توسع .. |! فالطبيعة وأسبابها المطردة (نوعا) بلا 
حد ولا بداية, هي عندهم ستنيت :نا استمونة ا لنشاة ونع 01 بعتتضى المنيج 
والطريق الذي منه قالوا بتلك النشأة ابتداء! 


ولهذا لم تكن تاك النشأة نفسها على دينهم إلا تحولا أو تغيرا - على أسباب طبيعية 
محضة - لادة ما أو طاقة ما أو شىء ما (مما لا يثبتونه إلا قياسا) كان هو كل ما في 


الوجودء إلى تلك الخال التي مدت لصيرورة العالم إلى ما نراه عليه اليوم! أي أنه 
عالما ماديا (طبيعيا) 1870214 1دءزوترطط على هيئة ما وصفة ماء ثم تحولت مادته 
الطبيعية (أيا ماكانت) إلى هذا العالم الذي نعرفهء بطريق طبيعي (نوعا). فنشاً ما 
فه الآن باسم الكون 10256م(]! فهم وإن كانوا الآن يثبتون نشأة الكون 
كن #انطت]ء فهم لا يزالون - مع ذلك - قائلين بقدم العالم ضرورة» الذي هو محل 
تلك المادة الي تحولت (بالانفجار والتمدد المزعوم) في إطار زماني افتراضي متقدم على 
الزمان الأينشتايني (الذي يسمونه بالكلاسيكي)» مع القوانين التي أحدثت ذلك 
التحول وتسببت فيه (أيا ما كانت) إلى "الكون" كا نعرفه! ٠١4‏ أي أن حادث 


وقد ذهب بعضهم إلى أنه لا يصح في العقل إثبات أي موجود ولا أي حادث ولا أي سبب لا 
طبيعي ولا غيره قبل الانفجار المزعوم» وهؤلاء لا يثبتون الانفجار بداية - أصلا - على المعنى 
الشائع» وإنما يرون (كآلان غوث مثلا) أن الانتفاخ 154138100 هو منتهى ما يمكن للفيزياء 
المعاصرة أن تتكلم عنه فيما يتعلق بالزمان الماضيء ولا معنى أصلا للكلام عن شيء "قبله" أو 
عن "بداية" له هو نفسه؛ ونفي بداية الزمان (كمعنى لغوي وميتافزيقي) يقتضي القدم ولا شك؛ 
اواك السوان عن عيب النشاء رالا 9 معتى لد! تالتين ب عفرت أن العالم لبس 1ه لحكلة ابتداءء 
وإن لم يشعروا! رمك أن يعتقدوا أن الزمكان الاينشتايني كان ولم يزل على ما هو عليه من 
الأزل ولم يكن له بداية! ذلك أنك إن قدرت زمكانا لا حافة له» فمهما رجعت إلى الماضي فسيكون 

من المتصور أن تثبت دثا قبل أقدم حادث تنتهي إليه» من غير أن تخرج عن إطار الزمكان 
الكلاسيكي نفسه. بالنظر إلى أنه ليس ثمة بداية يبدأ منهاء وهو ما يقتضي قدمه ولا شك» بصورة 
ما أو بأخرى! فإما أن تثبت تثبت بداية في الزمان لهذا العالم بنظامه وقوانينه وجسيماته الكوانطية وكل 


شيء فيه» بحيث تثبت في الزمان حوادث وقعت قبله.» وموجودات متقدمة عليه زمانياء وإما أن 
صفحة | 777 


النشأة هذا كله فرع اولاق آخره لننن عندهم إلا حادثا طبيعيا غخصمع 1263221 
جرى على الوا قم الطبيعي 7طتلدعظ] لمعنوتوط2 / لمعتطدل! فغيره تغييرا جذرياء 
رون أنههم قد قطعوا في تصوره شوطا بكوزمولوجياهم المعاصرة» وبقي مال المزيد! 
هذا 0 بقتضيه مجرد 0 بالانفجا 00 (كحادث نشأة و 0 إليه 
0 يصر 0 ومن كله على أن يصوروا ١‏ المسلة. في 0 1 
دهرية! 


والقصد أنه لا غيب البتة في بناء تلك النظريات ولا محل لسبب فوق طبيعي أو 

ماورائي أو غيبي أو نحو ذلك على الإطلاق» وأن مسالة ابتداء قوانين الطبيعة هذه 
(وليس خرقها كا وصفه الدكتور!) ليست أمرا فائقا لمبدأ السببية الطبيعية نفسه 
ه0115 121ة[: وانما هي عندهم تلك الحوادث الطبيعية نوعاء التي ابتدأت 
بسببها بعض القوانين (أو للدقة الطبائع 5دطهل<, كطبيعة الزمكان المزعوم الي هي 
تفسير أينشتاين للجاذبية) بعد أن لم تكن موجودة في الكونء بما يلزم - على 
يدي اديه لكر سير ها لصورة ا را حرو ولحل السار اير 
فائقة لتلك القوانين ومتقدمة عليهاء وجارية على قوانين أخرى أكثر جذرية وأساسية 
دسحمآ لدامعستفقصظ عروك/3 في "العام" أو في "الواقع الطبيعي" لمءزهتردام 


اذلهع1ء عض قوانين الكوانطم وما يتعلق بها! 


تقول بقدمه وأزليته» وبأنه لا تخرج الحوادث عنه أصلاء من الأزل وإلى الأبد! هما خياران في 
العقل لا ثالث لهما! 


٠7717 | صفحة‎ 


هذا هو مقتضى إعال 0 العلمي التجربي 2/1004 ع5ادءكء5 على تلك 
عي بن الطبيعي)» سام العصر أن يفهموه إلى 
الآن» والله المستعان! يسيم الإطلاق إذا ما رآثم يتأملون في 
حفيقة ذلك 0 الذي انتفخ وفي ما كان 0 6 في تحوله إلى الانتفاخ 
والقدد» يأتون في ذلك كما في غيره بالتفسيرات الطبيعية والأسباب الطبيعية التي لا 
نظير ممائل لها في شيء من عادتنا بع بحيب (كالجاذبية 
مثلا) بداية في الماضي» إلا بمقتضى اعتقادهم في سنة طبيعية أزلية» هي أكثر أسا 

لمأمعدمملصنظ في تارية الكون من قانون الجاذبية وغيره من القوانين المعروفة 
حالياء لأنها هي الاح ا ل ا 0 
تبين له كيف أنهم ما فارقوا القول بقدم الطبيعة والنظام السببي الطبيعي (إجالا) على 


كدعوى الانتفاخ الأول مثلا 15613410» التي لا أساس لها إلا التجويز الرياضي الوهميء» 
ودعوى نشأة أنواع المواد كلها من غاز الهيدروجين» ونشأة الهيدروجين نفسه من تفاعل نووي 
أولي مه1عءدء86 +دعاءدلا |دأل,:وممامه.. إلخ» التي هي قياس على تغيرات البنية الجزيئية 
لكثير من المواد تحت تحت تأثير التفاعلات النووية» وهكذا! فإذا كان موضوع التنظير نفسه موضوع 
غيبي لا نظير له في تجربتناء إذ لم نشهد عالما كعالمنا يخلق من قبل» فمن المتوقع ومن غير 
المستغرب أن تكون آحاد خرافات القوم وتخرصاتهم في ذلك الباب كلها لا نظير مماثل لها في 
تجو يلكا وتإننا' بهو فيان تمل مستكز و نتعتنة اتلك الخنونية المحضية :علد أخؤال وضلاقات 
وتغيرات مشاهدة في تجربتنا وعادتناء يزعمون تحكما ودفعا بالصدرء أن تلك الحوادث الغيبية 
لابد وأنها كانت منها أو مثلها بصورة ما أو بأخرىء مع تفاوت المقياس ه1قع5 لا أكثر! فإذا كان 
ذلك هو المبدأء فلا معنى للقول "بانخراق القوانين" في تلك الفئة من الحوادث في نظريات 0 
مهما أغربوا فيها بالخرف والقياس الخيالي الوهمي! إذا كان مبدأ التنظير قائما على إهدار غيبية 

ما وراء "الكون" وما كان قبل "الكون" من حوادث وتسويته بما هو جار في "الكون" المشاهد ه من 
أنواع الحوادث نوعاء فمن أي مدخل يأتي القول بانخرام القوانين في بداية الكون أو انخراقها عند 
الكوزمولوجيين؟؟ كل ما يؤتى به من فرضيات تفسيرية من طريقهم هو فرض "طبيعي" 
بالضرورة» قانوني بالضروريء ولا يصح أن يقال في نفس الأمر بفرض غيبي |013ا 1/03 ©0/ا5 
دأوع طخوم/ال اتل همدو اع / نا / (على معنى الغيبية التي ننسبها نحن 
المسلمين لرب العالمين جل شأنه)! فإما أن تثبت غيبا وتجعل حوداث النشأة منه: وإذن فلا تقبل 
كوزهمولوجيا الانفجار ولا وها من كل مواوفدات الطبيعيين كيفما كانت؛ وإما أن ترد الغيب 
بالكلية وتنفيه بالكلية» وإذن فلا معنى ولا متسع للقول بإمكان "ثبوت" خوارم غيبية للقانون الطبيعي 
ترجحها المشاهدات على طريقة الطبيعيين في التنظير فى تلك البابة! ف ع اليد بعلن العديدة 
يا دكتورء فتأملها بروية يرحمك الله! ْ 1ش ش 

صفحة | 7114 


الحقيقة قيد أنملة» وان كانوا قد زعموا أخيرا لحالة الكون هذه التي نعرفها بد 
الماضي ! 
فإذا كان مبداً النظر أ أله هبي ! البتة» ولا شيء يخرق الطبيعة أو يتجاوزها ولا 
سبب إلا السبب الطبيعي» وغاية ما هنالك أن تكون قد بقيت ثم مواضع في ابتداء 
تاريخ الكون ا تتفتق أذهانهم بعد عن إحداث خرافات جديدة وأقسسة جديدة تغطيها 
0 سواهاء بحيث تكون لائقة ومتناسقة مع جملة ما 
يدهم من أقبسة وأوهام أخرى قد سبق اعقادها في تلك البابة من قبلء إذا 
0 هذا هو 3 والأساس الذي قامت عليه كافة نظريات الكوزمولوجياء فن 
العبث والسخافة ادعاء ثبوت "أمور خارقة للطبيعة" من ذلك الطريق» وهم إذن أن 
يتبموك - يا دكتور - بمسألة "إله الفجوات" 5مهع عطغ 04 600.: ما دمت حريصا 
على استعال منبجهم الدهري في حشو لخوات ميثولوجياهم الطبيعية بأمور نما قام 
البح نفسه على نفيها بالكلية» فتأمل! هم يتبمونك "اله الفجوات" ونحن نتيمك 
"بطبعنة الغيبيات وتعطيل الصفات". فبئس المنقلب هذاء واللّه المستعان! 


والعام بدين رب العالمين من ل من الو ير فرضية 0 ترام الموازنة بينها 
وبين فرضية "الخلق الطبيعى" باستعال الاستدلال التفسيري 1818]! لا الطبيعيون 

لا المسلمون يقبلون منه جعاه الخلق الإلهي نظرية تفسيرية يمكن الترجيح ينها وبين 
غيرها من النظريات باستعال آلة العام التجريى 1/6500 1 1أمعك5! هذه طريقة 
اللاهوتيين الطبيعيين 1260101565 7136331 من أهل الكتاب! وما كنا لنسكت 
عنك يا دكتور ونحن نراك تسعى في تأسيسها منهجيا كدعة جديدة عند أمثالك من 
عحمية هذا العصرء واللّه المستعان! 


٠/704 | صفحة‎ 


ولنا هنا أن نتساءل» هل يدرك الدكتور أن نظرية الانفجار العظيم تقوم على نفس 
التطبيق الطبيعي للمنطق التفسيري (التاريبخي) 181 الذي به توصل داروين إلى 
نظريتهء أم لا يدرك ذلك؟ لو أدرك ذلكء ما أطلق التفريق بين علم الأحياء التطوري 
وبين "الفيزياء" (يهذا الإجال الذي يشغل عند عامة الطبيعيين على الكوزمولوجيا 
والكوزموجني "00553082 المعنية بالتنظير في نشأة الكون)» بهذا التسطيح 
والاختزال الفاحش الذي رأيناه في كلامهء ولما قال عن نظرية الانفجار في كتابه "ثم 
صار المخ عقلا" (ص. ©7307): وتعتبر نظرية الانفجار الكوني الأعظم أصوب وأدق 
النظريات التي تفسر نشأة الكون» وقد قامت على صحتها الآداة التي لا تدحض"! 
اه. فإن عدم إمكان الدحض يعني الانصرام وعدم قابلية المعارضء» وهذا غير وارد 
على المنطق الاستقرائي الصريم في المحسوسات المباشرة» فكيف بالمنطق التفسيري 
للمحسوسات المباشرةء دع عنك استعال المنطق التفسيري في غيبيات محضة؟؟ 
سبحان اللّه! 


لسنا فستغرب من الدكتور إفراطه في تقرير صحة نظرية الانفجار على أي حال» 
لأنها كما ببنا هي الأساس الذي يؤسس عليه اعتقاده بوجود الباري من الابتداء! وما 
كانت تلك منزلته عند الإنسان فلابد أن يكون إثباته لها إثبانا منصرما لا يرد عليه 
المعارض» ولا أصبح دينه كله قامًا على قول محقملء وهذه حال لا ينبني معها يقين 
ا برجوه الدكتور لنفسه ولأتباعه وكا كان و يزل يرجوه كل متكلم» يتوثم أن 
الكلام سيوصله إليه! 


فهل النظريات القائُة على تلك الطريقة, أدلتها "لا تدحض" كا وصفت به نظرية 
الانفجارء أم أنها "أقل قطعية ودلالة من الآدلة التجريبية والرياضية» ولا شك أنه 
يترك مجالا لوحمات النظر الشخصية". كما وصفت به أدلة التطور؟ ؟ هذه التناقضات 


صفحة | 7/77 


النبجية والكلية كتب م 0 0 
الماح جو ل وه 


ثم قال الدكتور في الاعتراض الخامس (ص. :)١11١‏ "يفسر أصحاب مذهب الخلق 
الخاص التشابه الموجود بين الكائنات الختلفة بأن الخالق عز وجل قد استخدم نفس 
الفط في الخاق. وعندما تجمعت الأدلة على وجود الأصل المشترك وحدوث التطور 
أجَابوا بأن. "مشئة الله أرادت: ١١‏ وجوهةتهذا التشاية وهذا التداائخل ليخقن إعاننا"”'. 
لا شك أننا لو عوّلنا في تفسير الظواهر العلمية على مشيئة الله لانتبى العام » كل 
علمء ولفسرنا مثلا حدوث الأمراض المختلفة بأنها مشيئة اللهء ولتوقف الطب عند 
متتعواة قبل مريعاة "أو افا "الى تلخدو فير" قاين الخلوفالقه ينذا 
لتفسير المذكور (استخد ستخدام نفس الغط في الخلق) فهو جاهل لا عبرة بكلامه. بل إنه 
0 الأفعال عند التدبرء لأنه إذن يقيس السبب في تشابه مخلوقات 
الله تعالى» على السبب في تشابه مصنوعات الإنسان» من حيث كون "فط الصناعة" 
واحدا عند الصانع! وأنا لا أدري من على وجه التحديد الذي قال بهذا "التفسير". 
لكنه على أي حال تفسير باطل مردود على صاحبه! وأظهر دليل على بطلاته» أثنا 
نعلم من السمع أن الله تعالى خلق الإنسان في السماء على نحو يختلف اختلافا عظيما 
عن النحو الذي خلق به أنواع القردة على الأرضء ومع ذلك نجد قدرا من التشابه 
غير قليل بين الإفسان والقرد! 


"٠"‏ ولا يقال "مشيئة الله أرادت" ولا حكمته قضت ولا شيء من صفاته فعل كذا أو كذاء وإنما يقال 
إن الله هو الذي أراد في مشيئته كذا وكذا. الصفات لا تريد وإنما الموصوف هو الذي يريدء فلينتبه 
لهذا. 


٠/71 | صفحة‎ 


فالصواب أن يقال إن تشابه المخلوقات يرجع (سببيا) إلى تشابه الوظائف العضوية 
في إطار بدئات متشابهة وتحت نظم كونية متشابهة تخضع لها تلك المخلوقات» وإلى ما 
لا يعلمه إلا الباري سبحانه من الحكم والغايات التي من أجلها خلقت حيث خلقت» 
ولس إلى "استخدام نفس الفط في الخلق"! وهذا أمر ظاهر باستقراء العادة! 
مخلوقان (ق) و(ك) خلقا في عالم واحدء تحت نظم سببية كونية متشابهة» وفي بيثتين 
متشابمتين» وكان من تام الحكمة والتدبير والعناية في خلق (ق) أن يكون في جسده 
نظام سببي عضوي معين (س) يقوم بوظيفة ما (أ)؛ وكان كذلك من تام الحكمة 
والتدبير في خلق (ك) أن يكون في جسده نظام عضوي (ص) يقوم - أيضا - 
بالوظيفة () نفسها! فكيف يتوقع العاقل إلا أن يجد بنية (س) وهيثته وتركيبه مشابها 
ومقاربا لبنية (ص) وهيئته وتركبه ولو إجالاء سواء في الهيئة الظاهرية 
ترعهأمطمه31 أو في الترمّب التشريجي الداخلي #زتده :هص أو في الكود الجيني 
عل عتاعصعء© أو في غير ذلك مما يمتاز به النظام الوظيفي الحيوي المعين 
صدعوتر5 لهعنعه8101 عن غيره من النظم الوظيفية ؟؟ 3 الوظيفة العضوية 
والظروف البيثية» يقتضي - بالاستقراء - تشابه الخلقة العضوية أو تقاربها بصورة ما 
أو بأخرىء وهذا أمر بدي! كل المخلوقات التي تبصرء لديها عيون» بصورة ما أو 
بأخرى! لماذا؟ لآن الحكمة والتدبير الإلهي يقتضيان أن يكون أحسن ما تحصل به 
وظيفة الإبصار في المحلوق هو ما يسمى بالعين» في كل نوع بحسبه! 
ااي لحية يرجع إلى حك وغايات إلهية تجاوز مسالة 
الشقناية | الوظيفي البيولوجي هذه إلى أمور غائية لهءذع10مء1ء1' لا بحيط بعلمها إلا 
الباربي جل شأنه. فلو شاء الله تعالى أن يخاق مخلوقا (ق) يقوم فيه العضو (س) 
بالوظيفة (أ)» وشاء كذلك أن يخلق مخلوقا آخر (ك) يقوم فيه العضو (ص) بنفس 


صفحة | 7/78 


الوظيفة (أ) بحذافيرهاء واقتضت حكمته وغاياته الإلهية أن يجعل (ص) يجري على 
نظام وسئن عونبة منفصلة عن (س) مام الاتفصالء» مع كنا يقومان جميعا بنفس 
الوظيفة (أ): فلا يظهر لنا أي تشابه في الهيئة أو البنية أو الترجّب على الإطلاق 
بين (ق) و(ك) في هذا العضوء لما أعياه ذلك سبحانه! واذن لما وجدنا طريقا للنشييه 
أو القانى اللننة! لو فتاه تحاف أن تلعفل القركة مل كاذك أزاغها تمل :صون 
بعيدة غاية البعد عن صورة بني آدم» مع كونها تعيش على نفس النحو الذي تعيش 
عليه القردة ىا نعرفها وفي نفس الببئات وتحت نفس الظروف والقوانين» لجعلها 
كذلكء واذن لكانت أسطورة داروين في التارية الطبيعي على خلاف ما هي عليه! 
بل لو قدرنا أن اقتضت مشيئته سبحانه أن يخلق ملايين ن الأنواع الحية على | لأرض» 
فلا يجعل فها بين أي نوعين منها أي شبه في الهيئة والصورة» مع كرنها جميعا تتركب 
من أجزاء تقوم بنفس الوظائف» ان جنا 


والقصد أنه سواء كان (ق) مخلوقا هو و(ك) 0 0 الشامل (إن قدرنا 
عحروا وزلة عل اقل كاري انل با سسكا ركنا عارون الع 
كلا منها في زوج مستقلء فليس في مجرد تشابه ا 
الأصل الواحدء ولا للخلق المستقل! أي أننا لو فرضنا تنزلا أن كان من الطرق التي 
خاق الله بها بعض 00 الجديدة أن 000 في احلوق حال تصويره 

في رح أنثى من نوع آخرء مغيرا في تال ووظتئ يرا عا [كضافة أعت 
جديدة ونظم جديدة وإزا لأة أخرى)» فإن مجرد مشابهة بعض أعضاء النوع | الجديد لا 
بناظرها في النوع القديم الذي يفترض أنه كان سلفا لهء هذه ليست دليلا في نفسها 
على كن النوع الجديد قد خلق على هذا النحو (بالتعديل على نوع قديم)! فإذاكا 
كلا النوعين يحتاجان إلى الإبصارء ثن المتوقع أن يكون في كل منه| عين تليق به 


صفحة | 7/79 


فلا يكون مجرد الاشتراك في وجود العين» دليلا على أن أحدههم| قد خاق بالتعديل 
على الآخر! ومع ذلك يتخذ داروين وأتباعه من هذا التشابه دليلا على نفي التليولوجيا 
هاهءاء 1 بالكلية كتفسير غيبي للتباين والتنوع الواسع المشاهد في الحشوة الحية» 
إذ يُرجعون ذلك التشابه إلى التطور بالطفرات العشوائية من أصل مشتركء لا إلى 
تلك الحقيقة البدهية التي 2 نا (التشابه التليولوجي ا لمعنو ه1مع1ء1” 
انستدهء2 /)! فإذا فسّر التشابه بالآصل المشتركء أ صبح التشابه نفسه دليلا 


عل الأصيل المقيرك ا وهذ دور منطقي ومغالطة ١‏ 0 


٠١ 


الكلام عليه في غير موضع من هذا الكتاب وغيره! 


فإذا عُلم هذاء تبين كيف أن الدراونة يخادعون أنفسهم تام الخادعة, لا أن الله هو 
الذي يخدعهم كا يتبجح كثير منهم فيقول: "إن صم أن كانت الأنواع اليك مخلوقة 
خلقا مستقلاء فلاذا يخدعنا الخالق بأن يجعل الأداة كلها (وعندنا منها مئات الآلاف 
بلا مبالغة) تدل على خلاف ذلك ؟"! نحن نقول إن الخلوقات تبدو مخلوقة لآمها فعلا 


٠٠"‏ قال الدكتور عمرو في كتابه الأخير "المعلوماتية برهان الريوبية الأكبر" (ص. :)١7‏ "وعلى 
مستوى علوم الحياة» يؤدي هذا الموقف الأيديولوجي (يعني موقف الماديين نفاة الغيب) إلى 
الجزم بأن النظرية الداروينية (التطور البيولوجي العشوائي) صوابء ذلك أن العلم لا يقبل أي 
تفسير غيي. أي أن ما يتطلبه تعقيد ظاهرة الحياة من ذكاء وتنظيم هو نتاج عمليات فيزيائية. 
إنها مقدمة ينطلقون منهاء وهي في نفس الوقت ما يريدون أن يثبتوه!! (استدلال دائري). 
والمدهش أن الماديين لا يدركون أنهم واقعون في هذه المغالطة." قلت: كدت أن أضحك واللّه 
وأنا أقرأ هذا الكلام! تأمل من الذي جاء يحدثنا عن الاستدلال الدائري! يا دكتورء إذا كان من 
"المدهش" كون الماديين لا يدركون أنهم واقعون في هذه المغالطة» فالأشد إدهاشا هو كونك 
أنت أيضا لا تدرك أنك غارق فيهاء على الرغم مما هو ظاهر من تنبهك إلى وقوعها عند من 
وافقتهم في منهجهم الذي أوقعهم فيها! المدهش حقا أنك لا تراها - يا دكتور - تصرخ في وجهك 
في كل مرة تستدل على صحة دعوى التطور من أصل مشتركء بتأويلات للمشاهدات إنما تقوم 
قياما كاملا عند أصحابها على دعوى التطور من أصل مشترك!! الرجل تعميه الأهواء كما أعمت 
غيره ممن تشبع بكلامهم من الفلاسفة الغربيين» عن إدراك تلبسه بنفس ما أنكره على من سماهم 
بالماديين» واللّه المستعان! 

صفحة | ./الا 


غخارقة! وقهى تاي زجلا لتساك الغارا ف القن مو أجلوا: خلشيك ها علدنا هنا 
وما لم نعام» ولعلل وحك لا يحيط بعلمها إلا صاحب الخلق والآمر سبحانه! وهذا 
القدر بده ظاهر لا يماري فيه إلا جاحد أو مكابر! أما أن يتخذ من ذلك التشابه 
دليلا لإثبات أصل واحد لميع الأنواع الحية» ولإثبات صحة آلية داروين في خل قكل 
ل 0 
وراثية نشاهد حدونها في إطار النوع الواحد. حتى يقال بكل نطاعة إن الخلوقات 
"تبدو وكأنها قد تطورت كلها من أصل واحد منحط", فهذ 0 
مبدتئه العقللي» وأصحابه هم الذين خدعوا أن نفسهمء فكذبوا كذبة لا تبالغ إن قلنا 
أعظم الكذبات التي عرفها التارية البشري على الإطلاق» ومن لص 
وتشعيباء ثم صدقوها أتم التصديق» ثم رجعوا ليقولوا في وقاحة بالغة: "كيف يخدعنا 
اللّه بأن يجعل العالم يبدو وكأن اعتقادنا هذا حق وصدق وخلافه باطل؟"! هذا يا 
سفهاء اسعه الاستدراج! يزين للمبطل سوء عمله فيراه حسناء فيغرقه الله في مزيد 
نه الوذ والعااك» رحدل عل افلبهد واصر ختارة لقبنة اتطفرة عل ماااأيط ل 
من الجحود والاستكبار! حتى إذا استحكمت عليه أهواؤه وأحاط به شركه 
ركه وكذيه إساطة | د ولؤواة لإغاقااق بارا وهو بور اميا 
- ولو عمر أبد الدهر - إلا على تلك ال: 00 يزداد فبها إلا إغراقاء ثم 
جاءه أجله ار أخذه الله أخذ عزيز مقتدرء وأنزله في جحمم المنزلة اللائقة به 
وقد استحقها أتم الااستحقاق» وله اعد أولا وأخرا! 


ولهذا تقول إن من حكمة الله تعالى في ذلك التشابه بين المخلوقات أن يبتلي أهل 
الأهواء 0 من فلاسفة الدهرية الطبيعيين ومن شاكلهم» كداروين نفسهء حتى 
يتبي به إجرا مه إلى ادعاء أنه نه والقردة أبناء عمومة! نعم تقول إن من حك الل كيان 


صفحة | ١لالا‏ 


في خلق القردة وأنواعهاء أن يبتلى سنهاء الدهرية بما ابتلاهم به سبحانه ويستدرجهم 
إلى ما استدرجهم إليه من خزي لم يعرف تارية البشر خزيا مثله! وليس الله ظالمهم 
هذاء سبحانه وتعالى علوا كيراء وانما بدؤوا هم بالزيغ أولا فازاغ لله قلوهم » 
واستدرجهم إلى المزيد من ذلك جزاء وفاقاء كما في قوله جل شأنه ((فَلَمّا رَاعْوا راغ 
الله قُْويممْ وَالنَُ لا يدِي الْقَْمَ الْمَاسِقِينَ)) الآية [الصف : 5] وقوله ((وَلَا تَكُونُوا 
كََينَ نَسُوا الله فَأَنسَاه أَشْسَهةِ أولَيِكَ م الْمَاسِقُونَ)) [الحشر : ]١3‏ وقوله ((ثَمَا 
0 الْمُافِقِينَ فتن وَا اله أَرَكّسَهُم يما كسَبُوأ أ أتُرِيدُونَ أن عَبْدُوأْ م مَنْ أَصَلَّ ال لله وَمَن 
ُضْلِلٍ الله فلن تَحِدَ لهُ سَبيلاً)) [النساء : 68] وقوله ((الَذِينَ كَثْرُوا وَصَدُوا عَن 
0 اللَّهِ أَصَلَ - [حمد : ]١‏ إلى غير ذلك. 


ميد ل دعم 
ولتوقف الطب عند مستواه قبل مرحلة "أو قراط" قلت مسبعان الله! حتى 
عندما يريد الرجل أن يحرر معنى صحيحاء يخزيه ربه فيخرج الكلام وكأنه أبطل 
الباطل! هذا من شوم البدعة ومن الكبر الذي تتشبع به قلوب أمّة البدع» فسأل 
الله السلامة! هو يريد أن يقول إننا لو اكتفينا بالقول بأن الأمراض سببها إرادة الله 
قبلنا ذلك المسلك في غير ذلك من مجالات البحث في الطبائعيات فلن نكتسب من 
ولكن تأمل كيف حرره بعبارة يفهم منها نكارة "التفسير بالمشيئة الإلهية" بإطلاق» 
وكآن مجرد القول بذلك "التفسير" يوقف العلوم ويعطل المعارف ويضيع المنافع» ولا 


صفحة | ١لالا‏ 


وقال الدكتوق في ص. 5١‏ من نفس الكتاب» تحت عنوان "موقف الخلقويين 
وأكلمه و01 07 م - 0 يقولون د 0 أي 
لقو بتطور | 00 1 إلى 7 وتفسك الخلقويون بلمعنى الحرفي لآبات 
الخلق التي جاءت في القرآن الكريم وفي سفر التكوين وفي التوراة» ويرفضون تأويلها 
في ضوء ما يثبته العام الحديثء إذ يخشون أن يؤدي طرح المفاهيم التطورية إلى 
إخراج الإله من الساحة. ولا يدرك هؤلاء» ورما يدركون» أنهم 5 يعارضون علوم 
الفيزياء والكهياء والفلك والجيولوجيا والبيولوجياء ولا يدركون أن ذلك يحطم الإيمان 
الما ا 0 ين إلى يقين 
3 اه. 

أولا امل كنت تسيو الدكتور دون تعالفيه من القائلينم هاا فيه الاق 
0 يجمعهم جميعا في سلة "الخلقويين" على طريقة الدراونة الدهريين» بصرف 
تدخل تحته مسآلة خاق الأنواع الحية على غير مثال) عند كل طائفة من تلك الطوائف 
تختلف اختلافا جذرياء وأن كل طائفة منها إما تخالفه بالتأسيس على تلك المصادر 
لديها! وهذه ولا شك تسوية لا نقبلها ولا يقبلها أحد من تلك الملل والطوائف الخالفة 
له كذلك! 
فهل يستوي القرآن في ميزان الدكتور بالكتب المقدسة عند الهبود والنصارى» من 
حيث إفادة العلم ؟ هل العلم الملخود مق شقر التكوين» يسعوئ معرفيا عاخن مرخ 
آيات القران في خبر الغيب فها يتعلق بخاق الإنسان وخلق السماوات والأرض؟ لو 
قال بذلك لكفر قولا واحداء ولا نحسبه يقول! وان قال: كلا لا يستوي» بل القرآن 


صفحة | "لالا 


هوكتاب الله امحفوظ غير الحرفء خلافا لتلك الكتب التي حرفت وبدلتء قلنا 
له: شما معنى وما فائدة أن يكون الكتاب محفوظا بخطه ورسمه إن لم يكن فهمه محفوظا 
معه ؟ ؟ واااار ولا يرفع الناس به 0 
محفوظا بالرسم واللفظ والتلاوة وحسب! النصارى لم يحفظ الله لهم ذكرا ولا كتابا 
ولا تكفل بذلك سبحانه» بل أوكله إلهم خرفوه وبدلوه وضيعوهء ولم يبق لشيء من 
النصوص التي بين أيديهم اليوم مستند موروث بسند متصل لفهم الحواريين من 
ا كسد لما جاء به المسيح من وجي رب العالمين» وكذلك يقال 
في الهود! أي أنهم لم تحفظ لحم نصوص الوحي لا رواية ولا دراية! ولهذا فعندما يختار 

وان حر بوي اي - أن يعيدوا تأويل نصوصهم جريا على فلسفة جديدة أو 
نظرية جديدة لقيت رواجا أكادميا أ و اجتاعيا في عصر من العصورء فلا يمنعهم في 
دينهم مانع أصلاء لأنه لا حجية عندهم لفهم قرن على قرنء أو لإجاع قوم على قوم: 
ولا سند يتصل برسول من رسل الله تعالى أو بصحابي من صحابته وتلامذته» لشيء 
مما لديهم البتة! ش 


أما و املق فالقران هيدنا اتبينطيل الل ونهعه دالين 5 مستباعا لكل 
0 تأدوكلاما أدما مرشل - 5 يريد آه 


الدهرية وأذناهم أن يكون - يفهمه كل سامع بحسب ذوقه وهواه ! وانما هي نصوص 
مان فل طن رةه سلا اساي 
تعالى ((وَأَنرلنَا إِلَيِكَ الذِكْرَ لِتبيّنَ بلاس ما ل تتدَكرون)) [النحل 


6م أجمع ا السلام 0 إجاعهم 0 
المتصل بل والمتواتر» وحيما اختلفوا فقد ورثنا كذلك خلافهم بالسند المتصل» وحمية 
إجاع الصحابة ثابتة بالكتاب والسنة بما لا متسع لبسط الكلام عليه ها هناء ومنه 


صفحة | علالا 


أن اق فا قاف لاج عن تام الورولة, الله لكان ارما ع 
يد بإجاعهم على الغلط والضلالء وهذا ممتنع! والعقل يقضي 
- عند كل متجرد صادق - بألا يكون فهم المتأخر مقدما على فهم المتقدم عند 
العار ان لقم انز إل مقر عو ران قرا كلها ام ناه اتا 
الرسول الذين تتلمذوا على يديه بلا واسطة؟ هؤلاء فهمهم حجة على من بعدهم وجوبا 
وضرورة! وقد أذن الله بفضله ومنته أن يورث ذلك الفهم عبر القرون كاملا غير 
ا 0000 ينا للع نبوا يعن لمن رصان اليه 
قواعد في توريث العم ووراثته وفي معرفة أحوال الرجال والجرح والتعديل لم تعرفها 
أمة من الأنم قبلهم؛ بهذا كله عصم الله تعالى دينه الخاتم من التحريف والتضييع 
باصم فلا 0 7 أوالاعي قرا بريه 1 0 0 عن مواضعه 


ا كه 0 اع 
ليد 


فيبا يشل اكور كالخمطاي ا رشكن قلق مجان بالقداك المح لخر" 
لنصوص القرآن تهمة في حق من يسلكه من المسلمين» فهذا منه إجال ينطوي على 
تمل مبين! فإن كان المقصود بالمعنى الحرفي ما يسميه علاء المسلمين بظاهر النص» 
فالأصل في القرأن إجراؤه على ظاهرهء ولن ترى علاء الصحابة إلا يسلكون ذلك 
المسلك من غير مخالف: إلا في مواضع قليلة يدخلها التأويل» وهذه ليس التأويل فيها 
مرتعا للرأي والهوى في ديننا وللّه المدء كا يرجو هؤلاء 0 يجعلوه. وما هو - 
كذاك - كوم بأدلته التي ورثناها عنهم رضي الله عنهمء فا أجمعوا عليه من ذلك 


صفحة | هلالا 


كان حجة على من بعدهمء وما اختلفوا فيه كان إجماعهم على حصر الخلاف فيه فيا 
ورثناه من أقوالهمء حجة علينا كذلك. رضي من رضي وكره من كره! 


لكن هذا الإجاع لا عبرة به عند صاحبنا بإزاء "إجاعات الطبيعيين"! فإذا اتفقت 
أكاديمياتهم على القول بدعوى معينة في أمر من أمور الغ لغيبء الذي هو أصلا حرم 
معرفي لبس لم أن يقتحموه بالقياس اده وق أمثال 0 
الطبائعيين هو الحجة وهو القطع العقلي الواجب حمل جميع النصوص ذات 

على ما يوافقه! فتأمل لأي زندقة أسس 0 
وأتباعه» ولا حول ولا قوة إلا بالله! 


اتكتررطع ان لقان بس 0 57 
يحجوجون برسالة مد صلى الله عليه وسلم التي أعره ضوا عنها وأبوا واستكيروا! أما 
نحن المسلمين فعندنا بفضل الله ورحمته» النص 0 9 جة البيضاء التي لا 
يناطحها مناطح إلا انكسر قرنه واندكت رقبتهء فن آمن به وقبله كما جاء به ميراث 
النبوة عندنا فقد نجاء وإلا فلا نبالي في أني واد هإك! 


ثانيا: قوله: "وبتمسك الخلقويون بالمعنى الحرفي لآيات الخلق التي جاءت في القرآن 
الكريم وفي سفر التكوين وفي التوراة» ويرفضون تأويلها في ضوء ما يثبته العام 
الحديثء إذ يخشون أن يؤدي طرح امفاهم التطورية إلى إخراح الإله من السا 
0 لديا فاقيا باادكدووغ ياه الننا 
التطورية هذهء لا محل فها للإله أصلا حتى يقال إننا تخشى أن يؤدي طرح امنا 
اوري إلل, "راج الالة'1 نك زاك .من اتتسمونه فيا القاماء كاز ملق 3 
0 على ذلك الإخام من مقتضيات ولوازم في صفة ذلك الإله الذي تثبتونهء تجعله 
على التحقيق» كلإله الذي أثبته داروين نفسه أول الأمر ثم لم يمت لا وقد 


صفحة | حلالا 


اوور 0 الف اللنن أورفون 
القرآن على أنه كلام ربناء لم يفهموا منه إلا تلك يجان كياد لاك 
اقول ين واوا 0 هم وإذن فلا ثقة في تقلهم 
متن ذلك الكتاب نفسه وفي إجاعهم على ناه وحروفه. ولا صحة لنص من 
نصوصه جاء فيه ((إنَا ننْ ترَلَا الذَكْر وَإنَا َه لَحَافِظُونَ)) [الحجر : 9]. إذ لا معنى 
ولا قمة لنص يورث ولا يحفظ معه معناهء ولا شيء يأمننا إذن من أن يكون قد 
حرف النص الموروث نفسه بين أيدبهم أو أجمعوا في لفظه على خلاف ما جاء به 
نهم كا وقع لأهل الكتاب من قبلناء إما هذا وإما أن يكون ما تسميه أنت بالمعنى 
ا 00 
ذلك الغيب المحضء وهو الذكر الذي حفظه الله فيهم كابرا عن كابرء وبه وبنحوه من 
فهوتحم واجاعاتهم وما تواتر عنهمء حفظ اللّه مثن القرآن نفسه. وما خالف ذلك الفهم 
تبوروة مغرف 503 رلك عر قزل للد لايك ل طن شه لالس الوه 
الصحابة وإما دين الفلاسفة! هذا دين وذاك دين» فلينظر أحدم على أي دين يحب 
أن يأتيه أجله! 


ثالثا: قوله: " ولا يدرك هؤلاء» وربما يدركون, أنهم بذلك يعارضون علوم الفيزياء 
والكهياء والفلك والجيولوجيا والبيولوجياء ولا يدركون أن ذلك يحطم الإيمان ولا يبنيه" 
فلت: لا أجد لهذا الكلام وصفا أليق من أن يكون ضربا من "الإرهاب الفكري" 
3 ما عهدناه إلا في كلام الملاحدة لطبيعيين الذين صدر الدكتور نفسه للرد عليهم» 
لله المستعان! وفبه مغالطة واضحة إذ لا شك أن الذي يعارض تلك النظرية فهو 
ِ 6 عند الكهيائيين بن والفلكيين والجيولوجيين والبيولوجيين وغيرهم» ولكن لا 
يصح بحال أن يقال في ذلك إنه معارضة "لعلم الفيزياء" و"علم الك" و"علم الفلك 


صفحة | /الالا 


.. إلء وكأن المعترض هذا يترتب على كلامه إسقاط جميع تلك العلوم إسقاطا كلياء 
صن أولها إلى آخرها! هذا باطل واضم! وكذلك الزع بأن المعارضة نحطم اليجان ولا 
تبنيهء فهذا (أي نحطم الإمان) إِغا بقع عند من بنى دينه على صحة تلك النظرية 
(كأصحاب التطور الموجه مثلا!!). فهؤلاء هم من يزول إيمانهم بالكلية إن خاطبناهم 
بأدلة يلكا ! وان عقالاه الم الذية زاوها مدا الفيعيخة اللاتة يا معرفاء 
وفهموا كيف أنها في واقع الأمر عدوان فاحش على باب لم يكن للعلم الطبيعي أن 
زيادة الإمان واليقين» لهم ولمن يكشفون لهم حقيقتها من المسلمين» والمد لله رب 
العالمين. 


صفحة | «لالا 


موضوعات المجلد 
مبحث في بيان عقائد الدراونة المؤلهين عامة والجهمية 


الدراونة خاصة. ل 0000 
فصل في نقض القول بوجوب النظر في نظريات الطبيعيين على أعيان المكلفين 
99090909090 طغظ2 
فصل في قوطم "ما المانع من قبول فكرة الأصل المشترك تمده 
توناوءء هك دون بقية عناصر النظرية"؟ اا ا 
فصل في قولهم: ولكن فكرة الانتخاب الطبيعي فكرة بدهية ظاهرةء فكيف 
تريدون إبطالها؟ 000 

.. 2م 


مبحث فْ مذهب الواقفة في غير آدم 7 جوزة التطوير الولهى في غير آدم 
مبحث في ححمية التطوير أو التطور الموجه 1064© / 1362م عتامتعط]” 


32 ال 001011 ا 


الطبائع والقوانين الطبيعية وبدعة "التدخل الإلهي" عند مرو شريف ١67.‏ 
نشبيه الأفعال على طريقة هع عمذ1(1 اللاهوتية عند الدكتور عمرو 
شريف» وعدوانه المبين على كلمة التكوين! ا 1 000 
استدلال عمرو شريف لبدعة التطور الموجه بالإنتروبي والتبعثر الكوني المزعوم 


في مفهوم القانون الفيزيائي عنده ل 


في برهان الحدوث (الكوزمولوجي) عنده ل ل 
مسلكه في الانتصار لخرافة الاتفجار على غيرها من خرافات الكوزمولوجيين 
5*6 


كلامه في فلسفة الرياضيات 0000000000111 000000 
موقفه من مسألة "ا ٠‏ لضبط الدفيق' ' الكوزمولوجية وس بدا الأنثروبي .. 6 


خلطه بين 1000 5 المتعددة 1105ه1717 137 عند الفيزيائيين» والعوال 


الممكنة 1170105 ء[طازووه2 عند الفلاسفة 009 
تأسيسه لمذهب الجهمية الطبيعية الجديدة في تأويل القرآن! 0010 
كلامه ف أصل الحياة 1 2< 
نفيه الروح عما سوى الإنسان مع م ا ا 1 


تأسيسه لبدعة التطور الموجه (التطوير الإلهى)! 00 
عبثه بالمصطلحات: من ل يقل بالخلق الطبيعى التطويري المزعوم عتأمتعط 1" 
دم 6 اه فهو "الخلقوي" غ15م ماع22 عنده! 00 


صفحة | :70>